مجلس المذاكرة الرابع
تطبيقات على مهارة تحرير أقوال المفسّرين المختلفة
المجموعة الأولى:
1: المراد بالطاغية في قوله تعالى: (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) ) الحاقة
المراد بالطاغية في قوله تعالى : { فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية }.
ورد فيها عدة أقوال :
الأول :أنها الصيحة ، عن ابن جرير . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
وزاد ابن كثير عن قتادة : الصيحة التي أسكتتهم ، والزلزلة التي أسكنتهم .
وزاد السعدي : الصيحة العظيمة الفظيعة التي انصدعت منها القلوب ، و زهقت لها أرواحهم ، فأصبحوا موتى لا يُرى إلا مساكنهم .
وزاد الأشقر : الصيحة التي جاوزت الحد .
الثاني : الذنوب ، عن مجاهد . ذكره ابن كثير .
الثالث : الطغيان ، عن الربيع بن أنس وابن زيد ، وقرأ ابن زيد {كذّبت ثمود بطغواها } . ذكره ابن كثير .
الرابع : عاقر النّاقة ، عن السّدّي . ذكره ابن كثير .
واختار ابن جرير القول الأول : أنها الصّيحة . كما ذكر ابن كثير .
2: المراد بــالمرسلات.
ذكر فيها عدة أقوال :
الأوّل : الملائكة ، عن ابن أبي حاتم ومسروق وأبي الضّحى ومجاهد – في إحدى الروايات – والرّبيع بن أنس والسّدّي ، وفي رواية عن أبي صالح . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
وزاد السعدي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشؤونه القدرية وتدبير العالم ، وبشؤونه الشرعية ووحيه إلى رسله .
وزاد الأشقر : الملائكة المرسلة بوحيه وأمره ونهيه .
الثاني : الرّسل ، في رواية عن أبي صالح . ذكره ابن كثير .
الثالث: الريح ، عن الثّوري وابن عبّاس ومجاهد وقتادة ،وفي رواية عن أبي صالح . ذكره ابن كثير .
وتوقّف ابن جرير هل هي الملائكة إذا أُرسلت بالعرف ، أو كعرف الفرس يتبع بعضهم أو هي الرّياح إذا هبّت شيئا فشيئا .
ورجّح ابن كثير أنّ المرسلات هي الرّياح ، واستدلّ بقوله تعالى : { وأرسلنا الرّياح لواقح } ،وقوله تعالى : { وهو الذي يرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته } .