دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 03:01 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.


المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 10:14 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير
المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
جـ1: من بيان فضل التابعين ،سبب تسميتهم فهم سمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان ...}، وهذا الاسم الشريف يدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فهم صدقوا بما صدق به الصحابة واتبعوا نهجهم حتى استفاض ثناء الصحابة عليهم و شهدوا لهم بإحسان الاتّباع ،وائتمنوهم على تعليم الناس وإفتائهم، وأمروا بالأخذ عنهم، وقد جاء في فضل التابعين اثار وأحاديث كثيرة منها: حديث إبراهيم النخعي ، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))متفق عليه، ومنها: حديث عبد الله بن العلاء قال: حدثنا عبد الله بن عامر، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني)) صححه الألباني.
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
جـ2: صنفي التابعين في عنايتهم بالتفسير :
الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره. ومنهم سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وغيرهم كثير.
الصنف الثاني: نَقَلةٌ للتفسير ؛ وهؤلاء تعتمد تفاسيرهم على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وأقوالهم في التفسير نادرة جداً.
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
جـ3: المفسرين اللغويين هم أعلام في علوم العربية، على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم؛ فمنهم من يغلب عليه العناية بالنحو والإعراب، ومنهم المشتهر بالقراءات وتوجيهها، ومنهم المعتني بمعاني المفردات والأساليب، ومنهم المشتغل بالتصريف والاشتقاق، إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم، وقدذكر شيخنا الداخل اثنا عشر طبقة من طبقات المفسرين اللغويين:
أولها طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وهم العلماء الذين كان لهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها فكانوا يبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها.
ثمطبقة كبار التابعين. وكان عامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، ولهم عناية بالتفسير اللغوي.
تليهم الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين. ومنهم ابنه عطاء ويحيى بن يَعْمَر العدواني ونصر بن عاصم الليثي وغيرهم.
ثم الطبقة الرابعة: طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب.
والطبقة الخامسة:طبقة حماد بن سلمة البصري والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهم وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.
والطبقة السادسة:طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر وخلف بن حيّان الأحمر ويونس بن حبيب الضَّبِّي وعلي بن حَمزةَ الكِسَائِي وغيرهم، ثم ذكر بعد ذلك ست طبقات وذكر أعلام كل طبقة ، إلى أن قال: وتقصّي كتبهم وآثارهم وأخبارهم أمر يطول، وحسبنا في هذا المقام ذكر أسمائهم لتردّدها في كتب التفسير واللغة.

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
جـ4: أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء منها:-
النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، وهو أشهر الأنواع وأنفعها، وأشدّها صلة بالتفسير.
النوع الثاني: بيان معاني الحروف.
النوع الثالث: الإعراب.
النوع الرابع: توجيه القراءات.
النوع الخامس: التفسير البياني.
النوع السادس: الوقف والابتداء .
النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
جـ5: أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير هو الاختلاف في فهم المعنى ، ومثاله قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}. فإذا وصل القارئ افادة مدة التحريم أربعين سنة ، ومن وقف على قوله: { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض}أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
جـ6: موارد الاجتهاد في التفسير هي المصادر التي يعتمد عليها المفسر ، ليكون اجتهاده منضبط بحدود وآداب ، وفي كلّ طريق موارد للاجتهاد، كالاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل، في طريق تفسير القرآن بالقرآن، والاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة، في طريق تفسير القرآن بالسنّة ، و الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة ، في تفسير القرآن بأقوال الصحابة، و الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ، في تفسير القرآن بأقوال التابعين ، وهكذا في كل طريق موارد ومصادر يعتمد عليها المفسر في أقواله.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
جـ7: الأولى هو التعبير بالتفسير بالاجتهاد ، وذلك لأن مصطلح التفسير بالرأي فيه إلتباس ، لأن التفسير بالرأي منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود ،وأيضاً أن هذا فيه تمييز لأصحابه عن السلف لاشتراكهم في كثير من موارد الاجتهاد، وتناولهم المسائل التي تناولها بقيّة الأئمة واتّفاقهم في كثير من المسائل. وأما مصطلح التفسير بالاجتهاد فيدخل فيه التفسير بالرأي المحمود ولا يدخل فيه التفسير بالرأي المذموم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 شعبان 1437هـ/18-05-2016م, 10:52 AM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال
للتابعين رحمهم فضل له أصل في كتاب الله حيث أثنى تعالى على صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم واشترط شرطاً على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ومن الاحسان هو اتباع الصحابة بصدق وقبول وأن يسيروا على طريقهم ومنهجهم ، فكان الصحابة أئمتهم ودليلهم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن شُهد لهم بحسن الاتباع للائمة المهديين الصحابة رضوان الله عليهم ، فيقبل قولهم ويُتأسى بهم ، ولقولهم في التفسير نظر واعتبار .
ووما ورد في فضلهم :
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) متفق عليه.
- عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني)
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول : مفسّرون يفسّرون القرآن بما تعلموه من طرق تفسير القرآن، فيجمعون بين الاجتهاد ولهم أقوال ، وبين النقل عمن تقدم ، ومنهم :أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي، وزيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن كعب القرظي، وغيرهم كثير.
ولهم أقوال في التفسير معتمدة عند أصحاب كتب التفسير المسندة..
والصنف الثاني: هم نقلة للتفسير عم تقدم ؛ فأصل عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، وليس لهم اجتهاد يذكر في تفاسيرهم ، ولكنهم حفظوا للأمة علما كثيرا مما نقلوه .. .
وهم في النقل على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: نقلة ثقات..
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة.
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء متروكي الحديث..
س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين
طبقات المفسرين الذين لهم عناية بالتفسير اللغوي :
-طبقة الصحابة رضي الله عنهم
وهم أعلم الناس باللغة وأساليبها ومفرداتها وأبعدهم عن العجمة ، وكان منهم من له مزيد عناية ومعرفة بفنون اللغة وأساليبها .
-الطبقة الثانية:
طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان منهم من له مزيد عناية بالتفسير اللغوي.
الطبقة الثالثة:
الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي – وهو من الطبقة الثانية أدرك الجاهلية وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وأوكل إليه علي رضي الله عنه أن يدون النحو -، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين.
- الطبقة الرابعة:
من أخذ عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها.
-والطبقة الخامسة:
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم
-الطبقة السادسة :
وهم من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
وعامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
-الطبقة السابعة :وهم القرن الثالث الهجري
والطبقة الثامنة: منتصف القرن الثالث
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري اواخر القرن الثالث
والطبقة العاشرة: بداية القرن الرابع
والطبقة الحادية عشرة: إلى منتصف القرن الرابع
والطبقة الثانية عشرة: إلى نهاية القرن الرابع
ومن هؤلاء الأعلام أخذ من بعدهم علوم العربية ، وكانوا على تفاوت واختلاف في أوجه العناية باللغة : فمنهم من يغلب عليه العناية بالنحو والإعراب، ومنهم المشتهر بالقراءات وتوجيهها، ومنهم من اعتنى بمعاني المفردات والأساليب، ومنهم اشتغل بالتصريف والاشتقاق، وغير ذلك ..
ومنهم من أفرد مصنّفات مفردة لتفسير القرآن ، ومنهم تعرض له في كتبه اللغوية ..
وهم على هذا على درجات متفاوتة في إتقان العلوم، وحسن الأثر، ولزوم السنة، بل منهم من رمي بالاعتزال والاشتغال بعلم الكلام؛ فيُقبل من كلامهم ما أحسنوا فيه وأجادوا، ويردّ منه ما غلطوا فيه مما نصروا به بدعهم، أو ردّوا به شيئاً من الحقّ عامدين أو متأوّلين.
ثم كان خلف لهم من كل قرن وقفوا على آثارهم واستفادوا منها بالشرح والتحليل والتبسيط والتوضيح .
س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء
كان للعلماء أنواع متعددة للعناية بالألفاظ القرآنية عند العلماء :
-النوع الأول : وهو الأشهر والأكثر صلة بالتفسير ،العناية ببيان معاني المفردات والأساليب القرآنية. وهو الكشف عن معنى اللفظ، ومعرفة مقاصد الأساليب ، ومن مسائل هذا النوع ما يتّفق عليه العلماء، ومنها ما يختلفون فيه، ويكون للاختلاف أسبابه وآثاره؛ فقد يكون بسبب أن اللفظة من المشترك اللفظي فيفسّرها بعضهم بمعنى من معانيها، ويفسّرها آخرون بمعنى آخر، ومنهم من يجمع بين المعاني ، ومنهم من يرجح حسب السياق .والجمع – إذا أمكن- أولى من الترجيح ما لم يكن لاختيار أحد المعاني قرينة ظاهرة، أو مناسبة بيّنة.
النوع الثاني:
بيان معاني الحروف، وهو من الأهمية بمكان في التفسير اللغوي .
والغفلة عنه قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية وإن كان من كبار المفسرين..
قال مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟
فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر»
فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت».
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.
وأما مجرّد السهو في الصلاة فليس مما يتناول الوعيد في الآية.
النوع الثالث :
الإعراب، وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون للكشف عن المعاني ومعرفة العلل في القوال والترجيح بينها .
ومن مسائل الإعراب مسائل واضحة لا يختلفون فيها، ومنها مسائل فيها اشكال يختلف فيه كبار النحاة .
والاختلاف على صنفين :
-خلاف لا أثر له في المعنى إنما اختلافهم على أصول نحوية
-خلاف له أثر في المعنى
النوع الرابع :
: توجيه القراءات، ودلالة كل قراءة على معنى وهو علم شريف نافع عُني به جماعة من المفسّرين.
النوع الخامس :
التفسير البياني، وهو التفسير في بيان حسن نظم القرآن القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، وانتقاء الاساليب العربية وغير ذلك ... وكلام العلماء فيه كثير والاحاطة به غير ممكنة وفيه يتفاوت العلماء .
وقد قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه
النوع السادس :
الوقف والابتداء :ويسمّى علم الوقوف، وعلم التمام، والقطع والائتناف، والمقاطع والمبادي ، وله ، صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى ، ومن يتقنه تكون تلاوته مفسرة للقرآن .وكانت عناية علماء اللغة بالوقف والابتداء لافادة القارئ بما يُحسن به أداءَ المعنى عند قراءته، وفهم المراد من الآية ، ولأنّه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهمَ معنى غير مقصود .
قال علم الدين السخاوي رحمه الله: (ففي معرفة الوقف والابتداء الذي دوَّنه العلماء تبيينُ معاني القرآن العظيم، وتعريفُ مقاصده، وإظهارُ فوائدِه، وبه يتهيَّأ الغوصُ على دُرره وفرائده)ا.هـ
النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير
ومن الأمثلة على ذلك أيضاً الوقف في قوله تعالى: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)} .
فمن وقف على {اليوم} كان الابتداء بما بعدها دعاء من يوسف عليه السلام لإخوته، وهو أرجح الوجهين في التفسير.
قال الأخفش: (وقال: {لا تثريب عليكم اليوم} (اليوم) وقفٌ ثم استأنف فقال: {يغفر اللّه لكم} فدعا لهم بالمغفرة مستأنفاً)ا.هـ.
ومن وقف على {عليكم} ثمّ ابتدأ {اليوم يغفر الله لكم..} كان المعنى خبرٌ من يوسف عليه السلام – وهو نبيّ يوحى إليه – بمغفرة الله تعالى لهم في ذلك اليوم
س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير
تفسير القرآن بالقرآن:
فمنه ما يكون ظاهر الدلالة ومنه من يحتاج إلى نظر واجتهاد ..
ويدخل الاجتهاد في عامّة أنواع تفسير القرآن بالقرآن، وهو أن يستخرج المجتهد دلالة تفسير آية من آية أخرى ، بينهما اتصال ..
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى كما تقدّم من تفسير السجّيل بالطين.
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى، ولذلك أمثلة كثيرة تقدّم ذكر بعضها.
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى، وهو باب واسع يحتاج فيه المجتهد إلى حسن الاستحضار وقوّة الاستنباط.
تفسير القرآن بالسنّة
فمن موارد الاجتهاد فيه
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم ، وهذا باب واسع يحتاج المجتهد للتوسع فيه .وفيه الذب والدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبيان ما صح منها .
. تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة ففيه اجتهاد من أبوب ::
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع؛ وحاولة جمع واستخراج أقوالهم من التفاسير المسندة .ً.
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير، وهذا باب واسع عظيم النفع للمفسّر.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
. تفسير القرآن بأقوال التابعين:
ففيه الاجتهاد أكثر من الأقسام السابقة ،إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويزيد عليها الاجتهاد في البحث عن أحوال التابعين في العدالة والضبط.
ومن أبواب الاجتهاد في تفسير الصحابة والتابعين الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها، وللاجتهاد في هذه الأبواب مجال فسيح واسع لا يحيط به علم المجتهد الفرد.
تفسير القرآن بلغة العرب:
: -الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، لأن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها..
:-الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
: -توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
:-الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
:-تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
-الاشتقاق.
-التصريف.
-تناسب الألفاظ.
-الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
-الاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
-الاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة
.
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك
هناك من يرى أنه التفسير بالرأي ويقسمه إلى قسمين :
الرأ ي المحمود : ويعنون به الاجتهاد المشروع من موارده
الرأي المذموم : وهو تفسير أهل البدع
ولكن الأصل أن يطلق عليه التفسير بالاجتهاد لأن التحذير الذي جاء عن السلف هو التفسير بالرأي ولا يعنون بذلك الاجتهاد الصحيح من موارده ، وإنما عنوا به الرأي المجرد التابع للهوى .
.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 12:48 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
التابعون على درجات متفاوتة لتفاوتهم في إحسان الاتباع وفي ضبط المرويات وفي الاجتهاد والفهم؛ ذلك أن التابعين ليسوا كالصحابة الذين اختصوا بخصيصة العدالة العامة ؛ فكانوا كلُّهم عدولاً ثقات ، لا مطعن فيهم من جهة الرواية وتبليغ الدين، قد اختارهم الله لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم؛ فتلك ميزة للصحابة رضي الله عنهم لا يشاركهم فيها غيرهم.
وأما من بعدهم ففضيلتهم مشروطة بإحسانهم اتّباع الصحابة رضي الله عنه واتّصافهم بالعدالة والضبط، ولذلك فإنّ التابعين على درجات:
الدرجة الأولى : الأئمة الثقات الذين عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
والدرجة الثانية : صالحون مقبولون ، ومنهم عباد معروفون، لا مطعن في عدالتهم ولا ضبطهم لكنّهم لم يكونوا معروفين بالاشتغال بالعلم كما عرف به أهل العلم من التابعين؛ فهؤلاء تقبل مروياتهم ويُحتجّ بها في الجملة إلا أن تخالف رواية من هم أوثق منهم.
والدرجة الثالثة : درجة الذين تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تعضد برواية آخرين، وأهل هذه الدرجة على أصناف:
أ- فمنهم صنف صالحون في أنفسهم غير متّهمين بالكذب، لكنّهم ضعفاء في الضبط، يقع منهم الخطأ في الرواية بما عرف به ضعف ضبطهم.
ب- وصنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف اختلف فيهم الأئمة النقّاد فمنهم من وثّقهم ومنهم من ضعّفهم؛ فهؤلاء منهم من يكون في حاله تفصيل فيلحق بالدرجة الأولى في بعض مروياتهم، ويلحق بالثالثة في غيرها في تفصيل كثير لأحوال تعارض الجرح والتعديل تدرس في علوم الحديث.
والدرجة الرابعة : الذين لا تعتبر روايتهم، وهؤلاء على أصناف:
أ- فمنهم الذين كَثُر منهم الخطأ وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز حتى استحقّوا الترك.
ب- ومنهم المتّهمون بالكذب.
ج- ومنهم غلاة المبتدعة.
س 2 : بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
اتّبع التابعون منهج الصحابة رضي الله عنهم في تفسيرهم للقرآن، ففسّروا القرآن بالقرآن، وفسّروا القرآن بالسنة، وفسّروه بأقوال الصحابة وما بلغهم عنهم من وقائع التنزيل، وفسّروه بلغة العرب، واجتهدوا رأيهم فيما لم يبلغهم فيه نص، وفي فهمهم للنص.

- فأما تفسيرهم القرآن بالقرآن فله أمثلة:
منها: ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {كما بدأكم تعودون} قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: {كما بدأكم تعودون}؟ ألم تسمع قوله: {فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة}).
وروي هذا القول بهذا الاستدلال عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي. ومنها: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم). .
- تفسيرهم القرآن بالسنة فمن أمثلته
- ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك » قال قتادة : (و{أقم الصلاة لذكري}).
وصحّ هذا التفسير عن سعيد بن المسيب أيضاً.

- وأما تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة :
فله أمثلة كثيرة منها : ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود : قال : {إلا ما ظهر منها}: الثياب ، ثم قال أبو إسحاق : ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).

ففسّر الآية بقول الصحابي ثم استدلّ له من القرآن، وهذا مما يدلّ على أخذهم تفسير الصحابة بتفهّم لا بتقليد محض.
- تفسيرهم القرآن بما عرفوه من وقائع التنزيل وأحواله :كما روى ابن جرير عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى أنه جاءه رجل من الخوارج يقرأ عليه هذه الآية: {الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}
قال له: أليس الذين كفروا بربهم يعدلون؟
قال: بلى!
قال [جعفر]: وانصرف عنه الرجل، فقال له رجل من القوم: يا ابن أبزى، إنَّ هذا قد أراد تفسير هذه غير هذا! إنه رجل من الخوارج!
فقال: ردوه علي.
فلما جاءه؛ قال: هل تدري فيمن نزلت هذه الآية؟
قال: لا!
قال: إنها نزلت في أهل الكتاب، اذهب، ولا تضعها على غير حدّها).
- تفسيرهم القرآن بلغة العرب؛ فله أمثلة:
منها: ما رواه عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {الزبانية} قال: «الزبانية في كلام العرب
س3: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي

من دلائل إفادة القرآن للهدى وبيان الحقّ بما تعرفه العرب من سَنن كلامها أن القرآن يسمعه العالم والجاهل، والحاضر والبادي؛ فيفهمون من دلائل الخطاب ما يُعرف أثره عليهم من المعرفة والدراية، والخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوه من الحقّ الذي تلي عليهم إذْ كانت تلاوته تلاوة بيّنة كافية في تعريفهم الحق.
بل ربّما تُلي القرآن على الكافر فتفكّر فيه ثم أسلم لما تبيّن له من الحقّ كما أسلم بسبب ذلك فئام لا يُحْصَون.
ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
فهذه التلاوة البيّنة التي سمعها جبير بن مطعم وهو كافر كفته لمعرفة الحقّ وأثرّت فيه تأثيراً بالغاً حتى كاد قلبُه أن يطير من قوة هذه المعرفة التي لم يحتج معها إلى تفسير غير تلاوة تلك الآيات تلاوة بيّنة فكانت سبب إسلامه.
وقال تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلّم فيما أنزل إليه: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، والتفكّر دليل إلى استخراج المعاني وفقه المقاصد، وسبيل ذلك عند المخاطبين إنما هو معرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه.
والقَصص بفتح القاف ليست جمع قِصَّة، وإنما هي مَصْدر قائم مقام المفعول، أي: اتل عليهم هذا البيان المفصَّل الذي لم يدع شيئاً مشتبهاً ولا ملتبساً، بل فرق بين أهل الحقّ وأهل الباطل بتفصيله الحسن البيّن في أعمال الفريقين وأحوالهما وجزائهما.
كما قال تعالى: {والله يقصُّ الحقّ وهو خير الفاصلين}، وقال تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم}.
قال أبو منصور الأزهري: (قولُه: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} : أَي: أحسنَ الْبَيَان، والقاصُّ الَّذِي يَأْتِي بالقِصَّة مِن فصها يُقَال: قصصتُ الشَّيْء إِذا تَتَبعتُ أثَرَه شَيْئا بعد شَيْء).
ثم ذكر من الشواهد على ذلك قوله تعالى: {وقالت لأخته قصّيه} ، وقوله: {فارتدا على آثارهما قصصا}.
فقَصّ الأثر تتبّعه حتى تعرف غايته وتتبيّن، وكذلك قَصُّ الحديثِ هو تتبّعه بتفصيل بيّن حتى تتضح غايته.
وبيان الحقّ لهم بياناً مفصَّلاً متتَبّعاً شاملاً لا يشذّ عنه شيء في جمل يسيرة بيّنة أدعى لتوافرهم على التفكّر فيه وتدبّره.
وقد قال الله تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}.
فما تقتضيه هذه الآية ونظائرها من الأمر بالتدبر والتفكر وتوجيه الخطاب بذلك إلى قوم كفار لم يؤمنوا؛ دليل بيّن على أنّه أمر ممكن لهم بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقّهوهم في معانيه، ولا ليوضّحوا لهم ما هو واضح لديهم من دلائل الخطاب، ولا سيّما الأصول البيّنة المحكمة من الإيمان بالله والكفر بالطاغوت واتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق بالبعث والحساب والجزاء، وغير ذلك من الأصول البيّنة في كتاب الله تعالى.
والمقصود من كلّ ما تقدّم إقامة الدلائل على أن خطاب القرآن كان بلسان عربيّ مبين تعرف العربُ أساليبه ودلائله.
قال أبو منصور الأزهري: (نزلَ القرآنُ الكريمُ والمخاطَبون بِهِ قومٌ عَرَبٌ، أولو بَيانٍ فاضلٍ، وفهمٍ بارع، أنزلهُ جَلّ ذِكْره بلسانهم، وَصِيغَة كَلَامهم الَّذِي نشؤوا عَلَيْهِ، وجُبِلوا على النُّطْق بِهِ، فتدَرّبوا بِهِ يعْرفُونَ وُجُوه خطابه، ويفهمون فنون نظامه، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تعلُّم مُشْكِلِه وغريب أَلْفَاظه حاجةَ المولَّدين الناشئين فِيمَن لَا يعلم لسانَ الْعَرَب حَتَّى يُعَلَّمَه، وَلا يَفهم ضُروبه وَأَمْثَالَه، وطُرَقه وأساليبَه حتّى يُفَهَّمَها)ا.هـ..
س4: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
الاختلاف الذي له أثر على المعنى، وهذا له أمثلة كثيرة:
منها: اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
قال ابن القيّم رحمه الله: (وقد اختلف في إعراب {من خلق} هل هو على النصب أو الرفع؟
فإن كان مرفوعا فهو استدلال على علمه بذلك لخلقه له، والتقدير: أنه يعلم ما تضمنته الصدور، وكيف لا يعلم الخالق ما خلقَه، وهذا الاستدلال في غاية الظهور والصحة؛ فإن الخلق يستلزم حياة الخالق وقدرته وعلمه ومشيئته.
وإن كان منصوبا؛ فالمعنى ألا يعلم مخلوقَه، وذكر لفظة {من} تغليبا ليتناول العلمُ العاقلَ وصفاته.
وعلى التقديرين فالآية دالة على خلق ما في الصدور كما هي دالة على علمه سبحانه به}.
ومنها: اختلافهم في إعراب "نافلة" في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة}
فمن أعربها نائب مفعول مطلق؛ ذهب إلى أنّ المراد بالنافلة الهبة.
ومن أعربها حالاً من يعقوب ذهب إلى أن المراد بالنافلة الزيادة، أي وهبنا له إسحاق، وزدناه يعقوب زيادة.
قال الأمين الشنقيطي: (وقوله: نافلة فيه وجهان من الإعراب، فعلى قول من قال: النافلة العطية فهو ما ناب عن المطلق من {وهبنا} أي: وهبنا له إسحاق ويعقوب هبة. وعليه النافلة مصدر جاء بصيغة اسم الفاعل كالعاقبة والعافية.
وعلى أن النافلة بمعنى الزيادة فهو حال من {يعقوب} أي: وهبنا له يعقوب في حال كونه زيادة على إسحاق).
س5: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
- والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.
ومن أمثلته:
أ: اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.
ومن ذلك اختلاف المفسّرين في معاني الفلق، والوسواس، والقلم، والطور، والفجر، ونظائرها؛ على أقوال يمكن تخريجها على أصلين لغويين:
الأصل الأول: أن المراد بالتعريف في هذه الألفاظ الجنس، أي جنس الفلق؛ فيدخل في ذلك جميع ما يُفلق من الأمور الحسية والمعنوية، وجنس "الوسواس"، أي كل ما يوسوس؛ فيدخل في ذلك وسوسة الشيطان، ووسوسة النفس، وجنس الأقلام، وهكذا.
والأصل الثاني: أن المراد بها العهد الذهني.
والذين سلكوا هذا المسلك ذهبت كل طائفة منهم إلى ما تراه أولى بالعهد الذهني، ففسّر جماعة من المفسّرين الفلق بأنه فلق الصباح، وفسّر جماعة الوسواس بالشيطان الرجيم، وفسّر جماعة القلمَ بالقلم الذي كُتب به في اللوح المحفوظ، وفسّر جماعة الطور بالجبل الذي نادى الله فيه موسى.
وما قيل في معنى التعريف يقال نظيره في معاني الحروف والمفردات والأساليب.

والمقصود من كلّ ما تقدّم بيان سعة مجال الاجتهاد في التفسير، إلا أنّ له حدوداً تضبطه، وله شروط في كلّ نوع من أنواعه؛ فلا يجتهد في تفسير القرآن بالسنة من لا يميّز الصحيح من الضعيف، ولا يعرف أصول شرح الأحاديث، ولا يجتهد في التفسير اللغوي من لا يُحسن أدوات الاجتهاد فيه، وهكذا في كلّ نوع.
س6: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير ؟شروط الاجتهاد المعتبر في التفسير
يُشترط للمفسّر المجتهد ثلاثة شروط:
الشرط الأول: التأهّل في العلوم التي يُحتاج إليها في الباب الذي يجتهد فيه، وهذا الاجتهاد يتجزّأ؛ إذ لكلّ باب ما يتطلّبه.
والشرط الثاني: أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ.
والشرط الثالث: أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ فلا يخالف باجتهاده نصّا ولا إجماعاً، ولا قول السلف، ولا دلالة اللغة.
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

والقول الذي يخرج به صاحب الاجتهاد المعتبر في التفسير قول له حظّ من النظر ، وهذا هو معنى الاعتبار.
ثم قد يكون هذا القول قولاً راجحاً يقيم له المجتهد أدلّة أو قرائن صحيحة ترجّحه ، وقد يكون مرجوحاً عند مجتهدين آخرين بحسب ما يؤدّيهم إليه اجتهادُهم.
س 7 : ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
التفسير بالرأي المذموم ويعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 10:35 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية


أولا :من حيث الدراية:
فالتابعون على درجات متفاوتة وذلك لتفاوتهم فى إحسان الإتباع للصحابة رضى الله عنهم،ولتفاوتهم فى الإجتهاد والفهم
إذ أن الصحابة جميعا رضى الله عنهم تميزوا بالعدالة وحسن الفهم والقصد وعاصروا التنزيل وشهد الله لهم بذلك فقال {لقد رضى الله عن المؤمنين}
وأما التابعين فإن عدالتهم مشروطة بحسن اتباعهم للصحابة ولذا يتفاوتون
ثانيا :من جهة الرواية:
يتفاوتون من جهة الضبط والعدالة فلهم درجات بحسب مروياتهم :
الأولى :الأئمة الثقات الذين عرفوا بالعلم والفضل والإمامة فى الدين
الثانية:هم صالحون فى أنفسهم ومنهم عباد معروفون لكن ليسوا من المشتغلين بالعلم فهؤلاء لا مطعن فى عدالتهم
حكم مروياتهم :تقبل ويحتج بها فى الجملة إلا إذا خالفت رواية من هو أوثق منهم
الثالثة:من تعتبر روايتهم لكن لا يحتج بها إلا أن تتقوى برواية آخرين وهؤلاء على أصناف:
أ-صالحون ف أنفسهم غير متهمين بالكذب لكن ضعيفى الضبط يقع منهم الخطأ فى الرواية
ب-مجهولو الحال تعرف أعيانهم وأسماؤهم ويجهل حقيقة حالهم "عدالتهم "
ج-مختلف فيهم عند الأئمة بين الجرح والتعديل فهؤلاء لهم أحوال فأحيانا منهم من يلحق بالدرجة الأولى فى بعض مروياته وبالثالثة فى مرويات أخرى
الرابعة :لا تعتبر روايتهم "متروكو الحديث" وهم أصناف:
أ-من كثر خطؤهم فيروي من غير تمييز ويخلط روايات الثقات بالضعفاء
ب-المتهمون بالكذب
ج-غلاة المبتدعة
.
س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين
لقد اتبع التابعون نفس منهج الصحابة فى التفسير ففسروا القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة وبأقوال الصحابة وبلغة العرب واجتهدوا فيما لم يبلغهم فيه نص واجتهدوا فى فهم النصوص أيضا
-تفسير القرآن بالقرآن :
مثاله:فى قوله تعالى ركما بدأكم تعودون} قال أبو العالية:عادوا إلى علمه فيهم ألم تسمع قوله تعالى {فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة }
فقد فسر القرآن بالقرآن واستدل عليه وهو من باب التفسير المتصل
وروي مثل هذا التفسير عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير
-تفسير القرآن بالسنة :
مثاله:عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك}
قال قتادة مستدلا {وأقم الصلاة لذكري}
وصح هذا التفسير أيضا عن سعيد بن المسيب
-تفسير القرآن بأقوال الصحابة :
عن بن مسعود أنه قال فى قوله تعالى {إلا ما ظهر منها} الثياب
ثم قال أبو اسحاق ألا ترى أنه يقول {خذوا زينتكم عند كل مسجد}
ففسر الآية بقول الصحابي ثم استدل لها وهذا يدل على أخذهم التفسير عن الصحابة بتفهم لا بتقليد محض
وكان منهم من يعتني بجمع أقوال الصحابة فى التفسير فعن مجاهد فى قوله تعالى {ويمنعون الماعون}قال:كان على يقول هى الزكاة وكان ابن عباس يقول هى العارية
-ويدخل فى هذا النوع تفسيرهم بحسب ما عرفوه من وقائع التنزيل
كما ورد عن عبد الرحمن بن أبزى وكان مفتى مكة جاءه رجل من الخوارج يسأله عن قوله تعالى {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}فقال {أليس الذين كفروا بربهم يعدلون}؟قال :نعم فقيل له إنه من الخوارج فامر برده فقال له:إنما انزلت فى أهل الكتاب
-تفسير القرآن بلغة العرب:
فى قوله تعالى {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
عن ابراهيم النخعي قال:قالوا فيه غير الحقألم ترى إلى المريض إذا هذى قال غير الحق
وعن قتادة فى قوله {الزبانية}أنها فى كلام العرب تعنى الشرط
وعن سعيد بن المسيب فى قوله {القانع}السائل وأنشد أبياتا للشماخ
لمال المرء يصلحه فيغنى منا قرةأعف من القنوع
-اجتهادهم فى التفسير
يجتهدون فى فهم النص وفيما يبلغههم فيه نص
وكانوا أقرب للصواب ممن بعدهم لتتلمذهم على الصحابة وحسن اتباعهم إياهم
ويقع فى اجتهادهم اتفاق كثير وما اختلفوا فيه فمن باب اختلاف التنوع
.
س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي
من دلائل إفادة القرآن الهدى والبيان بما تعرفه العرب من سنن كلامها أن القرآن يسمعه العالم والجاهل والحاضر والبادي فيفهمون من دلائل خطابه ما يعرف به أثره عليهم بالخشية والبكاء والمعرفة والدراية
كما فى قوله تعالى فى حق رهبان النصارى {وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين}
وقوله تعالى {وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به كل من عند ربنا إنا كنا من قبله مسلمين }
ومن ذلك ما قاله عتبة بن ربيعة المكنى أبا الوليد لما أرسلته قريش يجادل النبي صلى الله عليه وسلم ويساومه على دعوته فتلا عليه النبى صلى الله عليه وسلم واستفتح سورة فصلت وعتبة يسمع يضع يديه خلف ظهره منصتا فلما ولى ورجع إلى قومه رجع إليهم بغير الوجه الذي ذهب به ووصف القرآن الذى أثر فيه فقال إن له لحلاوة إن عليه لطلاوة وإنه ليعلو ولا يعلا عليه وما يشبه كلام البشر
ومن ذلك أن ربما سمعه الكافر فتفكر فيه فأسلم كما حصل مع جبير بن مطعم حين قدم المدينة لشأن الأسارى فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور {أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون }قال كاد قلبي يطير وكان سبب إسلامه
وهكذا كان فى قصة إسلام عمر رضى الله عنه مما يدل على بيان القرآن وهداياته إلى الحق يعرف ذلك بمجرد سماعه والتفكر فيه
وقد قال الله تعالى لنبيه {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون }والمقصود بالقصص هنا تتبع الكلام بتفاصيله حتى تعرف غايته والسبيل إلى ذلك التفكر فإن التفكر دليل استخراج المعانى العظيمة والسبيل إلى ذلك معرفة اللسان العربي وأساليب الخطاب ودلائله

ومن ذلك أيضا قوله تعالى {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}
والمعنى أن القرآن نزل بلسان عربي تعرف العرب أساليب الكلام ودلائله وفحوى الخطاب ومراميه وإيماءه مما هو من سنن كلام العرب لا يخالف ذلك وكل ذلك ليعوه ويعقلوه فيؤمنوا به
ومن ذلك أيضا قوله تعالى{ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ،قرآنا عربيا غير ذى عوج لعلهم يتقون}
وصف القرآن بالإستقامة ونفى العوج عنه ومن العوج الإضطراب والخلل والضعف والاختلاف وكل ذلك منزه عنه القرآن فهو مستقيم فى ألفاظه ومعانيه وهداياته بل هو فى الذروة العليا من الفصاحة والبيان والإحكام يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم
قال ابن جرير فى معنى الآية "جعلناه قرآنا عربيا إذ كانوا عربا ليفهموا ما فيه من المواعظ حتى يتقوا ما حذرهم الله فيه من بأسه وسطوته فينيبوا إليه ويفردوه بالألوهية والعبادة
ومن ذلك قوله تعالى {كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
والتفصيل والتبيين من دلائل الإفهام الذى يعرف به المعنى ويفهم به المقصد وقد كانت العرب بلغت الغاية فى العناية بلغته مبلغا لم يسمع بمثله فى غيرهم من الأمم حتى تنافسوا وتفاخروا بالقصائد والخطب البليغة وكانوا يميزون الكلام صحيحه من منحوله وجيده من رديئه والفاضل والمفضول فلما سمعوا القرآن وتحداهم الله به عجزوا عن ذلك ولم يستيعوا الطعن فيه لكماله وقوة بيانه

.
س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير
يعنى النحويون بالإعراب للكشف عن المعانى والتعرف على علل الأقوال والترجيح بينها
ومن مسائل الإعراب مسائل مشكلة يختلف فيها كبار النحاة على صنفين:
1-اختلاف ليس له أثر على المعنى سوى الفوارق البيانية التى تقتضيها معانى الحروف والأساليب
2-اختلاف له أثر على التفسير والمعنى
مثال ذلك فى قوله تعالى {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }
فقد اختلف فى إعراب {من }
قال ابن القيم اختلفوا فى إعراب ر{من}على الرفع أم على النصب ؛فمن قال بالرفع فهو استدلال على علمه تعالى بذلك لخلقه له أى أنه يعلم ما تضمنته الصدور وكيف لا يعلم الخالق ما خلقه
وإن كان منصوبا فالمعنى ألا يعلم مخلوقه
وعلى كلا التقديرين فالآية دالة على خلق ما فى الصدور ودالة على كمال علمه به سبحانه
.
س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي
1-الإجتهاد فى ثبوت السماع عن العرب من عدمه وذلك ان لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محل اجتماع ومنها محل اختلاف
-والإجتهاد فى معرفة آفات النقل وعلله فيجتهد فى اكتشافها وقبولها أو ردها
2-الإجتهادفى الإستدلال لصحة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها
3-الإجتهاد فى الجمع بين الأقوال المأثورة بجامع لغوى يعبر عنه المجتهد بعبارة حسنة تدل على مآخذ الأقوال المندرجة تحت العبارة
4- الإجتهاد فى معرفة التخريج اللغوى لأقوال المفسرين مثل اختلاف المفسرين فى معانى التعريف ب(أل)
5-الإجتهاد فى صحة القياس اللغوى
6-الإعراب وأثره على المعنى
7-توجيه القراءات
8-تلمس العلل البيانية
9-تناسب الألفاظ
10-الإشتقاق
11- التصريف
.
س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟

يشترط للمفسر المجتهد ثلاثة شروط:
الأول
:التأهل فى العلوم التى يحتاج إليها فى الباب الذى يجتهد فيه
الثانى أن يعرف موارد الإجتهاد وما يسوغ أن يجتهد فيه مما لا يسوغ
الثالث:أن لا يخرج باجتهاد يخالف أصلا من الأصول التى تبنى عليها دلالة الاجتهاد فلا يخالف باجتهاده نصا ولا إجماعا ولا قول السلف ولا دلالة اللغة
وكل اجتهاد خالف واحدة من هذه الثلاث فهو اجتهاد مردود

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
المراد به :القول فى القرآن بالرأي المجرد والإعراض عن كثير من آثار السلف من الصحابة والتابعين والاعتماد على الرأى والنظر مع ضعف أهلية صاحبه فى علوم الحديث وعلوم اللغة لا سيما إذا صاحب ذلك اجتهاد فى غير موارد الاجتهاد
ومثال ذلك تفاسير أهل البدع الذين يفسرون القرآن بآرائهم المجردة وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم الباطلة
وهذا النوع هو الذى كان يتحرج منه السلف وإلا فقد كانت لهم اجتهادات كثيرة ضمن الضوابط المعروفة للاجتهاد

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 02:51 PM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
كان التابعين على ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى : ممن عاصر الصحابة وتلقوا عنهم العلم ومنهم زر بن حبيش ، سعيد بن المسيب وعلقمة النخعي وأبو العالية والربيع بن خيثم الثوري .
الطبقة الثانية :أوساط التابعين الحسن البصري ، قتادة بن دعامة السدوسي ، عكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر ، وعطاء بن أبي رباح .
الطبقة الثالثة : وهم صغار التابعين منهم : أيوب السختياني ، ابن شهاب الزهري ،عبدالله بن عون ، منصور السلمي .

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان التابعين يعظمون شأن التفسير وذلك لما في قلوبهم من تقوى وإيمان فاهتموا بشأن التفسير مدارسة وأخذا عن الصحابة فاشتهر عنهم عدة أقوال تظهر تعظيمهم للتفسير :
ومن ذلك ما روي عن مسروق قال : "اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله "
وقال عامر الشعبي : أدركت أصحاب عبدالله وأصحاب علي وليسوا هم لشيء من العلم أكره منهم لتفسير القرآن " وهذا لما في قلوبهم من خشية القول على الله بلا علم
قال إبراهيم النخعي :" كان أصحابنا يهابون التفسير ويتقونه "
قال ابن كثير معلقا على شأن التابعين في ذلك" إنما قولهم هذا بسبب أنهم يتحرجون أن يقولوا على الله بلا علم فهذا ما كانوا يتحرجونه ويخشونه أما من لديه علم فلابد له من التبليغ والإخبار به وقد جاء في الحديث:" من سأل عن علم ثم كتمه ألجمة الله يوم القيامة بلجام من نار "وقال الله سبحانه وتعالى :"لتبيننه للناس ولا تكتمونه "

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
التفسير عند التابعين على ثلاث مراتب :
أ‌- منه ما يكون حجه قاطعة للنزاع " ويكون بهذه المرتبة عند الاتفاق وعدم الإختلاف فيما بينهم لقول ابن تيمية :"إذا اجتمعوا على شيء فلا ريب أنه حجه " والاجماع يكون بشهرة الأقوال وعدم المخالف
ب‌- منه ما يكون مرجح قويّ
ت‌- منه ما هو محل نظر واعتبار
· أما إذا اختلف التابعين فأقوالهم ليست حجة على بعض كما قال ابن تيمة رحمه الله .

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
كان الصحابة مع علمهم باللغة العربية يحرصون على التفقه باللغة العربية وحفظ الشواهد والأشعار والخطب والحجج اللغوية وكان لغتهم العربية قوية فيستبعد عنهم اللحن أو الخطأ بالألفاظ اللغوية ولا شك لأن اللغة نزل بلغة العرب فاهتموا باللغة وقد قال سبحانه :"قرآنا عربي غير ذي عوج لعلكم تتقون "
فقد كان ابن عباس إذا سأل عن تفسير آية يأتي ببيت شاهد على صحة مقال وأيضا قال عاصم بن أبي النجود: (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية)وفي مصنّف ابن أبي شيبة أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).
أيضا أبو الأسود الدؤلي كان فصيح اللسان عالم باللغة العربية وأسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلقه وروى عن عثمان وعن عمر وعن علي رضوان الله عليهم أجمعين قال محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي).قال الذهبي: (أَمَرَهُ علي رضي الله عنه بوضع النحو، فلما أراه أبو الأسود ما وضع، قال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت، ومن ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْو نحواً). وأيضا من أتى بعدهم من التابعين حرصوا على أخذ هذا العلم مثل : ابنه عطاء ويحي بن معمر
وأيضا من التابعين أبو عمرو بن العلاء فكان من أوسع الناس معرفة بالقراءات والعربية، وأشعار العرب ولغاتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت له كتب كثيرة لكنّه أحرقها.
قال الأصمعي: (قال لي أبو عمرو بن العلاء: لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت، ولقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتبت ما قدر الأعمش على حملها).

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
- له أهمية كبيرة تتجلى في الترجيح بين الأقوال إذا تعددت في التفسير فيستعمل هذا النوع للترجيح بين الأقوال ، وأيضا يساعد بإيضاح المعنى المراد للآية وإزالة اللبس وبيان الإشكال الواقع في مسألة ما . وأيضا يعين على فهم مقاصد القرآن .
- أما بالنسبة لما يلزم سالكه ؛ أن يتنبه أن ما يستخرج من التفسير البياني لابد أن يكون موافقا للنصوص والاجماع و فما خالف ذلك فهو تفسير مردود باطل فلا يعتمد على الذوق في إثبات ما توصل له من أقوال .
وأيضا ؛ من المتأخرين من إذا ظهر له بيان في التفسير ولم يرى السلف سبقوه فيه يشنع ويتعصب للذين لم يفسروا الآية بما فسر به مع أن المفسرين السلف والقدامى كان من عادتهم الاختصار وجعل القارئ والمتعلم يبحر بتفكيره في المعنى ويصل إلى حد رمي السلف بقلة الدراية بأساليب البيان وضعف تأملهم بالآية ويكثر هذا عند أصحاب البدع والمخالفين لمنهج السنة والجماعة فلابد التنبه له فمثلا ؛الزمخشري في تفسير قول الله تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ}.
قال : ما فائدة قوله "يؤمنون " ؟
ثم أجاب بفائدتين احداها : وهي التنبيه على أن الأمر لو كان كما تقول المجسّمة ، لكان حملة العرش ومن حوله مشاهدين معاينين، ولما وصفوا بالإيمان، لأنه إنما يوصف بالإيمان: الغائب، فلما وصفوا به على سبيل الثناء عليهم، علم أنّ إيمانهم وإيمان من في الأرض وكل من غاب عن ذلك المقام سواء: في أنّ إيمان الجميع بطريق النظر والاستدلال لا غير، إلا هذا، وأنه لا طريق إلى معرفته إلا هذا).ا.هـ.
وقد فرح الرازي بهذه الفائدة المتوهّمة التي ذكرها الزمخشري وأطراها إطراء كبيراً فقال عقب سياق قوله: (وقد أحسن فيه جداً).
وقال: (فلما ذكر الله تعالى إيمانهم بالله على سبيل الثناء والمدح والتعظيم، علم أنهم آمنوا به بدليل أنهم ما شاهدوه حاضرا جالسا هناك، ورحم الله صاحب «الكشاف» فلو لم يحصل في كتابه إلا هذه النكتة لكفاه فخرا وشرفا)ا.هـ.
والصحيح :لايلزم كون الملائة تسبح لله حول العرش يلزمها رؤيته سبحانه ، فقد صحّ أن العرش أعظم المخلوقات، والله تعالى لا يحيط به أحد من خلقه.
وأخطأ في ظنّه أنهم لو رأوه لم يصحّ أن يوصفوا بالإيمان به، فإنّ هذا ليس بلازم، فالإيمان لا يقصر على الإيمان بالوجود؛ إذ هذا القدر يقرّ به أكثر أهل الأرض.

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
· أهم الأسباب :
- الانحراف و الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله وأيضا عن اجماع السلف فيتتبع المتشابه في لقرآن لهوى في نفسه والله سبحانه يقول : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلة "
- أيضا التمسك بمستند لغوي على بدعتهم وخاصه في مسائل الاعتقاد الصحيح ويحاولون يثبتون صحة بدعتهم من خلال هذا المستند اللغوي ، والصحيح أنه لا تعارض بين المعنى اللغوي وبين مسائل الاعتقاد الصحيح فإن و جد من يدعي ذلك عُلم بأنه مخطئ وأن ما يدعوا إليه بدعه ، وإذا بحث المفسر العالم باللغة وجد كذب هذا المدعي وخطأ ما يقول وهذا كثير.
- أيضا أصحاب البدع قد يدسون بتفاسيرهم معتقداتهم الباطلة بالبيان اللغوي وتنطوي على الغافلين للغة لجمال ما يعبر به والكلمات التي يصفها فلا يتنبه للأمر لعدم علمه بمعتقد هذا المفسر فبعض البدع يخرج بالمناقيش وبعض العلماء سموا بعض أهل البدع بحاطب ليل لأنه يضع معتقده بشكل لا ينتبه له القارئ العادي .
- وكم من بدعة استحكمت في عقول طلبة العلم وأصبحوا يروجون لها من دون علم بأن هذا المعتقد فاسد بسبب ما قرأوه بأنفسهم ، وهذا يكثر لمن يقرأ كتاب تفسير وهو لم يجد موجه له خاصه إذا كان ما يقرأ له أو يدرس كتابه عنده خطأ بمعتقده فغالبا يكون خطأه أكثر من صوابه ومن هنا ولسبب خطورة الأمر أود أن تنظروا لكتاب ابن عطية رحمه الله بطريقة دراستنا لابد يكون هناك توجيه لنا حتى لا نتشرب البدعة من حيث لا نعلم ! صحيح أنه تم التنبيه علينا بمعتقده لكن بعض الأمور تخفى علينا .
· أما مظاهرة :
-ادعاء التعارض بين نصوص الاعتقاد الصحيح ومنها يحاول دس بدعته بالجمع بين هذه النصوص .
- طرح بعض الدعاوي مثل التجديد ومحاولة اقصاء أقوال السلف في التفسير.
- ذم أهل الحديث وازدراهم والتنقص منهم بالقول بعدم فهمهم ويأتي مع هذا ضعف المدعي بالاعتناء بالحديث .
- محاولة إظهار أقوال البدع وتصحيحها بالحجج اللغوية الواهية .
- محاولة المقابلة بين نصوص الاعتقاد والتشكيك فيها ووضع احتمالات لغوية مخالفة للمعتقد الصحيح وهي بالحقيقة بعيده كل البعد عن هذا المعنى الموضوع .
· أما آثاره :
فمن أعظم آثاره أنه يكون مخالف لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين فيضل بنفسه ويضل غيره وقد قال سبحانه :" ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساء مصيرا " وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عَضوا عليها بالنواجذ " فمن يحاول التحريف والبعد عن منهج الرسول والسلف في التفسير لا شك أنه منحرف عن الطريق القويم والصراط المستقيم ،
أما من صدقهم واتبع ما قالوا أئمة الضلال في هذا الأمر فبالتأكيد هو ضال بضلالهم ينقص ويزد على حسب درجة ضلالهم وبدعتهم نسأل الله السلامة والعافية .

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
مراتب دلالات طرق التفسير ينبني بعضها على بعض فتكون بالترتيب
المرتبة الأولى :دلالة النص من الكتاب والسنة على معاني الآيات ،فإذا وجد النص الصريح لم يحتج معها إلى اجتهاد وكل اجتهاد مخالف للنص مردود .
المرتبة الثانية :دلالة الإجماع فإجماع الصحابة على آية حجة وأيضا اجماع التابعين حجة يؤخذ به ، والإجماع دائما ما يكون مبني على ما قبلة فلا يكون مخالف لنص صريح من الكتاب والسنة
المرتبة الثالثة :دلالة الأثر وهو قول الصحابي أو التابعي بلا اجماع
فهنا لم يتحقق الإجماع لكن هذه المرتبة متعلقة بالمرتبتين السابقتين بل هي مبنية عليها ،
وفي قول الصحابي : إذا لم يكن هناك انكار على قول الصحابي أو عله أو خطأ واضح في القول تكون المسألة خلافية .
وإذا كان هناك قول متفق عليه ثم كان للتابعي قول آخر مخالف فلا يرتفع الإجماع عن هذا القول بقول التابعي بشرط أن لا يكون هناك عالم من العلماء وافقه على هذا القول
وأما إذا لم يتابعه أحد في قولة فيكون قوله خاطئ بدلالة هجران قوله من العلماء والله أعلم .
المرتبة الرابعة : دلالة اللغة فتفسر الآية بدلالة لغوية بشرط ؛ أن لا تكون مخالفة لنص ولا الاجماع ولا أقوال السلف.
المرتبة الخامسة :دلالة الاجتهاد ؛ أيضا لا يجوز أن تخالف ما سبق من المراتب فلا تخالف النص ولا الاجماع ولا أقوال السلف ولا الدلالة اللغوية الصحيحة أو يكون تفسير مردود.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 03:44 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1-الربيع بن خثيم الثوري (ت 62هـ)
من أصحاب ابن مسعود وهو من العلماء الحكماء.
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
2-:عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ،
وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
3- زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
4-مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
وروى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق أنه قال: (لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ؛ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم؛ فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ). رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
الإخاذ: مجمَع الماء؛ كالغدير ونحوه.
5-أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً)
من خيار التابعين وعلمائهم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
وكان ثقة عابداً زاهداً، من خاصة أصحاب ابن مسعود، وأعلمهم بحديثه، وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: (عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواه الخطيب البغدادي.

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
هم ثلاث طبقات:
1-طبقة كبار التابعين وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم وتلقوا عنهم.
منهم: الربيع بن خثيم ومسروق وعبيده السلماني وعلقمة والاسود النخعي وزر بن حبيش وشقيق بن سلمة وأبو العالية وسعيد بن المسيب وغيرهم كثير
2-طبقة أوساط التابعين
ومنهم: سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ومجاهد وعكرمة وطاووس والحسن البصري وغيرهم
3-طبقة صغار التابعين
ومنهم ابن شهاب وأبو إسحاق السبيعي وعبدالله بن عون ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وابن مهران وغيرهم.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
من ذلك ما رواه ابن أبي شيبة وابن جرير من طريق محمد بن فضيل عن ليث، عن مجاهد، في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه).
فهذا الأثر تفرّد به ليث عن مجاهد ، وليث ضعيف الحديث، ولو صحّ عن مجاهد فهو في حكم المرسل؛ لأنه مما لا يقال بالرأي.
-عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}؟).
فقوله اجتهاد اجتهده في فهم النص
وهذا القول الذي قاله قول مهجور وخلاف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأقوال الصحابة رضي الله عنهم .

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
لقد بلغت العرب في العناية بلغتها مبلغ لم يبلغه أحد من الأمم حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة ، وكانوا يحتجون عند المخاصمات والمفاخرات باقوى الحجج وأحسن البيان فوصلوا ببيانهم أمور لم تبلغها كثير من الحيل
العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً ... تَضَيَّقُ عنها أن تولّجها الإِبَرْ
وكان من فصحائهم محكمون يحكمون بين المتبارين بالفصاحة والشعر ويتفاخرون في ذلك ، فتنافسوا بالفصاحة ولهم ذلك قصص مشهورة وأخبار وأشعار .فكان اذا وفدت قبيلة عاى أخرى نمقوا لهم الخطب والاشعار ليعرضون فصاحتهم ليثبتوا رفعت شأنهم ومكانتهم.
واتخذوا حسن البيان لبلوغ غاياتهم
وحصولهم على المكاسب وللدهول على الملوك .
وكانوا يعتنون بجيد الشعر ويحفظونه وينشدونه في مجامعهم.
وكان الشعر هو ديوان العرب فليس لهم كتب وإنما يحفظون وقائعهم وأخبارهم بأشعارهم.
وكانوا يميزون بين الجيد والردئ وبين الصحيح والمنحول والفاضل والمفضول . فتنوعت اساليبهم وفنونهم بفن الخطابة والشعر .

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم شريف لطيف يعنى بالاستفادة من اختلاف القراءات في تفسير معنى الآية ، عني به جماعة من المفسرين ومن العلماء منهم من أفرده بالتصنيف كما فعل ابو منصور الازهري وابن جني وغيرهم.
مثال:
قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
طريقان:
1- النقل عن العرب او علماء اللغة المتقدمين فينقلون القول عنهم في المسألة اللغوية دون ان يفسر الآية .
فكانوا يتورعون عن ذكر تفسير للأية فقط يذكرون المعنى اللغوي . كما ذكر عن يونس بن حبيب فقد سأله محمد بن سلام عن قوله تعالى ؛( لأحتنكن ذريته) فقال : يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد أي أتى عليه.
ويقول احدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكت دابتي أي: ألقيت في حنكها حبلا وقدتها به.)
فذكر المعنيين عن العرب وتورع عن تفسير الآية بأي منهما.
2-الاجتهاد
منهم من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم فيوازن ويقيس ويستنتج ويستخرج العلل .
ويحفظ الشواهد وينقدها ويباحث العلماء حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه الى ما ثبت لديه بالسماع.
وما يجتهدون فيه منه ما يقع فيه الاتفاق وهو كثير ومنه ما يقع فيه اختلاف فما اجمعوا عليه فهو حجة لغوية مقبوله .وما اختلفوا فيه فينظر في نوع الخلاف ويرجح بين الاقوال.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير سنة متبعة فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه في التفسير وهو إمام المجتهدين عليه الصلاة والسلام واجتهد الصحابة والتابعين لهم بإحسان،
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 شعبان 1437هـ/21-05-2016م, 04:33 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1-عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ، وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
2: عكرمة البربري مولى ابن عباس (ت:104هـ)
لزم ابن عباس وخدمه، وأخذ منه علماً كثيراً، وكان ابن عباس يعتني بتعليمه، ويلزمه بذلك لما رأى من ذكائه وفهمه ونجابته، وأذن له بالفتوى في حياته.
3- الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
4-مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
5-أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً)
من خيار التابعين وعلمائهم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
وكان ثقة عابداً زاهداً، من خاصة أصحاب ابن مسعود، وأعلمهم بحديثه، وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: (عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواه الخطيب البغدادي.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين .
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف ، وغيرهم.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب وغيرهم .
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش وغيرهم .
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
1-أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
2-أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
3-أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبينوا خطأه
4- أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
من أوجه عنايتهم بلسانهم العربي أنهم حفظوا أشعارهم ومآثرهم وآثارهم ،فميزوا بذلك بين الصحيح والمنحول ،والفاضل والمفضول ،فوصلوا بذلك إلى الرتبة العالية في فهم الخطاب العربي وتمييز رتبته، ومعرفة فنونه وأساليبه، وتنوّع دلائله.
وكان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها، وكان الشعر ديوانا لهم لأنهم ليس لهم كتب وإنما كانوا يحفظونه ،واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم؛ حتى قال قائلهم: (إنما المرء بأصغريه: لسانه وقلبه).
فتوصلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل.
كما قال طرفة بن العبد البكري:
رأيت القوافي يتّلجن موالجاً ... تَضَيَّقُ عنها أن تولّجها الإِبَرْ
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات..
المراد به اختلاف القراءات الذي يكون له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
ومن أمثلته:
"قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
2-وقال أبو منصور الأزهري: (وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن}الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم)
ومنه مالايكون له أثر في المعنى والذي يعتني به القرّاء والنحاة ،مثل: قراءة " الصراط" بالسين على الأصل وقراءتها بالصاد .
وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين:
فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
والطريق الثاني: الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع ، وكانوا يتفقون ويختلفون في ذلك ،فما أجمعوا عليه فهو حجّة لغوية مقبولة، وما اختلفوا فيه فينظر في نوع خلافهم ويُرجّح بين أقوالهم إذا لم يمكن الجمع بينها.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
حكمه : سنة متبعة إذا روعيت حدوده وآدابه وأن يكون من موارده الصحيحة .
وقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الصحابة رضي الله عنهم من بعده ،والحاجة إلى الاجتهاد تكون في كل العصور .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 شعبان 1437هـ/22-05-2016م, 03:04 AM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المجلس الرابع عشر

المجموعة الأولى:

س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
نبّه النبي صلى الله عليه وسلم على فضل التابعين في عدة أحاديث ، وقد سموا بذلك لاتباعهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإحسان ، وعرفوا شرط أفضليتهم فاعتنوا به ، ومن هذه الأحاديث :
1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"
2- عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون : انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به " رواه مسلم
3- عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني "

س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ولهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة ، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير ونقل التفسير عمن تقدم ، ومن هؤلاء :
أبو العالية ، وسعيد بن المسيب والحسن البصري ومجاهد وقتادة وعكرمة وزيد بن أسلم وغيرهم
الثاني : نقلة للتفسير ، فينقلون تفاسير الصحابة والتابعين ونادرا ما يُذكر لهم أقوال في التفسير ، وهؤلاء حفظوا للأمة علما كثيرا بحفظهم تفسير الصحابة والتابعين ، وهم على ثلاث طبقات :
1- نقلة ثقات مثل : قيس بن أبي حازم ، وأبو الأحوص ، وأبومالك الغفاري وغيرهم .
2- نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في حالهم وهم على درجات متفاوته مثل : أبوصالح مولى أم هانئ ، وشهر بن حوشب وعطية العوفي وعطاء بن السائب وغيرهم .
3- رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث ، مثل : يزيد بن أبان الرقاشي ، وأبان بن أبي عياش ، وأبي زياد الكوفي وغيرهم .

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
العلماء الذين لهم عناية بتفسير القرآن بلغة العرب على طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وقد نزل القرآن بلغتهم، وكان لبعضهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها، كابن عباس وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم .
الطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، وكان لبعضهم عناية بالتفسير اللغوي، ومنهم : أبو الأسود الدؤلي الذي أسس العربية بأمر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني، ونصر بن عاصم الليثي و يحيى بن يعمر، وهو أوّل من نقط المصاحف، وقد أخذ النَّقْطَ عن أبي الأسود..
الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين،وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، ومن أهل هذه الطبقة: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وعيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء المازني التميمي .
وقد شارك هذه الطبقة في الأخذ عن أصحاب أبي الأسود جماعةٌ من فقهاء التابعين منهم: محمد بن سيرين وقتادة وإسحاق بن سويد، لكن عناية أولئك بالعربية أظهر وأشهر.
الطبقة الخامسة: طبقة حماد بن سلمة البصري والمفضَّل بن محمَّد الضَّبِّي والخليل بن أحمد الفراهيدي وهارون بن موسى الأعور
وهؤلاء في عداد تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.
الطبقة السادسة: طبقة سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر ، وخلف بن حيّان الأحمر ويونس بن حبيب الضَّبِّي وعلي بن حَمزةَ الكِسَائي وغيرهم .
وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة ولهم مصنفات كثيرة لبيان معاني الآيات
الطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ ، وصالح بن إسحاق الجرمي وأبي مِسْحَل عبد الوهاب بن حريش الأعرابي، ومحمَّد بن زياد ابن الأعرابي ، وأبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي وغيرهم
الطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي ، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ ، وأبي عثمان بكر بن محمد المازني، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي ، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السجستاني) ).
الطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري، وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، وأبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري، واليمان بن أبي اليمان البندنيجي وغيرهم .
الطبقة العاشرة: محمد بن جرير الطبري ، وإبراهيم الزجاج والأخفش الصغير ونفطويه إبراهيم بن محمد وأبي على الحسن الأصفهاني وغيرهم .
الطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري ، وأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ، وأبي جعفر أحمد بن محمّد النحّاس، وغيرهم .
الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني وأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، وأبي منصورٍ محمد بن أحمد الأزهَرِي ، والحسين بن أحمد ابن خالويه وغيرهم .

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
اعتنى العلماء بالألفاظ اللغوية القرآنية ، ومن أنواع اعتنائهم :
1- بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية ، ومسائل هذا النوع منها ما يتفق فيه العلماء ، ومنها ما يختلفون فيه .
مثال : اختلافهم في معنى عسعس على قولين :
الأول : أدبر ، وهو قول علي ورواية عن ابن عباس ومجاهد وقاله قتادة .
الثاني : أقبل ، وهو رواية عن ابن عباس ومجاهد ، وقاله الحسن البصري .

2- بيان معاني الحروف ، وهو من أجل أنواع التفسير اللغوي ، وبه تحل كثير من الإشكالات في التفسير
مثال : معنى عن في قوله (الذين هم عن صلاتهم ساهون) ، قال أبو العالية : هو الذي لا يدري عن كم انصرف ؟ ، قال الحسن : مه ، هو الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت .

3- الإعراب وهو من أكثر ما يعني به النحويون للكشف عن المعاني والتعرف على علل الأقوال والترجيح بينها .

4- توجيه القراءات ، وهو علم شريف عني به جماعة من المفسرين لما له من أثر في معرفة المعنى .
مثال : قراءة قوله تعالى :(مالك يوم الدين) ، وقراءة : (ملك يوم الدين) ، فحجة من أثبتها أن الملك داخل تحت المالك ، والحجة لمن طرحها أن الملك أخص من المالك وأمدح .

5- التفسير البياني الذي يعني بالكشف عن حسن بيان القرآن ولطائف عباراته وحِكم اختيار بعض الألفاظ على بعض وغير ذلك من أوجه البيان .

6- الوقف والابتداء لما له من صلة وثيقة ببيان المعنى .

س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
اعتنى علماء اللغة بالوقف والابتداء لأجل إفادة القارئ بما يُحسن به أداءَ المعنى عند قراءته، ويُفهم المراد، ولأنّه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهمَ معنى غير صحيح.
فالوقف القبيح يوهم معنى لا يصح ، مثال قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة)
وكذلك الابتداء القبيح الذي يوهم معنى فاسدا كما لو بدأ القارئ بقوله : (وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم) .
كذلك الوصل القبيح الذي يوهم معنى غير مراد كما لوصل قوله تعالى :(فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون) فالصواب الوقف على (قولهم) .
فلابد من معرفة الوقف الصحيح والابتداء الصحيح لتجنب هذه المعاني الفاسدة .

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
موارد الاجتهاد في التفسير
والاجتهاد في التفسير داخل في جميع طرق التفسير ، وفي كلّ طريق موارد للاجتهاد.
1- طريق تفسير القرآن بالقرآن ، منه ما يكون فيه نص ، ومنه ما يحتاج إلى اجتهاد فيقوم المجتهد ياستخراج دلالة من آية لتفسير آية أخرى .
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى
ج: والاجتهاد في بيان الإجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام باستخراج ما يدلّ على ذلك من آيات أخرى
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى,
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى، .
ومن أمثلة ذلك قول الحسن البصري رحمه الله تعالى: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم.
2- تفسير القرآن بالسنة
ومن موارد الاجتهاد فيه :
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية؛ فإنّ من المفسّرين من يجتهد في تفسير آية فيخرج بقول يعارض حديثاً صحيحاً وهو لا يعلم به أو عزب عنه عند اجتهاده؛ فيتعقّبه من يبيّن ذلك.
ومن أمثلة ذلك قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى: {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم}: (وقول من قال: إن المراد بإمامهم كمحمد بن كعب «أمهاتهم» أي يقال: "يا فلان ابن فلانة" قول باطل بلا شك، وقد ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر مرفوعا: «يرفع يوم القيامة لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان»)..
وهذا القول ذكره الثعلبي والبغوي عن محمد بن كعب القرظي من غير إسناد، ولا يصحّ عنه.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة :
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمّن قرأ كتب أهل الكتاب.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين :
يدخله الاجتهاد في أكثر الأوجه السابقة في التفسير بأقوال الصحابة مع اختلاف وهو :
أ- أن أقوال الصحابة تحمل على الرفع ويحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال .
ب- كذلك لابد من الاجتهاد لتمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط ومعرفة مراتبهم ودرجاتهم للترجيح بين أقوالهم عند التعارض .
5- تفسير القرآن بلغة العرب :
اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد ومداخل منها:
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها، وينبني على هذا الاجتهاد ما ينبني من الأحكام اللغوية المترتبة على الاجتهاد في ثبوت السماع.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ
9- الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10- والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
11- والاجتهاد في معرفة التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، وله أمثلة كثيرة نافعة.

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
التفسير بالاجتهاد أولى من التفسير بالرأي وذلك لأن تنزيل مصطلح التفسير بالرأي على أحوال المفسرين من أهل العلم يثير إشكالات منها :
1- أن المشتهر عند السلف التحذير من التفسير بالرأي ، ويعنون بذلك القول في القرآن بالرأي المجرد وليس بالأخذ بموارد الاجتهاد .
2- أن أهل الرأي المعروفين من أهل العراق أتباع حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة وغيرهم اجتهدوا في التفسير فمنهم من أحسن ومنه من أخطأ ورد عليهم من السلف من بين خطأهم ، وقد كان هؤلاء الفقهاء معروفين بالعلم والالتزام بالسنة ولكنهم أخطأوا وأخذ على بعضهم ضعف الآلة في الحديث وعلومه وإكثار الاعتماد على النظر والقياس والتعليل ، وهؤلاء لا يصح تصنيفهم بأنهم من أهل الرأي المذموم لأنهم جماعة من الأئمة المعروفين بالعلم والفقه في الدين.
ولا يصحّ إطلاق القول في تصنيفهم بأنّهم من أهل الرأي المحمود لما في ذلك من تزكية آرائهم التي أخطأوا فيها، وأنكرها عليهم السلف الصالح.
ولا يصحّ القول بتميّزهم عن السلف في التفسير بالرأي لاشتراكهم في كثير من موارد الاجتهاد، وتناولهم المسائل التي تناولها بقيّة الأئمة واتّفاقهم في كثير من المسائل، وما اختلفوا فيه كان له أسباب كثيرة لا تُقصر على اعتمادهم على النظر والقياس.
ولأجل هذا الالتباس فالأولى إطلاق لفظ مصطلح الاجتهاد لأنه الأقرب لاستعمال السلف ، فما أصابوا فيه فهو داخل في الاجتهاد المعتبر وما أخطأوا فيه فلا يعد من الاجتهاد المعتبر .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 شعبان 1437هـ/23-05-2016م, 07:11 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المجموعة الثانية:
س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى :
طبقة كبار التابعين وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني .
الطبقة الثانية :
طبقة أوسط التابعين ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.
الطبقة الثالثة :
طبقة صغار التابعين ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون .

س: بيّن تعظيم التابعين لشان التفسير
كان التابعون رضي الله عنهم على قدر عظيم من تعظيم القول في التفسير بغير علم وكانوا يتأسون في ذلك بالصحابة رضي الله عنهم ممتثلين لقول الله تعالى قول الله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}فكانوا يحسنون الاتباع للصحابة رضي الله عنهم وينتهون عن الابتداع حتى يتم لهم الأجر العظيم ، وقد روي عنهم آثار كثيرة في ذلك ومنها :
- قال مسروق بن الأجدع:اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله
- وقال إبراهيم النخعي :كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه
- وقال القاسم بن محمد : لأن يعيض الرجل جاهلًا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم .

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
يكون تفسير التابعين حجة إذا اجتمعوا على التفسير ولم يختلفوا ، والإجماع هنا يعني شهرة الأقوال وعدم المخالفة فيها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذااجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
لقد اعتنى المفسرون من الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي وذلك لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين فلا سبيل لفهم القرآن إلا بفهم لغته التى نزل بها ولهذا كانت عنايتهم واضحة بلغة العرب وأشعارهم ومن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه : إذا خفي عليكم شىء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب .
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ».
ومن عناية الصحابة والتابعين أيضًا :
ما روي عن علي بن أبي طالب أنه علم بتغير بعض ألسنة التابعين ونشأة اللحن في لغتهم لاختلاطهم بالعجم فأراد أن يضع كتابًا في أصول العربية لحفظ لغة العرب فكتب في ذلك ثم أتم أبي الأسود الدؤلي التابعي كتابه بتكليف منه رضي الله عنهم .

س: بيّن أهمية التفسير البياني ومايلزم من يسلك هذا المسلك.
أهمية التفسير البياني :
1- إبراز حسن بيان القرآن ولطائف عباراته وحكمة اختيار بعض الألفاظ على بعض وغير ذلك من أبواب البيان .
2- الدلالة بذلك على أن القرآن كلام الله تعالى إذ يعجز الخلق أجمعين على الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
3- الدلالة على قدرة الله المطلقة على كلّ شيء، ومن ذلك بلوغ الغاية في حسن البيان.
4- الدلالة على سعة علم الله تعالى وإحاطته بجميع الألفاظ وأنواع دلالاتها وأوجه استعمالها .
5- الدلالة على حكمة الله تعالى وأن الله تعالى لم يذكر فيه ما ذكر إلا عن علم وحكمة ، ولم يترك ما ترك إلا عن علم وحكمة

س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
يجب على طالب العلم أن يأخذ حذره من الانحراف في التفسير اللغوي ولهذا يجب أن يتعرف على أسبابه أولًا وهي :
1- الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع الأمة
2- الاجتهاد فيما لا يحل الاجتهاد فيه لدلالة النص الصريح وإجماع السلف.
3- اتباع المتشابه لهوى في النفس وزيغ في القلب كما قال الله تعالى: {فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
وأما مظاهره :
1- التشكيك في نصوص الاعتقاد والتشكيك في دلالاتها .
2- افتعال الحيل لنصرة أقوال أهلالأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.
3- إقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمعبينها مسلكاً لترويج بدعته.
4- ضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوءالفهم.
5- دعوى التجديد القائم علىنبذ أقوال السلف.

وأما آثاره :
فله آثار خطيرة على من سلك هذا المسلك ومن اتبعه وروج له فيلحق بمن هم في ضلال مبين ويخرج عن التابعين بإحسان من المؤمنين والمهاجرين والأنصار وبهذا يلحق بهم الوعيد الشديد المذكور في الكتاب والسنة لمن كان الابتداع منهجه والضلال طريقه .

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.

المرتبة الأولى : دلالة النص الصريح
وهو ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات فلا حاجة لاجتهاد معها فدلالة النص هي أصل الدلالات المبينة لحدودها والحاكمة عليها .
المرتبة الثانية : دلالة الإجماع
وهو ما يستفاد من تفسير الصحابة والتابعين إن أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجة لا تحل مخالفته وهذا الأصل مبني على ما قبله إذ لا يمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
المرتبة الثالثة : دلالة الأثر
والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابةوالتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة منسابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
المرتبة الرابعة : دلالة اللغة
وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية بشرط ألا يخالف نص أو إجماع أو أقوال للسلف .
المرتبة الخامسة :دلالة الاجتهاد
وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.

أهمية معرفة هذه المراتب : أن المفسر لا يأخذ احدى دلالات التفسير دون سابقتها بل لا بد أن يلتزم بمراتب الدلالات ولا يقدم بعضها على بعض ، فإن أراد المفسر تفسير آية من كتاب ربه فلينظر أولًا في الأدلة النصية واجماع الأمة فربما يجد الآية صريحة الدلالة أو بها اجماع فلا يجوز بها اجتهاد أو إن لم يجد ذلك فينظر إلى الآثار الواردة عن السلف ثم بعد ذلك يبحث في دلائل اللغة ويجتهد في تفسيرها بما لا يخالف الدلالة اللغوية الصحيحة ولا يخالف حدود الاجتهاد .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 شعبان 1437هـ/23-05-2016م, 10:17 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير
المجموعة الثالثة:


س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.

1- الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ)
من اصحاب ابن مسعود ،ومن كبار العلماء الحكماء العبّاد ، قال بكر بن ماعز :{كان عبداللهبن مسعود إذا رأى الرٌبيع مقبلا قال : [بشر المخبتين]، أماوالله لو رآك رسول الله صلى الله عيه وسلم لأحبك )
2- زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
إمام مخضرم ،وقارئ مفسر من كبار التّابعين وفقهائهم عالماًبالعربية ،لزم ابن مسعود وأبي بن كعب
وعبد الرّحمٰن بن عوف ،قال عنه عاصم بن أبي النجود : ( كان زربن حبيش أعرب الناس ،وكان
{بن مسعود يسأله عن العربية}.
3-أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ)
إمام قارئ ومفسّرٌ فقيه، كثير تلاوة القرآن ،قرأ القرآن عل عمر وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ،أدرك الجاهلية ، وأسلم في خلافة أبو بكر رضي الله عنه ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يجله ويكرمه ويقدمه على غيره .
4- سعيد بن جبير الأسدي (ت:95هـ)
من كبار التابعين ،حصل علماً غزيراً وهوشاب لم يبلغ الثلاثين من عمره ،وكان حافظاً فهماً، يحسن مسائل العلم ،أخذ جلّ علمه من ابن عباس ،وابن عمر ،رضي الله عنهما أولاه ابن عباس عناية خاصة ،فحدثه وأكثر حتى قال : لقد حفظت عنّي علماً كثيراً، وأمره على الفتوى والحديث ،فكان مفتي أهل الكوفة في زمانه .
5- أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي (ت:104هـ)
قاضي الكوفه وفقيهها في زمانه ،آية في الحفظ والفهم ،كان يحفظ على صدره ولا يكتب ، قال ابن حبان : روى عن نحوخمسين ومائة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.

نقلة التفسير من التّابعين على ثلاث طبقات
- الأولى : وهم النقلة الثقات ، كأمثال قيس بن أبي حازم ، وأبو مالك الغفاري ،وأبو روق الهمداني ، وغيرهم كثير .
- الطبقة الثانية من النقلة ،على درجات متفاوتة من جهة ضعف الضبط اختلف النقاد في أحوالهم ،مثل : أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب وغيرهم .
- الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.

مثل قول من قال ، في المراد "بإمامهم" في قوله تعالى : {يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم} "كمحمد بن كعب " وقد فنّد هذا القول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره للآية وقال : هو قول باطل بلا شك ، وكذلك قد يجتهد أحدهم فيحصل خطأ في اجتهاده ،مثل ما روى ابن جرير عن "عبيدة السلماني
في الرّجل يدركه رمضان ثم يسافر ، حيث اجتهد في فهمها فقال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} لكنه خرج بهذا القول عن صريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه، وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه، وهجران القول من دلائل ضعفه، وخطأ المجتهد في اجتهاده.
ومن الأقوال الغير معتبرة ،من تجعل عهدته على قائله ،ولا يقابل بالإنكار إلا عند وُجود الدليل ،مثل
ماروى ابن أبي شيبة وابن جرير عن ليث، عن مجاهد، في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه) ، وقد أنكر البعض هذاالأثر ليس ضعفاً في اسناده ،إنما استنكروا المتنّ بناءً على معتقدهم في صفة العلولله تعالى واستوائه على العرش ،وقد أنكر الأئمة على من أنكر هذا، ووقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجوز أن يكون مقامًا مخصوصًا لمقعد النبي صلى الله عليه وسلم).


س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.

اعتنت العرب بالسان العربي أيما عناية فكلن لهم القدح المعلى في البيان والفصاحة ،القصائد المحكمة
والخطب البليغة التي تسير بها الرّكبان ،ويتناقلها أهل البلاغة والبيان ،
كما قال الحصين بن حمام المري:
وقافية غير إنسيّةٍ ... قرضت من الشعر أمثالها
شروداً تَلَمَّعُ في الخافقين ... إذا أُنشدت قيل: من قالها؟!!
فكان مو اهتمامهم به أنهم يحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم،وربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فحفظها من أوّل مرة،فشاعت فيهم الأشعار والأراجيز، والخطب والوصايا، والقصص والأمثال، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ، وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط،
وكان يعرفون مراتب الشعراء ، ويوازنون بين ألأساليب والطرائق حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات؛ وكما يعرف القافةُ الأشباه، فلا يشتبه عليه شعر شاعر بغيره؛ فيعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي، حتى إنّ منهم من يميّز شعر الرجل من شعر أبيه، وإن كان يحتذي بمثاله، وينسج على منواله، فلمّا نزل القرآن بلسان عربيّ مبين، وعرفو مافيه من الفصاحة والبيان أدهشهم ،وأحارعقولهم فاستولى على المرتبة العليا بلا منازع،وتيقّنوا أنهم لا طاقة لهم به،وعلموا أنّه لو كان من قول البشر لما أعياهم .

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.

علم القراءات من العلوم الجليلة التي عُني بها جماعة من المفسّرين، ومنهم من أفرده بالتصنيف ،كأبي
علي الفارسي، وابن زنجلة، حيث أن اختلاف القراءات له أثر على معاني الآيات التي بينها المفسرون
وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.
مثال ذلك ،قول أبو علي الفارسي في قوله تعالى :{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
ومن الاختلاف في القراءات ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وقد يُعنى به بعض القرّاء والنحاة؛ كما قال أبو عليّ الفارسي: (قوله تعالى: {الصِّراطَ} تقرأ بالصاد والسّين وإشمام الزّاي:
- فالحجة لمن قرأ بالسّين: أنه جاء به على أصل الكلمة.
- والحجة لمن قرأ بالصّاد: أنه أبدلها من السّين لتؤاخي السّين في الهمس والصّفير، وتؤاخي الطاء في الإطباق؛ لأن السين مهموسة والطاء مجهورة.
- والحجة لمن أشمّ الزّاي: أنها تؤاخي السّين في الصفير وتؤاخي الطّاء في الجهر).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.

ذكر "الشيخ " حفظه الله تعالى في دورة طرق التفسير أن للتفسير اللغوي قربة عشرة طرق ذكر خمساً منها هي :
- أولى هذه الطرق، ماكان محل عناية السلف الصالح، وهو بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية وهو أشهرها وأنفعها، وأشدّها صلة بالتفسير،لأن فيها كشف للمعنى،وما كتبه هؤلاء العلماء من التفسير اللغوي كان محلّ عناية كثير من المفسّرين ممن جاء بعدهم.

ثانياً : بيان معاني الحروف، حيث اعتنى بها المفسرون بها عناية حسنة ،لأنها من أجلّ أنواع
التفسير اللغوي، وبه تحلّ كثير من الإشكالات في التفسير، وتعرف أوجه التفريق والجمع بين الأقوال.
والغفلة عنها توقع لخطأ في فهم معنى الآية،وقد نظمها البيتوشي في منطومة سماها "كفاية المُعاني في حروف المعاني" وهي منظومة حسنة، وأعدّ الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة موسوعة في معاني الحروف القرآنية، وجمع ما قيل في معانيها في كتب التفسير والعربية.

ثالثاً: الإعراب ،وهوأكثر ما يُعنى به النحويون لإجل الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها،ومنه مسائل بيّنة ،ومنه مسائل مشكلة يختلف فيها كبار النحاة.

رابعاً: توجيه القراءات، وهو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين، لما في اختلاف القراءات من أثر على المعنى،وقد تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.

خامساً: التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض،و غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة، وكذلك له صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن، كذلك له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح ،و كلام العلماء في هذا الباب منه ما هو ظاهر الدلالة بيّن الحجّة، ومنه ما هو محلّ نظر وتأمل لا يُجزم بثبوته ولا نفيه، ومنه ما هو خطأ بيّن لمخالفته لنصّ أو إجماع أو قيامه على خطأ ظاهر.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.

الاجتهاد في التفسير سنة متبعة حيث اجتهدإمام المجتهدين النّبي صلى الله عليه وسلم ،واجتهد خلفاؤه من بعده رضي الله عنهم وأرضاهم،وجرى عليه عمل من بعدهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فكانوا أئمة للمجتهدين،حيث رفعوا منار الاجتهاد، وبيّنوا حدوده وآدابه، ومداخله وموارده، وما يسوغ الاجتهاد فيه وما لا يسوغ،وبما أن الحاجة إلى الاجتهاد في التفسير قائمة في كلّ عصر من العصور، وأسئلة السائلين عن مسائل التفسير كثيرة متجددة، ونوازل مسائل التفسير في كلّ عصر تتطلّب من العلماء الاجتهاد في شأنها، وتبصير الناس بما يلزمهم من اتّباع الهدى في تلك النوازل.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 شعبان 1437هـ/24-05-2016م, 03:55 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير
المجموعة الأولى
1: هلال الجعدار. أ
س6: بالنسبة لموارد الاجتهاد في التفسير، فيجب أن تقسّم على الأنواع ويذكر موارد الاجتهاد في كل نوع.

2: كوثر التايه. أ+

3: هناء هلال محمد ب+
- س4: بقيت أربعة أنواع للعناية اللغوية بالقرآن لم تذكريها.
- س5: أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير، يراد بالتفسير التفسير المعتبر الذي يختلف فيه العلماء، مثل الوقف والابتداء في قوله تعالى: {قال فإنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض}، وقوله تعالى: {قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}، فقد ورد فيهما وجهان للوقف والابتداء بناء على وجهين صحيحين معتبرين في التفسير، أما الوقوف الخاطئة فلا تعدّ من التفسير.


المجموعة الثانية:
4: نوف ب+
- س4: ابتعدتِ قليلا عن صلب السؤال فتكلمت عن عناية السلف باللغة العربية وفصاحتهم ولم تتعرّضي للتفسير اللغوي سوى في موضع واحد عندما تكلمت عن استشهاد ابن عباس رضي الله عنه بالشعر على التفسير.
- س7:
لم تذكري أهمية معرفة مراتب دلالات طرق التفسير.

5: الشيماء وهبة. ب
- س5: من أهمية التفسير البياني كما ذكر الشيخ حفظه الله أن
له صلة بالكشف عن المعاني المرادة ورفع الإشكال، ويستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
- لم تذكري ما يلزم السالك لهذا المسلك.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخر في حلّ الأسئلة.


المجموعة الثالثة:
6: مضاوي الهطلاني ب+
- س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين .
يبدو أنه حصل لبس في فهم السؤال، وتراجع إجابة الأخت فاطمة الزهراء.
- المراد بعلم توجيه القراءات - للفائدة -:
تخريج معاني القراءات وإعرابها وطريقة أداء ألفاظها على أصول لغوية.
7: فاطمة الزهراء أحمد أ
- المراد بتوجيه القراءات.
يراجع التعليق السابق.


8: منيرة محمد. ج+
- طرق التفسير اللغوي.
تراجع إجابة الأختين مضاوي وفاطمة الزهراء.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخر في حلّ الأسئلة.


المجموعة الرابعة.
9: عابدة المحمدي أ
- في السؤال الخامس: توجد موارد للتفسير اللغوي لم تذكريها، وتراجع الفقرة الخاصّة في درس: تفسير القرآن بلغة العرب.

10: أمل يوسف أ+
- س1: الطبقات الأربع التي ذكرتيها بيّنت درجات التابعين من جهة الرواية والدراية معا، فلا تفصليهما حتى لا يصبح الكلام مكرّرا.

وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 شعبان 1437هـ/26-05-2016م, 08:13 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي


المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال
ورد في فضل التابعين عدى أحاديث منها:
1 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .
2 حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال "لالاتزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني
: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
1 مفسرون يفسرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره ومن هؤلاء أبو العالية الرياحي وسعيد بن المسيب
2 نقلى للتفسير بناء على عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم
وهؤلاء النقلة على ثلاثة طبقات:
1نقلة ثقاة منهم قيس بن أبي حازم وأبو رجاء العطاردي.
2 نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم فمنهم شهر بن حوشب وعطية العوفي وعطاء بن السائب .
3 رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث كزيد بن أبان الرقاشي.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين
1 طبقة الصحابة رضي الله عنهم.
2 طبقة كبار التابعين
ومن هذه الطبقة أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي.

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
1 بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية
وهو أشهر الأنواع وأنفعها فأكثر عناية السلف كانت به ومن مسائله ما يتفق عليه ومنها ما يختلف عليه .
ومن أمثلة ذلك الخلاف في معنى عسعس على قولين القول الأول "أدبر . والقول الثاني "أقبل.
ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق منها ثم يكون النظر على مراتب:
1 دلالة النص أو الاجماع على اختيار بعض تلك المعاني.
2 النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ بما قالوه منها وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
3النظر في أقوال المفسرين من علماء اللغة فيؤخذ بما قالوا به ما لم يتعارض مع المرتبتين السابقتين.
4 النظر في دلالة المناسبة.
5 النظر في توارد المعاني.
النوع الثاني بيان معاني الحروف وبه تحل كثير من الاشكالات في التفسير وتعرف أوجه الجمع بين الأقوال.
النوع الثالث الأعراب ويعتني به علماء النحو
للكشف عن المعاني والتعرف على علل الأقوال والترجيح بينها.
النوع الرابع توجيه القراءات .
النوع الخامس التفسير البياني وهو التفسير الذي يعنى بالكشف عن حسن بيان معاني القرآن ولطائف عبااراته وحكم اختيار بعض الألفاظ على بعض ودواعي الذكر والحذف.... وغيرها من أبواب البيان.

س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
يؤثر الوقف والابتداء على المعنى فمثلا قول الله تعالى "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"
فالوقوف على لا تثريب عليكم والبدء ب" اليوم يغفر الله لكم
يعطي معنى الاخبار من نبي الله يوسف عليه السلام وهو موحى اليه من الله أنه اليوم يغفر الله لهم.
والبدء ب"يغفر الله لكم دعاء منه عليه السلام بمغفرة الله لهم.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1 طريق تفسير القرآن بالقرآن فيدخل الاجتهاد في عامة أنواعه ولهذا الاجتهاد موارد منها:
:الاجتهاد في ثبوت بعض أسانيد القراءات التي يستفاد منها في التفسير وان لم يقرأ بها.
2 الاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة اخرى.
3الاجتهاد في بيان الاجمال وتقييد المطلق وتخصيص العام.
4الاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي.
5الاجتهاد في تفصيل قوالالتفسيرية المحكية في آية بما يبين ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات اخرى.
ثانيا من موارد الاجتهاد في تفسير القرآن بالسنة
1 الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً؛ بالتحقق من صحّة الإسناد، وسلامة المتن من العلّة القادحة.
2 والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
3 والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
4 والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
5 والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية.
ثالثا تفسير القرآن بأقوال الصحابة فموارد الاجتهاد فيه:
1 الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير.
2 الاجتهاد في التحقق من صحة الأسانيد المروية الى الصحابة.
3الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة ومعرفة مآخذها وتخريجها على أصول التفسير.
4 الاجتهاد في التمييز بين ما يحمل على الرفع من أقوال الصحابةومما لا يحمل على الرفع مما أخذه بعض الصحابة عمن قرأ كتب أهل الكتاب.
5 الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول بعض الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يحمل على التفسير.
6 الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة الى بعض الصحابة نصا أو استخراجا.
7 الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.
رابعا تفسير القرآن بأقوال التابعين
فيدخل فيه ما يدخل في تفسير القرآن بأقوال الصحابة ويضاف اليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط وتعرف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد من اجتهادهم في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.
5 تفسير القرآن بلغة العرب
فأهم موارد الاجتهاد فيه
الاجتهاد في ثبوت ما يعرف بالنقل عن العرب، وتمييز صحيح الشواهد من منحولها، ومقبولها من مردودها، والاجتهاد في اكتشاف ما اعترى بعضها من اللحن والتغيير والتصحيف، وضبط الألفاظ العربية رواية ودراية، والتمييز بين لغات العرب، وتعرّف أوجه الاختلاف والتوافق بينها، ومعرفة الإعراب، وتلمّس العلل البيانية، وتوجيه القراءات، ومعرفة الاشتقاق والتصريف، والاجتهاد في تعيين معاني الحروف والمفردات والأساليب القرآنية إلى غير ذلك من الأبواب الواسعة
س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
أعتذر عن التأخير لمرضي جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم الأولى التعبير بمصطلح التفسير بالاجتهاد لأن الرأي يدخل فيه الرأي المحمود والمذموم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 شعبان 1437هـ/1-06-2016م, 12:26 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
1- أثنى الله تعالى على أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان وبيّن ما أعدّ لهم من الثواب العظيم الذي يدلّ دلالة بيّنة على هدايتهم ورضا الله عزّ وجلّ عنهم.
قال الله تعالى:{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم
2- أوجب الله تعالى اتّباع سبيل المؤمنين، وتوعّد من خالفه، وسمّى لنا أئمة المؤمنين الذين يُقتدى بهم، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، والذين اتّبعوهم بإحسان.
3- اشتدّ حذر الأئمة من أن يقولوا قولاً يخالفون به سلفهم من الصحابة والتابعين، كما قال الإمام أحمد: (إيَّاك أن تتكلَّم في مسألة ليس لك فيها إمام
4- شهد لهم الصحابة رضي الله عنهم بإحسان الاتّباع، وأثنوا عليهم، وائتمنوهم على تعليم الناس وإفتائهم، وأمروا بالأخذ عنهم
5- نبّه النبي صلى الله عليه وسلم على فضل التابعين في غير ما حديث حتى استقرّ ذلك في نفوس السلف الصالح رحمهم الله، وعرفوا شرط أفضليتهم فاعتنوا به واجتهدوا فيه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني
س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول: مفسّرون يفسّرون القرآن بما عرفوا من طرق تفسيره، ومن هؤلاء: أبو العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وغيرهم
- فهؤلاء لهم أقوال في التفسير يرويها عنهم أصحاب كتب التفسير المسندة، ومنهم من يجمع بين الاجتهاد في التفسير، ونقل التفسير عمّن تقدّم.
والصنف الثاني: نَقَلةٌ للتفسير؛ عماد عنايتهم بالتفسير على رواية أحاديث التفسير، ونقل تفاسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ولا يكاد يُظفر لهم بأقوال في التفسير إلا نادراً.
وهؤلاء قد حفظوا للأمّة علماً كثيراً بحفظهم تفسير الصحابة رضي الله عنهم، وتفسير كبار التابعين.
وهؤلاء النقلة على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي،
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش،

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
الطبقة الأولى: طبقة الصحابة رضي الله عنهم، وكان منهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها،
والطبقة الثانية: طبقة كبار التابعين، وعامّتهم من أهل عصر الاحتجاج، ومنهم أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي ،كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ ، ووضع أسس النحو).
الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن أبي الأسود الدؤلي، وهم جماعة من المعتنين بالعربية في عداد التابعين منهم: ابنه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر العدواني ، وهو أوّل من نقط المصاحف، وقد أخذ النَّقْطَ عن أبي الأسود.

الطبقة الرابعة:طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها، وهؤلاء كانوا مع علمهم بالعربية وفصاحتهم من القرّاء المعروفين، الذين تُؤخذ عنهم القراءة،
الطبقة الخامسة: تلاميذ الطبقة الرابعة، ومنهم من شافه الأعراب وأخذ عنهم.ومنهم حماد بن سلمة
الطبقة السادسة: تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة منهم سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر
وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية. ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي،
الطبقة السابعة: طبقة إبراهيم بن يحيى اليزيديّ
الطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعرابي.
والطبقة التاسعة: طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسينِ السُّكَّري
والطبقة العاشرة: طبقة محمد بن جرير الطبري (ت:310هـ)
والطبقة الحادية عشرة: طبقة أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (ت: 328 هـ)،
الطبقة الثانية عشرة: طبقة القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني
فهؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية، على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم؛
- فمنهم من يغلب عليه العناية بالنحو والإعراب،
- ومنهم المشتهر بالقراءات وتوجيهها،
- ومنهم المعتني بمعاني المفردات والأساليب،
- ومنهم المشتغل بالتصريف والاشتقاق، إلى غير ذلك من أوجه العناية اللغوية بالقرآن الكريم.
ومنهم من يفرد لعنايته بالقرآن مصنّفات مفردة، ومنهم من يعرض لها في كتبه اللغوية.
وهم على درجات متفاوتة في إتقان العلوم، وحسن الأثر، ولزوم السنة، بل منهم من رمي بالاعتزال والاشتغال بعلم الكلام؛ فيُقبل من كلامهم ما أحسنوا فيه وأجادوا، ويردّ منه ما غلطوا فيه مما نصروا به بدعهم، أو ردّوا به شيئاً من الحقّ عامدين أو متأوّلين.

ثمّ خلفهم في كلّ قرن جماعة من العلماء، اقتفوا آثارهم، واعتنوا بعلومهم، وجمعوا وصنّفوا، وبحثوا وحرّروا، وأفادوا ما أفادوا.

س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
أنواع عناية العلماء اللغوية بالألفاظ القرآنية على نحو عشرة أنواع كما ذكر شيخنا ؛
- منها ما هو وثيق الصلة بالتفسير اللغوي،
- ومنها ما يكون على أصناف يدخل بعضها في التفسير اللغوي، وبعضها يعدّ رافداً من روافده، ومنهلاً من مناهله.
 ومن تلك الأنواع:
- النوع الأول: بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، وهو أشهر الأنواع وأنفعها، وأشدّها صلة بالتفسير، إذ يكون به الكشف عن معنى اللفظ، ومعرفة مقاصد الأساليب، وأكثر عناية السلف اللغوية كانت بهذا النوع.
ومن مسائل هذا النوع ما يتّفق عليه العلماء، ومنها ما يختلفون فيه، وللاختلاف أسبابه وآثاره؛ فمن ذلك أن تكون اللفظة من المشترك اللفظي فيفسّرها بعضهم بمعنى من معانيها، ويفسّرها آخرون بمعنى آخر، ثمّ يختلف المفسّرون بعد ذلك؛ فمنهم من يختار أحد الأقوال لقرينة مرجّحة، ومنهم من يذهب إلى الجمع بين تلك المعاني.
والجمع – إذا أمكن- أولى من الترجيح ما لم يكن لاختيار أحد المعاني قرينة ظاهرة، أو مناسبة بيّنة.

ومن أمثلة ذلك اختلافهم في معنى "عسعس" على قولين:
لفظ "عسعس" يطلق في اللغة على أدبر، وعلى أقبل، وعلى ابتداء الظلام في أوله، وإدباره في آخره ولكلّ معنى شواهده صحيحة. و حكى القولين جماعة من المفسّرين، واختار بعضهم المعنى الأول ،واختار بعضهم المعنى الثاني ومن العلماء من اختار الجمع بين القولين
ومما ينبغي أن يُعلم أنه ليس كلّ ما تحتمله اللفظة من المعاني في اللغة يُفسّر به القرآن؛
فإنّ القرآن حمّالٌ ذو وجوه؛ ومن أسباب الانحراف في التفسير الأخذ بمجرّد الاحتمال اللغوي دون مراعاة مراتب الاستدلال والترجيح.

ومن أمثلة ذلك: لفظ "الفلق" يطلق في اللغة على الصبح، وعلى الخلق كلّه، وعلى تبيّن الحق بعد إشكاله، وعلى المكان المطمئن بين ربوتين، وعلى مِقْطَرة السجان، وعلى اللَّبَن المتفلق الذي تميز ماؤه، وعلى الداهية.
ولكلّ معنى من هذه المعاني شواهد صحيحة مبثوثة في كتب اللغة.

ومثل هذه الألفاظ التي تطلق على أكثر من معنى يؤخذ بما يحتمله السياق منها، ثمّ يكون النظر فيها على مراتب:
المرتبة الأولى: النظر في دلالة النص أو الإجماع على اختيار بعض تلك المعاني؛ فما دلّ عليه النصّ أو الإجماع وجب المصير إليه وطرح كلّ ما خالفه.
المرتبة الثانية: النظر في الأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين فيؤخذ ما قالوا به منها، وينظر في أقوالهم حسب قواعد الجمع والترجيح.
وينظر كذلك في المعاني التي يحتملها السياق مما لم يذكروه بشرط أن لا تعارض ما قالوه، ولا تعارض نصّاً ولا إجماعاً في موضع آخر.
والمرتبة الثالثة: النظر في أقوال المفسّرين من علماء اللغة فما قالوا به مما لا يعارض المرتبتين الأولى والثانية فمقبول إلا أن يكون له علّة لغوية.
والمرتبة الرابعة: النظر في دلالة المناسبة، وهي أن يكون أحد المعاني أنسب لمقصد الآية من المعاني الأخرى.
المرتبة الخامسة: النظر في توارد المعاني ، وهي أن يحتمل التركيب معاني متعددة لأحوال متغايرة؛ فيؤخذ بالمعنى الأول للحالة الأولى وبالمعنى الثاني للحالة الثانية وهكذا.

 أما الأساليب فمعرفة معانيها ومقاصدها له أثر بالغ في التفسير، فمعرفة معنى الأسلوب قدر زائد على معرفة معاني الألفاظ المفردة، ولا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب؛ فإذاتبيّن معنى الأسلوب تبيّن معنى الآية للمتأمّل،
ولذلك أمثلة كثيرة:
منها: قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار} فسّر بالتعجب وفسّر بالاستفهام، وللسلف واللغويين قولان مشهوران في هذه الآية عمادهما على تفسير معنى الأسلوب.
ومنها: قوله تعالى: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل العابدين} فسّر هذا الأسلوب بالنفي وفسّر بالشرط، وللمفسّرين كلام طويل في هذه الآية عماده على تفسير هذا الأسلوب.

ومما ينبغي أن يُتنبّه له أن المفسّر قد يصيب في معرفة الأسلوب ثمّ يقع الخطأ في تقرير المعنى على ذلك الأسلوب.

النوع الثاني: بيان معاني الحروف، وهو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي، وبه تحلّ كثير من الإشكالات في التفسير، وتعرف أوجه التفريق والجمع بين الأقوال.
والغفلة عن معاني الحروف قد توقع في خطأ في فهم معنى الآية، وقد يقع ذلك لبعض كبار المفسّرين.
قال مالك بن دينار: كنا نعرض المصاحف أنا والحسن وأبو العالية الرياحي ونصر بن عاصم الليثي وعاصم الجحدري، قال: سأل رجل أبا العالية عن قول الله عز وجل {الذين هم عن صلاتهم ساهون} ما هو؟
فقال أبو العالية: «هو الذي لا يدري عن كم انصرف؟ عن شفع أو عن وتر»
فقال الحسن: مَهْ! ليس كذلك، {الذين هم عن صلاتهم ساهون}: «الذي يسهو عن ميقاتها حتى تفوت» رواه عبد الرزاق.
قال الزركشي: (لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال: "في صلاتهم" فلما قال "عن صلاتهم" دل على أن المراد به الذهاب عن الوقت)ا.هـ.

النوع الثالث: الإعراب، وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها.

النوع الرابع: توجيه القراءات، وهو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين، واختلاف القراءات منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
ومن الاختلاف في القراءات ما لا أثر له على المعنى عند المفسّرين، وكلام العلماء في توجيه القراءات منه ما تكون الحجّة فيه بيّنة ظاهرة، ومنه ما هو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد، وقد يُخطئ، وقد يصيب بعض المعنى.

النوع الخامس: التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
والإحاطة بهذا النوع غير ممكنة، لأنّ منه أبواباً يتفاضل العلماء في إدراكها، والتفطّن لها لدقّة مأخذها؛
والتفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
النوع السادس: الوقف والابتداء
من أنواع عناية علماء اللغة بالقرآن الكريم عنايتهم بعلم الوقف والابتداء في القرآن، ويسمّى علم الوقوف، وعلم التمام، والقطع والائتناف، والمقاطع والمبادي.
ولهذا العلم صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
النوع السابع: التصريف
النوع الثامن: الاشتقاق
النوع التاسع: البديع
النوع العاشر: تناسب الألفاظ والمعاني.
س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
من أنواع عناية علماء اللغة بالقرآن الكريم عنايتهم بعلم الوقف والابتداء في القرآن، ويسمّى علم الوقوف، وعلم التمام، والقطع والائتناف، والمقاطع والمبادي.
ولهذا العلم صلة وثيقة بالتفسير لتعلّقه ببيان المعنى؛ حتى كان يوصف من يُتقنه بأنّه يفسّر القرآن بتلاوته.
وكان للقرّاء اللغويين عناية بالغة بعلم الوقف والابتداء؛ يتعلّمونه مع القراءة، ويعرفون أحكامه وأحواله وعلله وأسبابه.
عن ابن مجاهد: "لا يقوم بالتمام في الوقف إلا نحوي عالم بالقراءات عالم بالتفسير والقصص وتخليص بعضها من بعض، عالم باللغة التي نزل بها القرآن".
وذلك لاستلزامه المعرفة بمعاني الأساليب، وأوجه التفسير والإعراب، والمقطوع والموصول، ومواضع الوقف والسكت ، مع المعرفة الحسنة بأوجه القراءات ورسم المصاحف.
وقال ابن الأنباري: (ومن تمام معرفة إعراب القرآن ومعانيه وغريبه معرفة الوقف والابتداء فيه).
وعناية علماء اللغة بالوقف والابتداء كانت لأجل إفادة القارئ بما يُحسن به أداءَ المعنى عند قراءته، ويُفهم المراد، ولأنّه إذا أخطأ في الوقف أو الوصل أو الابتداء أوهمَ معنى غير صحيح.
وقد حذّر العلماء:
- من الوقف القبيح، وهو الذي يوهم معنى لا يصحّ، كالوقف على قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ...}.
- ومن الابتداء القبيح، وهو الذي يوهم معنى فاسداً كما لو قرأ قارئ قول الله تعالى: { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..} فوقف على {الرسول} وابتدأ بما بعده؛ فإنّه يوهم بقراءته غير المعنى المراد.
- ومن الوصل القبيح، وهو الذي يوهم معنى غير مراد كما لوصل قارئ قول الله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}وقوله تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)}. والصواب أن يقف على {يوم} ويقف على {قولهم}.
وكثير من مسائل الوقف والوصل والابتداء متّفق عليها عند العلماء، ومنها مسائل يختلفون فيها لاختلافهم في فهم المعنى، واختلاف ترجيحاتهم بين أوجه التفسير، فإنّ تعلّق علم الوقف والابتداء بالتفسير تعلّق ظاهر، وكلام العلماء فيه إنما هو بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أدّاه اجتهادهم فيه.

ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير
 اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
- فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
- وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
قال قتادة: {فإنّهما محرمة عليهم} قال: أبداً، {أربعين سنة يتيهون في الأرض} قال: يتيهون في الأرض أربعين سنة.

مناهج العلماء في الوقف تقسيم الوقوف
وللعلماء مناهج يتوخّونها في تقسيم الوقوف، وتعداد مراتبه، وقد اختلف اجتهادهم في تسمية تلك المراتب، وتفصيل حدودها اختلافاً كثيراً، فخرجوا بتقسيمات متقاربة في أصول أحكامها؛ ومختلفة في بعض تفصيلها.
وقال ابن الجزري: (أكثر ما ذكر الناس في أقسامه غير منضبط ولا منحصر، وأقرب ما قلته في ضبطه أن الوقف ينقسم إلى اختياري واضطراري....)
ثم ذكر أقسام الاختياري وهي: التام، والكافي، والحسن، وبيّن حدودها.
ثم قال: (وإن لم يتم الكلام كان الوقف عليه اضطرارياً وهو المصطلح عليه بالقبيح، لا يجوز تعمّد الوقف عليه إلا لضرورة من انقطاع نفس ونحوه لعدم الفائدة أو لفساد المعنى)ا.ه.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي
اجتهاد العلماء في التفسير اللغوي له موارد ومداخل منها:
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه، وذلك أن لإثبات السماع طرق ومراتب منها ما هو محلّ اتّفاق، ومنها ما اختُلف فيه، وللنقل علل وآفات يقع الاجتهاد في اكتشافها وقبولها وردّها، وينبني على هذا الاجتهاد ما ينبني من الأحكام اللغوية المترتبة على الاجتهاد في ثبوت السماع.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ.

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
اشتهر التعبير عن هذا الطريق عند جماعة من أهل التفسير باسم التفسير بالرأي، وقسّموه إلى قسمين:
القسم الأول: التفسير بالرأي المحمود، ويعنون به الاجتهاد المشروع المعتبر، على ما تقدّم وصفه.
والقسم الثاني: التفسير بالرأي المذموم ويعنون به تفاسير أهل البدع الذين يفسّرون القرآن بآرائهم المجرّدة، وبما يوافق أهواءهم ومذاهبهم.

وهذا التقسيم وإن بدا واضحاً من جهة التنظير المجرّد إلا أن في تنزيله على أحوال المفسّرين من أهل العلم يثير إشكالات لا بدّ من تبيينها، ومن ذلك:
1. أن المشتهر عند جماعة من السلف التحذير من التفسير بالرأي، إنما كانوا يعنون به القول في القرآن بالرأي المجرّد، والإعراض عن آثار من سلف،
2. أن أهل الرأي المعروفين من أهل العراق أتباع حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل وغيرهم كان لهم اجتهاد في التفسير
- فمنه ما أحسنوا فيه وأصابوا،
- ومنه ما أخطأوا فيه وردّ عليهم من السلف من بيّن خطأهم مما يُعدّ من التفسير بالرأي المذموم ، وأقوالهم فيما خالفوا فيه الأحاديث الصحيحة التي لم يكن لهم من العناية بجمعها ودراستها ما لأهل الحديث المعروفين به. فمنهم من وقع في أخطاء في جُمل من الاعتقاد، ومنهم من رجع عنها، ومنهم من امتحن فيها، ووقوعهم في تلك الأخطاء لم يخرجهم من دائرة السنة، ولا دائرة السلف؛ إذ كانوا في عامّة أمورهم من أهل السنة.
واجتهادهم في التفسير في غير الأبواب التي أخطأوا فيها يقع منه صواب كثير جارٍ على أصول الاجتهاد المعروفة عند السلف، وإن أُخذ على بعضهم ضعف الآلة في الحديث وعلومه وإكثار الاعتماد على النظر والقياس والتعليل.
لذلك لا يمكن :
- تصنيف هؤلاء من أهل الرأي المذموم لا يصحّ؛ لأنهم جماعة من الأئمة المعروفين بالعلم والفقه في الدين.
- ولا يصحّ إطلاق القول في تصنيفهم بأنّهم من أهل الرأي المحمود لما في ذلك من تزكية آرائهم التي أخطأوا فيها، وأنكرها عليهم السلف الصالح.
لذلك اختيار اسم الاجتهاد أقرب إلى استعمال السلف، فما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.
و لفظ الاجتهاد مع بيان موارده يدلّ على أن اعتماد صاحبه ليس على مجرّد نظره ورأيه، وإنما هو اجتهاد منضبط بحدود وآداب، وله موارد ودلالات.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 6 رمضان 1437هـ/11-06-2016م, 07:32 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1-. الربيع بن خثيم الثوري (ت:61هـ) وقد كان من العلماء الحكماء العبّاد من أصحاب ابن مسعود.
قال بكر بن ماعز: ( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال : {بشر المخبتين}، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك). رواه ابن أبي شيبة.
2- مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)؛ الإمام العابد الفقيه المخضرم، كان معروفاً بحرصه على طلب العلم ومجالسة الصحابة رضي الله عنهم.
قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
3- عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ، وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
4-. زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، من المخضرمين، من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم، وكان فصيحاً عالماً بالعربية، وفد على عمر، ولزم ابن مسعود وأبيّ بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
5-: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً)
من خيار التابعين وعلمائهم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
وكان ثقة عابداً زاهداً، من خاصة أصحاب ابن مسعود، وأعلمهم بحديثه، وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: (عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواه الخطيب البغدادي.
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو مالك الغفاري، وغيرهم.
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب،وغيرهم.
والطبقة الثالثة:رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي،وغيرهم.
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
الأقوال الغير معتبرة في التفسير منها:-
1-أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
2-أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
3-أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
4-أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
مثال لذلك:ما روي عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}؟).
فقول عبيدة هذا اجتهاد اجتهده في فهم النصّ، وهو أن من شهد أوّل الشهر وهو مقيم فلا يحلّ له أن يفطر إذا سافر في ذلك الشهر، وهذا قول مهجور، وصريح عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سافر في فتح مكة على خلافه، وكذلك أقوال الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة على خلافه.
وهجران القول من دلائل ضعفه، وخطأ المجتهد في اجتهاده.
مثال آخر:عن مجاهد، في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه).
فهذا الأثر تفرّد به ليث عن مجاهد ، وليث ضعيف الحديث، ولو صحّ عن مجاهد فهو في حكم المرسل؛ لأنه مما لا يقال بالرأي.

س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
اعتنت العرب أشد العناية بلغتها وبلاغتها ، وقت وقبل نزول القرآن مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، والاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع،كان من فصحائهم وبلغائهم محكَّمون يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرةً له، ومن حُكم عليه عُدَّ ذلك الحكمُ مذمّة له ومنقصة يُنتقص بها.وتنافسوا في الفصاحة والبيان تنافساً مشهوراً مأثوراً، ولهم في ذلك قصص وأخبار، وخطب وأشعار، وكانوا إذا جمعهم مجمع، أو وفدت قبيلة على قبيلة نمّقوا من خطبهم وأشعارهم ما يعرضون به فصاحتهم وحسن بيانهم ليتوصّلوا بذلك إلى إثبات رفعة شأنهم، وعلوّ قدرهم، وتخليد مآثرهم،
واتّخذوا من حسن البيان سبيلاً لبلوغ المآرب، ونيل المكاسب، واكتساب المراتب، ومؤانسة الجلاس، والدخول على الملوك والكبراء، وقضاء كثير من شؤونهم،
حتى توصّلوا ببيانهم إلى أمور لا تبلغها كثير من الحيل،وكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه وينشدونه في مجامعهم،يحفظون وقائعهم ومآثرهم وأخبارهم بأشعارهم، وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم،ويعرفون المنحولَ والمدرجَ والمسترفَد والمهتدَم، وأشعار القبائل والموالي.
س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
المراد بعلم توجيه القراءات:هو علم شريف لطيف،وهو أثرالقراءات على معني الآية،وهذا النوع اعتنى به المفسرون
أمثلة :
1-قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).
2-وقوله جلَّ وعزَّ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ ... (222)}.البقرة
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: (حَتَّى يَطَّهَّرْنَ) بتشديد الطاء والهاء.
وقرأ الباقون: (حَتَّى يَطْهُرْنَ) مخففا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطَّهَّرْنَ} والأصل: يَتَطهَّرنَ والتطهرُ يكون بالماء، فأُدْغِمَت التاء في الطاء فشددت.
وَمَنْ قَرَأَ {حَتَّى يَطْهُرْنَ} فالمعنى: يَطهُرنَ مِن دَم المحِيض إذا انقَطع الدم، وجائزٌ أن يكون {يَطهُرن} الطهر التام بالماء بعد انقِطاع الدم).
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
للعلماء طريقان في التفسير اللغوي:
الطريق الأول: طريق النقل عن العربأو عن علماء اللغة المتقدّمين؛ فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة،
ومثاله:قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية [يريد {لأحتنكنّ ذريّته}] فقال: يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكتُ دابّتي، أي: ألقيت في حِنْكِها حَبْلاً وقُدْتها به).
فذكر المعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما،
والمقصود أنّ من طرق التفسير اللغوي نقل كلام العرب في معاني المفردات والأساليب الوارد نظيرها في القرآن، وما يتّصل ببيان المعنى القرآني من كلام العرب.
الطريقة الثانية:الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام، ويحفظ الشواهد وينقدها، ويقرر الحجج اللغوية ويرتّبها، ويُباحث العلماء ويناظرهم؛ حتى يقع له علم كثير بالقياس يضيفه إلى ما ثبت لديه بالسماع.
واجتهاد العلماء في التفسير اللغوي فرع عن اجتهادهم في فقه كلام العرب وتفسير ما يروى من خطبهم وأشعارهم وأمثالهم.
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهادفي التفسير سنة متبعة ،لمن تأهل له، من موارده الصحيحة وبمراعاة حدوده وآدابه،فقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير، وهو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم ،واجتهد من بعده الخلفاء الراشدين المهدين بهداه الذين أمرنا باتّباع سنّتهم،وكذا السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بأحسان.
ملحوظة:اعتذر عن التأخر في حل هذا المجلس نظراً لسفري خارج البلاد وكنت معتذرة للأدارة قبل السفر.
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 رمضان 1437هـ/15-06-2016م, 11:52 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثالثة:

س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.
1* الربيع بن خثيم الثوري المتوفى سنة 61ه:
من أصحاب ابن مسعود،
وُصف بالعلم ولحكمة وكثرة العبادة.
روبن أبي شيبة في فضله قولا لبكر بن ماعز:( كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال :"بشر المخبتين"، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك).

2*
: مسروق بن الأجدع الهمداني المتوفى سنة 62هـ:
كان إماما عابدََا فقيها مخضرما،عُرف بحرصه على العلم
ومجالسته للصحابة رضوان الله عنهم.

- قال عنه الشعبي:(ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق).
- روى الخطيب البغدادي قول علي بن المدينيف عن مسروق حيث قال: (ما أقدم على مسروقٍ أحدًَا من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكر، ولقي عمرا وعليا، ولم يرو عن عثمان شيئاوزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب بن الأرت).

3*: زر بن حبيش الأسدي ؛المتوفى سنة 82ه:

من كبار التابعين وأجلائهم وفقهائهم المقرئ المفسر، العالم بالعربية الفصيح بها ،روى ابن سعد قول عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد اللهبن مسعود يسأله عن العربية ).
وفد على عمر،ولزم ابن مسعود وأُبي بن كعب وعبد الرحمن بن عوف.

4*: أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي؛ المتوفى سنة 93هـ:
- تابعي مخضرم أدرك الجاهلية،
إمام قارئ مفسّر فقيه،عابدوعالم كثير تلاوة القرآن،حسن التفقه فيه.
-
أسلم في خلافة أبي بكر الصديق،وقرأ القرآن على كل من :عمر وأبي بن كعب وزيد بن ثابت.

-
كان ابن عباس يحبه ويكرمه ويقدمه،وقد كان مملوكا لامرأة من بني رياح فأعتقته سائبة لله.
- ذكره الذهبي في تاريخ الإسلامقول لأبي العالية: (كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السريروقريش أسفل، فتغامزت قريش بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير!
ففطن بهمفقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة.)


5*:سعيد بن جبير الأسدي؛المتوفى سنة 95هـ :
- أحد جهابذة العلماء وأكابر العبّاد، أخذ العلم عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما من الصحابة وكبار التابعين.
-
امتاز بالحفظ وحسن فهم مسائل العلم.
- قال ابن عباس له :"لقد حفظت عني علما كثيرا"
-
كان سعيد يكتب في صحف له ، وكان يسمع سؤالات أصحاب ابن عباس له فيتفهمها ويحفظها،حتى حصل علما غزيرا وهو شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره.
-أمره ابن عباس بالفتوى والتحديث، فكان مفتي أهل الكوفة في زمانه.

-
روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديلقول أشعث بن إسحاق: (كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء).

*******************************************************
س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
لابد بداية من الإشارة لطبقات التابعين بشكل عام ،فقد كانوا على ثلاث طبقات
أ) الطبقة الأولى : لكبار التابعين .
ويُقصد بكبار التابعين ؛أي الذين عاصروا كبار الصحابة رضوان الله عليهم ،وتلقوا العلم عنهم .
من أشهرهم :
الربيع بن خثيم، ومسروق بن الأجدع، وزر بن حبيش، وأبو وائل شقيق بن سلمة ، وأبو العالية، وسعيد بن المسيب، وغيرهم كثير.
ب) الطبقة الثانية : أواسط التابعين .

من أشهرهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي ، ومجاهد بن جبر، وعامر بن شراحيل، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كيسان ، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، وغيرهم.
ج) الطبقة الثالثة :
صغار التابعين.
من أشهرهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد
الله بن عون، ومحمد بن المنكدر ، وأيوب السختياني، وزيد بن أسلم ، وغيرهم.

أما ما يتعلق بنقلة التفسير ، فهؤلاء توجهت عنايتهم بالتفسير من خلال روايتهم لأحاديث التفسير، ونقلهم لأقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ، ولم يقف على تفاسير لهم إلا قليلا ، فلذلك كان لجهدهم هذا ؛الأثر الكبير في حفظهم لتفاسير الصحابة رضوان الله عليهم .

وهؤلاء النقلة كانوا على ثلاث طبقات :

1) الطبقة الأولى: النقلة الثقات :
كــ
قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح ... وغيرهم.

2)الطبقة الثانية: النقلة المتكلم فيهم:
إما من جهة ضعف الضبط ،أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهؤلاء على درجات متفاوتة،كــ: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب...وغيرهم.

3) الطبقة الثالثة: الضعفاء الذين في عداد متروكي الحديث:
كــ يزيد بن أبان الرقاشي ،وأبان بن أبي عياش وغيرهم.

*******************************************************
س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
أقسام أقوال المفسرين على نوعين :
الأول: قسم معتبر به؛ يعتمد على أصل معتبر قائم على أحد طرق التفسير المعتمدة ، فيكون له حظ من النظر والاعتبار.
الثاني : قسم غير معتبر به، يتبين خطؤه ولا يُعتد به في الجمع والترجيح .
ومن أمثلة هذا النوع :

1) ما اعتمد على رواية أخطأ في ضبطها، ثم تبين الصواب فيها.
2) ما اعتمد على اجتهاد يتبين خطؤه.
3) ما أنكره أهل العلم ويبينوا خطأه.
4) القول المهجور؛ فلا يقول به أحد.
*******************************************************
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.

اللسان العربي من أهم ما تميّز به العرب فتنافسوا في فصاحته وتفاخروا بالقصائد والخطب والأمثال ،فتميزوا بحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، دلّ على ذلك ما رُوي عنهم من القصص والأخبار، والخطب والأشعار، فكانت كل قبيلة تباهي بخطبها وأشعارها في لقائها مع القبائل الأخرى، غايتهم رفعة شأنهم وعلوّ قدرهم.
واتّخذوا من حسن البيان السبيل لغاياتهم، ونيل مكاسبهم.
وبرعوا في الاحتجاج عند الخصومات ،
ويظهر ذلك في قول طرفة بن العبد:
رأيت القوافي يتّلجن موالجا ... تضيّق عنها أن تولجها الإبر.

ومن جهة أخرى قد كان من فصحائهم وبلغائهم من يحكمون بين المتخاصمين والمتفاخرين في الفصاحة والشعر وحسن البيان؛ فمن حُكم له عَدّ ذلك مفخرة له، وأما من حُكم عليه عدَّهالحكمُ مذمّة ومنقصة له.
فلما نزل القرآن بلسانهم ،وانبهروا بفصاحته وحسنه وبيانه ،وكانوا أهل الفصاحة واللغة والبيان ،أخذ ذلك جُلّ اهتمامهم لتكذيبه، وخاصة عندما عجزوا عن ما تحداهم الله تعالى بالإتيان بمثله ،فاختلقوا من الأقوال عليه وعن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ،فتارة يقولون ساحر وسحر وكاهن وكهانة وشاعر وشعر وغير ذلك .
**************************************************************

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
علم توجيه القراءات: هو أحد أوجه العناية بالألفاظ القرآنية حيث توظف القراءات المختلفة التي لها أثر على المعنى في التفسير؛ وهذا الوجه هوالذي يعتبره المفسرون ، ومن القراءات ما ليس له أثر على المعنى ، وعلم توجيه القراءات علم شريف اعتنى به العلماء، ومنهم من أفرده بالتصنيف كابن خالويه وابن منصور الأزهري.

*فمن أمثلة ما يتأثر التفسير بأحد القراءات :
- في قوله تعالى :"مالك يوم الدين " و " ملكِ يوم الدين :
1) فمن رأى أن معنى " مالك ":

أفاد أن الملك داخل تحت المالك، والدليل على ذلك،قوله تعالى: (قل اللّهم مالك الملك).
2) ومن رأى أن معنى :"ملك".

أفادت أنّ الملك أخص من المالك وأمدح ؛ لأنه قد يكون المالك غير ملك، ولا يكون الملك إلا مالكا.

* ومن التفسير الذي لا يتأثر بأحد القراءات :
ومثل هذا النوع يعتني به بعض القراء والنحاة ،كما في
قوله تعالى: (الصراط):
فتُقرأ بالصاد :لاشتراكها في الصفات مع السين والطاء؛ فتشترك مع السين من حيث صفتي الصفير والهمس، وتشترك مع الطاء من حيث الإطباق .
والسين : على أصل الكلمة .
وإشمام الزّاي: لأنها تشترك مع السين في الصفير، والطاء في الجهر .

مع التنبيه أنّ كلام العلماء في هذا العلم ليس ثابت فمنه ما تكون الحجة فيه بالغة ، ومنه ما يُجتهد فيه؛فيصيب به أو ببعض معناه أو قد يُخطئ .

****************************************************************
س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
اعتمد العلماء للتفسير اللغوي طريقين:
1) طريق النقل :
بحيث يذكرون القول في المسألة بما ذكره العرب أو العلماء المتقدمون، دون الخوض في تفسير الآية .
ومثال ذلك :
تورع يونس عن تفسير قوله تعالى :"لأحتنكنّ ذريته " عندما سأله محمد بن سلام عن معناها؛ فأجابه بمعناها عند العرب ،
فقال: "يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه، يقول أحدهم: لم أجد لجاما فاحتنكت دابتي،أي: ألقيت في حنكها حبلا وقدتها به".
وللعلماء في معنى هذه الآية أقوال متعددة .

2) طريق الاجتهاد:
كما أن الاجتهاد كان في تفسير القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة والقرآن بأقوال الصحابة ، كان أيضا الاجتهاد في كلام العرب ، حيث كان العلماء يجتهدون في فقه كلام العرب ، وأساليبهم في الخطاب ،ويستخدمون الأدوات المختلفة من الموازنة والقياس والاستنتاج والقياس واستنباط المعاني وغيرها .
وهذا الاجتهاد قد يُتفق عليه وقد يُختلف فيه ويدخله حينئذ الترجيح بين الأقوال إن أمكن .

ملحوظة :
يجب التنبيه على أمرين :

* الأول:احتمال اللفظة لأحد المعاني ليس شرطا لقبوله في التفسير،وخاصّة إذا عارض ما هو أولى منه حتى وإن ثبتت بطريق صحيح من نقل ثابت أو قياس صحيح فلا تقتضي أن تفسر الآية بها، وسبب رد بعض الاحتمالات اللغوية يعود إلى ثلاثة أمور:
1: وجود دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع على تخصيص أحد هذه الاحتمالات اللغوية في تفسير الآية ،حينها لا يجوز تفسير الآية بغيره من الاحتمالات وإن صحت جهة اللغة.
2: أن يعارضه دليل صحيح من الكتاب أو السنة أو الإجماع.
3:أن لا يتناسب معنى اللفظة عند إفرادها مع السياق ولا مع مناسبة الآية أومقصدها.

*الثاني: أن التفسير اللغوي ليس ثابتا فمنه ما هو محل إجماع، ومنه ما هو محل خلاف واجتهاد، وقد يُصيب المجتهد وقد يُخطئ .
لكن لا بد من التنبيه
:أنّه لا يمكن أن يقع تعارض بين قول مجمع عليه عند أهل اللغة وبين قول متفق عليه عند السلف.


*****************************************************************************
س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
الاجتهاد في التفسير سنة لمن تأهل له ،إذا روعي حدوده وآدابه ،كما لغيره من مسائل أبواب الدين .
وهي سنة متبعة من نهج النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليها الخلفاء الراشدين، والصحابة والتابعين ، فكانوا أئمة يُقتدى بهم ،فوضعوا له الحدود والآداب والمداخل والموارد ومما يسوغ الاجتهاد فيه ومما لا يسوغ .
فنوازل كل عصر تجدد ،مما يتطلب من علماء الأمة الاجتهاد في بيان المعاني التي تبصر للناس طريقهم ليسيروا عليه.
ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.

والمجتهد المتّقي الموفق للصواب، يُثاب على اجتهاده وإصابته.
والمجتهد المخطئ من غير تعدّ ولا تفريط يُرجى له المغفرة والإثابة على اجتهاده ،وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب؛فله أجران،وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ؛ فله أجر ).

هذا والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 13 رمضان 1437هـ/18-06-2016م, 06:25 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س: عرّف بخمسة من أعلام المفسّرين من التابعين.

: عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني المرادي (ت: 72هـ) ،
وهو من كبار التابعين وعلمائهم، ومن خاصّة أصحاب علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
سعيد بن المسيب المخزومي (ت:94هـ)
ولد فى خلافة عمر بن الخطاب ورآه وكان حريصاً على طلب العلم فحفظ ما بلغه من فقه عمر وأقضيته
حتى قال يحى بن سعيد الأنصارى (كان يقال: ابن المسيب راوية عمر).
تفقه على يد زيد بن ثابت وحفظ عن أبى هريرة حديثاً كثيراً
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظ
سعيد بن جبير الأسدي (ت:95هـ)
من جهابذة العلماء وكبار العبّاد
أخذ جلّ علمه عن ابن عباس وابن عمر وأخذ عن غيرهما من الصحابة وكبار التابعين، وكان حافظاً فَهِماً،
اعتنى به ابن عباس، وحدّثه فأكثر؛ حتى قال: لقد حفظت عني علماً كثيراً، وكان سعيد يكتب في صحف له، وكان يسمع سؤالات أصحاب ابن عباس له فيتفهّمها ويحفظها؛ حتى حصّل علماً غزيراً وهو شابُّ لم يبلغ الثلاثين من عمره؛ وأمره ابن عبّاس بالفتوىوالتحديث؛ فكان مفتي أهل الكوفة في زمانه.
قال مجاهد :قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدّث
فقال: أُحدِّث وأنت ها هنا !!
فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد؛ فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علَّمتك). رواه ابن سعد وابن أبي حاتم.
أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
وهو من أعلم أصحاب ابن عباس بالتفسير وأكثرهم سؤالاً له.
قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير.
عكرمة البربري مولى ابن عباس (ت:104هـ)
أخذ من بن عباس علماً كثيراً لأنه لزمه وخدمه وكان ابن عباس يعتني بتعليمه، ويلزمه بذلك لما رأى من ذكائه وفهمه ونجابته، وأذن له بالفتوى في حياته.
- يزيد النحوي، عن عكرمة، قال ابن عباس: انطلق فأفت، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته). ذكره الذهبي.


س: بيّن طبقات نقلة التفسير من التابعين.
طبقات التابعين
الطبقة الأولى: نقلة ثقات، ومنهم: قيس بن أبي حازم، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وأبو رجاء العطاردي وغيرهم
والطبقة الثانية: نقلة متكلّم فيهم من جهة ضعف الضبط أو لاختلاف النقاد في أحوالهم، وهم على درجات متفاوتة، فمنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، وعطاء بن السائب
والطبقة الثالثة: رواة ضعفاء في عداد متروكي الحديث، كيزيد بن أبان الرقاشي، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، وجويبر بن سعيد الأزدي.

س: اذكر أمثلة للأقوال غير المعتبرة في التفسير.
أقوال غير معتبرة، وهي التي يتبيّن خطؤها، ومتى استبان خطأ القول فلا يُعتد به في الجمع والترجيح.
ومنها أن يعتمد على رواية أخطأ في ضبطها ثم تبيّن الصواب فيها.
ومنها أن يعتمد على اجتهاد يتبيّن خطؤه.
ومنها أن ينكر أهلُ العلم هذا القول ويبيّنوا خطأه.
ومنها أن يُهجر القول فلا يقول به أحد.
س: تحدّث عن عناية العرب وقت نزول القرآن بلسانهم العربيّ.
وكانت العرب قد بلغت في العناية بلغتها وبلاغتها مبلغا لم يسمع بمثله في أمة من الأمم، حتى تنافسوا في الفصاحة وتفاخروا بالقصائد المحكمة والخطب البليغة، والأمثال السائرة، وحسن البيان عن المراد بأفصح العبارات وأبلغها، والاحتجاج عند المخاصمة والمفاخرة بأقوى حجة وألطف منزع
فشاعت فيهم الأشعار والأراجيز، والخطب والوصايا، والقصص والأمثال، فرووا منها شيئاً كثيراً لا يُحدّ، وكان كثيرٌ منهم أهل حفظ وضبط، ربما سمع أحدهم القصيدة الطويلة تُنشَد؛ فحفظها من أوّل مرة، وهذا كثير شائع فيهم.
فكانوا يعتنون بجيّد الشعر عناية بالغة، ويحفظونه حفظ الحريص عليه، وينشدونه في مجامعهم ومواردهم ومجالسهم وأسمارهم.
وكانوا يفاضلون بين القصائد والشعراء، ويعرفون مراتبهم، ويوازنون بين أساليب الشعراء وطرائقهم حتى كان منهم من يميّز بين أشعار الشعراء كما نميّز بين الأصوات

س: بيّن مع التمثيل المراد بعلم توجيه القراءات.
المراد بعلم القراءات أن اختلاف القراأت منه منه ما له أثر على المعنى وهو الجانب الذي يُعنى به المفسّرون.
ومثاله
قال أبو علي الفارسي: (قوله تعالى: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يُقرأ بإثبات الألف، وطرحها. فالحجة لمن أثبتها: أن الملك داخل تحت المالك، والدّليل له: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ}.
والحجة لمن طرحها: أن الملك أخص من المالك وأمدح؛ لأنه قد يكون المالك غير مَلِك، ولا يكون المَلِكُ إلا مالكا).

س: بيّن طرق التفسير اللغوي.
1- طريق الأول: طريق النقل عن العرب أو عن علماء اللغة المتقدّمين؛ فيذكرون القول عنهم في المسألة اللغوية، ومنهم من لا يفسّر القرآن، وإنما يكتفي بذكر ما يعرفه عن العرب في تلك المسألة.
2- الطريق الثاني: الاجتهاد
وكان من علماء اللغة من يجتهد في فقه كلام العرب وأساليب تخاطبهم، فيجمع ويوازن، ويقيس ويستنتج، ويستخرج العلل، ويستنبط المعاني وأحكام الكلام.

س: بيّن حكم الاجتهاد في التفسير.
هو من الطرق المشروعة المعتبرة إذا قام به من هو أهل لذلك، ولم يتعدّ حدود الله تعالى في اجتهاده.
ويثاب على اجتهاده، ويثاب على إصابته؛ وإن أخطأ من غير تعدٍّ ولا تفريط رُجيت له المغفرة والإثابة على اجتهاده لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر » متّفق عليه

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 20 رمضان 1437هـ/25-06-2016م, 04:22 PM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

المجموعة الثانية:

س: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة.
التابعون على ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم.
ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعبيدة السلماني.
الطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين.
ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر.
الطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين.
ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون.

س: بيّن تعظيم التابعين لشأن التفسير
كان التابعون على قدر عظيم من تعظيم القول في التفسير؛ وأخبارهم ووصاياهم في ذلك مشهورة مأثورة.
- قال عامر بن شراحيل الشعبي: « أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليسوا هم لشيءٍ من العلم أكرَه منهم لتفسير القرآن ». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عبيد الله بن عمر: « لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع». رواه ابن جرير.
- وقال مسروق بن الأجدع: « اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله ».رواه أبو عبيد.
- وقال إبراهيم النخعي:« كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه». رواه أبو عبيد.
- وقال القاسم بن محمد: « لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم » رواه الدارمي.
- وذكر يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
- وقال يزيد بن أبي يزيد:« كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع».
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب سكوت المرء عما لا علم له به، فكذلك يجب عليه القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).

س: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟
تفسير التابعين على مراتب فمنه ما يعدّ حجّة قاطعة للنزاع، ومنه ما هو مرجّح قويّ، ومنه ما هو محلّ اعتبار ونظر.
فأمّا حجيّة تفسير التابعين فهي في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة).
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.

س: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
بالنسبة للصحابة :
كان من الصحابة رضي الله عنهم علماء يفسّرون الغريب ويبيّنون معاني الأساليب القرآنية بما يعرفون من لغتهم العربية التي يتحدّثون بها، وقد نزل القرآن بلغتهم، وكان لبعضهم مزيد عناية ومعرفة بفنون العربية وأساليبها، وحفظ شواهدها.
قال عمر بن زيد: كتب عمر [بن الخطاب] إلى أبي موسى [الأشعري]: « أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي، وتمعددوا فإنكم معديون». رواه ابن أبي شيبة.
وقال أبيّ بن كعب رضي الله عنه: « تعلَّموا العربيَّةَ في القرآن كما تتعلَّمون حفظه ». رواه ابن وهب وابن أبي شيبة.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر، فإنه ديوان العرب» رواه الحاكم والبيهقي من طريق أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح.
وكان الصحابة مع علمهم بالعربية وسلامة لسانهم من العجمة واللحن، لهم عناية بالتفقّه في العربية وسؤال الفصحاء المعربين، وحفظ الحجج اللغوية والشواهد من الأشعار والخطب وغيرها.
بالنسبة للتابعين :
وقد كان للتابعين أيضا على غرار الصحابة عناية كبيرة بالتفسير اللغوي للقرآن ، وقد روي عنهم أقوال في هذا النوع من التفسير ، وحفظ عنهم أبيات استشهدوا بها في تفسيرهم ، وممن اشتهر من التابعين بالتفسير اللغوي وعنايتهم بالعربية:
ــ زر بن حبيش :
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
ــ أبو الأسود الدؤلي :
قال عنه محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ مَن أسَّسَ العربيَّةَ، وفتحَ بابها، وأنهج سبيلها، ووضع قياسَها: أبو الأسود الدؤلي).
ولأبي الأسود أقوال في التفسير تُروى عنه، وأبيات يُستشهد بها، وما حفظ من أقواله وأبياته قليل، وأكثر من يروي عنه ابنه أبو حرب واسمه عطاء، ويحيى بن يَعْمَر، وأرسل عنه قتادة.
ــ يحيى بن يعمر :
وممن أخذ عن أبي الأسود يحيى بن يعمر ،قال هارون بن موسى: (أول من نقط المصاحف يحيى بن يعمر). وقال ابن حبان: (كان من فصحاء أهل زمانه، وأكثرهم علماً باللغة مع الورع الشديد، وكان على قضاء مرو، وولاه قتيبة بن مسلم).وهو الذي اجتمع مع عطاء بن أبي الأسود على إكمال ما نحاه أبو الأسود فأضافا إليه أبواباً من العربية.
وأعقب هؤلاء طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود، وعامّتهم من صغار التابعين، وهم جماعة من علماء اللغة المتقدّمين الذين شافهوا الأعراب، وكانت لهم عناية بتأسيس علوم العربية وتدوينها.

س: بيّن أهمية التفسير البياني وما يلزم من يسلك هذا المسلك.
معنى التفسير البياني :
التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر و الحذف، ولطائف التشبيه والتمثيل، والتقديم والتأخير، والإظهار والإضمار، والتعريف والتنكير، والفصل والوصل، واللف والنشر، وتنوّع معاني الأمر والنهي، والحصر والقصر، والتوكيد والاستفهام إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
و التفسير البياني له صلة بالكشف عن المعاني المرادة، ورفع الإشكال، ويُستعمل في الترجيح بين الأقوال التفسيرية، واختيار بعضها على بعض، وله صلة وثيقة بعلم مقاصد القرآن.
وقد قال ابن عطية رحمه الله في مقدّمة تفسيره: (كتاب الله لو نُزِعَت منه لفظة، ثم أُديرَ لسانُ العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد)ا.ه.
تاريخ ظهور التفسير البياني:

وقد كان للعلماء المتقدّمين كلام في ما يمكن أن يُدرج في هذا النوع، ثم توسّع العلماء فيه بعد تأسيس علم البلاغة والبيان، وإفراد التصنيف فيه، وتدريس أبوابه وقواعده وأمثلته.
ما ينبغي الحذر منه في التفسير البياني:
ــ الحذر مما يخالف صحيح الاعتقاد، وما يكون فيه تكلّف.
ــ عدم التعصب لهذا النوع من التفسير والتشنيع على من لم يفسر به.
الله شرحاً وتحبيراً.
ــ عدم التشنيع على السلف ورميهم بضعف التأمل وقلة الدراية بأساليب البيان.
ــ التنبه إلى أهمية الاحتراز مما يتكلّم به أهل البدع في تقرير بدعهم بسلوك هذا المسلك من مسالك التفسير.



س: تحدّث عن الانحراف في التفسير اللغوي وبيّن أسبابه ومظاهره وآثاره.
مما ينبغي أن يحذره طالب العلم ويحترز منه الانحراف في التفسير اللغوي، وهذا الانحراف له أسبابه ومظاهره وآثاره.
ــ أسبابه:
* الإعراض عن النصوص المحكمة وإجماع السلف، واتّباع المتشابه لهوى في النفس، وزيغ في القلب.
* إلباس الأقوال الباطلة لباس التعبير عن بيان القرآن ولطائف بلاغته، للترويج للبدع وهذه الأقوال الباطلة.
* الرغبة في إظهار تعارض النصوص الشرعية والطعن فيها.

ــ مظاهره:

* مقابلة نصوص الاعتقاد بالتشكيك في دلالتها، وإقامة الاحتمالات اللغوية الباردة لتشتيت النظر فيها.

* والتمحّل لنصرة أقوال أهل الأهواء بأدنى الحجج اللغوية وأوهاها.

* وإقامة دعاوى التعارض بين النصوص ليبتغي بالجمع بينها مسلكاً لترويج بدعته.

* وضعف العناية بالسنّة، وازدراء أهل الحديث، ورميهم بسوء الفهم، وضعف الحجة؛ وقد عُلم أنّ أهل الحديث هم حملة لواء السنة؛ فلا يقع الطعن على عامّتهم إلا ممن غاظه ما قاموا بحمله.
* ودعوى التجديد القائم على نبذ أقوال السلف.
ــ آثاره:
 * الضلال المبين لمن أعرض عن سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان.
* تصديق هذا الصنف بباطلهم ، واتباعهم عليه؛ هو اتباع لأئمة الضلالة.
* الوعيد الشديد لهذين الصنفين.

س: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
ــ الأصل الأول: ما تحصل به الدلالة النصية من الكتاب والسنة على معاني الآيات.
ــ الأصل الثاني: دلالة الإجماع وهي من الدلائل المستفادة من التفسير بأقوال الصحابة والتابعين؛ فإذا أجمعوا على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ إذ لا يُمكن أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
وينبغي الإشارة إلى مسألة مهمة في هذا الأصل وهي:
أنّ مخالفة الصحابي إذا صحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما مخالفة أحد التابعين لقول وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله.
ــ الأصل الثالث: دلالة الأثر، والمقصود بها ما تحصّل للمفسّر من أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآية مما لم يتحقق فيه الإجماع؛ فهذه الدلالة أقل مرتبة من سابقتيها، وهي مترتّبة عليهما؛ إذ كل قول خالف الأصل الأول أو الثاني فهو مردود.
ــ الأصل الرابع: دلالة اللغة، وذلك بتفسير الآية بما يحتمله السياق من المعاني اللغوية، وهذه الدلالة مترتّبة على ما قبلها؛ فيُشترط لقبولها أن لا تخالف النص ولا الإجماع ولا أقوال السلف.
وكل تفسير اعتمد فيه صاحبه على احتمالٍ لغويٍّ خالف فيه نصّا أو إجماعاً أو أقوال السلف في الآية فهو تفسير مردود.
ــ الأصل الخامس: دلالة الاجتهاد، وهي دلالة مترتّبة على ما سبق من الأصول، لا يجوز أن تخرج عنها، فكلّ تفسير اعتمد فيه صاحبه على اجتهاد خالف فيه نصّاً أو إجماعاً أو أقوال السلف أو الدلالة اللغوية الصحيحة فهو تفسير مردود.
وتكمن أهمية معرفة هذه المراتب في معرفة ضوابط وحدود التفسير الصحيح لكلام الله عز وجل، وتحريم القول على الله تعالى بغير علم، ووجوب اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم وتحريم معصيته، ووجوب اتّباع سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان، وتحريم مخالفة سبيلهم، وأنّ القرآن نزل بلسان عربيّ مبين لنعقل معانيه، ونتفكّر في آياته.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 7 شوال 1437هـ/12-07-2016م, 09:04 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س: بيّن درجات التابعين من حيث الرواية والدراية.
-الدرجة الأولى: الأئمة الثقات عُرفوا بالعلم والفضل والإمامة في الدين فهؤلاء بأعلى مراتبهم.
-الدرجة الثانية: صالحون مقبولون ،لا يطعن في ضبطهم ولا عدالتهم لكنهم اشتغلوا بالعبادة عن العلم ،مروياتهم مقبولة ما لم تخالف الثقات .
-الدرجة الثالثة: من تعتبر روايتهم ولا يحتجّ بها إلا أن تقوّى بشواهد وهم على أصناف:
أ- صنف صالحون في أنفسهم ضعفاء في ضبطهم غير متّهمين بالكذب .
ب- صنف مجهولو الحال تعرف أسماؤهم وأعيانهم ولا يُعرف حالهم.
ج- وصنف مختلف فيهم من قبل الأئمة النقاد ؛فهؤلاء يخضعوا للجرح والتعديل
-الدرجة الرابعة: الذين لا تعتبر روايتهم، وهم على أصناف:
أ- صنف متروكوا الحديث لكثرة خطأهم وخلط روايات الثقات بالضعفاء من غير تمييز.
ب- صنف متهمون بالكذب.
ج- صنف غلاة المبتدعة.

س: بيّن مع التمثيل طرق التفسير عند التابعين.
فسر التابعين القرآن بطريقة الصحابة وهي
1. تفسيرهم القرآن بالقرآن :
مثال على التفسير المتصل :مارواه ابن جرير عن أبي العالية في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم..}
قال: إنما أنزلت في اليهود والنصارى، ألا ترى لقول: {كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} بذنوب أذنبوها، وكانت زيادة في كفرهم، ثم ذهبوا يتوبون من تلك الذنوب، فقال الله جل وعز: {لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون}
قال: لو كانوا على هدى قبل توبتهم، ولكنهم على ضلالة).
مثال على التفسير المنفصل ؛ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وله الدين واصبا} قال: دائماً، ألا ترى أنه يقول: {عذاب واصب} أي دائم).
2. تفسيرهم القرآن بالسنة:
مثال: ما رواه مسلم في صحيحه من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك» قال قتادة: (و{أقم الصلاة لذكري}).
3. تفسيرهم القرآن بأقوال الصحابة
مثال لأخذهم التفسير من الصحابة عن علم :ما رواه عبد الرزاق من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص أن ابن مسعود: قال: {إلا ما ظهر منها}: الثياب، ثم قال أبو إسحاق: ألا ترى أنه يقول: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
مثال لتفسيرهم بما أخذوا من الصحابة من أسباب النزول :
ما رواه ابن جرير من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب الزهري قال: حدثني سعيد بن المسيب: أن الله قال: {ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}.
قال سعيد بن المسيب: (إنما نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم نصيباً في الوصية، وردَّ الميراثَ إلى الموالي في ذي الرحم والعصبة، وأبى الله للمدَّعَين ميراثا ممن ادَّعاهم وتبناهم، ولكن الله جعل لهم نصيبا في الوصية).
4.تفسيرهم القرآن بلغة العرب:
مثال: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية العبسي، عن علقمة، في قوله: {ختامه مسك} قال: (ليس بخاتم يختم، ولكن ختامه خلطه، ألم تر إلى المرأة من نسائكم تقول للطيب خلطه مسك، خلطه كذا وكذا).5. اجتهادهم في التفسير فيما لم يعرفوا له نص .وهم أهل لذلك لقربهم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتعلمهم على يد الصحابة ويغلب عليه الاتفاق أما الاختلاف فهو اختلاف تنوع ،وقد يرد منهم خطأ فيرد وذلك مثال ما روى ابن جرير من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين عن عَبيدة السلماني في الرجل يدركه رمضان ثم يسافر؛ قال: (إذا شهدت أوله فصم آخره، ألا تراه يقول: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}؟).وهو قول مهجور، والهجر دليل على الضعف والخطأ في الاجتهاد .

س: بين بعض الدلائل الدالّة على إفادة القرآن للهدى وبيان الحق بما تعرفه العرب بمقتضى الخطاب اللغوي.
1-أن التلاوة البيّنة للقرآن كافية لتعريف العرب بالحق ففهمه يولد الخشية والبكاء
قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشّاهدين}
2-تلاوته كانت سبباً لإسلام عدد كبير من الناس
مثاله حديث جبير بن مطعمٍ رضي الله عنه أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يصلّي المغرب؛ فقرأ بالطّور؛ فلمّا بلغ هذه الآية:{أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربّك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أوّل ما وقر الإيمان في قلبي).
3-تلاوته البيّنة تقودهم الى التفكر واستخراج المعاني وفقه المقاصدوذلك لمعرفتهم باللسان العربي ودلائل خطابه وأساليبه ودلائله. قال تعالى {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}، أي: اتل عليهم هذا البيان المفصَّل الذي لم يدع شيئاً مشتبهاً ولا ملتبساً، بل فرق بين أهل الحقّ وأهل الباطل بتفصيله الحسن البيّن في أعمال الفريقين وأحوالهما وجزائهما.
كما ان التفكر والتدبر أمر ممكن للكفار بما يعرفون من العربية، لا يحتاجون فيه إلى علماء ليفقّهوهم في معانيه، ولا ليوضّحوا لهم ما هو واضح لديهم من دلائل الخطاب، في الأصول البيّنة في كتاب الله
قال الله تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)}.

س: بيّن مع التمثيل أثر اختلاف الإعراب على التفسير.
1-الاختلاف الذي لا أثر له على المعنى، وإنما يختلفون فيه لاختلافهم في بعض أصول النحو وتطبيقات قواعده، وتخريج ما أشكل إعرابه، كاختلافهم في قوله تعالى: {إن هذان لساحران}.وقد خلص الزجاج بعد بحث طويل أن المعنى هذان لهما ساحران
فقد اختلف النحاة في إعراب "هذان" اختلافاً كثيراً على أقوال عديدة.ليس له أثر على المعنى سوى الفوارق البيانية التي تقتضيها معاني الحروف والأساليب.

2-الاختلاف الذي له أثر على المعنى،
- مثال: اختلاف العلماء في إعرب "مَن" في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ؛ فمن جعلها فاعلاً ذهب إلى أنّ المراد هو الله تعالى لأنه الخالق.
ومن جعلها مفعولاً ذهب إلى أن المعنى: ألا يعلم الله الذين خلقهم.
3- أن الاختلاف يعين على تخريج بعض أقوال المفسّرين، ورد الخطأ
ومن أمثلة ذلك قول الرازي: في معنى "ما" في قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم} إذ قال: (هنا يجوز أن تكون {ما} استفهاما للتعجب تقديره: فبأي رحمة من الله لنت لهم)
وقد ردّه ابن هشام في قواعد الإعراب من وجهين؛ فقال:
أحدهما: أن (ما) الاستفهامية إذا خُفضت وجب حذف ألفها نحو: {عم يتساءلون}.
الثاني: أن خفض {رحمة} حينئذ يشكل، لأنه لا يكون بالإضافة، إذ ليس في أسماء الاستفهام ما يضاف إلا (أي) عند الجميع، و(كم) عند الزجاج، ولا بالإبدال من (ما) لأن المبدل من اسم الاستفهام، لابد أن يقرن بهمزة الاستفهام، نحو: كيف أنت، أصحيح أم سقيم؟ ولا صفة لأن (ما) لا توصف إذا كانت شرطية، أو استفهامية. ولا بيانا لأن ما لا يوصف لا يعطف عليه عطف البيان كالمضمرات )

س: اذكر بإيجاز موارد الاجتهاد في التفسير اللغوي.
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي.
3: توجيه القراءات، والاجتهاد فيها كثير.
4:الإعراب،كثر فيه الاجتهاد ، لترتب المعنى عليه .
5:تلمّس العلل البيانية،
6: الاشتقاق.
7: التصريف.
8: تناسب الألفاظ.
9:الاجتهاد في الاستدلال لصحّة بعض الأقوال التفسيرية وإعلال بعضها.
10: والاجتهاد في الجمع بين بعض الأقوال المأثورة بجامع لغوي يُعبّر عنه المجتهد عبارة حسنة تدلّ على مآخذ الأقوال المندرجة تحت تلك العبارة.
- التخريج اللغوي لأقوال المفسّرين، وهو باب واسع للاجتهاد، مثل:
- اختلاف المفسّرين في معاني التعريف "بأل" في بعض الألفاظ القرآنية يما يخرّج على أحد ثلاثة معاني: التعريف لإرادة الجنس، والتعريف للعهد الذهني أو الذكري.

س: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
-يُشترط للمفسّر المجتهد ثلاثة شروط:
1-التأهّل في العلوم التي يتطلبها الباب الذي يجتهد فيه .
2-أن يعرف موارد الاجتهاد، وما يصح أن يجتهد فيه مما لا يصح .
3-أن لا يخالف أصلاً من الأصول التي تُبنى عليها دلالة الاجتهاد؛ كالنص والإجماع وأقوال السلف ودلالات اللغة
وكلّ اجتهاد خالف واحداً من هذه الأصول فهو اجتهاد مردود.

س: ما المراد بالتفسير بالرأي المذموم؟
هو تفسير القرآن بالرأي المجرد والهوى والانتصار لمذهب أو رأي وهو اجتهاد غير منضبط بحدود وآداب، وليس له موارد ودلالات.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 1 جمادى الأولى 1438هـ/28-01-2017م, 08:15 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

مجلس القسم الثاني من دروة طرق التفسير

القسم الثاني: [من درس التفسير بأقوال الصحابة إلى درس الاجتهاد في التفسير]

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال.
من فضل التابعين وعلو منزلتهم عند الله هو اتباعهم للصحابة وملازمتهم لهم والتعلم منهم ، قد ائتمنهم الصحابة على تعليم الناس وإفتائهم وأمروا بالأخذ عنهم وقد قال الله تعالى فيهم {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}
وقد أحسنوا الاتباع وصدقوا ما صدق به الصحابة وقبلوا ما قبلوه وردوا ما ردوه وساروا على منهجهم واتبعوهم ، وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» متفق عليه،
-وروي عن جابر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به).رواه مسلم.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وصححه الألباني.
فهذه الأحاديث تدل على فضل التابعين وعلو منزلتهم عند الله ، فمن شُهد له بحسن الاتباع فهو من أئمة الدين يعتبر تفسيره ويحتج بروايته لما عرف من عدالته وضبطه ويقتدى به لأن يقتدي بالصحابة رضي الله عنهم.



س: التابعون على صنفين في عنايتهم بالتفسير اذكرهما؟
الصنف الأول : هم المفسرون الذين يفسرون القرآن باجتهادهم وتروى عنهم روايات في ذلك ، بالإضافة إلى روايتهم لأقوال الصحابة رضي الله عنهم ، ومنهم مجاهد وسعيد بن المسيب والحسن البصري وقتادة وغيرهم كثير رحمهم الله.
الصنف الثاني: جل عملهم في التفسير نقل الروايات عن الصحابة رضي الله عنهم ولا يجتهدون في التفسير ولم ترو لهم اجتهادات أو آراء فيه ، وهؤلاء لهم فضل كبير بعد الله في حفظ تفسير الصحابة وذكر مروياتهم في التفسير.
وهؤلاء على 3طبقات/
1-نقلة ثقات ، كقيس بن أبي حازم وأبو تميمة الهجيمي ، وغيرهم.
2-نقلة متكلم فيهم من جهة ضعف الضبط أو اختلاف الثقات في تضعيفهم وتوثيقهم كأبو صالح مولى أم هانئي وشهر بن حوشب وسماك بن حرب الهذلي وغيرهم
3-رواة ضعفاء متروكي الحديث كأبو هارون العبدي ويزيد بن أبي زياد الكوفي وابان بن أبي عياش.

س: تحدّث باختصار عن طبقات المفسّرين اللغويين.
-طبقة الصحابة فقد كان منهم علماء يفسرون القرآن باللغة العربية ولهم مزيد عناية ومعرفة بفنون اللغة وأساليبها وحفظ قصائدها.
2-طبقة كبار التابعين وعامتهم من أهل عصر الاحتجاج ، وقد كان لبعضهم مزيد عناية بالتفسير اللغوي منهم أبو الأسود الدؤلي.
3-من أخذ عن أبي أسود الدؤلي منهم ابنه عطاء ويحيى بن يعمر العدواني وعنبسه المهري وغيرهم ،
4-طبقة الآخذين عن أصحاب أبي الأسود ،وهم من صغار التابعين ومن علماء اللغة المتقدمين الذي شافهوا الأعراب وكانت لهم عناية بتأسيس وتدوين العربية ، منهم عبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي ، وأبو عمرو بن العلاء المازنس وغيرهم.
5-تلاميذ الطبقة الرابعة منهم حماد بن سلمة والخليل بن أحمد وهارون الأعور والمفضل الضبي والأخفش ....
ومنهم من شافه الأعراب وأخذ منهم.
6-منهم سيبوية والكسائي ويحيى بن سلام والشافعي والفراء والسدوسي وقطرب وغيرهم
وهؤلاء من أعلام اللغة الكبار، ولهم مصنّفات كثيرة، وفي مصنّفاتهم بيان لمعاني بعض الآيات وما يتصل بها من مسائل لغوية.
ومنهم من صنّف في التفسير ومعاني القرآن كالكسائي، ويحيى بن سلام البصري، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش الأوسط.
وهؤلاء عامّتهم من تلاميذ الطبقة الخامسة، ومنهم من تتلمذ على بعض أصحاب الطبقة الرابعة.
7-طبقة إبراهيم وعبدالله اليزيدي ، ومحمد الضرير ومحمد الضرير وغيرهم
8-والطبقة الثامنة: طبقة أبي العَمَيْثَلِ عبد الله بن خُلَيدِ الأعراب، ويعقوب بن إسحاق ابن السِّكِّيتِ ،وأبي عثمان بكر بن محمد المازني، وأبي عكرمة عامر بن عمران الضبي ، وأبي حاتم سَهْل بن محمد السِّجِسْتاني.
9-طبقة أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري وأبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني وغيرهم
10- طبقة يموت العبدي والطبري والزجاج وأبوعلي الأصفهاني وغيرهم.
11 طبقة أبي بكر ابن الأنباري-
وعبدالله الزجاجي وأبو الطيب اللغوي وغيرهم.
12- طبقة القاضي علي الجرجاني وابن جني والرازي وأبي بكر الزبيدي وغيرهم.
فهؤلاء الأعلام من أكثر من أخذت عنهم علوم العربية، على اختلاف أوجه عناياتهم اللغوية بالقرآن الكريم ، كالعناية بالنحو والإعراب والقراءات ومعاني المفردات والأساليب وغيرها.


س: اذكر بإيجاز أنواع العناية اللغوية بالألفاظ القرآنية عند العلماء.
1-بيان معاني المفردات والأساليب القرآنية، وهو أشهر الأنواع وأنفعها، وأشدّها صلة بالتفسير.منها ما يتفقون عليه ومنها ما يختلفون فيه : ومن هذه المسائل المشترك الفظي وغيرها.
2-النوع الثاني: بيان معاني الحروف، وهو من أجلّ أنواع التفسير اللغوي، وبه تحلّ كثير من الإشكالات في التفسير، وتعرف أوجه التفريق والجمع بين الأقوال.
3-النوع الثالث: الإعراب، وهو من أكثر ما يُعنى به النحويون لأسباب من أجلّها الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، والترجيح بينها.
واختلافهم في هذا النوع على صنفين:
1-خلاف لا يؤثر على المعنى.
2-خلاف يؤثر على المعنى.
4-النوع الرابع: توجيه القراءات، وهو علم شريف لطيف عُني به جماعة من المفسّرين، ومن العلماء من أفرده بالتصنيف كما فعل أبو منصور الأزهري وابن جني ومكي بن أبي طالب.
5-النوع الخامس: التفسير البياني، وهو التفسير الذي يُعنى بالكشف عن حسن بيان القرآن، ولطائف عباراته، وحِكَم اختيار بعض الألفاظ على بعض، ودواعي الذكر والحذف إلى غير ذلك من أبواب البيان الكثيرة.
وممن عُني به من المفسّرين: الزمخشريّ، والرازي، وأبو السعود، والآلوسي، وابن عاشور، غير أنه ينبغي أن يُحذر من بعض ما يذكرونه مما يخالف صحيح الاعتقاد، وما يكون فيه تكلّف.


س: بيّن مع التمثيل أثر الاختلاف في الوقف والابتداء على التفسير.
ومن أمثلة اختلافهم في الوقف بناءً على التفسير اختلافهم في الوقف في قوله تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}.
فإذا وصل القارئ أفاد توقيت التحريم عليهم بأربعين سنة، وهذا قول الربيع بن أنس البكري، وهو ظاهر النسق القرآني.
وإذا وقف على {عليهم} وابتدأ بقوله: {أربعين سنة يتيهون في الأرض} أفاد تعلّق التوقيت بالتّيه لا بالتحريم، فيكون التحريم مؤبّداً عليهم، والتيه مؤقتاً بأربعين سنة.
فالاختلاف في الوقف والابتداء متعلق بالتفسير تعلق ظاهر وكلام العلماء فيه إنما هو بحسب ما بلغهم من العلم بالقراءة والتفسير وما أدّاه اجتهادهم فيه.
والراجح أن التحريم عامّ على المعنيّين في الآية، وهم الذين امتنعوا من دخول الأرض المقدّسة خوفاً من الجبّارين وعصياناً لأمر الله، وجملة {يتيهون في الأرض} في محلّ نصب حال، أي: تائهين في الأرض، والإتيان بالفعل المضارع الدالّ على التجدد في موضع الحال لإفادة تجدّد التيه عليهم في تلك المدة؛ يتيهون تيها بعد تيه إلى الأمد الذي جعله الله لهم.

س: تحدّث بإيجاز عن موارد الاجتهاد في التفسير.
1-في تفسير القران بالقران ، فيجتهد المفسر باستخراج دلالة او تفسير آية من آية أخرى أو غير ذلك.
ولهذا الاجتهاد موارد ومداخل منها:
أ: الاجتهاد في ثبوت أسانيد بعض القراءات التي يستفاد منها في التفسير وإن لم يكن يُقرأ بها.
ب: والاجتهاد في تفسير لفظة بلفظة أخرى .
ج: والاجتهاد في بيان المجمل وتقييد المطلق وتخصيص العام وغير ذلك .
د: والاجتهاد في الجمع بين آيتين لاستخراج حكم شرعي؛ كما فعل عليّ وابن عباس في مسألة أقلّ مدّة الحمل.
هـ: والاجتهاد في تفصيل أمر مذكور في آية بذكر ما يتعلّق به من آية أخرى ليُستعان به على بيان بعض أوجه التفسير أو الترجيح بين الأقوال المأثورة في تفسيرها.
و: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال التفسيرية بما يقوّيها بدلالة من آية أخرى.
ز: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية المحكيّة في آية بما يبيّن ضعفها من الدلالات المستخرجة من آيات أخرى.

2. وأما تفسير القرآن بالسنّة فمن موارد الاجتهاد فيه:
أ: الاجتهاد في ثبوت التفسير النبوي إسناداً ومتناً.
ب: والاجتهاد في استخراج دلالة صحيحة بين آية وحديث نبويّ يفسّر تلك الآية أو يبيّن بعض معناها، أو يعين على معرفة تفسيرها.
ج: والاجتهاد في معرفة أسباب النزول وأحواله.
د: والاجتهاد في الاستدلال لبعض الأقوال المأثورة بما صحّ من الأحاديث.
هـ: والاجتهاد في إعلال بعض الأقوال التفسيرية بما صحّ من الأحاديث النبوية..
3. وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
وأما تفسير القرآن بأقوال الصحابة فيدخله اجتهاد المفسّر من أبواب:
أ: منها الاجتهاد في معرفة أقوال الصحابة في التفسير وهو باب واسع .
ب: ومنها الاجتهاد في التحقق من ثبوت صحة الأسانيد المروية إلى الصحابة.
ج: ومنها الاجتهاد في فهم أقوال الصحابة، ومعرفة مآخذها، وتخريجها على أصول التفسير، وهذا باب واسع عظيم النفع للمفسّر.
د: الاجتهاد في التمييز بين ما يُحمل على الرفع من أقوال الصحابة وما لا يُحمل على الرفع.
هـ: الاجتهاد في تحرير أقوال الصحابة في نزول الآيات وتمييز ما يحمل على بيان سبب النزول مما يُحمل على التفسير.
و: الاجتهاد في معرفة علل الأقوال الضعيفة المنسوبة إلى بعض الصحابة نصّاً أو استخراجاً.
ز: الاجتهاد في الجمع والترجيح بين أقوال الصحابة.

4. وأما تفسير القرآن بأقوال التابعين؛ فيدخله الاجتهاد من أكثر الأوجه المتقدّمة في تفسير القرآن بأقوال الصحابة إلا أنّ أقوال الصحابة التي تُحمل على الرفع يُحمل نظيرها في أقوال التابعين على الإرسال.
ويضاف إليها الاجتهاد في تمييز أحوال التابعين في العدالة والضبط، وتعرّف مراتبهم ودرجاتهم ليستفاد بهذا الاجتهاد في الترجيح بين أقوالهم عند التعارض.

ومن أبواب الاجتهاد في تفسير الصحابة والتابعين الاجتهاد في تقرير مسائل الإجماع، وتصنيف مسائل الخلاف، والتمييز بين الخلاف المعتبر وغير المعتبر، وخلاف التنوّع وخلاف التضاد، والتعرّف على الأقوال وأنواعها، وجوامعها وفوارقها ومآخذها وعللها، وللاجتهاد في هذه الأبواب مجال فسيح واسع لا يحيط به علم المجتهد الفرد.

5-تفسير القرآن بلغة العرب :
اجتهاد العلماء في التفسير -اللغوي له موارد ومداخل منها:
1: الاجتهاد في ثبوت السماع عن العرب من عدمه.
2:الاجتهاد في صحة القياس اللغوي؛ وهو من مواضع الاجتهاد اللغوي.
3: توجيه القراءات، وهو من الموارد التي كثر اجتهاد المجتهدين اللغويين فيها.
4:الإعراب، واجتهادهم فيه كثير معروف، وأثره على المعنى وترتّبه عليه ظاهر بيّن.
5:تلمّس العلل البيانية، وهو أمر يختلف فيه اجتهاد المجتهدين، ويتفاوتون في مراتبه تفاوتا كبيراً.

س: أيهما أولى التعبير بمصطلح التفسير بالرأي أو التفسير بالاجتهاد؟ وضّح إجابتك.
الأفضل التفسير بالاجتهاد ليزول الالتباس بين التفسير بالرأي المحمود والمذموم ، وما يطلق في ذم أهل العلم لأهل التفسير بالرأي ، كما أن التفسير بالاجتهاد أقرب إلى استعمال السلف ، وما أصاب فيه من يُسمّون أهل الرأي المحمود فهو داخل في الاجتهاد المعتبر المشروع، وما أنكره عليهم السلف فلا يعدّ من الاجتهاد المعتبر.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir