دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1438هـ/16-03-2017م, 03:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة من الآية 1 إلى الآية 10

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
(من أول السورة حتى الآية 10)



أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.
2:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى:
{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
3. بيّن ما يلي:
أ:
لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين
.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
2. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالمرض ومعنى زيادته في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

ب:
سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.

المجموعة الرابعة:

1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
3. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
ب:
معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1438هـ/17-03-2017م, 12:43 AM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الأولى:
1-حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.
اختلف العلماء في الحروف المقطعة على قولين:
1- أنها سر الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها ولكن نؤمن بها وتمر كما جاءت ،فردوا علمها إلى اللّه، ولم يفسروها ، قول الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين ذكره ابن عطية ، وذكره ابن كثير عن عامرٌ الشّعبيّ وسفيان الثّوريّ والرّبيع بن خثيم و ذكر أن القرطبي حكاه في تفسيره عن أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليٍّ وابن مسعودٍ ،وأنه اختيار أبو حاتم بن حبّان .
2- أنه يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها،وهو قول جمهور المفسرين ذكره ابن عطية.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والصواب ما قاله الجمهور أن تفسر هذه الحروف ويلتمس لها التأويل، لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها، كقول الشاعر: قلنا لها قفي فقالت قاف
وعلى ذلك اختلف العلماء الذين فسروها في معنى الحروف المقطعة الواردة في أول سورة البقرة على أقوال:
القول الأول: أنها فواتح افتتح الله بها السور، ذكره الزجاج عن أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو الحسن الأخفش ، وذكره ابن عطيه وابن كثير عن مجاهد.
واستدل الزجاج بأن الكلام الذي ذكر قبل السورة قد تم.
وقال القاضي أبو محمد رحمه الله: (كما يقولون في أول الإنشاد لشهير القصائد "بل " و" لابل" ) ونحا نحوه أبو عبيدة والأخفش ذكره ابن عطية.
وقال قوم:( هي تنبيه ك «يا» في النداء).ذكره ابن عطية
القول الثاني: أنها اسم من أسماء السور،ذكره ابن عطية عن زيد بن أسلم ،وذكره ابن كثير عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم .
وقال الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر، ونقله عن سيبويه أنّه نصّ عليه، ذكره ابن كثير.
واستدل له ابن كثير بما ورد في الصحيحين، عن أبي هريرة : (أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة : {ألم }السجدة ،و{ هل أتى على الإنسان} ).
القول الثالث: أنها أسماء للقرآن الكريم كالذكر والفرقان، ذكره ابن عطية عن قتادة ، وذكره ابن كثير عن مجاهد وقتادة وزيد بن أسلم.
وقال ابن كثير أن هذا القول قد يرجع إلى معنى قول عبد الرّحمن بن زيدٍ :أنّه اسمٌ من أسماء السّور ، فإنه يبعد أن يكون {المص} اسمًا للقرآن كلّه؛ لأنّ المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت {المص} إنّما ذلك عبارةٌ عن سورة الأعراف، لا لمجموع القرآن.
القول الرابع: قسم أقسم به الله تعالى ، ذكره الزجاج عن ابن عباس ،وذكره ابن عطية عن ابن عباس، وذكره ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة.
روي عن ابن عباس أنه قال : (أقسم اللّه بهذه الحروف أن هذا الكتاب الّذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: هو الكتاب الذي عنده، عزّ وجلّ لا شك فيه) ،ذكره الزجاج.
وروي عنه أيضا أنه قال: (هي أسماء الله أقسم بها) ، ذكره ابن عطية.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: (هو قسمٌ أقسم اللّه به، وهو من أسماء اللّه تعالى) ، ذكره ابن كثير.
القول الخامس: إشارة إلى حروف المعجم ذكرت لتدل على أن هذا القرآن مؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي حروف أ. ب. ت. ث، وذلك بيانًا لإعجاز القرآن وتحدي للعرب كأنه يقول :إنما تحديتكم بنظم من هذه الحروف التي عرفتم.حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية عن قطرب وما ذكره ابن كثير .
القول السادس: اسم من أسماء الله تعالى ، خلاصة ما ذكره الزجاج عن ابن عباس، وابن عطية عن علي بن أبي طالب وابن عباس،وما ذكره ابن كثير عن علي وابن عباس و الشعبي و سالم بن عبد اللّه، وإسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير.
قال ابن عباس: ( {الم} {حم} {نون} اسم للرحمن عزّ وجلّ مقطع في اللفظ موصول في المعنى ذكره الزجاج
عن السّدّيّ: بلغني أنّ ابن عبّاسٍ قال: ( {الم} اسمٌ من أسماء اللّه الأعظم) رواه ابن أبي حاتم،ذكره ابن كثير.
وروي عنه أيضا أنه قال: (هي أسماء الله أقسم بها) ،ذكره ابن عطية.
وقال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما :(الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها)،ذكره ابن عطية.
عن شعبة، قال: سألت السّدّيّ عن {حم} و{طس}و {الم} فقال: قال ابن عبّاسٍ: (هي اسم اللّه الأعظم)، ذكره ابن كثير.:
قال الشعبي: (فواتح السّور من أسماء اللّه تعالى) ،ذكره ابن كثير.
وقال ابن جبير عن ابن عباس: (هي حروف كل واحد منها إما أن يكون من اسم من أسماء الله، وإما من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكته، أو نبي من أنبيائه)ذكره ابن عطية.
القول السابع:أن معنى {الم} أنا الله أعلم ،ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير عن ابن عباس
عن ابن عباس قال: ({الم} معناه: أنا اللّه أعلم {الر} معناه: أنا الله أرى، {المص} معناه: أنا الله أعلم وأفصل، {المر} معناه: أنا الله أعلم وأرى)، ذكره الزجاج.
القول الثامن:هي حساب أبي جاد لتدل على مدة ملة محمد صلى الله عليه وسلم ،ذكره ابن عطية عن أبي العالية رفيع ،و ذكره ابن كثير .
وضعف ابن كثير هذا القول فقال:(وأمّا من زعم أنّها دالّةٌ على معرفة المدد، وأنّه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد ادّعى ما ليس له، وطار في غير مطاره) وقال أن أصحاب هذا القول استدلوا بحديث ضعيف هو أكثر دلالة على بطلان هذا القول من صحّته ، وهو ما روي عن ابن عبّاسٍ، عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ، قال: مرّ أبو ياسر بن أخطب، في رجالٍ من يهود، برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فأتى أخاه حييّ بن أخطب في رجالٍ من اليهود، فقال: تعلمون -والله- لقد سمعت محمّدًا يتلو فيما أنزل اللّه عليه :{ الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فقال: أنت سمعته؟ قال: نعم. قال: فمشى حييّ بن أخطب في أولئك النّفر من اليهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: فقالوا: يا محمّد، ألم يذكر أنّك تتلو فيما أنزل اللّه عليك: { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:بلى .فقالوا: جاءك بهذا جبريل من عند اللّه؟ فقال:نعم.قالوا:لقد بعث اللّه قبلك أنبياء ما نعلمه بيّن لنبيٍّ منهم ما مدّة ملكه وما أجل أمّته غيرك. فقام حييّ بن أخطب، وأقبل على من كان معه، فقال لهم: الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنةً، أفتدخلون في دين نبيٍّ، إنّما مدّة ملكه وأجل أمّته إحدى وسبعون سنةً؟ ثمّ أقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمّد، هل مع هذا غيره؟ فقال: نعم ،قال: ما ذاك ،قال:{المص} .
قال: قال:هذا أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والصّاد سبعون، فهذه إحدى وثلاثون ومائة سنةٍ. هل مع هذا يا محمّد غيره ؟ قال:نعم ، قال:ماذاك، قال:{الر}،قال:هذا أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والرّاء مائتان. فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنةٍ. فهل مع هذا يا محمّد غيره؟ قال نعم ،قال: ماذا؟ قال:{المر} .
قال: فهذه أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والرّاء مائتان، فهذه إحدى وسبعون ومائتان، ثمّ قال: لقد لبّس علينا أمرك يا محمّد، حتّى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرًا. ثمّ قال: قوموا عنه. ثمّ قال أبو ياسرٍ لأخيه حييّ بن أخطب، ولمن معه من الأحبار: ما يدريكم؟ لعلّه قد جمع هذا لمحمّدٍ كلّه إحدى وسبعون وإحدى وثلاثون ومائةٌ وإحدى وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائةٍ وأربع سنين. فقالوا: لقد تشابه علينا أمره، فيزعمون أنّ هؤلاء الآيات نزلت فيهم: { هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ}.
القول التاسع: هي أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتابا في أول سور منه حروف مقطعة،ذكره ابن عطية.
القول العاشر: لما لغا القوم في القرآن، فلم يتفهموه حين قالوا: { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} أنزل ذكر هذه الحروف، فسكتوا لمّا سمعوا الحروف؛ طمعاً في الظفر بما يحبون؛ ليفهموا بعد الحروف القرآن وما فيه، ذكره الزجاج عن قطرب.
واختار أبو اسحاق أن المعنى:أنا اللّه أعلم، وأن كل حرف منها له تفسيره. والدليل على ذلك أن العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها.قال الشاعر:

قلنا لها قفي قالت قاف.......لا تحسبي أنّا نسينا الإيجاف
فنطق بقاف فقط، يريد قالت: أقف.
وقد روى ابن أبي حاتمٍ عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله تعالى{الم} قال:
(هذه الأحرف الثّلاثة من التّسعة والعشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلّها، ليس منها حرفٌ إلّا وهو مفتاح اسمٍ من أسمائه، وليس منها حرفٌ إلّا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرفٌ إلّا وهو في مدّة أقوامٍ وآجالهم. قال عيسى ابن مريم، عليه السّلام، وعجب، فقال: وأعجب أنّهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؛ فالألف مفتاح اسم اللّه، واللّام مفتاح اسمه لطيفٍ والميم مفتاح اسمه مجيدٍ فالألف آلاء اللّه، واللّام لطف اللّه، والميم مجد اللّه، والألف سنةٌ، واللّام ثلاثون سنةً، والميم أربعون) وروى نحو ذلك ابن جرير وشرع يوفق بينها ،وأن الجمع بينها ممكن ،وقال: ولا مانع من دلالة الحرف منها على اسمٍ من أسماء اللّه، وعلى صفةٍ من صفاته، وعلى مدّةٍ وغير ذلك، لأنّ الكلمة الواحدة تطلق على معانٍ كثيرةٍ، كلفظة الأمّة مثلا تأتي بمعنى الدين والرجل المطيع والجماعة والحين من الدهر ، ورد عليه ابن كثير رحمه الله فقال:( هذا ليس كما ذكره أبو العالية، فإنّ أبا العالية زعم أنّ الحرف دلّ على هذا، وعلى هذا، وعلى هذا معًا، ولفظة الأمّة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح، إنّما دلّ في القرآن في كلّ موطنٍ على معنًى واحدٍ دلّ عليه سياق الكلام، فأمّا حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألةٌ مختلفٌ فيها بين علماء الأصول، ليس هذا موضع البحث فيها، واللّه أعلم)
والخلاصة كما ذكر ابن كثير أن العلماء لم يجمعوا في معنى الحروف المقطعة على شيءٍ معيّنٍ، وإنّما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليلٍ فعليه اتّباعه، وإلّا فالوقف حتّى يتبيّن.
الحكمة من ورودها في القرآن:
القول الأول: ذكرت لنعرف بها أوائل السّور، ذكره ابن كثير.
وضعفه لأن الفصل حاصل بدونها .
القول الثاني: لتفتح لاستماعها أسماع المشركين، حتّى إذا استمعوا له تلي عليهم المؤلّف منه ،وقد تواصوا بالإعراض عن القرآن.ذكره ابن عطية و ابن كثير.
وضعفه ابن كثير لأن غالب السور لا تبدأ بها ، فلو كان الأمر كذلك لكان الأولى أن تبدأ السور كلها بحروف مقطعة بل لكان الأولى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم، سواءٌ كان افتتاح سورةٍ أو غير ذلك ، كما أن البقرة وآل عمران سورتان مدنيتان ليستا خطابا للمشركين.
القول الثالث: ذكرت بيانًا لإعجاز القرآن، وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها، ذكره الزجاج وابن عطية عن قطرب و ذكره ابن كثير.
واستدل له ابن كثير بأن كلّ سورةٍ افتتحت بالحروف المقطعة فلابدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته،كما في قوله تعالى: { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه}، وهو الواقع في تسعٍ وعشرين سورةً.
2-هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟
كان صلى الله عليه وسلم يعلم بعضهم ،والدليل حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في غزوة تبوك الّذين همّوا أن يفتكوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ظلماء اللّيل عند عقبةٍ هناك؛ عزموا على أن ينفروا به النّاقة ليسقط عنها فأوحى اللّه إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة .
أما غيرهم فقد قال تعالى فيهم: { وممّن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} ،وقال تعالى:{ لئن لم ينته المنافقون والّذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفواأخذوا وقتّلوا تقتيلا} ففيها دليل على أنه لم يغر بهم ولم يعرفهم بأعيانهم ،ولكن كان يتوسم فيهم الصفات التي ذكرها الله له في القرآن كما قال تعالى: { ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول}.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1438هـ/17-03-2017م, 07:05 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.

بعدما بين الله عزوجل أن القران هداية للمتقين شرع في بيان صفاتهم
فقال" الذين" الذين في محل جر تبعاً للمتقين، أو محل نصب مدحا لهم أي اذكر الذين يؤمنون أو في محل رفع على المدح أيضا
" يؤمنون"
والإيمان في اللغة التصديق كما قال تعالى: {يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين}[التّوبة: 61]، وكما قال إخوة يوسف لأبيهم: {وما أنت بمؤمنٍ لنا ولو كنّا صادقين}[يوسف: 17]،
وفي الشرع التصديق والإقرار الجازم الذي لا شك فيه ولا ريب باللّه وكتبه ورسله، وتصديق الإقرار بالفعل.
ومعنى قوله"بالغيب" أي يؤمنون في حال غيابهم وخلوتهم كما يؤمنون في حال حضورهم أمام الناس لا كما يفعل المنافقون يؤمنون إذا حضروا أمام الناس و يكفرون إذا غابوا
و قيل يؤمنون يصدقون تصديقا جازما لا ريب فيه ولا شك بكل ما أخبرت به الشريعة من أمر الغيب
فيؤمنون باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، القضاء والقدر ، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث،والنشور والحشر ويؤمنون بقاء الله عزوجل والصراط والميزان والجنة والنار و يؤمنون بالقران.
وقد يدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لمن جاء بعد الرسول ولم يره فيكون الإيمان به إيمان بالغيب
وقوله{ويقيمون الصّلاة}
و معنى إقامة الصلاة إتمام فعلها على الوجه المأمور به؛ كما قال تعالى :{ وأتموا الحج والعمرة } فيدخل في ذلك الإتيان بفروضها و واجباتها ومستحباتها و سننها و شروطها وأركانها ؛ و المحافظة على مواقيتها ووضوئها
ويدخل في ذلك أيضا كل ما يكون سببا لإتمام الصلاة وكمالها سواء كان في الهيئة والشكل أو في حضور القلب والخشوع
والصلاة لغة الدعاء
وشرعا: أفعال وأقوال على صفات مخصوصة .
وفي تسميتها بالصلاة أنها مأخوذة من صلى يصلي إذا دعا،
ولما كانت الصلاة في الشرع دعاء انضاف إليه هيئات وقراءة سمي جميع ذلك باسم الدعاء.
قوله تعالى: {وممّا رزقناهم ينفقون}،
"مما" أي "من ما " و"ما" : الذي
والمعنى من الذي أعطاهم الله ومن عليهم به ينفقون أي يؤتونه و يعطونه وهو شامل لكل أنواع الإنفاق سواء كان واجبا كزكاة الأموال أو مستحبا كالنفقة على الأهل والعيال و الأقارب و المماليك والعبيد

{ 2. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.

. حرّر القول في:
ورد في "يكذبون قراءتان:

الأولى: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر {يكذّبون }بالتثقيل ( ضم الياء وتشديد الذال)
الثانية: قرأ الباقون {يكذبون }بالتخفيف ( فتح الياء وتخفيف الذال)

توجيه القراءتين:
قراءة التثقيل معناه ب بتكذيبهم الله ورسوله ؛و يؤيدها قوله تعالى قبل: {وما هم بمؤمنين}،فهذا إخبار بأنهم يكذبون
- و أما قراءة التخفيف فمعناه " بكذبهم إذ قالوا آمنا وهم غير مؤمنين،
ويؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم،. والله عزوجل توعدهم بالعذاب الأليم على الكذب .
وكلا المعنيين صحيح حاصل منهم متصفون به فالمنافقون حصل منهم كذب في مقالهم و أفعالهم و تكذيب للرسول صلى الله عليه وسلم و الأصل في القراءات التوافق .
وإن كان ابن كثير قد رجح قراءة التثقيل

3. بيّن ما يلي:أ: المراد بالمرض ومعنى زيادته في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

المرض: ويقال له السقم

والمرض يكون في البدن و في الدين كما يقال الصحة في البدن وفي الدين

والمرض في الدين عبارة مستعارة للفساد الذي في العقائد
وبفساد العقائد يحصل فساد الدين ؛ و لما كانت العقائد محلها القلب ....وسم فساد الدين بمرض القلب
فالمراد بقوله" في قلوبهم مرض" مرض في الدين
فصار مرض قلب: يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين.
والمراد بالمرض في الآية
قوله تعالى: {في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} فيه أقوال :
أحدها: شك , وبه قال ابن عباس.وكذلك قاله مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن البصريّ، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة وزيد بن أسلم.وبه قال أبو عبيدة .ورى السدى عن ابن مسعود انه قول جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمذكره المفسرون الثلاث.
والثاني: نفاق وهو قول ابن عباس وبه قال مقاتل . ذكره ابن كثير
والثالث: الرّياء وهو قول عكرمة، وطاوسٍ ذكره ابن كثير
الرابع : أن المرض الغمُّ بظهور أمر النبي صلى الله عليه وسلم على أعدائه , ذكره ابن عطية
الخامس: هو ما يحصل لهم من الجحود بسبب حسدهم مع علمهم بصحة ما يجحدون، وبنحو هذا فسر المتأولون. ذكره ابن عطية
والأقوال كلها متقاربة غير متعارضة وهو من باب التفسير لمثال للمرض الحاصل في القلوب أو هو من باب من تنوع الأسماء والصفات و المسمى واحد فالاختلاف هنا اختلاف تنوع لا تضاد و المعاني كلها تتحملها الآية و لا تعارض فيها
وقوله: {فزادهم اللّه مرضاً}
فيه تأويلان:
أحدهما: أنه دعاء عليهم بذلك.
والثاني: أنه إخبار من الله تعالى أنه قد فعل بهم ذلك
كما قال تعالى : {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون * وأمّا الّذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجسًا إلى رجسهم}[التّوبة: 124، 125]
و سبب الزيادة أمران:
الأول: الكفر.. زادهم الله بكفرهم. كما قال عزّ وجلّ: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم}. ذكره الزجاج
الثاني:وهذه الزيادة هي بما ينزل الله من الوحي ويظهر من البراهين، فتكون على المنافقين عمى وشكا و تكذيبا فكلما زادت الآيات كذبوا و شكوا فازدادوا مرضا
وهذا جزاء من جنس العمل
فهم الذين بدؤوا بالضلالة والعمى والغي و الشر والضلالة فزادهم الله ذلك بسبب صنيعهم
كما قال تعالى:{ {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم}[محمّدٍ: 17].

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
برز النفاق في المدينة ولم يكن له ذكر في مكة ، والسبب في ذلك هو قوة الإسلام في المدينة وضعفه في مكة
فقوة شوكة الإسلام في المدينة كان سبب في ظهور النفاق
وأما في مكة فكان الإسلام ضعيفا بل قوية شوكة الكفار لهدا كان
. لم يكن فيها نفاقٌ، بل كان خلافه، من النّاس من كان يظهر الكفر مستكرها

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 01:11 AM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعةالثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
( ذَلِكَ الْكِتَابُ ) هذا القرآن .
( لَا رَيْبَ فِيهِ ) لا شك فيه – في ذاته - ولا ارتياب أنه نزل من عند الله.
( هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) رشاد وبيان للذين يتقون الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب معاصيه ثم فصل في صفاتهم في الآيات بعدها.
وخص المتقين بهداية القرآن: لأن القرآن وإن كان في نفسه هدى إلا أنه لا ينال هدايته إلا المؤمنين، كما قال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}.

2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
1- إشارة إلى عامة المؤمنين المتصفين بما تقدم: من الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق من الذي رزقهم الله، والإيمان بما أنزل الله إلى الرسول ومن قبله من الرسل، والإيقان بالدار الآخرة ذكره عطية ورجحه بن كثير
ودليله قول مجاهد: ( أربع آياتٍ من أوّل سورة البقرة في نعت المؤمنين،وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين، فهذه الآيات الأربع عامّةٌ فيكلّ مؤمنٍ اتّصف بها من عربيٍّ وعجميٍّ، وكتابيٍّ من إنسيٍّ وجنّيٍّ...)
2- إشارة إلى مؤمني أهل الكتاب على القول بأن الآيتين قبلها نزلت فيهم ذكره ابن عطية وابن كثير
3- إشارة إلى مؤمني العرب المذكورين في الآية الثالثة ومؤمني أهل الكتاب المذكورين في الآية الرابعة من السورة ذكره ابن عطية وابن كثير وهو اختيار ابن جرير
ودليله ما رواه السدي عن ابن عباس و عن ابن مسعود: (أما الذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثم جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون})

3. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
لأنهم يوهمون أنفسهم أنهم لمصلحتها وسرورها يعملون، وهم في الحقيقة يورِدون أنفسهم المهالك ويُسخِطون الله عليهم ويتعرضون لعقابه وعذابه.

ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.
1- خشية أن يظن العرب أنه صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه »،فيصدهم ذلك عن الدخول في الإسلام.
2- وقال مالك رحمه الله: إنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه.
3- وقال الشافعي رحمه الله: إنما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم. ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّوجلّ)
4- وذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم إنما لم يقتلهم لأنه كان لا يخاف من شرهم مع وجوده بين أظهرهم ، أما بعده فيقتلون إذا أظهروا النفاق وعلمه المسلمون.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 03:20 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورةالبقرة
(من أولالسورة حتى الآية 10)
المجموعةالثانية:

1 فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًىلِلْمُتَّقِينَ}.
ج1: التفسير:
· (ذَلِكَ) أصلها ذا، وقيل الذال وحده، والألف للتقوية.
_و(اللام) للإشارة وتأتي للمزيد في التأكيد وهي ساكنة وحركت بالكسر لالتقاء الساكنين.
_(الكاف) أيضا زائدة وهي للمخاطبة. وتأتي أحيانا مزيدة بالنون مثل قولك: (ذانك)، كما تأتي بزيادة التاء فتحذف اللام مثل قولك: (هذاك).
إعرابها: جاء إعرابها بالرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هذا القرآن ذلك الكتاب. واللام والكاف لا محل لهم من الإعراب.
معنى (ذلك) تتضمن معنى هذا فتقول: ذلك الكتاب، أو هذا الكتاب.
_وجعل بعض العلماء فروقا بين (ذلك) و(هذا)، فقالوا: أن(ذلك) تأتي للإشارة للحاضر تعلق به بعض الغيبة، بينما(هذا) تأتي للإشارة للغائب هو من الثبوت والحضور بمنزلة وقرب. وهو منسوب للقاضي أبو محمد.


والمشار إليه: هي الحروف المقطعة، أو هي لسائر حروف القرآن، وقيل: إلى الوعد، وذلك أن الله وعد بأن ينزل على نبيه كتابا لا يمحوه الماء، فأشار إلى ذلك الوعد.

· لكتاب) أي: القرآن، وهي هنا عطف بيان، كقولك: هذا الرجل أخوك،
_فإعراب: الرجل: عطف البيان، بمعنى: أنه يوضح ويبين الذي أشرت له بعد اسم الإشارة. فتكون (الكتاب) مرفوعة: على أنها عطف بيان، أو بدل، أو خبر لمبتدأ.
_ولفظ (الكتاب) مأخوذ من كتبت الشيء إذا جمعته وضممته بعضه إلى بعض، ومنه قولك: كُتَب الخرز، أو كُتَب الناقة، أي: جمع بعضها إلى بعض.
_والمراد ب(الكتاب) قيل: القرآن، وقيل: التوراة والإنجيل، والصواب والراجح: القول الأول، وقد رد العلماء القول الثاني.

· (لا ريب) ال (لا) هنا تفيد عموم النفي، كقول من قال:(لا رجل في الدار) فإنك تنفي عموم وجود رجل في الدار.
وإعرابها: أنها ناصبة فتنصب ما بعدها، فيكون عملها كعمل (إن) لكن بغير تنوين.
ومن زعم أنها بمنزلة شيء واحد، على أنها جواب، واستدل له بقول: هل من رجل في الدار؟، أو هل رجل في الدار؟، فإنه لما كان استفهام عن الواحد وأكثر، كان جوابه كذلك. (لا ريب) لعموم النفي، فنفي للواحد وأكثر.
_ومعنى(ريب) هنا: شك، فقد جاء عن السدي عن أبي مالك وعن أبي مالك عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا ريب فيه): لا شك فيه.
_وقد جاءت عدة معاني لكلمة (ريب) فمن ذلك:
التهمة:
قال جميل: بثينة قالت ي جميل أربتني *** فقلت كلانا يا بثين مريب.
الحاجة:
قال الشاعر: قضينا من تهامة كل ريب *** وخيبر ثم أجمعنا السيوف.

· (فيه) جاءت فيها أربع قراءات:
بكسر الهاء: (فِيهِ هدى).
وقراءة بإثبات الياء: (فيهي هدى).
وقراءة بإثبات الواو: (فيهو هدى).
وقراءة بالإدغام: (فيه هدى) وهو ادغام الهاء في الهاء.
_وأصح هذه القراءة ما كان بالكسر، ولا ينبغي أن يتجاوز إلى غيره، وبقية القراءات فإنها جازت في الكلام وجازت في القراءة كما في القراءتان السابقتان_ بإثبات الياء، بإثبات الواو_ أو جازت في القياس كقراءة الإدغام فإن كل حرفين اتحدا مخرجا وصفة جاز ادغامهما، إلا أن حروف الحلق يثقل الادغام في حروفهما، إذ ليست بأصل في الإدغام.
_ومعنى (لا ريب فيه) لا شك فيه ولا ارتياب.

· (هدى) جاء إعرابها على أنها منصوبة أو مرفوعة،
فإعرابها: أنها منصوبة على اعتبارين:
الأول: النصب وفيه وجهين:
_على أنها حال: فيكون التقدير: ذلك الكتاب هدى، أو من وجه آخر: لاريب فيه حال هدايته، تقديره: لا شك فيه هادياً
الثاني: الرفع، ويأتي بيان ذلك من عدة أوجه:
-أنه مبتدأ وخبره في المجرور قبله. (فيه هدى)
_أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو هدى. فيكون ما سبقه كلام قد تم معناه.
_أنه مرفوع وتقديره: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) فتكون جملة لا ريب فيه، بمعنى حقا، كأنك قلت: ذلك الكتاب حقا، وتعرب هدى من جملة (هدى للمتقين) بالرفع.
_ ومعنى(هدى) أي: رشاد وبيان.
· (للمتقين) التقوى: أصلها التوقي مما يكره، وأصلها قوى من الوقاية.
قال الشاعر: سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد.
_وجاء عن عمر بن الخطاب أنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال: أما سلكت طريقا ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما صنعت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
_والمراد بالمتقين: الذين يحذرون كل ما من شأنه أن يسخط ربهم، سواء في ذلك المعاصي أو ترك الواجبات، فيعملون بما يقربهم من ربهم، ويبتعدون عن كل ما من شأنه عن أن يبعدهم عن ربهم سبحانه. جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:(لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما به بأس، إلى ما ليس به بأس).

_ومعنى (هدى للمتقين) أي نور ورشادا وتبيانا للمؤمنين، فهم المنتفون به دون غيرهم، فالقرآن هو هدى ونور وبيان ورشاد، لكن لا ينتفع به إلا المؤمنين، كما دلت على ذلك آيات أخر.


2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ}.
ج2: جاءت هذه الآية بعد بيان عدد من الصفات فيها مدح وثناء، وهي قوله تعالى:(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون) واختلف في المراد بهذا الثناء وهذا الاختلاف تبعه اختلاف في مرجع الإشارة في (أولئك) وحاصل الأقوال في مرجع الإشارة إلى ثلاثة أقوال:

الأول: قوله في مرجع الإشارة (أولئك) إلى المتصفون بهذه الصفات وهم المؤمنون. سواء في ذلك: إن كانوا من العرب أو من أهل الكتاب. وهذا وهذا منقول عن مجاهد وأبي العالية، والربيع بن أنس وقتادة. ذكره ابن جرير.
وخلاصة أقوالهم فيما سبق من الآيات: أن المعنى متصل في الآيتين. فهي خاصة بالمؤمنين.

الثاني: أن مرجع الإشارة في (أولئك) إلى المؤمنين من أهل الكتاب. وهذا القول حكاه ابن جرير. ذكره ابن كثير.
وخلاصة ٌقولهم فيما سبق من الآيات: أن المعنى متصل، فالآية الأولى تخص المؤمنين من أهل الكتاب، كان مرجع الإشارة في (أولئك) لهم.

الثالث: أن مرجع الإشارة (أولئك) يشمل الفريقين المؤمنون من العرب والمؤمنون من أهل الكتاب، فهذه الآية جمعت بينهم. وخلاصة قولهم: أن المعنى منقطع فالآية الأولى: في وصف المؤمنين من العرب، والآية التي تليها: في وصف المؤمنين من أهل الكتاب. ذكره ابن جرير وهو اختياره.
_ روي عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح وعن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أما الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثم جمع الفريقين

ورجح ابن كثير القول الأول.

3. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق فيحقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
ج أ: كان النفاق خداعا للمنافقين ولم يكن خداعا لله ولا للمؤمنين ويرجع ذلك لسببين:
· أن تلك التسمية كانت معروفة عند العرب، فكل من أظهر بلسانه غير الذي في ضميره يريد بذلك النجاة مما يخافه سموه مخادعا، فجاءت هذه التسمية للمنافق لأن حاله وافق ذلك.
· أنه لما كان عاقبة فعلهم ترجع إليهم، فهو سبحانه مطلع على صدورهم وما تخفيه نفوسهم، وهم بفعلهم للنفاق أوجب لهم أمرا خفيت عاقبته لهم في الدنيا، وستظهر لهم عيانا لا يجدون منه مفرا وهو العذاب والعقاب. فكان خداعا لهم، إذ هم قد تسببوا فيه.



ب: الحكمة من كفّ النبي صلىالله عليه وسلم عن قتالالمنافقين.

· خشية أن ينتشر الكلام في العرب بأن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه. فقد ثبت في الصحيحين: أنه قال لعمر:(أكره أن يتحدث العرب أن محمدا يقتل أصحابه). وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يعلمون قتلهم للمنافقين إنما يكون على الكفر، لكن ذلك الأمر قد يغيب عن الإعراب حولهم ممن لم يؤمنوا فكانت الحكمة تركهم.

· أن في ذلك بيان أن العلم وحده غير كافيا لقتلهم، بل لا بد أن يظهر من أعمالهم أو أقوالهم ما يثبت كفرهم فيوجب ذلك قتلهم، فالمنافقين على الرغم من أنهم كفار، وبيّن الله لنبيه أعيانهم، وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بوحي أوحاه الله إليه، وذلك ما كان من حديث حذيفة بن اليمان في تسمية النبي صلى الله عليه وسلم له عدد من المنافقين ولم يقتلهم إذ أنه لم يظهر من أعمالهم ما يوجب لهم القتال بأنهم كفار. وجاء عن الإمام مالك رحمه الله قوله: أن في ذلك بيان أن الحاكم لا يقتل بعلمه.


· إن إظهار شهادة الإسلام كافية أن تعصم دماءهم وأموالهم، وإن كانت بواطنهم خلاف ذلك، فالإسلام يأمرنا بالأخذ بالظواهر، والسرائر مردها إلى الله. جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزوجل). رواه البخاري ومسلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 03:37 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثالثة:
‎1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
‎{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
‎جاءت هذه الآية لتبين صفات أولئك المتقين الذين يهتدون بالقرآن ويأتمون به ... فبينت أن من صفاتهم إيمانهم بالغيب وإقامتهم الصلاة وإنفاقهم مما رزقهم الله ...

الذين يؤمنون :
يؤمنون أي يصدقون تصديقا جازما لا شك فيه بلسانهم وقلوبهم وجوارحهم ... فالإيمان لغة التصديق المحض ... واصطلاحا هو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وما يتبع هذا التصديق من عمل بالجوارح ...
فيقر لسانهم تصديقا ويستقر ذلك في قلوبهم ويوقنون به ويعملون بما فرضه عليهم إيمانهم ذلك من عمل طاعات وترك منكرات ... وذلك الإيمان يزيد وينقص فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية....

بالغيب :
والغيب لغة كل ما غاب عنك ...
والمراد به هنا كل ما جاءت به الرسالات من أمور الغيب التي لا تشاهد ولا تحس ولا تعلم إلا عن طريق الوحي كالملائكة والإنس والجن وعذاب القبر واليوم الآخر وما فيه من موقف وحساب وجنة ونار وما أعد في الجنة من نعيم وفي النار من صنوف العذاب
فهذه كلها من الغيبيات التي لا تدرك إلا بوحي من الله ...
وهؤلاء الذين امتدحهم الله تعالى يؤمنون بكل ذلك ... ويصدقون كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم حتى لو لم يتمكنوا من إدراكه بحسهم أو بعقولهم وأفهامهم ومما أخبرهم به صلى الله عليه وسلم وجاء في القرآن ولو لم يكن قد حصل ...

وقد استحق هؤلاء المؤمنون الذين آمنوا بكل غيب المدح والذكر والثناء من الله لأن الإنسان يسهل إيمانه بما يراه من عالم الشهادة لأنه يراه أو يدركه بحسه ... أما عالم الغيب فلا يؤمن به إلا من وفقه الله لذلك الإيمان فتجاوز حدود مدركاته وأيقن بما بلغه من الوحي ... ولذلك خص رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي بعده ويؤمن به وبما جاء به ولم يره أو ير أحدا من أصحابه خصهم بالثناء والعجب ... فقد روى الإمام أحمد عن ابن محيريز قال: قلت لأبي جمعة: حدّثنا حديثًا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: نعم، أحدّثك حديثًا جيّدًا: تغدّينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومعنا أبو عبيدة بن الجرّاح، فقال: يا رسول اللّه، هل أحدٌ خيرٌ منّا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك. قال:«نعم، قومٌ من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني».لأنهم آمنوا بما بين يديهم من الوحي. .. جعلنا الله منهم

ويقيمون الصلاة :
إقامة الصلاة أي أداؤها في وقتها ومراعاة شروطها وإسباغ وضوئها وطهورها وإتمام أركانها وسجودها وركوعها وإعطائها حقها من الخشوع والأناة والتدبر والذكر واستشعار الصلة بالخالق والدعاء واللجوء إليه ... وما ينتج عن ذلك من اتباع وبعد عن المنهيات لقوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
والإقامة من أقام يقيم ... فهي كالأساس للبناء ... ليست مجرد أداء أو إسقاط فرض ... وإنما إقامة وإتمام ...
وسميت الصلاة صلاة اما اشتملت عليه من دعاء ومناجاة ومسألة لله تعالى ...

ومما رزقناهم ينفقون :
الرزق هو كل ما يرزقه المرء وينتفع به
والمؤمنون الذين امتدحهم الله هنا هم الذين يجعلون لله حقا في أموالهم وما رزقهم به ... فيؤدون زكاة مالهم ويتقربون له تعالى بالنفقات والصدقات تطوعا ...
فإنفاقهم المال بأداء زكاته والنفقة على أهله وعلى ذوي القربى والإعداد للجهاد والإنفاق فيه والتصدق على الضعيف والفقير والمسكين وفي وجوه الخير عامة ... فكل ذلك داخل في إنفاق الرزق ...
والتعبير عن الزكاة والصدقات بالإنفاق التي تعني النفوق والإهلاك فكأنه يهلك ماله في وجهه وينفقه حيث يجب أن ينفق ...

وقد قرن الله الصلاة والزكاة في أكثر مواضع الأمر بهما ...فكأن الصلاة زكاة البدن والزكاة زكاة المال ... وبهما معا تزكو النفس وتتسامى على كل ما هو أرضي ... وتترفع عن شهواتها ...
والصلاة حق الله تعالى ومناجاة له والزكاة حق للمجتمع ومن حولك في مالك... فالأولى إحسان لنفسه ومناجاة لخالقه والثانية إحسان لمن حوله ...

‎2. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله :
وخَفَّفَ كُوفٍ يَكْذِبُونَ وَيَاؤُهُ...بِفَتْحٍ وَلِلْبَاقِينَ ضُمَّ وَثُقِّلَا
ا

🔹قرأ الكوفيون ( عاصم وحمزة والكسائي) يكذبون بفتح الياء وتسكين الكاف وكسر الذال مع التخفيف
وقرأ الباقون وهم ( نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ) بضم الياء وفتح الكاف مع كسر الذال وتشديدها ...

- فأما قراءة التخفيف أنهم كانوا يتصفون بالكذب ...
وإنما دل على هذا المعنى قوله بعدها ( وما هم بمؤمنين )... ذكر ذلك الزجاج ...
ويؤيد ذلك أن سياق الآيات كلها كانت إخبارا بما قالوه كذبا كادعائهم الإيمان وهم ليسوا مؤمنين ، وإنما كان توعدهم بالعذاب الأليم لأجل ذلك ...ذكر ذلك ابن عطية
فمعنى ذلك أنهم قالوا كذبا بادعائهم الإيمان ... فقالوا أنهم مؤمنون وهم كاذبون فما كانوا كذلك وإنما كانوا على كفرهم

وأما قراءة التثقيل فمن التكذيب ... أي تكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاءهم به ...ذكره الزجاج
وقال ابن عطية
أن التثقيل يدل عليه قوله تعالى ( وما هم بمؤمنين ) ...
أي أنهم لتكذيبهم ليسوا مؤمنين ... بل مكذبين ... فهم قالوا ما قالوا من ادعاء إيمان بالله واليوم الآخر وهم في حقيقتهم مكذبون لذلك بقلوبهم ...

والقراءتان صحيحتان متواترتان ...
وكما قال ابن كثير فإنهم كانوا متصفين بهذا وهذا ... فهم كذبة مكذبون بالحق ... يجمعون بين الأمرين ...

وفي ورود الكلمة بالقراءتين تشنيع عليهم ... فلم يكتفوا بأنهم لا يقولون صدقا وأنهم كاذبون ... بل هم مع تلك الصفة القبيحة مكذبون بالحق والصدق ...

‎3. بيّن ما يلي:
‎أ: المراد بالمرض ومعنى زيادته في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

المراد بالمرض :
أولا : المرض هنا استعارة لفساد عقائدهم كما قال ابن عطية ... ويستعمل المرض في البدن والدين كما تقال الصحة فيهما ...كما بين الزجاج والمرض هنا مرض في الدين ... فكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين هو من المرض ... وهذه الآية في وصف المنافقين ...

ثانيا :
🔷وأما الأقوال الواردة في في مرض القلب هذا :
- قيل النفاق : ذكره الزجاج عن أبي عبيدة قال :الشك والنفاق ، والمرض في القلب يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين.. وذكره ابن كثير عن ابن عباس *

- قيل الشك ... روي هذا القول عن ابن عباس وابن مسعود عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومجاهد وعكرمة والحسن وأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة ... قالوا ( في قلوبهم مرض ) : شك ...وقال ابن أسلم :*«هذا مرضٌ في الدّين، وليس مرضًا في الأجساد، وهم المنافقون،والمرض: الشّكّ الّذي دخلهم في الإسلام )... ذكر ذلك ابن كثير ... وذكر ابن عطية أن فساد العقائد قد يكون بالشك ...

- وقيل المرض فساد عقائدهم بالجحود بسبب حسدهم لأن يعلمون أن الذي يجحدون هو الحق ولكنهم يحسدون أصحابه .. ذكره ابن عطية

- وقيل : الغم والهم الذي أصابهم عند ظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ذكره ابن عطية*

- وقيل الرياء ... روي عن عكرمة وطاووس ..ذكره ابن كثير

والمعنى يشمل ذلك كله ... فهم لشكهم وحسدهم مع علمهم أنه الحق لم يؤمنوا ... وأصابهم من الهم والغم ما جعلهم لم يكتفوا بكفرهم بل لمرض نفوسهم أظهروا إيمانا وأخفوا كفرا ...

🔹معنى زيادة المرض :
في قوله تعالى ( فزادهم الله مرضا ) توجيهان ذكرهما ابن عطية :
الأول : اعتبار أن الآية دعاء عليهم أن يزيدهم الله مرضا ...
والثاني : اعتبار أن الآية إخبار أن الله فعل بهم ذلك وأنه زادهم مرضا إلى مرضهم وبسبب مرضهم ... وهذا الثاني ذكره الزجاج كأحد قوليه أيضا وذكر أن ذلك كقوله تعالى( بل طبع الله عليها بكفرهم ) بمعنى زادهم بسبب كفرهم ...

** وعلى ذلك فالمراد بالزيادة في مرضهم :
- أنه زيادة من وحي الله وما أنزل عليهم من القرآن فشكوا فيه كما شكوا في الذي قبله وكذبوا كما كذبوا من قبل ... وكلما كذبوا ازدادوا مرضا ... دل على ذلك قوله تعالى (*وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ،*وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ) ذكر هذا القوال الزجاج وابن عطية*

- زادهم الله شكا ونفاقا ذكره ابن كثير عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهم من الصحابة والتابعين ... وهم من قالوا أن المرض هو الشك والنفاق... فقالوا فزادهم الله شكا ونفاقا*

- زادهم رجسا ...أي شرا إلى شرهم وضلالا إلى ضلالهم ... ذكره ابن كثير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم واستدل ب( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم )*

‎ب:سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
‎لأن الفترة المكية كانت خالية من النفاق ... إذ النفاق والتملق عادة يظهر إما خوفا أو تقربا وتصنعا للقوي الغالب ... وهذا لم يكن حال المسلمين والإسلام في مكة ... بل كان على العكس من ذلك ... كان بعضهم يظهر الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ...وكانوا قلة مستضعفين ... يعذبون وينكل بهم ... وبعضهم يؤمن سرا ... وبعضهم هاجر إلى الحبشة ... ولم يكن أحد يتوقع ظهورهم وثبات أمرهم إلا من تيقن بالله وآمن بوعده ... ولذلك لم هناك مكاسب من مصانعتهم ...
‎واستمر ذلك حتى أول العهد المدني ... إذ وادع رسول الله صلى الله يهود ( وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة ) ومن حول المدينة من القبائل ... وآمن من آمن معه من الأوس والخزرج في المدينة ... فكانوا الأنصار ( مع من كان آمن به قبل الهجرة ) ... وكان من بقي على كفره من أهل المدينة بل القبائل كلها تترقب أمر هذا الدين في المدينة ... لذلك وبعد غزوة بدر تحديدا ... بعد أن بدأ الناس يتحدثون عن غلبة هذا الدين وقوته ... وبدأ يظهر أمره وصار قوة تحسب له حساب قال ابن أبي سلول - وهو سيد في قومه بل كانوا يجهزون له تاجا يتوجونه عليهم - قال : هذا أمر قد توجه ... وأظهر الإسلام هو وطائفة معه وطائفة من اليهود ... وظهر بذلك النفاق في المدينة ومن حولها من الأعراب ...
‎ولم يكن من المهاجرين منافق لأن الهجرة ترك الديار والأهل والمال ... ينخلع من كل ما ليس له صلة بالإسلام ... ولا يهاجر أحد نفاقا ...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 03:47 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
مناسبة الآية لما قبلها أن الله ذكر في الآية السابقة أن الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ثم شرع في هذه الآية بيان صفات المتقين كأنّه لما قيل هدى للمتقين، قيل: من هم؟ فقيل: {الّذين يؤمنون بالغيب} وفيه مدح لهؤلاء المتقين
وأول صفاتهم الإيمان بالغيب ،والإيمان في لغة العرب التصديق وفسره العلماء في الآية بالتصديق وبالعمل وبالخشية فهؤلاء المذكورين موصوفين بالإيمان بالغيب قولًا واعتقادًا وعملًاواختلف القراء في همز يؤمنون فمنهم من يهمزها ومنهم من يترك الهمز ،والغيب ماغاب عنك من أمر والمراد هنا انهم يؤمنون بما غاب عنهم مما جاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم ومن أمثلة ذلك : الإيمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وجنّته وناره ولقائه،وبالحياة بعد الموت وبالبعث،وبالقدر ويدخل فيه من يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لأنه يجد صحفا فيؤمن بها فيكون إيماناَ بالغيب ،و قيل :معناه يصدقون إذا غابوا وخلوا، لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا
الصفة الثانية لهؤلاء إقامة الصلاة و والصّلاة في اللغة مأخوذة من صلى يصلي إذا دعا على أرجح الأقوال ، وهي في الشرع دعاء انضاف إليه هيئات وقراءة فهي أفعال مخصوصة في أوقات مخصوصة بشروط معروفة ،وإقامة الصلاة بمعنى إتمامها وإظهارها وإثباتها ويدخل في ذلك إتمام الرّكوع والسّجود والتلاوة والتّشهّد والصّلاة على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والخشوع والإقبال عليها وا لمحافظة على مواقيتها ووضوئها
الصفة الثالثة لهم : الإنفاق مما رزقهم الله ، يدخل في هذه الآية الزكاة المفروضة وجميع الصدقات كالنفقة في الجهاد والنفقة على الأولاد وجميع النفقات التي يبتغي بها العبد التقرب إلى الله عز وجل ،وكثيرا مايقرن الله في كتابه بين الصلاة والإنفاق وسر هذا الإقتران ان الصلاة حق الله والإنفاق حق المخلوقين والمتقي من يجمع بينهما فيؤدي حق الله ويؤدي حق العباد .


2. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}:
في قوله تعالى :{ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} قراءتين بالتثقيل والتخفيف :
القراءة الأولى :قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر «يكذّبون» بضم الياء وتشديد الذال.
القراءة الثانية :قرأ الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال
معنى الآية :
قراءة التخفيف: توعد الله المنافقين بالعذاب الأليم بسببكذبهم وهو قولهم: أنهم مؤمنون، قال الله عزّ وجلّ: {وما هم بمؤمنين}،و يؤيدها أن سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم، والتوعد بالعذاب الأليم، متوجه على الكذب في مثل هذه النازلة ذكره ابن عطية والزجاج وأشار اليه ابن كثير
قراءة التثقيل: فمعناه:توعد الله المنافقين بالعذاب الأليم بسبب تكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم،يؤيدها قوله تعالى قبل: {وما هم بمؤمنين}، فهذا إخبار بأنهم يكذبونذكره ابن عطية والزجاج وأشار اليه ابن كثير
القول الراجح:
ترجيح ابن عطية :
رجح ابن عطية قراءة التثقيل
ترجيح الطبري :
رجح الطبري قراءة التخفيف وسبب ترجيحه سياق الآيات
قال الطبري :أنّ الله عز وجل أنبأ عن المنافقين في أول النبأ عنهم في هذه السورة، بأنهم يَكذِبون بدَعْواهم الإيمانَ، وإظهارهم ذلك بألسنتهم، خِداعًا لله عز وجلّ ولرسوله وللمؤمنين، فقال: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا)بذلك من قيلهم، مع استسرارهم الشكَّ والريبة، (وَمَا يَخْدَعُونَ) بصنيعهم ذلك (إِلا أَنْفُسَهُمْ) دون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؛ (وَمَا يَشْعُرُونَ) بموضع خديعتهم أنفسَهم، واستدراج الله عز وجل إيّاهم بإملائه لهم، (فِي قُلُوبِهِمْ) شك النفاق وريبَتُه والله زائدهم شكًّا وريبة بما كانوا يَكذِبون الله ورسوله والمؤمنين بقَوْلهم بألسنتهم آمنَّا بالله وباليوم الآخر، وهم في قيلهم ذلك كَذَبة، لاستسرارهم الشَّكَّ والمرض في اعتقادات قلوبهم في أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. فأولى في حكمة الله جل جلاله، أن يكون الوعيد منه لهم على ما افتتح به الخبَر عنهم من قبيح أفعالهم وذميم أخلاقهم، دون ما لم يَجْرِ له ذكر من أفعالهم. إذْ كان سائرُ آيات تنزيله بذلك نزل، وهو: أن يَفتتِح ذكر محاسن أفعالِ قومٍ، ثم يختم ذلك بالوعيد على ما افتتح به ذِكره من أفعالهم، ويفتتح ذِكْر مساوي أفعالِ آخرين، ثم يختم ذلك بالوعيدِ على ما ابتدأ به ذكرَه من أفعالهم.
فكذلك الصحيح من القول - في الآيات التي افتتح فيها ذِكر بعض مساوى أفعال المنافقين - أنْ يختم ذلك بالوعيد على ما افتتح به ذِكرَه من قبائح أفعالهم. فهذا هذا ، مع دلالة الآية الأخرى على صحة ما قلنا، وشهادتِها بأن الواجب من القراءة ما اخترنا، وأنّ الصواب من التأويل ما تأوّلنا، من أنّ وعيد الله المنافقين في هذه الآية العذابَ الأليمَ على الكذب الجامع معنى الشكّ والتكذيب، وذلك قولُ الله تبارك وتعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة المنافقون: 1، 2] . والآيةالأخرى في المجادلة: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [سورة المجادلة: 16] . فأخبر جل ثناؤه أنّ المنافقين - بقيلهم ما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مع اعتقادهم فيه ما هم معتقدون - كاذبون. ثم أخبر تعالى ذكره أنّ العذاب المُهينَ لهم، على ذلك من كذبهم. ولو كان الصحيح من القراءة على ما قرأه القارِئون في سورة البقرة:"ولهم عذاب أليم بما كانوا يُكَذِّبون" لكانت القراءةُ في السورة الأخرى:"والله يشهدُ إن المنافقين" لمكذِّبون، ليكون الوعيدُ لهم الذي هو عَقِيب ذلك وعيدًا على التكذيب لا على الكذب. وفي إجماع المسلمين على أنّ الصواب من القراءة في قوله:"والله يشهد إنّ المنافقين لكاذبون" بمعنى الكذب - وأن إيعاد الله تبارك وتعالى فيه المنافقين العذابَ الأليمَ على ذلك من كذبهم - أوضحُ الدّلالة على أن الصحيح من القراءة في سورة البقرة:"بما كانوا يَكْذِبون" بمعنى الكذِب، وأن الوعيدَ من الله تعالى ذِكره للمنافقين فيها على الكذب - حقٌّ - لا على التكذيب الذي لم يجر له ذِكر - نظيرَ الذي في سورة المنافقين سواءً.
ترجيح ابن كثير :
جمع ابن كثير بين القولين بقوله : {بما كانوا يكذبون} وقرئ: "يكذّبون"، وقد كانوا متّصفين بهذا وهذا، فإنّهم كانوا كذبةٌ يكذّبون بالحقّ يجمعون بين هذا وهذا.
القول الراجح:
الذي يظهر والعلم عند الله أنه لامانع من الجمع بين القولين كما جمع ابن كثير رحمه الله والمنافقين وقع منهم الأمرين فإنهم كانوا يكذبون في أقوالهم وكانوا يكذبون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولاتعارض والله أعلم
. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالمرض ومعنى زيادته في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
أقوال العلماء في المراد بالمرض:
القول الأول:
المراد بالمرض الشك وهذا القول مروي عن أناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وعن ابن مسعود وابن عباس ومجاهدٌ، وعكرمة، والحسن البصريّ، وأبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة و أبو عبيدة وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني:
المراد بالمرض النفاق وهو مروي عن ابن عباس وأبو عبيدة ذكره الزجاج وابن كثير وقال ابن كثير وهذا كالأول
القول الثالث:
الجحد بسبب الحسد مع العلم بصحة مايجحدون ذكره ذكره ابن عطية
القول الرابع:
المرض غمهم بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عطية
القول الخامس :
المرض الرياء وهو مروي عن عكرمة، وطاوسٍ ذكره ابن كثير
القول الراجح :
لاتعارض بين هذه الأقوال لأن والمرض في القلب: يصلح لكل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين كما قال الزجاج وهو عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائد هؤلاء المنافقين كما قال ابن عطية
معنى زيادة المرض:
القول الأول:
زادهم الله بكفرهم. كما قال عزّ وجلّ: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم} ذكره الزجاج
القول الثاني:
فزادهم اللّه بما أنزل عليهم من القرآن، فشكوا فيه كما شكوا في الذي قبله. قال: والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: {وإذا ما أنزلت سورة} إلى قوله: {فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم} وقيل هو دعاء عليهم، وقيل هو خبر ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير وعلق عليه بقوله : وهذا الّذي قاله عبد الرّحمن، رحمه اللّه، حسنٌ، وهو الجزاء من جنس العمل، وكذلك قاله الأوّلون، وهو نظير قوله تعالى أيضًا: {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم} [محمّدٍ: 17].
ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
لم يظهر المنافقون إلا عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسبب قوة المسلمين وظهور كلمتهم فنبه الله على صفاتهم في السور المدنية أما مكة فلم يكن فيها نفاق لضعف المسلمين ،وهذا حال المنافقين في كل زمان فمتى وجدت القوة ظهروا
قال ابن كثيررحمه الله :نزلت صفات المنافقين في السّور المدنيّة؛ لأنّ مكّة لم يكن فيها نفاقٌ، بل كان خلافه، من النّاس من كان يظهر الكفر مستكرها، وهو في الباطن مؤمنٌ، فلمّا هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة، وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا في جاهليّتهم يعبدون الأصنام، على طريقة مشركي العرب، وبها اليهود من أهل الكتاب على طريقة أسلافهم، وكانوا ثلاث قبائل: بنو قينقاع حلفاء الخزرج، وبنو النّضير، وبنو قريظة حلفاء الأوس، فلمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقلّ من أسلم من اليهود إلّا عبد اللّه بن سلام، رضي اللّه عنه، ولم يكن إذ ذاك نفاقٌ أيضًا؛ لأنّه لم يكن للمسلمين بعد شوكةٌ تخاف، بل قد كان، عليه الصّلاة والسّلام، وادع اليهود وقبائل كثيرةً من أحياء العرب حوالي المدينة، فلمّا كانت وقعة بدرٍ العظمى وأظهر اللّه كلمته، وأعلى الإسلام وأهله، قال عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، وكان رأسًا في المدينة، وهو من الخزرج، وكان سيّد الطّائفتين في الجاهليّة، وكانوا قد عزموا على أن يملّكوه عليهم، فجاءهم الخير وأسلموا، واشتغلوا عنه، فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلمّا كانت وقعة بدرٍ قال: هذا أمرٌ قد توجّه فأظهر الدّخول في الإسلام، ودخل معه طوائف ممّن هو على طريقته ونحلته، وآخرون من أهل الكتاب، فمن ثمّ وجد النّفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب، فأمّا المهاجرون فلم يكن فيهم أحدٌ، لأنّه لم يكن أحدٌ يهاجر مكرهًا، بل يهاجر ويترك ماله، وولده، وأرضه رغبةً فيما عند اللّه في الدّار الآخرة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 06:28 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الثانية:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.


(ذلك) أي هذا الكتاب الذي هو القرآن (الكتاب) لفظ الكتاب مأخوذ من (كتبت الشيء ) إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض ككتب الخرز بضم الكاف وفتح التاء وكتب الناقة.
والمراد به هنا القرآن (لا ريب فيه) لا شك فيه ولا ارتياب فيه من حيث الأصل وإن وقع ريب للكفار، ولا ريب في نزوله من عند الله تعالى قال تعالى {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين} ومن وقف من القراء على (لا ريب فيه) فلهذا المعنى، فيصبح ما بعدها (هدى) وصف للمتقين، وهناك من يقف على (لا ريب) والأول أولى وأبلغ. وفي (فيه) ثلاثة أوجه للقراءة: بكسر الهاء، وضمها، وضمها ووصلها بالواو. (هدى للمتقين) الهدى: البيان والإرشاد فهو بمثابة النور الذي يعصم المهتدي من الضلالة. ويجوز أن يكون موضع (هدى) مرفوعا على النعت، ومنصوبا على الحال.
ولفظ التقوى مأخوذ من وقى، وأصلها التوقي مما يكره لأن أصلها وقوى من الوقاية، فيتقي المؤمن كل ما يورده المهالك ويبعده من الله عز وجل، أو ينقص درجته عنده. وقد قيل: إنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، سأل أبيّ بن كعبٍ عن التّقوى، فقال له: «أما سلكت طريقًا ذا شوكٍ؟»، قال: «بلى»، قال: «فما عملت؟»، قال: «شمّرت واجتهدت»، قال: «فذلك التّقوى».
وأنشد ابن المعتزّ في هذا المعنى:

خلّ الذّنوب صغيرها ....... وكبيرها ذاك التّقى
واصنع كماشٍ فوق أر ....... ض الشّوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرةً ....... إنّ الجبال من الحصى
وحقيقتها تتبين بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرًا ممّا به بأسٌ».


2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

(أولئك) اسم إشارة على الموصوفين بم تقدم بالآيتين قبلها من الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله، والإيمان بما أنزل الله إلى الرسول ومن قبله من الرسل، والإيقان بالدار الآخرة.

وفيهم ثلاثة أقوال:
- أن الذين يؤمنون بالغيب -> هم المؤمنون من العرب.
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك -> هم المؤمنون من أهل الكتاب
ثم جمع الفريقين ف(أولئك) تدل على الطائفتين، كل بما وصف به.
- أن (أولئك) دال على أهل الكتاب سواء كانوا هم المعنيين بالآيتين كلتيهما أم المذكورين بالآية الثانية:(والذين يؤمنون بما أنزل إليك. ...) وبناء عليه تكون هذه الآية منقطعة عما قبلها.
- أن الآيتين عامة في المؤمنين من العرب وأهل الكتاب وغيرهم. و(أولئك) دال على هؤلاء المؤمنين.





3. بيّن ما يلي:

أ: لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
لأنه يظهر الإسلام ليسلم من القتل والسبي والعذاب العاجل وهو وإن كان بفعله مخادعا للمؤمنين في الدنيا؛ فإنه أيضا لنفسه خادع لأنه يظهر لها بفعله هذا أنه يعطيها أمنيتها، ويسقيها كأس سرورها، وهو موردها حياض عطبها، ومجرعها بها كأس عذابها، ومزيرها من غضب الله وأليم عقابه ما لا قبل لها به، فذلك خديعته لنفسه مع ظنه مع إساءته لها في أمر معادها؛ يظن أنه محسن.
فلا خداعهم أنجاهم في الآخرة بل هم حاصلون في العذاب خالدون فيه، ولا سترهم فأمرهم ظاهر للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بما كشفه الله من صفاتهم.
وفي يخادعون قراءات .. منها ما يؤثر في المعنى كقراءة:
(يخادعون) كأن الخداع وقع من اثنين، فهو واقع منهم وإليهم؛ إذ خدعوا أنفسهم وأنفسهم خدعتهم.
(يخدعون) على أن الخداع من طرف واحد، فهو واقع منهم على أنفسهم.



ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.

- لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه، لأن حقيقة قتلهم وأنه بسبب كفرهم تخفى على كثير من الناس.
- ليبين لأمته أن القاضي لا يحكم بعلمه.
- منع الرسول صلى الله عليه وسلم من قتلهم ما كانوا يظهرونه من الإسلام، والحكم يجري على الظاهر والبواطن ترد إلى الله، قال صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ».
- وقال البعض: لم يقتلهم لعدم خوفه من شرهم، إضافة إلى وجوده بين أظهرهم يتلو عليهم آيات الله، وإن ظهر نفاقهم بعده وعلمه المسلون فيقتلوهم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 06:35 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعةالثانية:
1 فسّر بإيجاز قول اللهتعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
ذلك الكتاب: ذلك بمعنى هذا أي هذا الكتاب والكتاب هو القران .
لا ريب فيه : أي لا شك في ذاته ولا في نزوله من عند الله وفيه أمر بعدم الشك فيه ، وقرأالزهري، وابن محيصن، ومسلم بن جندب، وعبيد بن عمير: «فيه» بضم الهاء وقرأ ابن إسحاق: «فيهو» ضم الهاء ووصلها بواو.
ويجوز الوقف على لا ريب والوقف على لا ريب فيه أولى ليكون هدى للمقين وصفا للقران فيكون أبلغ .
هدى للمتقين:أي فيه بيان وإرشاد للمتقين ونور لهم والمتقين من جعل بينه وبين عذاب الله وقاية بامتثال أمر الله واجتناب نهيه ، واختص المتقين بالانتفاع بالقرآن لأنه هو في نفسه هدى فلا ينال ذلك الهدى إلا المتقين

2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ}.
ق1: أي: المؤمنون المتّصفون بما تقدّم: من الإيمان بالغيب، وإقام الصّلاة، والإنفاق ، والإيمان بما أنزل اللّه إلى الرسل جميعا ، والإيقان بالدّار الآخرة. وقد نقل هذا عن مجاهدٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، رحمهم اللّه ، ذكره ابن عطية ورجحه ابن كثير.
ويدل عليه: عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقيل له: يا رسولاللّه، إنّا نقرأ من القرآن فنرجو، ونقرأ من القرآن فنكاد أن نيأس، أو كما قال. قال: فقال: «أفلاأخبركم عن أهل الجنّة وأهل النّار؟ »،قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: «{ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه}إلى قوله تعالى:{المفلحون}هؤلاء أهل الجنّة،قالوا: إنّا نرجو أن نكون هؤلاء. ثمّ قال: «{إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم}إلى قوله:{عظيمٌ}هؤلاء أهل النّار»،قالوا: لسنا هم يا رسول الله. قال: «أجل»).

ق2: مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى: {والّذين يؤمنون بما أنزل إليك}الآية، حكاه ابن جرير ذكر ذلك ابن كثير.
ق3: من تقدّم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب، اختاره ابن جرير حكى ذلك ابن كثير لما رواه السّدّيّ عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أمّا الّذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثمّ جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئكهم المفلحون}
الترجيح : رجح ابن كثير القول الأول .

3. بيّن ما يلي:
أ: لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
لأنهم أظهروا خلاف ما أبطنوا ليعصموا دماءهم ويحفظوا أموالهم ظنا منهم أنهم خدعوا الله ورسوله والمؤمنين في الدنيا وأن ذلك فيه نجاتهم أخبر تعالى أنهم إنما يخدعون أنفسهم وأن ذلك عائد عليهم بالعذاب وسخط الله وعقابه فهم في الحقيقة خادعون لأنفسهم موقعوها في الهلاك.
{ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتالالمنافقين.
أجيب عن ذلك بعدة أجوبة أوردها ابن كثير في تفسيره عن القرطبي منها
1- خشية أن تخفى الحكمة على بعض العرب فيمتنعوا من الدخول إلى الإسلام ظنا منهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه ولا يعلمون أنما قتلهم على الكفر فهم إنما يحكمون بالظاهر كما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»،
2- وليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه كما قال مالك وقالالقرطبيّ: وقد اتّفق العلماء عن بكرة أبيهم على أنّ القاضي لا يقتل بعلمه، وإناختلفوا في سائر الأحكام.
3- ولأن ما يظهره المنافقون يجب ما قبله كما قال الشافعي ، كما ورد في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه،فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّوجلّ»، قال الشافعي : ومعنى هذا: أنّ من قالها جرت عليه أحكام الإسلامظاهرًا، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدّار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعهفي الآخرة جريان الحكم عليه في الدّنيا.
4- أنه لم يقتلهم لأنه لا يخاف من شرهم مع وجوده وتلاوته الآيات فأما بعده فيجوز قتلهم إذا أظهروا النفاق وعلم بذلك المسلمون. قال مالكٌ: المنافق في عهدرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الزّنديق اليوم وهذه مسألة مختلف فيها .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 11:28 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
(إن) تنصب المبتدأ وترفع الخبر، ومعناها في الكلام التوكيد، وهي آلة من آلات القسم (الذين كفروا) الكفر مأخوذ من الستر والتغطية، ومعناه في الدين: تغطية القلب بالرين عن الإيمان، أو تغطية الحق بالأقوال والأفعال وستره. وكفرهم بالله وبما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإن قالوا: إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك.
(سواء عليهم) أي مستو عندهم إنذارك لهم وعدم إنذارك، فهم كفار في كلا الحالين، كفروا بما عندهم من ذكرك الذي جاءهم به غيرك، وجحدوا ما أخذ عليهم من الميثاق، وكفروا بما جاءك، فكيف يسمعون منك إنذارا أو تحذيرا؟ (لا يؤمنون) قد تكون مؤكدة لكفرهم واستواء الإنذار عندهم وعدمه، وقد تكون خبر.
وهذه الآية متفق على أنها غير عامة لوجود كفار قد أسلموا بعدها، لكن مختلف فيمن نزلت ورجحه القاضي أبو محمد أنها: (فيمن سبق في علم الله أنه لا يؤمن وأراد الله تعالى أن يعلم أن في الناس من هذه حاله دون أن يعين أحدا)

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
▫(ختم)
الختم بمعنى الطبع، والخاتم الطابع وهو التغطية على الشيء والاستيثاق من ألا يدخله شيء.

وفي حقيقة الختم أقوال:
- أن الختم على الحقيقة، وكلما زاد القلب ضلالا زاد انقباضه. وهذا ذهب إليه طائفة من المتأولين.
قال الأعمش: أرانا مجاهدٌ بيده فقال: «كانوا يرون أنّ القلب في مثل هذه -يعني: الكفّ-فإذا أذنب العبد ذنبًا ضمّ منه»، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، «فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى،«فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى وهكذا، حتّى ضمّ أصابعه كلّها، ثمّ قال:«يطبع عليه بطابعٍ».

- وقال آخرون أنه على المجاز/
. أن ما وجد في قلوبهم من الكفر والضلال والإعراض عن الإيمان يسمى ختما.
قال مجاهد: كانوا يرون أن ذلك: الرين.
. وقال آخرون ممن حمله على المجاز: الختم هنا أسند إلى الله تعالى لما كفر الكافرون به وأعرض عن عبادته وتوحيده. وهذا لا إشكال فيه، قال القرطبيّ: وأجمعت الأمّة على أنّ اللّه عزّ وجلّ قد وصف نفسه بالختم والطّبع على قلوب الكافرين مجازاةً لكفرهم كما قال: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم}
. أنه إخبار من الله عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق. وهذا لا يصح، لأن الله قد أخبر أنه هو الذي ختم على قلوبهم وأسماعهم.

▫على قلوبهم وعلى سمعهم
المراد بسمعهم: أسماعهم ، و (سمعهم) هي قراءة الجمهور.
وأفرد السمع:
- لأنه في معنى المصدر، فوحد لأنه مصدر.
- أو أنه أضاف السمع إليهم فدل على معنى (أسماعهم)، فلما أضيف إلى ضمير جماعة دل المضاف إليه على المراد.
- ويحتمل أن يريد على مواضع سمعهم فقدر مضافا محذوفا وأقام المضاف إليه مقامه.


▫ الوقف
- الوقف على (وختم على قلوبهم وعلى سمعهم ) وقف تام ..
إذا كان (غشاوة) مرفوعا، وهو الباب وعليه مذهب القراء.
وعليه يكون الطبع على القلب وعلى السمع فقط
- الوقف كافي أو غير تام، وأن (غشاوة) على النصب بإضمار فعل، أو على الإتباع على محل (وعلى سمعهم).





3. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.

أفرد السمع:

- لأنه مصدر في أصله، والمصادر لا تجمع.
- أو أنه أضاف السمع إليهم وهم ذكروا بلفظ الجمع فدل على معنى (أسماعهم).
- ويحتمل أنه قدر مضافا محذوفا، أي: وعلى مواضع سمعهم.
- لأن لكل واحد منهم سمعا واحدا.

ب: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.

النفاق: هو إظهار الخير وإسرار الشر.
وهو نوعان:
- اعتقاديٌّ، وهو الّذي يخلد صاحبه في النّار.
- وعمليٌّ، وهو من أكبر الذّنوب.
قال ابن جريجٍ: «المنافق يخالف قوله فعله، وسرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه».
- الحكمة من التنبيه على صفات المنافقين:
لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون، فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم، ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الأمر، وهذا من المحذورات الكبار أن يظن بأهل الفجور خير.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 03:25 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية



1فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.
ذَلِكَ :
الاسم من " ذلك " الذال والألف ، وقيل الذال وحدها والألف تقوية .
واللام لبعد المشار إليه ، ولتوكيد الاسم فهي مؤكدة لمعنى الإشارة ، ، وكان ينبغي للام أن تكون ساكنة ولكن كسرت للالتقاء السّاكنين .
والكاف للخطابولا حظّ لها في الإعراب .
وأما عن موضع "ذلك" من الإعراب : الرفع ؛ فهو خبر " ألم " على قول من قال: هذا القرآن .
وأما عن معنى بالإشارة فقد ورد فيها قولان :
فقد تأتي " ذلك " بمعناها البعيد ، وقد تأتي بمعنى " هذا " ؛ ومن المعروف في كلام العرب أنهم يقارضون بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة فيستعملون كلًّا منهما مكان الآخر ،فقد يشار بـ «ذلك» إلى حاضر تعلق به بعض الغيبة وبــــ «هذا» إلى غائب هو من الثبوت والحضور بمنزلة وقرب. ويشهد له قول الشاعر :
أقول له والرمح يأطر متنه.......تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا
قال: المعنى: إنني أنا هذا.
وقد ورد ذلك في مواضع من القرآن منها : قوله عزّ وجلّ في قصة فرعون: {فحشر فنادى (23) فقال أنا ربّكم الأعلى (24) فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى (25)}، ثم قال بعد ذلك: {إنّ في ذلك لعبرة لمن يخشى (26)}
وقال في موضع آخر: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون (105)}، ثم قال:{إنّ في هذا لبلاغا لقوم عابدين (106)}
1- فقالوا أنها هنا بمعنى " هذا " :
فتكون الإشارة إلى هذه الحروف قبلها " ألم " أي: هذا القرآن متكلم به بحروف العرب التي يعقلونها والمتحدى بها .
2 - أن تكون الإشارة للبعيد وقيل فيه عدة أقوال :
1- فقيل الإشارة إلى القرآن ،ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى وعيسى صلى الله عليهما وسلم، ودليل ذلك قوله تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به}، فالمعنى هذا ذلك الكتاب.
2- وقيل ما قد كان نزل سابقاً من القرآن .
3- وقيل القرآن الذي في السماء ولم ينزل بعد .
4- وقيل إن الله قد كان وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، فأشار إلى ذلك الوعد
5- وقيل إن الله قد كان وعد أهل الكتاب أن ينزل على محمد كتابا، فالإشارة إلى ذلك
6- وقيل: التوراة والإنجيل .
7- وقيل: اللوح المحفوظ أي الكتاب الذي هو القدر .
والراجح عموماً أن المراد به هو القرآن .
الْكِتَابُ :
موضعها من الإعراب : الرفع ؛ وقيل أنه لعطف البيان فتبين به من أشرت إليه ، أو هي للخبر ، وقيل للبدل .
والمعنى : مأخوذ من «كتبت الشيء» إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض .
والمراد به كما أوردنا في المراد بالإشارة ورجح ابن كثير أنه القرآن .
لَا رَيْبَ فِيهِ :
وموضع {لا ريب} نصب، و "لا" تعمل فيما بعدها فتنصبه، ونصبها لما بعدها كنصب "إن" لما بعدها إلا أنها تنصبه بغير تنوين .
ومعنى " الريب " الشك ، قال الشاعر:
أخوك الذي إن ربته قال إنما.......أربت وإن عاتبته لان جانبه
وتأتي في اللغة بمعنى التهمة ويشهد له قول الشاعر :
بثينة قالت يا جميل أربتني .......فقلت كلانا يا بثين مريب...
واستعمل -أيضًا-في الحاجة كما قال بعضهم:
قضينا من تهامة كلّ ريبٍ .......وخيبر ثمّ أجمعنا السّيوفا
ومعنى الكلام: أنّ هذا الكتاب -وهو القرآن-لا شكّ فيه أنّه نزل من عند اللّه، كما قال تعالى في السّجدة: {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين ، وأنه في ذاته لا ريب فيه بأي شكل من الأشكال وإن وقع ريب للكفار، فهو يفيد عموم النفي ، وقيل هذا خبرٌ ومعناه النّهي، أي: لا ترتابوا فيه ، وقيل هو عموم يراد به الخصوص أي عند المؤمنين ؛ وهذا القول ضعّفه ابن عطية .
وأما عن القراءات في الآية : فقُرأت «فيه» بكسر الهاء ، و بضم الهاء ، و «فيهو» بضم الهاء ووصلها بواو ، وقرأت بإدغام الهاء في الهاء من " هدى "
ومن القرّاء من يقف على قوله: {لا ريب} ويبتدئ بقوله: {فيه هدًى للمتّقين} والوقف على قوله تعالى: {لا ريب فيه} أولى في آياتنا كما ذكر ابن كثير ، ولأنّه يصير قوله: {هدًى} صفةً للقرآن، وذلك أبلغ من كون: {فيه هدًى}.
هُدًى :
موضعها : النصب ، على الحال من " ذلك " ، أو من " الكتاب " .
أو الرفع : من كونه خبر " ذلك " ، أو خبر ابتداء مضمر " هو " كأنه قيل " هو هدى " ، أو ابتداء وخبره المجرور الذي سبقه ، أو من كونه نعتاً .
ومعناها : نورا وبياناً وتبيانا وتبصيراً ورشاداً ، وجاءت نكرة لتفيد العموم ففي كتاب الله الهداية التامة الكاملة من كل وجه ولكن لمن ؟؟؟؟
لِلْمُتَّقِينَ :
اللام للاختصاص ، فخص الله المتقين بالهداية والانتفاع بالقرآن ، وهي تضمن الهدايتين العامة و الخاصة ؛ التي لا ينالها مجتمعة إلا الأبرار المتقين ، أما غير المؤمنين فلا ينتفعون بهدايات القرآن الخاصة ، كما في قوله : كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ} ، رغم أنه في نفسه هدى وتبيانا للناس كافة ولكن هدايته العامة التي هي الدلالة والبيان والإرشاد كما قال تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } وقال : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.............}
واللفظ مأخوذ من وقى، وفعله اتّقى، على وزن افتعل ، وأصل التّقوى: التّوقّي ممّا يكره لأنّ أصلها من الوقاية ، وقد قيل: إنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، سأل أبيّ بن كعبٍ عن التّقوى، فقال له: «أما سلكت طريقًا ذا شوكٍ؟»، قال: «بلى»، قال: «فما عملت؟»، قال: «شمّرت واجتهدت»، قال: «فذلك التّقوى».
والمتقين : هم المؤمنين الذين اتقوا سخط الله وعقابه باجتناب ما حرم الله عليهم ، ووامتثال ما أحبه وافترضه عليهم ، فهم الجامعون بين مخافة سخطه ، ورجاء رضاه ورحمته وفضله ، وقد نعتهم الله بقوله : {الّذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة}الآية والّتي بعدها »

2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ورد في مرجع اسم الإشارة قولان :
الأول : يرجع إلى الموصوفين قبله بالإيمان بالغيب، وإقام الصّلاة، والإنفاق من الّذي رزقهم اللّه، والإيمان بما أنزل اللّه إلى الرّسول ومن قبله من الرّسل، والإيقان بالدّار الآخرة،من المؤمنين عامة ؛ مؤمني العرب ، ومؤمني أهل الكتاب .وهو حاصل ما ذكره ابن عطية ، وابن كثير عن مجاهدٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، واختاره ابن جرير .
لما رواه السّدّيّ عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أمّا الّذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثمّ جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون}وهو الراجح .
كما استدل له ابن كثير بما رواه ابن أبي حاتمٍ: عن عبد اللّه بن عمرٍو،عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقيل له: يا رسول اللّه، إنّا نقرأ من القرآن فنرجو، ونقرأ من القرآن فنكاد أن نيأس، أو كما قال. قال: فقال: «أفلا أخبركم عن أهل الجنّة وأهل النّار؟ »، قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: «{ألم * ذلكالكتاب لا ريب فيه}إلى قوله تعالى:{المفلحون}هؤلاء أهل الجنّة"»، قالوا: إنّا نرجو أن نكون هؤلاء. ثمّ قال: «{إنّ الّذين كفروا سواءٌ عليهم}إلى قوله:{عظيمٌ}هؤلاء أهل النّار»، قالوا: لسنا هم يا رسول الله. قال: «أجل»)
الثاني : إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى: {والّذين يؤمنون بما أنزل إليك} الآية.وهذا القول نقله ابن كثير عن ابن جرير وضعفه .

3. بيّن ما يلي:
أ: لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

المنافق يبطن غير ما يُظهر ، وقد يكون النفاق عقدياً مخرجاً من الملة ، وقد يكون نفاقاً عملياً فيعتبر شركاً أصغر مستحقاً صاحبه للعقوبة عليه لأنه من أكبر الذنوب .
والمراد هنا هو النفاق الاعتقادي ، والنفاق خداعاً لأن المنافق يظهر من الإيمان خلاف ما يبطن من الكفر فيوهم من حوله بغير حقيقته ، فيتفوه بما ليس في قلبه ولا يشهده عمله ، فيأمن المتوهم جبهة هذا المنافق ، ومن ثم يطلعه على خططه وما يدور بخاطره ، وما سوف يتم تجاه الكفار ، فيظن بذلك المنافق أنه أمّن نفسه وحصنها وعصم ماله ودمه ، ظانا أنه يسعد نفسه ويمتعها ويعتقد أنه يخادع الله ورسوله والمؤمنين ، ولا يعلمون من جهلهم بربهم وسؤ ظنهم به أنه يعلم السر وأخفى وأنه يمكر بمن يمكر به وأنه تعالى يخادع المخادعين ، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }وأن جزاءهم من جنس عملهم وأنهم في الحقيقة يخادعون أنفسهم ، لأنهم وحدهم من يذوق عاقبة نفاقهم وعقاب وعذاب فعلهم ، وأنه إنما يسقي نفسه بيده عذابها وشقائها السرمدي ، وقد أخبرنا الله تعالى في كتابه عما أعده لهم في الآخرة في غير موضع في القرآن فقال : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }
وقال : {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ }
فمن تخادع وبمن تمكر أيها العبد التعيس المسكين ؟؟؟

ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.

الله تبارك وتعالى أعلم نبيه ببعض أعيان المنافقين في غزوة تبوك عندما هموا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأطلعه ربه عليهم ، غير أن القرآن كثيرا ما كان يذكر صفاتهم التي تجعلهم ظاهرين بائنين للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان لهؤلاء عظين الخطر غير وحدة الصف الإسلامي ونفوس المؤمنين حيث أنهم في كل مكان وزمان مثبطين للهمم ، مزعزعين للعزائم كما قال فيهم الله تعالى : {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }ومع ذلك لم يأمر الله تعالى نبيه بقتل هؤلاء المنافقين وذلك لحكم عدة بينها العلماء ونذكر منها :
1- خشية النبي صلى الله عليه وسلم من عدم تبين الحكمة من قتلهم للأعراب حولهم فالظاهر على هؤلاء المنافقين أنهم مسلمين معه فقد يظن الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه من المسلمين وقد ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه» .
2- ليبين صلى الله عليه وسلم لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه .
3- لبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن كلمة التوحيد من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهرًا، فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدّار الآخرة، وإن لم يعتقدها لم ينفعه في الآخرة جريان الحكم عليه في الدّنيا كما جاء في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»
4- أنّه إنّما لم يقتلهم لأنّه كان لا يخاف من شرّهم مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يتلو عليهم آيات اللّه مبيّناتٍ، فوجود النبي صلى الله عليه وسلم يرد الشبه ويزيل الشكوك، ويحجم شوكتهم ، فهم دائما على وجل من أن يفتضح أمرهم وينزل فيهم قرآنا يحددهم بأعيانهم ، فأمّا بعده فيقتلون إذا أظهروا النّفاق وعلمه المسلمون . وهذا فيه تفصيل لا يتسع له المقام .


وأعتذر عن التأخير فجهازي كان معطلا .


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 جمادى الآخرة 1438هـ/20-03-2017م, 10:11 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

✨ المجموعة الأولى:

🔸1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وبيّن الحكمة من ورودها في القرآن.
لقد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور على قولين :
1⃣ الأول : هي مما استأثر الله بعلمه ، فردُّوا علمها إلى الله تعالى ، و لم يفسروها ...................
⏪ حكاه القرطبي في تفسيره عن : أبي بكر و عمر و عثمان و علي و ابن مسعود رضي الله عنهم به ،
و قاله : عامرٌ الشعبي و سفيان الثوري و الرّبيع بن خثيم ، و اختاره أبو حاتم بن حبان .... ذكره ابن كثير ، و ذكره ابن عطيّة ، و ذكره الزجاج أيضًا عن عن الشعبي أنه قال : لله في كل كتاب سر، و سرّه في القرآن حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور .
2⃣ الثاني : منهم من فسّرها ؛ فقالوا : يجب أن يتكلم فيها و تلتمس الفوائد التي تحتها و المعاني التي تتخرج عليها ، و اختلفوا في ذلك على أقوال ..........مجموع ما ذكره ابن كثير و ابن عطيّة
الأقوال الواردة في معناها :
📌 1- هي أسماء السور ........ قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
🖌قال العلامة أبو القاسم الزمخشري في تفسيره : و عليه إطباق الأكثر ، و نقله عن سيبويه أنّه نصّ عليه ....... ذكره ابن كثير و قال : يعتضد هذا بما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة { الم} السجدة ، و { هل أتى على الإنسان } .
و ذكره ابن عطيّة
📌 2- هي فواتح افتتح الله بها القرآن .... قاله مجاهد ، ذكره ابن كثير و ابن عطيّة ، و ذكره الزجاج
عن أبو عبيدة معمر بن المثنى ، و أبو الحسن الأخفش أنها افتتاح كلام ، و دليل ذلك أن الكلام الذي ذكر قبل السورة قد تم .
📌3- هي اسمٌ من أسماء القرآن .... قاله مجاهد و قتادة و زيد بن أسلم ، ذكره ابن كثير ، و ابن عطية
🖌 قال ابن كثير : لعلّ هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد : أنه اسم من أسماء السّور ، فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن ، فإنه يبعد أن يكون { المص} اسمًا للقرآن كلّه ؛ لأن المتبادر إلى فهم سامع من يقول قرأت { المص} إنما ذلك عبارة عن سورة الأعراف لا مجموع القرآن و الله أعلم .
📌 4- هي اسم من أسماء الله تعالى ......
قال الشعبي : فواتح السور من أسماء الله تعالى .
و كذلك قال سالم بن عبدالله ، و السّدي الكبير ، و قال شعبة عن السّدي : بلغني أن ابن عباس قال : {الم} اسمٌ من أسماء الله الأعظم ... هكذا رواه ابن أبي حاتم ، و رواه ابن جرير ...... ذكره ابن كثير
و ذكر ابن عطية أنها اسم الله الأعظم ، إلا أنه لا نعرف تأليفها منها ... عن علي بن أبي طالب و ابن عباس
و ذكر الزجاج عن ابن عباس أنه قال : { الر} { حم} { ن} اسم للرّحمن مقطع في اللفظ موصول في المعنى
و روي عن ابن عباس و ابن مسعود ، و عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : أمّا {الم}
فهي حروفٌ استفتحت من حروف هجاء أسماء الله
ذكره ابن كثير ، و ذكر ما رواه أبو جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله تعالى { الم} قال : هذه الأحرف الثلاثة من التسعة و العشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلّها ، ليس منها حرفٌ إلا هو مفتاحٌ اسم من أسمائه ، و ايس منها حرف إلا و هو من آلائه و بلائه ......... الخ
🖌قال ابن كثير : ذكره بلفظ ابن أبي حاتم . و نحوه رواه ابن جرير ، ثم شرع يوجه كل واحد من هذه الأقوال و يوفّق بينها ، و أنّ لا منافاة بين كل واحد منها و بين الآخر ، و أن الجمع ممكن ، فهي أسماء السور ، و من أسماء الله يفتتح بها السور ، فكل حرف منها دلّ على اسم من أسمائه و صفة من صفاته ، كما افتتح سور كثيرة بتحميده و تسبيحه و تعظيمه
قال : ( الرازي) و لا مانع من دلالة الحرف منها على اسم من أسمائه ، و على صفة من صفاته ، و على مدّة و غير ذلك ...... و ذكر مثالاً كلفظة الأمة فإنها تطلق و يراد بها عدّة معان
قال : فكذلك هذا .
📍هذا حاصل كلامه موجّهًا ، لكن هذا ليس كما ذكره أبو العالية ، فإن أبا العالية زعم أن الحرف دلّ على هذا ، و على هذا ، و على هذا معًا ، و لفظة الأمة و ما أشبهها من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح ، إنما دلّ في القرآن في كل موطن على معنى واحد دلّ عليه السياق ، فأمّا حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألةٌ مختلف فيها بين علماء الأصول ، ليس هذا موضع البحث فيها ، و الله أعلم
📍ثم إن لفظ الأمة تدل على كل معانيه في سياق الكلام بدلالة الوضع ، فأمّا دلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل هلى اسمٍ آخر من عير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الإضمار بوضعٍ و لا بغيره ، فهذا ممّا لا يفهم إلّا بتوقيفٍ ، و المسألة مختلف فيها ، و ايس فيها اجماع حتى يحكم به
📍و ما انشدوه من الشواهد على صحة إطلاق الحرف الواحد على بقيّة الكلمة ، فإنّ في السياق ما يدلّ على ما حذف بخلاف هذا ، كما قال الشاعر:
قلنا قفي لنا فقالت قاف
لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
تعني : وقفت
و قال الآخر :
ما للظّلمين عال كيف لا يا
ينقدّ عنه جلده إذا يا
قال ابن جرير : كأنه أراد أن يقول: إذا يفعل كذا و كذا ، فاكتفى بالياء من يفعل .
و قال الآخر :
بالخير خيراتٌ و إن شرّا فا
و لا أريد الشّرّ إلا أن تا
يقول : و إن شرّا فشرّ ، و لا أريد الشّرّ إلا أن تشاء ، فاكتفى بالفاء و التاء من الكلمتين عن بقيتهما ، و لكن هذا ظاهرٌ من سياق الكلام ، و الله أعلم.

📌 5- هي قسمٌ أقسم الله به ...... قاله ابن عباس
ذكره الزجاج و ابن عطية و ابن كثير ، و ذكره ابن كثير عن عكرمة أيضًا
قال ابن عباس: أقسم الله بهذه الحروف أنّ هذا الكتاب الذي أنزل على محمد هو الكتاب الذي عنده عزّ و جلّ لا شكّ فيه
📌 6- هي حروفٌ من حروف المعجم ، استغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها ، التي هي تتمة الثّمانية و العشرين حرفًا ، كما يقول القائل : ابني يكتب في : أ ب ت ث ، أي في حروف المعجم الثمانية و العشرين فيستغني بذكر بعضها عن مجموعها .... قاله بعض أهل العربية حكاه ابن جرير ؛ ذكره ابن كثير و الزجاج و ابن عطية
🖌 قال ابن كثير : مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفًا ، و هي : ال م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن ، يجمعها قولك : نصّ حكيمٌ قاطعٌ له سرّ ، و هي نصف الحروف عددًا ، و المذكور منها أشرف من المتروك ، و بيان ذلك من صناعة التصريف .
"قال الزمخشري : و هذه الحروف الأربعة عشر مشتملةٌ على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة و المجهورة ، و من الرّخوة و الشّديدة ، و من المطبقة و المفتوحة ، و من المستعلية و المنخفضة و من حروف القلقلة . و قد سردها مفصّلة ثمّ قال : فسبحان الّذي دقّت في كلّ سئ حكمته ، و هذه الأجناس المعدودة ثلاثون بالمذكورة منها ، و قد علمت و قد علمت أنّ معظم الشّئ و جلّه ينزل منزلة كلّه"
* و من ها هنا لحظ بهضهم في هذا المقام كلامًا ، فقال : لا شكّ أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه و تعالى عبثًا و لا سدًى ؛ و من قال من الجهلة ؛ إنه في القرآن ما هو تعبّدٌ لا معنىً له بالكلّية ، فقد أخطأ خطأً كبيرًا ، فتعيّن أنّ لها معنًى في نفس الأمر ، فإن صحّ لنا فيها عن المعصوم شئٌ قلنا به ، و إلا و قفنا حيث و قفنا ، و قلنا : { آمنّا به كلٌّ من عند ربّنا}
🔅 و لم يجمع العلماء فيها على شئ معيّن ، و إنّما اختلفوا ، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتّباعه ، و إلا فالوقف حتّى يتبين ⚜هذا مقام
⏪ و المقام الآخر في الحكمة الّتي اقتضت إيراد هذه الحروف في أوائل السور مع قطع النظر عن معانيها في أنفسها :
📌 7- ذكرت لنعرف بها أوائل السور .. حكاه ابن جرير ؛ ذكره ابن كثير و قال :
🖌 و هذا ضعيفٌ ، لأن الفصل حاصلٌ بدونها فيما لم تذكر فيه ، و فيما ذكرت فيه بالبسملة تلاوةً و كتابتًا
و ذكره
📌 8- ابتدئ بها لتفتح لاستماعها أسماع المشركين - إذ تواصوا بالإعراض عن القرآن- { لا تسمعوا لهذا القرآن و الغوا فيه} ، حتّى إذا استمعوا له تلي عليهم المؤلفة منه . ذكره ابن كثير عن ابن جرير ، وذكره الزجاج و ابن عطية
🖌 قال ابن كثير : و هو ضعيفٌ أيضًا :
📍 لأنّه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السّور لا يكون في بعضها ، بل غالبها ليس كذلك ،
📍 و لو كان كذلك - أيضًا- لا نبغى الابتداء بها في أوائل الكلام معهم ، سواءٌ كان افتتاح سورة أو غير ذلك .
📍ثمّ إن هذه السورة و الّتي تليها أعمي البقرة و آل عمران مدنيتان ايستا خطابًا للمشركين ، فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه .
📌 9- هي أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنّه سينزل على محمد كتابًا في أوّل سورة منه حروف مقطعة ..... ذكره ابن عطية و قال : قاله قوم
📌 10- هي حروفٌ تدل على : أنا الله أعلم ، أنا الله أرى ، أنا الله أفصل .... ذكره الزجاج و ابن عطية عن ابن عباس
📌 11- هي تنبيه گ ( يا) في النداء ... ذكره ابن عطية و قال : قاله قوم

📌 12- بيانًا لإعجاز القرآن و أن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، هذا مع أنّه تركب من هذه الحروف المقطّعة التي يخاطبون بها . قاله آخرون ، ذكره ابن كثير
🖌 قال : و لهذا كلّ سورة افتتحت بالحروف فلا بدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن و بيان إعجازه و عظمته ، و هذا معلومٌ بالاستقراء ، و هو الواقع في تسعٍ و عشرين سورةً ، و لهذا يقول تعالى : { الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه }
{ الم * الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم * نزّل عليك الكتاب بالحقّ مصدقًا لما بين يديه } ................
و غير ذلك من الآيات الدّالة على صحّة ما ذهب إليه هاؤلاء لمن أمعن النظر ، و الله أعلم .

🌟🌟 الراجح :
✨ قال أبو إسحاق : الذي أختاره من هذه الأقوال التي قيلت : بعض ما روي عن ابن عباس و هو أن معنى { الم} أنا الله أعلم ، و أن كل حرف منها له تفسيره . و الدليل على ذلك : أن العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها ، و ذكر شواهد الشعر التي ذكرناها سابقًا و ردّ على هذا القول ابن كثير
✨ أما ابن عطيّة فذكر قول القاضي أبو محمد رحمه الله : الصواب ما قاله الجمهور أن تفسر هذه الحروف و يلتمس لها التأويل ، لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظمًا لها و وضعًا بدل الكلمات التي الحروف منها ( و ذكر شواهد الشعر التي ذكرناها سابقًا)
وقال ابن عطية : و الشواهد في هذا كثيرة ، فليس كونها في القرآن مما تنكره العرب في لغتها فينبغي إذا كان من معهود كلام العرب أن يطلب تأويله و يلتمس وجهه. و لم يرجح
🌟🌟الراجح 🌟🌟
ما رجحه ابن كثير بأنه اعجاز للقرآن و أن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله و الله أعلم
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸2: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟
كان عليه الصلاة و السلام يعلم أعيان بعض المنافقين
الدليل : حديث حذيفة ابن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في غزوة تبوك الذين همّوا أن يفتكوا برسول الله صلى الله عليه و سلم في ظلماء الليل عند عقبةٍ هناك ، عزموا على أن ينفروا به النّاقة ليسقط عنها فأوحى الله إليه أمرهم فأطلع على ذلك حذيفة .
و أمّا غير هؤلاء فقد قال تعالى : { و ممن حولكم من الأعراب منافقون و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم } الآية
و قال تعالى :{ لئن لم ينته المنافقون و الّذين في قلوبهم مرضٌ و المرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتّلوا تقتيلا }
📍ففيها دليل على أنّه لم يغر بهم و لم يدرك على أعيانهم و إنّما كانت تذكر له صفاتهم فيتوسّمها في بعضهم كما قال تعالى :{ و لو مشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم و لتعرفنّهم في لحن القول }

تم و لله الحمد و المنة و الفضل

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 جمادى الآخرة 1438هـ/22-03-2017م, 06:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
(من أول السورة حتى الآية 10
)


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم، ونشيد باجتهادكم في أول مقرّرات تلك السورة المباركة، ونسأل الله لكم مزيدا من التوفيق والسداد.
وإنه مما يعين الطالب على إحسان دراسته والصبر عليها معرفته بقدر وشرف ما يدرس، فيهون عليه كل تعب وكل مشقّة في سبيل تحصيل هذا الفضل وهذا الشرف بإذن الله.
ويجدر بنا ونحن في أول دراستنا لهذه السورة المباركة من هذه التفاسير الفاضلة أن ننبّه على أمور:

فأولها: أن ابن عطية الأندلسي -رحمه الله - كان أشعري العقيدة، ولعلكم تعرّفتم على شيء من عقيدة الأشاعرة خاصّة في باب الصفات، فيستفاد مما أحسن فيه في تفسيره القيّم -رحمه الله-، ويجتنب ما خالف فيه أهل السنة، وسنجتهد قدر المستطاع في بيان ما يقابلنا من ذلك في هذه المجالس إن شاء الله.
وثانيها: أنه قد تقابلنا في تفسير ابن عطية عبارة: "قال القاضي أبو محمد"، فنفيدكم أن القاضي أبو محمد هو نفسه ابن عطية الأندلسي، وهذه العبارة قد يضعها المؤلّف نفسه، أو يضعها محقّق الكتاب لتمييز كلام المؤلف عن كلام غيره، لذا تجدونها غالبا وسط نقول متعدّدة عن أهل العلم، وهذا أيضا تجدونه في غيره من التفاسير كتفسير الطبري فإننا قد نجده-رحمه الله- بعد أن يورد أقوال السلف ويبدأ في التعليق على هذه المرويات يقول: "قال أبو جعفر".
ثالثا: مسائل اللغة التي يذكرها المفسّرون في تفسير الآية كمسائل الإعراب ونحوها إذا كانت لا تؤثّر في تفسير الآية فلا يشترط التعرّض لها في سؤال التفسير، وقد ينتقى منها ما يكون له أثر حسن في بيان المعنى وإن لم يكن متوقّفا عليه.
رابعا: مسائل القراءات، نأخذ منها ما له أثر في المعنى فقط ويتغير بتغيّرها معنى الآية.

ف
نرجو منكم مراعاة هذه الإرشادات في بقية المجالس، كذلك مراعاتها ضمن إرشادات التقويم التالي وإن لم ننبّه عليه ثانية لأنه لوحظ استطراد بعض الطلاب كثيرا في سؤال التفسير، لكن كما تعلمنا من قبل نقتصر فيه على الوجه الراجح في التفسير دون الخوض التفصيلي في مسائل الخلاف، ويختار من مسائل اللغة والقراءات وغيرها ما يتّصل مباشرة بمعنى الآية، ونسأل الله أن ينفعكم بما تعلمتم.



المجموعة الأولى:

1: رضوى محمود أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: مريم أحمد حجازي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خلطتِ بين بعض الأقوال في معنى الحروف المقطّعة وبين الحكمة من إيرادها، كذلك في الترجيح خلطت بين أقوالهم في الترجيح في كليهما أي المعنى والحكمة، وأحيلك إلى إجابة الأخت رضوى، وأثني على اجتهادك في هذا السؤال، وفقك الله.


المجموعة الثانية:

ج2: مرجع اسم الإشارة "أولئك".
خلاصة القول في المسألة أن في مرجع اسم الإشارة قولين:
الأول: أنه جميع الموصوفين في الآيتين قبله على اختلاف في تعيينهم.
- أنهم جميع المؤمنين عربهم وكتابيّهم، على اعتبار أن الآيتين في وصف الجميع، وهذا اختيار ابن كثير، لأن هذه الصفات متلازمة.
- أنهم مؤمنو أهل الكتاب "لقرينة إيمانهم بالقرآن وبما سبق من الكتب".
- أن الآية الأولى في مؤمني العرب، والثانية في مؤمني أهل الكتاب، واختاره ابن جرير باعتبار ذكر صنفين من الكفار في الآيات بعدها، وورود هذا القول عن بعض السلف مثل ابن مسعود رضي الله عنه.

وأصحاب هذه الأقوال اتّفقوا على رجوع اسم الإشارة إلى مجموع أصحاب هذه الصفات وإن اختلفوا في تعيينهم.
الثاني: أنه مؤمنو أهل الكتاب على اعتبار الوجه الثالث في تعيين الموصوفين، وهذا القول حكاه ابن جرير، وضعّفه ابن كثير.
وأصحاب هذا القول يجعلون
الآية قبل اسم الإشارة مقطوعة مما قلبها هكذا: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}.

3: سها حطب أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ، ولو أشرتِ بإيجاز إلى صور الوقف والابتداء في الآية وأثرها على المعنى وأيها أبلغ.
ج2: إضافة إلى القول الآخر، يلاحظ أنك لا تسندين الأقوال إلى قائليها من السلف.

4: سناء بنت عثمان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اختار ابن جرير أن الآيات في وصف صنفين من المؤمنين، لكنه اختار أن اسم الإشارة يرجع إليهما جميعا، أما القول الضعيف فهو رجوعه إلى أحدهما دون الآخر.
ج3 ب: وقيل لأنه صلى الله عليه وسلم كان في مأمن من شرّهم في حياته.

5: منيرة الخالدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنت التفسير -بارك الله فيك-، وانتبهي لمسائل القراءات التي لا تتعلّق بالتفسير، وفاتتك مسألة اختصاص المتّقين بهداية القرآن وذلك لأنهم هو المنتفعون به، وإن كان هو هدى نفسه.
ج2: استخلاصك للأقوال ممتاز، لكنك لم تسندي، ولم ترجّحي [ولم نعتد على ذلك] ولولاه لحصلت على الدرجة كاملة، وأثني على إجاباتك عامّة، وفقك الله.

6: ندى علي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: من السلف من قال إن الآيتين في موصوف واحد وهم مؤمنو أهل الكتاب وإليهم يرجع اسم الإشارة.

7: حنان علي محمود أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: في القول الأول: لو أشرت بإيجاز إلى الأقوال في تعيين الموصوفين في الآيات قبل اعتماد القول الراجح.


المجموعة الثالثة:
8: عقيلة زيان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ابن عطيّة هو من رجّح قراءة التثقيل.
ج3 ب: جوابك مختصر، والأولى التفصيل.

9: هناء محمد علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

10: منى محمد مدني أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
منيرة جابر الخالدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: هذا السؤال يحتاج لبسط أفضل من حيث بيان القول الراجح، ويلاحظ أيضا عدم إسنادك للأقوال وهذا غير سديد، فاعتني به دوما، وفقك الله.

والختم على القلوب ختم حقيقي، ويشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم: "
إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلك الرّان الّذي قال اللّه تعالى:{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}".
وقوله: "
تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأيّ قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفاء فلا تضرّه فتنة ما دامت السّموات والأرض، والآخر أسود مربادٌّ كالكوز مجخّيًا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا» الحديث.
وقول مجاهد الذي يرويه الأعمش: "أرانا مجاهد بيده فقال: كانوا يرون أنّ القلب في مثل هذه -يعني الكفّ- فإذا أذنب العبد ذنبا ضمّ منه، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، فإذا أذنب ضمّ، وقال بأصبع أخرى، فإذا أذنب ضمّ، وقال بأصبع أخرى وهكذا، حتى ضمّ أصابعه كلها، ثم قال:يطبع عليه بطابع".
ف
الآية صريحة في إسناد الختم إلى الله تعالى وأنه تعالى هو الذي وصف نفسه بذلك، وهذا نظير قوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}، وقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}، فالختم عدل منه سبحانه وتعالى جزاء وفاقا، وهذا الذي عليه عامّة السلف، أما القائلون بالمجاز فإنما حملهم على ذلك عدم جواز نسبة الختم إلى الله تعالى، وأنه ينافي العدل -تعالى الله عما يقولون-، وهو قول باطل للأدلة التي ذكرناها.
ج3 أ: لم أفهم كلامك في القول الأخير في علّة إفراد السمع، فلو بيّنتيه.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 جمادى الآخرة 1438هـ/23-03-2017م, 10:11 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

وفيكم بارك الله ونفع، وجزاكم خيرا





ج3 أ: لم أفهم كلامك في القول الأخير في علّة إفراد السمع، فلو بيّنتيه.

لأن لكل واحد منهم سمعا واحدا -مختصا به-، كما يقال: أتاني برأس الكبشين، يعني رأس كل واحد منهما، يقال ذلك إذا أمن اللبس.


المرجع/ التفسير المحرر إعداد:القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية. ص77

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 جمادى الآخرة 1438هـ/24-03-2017م, 10:21 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الرابع من القسم الأول لسورة البقرة

المجموعة الثانية:

1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.

ذلك الكتاب: واسم الاشارة الذال والألف و قيل أنه الذال و الألف للتقوية و الكاف للخطاب و هو اشارة لحروف القرآن ذكره ابن عطيه في تفسيره.و قد أجمع المفسرون على أنه القرآن ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى و عيسى عليهما السلام؛ و دليله قول الله تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به}. قال به ابن عباس و مجاهد و عكرمة،و قد ذكر ابن كثير في تفسيره "ومن قال: إنّ المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التّوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جريرٍ وغيره، فقد أبعد النّجعة وأغرق في النّزع، وتكلّف ما لا علم له به." (انتهى).
لا ريب: لا شك فيه ولا ارتياب فيه حتى لو ارتاب فيه الكفار.
وقد يستعمل الرّيب في التّهمة قال جميلٌ:

بثينة قالت يا جميل أربتني ....... فقلت كلانا يا بثين مريب...
و من هنا نستفيد أن هذا القرآن منزل من الله تعالى على عبده و نبيه صل الله عليه و سلم كما وعد أهل الكتاب و لا شك في هذا ؛ كما قال تعالى في السّجدة: {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين} [السّجدة: 1، 2]

و {هدى} نصب، ومعناه: بيان، و {هدًى} يحتمل من حيث العربيّة أن يكون مرفوعًا على النعت، ومنصوبًا على الحال.و هدى هو بيان و نورا و هدى من الضلالة و كل هذا ينطبق على القرآن الكريم و لا تضارب بين المعاني الثلاث كما قال الله تعالى: قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}[فصّلت: 44].
و اشترط الهدى لمن للمتقين ألا و هم المؤمنين به و الذين يحذرون الآخرة و عقوبة الله تعالى و اتقوا الله في سرارئرهم و علانيتهم. قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرًا ممّا به بأسٌ». ثم قال الترمذي: حسن غريب.

و في هذه الآية دليل على أن هذا الكتاب من عند الله تعالى وهو الكتاب الذي وعد الله أهل الكتاب بنزوله و ذكر في الإنجيل و التوراة و هذا الكتاب لا ريب و لا شك في أنه من عند الله تعالى، و هو نور و بيان و فرقان بين الحق و الباطل و لا يتمسك به إلا المتقين الذين يؤمنون بالغيب و يحذرون الآخرة و يخشون غضب الله تعالى.

2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.


وقوله تعالى: {أولئك}: فيها اشارة لا يعرب و كسر لالتقاء الساكنين و فيها اشارة إلى المذكورين، و(أولاء) جمع ذا و الكاف للخطاب و هي مبتدأ و الخبر {على هدى من ربهم} قال به الزجاج و ابن عطيه.

{وأولئك} الثاني ابتداء، والمفلحون خبره، وهم فصل، لأنه وقع بين معرفتين قال به الزجاج و ابن عطيه.
و ذكر ابن كثير: أن اسم الاشارة {أولئك}: هو اشارة لما تقدم من الصفات بالإيمان بالغيب و الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله تعالى و الإيمان بالكتب السماوية و الاستعداد بعمل الصالحات و الاستزادة من كل خير و ترك المحرمات. فكانت أولئك الأول اشارة لهؤلاء الذين على بيان و وارشاد من ربهم، وأولئك الثانية تشير إلى فلاحهم و فوزهم.


3. بيّن ما يلي:

أ: لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

النفاق هو اظهار الخير و إسرار الشر و هو نوع اعتقادي،وقيل انه التقية من النفاق والخداع. وعملهم يخالف قولهم و قد يشتبه أمرهم على كثير من الناس و لذلك أسهب القرآن في وصفهم و التحذير منهم بعدم الاغترار بمظهرهم وقولهم الذي قد يكون ظاهرا خيراً و لكن باطنه يحمل من الشر. و النفاق يعود على صاحبه بالعقاب و العذاب فهو يوقع بنفسه في المهلاكات و يعرض نفسه للعذاب و عقاب الله تعالى و لذلك كان النفاق هو خداع المنافق لنفسه و ليس للآخر.و لذلك قال الله تعالى:{و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين}أي أن الله تعالى يملي لهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم.


ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.


ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»وفيه تظهر حكمة الرسول صل الله عليه وسلم من رغبتهم في دخول الأعراب إلى الإسلام عسى أن يكون من أصلابهم من هو خير للإسلام. لأن العرب ستحكم بالظاهر و هو أن محمد صل الله عليه و سلم يقتل أصحابه و هم يقولون "لا إله إلا الله"؛ فهم لا يعلمون بواطنهم.ومن الحكم أيضاً أن مالك قال إنما كف الرسول صل الله عليه و سلم عن قتل المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.

في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»،و أيضاً أنه دليل على قوة الأمة المسلمة من المدينة أنه على رغم من علم الرسول صل الله عليه و سلم بأسمائهم و أبلغ بهم كاتم أسرار الرسول صل الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فاستمر الرسول صل الله عليه و سلم في تلو آيات الله المبينات، و يتلوا عليهم آيات القرآن لتي فيها صفات المنافقين.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 26 جمادى الآخرة 1438هـ/24-03-2017م, 10:32 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الرابع من القسم الأول لسورة البقرة

المجموعة الثانية:

1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}.

ذلك الكتاب: واسم الاشارة الذال والألف و قيل أنه الذال و الألف للتقوية و الكاف للخطاب و هو اشارة لحروف القرآن ذكره ابن عطيه في تفسيره.و قد أجمع المفسرون على أنه القرآن ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى و عيسى عليهما السلام؛ و دليله قول الله تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به}. قال به ابن عباس و مجاهد و عكرمة،و قد ذكر ابن كثير في تفسيره "ومن قال: إنّ المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التّوراة والإنجيل، كما حكاه ابن جريرٍ وغيره، فقد أبعد النّجعة وأغرق في النّزع، وتكلّف ما لا علم له به." (انتهى).
لا ريب: لا شك فيه ولا ارتياب فيه حتى لو ارتاب فيه الكفار.
وقد يستعمل الرّيب في التّهمة قال جميلٌ:

بثينة قالت يا جميل أربتني ....... فقلت كلانا يا بثين مريب...
و من هنا نستفيد أن هذا القرآن منزل من الله تعالى على عبده و نبيه صل الله عليه و سلم كما وعد أهل الكتاب و لا شك في هذا ؛ كما قال تعالى في السّجدة: {الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من ربّ العالمين} [السّجدة: 1، 2]

و {هدى} نصب، ومعناه: بيان، و {هدًى} يحتمل من حيث العربيّة أن يكون مرفوعًا على النعت، ومنصوبًا على الحال.و هدى هو بيان و نورا و هدى من الضلالة و كل هذا ينطبق على القرآن الكريم و لا تضارب بين المعاني الثلاث كما قال الله تعالى: قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ}[فصّلت: 44].
و اشترط الهدى لمن للمتقين ألا و هم المؤمنين به و الذين يحذرون الآخرة و عقوبة الله تعالى و اتقوا الله في سرارئرهم و علانيتهم. قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرًا ممّا به بأسٌ». ثم قال الترمذي: حسن غريب.

و في هذه الآية دليل على أن هذا الكتاب من عند الله تعالى وهو الكتاب الذي وعد الله أهل الكتاب بنزوله و ذكر في الإنجيل و التوراة و هذا الكتاب لا ريب و لا شك في أنه من عند الله تعالى، و هو نور و بيان و فرقان بين الحق و الباطل و لا يتمسك به إلا المتقين الذين يؤمنون بالغيب و يحذرون الآخرة و يخشون غضب الله تعالى.

2. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.


وقوله تعالى: {أولئك}: فيها اشارة لا يعرب و كسر لالتقاء الساكنين و فيها اشارة إلى المذكورين، و(أولاء) جمع ذا و الكاف للخطاب و هي مبتدأ و الخبر {على هدى من ربهم} قال به الزجاج و ابن عطيه.

{وأولئك} الثاني ابتداء، والمفلحون خبره، وهم فصل، لأنه وقع بين معرفتين قال به الزجاج و ابن عطيه.
و ذكر ابن كثير: أن اسم الاشارة {أولئك}: هو اشارة لما تقدم من الصفات بالإيمان بالغيب و الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله تعالى و الإيمان بالكتب السماوية و الاستعداد بعمل الصالحات و الاستزادة من كل خير و ترك المحرمات. فكانت أولئك الأول اشارة لهؤلاء الذين على بيان و وارشاد من ربهم، وأولئك الثانية تشير إلى فلاحهم و فوزهم.


3. بيّن ما يلي:

أ: لماذ كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.

النفاق هو اظهار الخير و إسرار الشر و هو نوع اعتقادي،وقيل انه التقية من النفاق والخداع. وعملهم يخالف قولهم و قد يشتبه أمرهم على كثير من الناس و لذلك أسهب القرآن في وصفهم و التحذير منهم بعدم الاغترار بمظهرهم وقولهم الذي قد يكون ظاهرا خيراً و لكن باطنه يحمل من الشر. و النفاق يعود على صاحبه بالعقاب و العذاب فهو يوقع بنفسه في المهلاكات و يعرض نفسه للعذاب و عقاب الله تعالى و لذلك كان النفاق هو خداع المنافق لنفسه و ليس للآخر.و لذلك قال الله تعالى:{و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين}أي أن الله تعالى يملي لهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم.


ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.


ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»وفيه تظهر حكمة الرسول صل الله عليه وسلم من رغبتهم في دخول الأعراب إلى الإسلام عسى أن يكون من أصلابهم من هو خير للإسلام. لأن العرب ستحكم بالظاهر و هو أن محمد صل الله عليه و سلم يقتل أصحابه و هم يقولون "لا إله إلا الله"؛ فهم لا يعلمون بواطنهم.ومن الحكم أيضاً أن مالك قال إنما كف الرسول صل الله عليه و سلم عن قتل المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.

في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ»،و أيضاً أنه دليل على قوة الأمة المسلمة من المدينة أنه على رغم من علم الرسول صل الله عليه و سلم بأسمائهم و أبلغ بهم كاتم أسرار الرسول صل الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فاستمر الرسول صل الله عليه و سلم في تلو آيات الله المبينات، و يتلوا عليهم آيات القرآن لتي فيها صفات المنافقين.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25 رمضان 1438هـ/19-06-2017م, 03:11 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الرابع القسم الأول من سورة البقرة

المجموعة الرابعة:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.


في بداية السورة ذكر الله تعالى أنه هناك طائفة تؤمن بهذا القرآن و تهتدي به، ثم بدء القرآن في عرض طائفة أخرى لا تهتدي بالقرآن و لذلك لم تعطف هذه الطائفة على سابقتها، فهناك فرق بين الفرقة المؤمنة و الفرقة الكافرة، و لكن عطف الطائفة الثالثة؛ وهي الطائفة المترددة المنافقة التي تظهر عكس ما تبطن،فيضم الأخت إلى أختها،كما في قوله تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (الحشر:11)، فقال الله تعالى إن المنافقين اخوان الذين كفروا.
فقد ذكر الله تعالى في بدايات السورة أن هذا القرآن لا ريب فيه لمن؟! للمتقين الذين لهم صفات و قد وصفها القرآن. ثم جاء القرآن في هذه الآية و ما بعدها يعرض صفات الطائفة الثانية و موقفها من القرآن و الرسل عامة و الرسول صلى الله عليه و سلم خاصةً. فعرض القرآن أن النقص لا يعود إلى القرآن فهو منزه عن كل نقص أو شائبة،ولكن يعود النقص إلى المستقبل لهذا الهدى و ليس بسبب فاعلية القرآن ومدى تأثيره. فهؤلاء الكفار مجردون من أساس التقوى الذي هو الإيمان، فلذلك سواء أي مستو عندهم إذا أنذرتهم أم لم تنذرهم،ولذلك دخلت ألف الاستفهام و أم التي للإستفهام للتسوية وهي تفيد الخبر والاستفهام.
و الكفر في اللغة إذا غطى و ستر، وفي الدين إذا غطى القلب بالرين عن الإيمان فهو كفر و غطى الحق بالقول الباطل و الفعل الباطل.وقد ذكر ابن عطية أن الآية غير عامة لأن هناك من آمن وحسن اسلامه بعد نزول هذه الآية،وذكر في تفسيره أن الله تعالى أراد ن يبين أنه هناك من الناس من سيكون هذا حاله بدون تعيين لشخص.
وإذا نظرنا إلى مقاصد سورة البقرة، وجدنا أن الله تعالى قد بين فيها من الآيات 1-20)، وصف هذا القرآن و أنه منزل لمن أراد الهداية و يبحث عنها بصدق و يسأل الله تعالى و هناك من يأبى الحق و يتكبر عليه ولا يتبعه فهؤلاء يستوي لديهم الإنذار من عدمه،ولذلك اراد الله تعالى أن يخفف عن رسوله ولا يحمل نفسه فوق قدراتها و لا تذهب نفسه حسرات على من رفض الإستماع و الإذعان. وقد رجح ابن عطية و ابن كثير هذا التفسير.

2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}
.

•معنى الختم و الطبع في اللغة واحد أي التغطية على شئ، والتأكد من عدم نفاذ إليه شئ.فكأنهم عندما لم يستفيدوا بما وهبهم الله من نعمة السمع و البصر و البصيرة في القلب من فطرة الإسلام و البحث عن الحقيقة واتباعها، فكان عقابهم أن ختم الله على قلوبهم وسمعهم وجعل الغشاوة على أبصارهم.وقال ابن عطية أن هناك من قال أن الختم على وجه الحقيقة، وأن القلب على هيئة الكف ينقبض مع زيادة الضلال.و هناك من قال انه على وجه المجاز، فما معهم من مقدار الكفر و الضلال كان الختم على قلوبهم و سمعهم.
وذكر ابن كثير عن قتادة أن سبب الختم على القلب و السمع بما استحوذ عليهم الشيطان إذ هم أطاعوه فهم صم بكم عمي لا يفقهون.فذكر عن قتادة أن سبب التم طاعتهم للشيطان.
و ذكر ابن كثير عن مجاهد أن سبب الختم هي الذنوب التي نبتت في قلوبهم حتى اجتمعت و التقت فكان الختم و الطبع. كما ذكر عن علي ابن أبي طالب؛ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدَ الْجَمَلِيِّ , قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : " إِنَّ الإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً بَيْضَاءَ فِي الْقَلْبِ , كُلَّمَا زَادَ الإِيمَانُ زَادَ الْبَيَاضُ , فَإِذَا اسْتُكْمِلَ الإِيمَانُ ابْيَضَّ الْقَلْبُ , وَإِنَّ النِّفَاقَ يَبْدُو لُمْظَةً سَوْدَاءَ فِي الْقَلْبِ , كُلَّمَا زَادَ النِّفَاقُ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ , فَإِذَا اسْتُكْمِلَ النِّفَاقُ اسْوَدَّ الْقَلْبُ كُلُّهُ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ شَقَقْتُمْ عَنْ قَلْبِ مُؤْمِنٍ لَوَجَدْتُمُوهُ أَبْيَضَ , وَلَوْ شَقَقْتُمْ عَنْ قَلْبِ مُنَافِقٍ لَوَجَدْتُمُوهُ أَسْوَدَ " .
وذكر أيضاً عن ابن جرير أن الران أيسر من الطبع، و الطبع أيسر من الإقفال،والإقفال أشد من ذلك كله.
•وذكر ابن كثير رد ابن جرير على الزمخشري الذي تبنى قول ابن جرير بأن سبب الختم هو تكبر واعراض الكفار عن الاستماع و الإذعان للحق؛ و قال ابن جرير أن هذا لا يستقيم مع الآية حيث سياق الآية يوضح أن الختم بداءة من الله تعالى،وقال إنما حمل الزمخشري تبني هذا القول اعتزاله،وإلا فما معنى الآية"فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" وقال القرطبي أن علماء الأمة أجمعوا أن الله وصف نفسه بالختم و الطبع.
•"وعلى سمعهم": و يراد به أسماعهم: قيل أن مصدر فوحد، أو أنه أضاف السمع إليهم فدل على الجماعة ذكره الزجاج وابن عطية.
•و أجمع المفسرون الثلاثة أن الختم يكون على القلب و السمع،و الغشاوة تكون على البصر.

3. بيّن ما يلي:

أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.

•لأن السمع مصدر يقع للقليل والكثير و المصدر لا يثنى ولا يجمع فلا نقول "أسماع" كما نقول "أبصار".وكما أن السمع لا يؤدي وظيفته إلا إذا وحد المصدر على عكس البصر قد ترى العين مشاهدات كثيرة و مصور كثيرة.وهذا من اعجاز الله تعالى و علمه بما ينفع عباده فلم يأتي السمع إلا منفرداً عكس البصر.
•وقيل أنه لما أضيف إلى الجماعة، أراد به أسماع الجماعة.
•وقد تختلف الآيات و الدلائل على الناس،ولكن المسموع واحد و هو الحجة التي أقامها الله على عباده إلى يوم الدين و هو القرآن،و لكن تختلف المشاهدات و الدلائل التي قد توصل الإنسان إلى قبول الحق.
•وقيل هو المقصود هو موضع السمع الذي ختم عليه فهم لا ينتفعون بالحق الذي يسمعونه.


ب: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.

النفاق لغة : يقال نافق منافق منافقة ونفاقاً، وهو مأخوذ من النّافقاء: أحد جحرتي اليربوع، إذا طُلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه، وقيل: هو من النّفق، وهو السّرب الذي يستتر فيه لستره كفره ".
النفاق اصطلاحاً: هو إظهار الخير وإسرار الشر، و هو إظهار الإيمان و إسرار الكفر.
• النفاق نوعان:
oنفاق اعتقادي أو أكبر وهو ما تعلق بالقلب وما يقر فيه وهو الذي يخلد صاحبه في النار.
oنفاق عملي أو أصغر و هو ما قال في صلى الله عليه و سلم:" أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر "، متفق عليه

•وقد نزلت آيات النفاق و المنافقون في المدينة، حيث أنه ظهر النفاق في المدينة عندما قويت شوكة المسلمين و زادت انتصاراتهم،وهم أشد خطراً على المسلمين ممن يظهر الكفر و العداوة للإسلام و المسلمين،فهم قد أمنوا على أنفسهم و أموالهم من القصاص فيعيشون بين المسلمين يشيعون فيهم الفساد و الضعف و يدعوا إنما نحن مصلحون لا نريد إلا الصلاح و الخير. يتعاونوا مع أعداء الإسلام من الكفار و اليهود و النصارى ضد مصلحة المسلمينز لا يقولوا كلمة حق و لا يريدون اعلاء كلمة الإسلام،فيقولوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم.ولذلك شرهم كان أكبر و يؤثر أكثر.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 4 شوال 1438هـ/28-06-2017م, 07:10 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
( من أول السورة حتى الآية 10)
المجموعة الثالثة

1) فسّر بإيجاز قول الله تعالى:{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
ذكر في الآية السابقة أن هذا الكتاب وهو القرآن لاريب فيه وهو هدى للمتقين ثم ذكر في هذه الآية صفات المتقين فكانت أول صفاتهم أنهم يؤمنون بالغيب فقال تبارك وتعالى { الّذين يؤمنون } فالإيمان لغة هو التصديق المحض ، والإيمان شرعا لا يكون إلا إعتقادا وقولا وعملا كما إنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، فالإيمان هو الإقرار والتصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وتصديق الإقرار يكون بالعمل . { بالغيب} فالغيب هو كل ما غاب من أمر عن الخلق مما ذكر في القرآن ومما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب والنشور ويوم القيامة ، وعليه يكون الإيمان بالغيب هو الاعتقاد والقول والعمل ، ويدخل في معناه الخشية من الله . أما الصفة الثانية لهم أنهم { ويقيمون الصّلاة } أي يؤدون ويتمون الصلاة بالمحافظة على أوقاتها ووضوئها ، والإتيان بأركانها وواجباتها وشروطها عل أكمل وجه ، فالصلاة دعاء . والصفة الثالثة للمتقين هي أنهم { وممّا رزقناهم ينفقون} أي ومما أعطيناهم وآتيناهم ينفقون سواء النفقة الواجبة من زكاة مال أو نفقة على الأهل ، أو الصدقات ونفقات النافلة التي يتقربون بها إلى الله ، فالرزق يشمل ما كان منه حلالا أو حراما، وهو خلاف قول المعتزلة إن الحرام ليس برزق .
وقد جاء ذكر الصلاة مقترن مع الزكاة في مواضع كثيرة في القرآن ، فالصلاة حق الله على عباده ، فهي مشتملة على توحيده وتمجيده وثنائه والدعاء له ، وغيرها من العبادات التي يحب الله عبده أن يتقرب إليه بها ، والزكاة والإنفاق حق العباد على العبد ، فينتفع العباد مما أتاه الله من فضله سواء بالنفقات الواجبة أو النافلة .

2) . حرّر القول في:القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
قرأ العلماء قوله تعالى :{ يكذبون} قراءتين بالتثقيل والتخفيف :
القراءة الأولى : { يكذّبون } بضم الياء وتشديد الذال، قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر.
القراءة الثانية : { يَكذِبون } بفتح الياء وتخفيف الذال قرأها الباقون .
معنى الآية :
في القراءة الأولى التخفيف: أن الله تعالى توعد المنافقين بالعذاب الأليم بسبب كذبهم وقولهم بأنهم مؤمنون، ويؤيده سياق الآيات إنه إخبار بكذبهم ، ذكره ابن عطية والزجاج وابن كثير
وفي القراءة الثانية التثقيل: أن الله تعالى توعد االمنافقين بالعذاب الأليم بسبب تكذيبهم لله تعالى وللنبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤيد هذا القول قوله تعالى { وما هم بمؤمنين } ، ذكره ابن عطية والزجاج وابن كثير
القول الراجح:
رجح ابن عطية قراءة التثقيل ، ورجح الطبري قراءة التخفيف ، ورجح ابن كثير قراءة التثقيل وإن كان جمع بين القولين بقوله : { يكذّبون }، أي أنهم كانوا متصفين بأنهم كانوا يكذبون بما يقولون وبما يدعون وأنهم كانوا يكذّبون بنبيه صلى الله عليه وسلم .وكلا القولين صحيح ولا تعارض بينهما والله أعلم

3) بيّن ما يلي:
أ: المراد بالمرض ومعنى زيادته في قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }

يقال للمرض: أنه السقم ، والمرض يكون في البدن والدين ، كما يقال أن الصحة تكون في البدن والدين
ذكر المفسرون أقوال في المراد بالمرض:
القول الأول: الشك ، وابن عباس ومجاهد، وعكرمة، والبصري، وأبو العالية، والربيع ، وقتادة و أبو عبيدة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ورواه ابن مسعود عن جماعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني: النفاق ، رواه ابن عباس وأبو عبيدة ، وقد ذكره الزجاج وذكره ابن كثير وذكر أنه كالقول الأول .
القول الثالث: الرياء ، رواه عكرمة، وطاوس ، وذكره ابن كثير
القول الرابع: هو الغم بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكره ابن عطية
القول الخامس : الجحود بسبب حسدهم مع العلم بصحة مايجحدون ، ذكره ابن عطية

القول الراجح :
كل الأقوال صحيحة ومتلازمة ولاتعارض بينها ، فمرض القلب: هو كل ما خرج به الإنسان عن الصحة في الدين وهو استعارة عن فساد عقيدة المنافقين .
المراد بالزيادة في المرض:
أولا : هو الدعاء عليهم .
ثانيا : أنها الأسباب بالزيادة في المرض :
القول الأول: أي زادهم الله بسبب كفرهم. قال تعالى: {بل طبع اللّه عليها بكفرهم} ذكره الزجاج
القول الثاني: هو إخبار من الله تعالى أنه قد فعل بهم ذلك ، أي زادهم اللّه بما أنزل عليهم من القرآن، فشكوا فيه كما شكوا في الذي قبله. قال تعالى { فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم} ذكره الزجاج وابن عطية وذكر ابن كثير أن الجزاء من جنس العمل، قال تعالى : {والّذين اهتدوا زادهم هدًى وآتاهم تقواهم}

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
ورد في السور المدنية ذكر صفات المنافقين ، وهو إظهار الإيمان وفي الباطن الكفر، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان بها الأنصار من الأوس والخزرج وكانوا يعبدون الأوثان وكان يعيش في المدينة أيضا اليهود من بني قينقاع والنضير وقريظة فلم يسلم منهم إلا عبد الله بن سلام ، وأسلم عدد من الأنصار ولم يظهر حينها نفاقا إذ لم يكن للمسلمين قوة يخشى منها ، ولكن بعد غزوة بدر الكبرى أظهر الله دينه في المدينة وأعلى راية الإسلام وقويت شوكة المسلمين ، فأظهر عبد الله بن أبي بن سلول الإسلام وكانوا قد عزموا على أن يملكوه عليهم ودخل معه طوائف وآخرون من أهل الكتاب وكانوا على شاكلته ، وقتها ظهر النفاق في المدينة . خلاف الوضع في مكة إذ كان المسلمون يظهرون الكفر كرها وخوفا على أنفسهم وقلوبهم عامرة بالإيمان ، ولما هاجروا إلى المدينة تركوا أموالهم وأرضهم رغبة برضى الله والدار الآخرة.




والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir