دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ربيع الأول 1440هـ/29-11-2018م, 03:44 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.

2: حرّر القول في كل من:

أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.
ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
3: بيّن ما يلي:
أ: حكم لعن الكافر.
ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.
ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.
ب: المراد بخطوات الشيطان.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
2:
حرّر القول في كل من:
أ:
معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
3: بيّن ما يلي:

أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية.
تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 ربيع الأول 1440هـ/1-12-2018م, 09:27 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.
بعد أن بين الله سبحانه وتعالى- لعباده بأن الأصل في المطاعم الحل, استثنى منه ما كان خبيثا محرما عليهم, فالله سبحانه- أحل الطيبات وحرم الخبائث, فلا يستوي الخبيث والطيب, لذلك قال:{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ}:
(الميتة): هي التي تموت حتف أنفها بلا تذكية, والعموم هنا مخصوص بميتة البحر حيث قال -عليه الصلاة والسلام- في شأن البحر:"هو الطهور ماؤه الحل ميتته), وروى أحمد قوله عليه الصلاة والسلام:"أحلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد" .
وعلى هذا يدخل في الميتة ما جاء في قوله تعالى:{ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } فاستثنى سبحانه المذكاة.
(والدم): المراد به المسفوح, أما ما كان في العروق عند طبخ اللحم: فهذا لا يدخل في المحرم, وقد قالت عائشة رضي الله عنها, فيما اخرجه الطبراني في تفسيره:(إن البرمة لتكون في مائها الصفرة ثم لا يحرمها ذلك).
(ولحم الخنزير): سواء كان ميتة أو تمت تذكيته, فهو نجس العين يحرم أكله, وقد جاءت الآية بالتنصيص على اللحم حتى يعم الشحم والغضاريف وغيره, وقد أجمعت الأمة على تحريم شحم الخنزير, وهو من أقذر الحيوانات, كما إن أكله يورث الدياثة لأنها من أخص صفات الخنزير.
أما خنزير الماء فقد قال مالك فيه: « أنتم تقولون خنزيرا», أي إن هذا ليس اسمه على الحقيقة.
(وما أهل لغير الله به): أي: ما ذبح لغير الله فصيح باسم غير الله عليه, وقصد به الأصنام أو الأوثان, أو غيره مثل مما يذبح لعيسى عليه السلام, أو الحسين, أو لقبور الأولياء وقد جاء عن ابن عباس : "المراد ما ذبح للأنصاب والأوثان", فهو في حكم الميتة لا يباح أكله, وقد سئلت عائشة رضي الله عنها, عما يذبحه العجم في أعيادهم فيهدون منه للمسلمين، فقالت: «ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوه، وكلوا من أشجارهم».

وبعد أن بين سبحانه ما حرم من الخبائث: رخص في أكلها في حالة الضرورة, فالضرورات تبيح المحظورات, وهذا من رحمة الله بعباده, حيث رفع عنهم الحرج , ويسر عليهم فأباح لهم عند خوفهم من الهلكة أن يتناولوا من هذه المحرمات ما يحفظ حياتهم, فقال:
"فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ": فإن اضطر لأكلها: فلم يجد ما يدفع الضرورة إلا هي, جاز له أكلها بشرطين:
(غير باغٍ ولا عادٍ): وقد اختلف العلماء في معنى هذا على اقوال:
فقال بعضهم: غير باغ لها تلذذا, ولا يتجاوز الحد الذي يدفع عنه الهلاك.
وقالوا: غير متجاوز لما يدفع به الضرورة, ولا مقصر فيها.
وذكرت اقوال قريبة من هذا المعنى, وقال بعضهم :غير باغ على إمام، وغير متعد على أمته, فيدخل فيه البغاة وقطاع الطريق ومن يخرج على الولاة, ومن يسافر في معصية, وهذا القول بعيد يرده ظاهر النص, فالرخصة عامة ولم يرد استثناء شخص بعينه منها, والصحيح إن معنى الآية: غير مريد لأكل المحرم ولا نشتهي له ولا متلذذا به, بل يأخذ ما يدفع به الضرورة من غير تعد, ويجوز له أن يحمل منه معه إن كان في سفر وخاف الهلكة, لكن لا يأكل إلا للضرورة, وإذا وجد الحلال: رماه وتخلص منه, وهذا من تقوى الله عز وجل, ومن شكر العبد لربه على هذه الرخصة.

وقوله:(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ): فهو سبحانه غفور لا يؤاخذ من كانت هذه حاله, رحيم بعباده أن رخص لهم في حال الاضطرار ما يدفعون به الهلاك عن أنفسهم, وهذه منة وصدقة من الله علينا, لذلك جاء عن مسروقٍ قوله: "من اضطرّ فلم يأكل ولم يشرب، ثمّ مات دخل النّار", لأنه أهلك نفسه بلا عذر, ولأنه أعرض عما رخص به الله سبحانه, لذا عدها بعض العلماء عزيمة لا رخصة, وقد قال تعالى:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة{.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً}.

اختلف أهل التفسير في معنى الآية:
المعنى الأول: قال أصحابه بأن هذا مثل ضربه الله عز وجل لبيان حال الكفار وسفاهة عقولهم, فشبههم بقطيع الغنم السارح الذي ينادي عليه صاحبه الراعي فلا يسمعون منه إلا الصوت مع عدم قدرتهم على فهم معنى الكلام, وهذا حال النبي-عليه الصلاة والسلام- مع الكفار فهو معهم كمثل الناعق والمنعوق عليه, ونفى سبحانه عنهم السماع لعدم انتفاعهم به, فهو بمنزلة المفقود طالما لم يتحقق الغرض منه, والعرب تقول لمن يسمع ولا يعمل بما يسمع: أصم, كما وصفهم الله تعالى بقوله:{ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل}, فهم مصرون على ما هم فيه من غي وضلال مع سماعهم لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام, لكن لا يذعنون ولا يفقهون فضلوا عن اتباع ما فيه رشدهم وفلاحهم.
وهو قول ابن عبّاسٍ، وأبي العالية، ومجاهدٍ، وعكرمة، وعطاءٍ، والحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني والربيع بن أنس والسدي وسيبويه والزجاج.
وذكره ابن عطية بدون تخصيص تشبيه الناعق بالنبي عليه الصلاة والسلام, لكنه ذكر المعنى بإطلاقه مع كون المنعوق عليهم هم الكفار.
وذكره ابن كثير ورجحه.

المعنى الثاني: هذا المثل ضربه الله -تعالى- لبيان حال الكفار مع آلهتهم: فهم في اتباعهم لآلهتهم وما يصرفون لها من عبادات كمثل الناعق بما لا يسمع منه شيئا, فحاله كحال من يصيح في جوف الكهوف فلا يسمع هذا الناعق إلا ما يعود عليه من صدى صوته المتردد في أنحاء الكهف, فهو يصيح فلا يجيبه إلا صدى نعيقه نفسه, وهذا لا ينفعه في شيء.
وهو قول ابن زيد ذكره ابن عطية.

المعنى الثالث: إن هذا مثلا ضربه الله سبحانه وتعالى- لبيان حال الكفار مع آلهتهم, فهم ينادونها ويدعونها ويصرفون لها مختلف العبادات وهي مع هذا لا تجيبهم ولا تنفعهم بشيء, فهي لا تسمع ولا تقل ولا تغني عنهم شيئا, فحالهم كحال الراعي الذي ينعق ويصيح على غنمه ويزجرها وعي بعيدة عنه لا تسمعه لبعد المسافة, فلا يناله من هذا إلا الجهد والمشقة, وكذلك الكفار: لا ينالون خيرا من دعاء آلهتهم ولا يدفع عنهم شرا به, بل هم في جهد ومشقة في الدنيا وخزي وعذاب في الآخرة.
وهذا قول ابن جرير, ذكره ابن عطية, وذكره ابن كثير ونسبه لابن جرير وقال: (اختاره ابن جريرٍ، والأوّل أولى؛ لأنّ الأصنام لا تسمع شيئًا ولا تعقله ولا تبصره، ولا بطش لها ولا حياة فيها.).

الراجح:
والله أعلم هو القول الأول الذي رجحه ابن كثير, لمناسبته مع سياق الآية التي أتت سابقة لآية المثل, ومناسبته لختام الآية, فقد قال الله قبل هذه الاية:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} فسياق الايات في ذمهم وذم عقولهم وضلالهم هم ومن قلدوهم من الاباء والأجداد, فجاء المثل ليؤكد هذا المعنى, فلم يكن ضلالهم وعدم انتفاعهم بالهدى بسبب تعطل حواسهم, بل كان بسبب إعراضهم عن إعمال حواسهم في الحق, فقد وصلهم البلاغ بينا واضحا مبينا لما اشكل, ومه هذا كانوا كالأنعام في استقباله وإجابته, لذلك-والله أعلم- ختم الله الاية بقوله:(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).


ب: المراد بالأسباب في قوله تعالى: {ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب}.
جاءت عن السلف عدة أقوال في بيان المراد بالأسباب:

القول الأول: المودات, قاله ابن عباس, ومن المودات: الأرحام, كما جاء هذا عنه أيضا. ذكره ابن عطية.وهو قول ثان لمجاهد, ذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني: أي: انقطع وصلهم الذي كان جمعهم. الزجاج
الثالث: المراد بها العهود, قاله مجاهد.ذكره ابن عطية.
الرابع: المراد بها المنازل التي كانت لهم في الدنيا. ذكره ابن عطية.
الخامس: المراد بها الأعمال، فلما كانت أعمال المؤمن سببا في فوزهم, تقطعت بالظالمين أعمالهم. ذكره ابن عطية.
السادس: المراد بالأسباب الحيل وأسباب الخلاص, فلم يجدوا مهربا من النار. ذكره ابن كثير

الراجح:
جميع الأقوال متقاربة لا تعارض بينها, بل الاختلاف فيها من باب اختلاف التنوع لا التضاد, والسبب في اللغة: الحبل الرابط الموصل فيقال في كل ما يتمسك به فيصل بين شيئين, وكلمة (الأسباب) محلاة ب(أل) والتي تفيد الاستغراق, فجميع ما كان يجتمع عليه الكفار من أمور وحدوا عليه معاشهم وكلمتهم في الدنيا: من رحم أو مودة أو عهود ومواثيق أو أعمال عملوها فحسبوا أنها تنفعهم, وهذا كما قال الزجاج:(انقطع وصلهم الذي كان جمعهم) فقوله عام يشمل جميع هذه الأمور, كما قال تعالى:{ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين}, وقال:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}, وقال:{إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعضٍ ويلعن بعضكم بعضًا ومأواكم النّار وما لكم من ناصرين}.
وهم مع هذا في يوم القيامة يستجدون ويستنجدون ويطلبون الخلاص, ويبذلون المحاولات في هذا من طلب الرجوع إلى الدنيا لعمل الصالحات, قال تعالى عن جالهم:{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون }, ويتمنون أن يكون حالهم كحال العجماوات التي يصيرها الله ترابا, قال تعالى:{يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}, ويطلبون من خزنة النار تخفيف العذاب عنهم:{وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب}, ويطلبون من مالك خازن النار أن يقضي عليهم:{ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون}, فتنقطع جميع حيلهم واسباب خلاصهم, فلا يجدوا مهربا من النار جزاء وفاقا.

3: بيّن ما يلي:
أ: الفرق بين الرياح والريح في القرآن، ووجه التفريق بينهما.

الرياح جمع ريح، وقد جاءت (الرياح) بالجمع في القرآن غالبا مقترنة بآيات الرحمة والامتنان على الخلق, كقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ}, وقوله:{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}, أما (الريح) فجاءت مفردة غالبا مقترنة بآيات العذاب, كقوله تعالى:{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ }, وقوله:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ}, ماعدا في قوله تعالى:{وجرين بهم بريحٍ طيّبةٍ}, .فتأتي الرياح من جهات شتى فيخفف ذلك من سرعتها, أما إذا كانت مجتمعة من جهة واحدة: فتكون عاتية تدمر كل شيء.وقد قال ابن عطية:(وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى {نشرا} »، واحتج بحديث فيه إن النبي عليه الصلاة والسلام, كان يقول: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا", وهو حديث لا يصح كما ذكر هذا الألباني رحمه الله.
وقد جاءت (الريح) في موطن خير في قوله تعالى:{وجرين بهم بريح طيبة}, وقد علل هذا ابن عطية بقوله:(وأفردت مع الفلك لأن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة، ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب).

وهذا التفريق ليس بقاعدة مطردة في القرآن, لكن ربما هو الغالب فيه, وإلا فقد جاء الريح في موضع المدح في القرآن, مثل ما سبق من آية يونس, كذلك قوله تعالى:{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ }, وقوله:{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}, وقال تعالى في الرياح:{فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}, كما إن القراءات جاءت بخلاف هذه القاعدة, فما جمع في موضع قرأ بالإفراد والعكس صحيح.
وفي آية يونس قال تعالى:{ وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف} فكلاهما جاء بلفظ (الريح), وميز بينهما بوصف يخص كل منهما, فوصفت إحداهما بكونها(طيبة) والثانية بكونها (عاصف).
والله اعلم.

ب: المراد بخطوات الشيطان.
جاءت عبارات السلف في بيان المراد ب(خطوات الشيطان) متقاربة لا تعارض بينها, لكن تنوعت في بيان المراد بخطوات الشيطان:
- فقالوا خطوات الشيطان هي أعماله, قاله ابن العباس. ذكره ابن عطية.
- وقالوا هي طرقه وسبله ومسالكه التي يدعو إليها. قاله الزجاج, ذكره ابن عطية, وهو قول ابن كثير.
- وقالوا خطواته هي خطاياه,وهو قول مجاهد. ذكره ابن عطية وابن كثير.

وهذا جميعه لا تعارض بينه فأعماله وخطاياه هي التي تسحب العبد ليسير في طرقه ومسالكه, للك ورد عنهم أمثلة لذلك:

- فقالوا: كلّ معصية للّه فهي من خطوات الشّيطان, قاله قتادة والسدي, وهو معنى قول عكرمة إن المراد بخطوات الشيطان نزغاته, وقول أبي مجلز: "هي النذور والمعاصي", لذلك قال الحسن: إن الآية نزلت فيما سنوه من البحيرة والسائبة ونحوه. لأنها من أكبر الكذب على الله سبحانه وتعالى.
وهذه جميعها من الأخطاء التي يوقع الشيطان بها العبد, وقد روي عن علي بن أبي طالب وقتادة والأعمش وسلام في قراءة (خطوات):"خطؤات" فيكون جمع خطأة من الخطأ .

فلا تعارض بين أقوالهم, فكل ما يخرج عن الصراط المستقيم هو من خطوات الشيطان, لذلك كثر التحذير منه في القرآن الكريم, قال تعالى:{ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} وقال:{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} وقال : {إنه عدو مضل مبين} وقال : {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}, فهو كما قال ابن عطية:(وكل ما عدا السنن والشرائع من البدع والمعاصي فهي خطوات الشيطان), فهو ينزغ بني آدم فيأمر بترك الطاعة، أو يأمر بفعل المعصية, وهذي طرقه وأفعاله مع العبد, لذلك قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه عن عبد الله بن مسعود ، قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا ، ثم قال : " هذا سبيل الله " ، ثم خط خطوطا عن يمينه ، وعن شماله ، ثم قال : " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثم تلا : {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} .

فعد السلف كل معصية أو نذر في معصية, أو بدعة من خطوات الشيطان, وكل عبادة لغير الله فهي عبادة للشيطان, لذلك قال تعالى:{59ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين}, وهو رأس الطواغيت وأصل الشر, فلا هم له إلا إزاحة العبد عن الصراط المستقيم, كما قال عليه الصلا والسلام فيما رواه عن ربه, قال تعالى:"خلقت عبادي حنفاء كلهم فاجتالتهم الشياطين عن دينهم", لذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه, لمن امتنع عن أكل الضرع, فلما سأله ابن مسعود قال:حرمت أن آكل ضرعًا أبدا, فقال له:«هذا من خطوات الشّيطان، فاطعم وكفّر عن يمينك».

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ربيع الأول 1440هـ/2-12-2018م, 01:43 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول: فسّر قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}.
يخبر الله تعالى ويتوعد قائلاً ( إن الذين يكتمون) وهم أحبار اليهود (ما أنزل الله من الكتاب) أي ما بين الله عز وجل لهم من أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصفته ، والمراد بالكتاب في السياق هنا التوراة والإنجيل ،(ويشترون به ثمناً قليلاً) أي اعتاضوا عن تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الحق بذلك النذر اليسير من حطام الدنيا ، حيث أنهم خافوا إن أظهروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في كتبهم التي بأيديهم واتبعه الناس ؛ أن تذهب رياستهم ويترك الناس تعظيمهم ، ويضيع ما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف فباعوا أنفسهم بالثمن القليل فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة، والآية وإن كان سياقها في أهل الكتاب ولكنها تعم كل من فعل فعلهم وكتم الحق من علماء المسلمين لدنيا يصيبها ، ( أولئك) أي الذين يكتمون الحق لعرض من الدنيا (ما يأكلون في بطونهم إلا النار) قيل سمى مأكولهم ناراً لأنه يؤول بهم إلى النار ، وقيل أن المعنى أن الله يعاقبهم على كتمانهم الحق بأكل النار في جهنم حقيقة ، ( ولا يكلمهم الله يوم القيامة ) ذلك لغضبه عليهم فلايكلمهم لانحطاط منزلتهم عنده ، وقيل لا يكلمهم كلام الرضى بما يحبون ، وقيل لا يرسل إليهم الملائكة بالتحية ، ( ولا يزكيهم) أي ولا يطهرهم ولا يثني عليهم ولا يمدحهم (ولهم عذاب أليم) بل يعذبهم عذاباً مؤلماً موجعاً.

إجابة السؤال الثاني:حرّر القول في كل من:
أ: جواب "لو" في قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا} الآية.
في المسألة أقوال والتقدير على حسب ما في الآية من قراءات وبيان ذلك:
أولاً: جواب لو مقدر قبل (أن القوة) فيكون "أن القوة "معمولاً لذلك الجواب:
1- على قراءة "ولو ترى" وفتح همزة "أنَّ" في الموضعين ، يكون التقدير: لو ترى يا محمد ( الخطاب له والمقصود أمته ) الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب لعلمت أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب.
- تقديرآخر : لو ترى يامحمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب لأقروا أن القوة لله....
2- على قراءة " ولو يرى" وفتح همزة "أنَّ" في الموضعين ، يكون التقدير: لو يرى في الدنيا الذين ظلموا حالهم في الآخرة لعلموا أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب.
3- وعلى قراءة " ولو ترى " وكسر همزة إن في الموضعين، يكون التقدير ولو ترى يامحمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب لقلت إن القوة لله جميعاً وإن الله شديد العذاب.
4- على قراءة " لو يرى" وكسر همزة إنَّ في الموضعين ، يكون التقدير: لو يرى الذين ظلموا في الدنيا حالهم في الآخرة لقالوا إن القوة لله جميعا وإن الله شديد العذاب.
ثانياً : جواب لو مقدر بعد قوله (شديد العذاب) وهو محذوف للمبالغة:
1- على قراءة " ولو ترى" وفتح همزة "أنَّ" في الموضعين ، يكون تقدير ذلك : لو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب –لأن القوة لله جميعا ولأن الله شديد العذاب –لاستعظمت ما حل بهم ولعلمت ما بلغ بهم من النكال . ( اللام مضمرة في أنَّ فهي مفعول لأجله والجواب مقدر بعدها) .
2- وعلى قراءة " ولو ترى" وكسر همزة إنَّ في الموضعين ، يكون التقدير : لو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب لاستعظمت ما حل بهم ، ثم ابتدأ الخبر بقوله : إن القوة لله.....
- تقدير آخر على نفس القراءة : لو ترى يا محمد الذين ظلموا إذ يرون العذاب يقولون إن القوة لله جميعا وإن الله شديد العذاب لاستعظمت حالهم.
3- على قراءة " ولو يرى" وفتح همزة "أنَّ"، يكون التقدير: ولو يرى – بمعنى يعلم-الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا، لاستعظموا ما حل بهم ، ف (يرى ) عامل في ( أن) وسدت مسد المفعولين.
-وعلى نفس القراءة والرؤية بصرية ، يكون التقدير: ولو يرى الذين ظلموا حين يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ، لهالهم الأمر ولرأوا أمرا مهولاً.(حذف الجواب للمبالغة)
4- على قراءة " ولو يرى" وكسر همزة إنَّ ويكون التقدير: ولو يرى الذين ظلموا حالهم في الآخرة لاستعظمت ما حل بهم ، ثم ابتدأ بالخبر بقوله "إن القوة لله...."
- تقدير آخر :ولو يرى الذين ظلموا حين يرون العذاب يقولون إن القوة لله جميعا لاستعظمت حالهم.

ب: المراد بـ "الذين اتُّبعوا" في قوله تعالى: {إذ تبرّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآية.
اختلف المفسرون في المراد ب ( الذين اتُّبعوا) على أقوال:
1-كل من عُبد من دون الله قاله ابن عطية ، حاصل كلام ابن كثير حيث قال :الملائكة والجن تتبرأ منهم وقد ساق مواطن من كتاب الله عز وجل تبين تبرؤ هؤلاء الأصناف ممن عبدهم في الدنيا؛ كقوله تعالى حكاية عن الملائكة في تبرئهم من عابديهم: {تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون}.
2- الشياطين المضلون قاله قتادة وذكره ابن عطية .
3- هم السادة والأشراف والرؤساء ، تبرأوا ممن اتبعهم على الكفر، قاله الزجاج وابن عطية عن الربيع وعطاء.
الراجح: أن لفظ الآية يعم ذلك كله.


إجابة السؤال الثالث :بيّن ما يلي:
أ: حكم لعن الكافر.
لا خلاف في جواز لعن الكفار بعمومهم ، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه والأئمة من بعده يلعنون الكفار في القنوت وغيره.
إنما الخلاف في لعن الكافر المعين على قولين ، الأول :ذهب جماعة من العلماء وهوالذي عليه عامة أهل العلم وهو الراجح أن الكافر المعين لا يلعن لأننا لا ندري بما يختم له ، الثاني: قالت طائفة أخرى من العلماء بل يجوز لعن الكافر المعين ، واستدلوا بقصة الرجل الذي كان يؤتى به سكران فلعنه رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله" فدل بالمفهوم أن من لا يحب الله ورسوله يلعن والله أعلم.

ب: المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله تعالى: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
اختلف المفسرون في المراد بالكتاب والذين اختلفوا فيه في قوله ( وإن الذين اختلفوا في الكتاب)
القول الأول:القرآن والذين اختلفوا فيه هم كفار العرب قالوا: سحر وقالوا أساطير الأولين ، وقال بعضهم : هو مفترى ، حاصل كلام ابن عطية.
القول الثاني:التوراة ، والذين اختلفوا فيههم الـيهود والنصارى، اختلفوا فـي كتاب الله فكفرت الـيهود بـما قصّ الله فـيه من قصص عيسى ابن مريـم وأمه، وصدقت النصارى ببعض ذلك وكفروا ببعضه، وكفروا جميعا بـما أنزل الله فـيه من الأمر بتصديق مـحمد صلى الله عليه وسلم يفهم من كلام ابن كثير وابن عطية .
والراجح: أن الآية تحتمل المعنيين فأهل الكتاب اختلفوا في كتبهم وكفار العرب اختلفوا في القرآن والله أعلم.
-----

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 ربيع الثاني 1440هـ/13-12-2018م, 03:32 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (159 - 176)


أحسنتم، بارك الله فيكم وأنار دربكم وسدّد خطاكم.

المجموعة الأولى:
1: مها محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: ينتبه إلى بعض التأويلات في نفي كلام الله تعالى للكفار المذكورين، كمن قال إن المعنى ألا يرسل إليهم الملائكة بالتحية، والمعنى على ظاهره أن الله لا يكلمهم يوم القيامة، ويراد به تكليمهم بما يسّر بسبب غضبه تعالى عليهم، وقال بعدها: {ولا يزكّيهم}، وقد ورد تكليمه تعالى لهم في مواضع أخرى من القرآن، كما قال تعالى: {اخسؤوا فيها ولا تكلّمون}، ولكنه تكليم لهم بما يسوؤهم.


المجموعة الثانية:
2: فداء حسين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2 أ: الأولى تقسيم الأقوال على صنفين: الأول أن يكون المثل في حال الداعي إلى الله مع الكفار، والثاني أن يكون في حال الكفار مع آلهتهم وله توجيهان هما القولان الثاني والثالث.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 ربيع الثاني 1440هـ/19-12-2018م, 08:46 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
{وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة } يقول الأتباع الذين تبرئ منهم يوم القيامة كما يحكي لنا رب العزة أنهم يتمنون العودة والكرة إلى الدنيا
{فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا} أي لنتبرأ من الذين اتبعناهم كتبرئهم منا يوم القيامة ويبين الله أن مقصدهم هو التبرؤ لا إحسان العمل كما تدل عليه الآية { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه }
{كذلك يريهم الله أعمالهم} هذا الحال يصفه الله تعالى برؤيتهم عينا أو قلبا لأعمالهم الفاسدة التي عملوها فاستوجبوا النار وأعمالهم الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة والأقرب الأول {حسرات عليهم} حال كون تلك الأعمال حسرة وندامة فالشيء الحسير هو الذي انقطع وذهبت قوته فأعمالهم تذهب وتضمحل كقوله تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ..}
وإذا ذهبت أعمالهم لم يبق لهم ما يخفف عنهم فكان حكم الله عليهم ب{ وما هم بخارجين من النار}
____________

2:
حرّر القول في كل من:
أ:
معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
اختلف المفسرون في كيفية لعن الناس أجمعين لهم مع كونهم ككفار من جنس الناس على أقوال
الأول: أن لعن الناس يكون في الآخرة وهو قول أبي العالية
واستدلوا بقوله تعالى{ ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا}
الثاني: أن لعن الناس في الدنيا أيضا فهم يقولون :لعن الله الكفرة فيلعنون أنفسهم وهم لا يشعرون
الثالث: أن اللعن يكون من المؤمنين خاصة على أن أل هنا ليست للجنس وهو قول قتادة والربيع بن أنس
_____

ب:
معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
اختلف المفسرون فيه على أقوال
الأول: أنها للتعجب أي ما أجرأهم على النار فيتعجب من رآهم من صبرهم على ذلك مع ما هم فيه من العذاب والنكال وعليه جمهور المفسرين ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
الثاني: أنها للاستفهام معناه: أي شيء أصبرهم على النار ذكره الزجاج ابن عطية
وذكر المبرد أن الاستفهام للتقرير بمعنى أمرهم بالصبر واستبعده ابن عطية لأنه ليس في اللغة أصبر بمعنى صبر
والراجح الأول
________

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.
فيه قولان
الأول : بينوا ما كتموه من أمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) وغيره
الثاني: بينوا توبتهم بإبراز أعمالهم حتى تتضح توبتهم
والظاهر أن الأمرين لازمين لبعضهما في البيان والله أعلم
______

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية
اختلف المفسرون فيها على أقوال
الأول: أن قريشا طلبت من النبي (صلى الله عليه وسلم ) آية أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال الله عز وجل إذن فإن لم يؤمنوا لأعذبنهم فقال النبي لا ولكن أدعهم يوما بيوم فنزلت الآية
أي هل جعل الصفا ذهبا أكبر من تلك المخلوقات العظام
الثاني: لما نزل قوله تعالى { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } كيف يكون للكون إله واحد فنزلت الآية تبرهن ذلك
الثالث: أن قريشا تعجبت من كون إله واحد للبشر جميعهم فنزلت الآية وهو قول شبيه بالثاني
وكلها من باب اختلاف التنوع ولا يبعد أن تكون كلها سببا للنزول

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1440هـ/16-01-2019م, 02:53 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)}.
{وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة } يقول الأتباع الذين تبرئ منهم يوم القيامة كما يحكي لنا رب العزة أنهم يتمنون العودة والكرة إلى الدنيا
{فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا} أي لنتبرأ من الذين اتبعناهم كتبرئهم منا يوم القيامة ويبين الله أن مقصدهم هو التبرؤ لا إحسان العمل كما تدل عليه الآية { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه }
{كذلك يريهم الله أعمالهم} هذا الحال يصفه الله تعالى برؤيتهم عينا أو قلبا لأعمالهم الفاسدة التي عملوها فاستوجبوا النار وأعمالهم الصالحة التي تركوها ففاتتهم الجنة والأقرب الأول [ وللزجاج قول آخر، أن أعمالهم لا تنفعهم بحال مع كفرهم؛ حتى وإن عملوا أعمالا صالحًا في الدنيا، يُحبط عملهم بسبب كفرهم] {حسرات عليهم} حال كون تلك الأعمال حسرة وندامة فالشيء الحسير هو الذي انقطع وذهبت قوته فأعمالهم تذهب وتضمحل كقوله تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ..}
وإذا ذهبت أعمالهم لم يبق لهم ما يخفف عنهم فكان حكم الله عليهم ب{ وما هم بخارجين من النار}
____________

2:
حرّر القول في كل من:
أ:
معنى قوله تعالى: {أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}.
اختلف المفسرون في كيفية لعن الناس أجمعين لهم مع كونهم ككفار من جنس الناس على أقوال
الأول: أن لعن الناس يكون في الآخرة وهو قول أبي العالية
واستدلوا بقوله تعالى{ ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا}
الثاني: أن لعن الناس في الدنيا أيضا فهم يقولون :لعن الله الكفرة فيلعنون أنفسهم وهم لا يشعرون
الثالث: أن اللعن يكون من المؤمنين خاصة على أن أل هنا ليست للجنس وهو قول قتادة والربيع بن أنس
_____

ب:
معنى قوله تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
اختلف المفسرون فيه على أقوال
الأول: أنها للتعجب أي ما أجرأهم على النار فيتعجب من رآهم من صبرهم على ذلك مع ما هم فيه من العذاب والنكال وعليه جمهور المفسرين ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
الثاني: أنها للاستفهام معناه: أي شيء أصبرهم على النار ذكره الزجاج ابن عطية
وذكر المبرد أن الاستفهام للتقرير بمعنى أمرهم بالصبر واستبعده ابن عطية لأنه ليس في اللغة أصبر بمعنى صبر
والراجح الأول
للتوضيح أُفصل لكِ المسائل، ثم بعدها يتضح لكِ الأقوال في معنى الآية بإذن الله.
- معنى " ما "
على قولين: ما التعجبية، وما الاستفهامية بمعنى " أي شيء " ، ثم الاستفهام له أغراض، فيندرج تحته القول بأن الاستفهام للتقرير.
- معنى "أصبرهم"
على قولين: جعلهم ذوي صبر، أو أمرهم بالصبر.
وعلى القول بأن الاستفهام للتقرير يكون المعنى اضطرهم وحبسهم، وهو المرجوج هنا.
- على النار:
هل المراد التعجب من حالهم وهم يُعذبون في النار، أم أن هذا التعجب في الدنيا من حالهم بالمداومة على المعاصي التي تؤدي إلى النار.
وقد لخص ابن كثير في تفسيره القولين:
- ما أجرأهم على النار = بفعل المعاصي والمداومة عليها مع علمهم بأنها تفضي إلى النار.
- التعجب من حالهم في النار، وشدة العذاب الذي يتعرضون له.
وكلاهما محتمل.


________

3: بيّن ما يلي:
أ: متعلّق البيان في قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم}.
فيه قولان
الأول : بينوا ما كتموه من أمر النبي (صلى الله عليه وسلم ) وغيره
الثاني: بينوا توبتهم بإبراز أعمالهم حتى تتضح توبتهم
والظاهر أن الأمرين لازمين لبعضهما في البيان والله أعلم
______

ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} الآية
اختلف المفسرون فيها على أقوال
الأول: أن قريشا طلبت من النبي (صلى الله عليه وسلم ) آية أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال الله عز وجل إذن فإن لم يؤمنوا لأعذبنهم فقال النبي لا ولكن أدعهم يوما بيوم فنزلت الآية
أي هل جعل الصفا ذهبا أكبر من تلك المخلوقات العظام
الثاني: لما نزل قوله تعالى { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } كيف يكون للكون إله واحد فنزلت الآية تبرهن ذلك
الثالث: أن قريشا تعجبت من كون إله واحد للبشر جميعهم فنزلت الآية وهو قول شبيه بالثاني
وكلها من باب اختلاف التنوع ولا يبعد أن تكون كلها سببا للنزول
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة، ونفع بكِ.
أثني على استيعابك للأقوال وبيانك للراجح منها أو وجه الجمع بينها، ولكن أرجو أن تحرصي - ما استطعتِ - أن تطبقي المهارات المتقدمة في التفسير على أي تحرير للمسائل يقابلك، ولا أطالبكِ بأكثر من التفاسير المقررة، مثلا:
س2:أ: هذه الأقوال نقلها ابن عطية، وهو من المصادر الناقلة كما تعلمين؛ فعل الأقل نقول:
نسبه ابن عطية لأبي العالية.
فيعلق بذهنك أن ابن عطية من المصادر الناقلة وأننا عند البحث سنحتاج التثبت من هذه النسبة.
س3:ب:
ابن كثير كثيرًا ما ينقل الآثار بأسانيدها لمن أخرجها، وهذه ميزة رائعة فيه؛ فأحيانًا يُعتبر من المصادر البديلة إذا نقل عن التفاسير المفقودة، وبهذا يمكنكِ - حاليًا - القول -على سبيل المثال-:
أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير.
وعند البحث يلزم الرجوع للمصدر الأصلي، لكن التدرب على هذا الآن يعلمكِ أن هذه القاعدة لازمة.

التقويم: أ
آسف لخصم نصف درجة للتأخير.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir