دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1440هـ/7-02-2019م, 03:54 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟


المجموعة الثالثة:
س1: كيف كان جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه؟
س2: متى كان جمع عثمان رضي الله عنه؟
س3: لخّص ما صحّ في كتابة المصاحف العثمانية.
س4: هل كان مصحف عثمان نسخة مطابقة لمصحف أبي بكر؟
س5: ما تقول في الآثار المروية في منشأ تسمية المصحف؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور أم في مصحف واحد؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟
س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.

س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.
س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟
س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 جمادى الآخرة 1440هـ/8-02-2019م, 10:02 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي


المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه، وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
الدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: ))كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا(( أخرجه البخاري
و عند ابن أبي شيبة أن ابن مسعود قال : فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
و عند أحمد: فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أراد النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف و التهوين على أمته لقوله عليه الصلاة و السلام : يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد و مسلم
و كان أثر ذلك ظاهرا على الصحابة رضي الله عنهم فقد فقهوه أحسن الفقه و تأدبوا به أحسن الأدب و علموه التابعين لهم، فلم يكن بينهم تنازع و لا اختلاف في القراءات بسبب ما عرفوه من الهدي في هذا الباب.

س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟

اختار أبو بكر زيد بن ثابت لكتابة المصحف لأسباب منها :
1- لكونه شاب ، و ذلك مظنة قوته و اجتهاده في تتبع المصحف عند الصحابة و أخذه منهم.
2- لأنه عاقل و هذا دليل على رشده و رجاحة رأيه و أنه يتثبت في أخذ ما يسمع و ما يجد من القرآن.
3- لأمانته فهو غير متهم كما ذكر أبو بكر و هذا يكسب الطمأنينة تجاه ما يجمع.
4- لكونه من كتاب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فله معرفة بكتابة الوحي و أيضا مات الرسول عليه الصلاة و السلام و هو راض على كتابته و هذه منقبة عظيمة و لعله إنما أخر ذكر هذا السبب و إن كان من أجلها؛ لأنه بدأ بذكر الأسباب المتعلقة بشخصه قبل عمله.

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.

قال ابن وهب سألت مالكا عن مصحف عثمان فقال لي : ذهب .رواه ابن أبي داود
و قال أبو عبيد القاسم : رأيت في الإمامِ مصحفِ عثمانَ بن عفان - استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه دمه - في سورة البقرة " خطيكم " بحرف واحد والتي في الأعراف " خطيئتكم " بحرفين). رواه أبو عمرو الداني في المقنع.
قال السمهودي في تعقيبه على كلام أبي عبيد : أن أبا جعفر النحاس رده بما تقدم من كلام مالك ، بأنه قد ذهب
قال الشاطبي : و أباه المنصفون لأنه ليس في كلام مالك ما يدل على عدم المصحف بالكلية.
قال السمهودي : يحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة .

س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟

القول بأن مصف أبي بكر جامعا لأحرف السبعة قول خاطئ و التباس لم يكن معروفا في القرون الأولى
و توضيح هذا الالتباس بما يلي :
أصل ذلك أن أبا الحسن الأشعري زعم أن حفظ القرآن شامل للأحرف السبعة وحكي الاجماع بعدم حواز منع القراءة بالأحرف التي نزل بها القرآن وهذا مخالف لإجماع الصحابة .
و أبو الحسن غفر الله له له أقوال في القرآن مخالفة لاعتقاد أهل السنة و كان ينبغي رد هذا القول لكن تلميذه أبو بكر الباقلاني المالكي نصر قوله هذا ثم تابعه تلميذه أبو عمر الداني.
ولابن الجزي كلام دقيق في هذه المسألة فقال : والحق ما تحرَّرَ من كلام الإمام محمد بن جرير الطبري وأبي عمر بن عبد البر وأبي العباس المهدوي ومكي بن أبي طالب القيسي وأبي القاسم الشاطبي وابن تيمية وغيرهم، وذلك أن المصاحف التي كتبت في زمن أبي بكر رضي الله عنه كانت محتوية على جميع الأحرف السبعة.
وهذا الكلام صحيح لكنّه منصرف إلى المصاحف والصحف التي كانت موجودة في زمن أبي بكر لا إلى المصحف الذي جمعه أبو بكر وحده.
و مصحف ابن مسعود كان فيه ما يخالف مصحف أبي موسى، وكان في مصاحفهما ما يخالف مصحف زيد ومصاحف أهل الشام من أصحاب أبي الدرداء.
ولم نجد في الآثار المروية في جمع أبي بكر ما يدلّ على أنّه جمعه بالأحرف السبعة لا جمعاً ولا تكراراً.
ومن الأدلة على خطأ هذا القول أيضاً أنّ مصحف أبي بكر لو كان جامعاً للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثّق من الصحابة في صحفهم التي قبضها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها، وينسخ من مصحف أبي بكر، لكنّه أراد أن يجمع من مجموع مصاحف الصحابة وصحفهم المتفرقة مصحفاً واحداً يجتمعون عليه. .
ولذلك ربما ترك بعض ما في مصحف أبي بكر ترجيحاً منه لبعض الأحرف التي في المصاحف الأخرى

س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟

لأن المصحف العثماني يحتملها و هي أربعة أنواع:
- النوع الأول: الاختلاف في طرائق نقل بعض الحروف و الكلمات كالاختلاف في الهمزة و التسهيل و الابدال و الإشمام و غيرها.
- النوع الثاني: الاختلاف في ضبط بعض الكلمات و هو على قسمين:
• قسم لا يتغير به المعنى كالاختلاف في [ضَعْف] و[ضُعف]
• قسم يتغير به المعنى كالاختلاف في قوله تعالى[يَطْهُرن]و[يطَّهَّرن]
• و قريب من هذا القسم الاختلاف في نطق الأحرف المتقاربة مع اتحاد الرسم كالاختلاف في قوله[ظنين] و[ضنين]
- النوع الثالث : الاختلاف الذي يكون سببه عدم النقط، ولذلك احتمل الرسم أن يقرأ نحو قول الله تعالى[وما الله بغافل عما يعملون] بالياء وبالتاء
- النوع الرابع: ما اختلف فيه الرسم بين المصاحف العثمانية، و هي أحرف يسيره نقلها الرواة، مثل [فإن الله هو الغني الحميد]وفي المصحف المدني والشامي [فإنّ الله الغني الحميد] بغير (هو) وهي قراءة نافع المدني وابن عامر الشامي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 06:16 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
- المُصحف هو مصدر من أُصحِفَ، وهو ما جُعل في صحائف مضمومة مجموعة إلى بعضها البعض بين دفتين. وهذا هو ما اتفق عليه جماعة من اللغويين على اختلاف عباراتهم.
- وقيل "مِصحف" بكسر الميم وهى لغة تميم، وقيل " مَصحف" بفتح الميم وهى لغة غير مشتهرة.

-وأما مبدأ التسمية به، فقد وردت آثار ولكنها معلولة على أن تسمية القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نجد خبرا صحيحا في أول من سمى القرآن بالمصحف، لكن معرفة القرآن بالمصحف صارت مشهورة معروفة عند الإطلاق وذلك للعهد الذهني، أما عند التقييد فيُراد بها ما أُريد كما في قول الشاعر:

قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ... ورسم عفت آياته منذ أزمان
أتت حجج بعدي عليها فأصبحت ... كخط زبور في مصاحف رهبان

حيث كانت العرب تُسمي كتب أهل الكتاب مصاحف.

- وكانت العرب أمة أمية لا كتاب لهم، وقليل منهم من يعرف القراءة والكتابة إذ لم يكن لهم حاجة للكتابة الدائمة إلا كتابة بعض الرسائل والعهود والمواثيق- وكان ذلك قليل- ولما كان القرآن الكريم أول كتاب لهم قد نزل بلسانهم، وقد جُمعت الصحف التي كتب فيها فسمي القرآن مُصحفا.
--------------------------------------------

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟

- لما كثرت الفتوحات في زمن عمر وزمن عثمان، أقبل الناس على قراءة القرآن وحفظه وظهر الخلاف والتخاصم في القراءات لدرجة أن بعض الجهال كفر بعضهم بعضا، وقد أرسل حذيفة إلى عثمان يبلغه بمخافة وقوع الفتنة بسبب ذلك، فجمع عثمان كبار الصحابة وقرائهم واستقروا على جمع الناس على مصحف واحد، وذلك خشية اختلافهم وتنازعهم خاصة إذا تباعد الزمان بينهم وبين عهد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تلقوا القرآن من فيه صلى الله عليه وسلم.
- وقد ذكر ابن حجر أن جمع عثمان للقرآن كان أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، أي بعد مُضي سنة واحدة من خلافته.
- وقد استحسن الصحابة فكرة الجمع على مصحف واحد، وكذلك كبار التابعين وقرائهم، ما عدا الصحابي عبد الله بن مسعود فقد عارض ذلك أول الأمر لأسباب ثم عاد فوافق ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم.

وقد وردت آثار تدل على الأسباب التي حملت عثمان على جمع القرآن، منها:

1.ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى.

2.ما رُوري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: قام عثمان فخطب الناس فقال: " أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أبيّ وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به. رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داوود في كتاب المصاحف.

3.ما ورد عن زيد بن ثابت بأن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، ويقرأ أهل الشام، بقراءة أبي بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، قال: - أي زيد- فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفا» فكتبته، فلما فرغت منه عرضه. رواه عمر بن شبة.

4.و عن أبي الشعثاء قال: (كنا جلوسا في المسجد وعبد الله يقرأ فجاء حذيفة فقال: " قراءة ابن أم عبد وقراءة أبي موسى الأشعري، والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين، يعني عثمان، لأمرته بجعلها قراءة واحدة قال: فغضب عبد الله فقال لحذيفة كلمة شديدة قال فسكت حذيفة). رواه عمر بن شبة.
--------------------------------------------

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختُلف في عدد الكتبة الذين كتبوا المصاحف العثمانية، وقد ذُكر في كتاب "المصاحف" أنهم اثني عشر رجلاً، وما توافر لدينا من أسمائهم بلغ نصف هذا العدد، وهم :
1.زيد بن ثابت.
2. عبد الله بن الزبير.
3. سعيد بن العاص.
4. عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
5. أبي بن كعب.
6. كثير بن أفلح.

-وأما الدليل على أن زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من كتبة المصاحف العثمانية:
ما رواه الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه أنه قال: (فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق). رواه البخاري والترمذي والنسائي في الكبرى وابن حبان والبيهقي.

- وأما الدليل على أن أبي بن كعب كان منهم:
ما ورد في كتاب "المصاحف" من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.

- وقد ذكر ابن سيرين أن كثير بن أفلح مولى أبي أيّوب الأنصاري كان منهم أيضا.

وذُكرت أسماء لثلاثة لم يثبت ما يدل على كتابتهم للمصاحف العثمانية وهم:
1.مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري.
2. أنس بن مالك.
3. عبد الله بن عباس.

- أما الأول وهو مالك بن أبي عامر، فقد كان من القراء في زمن عثمان، وهو جد الإمام مالك بن أنس صاحب الموطأ، وقد ذكر فيه- أي في الموطأ- أن جده كتب مصحفا إذ قال:"ولا بأس بالحلية للمصحف، وإنَّ عندي مصحفا كتبه جَدّي إذْ كَتَب عثمان رضي الله عنه المصاحف، عليهِ فِضَّةٌ كثيرة".
وما ذُكر لا يدل بالتبعية على كونه أحد كتَّاب المصاحف العثمانية، وإن كان يدل على أنه كتب مصحفا في زمن كتابة المصاحف.
- وما يمنع كونه أحد كتبة المصاحف العثمانية:
1. أن المصحف بحوزة حفيده مالك بن أنس ، ولو كان ما كتب مصحفا مما أُمر بكتابته لمصلحة المسلمين ما جاز له أن يحتفظ به ويتملكه.
2.بعد أن أقر عثمان رضي الله عنه المصحف الإمام صار يُستنسخ كثيرا، ولربما ما كتبه مالك بن أبي عامر كان لنفسه، وقد ورثه حفيده عنه.

- وأما أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، فقد جاء الخبر عن كتابتهما في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن الزهري، وهى رواية لا تصح، لإن إبراهيم متروك الحديث بسبب وهمه وضعف سمعه، وقد قال البخاري عنه أنه كثير الوهم في الزهري.
--------------------------------------------

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

قام أبو بكر وعثمان رضي الله عنهما بعمل عظيم في حفظ القرآن، وينسب الفضل لهما إذ قاما بجمع دستور الأمة ومنهجها فحفظه أبو بكر رضي الله عنه من الضياع والنسيان، ومنعه عثمان رضي الله عنه من أن يكون سببا للاختلاف بين الناس ونشوء الفتن.

أولا الغرض من الجمع:
-فأما جمع أبي بكر رضي الله عنه فكان الغرض منه حفظ القرآن من الضياع بسبب موت كثير من حفظته في حروب الردة فجمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن كله في مصحف واحد للتوثيق، وكانت العمدة على الرواية المحفوظة في صدور الصحابة.
- وأما جمع عثمان رضي الله عنه فكان الغرض منه تفادياً للاختلاف في أحرفه ووقوع الفتنة بين الناس، وكان الاختلاف قد بدأ ينتشر لدرجة أن يُنكر الرجل على أخيه قراءته بل أنه يكفره وهذا وقع من شديدي الجهل والسفه.

ثانيا موقف الصحابة من الجمعين:
- موقف الصحابة من جمع أبي بكررضي الله عنه فقد أجمعوا على صحة ما رآه أبو بكر من جمع القرآن، واجتهدوا في طاعة أبي بكر في شأن الجمع كلٌ يعمل بما كُلف به.
- وموقفهم لم يتغير تجاه جمع عثمان رضي الله عنه، فقد استصوبوا رأيه، إلا أن ابن مسعود رضي الله عنه عارض ذلك الأمر في البداية ثم عاد فلزم رأي الجماعة بأن يكون الجمع على مصحف إمام يُعتمد عليه ويُلغى ما خالفه.

ثالثا استيعاب الجمعين للأحرف السبعة:
- فأمما جمع أبي بكر فكانت نسخته تحتمل الأحرف السبعة، وكان كل صحابي يقرأ بالقراءة التي تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأحرف السبعة هى قرآن حق من عند الله.
-ولما كان الغرض من جمع عثمان منع الاختلاف فكان المصير إلى كتابة المصحف على حرف واحد وقد اجتهد الصحابة في ذلك، وخرج المصحف موافقاً للسان قريش إذ نزل القرآن بلسانها، ولا يخالف العرضة الأخيرة، فتركت القراءات المخالفة له.
--------------------------------------------

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
كان كتبة القرآن من الصحابة يكتبونه على ما توافر لديهم مما يصلح لئن يُكتب عليه، فكانوا يكتبون القرآن على العُسُب ومفردها "عسيب" وهى جريد النخل، وعلى اللخاف ومفردها "لخفة" وهى صفائح الحجارة، والرقاع ومفردها "رقعة" وهى ما كان من جلد أو رق أو كاغد، وعلى الأكتاف ومفردها" كتف" وهو عظم البعير أو الشاه إذا جف كتبوا عليه، وعلى الأقتاب ومفردها" قتب" وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير عند ركوبه.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 08:51 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟

( المُصحف ) ضم الميم لأنه مصدر من أُصحف, فهو مُصحف، أي جعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفتين.
قال أبو منصور الأزهري وجماعة من اللغويين بنحو هذا القول؛ فهو شبه اتفاق على مأخذ التسمية.
ثم حكي فيه كسر الميم وهي لغة تميم، وحكي فيه فتح الميم وهي لغة غير مشتهرة، ذكرها أبو جعفر النحاس.

ما مبدأ التسمية به؟

- لقد اشتهر العرب قديما بأنهم أمة أمية , لا تقرأ ولا تكتب , وكانت كتابتهم نادرة جدا فتكون للحاجة كالرسائل والعهود ونحوها , ولقد كان أول كتاب نزل باللسان العربي هو القرآن , و حين لم يكن لهم كتاب غيره اشتهرت تسميته بالمصحف.
- وقد قيل إن تسمية ما كتب من القرآن بالمصحف كانت معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وروي في ذلك أحاديث وآثار لكنها معلولة.
عن ابن عمر: (سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهى أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو). رواه الإمام أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد بهذا اللفظ.


س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟


قال البغوي في شرح السنة: (إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرءون القرآن بعده على الأح
رف السبعة التي أقرأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن الله عز وجل، إلى أن وقع الاختلاف بين القراء في زمن عثمان، وعظم الأمر فيه، وكتب الناس بذلك من الأمصار إلى عثمان، وناشدوه الله تعالى في جمع الكلمة، وتدارك الناس قبل تفاقم الأمر، وقدم حذيفة بن اليمان من غزوة أرمينية، فشافهه بذلك، فجمع عثمان عند ذلك المهاجرين والأنصار، وشاورهم في جمع القرآن في المصاحف على حرف واحد، ليزول بذلك الخلاف، وتتفق الكلمة، واستصوبوا رأيه، وحضوه عليه، ورأوا أنه من أحوط الأمور للقرآن، فحينئذ أرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، فأرسلت إليه، فأمر زيد بن ثابت، والرهط القرشيين الثلاثة فنسخوها في المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار).

من أهم الأسباب التي حملت عثمان رضي الله عنه على جمع القرآن :
* سدا لذريعة الوقوع بالفتن والتي كان من نتائجها :
- بأن حصل اختلاف بين المسلمين في كتاب الله جراء اختلافهم في قراءة القرآن إثر اتساع الفتوحات الإسلامية .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.
- تخاصم المسلمون فيما بينهم بسبب الاختلاف في القراءة , وقد بلغ الأمر للتكفير .
قال عبد الله بن وهب: حدثني عمرو بن الحارث أن بكيرا، حدثه: أن ناساً كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية، فإذا قرأها قال: "فإني أكفر بهذه"، ففشا ذلك في الناس، واختلفوا في القراءة، فكُلِّمَ عثمانُ بن عفان رضي الله عنه في ذلك، فأمر بجمع المصاحف فأحرقها، وكتب مصاحف ثم بثَّها في الأجناد.
و عن سويد بن غفلة الجعفي قال: والله لا أحدثكم إلا بشيء سمعته من علي: سمعته يقول: اتقوا الله في عثمان ولا تغلوا فيه، ولا تقولوا حراق المصاحف، فوالله ما فعل إلا عن ملأ منا أصحاب محمد، دعانا فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا ، قلنا: فما ترى؟ قال: أن أجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف ، قلنا: فنعم ما رأيت، قال: فأي الناس أقرأ؟ قالوا: زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أفصح وأعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال: فليكتب سعيد وليمل زيد ، قال: فكانت مصاحف بعث بها إلى الأمصار، قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل.
- حصول الفُرقة بينهم , وتعصب كلٌ لقراءته وإنكار قراءة غيره.
عن يزيد بن معاوية النخعي قال: إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة قال: وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة، إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى, فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة للبيت} وقرأ هذا: {وأتموا الحج والعمرة لله} .فغضب حذيفة واحمرت عيناه، ثم قام ففزر قميصه في حجزته وهو في المسجد وذاك في زمن عثمان فقال: إما أن يركب إلي أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس فقال: إن الله بعث محمدا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان وأيم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله.

وقد ذكر فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل –حفظه الله - كلاما جامعا مانعا : وهذه الآثار تدل على أن هذه الأسباب اجتمعت وتظافرت , وأن جمع القرآن كان عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.

زيد بن ثابت - عبد الله بن الزبير - سعيد بن العاص - عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - أبيّ بن كعب - كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري - مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري - أنس بن مالك - عبد الله بن عباس .



س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

* سبب جمع القرآن :
- جمعه أبو بكر الصديق بسبب الحاجة الماسة لحفظ نسخة خشية ضياعه نتيجة موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردة.
- جمعه عثمان بن عفان بسبب الفتن التي نجمت من اختلاف قراءة القرآن بين المسلمين , ومن اختلاف الأحرف.
* منهج العمل :
- في جمع أبو بكر لم تكن هناك حاجة للاجتهاد , حيث يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أي حرف من الأحرف السبعة, نتيجة انتفاء التنازع والاختلاف بين الصحابة على أحرف القراءات.
- في جمع عثمان كانت الحاجة ماسة للاجتهاد لاختيار حرف واحد من الحروف السبعة, والموازنة بين الأحرف المختلف فيها , وتم كتابة المصاحف وفقا للسان قريش وما وافق العرضة الأخيرة, وعليه كان إجماع الأمة حتى وقتنا الراهن.


س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

قال السيوطي:
- العسب: جمع (عسيب)وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
- اللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق، وقد قال الخطابي: صفائح الحجارة.
- الرقاع: جمع (رقعة ) وقد تكون من جلد أو رق أو كاغد.
- الأكتاف: جمع ( كتف) وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه.
- الأقتاب: جمع ( قَتب )هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 10:26 PM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأالتسمية به؟
معنى المصحف : أي جعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفتين. قال الخليل بن أحمد: (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أيجُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْن).
ومبدأ التسمية جاء من العرب ، فقد كانت العرب أمّة أميّة وكانت الكتابة فيهم قليلة جدا ، وكانوا يكتبون ما يحتاجون إلى كتابته من في صحائف متفرقة ، لذلك اشتهر اسم الصحف عندهم كما اشتهرت بعض صحفهم كصحيفة الملتمس وصحيفة لقيط ، و الصحيفة تُجمع على صحف وصحائف إذا كانت متفرقة غير مضمومة ، فإذا ضمت سميت مصحفا ، ولم يكن للمسلمين كتابا قبل القرآن اشتهروا به ، فلما نزل القرآن سموه بالمصحف لتسميته على الأصل وهي جمع الصحف إلى بعضها البعض بين دفتين.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمعالقرآن؟
لظهور الخلاف والتخاصم في القراءات بعد كثرة الفتوحات التي جاءت في زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما ، وقد أدى الاختلاف في القراءات لتكفير الجهال لبعض القراء وكادت أن تحدث فتنة بين المسلمين ، لولا أن أمر عثمان رضي الله عنه بجمع المصاحف في مصحف إمام تستنخ منه المصاحف ويلغى ما خالفه ولذلك نصحا للأمة وردءا للاختلاف والتنازع الذي كان جاء في كتاب الله، وذلك باتفاق فقهاء الصحابة وقرائهم على ذلك الأمر.
وقد رويت آثار كثيرة على تعدد الأسباب التي حملت عثمان على جمع القرآن منها:
· عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفةبن اليمان قدم على عثمان - وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهلالعراق - فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة؛ فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنينأدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسلعثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بهاحفصة إلى عثمان؛ فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمنابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.( رواه البخاري والترمذيوالنسائي في الكبرى.
· عن زيد بن ثابت: أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم منغزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل العراق يقرءونبقراءة عبد الله بن مسعود، ويأتون بما لم يسمع أهل الشام، ويقرأ أهل الشام، بقراءةأبي بن كعب، ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، قال: «فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفا» فكتبته، فلمافرغت منه عرضه.( رواه عمر بن شبة.
· وقال عبد الله بن وهب: حدثنيعمرو بن الحارث أن بكيرا، حدثه: (أن ناساً كانوا بالعراق يسألأحدهم عن الآية، فإذا قرأها قال: "فإني أكفر بهذه"، ففشا ذلك في الناس، واختلفوا فيالقراءة، فكُلِّمَ عثمانُ بن عفان رضي الله عنه في ذلك، فأمر بجمع المصاحف فأحرقها،وكتب مصاحف ثم بثَّها في الأجناد).رواه عمر بن شبة وابنأبي داوود.


س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
زيد بن ثابت ، عبدالله بن الزبير ، سعيد بن العاص ، عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، أبي بن كعب ، ،و كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري.

س4: لخّص الفرق بين جمعأبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن:
سبب جمع القرآن في زمن أبوبكر رضي الله عنه: جمع أبو بكر رضي الله القرآن بإشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن رأى كثرة من قُتل من القراء في وقعة اليمامة.
وروى البخاري في صحيحه من طريق ابن شهابالزهري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (أرسل إلي أبو بكرمقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده.
قال أبو بكر رضي الله عنه: « إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراءالقرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإنيأرى أن تأمر بجمع القرآن».
قلتُلعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: «هذا والله خير»فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدريلذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.
المكلف بالجمع: كان زيد بن ثابت رضي الله عنه هو القائم بأمر الكتابة والجمع بتكليف من أبوبكر رضي الله عنه، وشاركه جماعة من قراء الصحابة منهم أبي بن كعب.
الطريقة المتبعة في جمع القرآن: إن أبا بكر رضي الله عنه كلّف زيدا وعمر بن الخطاب بالقعود عند باب المسجد ، وأمر من كان عنده بشئ من القرآن مكتوبا أن يأتي به ، وأن يقيم شاهدين على صحة ما كتب ، وكان أبي بن كعب وجماعة من القراء يراجعون المكتوب ، ويعرضونه على حفظهم. وقد روي عن زيد بن ثابت أنه قال: (فتتبعت القرآن أجمعه منالعسب واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لمأجدها مع أحد غيره{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم}حتى خاتمة براءة). رواه البخاري في صحيحه.
وكان جمع أبي بكر يكفي فيه أن تكتب نسخة واحده منه على أي حرف من الأحرف السبعة إذ كلها كاف شاف ، ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات ، وكان كل منهم يقرأ بما عُلّم ، ولا ينازع غيره فيما أُقرئوا.
موقف الصحابة من الجمع : لم يقع بين الصحابة خلاف في جمع أبي بكر للمصحف، فكان محل إجماع.
جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن:
سبب جمع القرآن في زمن عثمان رضي الله عنه: ظهور الخلاف والتخاصم في القراءات بعد كثرة الفتوحات التي جاءت في زمن عمر وعثمان رضي الله عنهما ، وقد أدى الاختلاف في القراءات لتكفير الجهال لبعض القراء وكادت أن تحدث فتنة بين المسلمين، فجمع عثمان رضي الله عنه المصحف بإجماع الصحابة ردءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله.
المكلف بالجمع: في صحيح البخاري عن أسن رضي الله عنه أن عثمان رضي الله عنه أمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف. وفيكتاب المصاحف من حديث ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلاً منقريش والأنصار، منهم أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
الطريقة المتبعة في الجمع:
· أمر عثمان رضي الله عنه على كلّ من بيده صحيفة أومصحف كُتب فيه قرآن أن يأتي به؛ فاستجابوا له كلُّهم، ولم يُذكر عن أحد منهم أنهامتنع إلا ما كان من ابنِ مسعود في أوّل الأمر ولم يكن بالمدينة في ذلك الوقت، ثمإنه قد رجع عن رأيه.
· طلب عثمان البيّنة على كلّ واحد بصحّةكتابته وأنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلمعليه.
· أرسل عثمان إلى حفصة لِتُرسل إليه المصحف الذي كُتب على عهد أبي بكر رضي الله عنه.
· أخذالصحفَ التي قامت البيّنة بصحتها، والمصحفَ الذي جُمع على عهد أبي بكر، ووكّل زيدبن ثابت ومن معه بجمع تلك الصحف في مُصحف واحد.
· تولّى زيد بن ثابت عملَ الجمعِ، وكانالذي يُملي عليه سعيد بن العاص، وكان معه كَتَبَةٌ آخرون.
· ما اتّفق من تلك الصُّحف كتبوه علىالاتفاق، وما كان فيها من اختلاف أخَّروه، حتى يُرفع إلى عثمان.
· اجتهدعثمان ومن معه من قرّاء الصحابة في الاختيار بين الأحرف المختلفة بما يوافق لسانقريش والعرضة الأخيرة.
· لما فرغوا من المصحف الإمام عُرض مرة أخرى على عثمان،وكان ربما بعث إلى أبيّ بن كعب يسأله عن بعض الأحرف فيكتب له ما يختار منها.
· كانعثمان يتعاهدهم في جميع مراحل عملهم، وهو الذي نظّم لهم العمل ورسم لهم طريقته.
· لما طابت نفسُ عثمان بصحة ما جمع في نسخة الأصل، أمر بنسخ مصاحف أخرى منالمصحف الإمام.
و جمع عثمان يختلف عن جمع أبي بكر إذ كان لابد فيه من الاجتهاد في اختيار حرف من الاحرف السبعة بعد وقوع الفتنة بين القراء لاختلاف قراءاتهم، فاجتهدعثمان ومن معه من قرّاء الصحابة في الاختيار بين الأحرف المختلفة بما يوافق لسانقريش والعرضة الأخيرة.
موقف الصحابة من الجمع: ولم يُذكر عن أحد من الصحابة أنهامتنع إلا ما كان من ابنِ مسعود في أوّل الأمر ولم يكن بالمدينة في ذلك الوقت، ثمإنه قد رجع عن موقفه إلى موافقة ما اجتمعت عليه كلمة الصحابة رضي الله عنهم.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاعوالأكتاف والأقتاب؟
قال السيوطي: (العُسُب: جمع "عسيب" وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض.
واللخاف: بكسر اللام وبخاء معجمة خفيفة آخره فاء جمع "لخفة" بفتح اللام وسكون الخاء وهي الحجارة الدقاق، وقال الخطابي: صفائح الحجارة.
والرقاع: جمع "رقعة" وقد تكون من جلد أو رَقٍّ أو كاغد.
والأكتاف: جمع "كَتِف" وهو العظم الذي للبعير أو الشاة كانوا إذا جف كتبوا عليه)أ.ه.
والأقتاب: جمع "قَتَب" هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه)ا.هـ.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 10:33 PM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟
أصل اللفظ في اللغة: مصدر من أُصْحِف، فهو مصحف، ومعناه: جعل في صحائف مضمومة إلى بعضها، مجموعة بين دفتين. وهناك شبه اتفاق بين اللغويين على مأخذ هذه التسمية.
مبدأ التسمية به:
العرب أمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة، فكانت الكتابة فيهم قليلة جدا، ولا يكتبون إلا ما تدعو إليه حاجتهم من رسائل أو عهود أو مواثيق أو أشعار عظيمة.
وكانت الكتابة في صحف أو صحائف متفرقة لا تبلغ أن تكون كتابا، كصحيفة المتلمس ولقيط والصحيفة الظالمة التي كتبتها قريش لمقاطعة بنو هاشم.
وتجمع الصحيفة على صحائف فإذا جمعت الصحائف المتفرقة وضمت بعضها إلى بعض سُميت مصحفا، كذا أجزاء الكتاب إذا تعددت سميت مصاحف، ولذا تسمي العرب كتب أهل الكتاب مصاحف.
فتسمية القرآن مصحفا جريا على عادة العرب في تسمية الصحف المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفا، ولم يكن للعرب والمسلمين كتابا غيره فاشتهر وأصبح لفظ المصحف علما عليه.

س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟
1. نظرا لاتساع الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وإقبال الناس على تعلم القرآن الكريم تلاوة وحفظا، ظهر الاختلاف والتخاصم في القراءات حتى وصل الحد في بعض البلدان أن بعض الجهال يكفر بعضهم بعضا في ذلك وكادت أن تكون فتنة.
2. تحذير الصحابة رضوان الله عليهم من الافتتان بين الناس بسبب اختلاف القراءات وإنكار ذلك عليهم وتبليغ الخليفة عثمان رضي الله عنه بذلك.
3. وصول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من بلاد الفتوحات بخبر الفتنة والاختلاف، فاستشار عثمان رضي الله عنه الصحابة فاجتمعت كلمتهم على مصحف أُمّ تنقل عنه بقية المصاحف، ثم جمع الناس وخطب بهم وأعلمهم خطورة الأمر فأجمعوا على هذا مصحف واحد وأن تلغى بقية المصاحف درءا للفتنة والتنازع والاختلاف في كتاب الله تعالى.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.
اختلف في عدد كتبة المصاحف العثمانية، فقيل أربعة وقيل اثني عشر رجلا من قريش والأنصار.
لكن الذي جاء في الصحيح أن عددهم أربعة: ثلاثة من المهاجرين وواحد من الأنصار: زيد بن ثابت و عبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم أجمعين.
وقد ذكر ابن حجر رحمه الله: عبدالله بن عباس ومالك بن أبي عامر جدّ مالك بن أنس كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري و أبيّ بن كعب وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم لكن ليس في ذلك روايات صحيحة معتبرة بالنص على أن هؤلاء من كتبة المصحف الذي أمر به عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
يمكن تلخيص الفرق بينهما عند النظر في سبب الجمع، فسبب الجمع يبين منهجية العمل في كل جمع منهما.
سبب الجمع في عهد الصديق رضي الله عنه هو الخوف من ضياع القرآن، فكان يكفي أن تكتب نسخة من القرآن بأي حرف من الأحرف السبعة فكلها كافية شافية، ولأن الصحابة لم يكن بينهم تنازع في القراءات نظرا لأن الرسول قد أقرأهم إياها كلها وأنها وحي منزل لا تعارض بينها، فكل منهم يقرأ كما تعلّم من رسول الله لا ينازع غيره لما علّمهم وأدبهم الرسول على ذلك.
أما سبب الجمع في عهد ذي النورين رضي الله عنه فهو درء الفتنة والتنازع في كلام الله تعالى؛ لذلك لابد من الاجتهاد في جمع الأمة على حرف واحد، فاجتمعوا واجتهدوا في اختيار ما يوافق لسان قريش والعرضة الأخيرة على النبي ، ثم انعقد إجماع الصحابة والأمة كلها على هذا المصحف وترك ما يخالفه وبقي الإجماع منعقد على ذلك من ذاك العصر إلى وقتنا الحاضر وإلى قيام الساعة لا يخالفه إلا شاذ وصاحب زيغ وهوى والعياذ بالله.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟
العسب: جمع عسيب وهو جرير النخل يكشطون الخوص ويكتبون في طرفه العريض.
اللخاف: جمع لخفة وهي الحجارة الدقاق وقيل صحائف الحجارة.
الرقاع: جمع رقعة من جلد أو رق أو كاغد.
الأكتاف: جمع كتف وهو عظم الكتف من الشاة أو البعير إذا جف كتبوا عليه.
الأقتاب: جمع قتب والقتب هو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.
والله أعلم.

تم الجواب وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 11:01 PM
هويدا فؤاد هويدا فؤاد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثانى من دورة جمع القرآن

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أسباب جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن في مصحف واحد؟
أسباب جمع أبى بكر -رضي الله عنه- للقرآن:
1- انقطاع الوحي بوفاة النبى –صلى الله عليه وسلم- وزوال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد.
2- إشارة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما استحرى القتلُ بالقراء في وقعة اليمامة - وذكر ابن كثير أنهم نحو خمسمائة.
3- حفظ نسخة مكتوبة من القرآن.
س2: ما مصير مصحف أبي بكر رضي الله عنه؟
ظل المصحف عند أبي بكرٍ –رضى الله عنه- حتّى تُوفي، ثمّ عند عمر –رضى الله عنه- حتّى توفي، ثمّ عند حفصة بنت عمر حتى وقت جمع عثمان –رضى الله عنه- لما رأى اختلاف الناس فيه، قأرسل إلى حفصة فأبت أن تدفعها إليه حتّى عاهدها ليردّنّها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثمّ ردّها إليها، فلم تزل عندها حتى توفاها الله، فأرسل مروان فأخذها فحُرّقت مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخ عثمان -رضي الله عنه- فيرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب، أو يقول إنه قد كان شيء منها لم يكتب.

س3: ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من جمع عثمان؟
أجمع الصحابة -رضوان الله عليهم- على استحسان ما فعله عثمان -رضي الله عنه- من جمع الناس على مصحف إمام، ولم يخالفه منهم أحد على أمر الجمع سوى ما ذكر عن ابن مسعود في أول الأمر، ثم إنه رجع عن المعارضة إلى موافقة ما أجمع عليه الصحابة، واستقرّ إجماع المسلمين على القراءة بما تضمنته المصاحف العثمانية وترك القراءة بما سواها.
موقف ابن مسعود –رضى الله عنه-:
قام ابن مسعود في الناس خطيباً واستنكر هذا الجمع أوّل الأمر لمّا بلغه، ثمّ إنه لمّا تبيّن له أن المصير إليه هو الحقّ رضي ما رضيه عثمان وسائر الصحابة واجتمعت عليه كلمة المسلمين.
سبب ذلك:
1- عدم اشتراكه فى الجمع مع زيد ابن ثابت –رضى الله عنهما- ومن جُعل من القراء والكتبة والمملين.
2- خوفه من ترك بعض الأحرف التي قرأ بها وتلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- كان من المعلّمين على زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الزمان، وهو نحو ثلاثين سنة أو تزيد
4- كان مقدَّما في إقراء القرآن وتعليمه، فلمّا اجتمع الناس لكتابة المصاحف لم يكن ممن يُستدعى لهذا الأمر الجلل، ويؤخذ من علمه فيه.
س4: هل كان الجمع العثماني مشتملاً على الأحرف السبعة أو على حرف منها؟
الأقوال فى المسألة:
القول الأول: حمل عثمان –رضى الله عنه- الناس على حرف واحد من تلك الأحرف السبعة، قول الحارث المحاسبي وابن جرير الطبري وابن القيّم وجماعة من أهل العلم .
وهذا القول لا يصحّ لأنَّ المصاحف العثمانية لم تكن منقوطة ولا مشكولة وقد وقع بينها اختلاف في بعض المواضع في الرسم، وكان القراء يقرؤون من قراءاتهم بما وافق الرسم، ويدعون ما خالف الرسم، فقرؤوا من الأحرف السبعة ما وافق الرسم، وبذلك نشأت القراءات المعروفة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ليست هذه القراءات السبعة هي مجموع حرف واحد من الأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها باتفاق العلماء المعتبرين).
وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي: (كُتب القرآن بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قِطَعٍ من الجريد وغيره، تكون في القطعة الآية والآيتان وأكثر، وكان رسم الخطّ يومئذ يحتمل - والله أعلم - غالب الاختلافات التي في الأحرف السبعة، إذ لم يكن له شَكْل ولا نَقْط، وكانت تحذف فيه كثير من الألفات ونحو ذلك كما تراه في رسم المصحف، وبذاك الرسم عينه نُقِل ما في تلك القطع إلى صحف في عهد أبي بكر، وبه كتبت المصاحف في عهد عثمان، ثم صار على الناس أن يضبطوا قراءتهم، بأن يجتمع فيها الأمران: النقل الثابت بالسماع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، واحتمال رسم المصاحف العثمانية، وبذلك خرجت من القراءات الصحيحة تلك التغييرات التي كان يترخَّص بها بعض الناس، وبقي من الأحرف الستة المخالفة للحرف الأصلي ما احتمله الرسم).

القول الثانى: جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة كلها، ذهب إلى ذلك بعض الفقهاء والقراء والمتكلمين كالقاضي أبي بكر الباقلاني وغيره، وهذا القول بعيد مخالف لمقصود جمع عثمان -رضي الله عنه-.
حجتهم فى ذلك: أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء من الأحرف السبعة.
الرد على هذه الحجة: قال ابن الجزري في منجد المقرئين: (إذا قلنا: إنَّ المصاحف العثمانية محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله تعالى كان ما خالف الرسم يقطع بأنه ليس من الأحرف السبعة، وهذا قول محظور لأن كثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم).
وقال أيضاً: (نحن نقطع بأن كثيراً من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقرؤون بما خالف رسم المصحف العثماني قبل الإجماع عليه من زيادة كلمة وأكثر، وإبدال أخرى بأخرى، ونقص بعض الكلمات كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، ونحن اليوم نمنع من يقرأ بها في الصلاة وغيرها منع تحريم لا منع كراهة، ولا إشكال في ذلك، ومن نظر أقوال الأولين علم حقيقة الأمر، وذلك أن المصاحف العثمانية لم تكن محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أبيحت بها قراءة القرآن كما قال جماعة من أهل الكلام وغيرهم بناء منهم على أنَّه لا يجوز على الأمة أن تُهمل نقل شيء من الأحرف السبعة).
القول الراجح: أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش والعرضة الأخيرة وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى، قول مكيّ بن أبي طالب القيسي و أحمد بن عمار المقرئ و ابن الجزري والحافظ ابن حجر.

س5: هل كان جمع أبي بكر في صحف غير مرتبة السور أم في مصحف واحد؟
الأقوال فى المسألة:
القول الأول: ما جمعه أبو بكر –رضى الله عنه- كان في صحائف متفرقة، وأن آيات كلّ سورة فيه مرتبة، غير أنّه لم يكن مرتباً على السور، وأنّ عثمان هو الذي جمع القرآن في مصحف واحد ورتّبه على السور، قول ابن التين وتبعه ابن حجر، ونقله السيوطي عنه.
القول الثانى: ما جمعه أبو بكر -رضي الله عنه- قد جمع القرآن بين دفّتين.
والقول الثانى هو الصواب، وأدلته:
1- قول عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "رحم الله أبا بكر، كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بين اللوحين".رواه ابن أبي شيبة وأبو نعيم وابن أبي داوود وغيرهم.
2- قول صعصعة بن صوحان العبدي -كان من القراء في زمن عثمان-: "أول من جمع بين اللوحين، وورَّث الكلالةَ أبو بكر" رواه ابن أبي شيبة.
3- من ضرورة جمعه بين لوحين أن يكون له ترتيب، وإن لم نقف على تعيينه.
الآثار التي فيها أنَّ أبا بكر جمع القرآن في قراطيس أو صحف فينبغي أن تفهم بما يوافق هذه الآثار ولا يخالفها؛ فهي في قراطيس مجموعة في مصحف واحد، وفي صحف بين لوحين.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 11:08 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن، دلّل على ذلك ، وبيّن الحكمة منه،
وأثره على الصحابة رضي الله عنهم.
1. ما رواه ابن شهاب الزهري قال: حدثني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري، حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب، يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرسله، اقرأ يا هشام» فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت»، ثم قال: «اقرأ يا عمر» فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه» رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم.
و عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها؛ فجئت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفتُ في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسن، ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» رواه البخاري في صحيحه، ورواه أحمد وابن أبي شيبة والنسائي في السنن الكبرى وغيرهم.
وفي رواية عند ابن أبي شيبة أن ابن مسعود قال: (فعرفت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وفي رواية عند أحمد: (فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
و الحكمة منه لان اختلاف يؤدي الى الفرقة و الفرقة تؤدي الى الهلاك
و قد نهى الله عز وجل عن الاختلاف في كثير من المواضع في القران الكريم فقال تعالى ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الكِتابَ بِالحَقِّ وَإِنَّ الَّذينَ اختَلَفوا فِي الكِتابِ لَفي شِقاقٍ بَعيدٍ﴾ [البقرة: 176
و اثر الاختلاف في القراءة بحرف من حروف القران على الصحابة حتى كاد ان يكذب احدهما الاخر في صحة قراته و لما كان ذلك في الاختلاف في عصر النبوة و كان النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم فكانوا يتحاكمون في صحة القراءة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يقول لكل من قرأ بحرف من حروف القران احسنت هكذا انزل
فهذا ابي بن كعب يروي ما حدث له و ما وقع في نفسه من التكذيب عن أبيّ بن كعب، قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرآ، فحسَّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسَقَطَ في نفسِي من التكذيبِ ولا إذ كنت في الجاهلية، فلمَّا رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضربَ في صدري، ففضتُ عَرَقاً وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: « يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثالثة اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم، حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم ». رواه أحمد ومسلم وابن حبان.
س2: ما أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف؟
سبب اختيار ابي بكر الصديق رضي الله لزيد بن ثابت كاتباً للمصحف
1- انه كان شاباً مما يساعده على تتبع تجميع القران من الصحابة و ان الشباب مظنة القوة و الاجتهاد
2- كان من كتاب الوحي فهو ذَا علم بطريقة كتابة القران الكريم
3- كان حافظاً للقران أميناً عاقلا

س3: ما مصير مصحف عثمان رضي الله عنه.
اختلفت الروايات في مصير مصحف عثمان بن عفان
1- فقد قيل انه ذهب اي فقد لقول ابن وهب: سألتُ مالكاً عن مصحف عثمان رضي الله عنه فقال لي: «ذهب» رواه ابن أبي داود ،
2- وقيل انه مودوع في خزائن الأمراء لما رواه أبو عبيد القاسم بن سلام قال : (رأيت في الإمامِ مصحفِ عثمانَ بن عفان - استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه دمه - في سورة البقرة " خطيكم " بحرف واحد والتي في الأعراف " خطيئتكم " بحرفين). رواه أبو عمرو الداني في المقنع.وذكر نور الدين السمهودي (ت:911هـ) في كتابه "الوفاء بأخبار دار المصطفى" أن هذا النصّ في كتاب "القراءات" لأبي عبيد، وهو مفقود اليوم.و كلام السمهودي يؤيد من قال انه مفقود
3- وقيل انه موجود اليوم بالمدرسة الفاضلية من القاهرة المحروسة لما جاء عن ابن الجزري في النشر في مسألة رسم (ولات حين): (رأيتها مكتوبة في المصحف الذي يقال له: "الإمام" مصحف عثمان رضي الله عنه (لا) مقطوعة والتاء موصولة بحين، ورأيت به أثر الدم، وتبعت فيه ما ذكره أبو عبيد؛ فرأيته كذلك، وهذا المصحف هو اليوم بالمدرسة الفاضلية من القاهرة المحروسة)ا.هـ.
4- وقيل ان مصحف عثمان رضي الله عنه تغيب ثم ظهر فنُقل الى المدينة المنورة و وضع في المسجد النبوي قال السمهودي: (قلت: فيحتمل أنه بعد ظهوره نقل إلى المدينة، وجُعل بالمسجد النبوي.
5- وراوايت تقول ان مصحف عثمان رضي الله عنه كان بمكة
6- قال محرز: (بلغني أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان).
و القول الراجح في مصحف عثمان رضي الله عنه انه فقد و ذهب
ويؤيّد ما ذهب إليه السمهودي ما رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة عن محرز بن ثابت مولى مسلمة بن عبد الملك، عن أبيه قال: كنت في حرس الحجاج بن يوسف، فكتب الحجاج المصاحف، ثم بعث بها إلى الأمصار، وبعث بمصحف إلى المدينة، فكره ذلك آل عثمان، فقيل لهم: أخرجوا مصحف عثمان يُقرأ، فقالوا: أصيب المصحفُ يومَ قتل عثمان رضي الله عنه.
اما مصحف الحجاج فقد جعل في الصندوق دون المنبر
س4: هل كان مصحف أبي بكر رضي الله عنه جامعاً للأحرف السبعة؟
اختلف العلماء في مسألة كوّن مصحف ابو بكر رضي الله عنه جامعا للأحرف السبعة على قولين
1- القول الاول ان مصحف ابو بكر رضي الله عنه كان جامعا للأحرف السبعة الا ان هذا القول ضعيف و ذلك لم يكن معروفا في القرون الاولى و اصل هذا القول أنَّ أبا الحسن الأشعري (ت:324هـ) زعم أنّ حفظ القرآن شامل لحفظ الأحرف السبعة،و مما يضعف هذا القول ان مصحف أبي بكر مفقود لا يمكن الوقوف عليه، ولم يُنقل خَبَرُ ما فيه على التحقيق،
2- القول الثاني ان مصحف ابو بكر رضي الله عنه لم جامعاً للأحرف السبعة لان المقصود من من عمل مصحف ابو بكر رضي الله عنه هو جعل المصاحف المتفرقة في مصحف واحد بين دفين وإسقاط ما لا يصحّ من القراءات ولا يثبت من اللغات
وكذلك قول مروان بن الحكم لابن عمر لما أراد إتلاف مصحف أبي بكر أنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان فيه دلالة على أنّه لم يكن جامعاً للأحرف السبعة، إذ لو كان كذلك لكان مشهوراً معروفاً، ولما احتاج إلى التعبير بالخشية مع التحقق بأنّه كان جامعاً للأحرف السبعة، وكانت حجته أظهر في إتلافه لو كان كذلك.
ومن الأدلة على خطأ القول بان مصحف ابو بكر كان جامعا للأحرف السبعة أيضاً أنّ مصحف أبي بكر لو كان جامعاً للأحرف السبعة لما احتاج عثمان إلى التوثّق من الصحابة في صحفهم التي قبضها منهم أنها من إملاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكفيه أن يجمعها ويتلفها، وينسخ من مصحف أبي بكر، لكنّه أراد أن يجمع من مجموع مصاحف الصحابة وصحفهم المتفرقة مصحفاً واحداً يجتمعون عليه.
ولذلك ربما ترك بعض ما في مصحف أبي بكر ترجيحاً منه لبعض الأحرف التي في المصاحف الأخرى، ويدلّ على ذلك صراحة الآثار المروية في المراسلات التي كانت بين زيد بن ثابت وعثمان في رسم بعض الكلمات .
س5: ما سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان؟
لاختلاف القراءات على الرسم في المصاحف العثمانية على أربعة احتمالات
سبب بقاء بعض الاختلاف في القراءات بعد جمع عثمان
1- الاختلاف في طرائق نطق بعض الحروف والكلمات؛ ويدخل في ذلك الاختلاف في الهمز والتسهيل والإبدال والإشمام والإمالة والإدغام والمدّ والقصر وغيرها من احكام التي اطلق عليها فيما بعد بأحكام التجويد ومن هذا النوع الاختلاف في نطق الصاد في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
2- الاختلاف في ضبط بعض الكلمات وهو على قسمين
وهو نوعان مالا يتغير به المعنى كالاختلاف في {ضَعْف} و{ضُعف} قرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد والباقون بضمها
و النوع الثاني ما يختلف به المعنى كالاختلاف في قوله تعالى: {يَطْهُرن} قرأه حمزة والكسائي: {يطَّهَّرن}
3- اختلاف بسبب عدم تنقيط الحروف حيث كانت الكتابة سابقا دون نقاط و لا حركات - مثال يقال حا مهملة ب فوقية او تحتية - وهم يعنون بكلمة مهمة و فوقية و تحتية منقطة او محركة فلذلك وقد تقرأ الآية نحو قول الله تعالى: {وما الله بغافل عما يعملون} بالياء وبالتاء
4- النوع الرابع ما اختلف فيه في الرسم بين المصاحف العدة العثمانية وهي أحرف يسيرة نقلها الرواة، ومن أمثلتها ما كتب في بعض المصاحف في سورة الحديد: {فإن الله هو الغني الحميد} وفي المصحف المدني والشامي [فإنّ الله الغني الحميد] بغير (هو) وهي قراءة نافع المدني وابن عامر الشامي.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 11:53 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجموعة الثانية :

ج/1
تسميه المصحف :
الأصل : مصحف، وهو مصدر من أصحف ، أي : جعل في مصاحف ،مضمومة إلى بعضها ، مجموعة بين دفتين.
ويأتي: بكسر الميم وفتحها.
-مبدأ تسمية المصحف:
أول كتاب في اللسان العربي هو القرآن ،
كانت الكتابة قليلة عندهم ،
كتبوا ما احتاجوا إليه في الرسائل والوثائق .
-الصحيفة تجمع على صحف وصحائف ، إذا كانت متفرقة غير مضمومة، فإذا ضمت سميت مصحفا ، فإذا تعددت أجزاء الكتاب سميت تلك الأجزاء " مصاحف".
ومنه مصاحف أساقفة الحبشة، ومصاحفهم : كتبهم التي جمعوا صحائفها وضموا بعضها إلى بعض.
تسمية جارية على الأصل في تسمية الصحف المجموعة إلى بعضها بين دفتين مصحفا.
العرب لم يكن لهم كتاب غيره ، اشتهرت تسميته بالمصاحف حتى جعلت علما عليه .
ورد في الحديث " أن الرسول نهى أن يسافر بالمصحف لأرض العدو"
دفتا المصحف : ضمامتاه من جانبيه .
الشرج: عرى المصاحف.
الرصيع : زر عروة المصاحف.
الربعة: الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.

ج2/ أسباب جمع عثمان للقرآن :
لما كثرت الفتوحات وأقبل الناس على قراءة القرآن وحفظه : ظهر الخلاف والاختلاف في القرآن ، وقد يحصل التكفير ، وكادت تكون فتنة،
لاحظ بعض الصحابة ذلك وأنكره ، وبلغ ذلك عثمان ، فلما جاء حذيفة يخبر بالاختلاف ،خطب عثمان في الناس واستشار فقهاء الصحابة وقراءهم ، واجتمعت الكلمة على جمع مصحف إمام ،تستنسخ منه المصاحف ويلغى ماخلافه ،
وورد آثار تدل على تعدد الأسباب التي حملت عثمان على جمع المصاحف ،
كان الجمع على حرف واحد من مصاحف حفصة،

تأريخ جمع عثمان :
صعد عثمان المنبر وقال إنما قبض نبيكم قبل 15 سنة، وقد اختلفتم في القرآن ،
قال ابن حجر : أي سنة 25 هـ، في سنة 2أو 3 من خلافة عثمان ، وهو وقت فتح أرمينية،


ج3/
أوكل لزيد بن ثابت جمع ما اجتمع لديه من صحائف كتابية ،ومصحف أبو بكر لجمعه في مصحف واحد،
تولى زيد الجمع ، وأملاه : سعيد بن العاص .
مااتفق من تلك الصحف كتبوه على الاتفاق ، ومافيه اختلاف أخروه ليرفع لعثمان ،
اجتهد عثمان وقراء الصحابة في الاختيار بين الأحرف المختلفة بما يوافق لسان قريش والعرضة الأخيرة ،
لما فرغوا من المصحف الإمام عرضوه على عثمان وربما بعث لأبي بن كعب يسأله عن بعض الأحرف ،فيكتب له مايختار فيها ،
كان عثمان يتعاهـدهم في جميع مراحل عملهم ،
وقد نظم لهم العمل ورسم طريقه،
لما تم جمع النسخة الأولى من المصحف من مجموع تلك الصحف عرض مره أخرى على عثمان فلم يجدوا فيه شي من الاختلاف ، وكانوا قد اختلفوا في " التابوه" والتابوت
لما طابت نفس عثمان بالمصحف الإمام ، أمر بنسخ مصاحف أخرى
أعاد مصحف حفصة لها ، وأمر بحرق بقية المصاحف ، بإجماع الصحابة .

ج4/
الفرق بين جمع أبي بكر وعثمان :
جمع أبي بكر سببه الحاجة إلى حفظ نسخة مكتوبة من القرآن بعد موت الحفظة.
جمع عثمان سببه توقع من فتنة، واختلاف في الأحرف،
اختلاف الأسباب والمقاصد مؤثر في منهج العمل ،
جمع أبي بكر يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أي حرف من الأحرف السبعة ،ولم يكن بين الصحابة تنازع في أحرف القراءات ، بل كل يقرأ كما علم ، ولا يتنازع غيره فيما أقرئوا.
جمع عثمان لا بد من الاجتهاد في اختيار حرف واحد من مجموع الأحرف السبعة ،
لذا اجتهدوا في موازنه بين الأحرف المختلفة فيها وكتبوا المصاحف على ماارتاضوا من الاختيار بما يوافق لسان قريش ولا يخالف العرضة الأخيرة ، واجمعوا على ذلك ، وترك القراءة بما يخالفه.

ج5/
العسب : جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في طرفه العريض.
اللخاف: الحجارة الدقاق ، صفائح الحجارة
الرقاع : من جلد أو رق أو كاغد.
الأكتاف : عظم البعير أو الشاة.
الأقتاب: الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 جمادى الآخرة 1440هـ/10-02-2019م, 06:04 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الخامسة:

س1: ما فائدة جمع أبي بكر للقرآن؟ وما موقف الصحابة رضي الله عنهم منه؟

- جمع أبي بكر للقرآن كان رحمة للأمة، فبهذا الجمع حفظ أبو بكر رضي الله عنه القرآن من الضياع والنسيان إذا كثر القتلى في حروب الردة من القراءة والحفظة من الصحابة، وكان السبب الذي يمنع من جمع القرآن قد زال وهو انقطاع الوحي فالقرآن لن يُزاد فيه ولن يُنسخ منه شيء، وقد وفق الله عز وجل عمر بن الخطاب إذ أشار على أبي بكر بهذا الأمر.

أما موقف الصحابة من هذا الجمع:
فقد أجمعوا على صحة وصواب هذا الفعل، ولم يقع بينهم خلاف، وقد أثنى علي بن أبي طالب على فعل أبي بكر رضي الله عنه فقال: " رحم الله أبا بكر كان أعظم الناس أجرا في القرآن، هو أول من جمعه بن اللوحين". رواه أبو نعيم.
---------------------------------------

س2: عرّف بأسماء أجزاء المصحف وملحقاته في الزمان الأول.

كانت أوراق المصحف من أدم رقاق، وقد عرفت أجزاء المصحف بأسماء هى:
- دفتا المصحف، وهما ضمامتاه من جانبيه.
-الشرج وهو عرى المصحف.
- الرصيع، وهو زر عروة المصحف.
- الربعة، وهو الصندوق الذي يوضع فيه المصحف.
وقد تصحفت "الربعة "- أي تغيرت إلى خطأ -في كتاب تاريخ المدينة لابن شبة الذي طُبع إلى "الرقعة"، والصحيح " الربعة".
---------------------------------------

س3: لخّص موقف ابن مسعود رضي الله عنه من جمع عثمان.

- لما كثرت الفتوحات في زمن عمر وزمن عثمان، أقبل الناس على قراءة القرآن وحفظه وظهر الخلاف والتخاصم في القراءات لدرجة أن بعض الجهال كفر بعضهم بعضا، وقد أرسل حذيفة إلى عثمان يبلغه بمخافة وقوع الفتنة بسبب ذلك، فجمع عثمان كبار الصحابة وقراءهم واستقروا على جمع الناس على مصحف واحد، وذلك خشية اختلافهم وتنازعهم خاصة إذا تباعد الزمان بينهم وبين عهد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تلقوا القرآن من فيه صلى الله عليه وسلم.
- وقد ذكر ابن حجر أن جمع عثمان للقرآن كان أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين، أي بعد مُضي سنة واحدة من خلافته.
- وقد استحسن الصحابة فكرة الجمع على مصحف واحد، وكذلك كبار التابعين وقراءهم، ما عدا الصحابي عبد الله بن مسعود فقد عارض ذلك أول الأمر لأسباب ثم عاد فوافق ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم.

- أما أسباب معارضة ابن مسعود فترجع إلى:
-خوفه أن يؤدي ذلك الأمر- وهو الجمع على مصحف واحد- إلى ترك الأحرف التي قرأ بها والتي تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم خاصةً أنه لم يكن ممن اختارهم عثمان لجمع المصحف، إذا كان وقتها في العراق ومعظم الصحابة بالمدينة، وماكانت غضبة ابن مسعود طمعا في مكانة أو قصدا لنيل وجاهة، بل شق عليه أن يقرأ بغير القراءة التي تلقاها من النبي صلى الله علي وسلم، إذ كان يلزم من الجمع على حرف واحد الاختيار من القراءات ومن بينها القراءة التي قرء بها ابن مسعود.

- كان ابن مسعود يرى أن يكون ضمن الذين كُلفوا بجمع المصحف زمن عثمان رضي الله عنهما، إذ تلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وكان معلما في عهده صلى الله عليه وسلم، فكان له من العلم والفضل والمكانة التي تؤهله أن يكون ضمن الجماعة المُكلفة بالجمع.

- ولأن ابن مسعود قد تربى في مدرسة النبوة، فكان حكيما عاقلا لما رأى مصلحة الأمة في جمعها على مصحف واحد رجع عن معارضته، وكان قبل ذلك يأمر الناس بأن يقرأوا كما عُلموا ولا يُنكر على من قرأ بقراءة صحيحة، فلما لزم رأي الصحابة والتابعين بالموافقة والرضا عن الجمع صار يُسكن الناس حتى يطمئنوا أن رجوعه كان للأمر الأصوب ،بأن الاختلاف في الأحرف لا يغير المعنى وكل ما تدل عليه فهو الحق.
---------------------------------------

س4: كم عدد المصاحف العثمانية؟

اختلف في عدد المصاحف التي أمر عثمان بكتابتها، وأصح ما روي في هذا الباب ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ عثمان "أرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق".
وجاءت الروايات بأن عددها أربعة مصاحف وهو أقل عدد ذُكر، وهو الأصح وعليه الآئمة كما ذكر أبو عمر الداني، وقيل خمسة وهو الأشهر كما ذكر ابن حجر، وقيل سبعة، وقيل ثمانية.

فأما القول بأنها أربعة مصاحف فإن واحدا منها بالمدينة، والثلاثة الآخرين موزعين على الشام والكوفة والبصرة.
- وقال أبو عمرو الداني بأن أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن؛ فوجّه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، وأمسك عند نفسه واحدة. وذكر بأن هذا القول هو الأصح وعليه الأئمة.

ودليل وجود مصحف بالمدينة:
- في الصحيحين من حديث يزيد بن أبي عبيد قال: كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف.
فقلت: يا أبا مسلم، أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة!
قال: "فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها".

وذكر ابنُ رجب في شرحه على صحيح البخاري أن الأسطوانة متوسطة في الروضة الشريفة.
وقال ابن حجر: (قوله: (التي عند المصحف) هذا دالٌّ على أنه كان للمصحف موضع خاص به.
وعند مسلم قال: ( يصلي وراء الصندوق) يريد صندوق المصحف وهو الربعة.

- وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال: "إنَّ أول مَن جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمانُ بن عفان، ثم وضعه في المسجد فأمر به يُقرأ كلَّ غداة". رواه عمر بن شبة.

ودليل وجود مصحف بالبصرة:
- ما رواه ابن أبي داوود عن عبد الأعلى بن الحكم الكلابي أنه دخل على حذيفة وابن مسعود وأبي موسى الأشعري؛ فإذا عندهم مصحف أرسل به عثمان وأمرهم أن يقيموا مصاحفهم عليه.
وكان اجتماعهم في البصرة لأنه لما حضرت الصلاة قدموا أبا موسى ليصلي بهم وكان في داره وهو أمير البصرة.

ودليل وجود مصحف بالشام والبصرة والكوفة:
- وقال إبراهيم النخعي: (قال رجل من أهل الشام: مصحفنا ومصحف أهل البصرة أحفظ من مصحف أهل الكوفة). فذكر الخبر، وهو في كتاب المصاحف لابن أبي داوود من طريق جرير عن مغيرة عن إبراهيم.

ودليل وجود مصحف بالمدينة والشام والبصرة والكوفة:
- قال حمزة الزيات القارئ: (كتب عثمان أربعةَ مصاحف، فبعث بمصحف منها إلى الكوفة، فوُضِعَ عند رجل من مُراد، فبقي حتى كتبتُ مصحفي عليه). رواه ابن أبي داوود.


- وقيل خمسة مصاحف:
- وذكر ابن حجر أنها خمسة وهو المشهور، فيكون كما ذكرنا في كون واحدا منها في الشام ، وواحدا في الكوفة، وواحدا في البصرة، واثنان في المدينة، أحدهما هو المصحف الإمام الذي جعله عثمان لنفسه.

- وقيل سبعة مصاحف:
-فقال ابن أبي داوود: سمعت أبا حاتم السجستاني قال: (لما كتب عثمان المصاحف حين جمع القرآن، كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا).

- وقال أبو عمرو الداني بأنه قيل أن عثمان جعل سبع نسخ، ووجّهَ من ذلك أيضاً نسخة إلى مكة، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين، بالإضافة إلى الأربعة في الشام والبصرة والكوفة والمدينة.

- وقيل ثمانية مصاحف:
- قال ابن الجزري في النشر: (فكتب منها عدة مصاحف، فوجه بمصحف إلى البصرةِ، ومصحف إلى الكوفةِ، ومصحف إلى الشامِ، وترك مصحفاً بالمدينة، وأمسك لنفسه مصحفاً الذي يقال له: "الإمام"، ووجَّهَ بمصحف إلى مكة، وبمصحف إلى اليمن، وبمصحف إلى البحرين)ا.هـ.

وأيا ما كان عدد المصاحف فإن صارت تُستنسخ وتُرسل إلى الأقطار وانتشرت في البلدان.
---------------------------------------

س5: هل كلّ ما خالف المصاحف العثمانية منسوخ بالعرضة الأخيرة؟

ذكر البعض أن ما خالف المصاحف العثمانية هو منسوخ بالعرضة الأخيرة، وهى دعوى باطلة منشأها بعض المتكلمين كالأشعري والباقلاني وقد ذكرالزرقاني هذه الدعوى في مناهل العرفان.
وقد ذكر ابن تيمية حاصل كلامهم فقال: "ومن هؤلاء من يقول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولا، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة، وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرا عليهم وهو أوفق لهم، أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الآخرة، ويقولون إنه نسخ ما سوى ذلك.
وهؤلاء يوافق قولهم قول من يقول إن حروف أبي بن كعب وابن مسعود وغيرهما مما يخالف رسم هذا المصحف منسوخة"ا.هـ.

وبطلان هذه الدعوى يتضح من خلال عدة أمور:

1. كان الصحابة قبل جمع عثمان للمصحف الإمام يقرؤون على أحرف مختلفة غير منسوخة، سواء في صلاتهم أو تعليمهم، ولم يُنكر بعضهم على بعض ذلك، وكان حذيفة يعلم باختلاف القراء ولم ينكر على أحد.

2. كان ابن مسعود وأبو الدرداء يُقرءان العدد الكثير ويشرفان على الحلق، فلا يُتصور أن يكون هناك من يقرأ بين المتعلمين بالمنسوخ، وإن وقع ذلك بين الناس سيكون خارج حلق تعليم الصحابة، وسيكون من الرجل أو الرجلين وليس العدد الكثير.
3. أن الغرض من جمع عثمان هو جمع الناس على حرف واحد في مصحف إمام دفعا للفرقة والفتنة، ولم يكن بسبب إصرار أحد القراء على القراءة بالمنسوخ، وكان ابن مسعود وزيد كل يقرأ بقراءة تخالف قراءة صاحبه ولم يُنكر أحد منهما على الآخر ولم تكن قراءتهما منسوخة، وكلاهما قد قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وشهدا العرضة الأخيرة.

فلا يلزم من القول أن المصاحف العثمانية لم تحتوي على الأحرف السبعة أن ما خالفها يكون منسوخا.

وقد قال ابن الجزري : (إذا قلنا إن المصاحف العثمانية محتوية على جميع الأحرف السبعة التي أنزلها الله تعالى كان ما خالف الرسم يُقطع بأنه ليس من الأحرف السبعة، وهذا قول محظور لأن كثيرا مما خالف الرسم قد صح عن الصحابة رضي الله عنهم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم) ا.هـ

- ملخص قول ابن تيمية وتهذيب ابن الجزري لقول ابن تيمية رحمهما الله في مسألة القراءة بغير الرسم العثماني كقراءة ابن مسعود وأبي الدرداء.
فللعلماء قولين في ذلك :
القول الأول: يجوز لقراءة الصحابة والتابعين بهذه الأحرف في الصلاة، وهذا أحد القولين لأصحاب الشافعي وأبي حنيفة وإحدى الروايتين عن مالك وأحمد.

القول الثاني: لا يجوز – وهو قول أكثر العلماء- ورواية عن مالك وأحمد- والسبب في عدم الجواز:
- لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وإن ثبتت هذه القراءات برواية الثقات فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة – تلاوة- وهى قراءة زيد بن ثابت وغيره وقد أقرها الخلفاء الراشدون وكتبها أبو بكر وكتبها عثمان حين جمعا القرآن.
- أوثابتة بالنقل منسوخة بإجماع الصحابة عى المصحف العثماني.
-أوأنها لم تنقل إلينا نقلا يثبت بمثله القرآن.
- أو أنها لم تكن من الأحرف السبعة.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 جمادى الآخرة 1440هـ/13-02-2019م, 01:24 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة جمع القرآن

أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.

المجموعة الأولى

عبد الكريم محمد: ب+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
س1: الحكمة من النهي:
أن الاختلاف في كتاب الله يؤدي إلى فتن تؤدي إلى تفرق الأمة وهلاكها، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري: " ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ".
س3: تتمة كلام السمهودي:
أنه يوجد أكثر من مصحف عليه آثار الدم في نفس الموضع، وذلك في القاهرة ومكة، ومصحف عثمان الذي قُتل وهو معه واحد، هذا ملخص ما قاله.
وروى عمر بن شبة في تاريخ المدينة عن مسلمة بن عبد الملك عن أبيه خبرًا فيه أن آل عثمان قيل لهم أخرجوا مصحف عثمان يُقرأ، فقالوا: أصيب المصحفُ يومَ قتل عثمان رضي الله عنه.
س4:
- تصحيح إملائي: ولابن الجزري.
وأرجو مراجعة التعليق على الأخت ميمونة.
س5: بداية الإجابة تكون ببيان سبب احتمال المصحف العثماني لهذه القراءات، وهو أن المصحف العثماني غير منقوط ولا مضبوط بالشكل، والمعول في الإقراء كان على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الصحابة يقرئون الناس بما يحتمله رسم المصحف وما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.


ميمونة التيجاني:ب+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1: السؤال عن أثر التزام الصحابة بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف في القرآن.
س3: راجعي التعليق على الأخ عبد الكريم محمد.
س4: الإجابة تحتاج لمزيد تنظيم.
أولا: قول أبو الحسن الأشعري يشمل مصحف أبي بكر ومصحف عثمان رضي الله عنهما، فهو يرى أن من حفظ القرآن حفظ الأحرف السبعة؛ فهي موجود للآن، ثم تطور هذا القول حتى جاء أبو عمرو الداني وزعم أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه يُحتمل أنه كان يحتوي على جميع الأحرف السبعة ومصحف عثمان رضي الله عنه يحتوي على حرف واحد، في محاولة للتفريق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.
ثانيًا: الحجج على ضعف القول بأن مصحف أبي بكر يشمل الأحرف السبعة:
1: أن الغرض من جمع أبي بكر كان جمع القرآن كله بين دفتين، ولم يكن الغرض التدقيق في اختلاف الأحرف السبعة، لا استيعابها في المصحف، ولا التزام أحدها.
2: أن هذا القول يفضي إلى تكرار سبعة نسخ من مصحف أبي بكر رضي الله عنها، أو تكرار الكلمة التي بها خلاف في القراءة حسب عدد القراءات فيها، وهذا لا دليل عليه، ومع دقة الصحابة في نقل كل ما يخص القراءات من أخبار، وكونه لا دليل على هذا؛ فيبعد حصول هذا.
3: قول مروان بن الحكم لابن عمر لما أراد إتلاف مصحف أبي بكر أنه يخشى أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان فيه دلالة على أنّه لم يكن جامعاً للأحرف السبعة، ولو كان الأمر مشهورًا ومعروفًا لما احتاج إلى التعبير بالخشية - كما ذكرتِ -
4: ثم ما ذكرتيه بشأن جمع عثمان رضي الله عنه للصحف، والتوثق منها أنها من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم.
س5. أرجو مراجعة التعليق على الأخ عبد الكريم.

المجموعة الثانية:


إنشاد راجح: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1:
تتمة:
فجاءت التسمية على الأصل اللغوي في تسمية العرب للصحف المجموعة بين دفتين مصحفًا.
ويحسن كذلك الاستشهاد بأثر أم سلمة رضي الله عنها حين كانوا بحضرة النجاشي وأساقفته.
كذا بيان بعض الآثار المعلولة خاصة ما جاء في تسمية المصحف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

س4:
قولكِ:
اقتباس:
فأمما جمع أبي بكر فكانت نسخته تحتمل الأحرف السبعة، وكان كل صحابي يقرأ بالقراءة التي تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأحرف السبعة هى قرآن حق من عند الله.
هذه العبارة غير دقيقة.
والأولى القول:
بأن جمع أبي بكر رضي الله عنه لم يكن يشترط جمع الناس على حرف واحد، ولم يمنع الناس من القراءة بالأحرف السبعة بل احتفظ كل واحد بصحفه، ومصاحفه، ولا يوجد ما يدل على أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه كان مشتملا على جميع الأحرف السبعة ولا أنه كان على حرف واحد بل الأثر والنظر يردهما - كما هو مفصل في الدرس -


ناديا عبده:

س1:
تتمة:
اشتهرت تسميته بالمصحف بناء على الأصل اللغوي بتسمية الصحف المجموعة بين دفتين مصحفًا.
ثم نذكر بعض الشواهد اللغوية من الشعر، بالإضافة لحديث أم سلمة رضي الله عنها وما كان من الأساقفة عند النجاشي.
وأحسنتِ بيان بعض الآثار.
س3: راجعي إجابة الأخت إنشاد راجح بشأن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري - أنس بن مالك - عبد الله بن عباس، رضي الله عنهم.

س4:
قولكِ:
اقتباس:
* منهج العمل :
- في جمع أبو بكر لم تكن هناك حاجة للاجتهاد
ينبغي التفصيل؛ لم تكن هناك حاجة للاجتهاد في ماذا؟

صالحة الفلاسي: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
س1:
لبيان مبدأ التسمية نحتاج بيان ثلاث نقاط:
1: أنه جاء على الأصل اللغوي، وهذا أحسنتِ بيانه.
2: شواهد على هذا الأصل اللغوي من الشعر والأثر.
3: بيان بعض الآثار المعلولة في هذه المسألة.
وأرجو مراجعة التعليق على الأختين إنشاد وناديا.

حليمة السلمي: أ

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك.
س1: أرجو مراجعة التعليق على الأخت صالحة وبقية الأخوات.
س2:
من أهم معايير الإجابة في هذه الدورة، حفظ الدليل، إذ لا يمكنكِ رد الشبهات إلا بمعرفة الدليل الصحيح، ومن ثم تمييز الصحيح من الضعيف.
فعلى الأقل احفظي أحد الأدلة، بارك الله فيكِ.


عبد الكريم الشملان: ب
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
س1: أرجو مراجعة التعليق على الأخت صالحة.
- الحديث الذي أوردت ينبغي بيان ما به من ضعف؛ فالصحيح أنه لم يأت بلفظ " المصحف" بل " القرآن"
- أسماء أجزاء المصحف غير مطلوبة في هذا السؤال.
س2:
اقتباس:
كان الجمع على حرف واحد من مصاحف حفصة،
هذه العبارة بها عدة أخطاء:
1. تُشعر أن مصحف أبي بكر لم يكن به سوى حرف واحد وهذا لا دليل عليه.
2. تُشعر أن مصدر مصحف عثمان رضي الله عنه كان مصحف أبي بكر فقط، وهذا مخالف لبقية الأدلة.
- وأرجو مراجعة التعليق على الأخت حليمة السلمي.

س3:
السؤال يكفي لإجابته سرد أسماء الكتب فقط، والاستشهاد بأثر أنس رضي الله عنه الذي في صحيح البخاري.
عن أنس رضي الله عنه أن عثمان أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا الصحف التي كانت عند حفصة في المصاحف.
وقد فاتك ذكر عبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 جمادى الآخرة 1440هـ/13-02-2019م, 10:19 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

س4 الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان بن عفان - رضي الله عنهما -:
* منهج العمل :

إن في جمع أبي بكر - رضي الله عنه - لم هناك حاجة لاجتهاد الصحابة في اختيار حرف واحد بعينه من مجموع الأحرف السبعة , فقد كان يكفي فيه أن تكتب نسخة منه على أي حرف من الأحرف السبعة , فقد انتفى التنازع بين الصحابة في أحرف القراءة , فكل يقرأ بما عُلم ولا ينكر على غيره .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 شعبان 1440هـ/20-04-2019م, 09:41 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟


مصدر من أصحف، والمعنى جعل في صحائف مضمومة مجموعة بين دفتين.
ولم تكن العرب تطلق كلمة المصحف لعدم وجود المصاحف في زمانهم، فكانت أمة أمية وغالب كتاباتهم كانت في صحائف، ولم تكن مضمومة إلى بعضها.
وكانت العرب تسمي كتب أهل الكتاب بالمصاحف، قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفانِ .. ورسم عفت آياته منذ أزمان
أتت حجج بعدي عليها فأصبحت ... كخط زبور في مصاحف رهبان
وسمي القرآن المجموع في صحائف مصحفا على الأصل اللغوي في معنى مفردة المصحف، ولم يسمه النبي صلى الله عليه وسلم لعدم جمع المصحف في زمانه، والأحاديث في لك معلولة ، ولم يعرف من بدأ بتسميته ،ولأن العرب لك تكن لهم مصاحف، أطلق على القرآن المصحف على العهد الذهني بعد ذلك.
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟

لما بلغه اختلاف الناس في القراءات في الأمصار، وكل كان يقرأ بقراءة مختلفة ويختارها على غيرها ويماري بعضهم في ذلك، فأرسل إليه حذيفة بأن يدرك القوم قبل أن يختلفوا في القرآن، فرأى عثمان والصحابة رضي الله عنهم أن يجمعوا الناس على مصحف إمام على حرف قريش، ويكون على العرضة الأخيرة، ثم أمر الناس أن يقيموا مصحافهم وقرءاءتهم على ذلك المصحف.

س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.

زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وجاء ذلك فيما رواه البخاري.
وأن زيد هو الكاتب وأن سعيد بن العاص هو من كان يملي عليه.
وفي كتاب المصاحف ذكر ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أبي بن كعب.
وذكر ابن حجر من رواية ابن أبي داود جماعة منهم:
- مالك بن أبي عامر ، وكثير بن أفلح وأنس بن مالك وابن عباس .

س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

أن الفرق بين جمع أبوبكر وجمع عثمان رضي الله عنهم مبني على اختلاف الداعي إلى الجمع، فجمع أبوبكر كان بعد أن استحر القتل في اليمامة بالقراء، وخشي أبوبكر رضي الله عنه من ضياع القرآن بسبب كثرة القتلى من القراء، فجمعه في مصحف وكان عنده ولم ينشره بين الناس، وكانت الاتماد في القراءة والإقراء على أخذوه مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم، وكل يقرأ كما علم، وأما ما جمعه أبوبكر فهو بمنزلة ضمان عدم ذهاب شيء منه.
وأما جمع عثمان فكان بسبب اختلاف الناس في الأحرف والقراءات والمجادلة في ذلك، وخشية أن يختلفوا في الكتاب، فجمعهم على مصحف إمام وعلى حرف واحد وهو حرف قريش وعلى العرضة الأخيرة وأرسل نسخا منه إلى الأمصار، فكان في هذا اجتهاد أكبر في الاختيار بين الأحرف السبعة، وكان فيه جمع وإلزام على الإقراء على رسم هذا المصحف، وهذا الاختلاف في السبب الداعي للجمع مؤد للاختلاف في ما جمعوه.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

العسب: جريد النخل.
اللخاف جمع لخفة وهي الحجارة الدقاق
الرقاع: جمع رقعة تكون من جلد أو رق أو كاغد
الأكتاف: العظم للبعير أو الشاة إذا جف كتبوا عليها
الأقتاب: جمع قتب الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 رمضان 1440هـ/22-05-2019م, 02:40 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: ما معنى المصحف؟ وما مبدأ التسمية به؟


مصدر من أصحف، والمعنى جعل في صحائف مضمومة مجموعة بين دفتين.
ولم تكن العرب تطلق كلمة المصحف لعدم وجود المصاحف في زمانهم، فكانت أمة أمية وغالب كتاباتهم كانت في صحائف، ولم تكن مضمومة إلى بعضها.
وكانت العرب تسمي كتب أهل الكتاب بالمصاحف، قال امرؤ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفانِ .. ورسم عفت آياته منذ أزمان
أتت حجج بعدي عليها فأصبحت ... كخط زبور في مصاحف رهبان
وسمي القرآن المجموع في صحائف مصحفا على الأصل اللغوي في معنى مفردة المصحف، ولم يسمه النبي صلى الله عليه وسلم لعدم جمع المصحف في زمانه، والأحاديث في لك معلولة ، ولم يعرف من بدأ بتسميته ،ولأن العرب لك تكن لهم مصاحف، أطلق على القرآن المصحف على العهد الذهني بعد ذلك.
س2: ما الأسباب التي حملت عثمان بن عفان رضي الله عنه على جمع القرآن؟

لما بلغه اختلاف الناس في القراءات في الأمصار، وكل كان يقرأ بقراءة مختلفة ويختارها على غيرها ويماري بعضهم في ذلك، فأرسل إليه حذيفة بأن يدرك القوم قبل أن يختلفوا في القرآن، فرأى عثمان والصحابة رضي الله عنهم أن يجمعوا الناس على مصحف إمام على حرف قريش، ويكون على العرضة الأخيرة، ثم أمر الناس أن يقيموا مصحافهم وقرءاءتهم على ذلك المصحف.
[أحسنت، واحرص على حفظ دليل واحد على الأقل على كل مسألة من مسائل هذه الدورة على الأقل؛ لأهمية حفظ الأدلة الصحيحة في رد الشبهات بعد ذلك بإذن الله]
س3: اذكر أسماء كتبة المصاحف العثمانية.

زيد بن ثابت، وعبدالله بن الزبير، وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وجاء ذلك فيما رواه البخاري.
وأن زيد هو الكاتب وأن سعيد بن العاص هو من كان يملي عليه.
وفي كتاب المصاحف ذكر ابن سيرين عن كثير بن أفلح أن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أبي بن كعب.
وذكر ابن حجر من رواية ابن أبي داود جماعة منهم:
- مالك بن أبي عامر ، وكثير بن أفلح وأنس بن مالك وابن عباس .
[وفي صحة ثبوت بعضهم في كتاب المصاحف العثمانية ضعف، وقد بينه الشيخ عبد العزيز الداخل في الدروس فأرجو مراجعته]
س4: لخّص الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما.

أن الفرق بين جمع أبوبكر وجمع عثمان رضي الله عنهم مبني على اختلاف الداعي إلى الجمع، فجمع أبوبك [أبي بكر] ر كان بعد أن استحر القتل في اليمامة بالقراء، وخشي أبوبكر رضي الله عنه من ضياع القرآن بسبب كثرة القتلى من القراء، فجمعه في مصحف وكان عنده ولم ينشره بين الناس، وكانت الاتماد في القراءة والإقراء على أخذوه مشافهة من النبي صلى الله عليه وسلم، وكل يقرأ كما علم، وأما ما جمعه أبوبكر فهو بمنزلة ضمان عدم ذهاب شيء منه.
وأما جمع عثمان فكان بسبب اختلاف الناس في الأحرف والقراءات والمجادلة في ذلك، وخشية أن يختلفوا في الكتاب، فجمعهم على مصحف إمام وعلى حرف واحد وهو حرف قريش وعلى العرضة الأخيرة وأرسل نسخا منه إلى الأمصار، فكان في هذا اجتهاد أكبر في الاختيار بين الأحرف السبعة، وكان فيه جمع وإلزام على الإقراء على رسم هذا المصحف، وهذا الاختلاف في السبب الداعي للجمع مؤد للاختلاف في ما جمعوه.

س5: ما المقصود بالعُسب واللخاف والرقاع والأكتاف والأقتاب؟

العسب: جريد النخل.
اللخاف جمع لخفة وهي الحجارة الدقاق
الرقاع: جمع رقعة تكون من جلد أو رق أو كاغد
الأكتاف: العظم للبعير أو الشاة إذا جف كتبوا عليها
الأقتاب: جمع قتب الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه.


التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir