دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1438هـ/13-07-2017م, 02:42 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة مسائل الإيمان بالقرآن

*؛* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *؛*
( القسم الأول )

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب عن أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.


المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 شوال 1438هـ/13-07-2017م, 11:25 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس المذاكرة :
المجموعة الثانية :
س1: بم يتحقق الإيمان بالقران .
ج: يتحقق الايمان بالقران من خلال الاعتقاد والقول والعمل , كما يلي:
1- الايمان الاعتقادي بالقران : أي التصديق الجازم بأن القران منزل من الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه وسلم محفوظ بأمر الله , والتصديق بكل ما اخبر به القران من اخبار وأحكام وقصص والخضوع بأوامر الله و اتباعه والانقياد له سبحانه .
2- الايمان القولي ويكون بتلاوة القران تعبداَ وتصديقاَ .
3- الايمان العملي ويكون بأتباع القران وتطبيقه عمليا وامتثال أوامر الله والانتهاء عن نواهيه قال تعالى إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجر كبيرا .

س2: بين أهمية معرفة مسائل الإيمان بالقران , وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة ؟.
اهميتها من خلال :
1- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القران الكريم حسب الأدله الشرعية الصحيحة الدالة على مسائل الايمان بالقران .
2- تقرير الاستدلال لمسائل الايمان بالقران من خلال معرفة الدليل ومأخذ الاستدلال ومعرفه الاثار في ذلك حتى يدعو لها على بصيرة وبينه , لئلا يغتر بالشبه أو يسيئ فهم أقوال اهل العلم او الميل الى الأهواء والزيغ .
3- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنه والجماعة في مسائل الإعتقاد ومراتبهم ودرجات مخلافاتهم وأصول شبهاتهم ونشأت أقوالهم وحجج الرد عليهم وتفنيد أفكارهم وخلافاتهم وبدعهم .
ويحقق طالب العلم هذه المعرفه من خلال :
1- التفقه في بصائر القران وبيناته وفقه مقاصد الأيات ودلالاتها وأحوالها والربط بين معانيها .
2- إلزام النفس بكلمه التقوى , وجعلها تصبر على إمتثال ما أمر الله به .
فمن صحح الامرين صلح سلوكه فلا بد من العلم والإرادة .

س3 : كيف يكون الاهتداء بالقران ؟.
يكون بتصديق أخباره وعقل أمثاله وامتثال أوامره واجتناب نواهية ومعرفه تفسيره والعمل بهداياته وتدبر ألفاظه وتصديق أخباره , وذلك يورث القلب يقيناَ ويزداد علما ,ويزيد اهتدائه به وصولا لمرتبة الإحسان .

س4 :بين فضل الايمان بالقران .
من تلك الفضائل :
1- أن القرآن أعظم هاد للإنسان الى ربه عز وجل ، يعرفه بإسمائه وصفاته و أوامره وتشريعاته والايمان به وطريق جنته .
2- يهدي الانسان للتي هي أقوم : " هدى وبشرى للمؤمنين "
3- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه ،ويزيد تلاوة وذكرا وعباده و يقينا وهداية وايمانا, فالايمان بالقران ينفع الانسان في الجانب العلمي والعملي .

س5 : دلل على إثبات صفه الكلام لله تعالى من الكتاب والسنة .
الدليل من القران لقوله تعالى "وكلم الله موسى تكليما ".
وقال تعالى " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ".
الدليل من السنه قوله صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ..."
وحديث " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان ..."

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 02:54 PM
محمد شحاته محمد شحاته غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 140
افتراضي

المجموعة الأولى
1-بيان وجوب الايمان بالقرآن
قال الله تعالي ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله)
وقال (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب)
فالإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان وفى حديث جبريل(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره)
والإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل
فالإيمان الاعتقادي أن يصدق بأنه كلام الله حق لا باطل فيه وأنه محفوظ بأمره ويعتقد وجوب ما اوجبه الله فيه وتحريم ما حرمه
والإيمان القولي ان يقول ما يدل على إيمانه به ومن ذلك تلاوته
والإيمان العملي اتباع هديه بامتثال أوامر الله فيه واجتناب نواهيه
2-أنواع مسائل الإيمان بالقرآن
1- مسائل اعتقادية فيما يجب اعتقاده فى القرآن ومعرفة الأحكام العقدية ويجب الاعتناء بمسائل ثلاث:
- معرفة القول الحق فى مسائل الاعتقاد فى القرآن الكريم بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح.
- تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها وآثارها ومآخذ الاستدلال.
- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة وشبهاتهم ودرجتها وكيفية الرد عليها.
2- مسائل سلوكية يقصد بها الانتفاع ببصائر القرآن وهدايته ومواعظه وتدبر آياته للعمل والانتفاع بها، وهذا قائم على أصلين:
- البصائر والبينات وهى أشمل من قول البعض المعرف والحقائق
قال تعالي:(هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون) وهذا الجانب العلمي.
ويكون تحصيله بالفقه في بصائر الآيات والتفكر فيها وتدبرها.
- اتباع الهدى باتباع الأوامر واجتناب النواهي وهذا الجانب العملي.
- ويكون تحصيله بإلزام النفس بتحصيل التقوى.
3-تنقسم الأمثال الى:
تصريحية وهى ما يأتى فيها لفظ المثل(واضرب لهم مثلا أصحاب القرية..)
كامنة وهى التى تفيد المثل دون التصريح باللفظ( لو أنزلنا هذا القرءان على جبل ...)
وعقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرءان فمن وعى الأمثال وفق مقاصدها وعرف ما يراد منها وفعل ما أرشدت اليه واهتدى بها صلح عمله وحسنت عاقبته. وهى تفيد المؤمن فى البصائر والبينات وترشد الى أحسن السبل والتفكر فى العواقب والمآلات كما أنها نوع من وسائل التعليم
4-فضائل الإيمان بالقرآن
- أعظم هاد للمؤمن ويرشده الى سبيل ربه بمعرفته ومعرفة أسمائه وصفاته وكيف يتحصل على رضوانه وينجو من عقابه.
- يهدى المؤمن للتى هى أقوم فى جميع شؤونه.
- يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه فتكون تلاوته عبادة وذكر وهداية قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا)
5-عقيدة أهل السنة والجماعة اثبات صفة الكلام لله تعالى وأن كلامه بحرف وصوت وقد تكلم بالكتب السماوية.
وهى صفة ذاتيه له باعتبار نوعها وصفة فعلية باعتبار آحادها فهو لم يزل متكلما كيف شاء وبما شاء.
وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين فليس كمثله شىء وكلماته لا يحيط بها أحد ولا تنفذ.
قال تعالى (منهم من كلم الله)، (وكلم الله موسى تكليما) ، (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه)، (ومن اصدق من الله قيلا)، ( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن هذه الشجرة) ، (فأجره حتى يسمع كلام الله)
وفى السنة: حديث عدى بن حاتم: (ما منكم من أحد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان......)متفق عليه
وحديث عبد الله بن مسعود ( إذا تكلم الله بالوحى سمع أهل السماوات صلصلة ......)رواه أبو داوود والدارمى والمروزى وغيرهم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 03:05 PM
سلطان الفايز سلطان الفايز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 71
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
يجب الإيمان بالقران ايماناً جازماً لا شك فيه ،وأنه كلام الله منزل من الله على نبيه ؛ وقد دلت الآيات والأحاديث على ذلك؛ فمن الأدلة على وجوب الإيمان بالقران قوله تعالى (فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) ، ومن لم يؤمن بالقران فهو كافر مُتوعد بالعذاب الشديد قال الله تعالى (ولقد أنزلنا إليك ايات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون ) ، وقد توعد الله اليهود والنصارى إن لم يؤمنوا بالقران قال تعالى (يأيها الذين أوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على أدبارها ...) الآية

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين :
1/ مسائل اعتقادية ، وهي المسائل التى تُبحث في كتب الإعتقاد مثل الإيمان بالقران وأنه منزل غير مخلوق ....
2/ مسائل سلوكية ، وهي المسائل التى يُعنى فيها بالاهتداء بالقران وتدبره ومعرفة أمثاله ومواعظه ....

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.

1/ امثال صريحة .
2/ امثال كامنة .
ويكون عقل الأمثال أصل في الإهتداء بالقران ؛لأن الله قد ضرب لكل شئ مثلاً في القران (ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل ..) فمن فهمها وعقلها فقد نال من الهداية أصلاً عظيما .

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
قال تعالى (وإنه لهدى ورحمة للعالمين )
وقال تعالى (وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ..)
إلى غير ذلك من الأدلة على فضائل القران التى لايمكن حصرها ،فكيف وهو كلام الله كفى به فضلاً

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى
يُثبتون لله صفة الكلام لله تعالى وأنه يتكلم متى شاء بما شاء بصوت وحرف يُسمع من شاء من خلقة على صفة تليق بكماله وجلاله لا يشابه احد من المخلوقين .
وقد تظافرت نصوص الوحيين بثبات هذه الصفة له سبحانه ..

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 03:21 PM
معاذ المحاسنة معاذ المحاسنة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 66
افتراضي

المجموعة (1 ) السؤال الأول:
يقول الله تعالى في محكم التنزيل : ( فأمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ). و قد قال ابن جرير في تفسير ( النور الذي أنزلنا ) أنه القرآن الكريم المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و جاء في الحديث الشريف الذي رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى عن سيدنا عمر بن الخطاب عندما سئل جبريل عليه السلام عن الايمان فقال عليه السلام : ( أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر , و تؤمن بالقدر خيره و شره ).
و لهذا فأن الايمان بالقرآن الكريم أصل من أصول الايمان لا يصح ايمان المرء الا به , و من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر بأجماع الأمة و قد توعده الله العذاب الشديد, قال تعالى : ( و لقد أنزلنا ءايت بينت و ما يكفر بها الا الفاسقون).
و يكون الايمان بالقرآن الكريم على ثلاثة محاور أساسية و هي : 1- الايمان الاعتقادي 2- الايمان القولي 3- الايمان العملي .
أما الايمان الاعتقادي بالقرآن الكريم : فهو التصديق بأن القرآن كلام الله تعالى الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأجل اخراجهم من الظلمات الى النور , و يهديهم الى صراط الله المستقيم , و أن القرآن حق لا يأتيه الباطل من بين يديه و من خلفه , و أن القرآن محفوظ بأمر الله تعالى في القلوب و الصدور , و أنه معجز لا يستطيع أحد الايتيان بمثله.
و أنه يجب التصديق بكل ما جاء فيه و أنه يجب الامتثال لما أمر الله فيه , و الابتعاد عما نهى عنه .
و أما الايمان القولي : فهو أن يقول المؤمن على الايمان بالقرآن الكريم , و تصديق ما أنزل الله فيه , و يكون ذلك بتلاوته تصديقا له و تعبدا لله تعالى.
و أخيرا, الايمان العملي بالقرآن : و هو أن يتبع المؤمن هدى الله تعالى الذي أمر فيه , و يكون ذلك بفعل و التزام ما أمر الله فيه, و الابتعاد عما نهى الله عنه و زجر.
و لا يكتمل ايمان المرء بالقرآن الكريم الا باجتماع كل هذه الأنواع الثلاثة من الاعتقاد.
السؤال الثاني :
تنقسم مسائل الايمان بالقرآن الكريم الى قسمين رئيسيين هما:
1 - المسائل الاعتقادية : و هي المسائل التي يعتني بها العلماء من حيث الاعتقاد بالقرآن الكريم , و منها أن القرآن كلام الله و صفة من صفاته , و أنه غير مخلوق , و أنه أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم , لاخراج الناس من الظلمات الى النور , و أنه ناسخ لكل الكتب السماوية التي سبقته , و أن القرآن بدأ من الله تعالى و يعود اليه , و أن يؤمن المؤمن ايمانا جازما بوجوب الايمان بالقرآن و المتثال لما أمر الله به , و الابتعاد و اجتناب ما نهى عنه و زجر فيه.
و قسم علماء السنة و الجماعة هذه المسائل ( العقدية ) في كتبهم الى قسمين هما: أ- الأحكام ( العقدية ) ب- الآداب .
أ- أما الأحكام العقدية و هي التي تبحث فيما يجب على المرء اعتقاده , و تبحث أيضا بكل ما يتعلق بأمور البدع , و حكم مرتكب الكبيرة و الى ما ذلك من الأمور العقدية.
ب- و أما الآداب: و هي دراسة المسائل على منهاج أهل السنة و الجماعة , فيما يتعلق بالتلقي و الاستدلال , و التعليم و التأليف , و الآداب المتعلقة بطرح الأسئلة و الدراسة, و البيان و المناظرة و الرد على المخالفين من أهل الأهواء و البدع.
أما النوع الثاني من المسائل فهو:
2- المسائل السلوكية: وهي كل ما يعتني الانتفاع بالقرآن و بصائره و هداياته و مواعظه , و طرق الهداية في القرآن الكريم , و عقل الأمثال فيه , و التعرف على مقاصد هذه الأمثال و ما تدل عليه من النفع للايمان.
و قسم علماء السلوك مسائل السلوك في القرآن الى قسمين هما :
أ- البصائر و البينات : و تسمى أيضا المعارف و الحقائق. قال تعالى: ( هذا بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يوقنون ).
ب- اتباع الهدى : و هو ما يعنى بالجانب العملي في العبادة و الطاعة و الامتثال لله تعالى.
و القسم الأول قائم على العلم و موصل لليقين, و أما القسم الثاني فقائم على العزيمة و الارادة و يوصل للاستقامة. و يكون تحصيل النوع الأول بالتفقه بما في القرآن من البينات و البصائرو تصديق كل ما أخبر الله به , و تحصيل النوع الثاني يكون بالتزام كلمة التقوى و الامتثال لأوامر الله و نواهيه.
السؤال الثالث :
قسم أهل العلم الأمثال في القرآن الكريم الى قسمين هما:
1- الأمثال الصريحة : و هي كل مثل ضرب في كتاب الله , صرح فيه بلفظ المثل , كقوله تعالى: ( و أضرب لهم مثلا أصحاب القرية اذ جاءها المرسلون ).
2- الأمثال الكامنة: و هو كل ما يفيد معنى المثل من غير تصريح باللفظز
و يعد ضرب الأمثال من أفضل الطرق في وسائل التعليم, لأن ضرب الأمثال يقرب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة, و هذا يجعل المتلقي يفهمها و يستوعبها. و هذه الأمثال تظهر حكم الأمر و التقدير , فأذا تبصرها المؤمن و فقه مقاصدها , و عرف ارشادها فأنها تقوده لليقين في قلبه, و تثمر أيضا المعرفة الحسنة و التصديق الحسن و الخشية و الانابة و الرغبة و الرهبة. و لهذه الأسباب كاها يعد ضرب الأمثال في القرآن الكريم من أعظم الأسباب للأهتداء بالقرآن و هذا مصداق قوله تعالى: ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )
السؤال الرابع :
للايمان بالقرآن الكريم العديد من الفضائل و لهذه الفضائل الكثير من الأثار على نفس المؤمن و المسلم و من هذه الفضائل :
1- أن القرآن الكريم هو من أهم الوسائل لهداية المؤمنو المسلم الى الطرق القويمة في كا شوؤن حياته , قال الله تعالى: ( تلك ءايت القرآن و كتاب مبين * هدى و بشرى للمؤمنين )
2- و من فضائل القرآن أيضا , أنه يحمل المؤمن به على تلاوته آناء الليل و أطراف النهار , من أجل التعبد بقراءته , و هذه التلاوة تكون ذكرا لله تعالى يثاب عليها المؤمن و تزيده يقينا بالله تعالى , و لذلك فأن الايمان بالقرآن و تلاوته تفتح للمؤمن العديد من الأبواب من البصائر و البينات و الحقائق و المعارف , قال الله تعالى :( ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شئ و هدى و رحمة لقوم يؤمنون ).
السؤال الخامس :
دلت نصوص القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة , أن الله سبحانه و تعالى يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء , و أن الله تعالى هو المتكلم بسائر الكتب السماوية. و كلام الله تعالى صفة من صفاته , و لا يزال الله يتكلم اذا أراد ذلك , و يتكلم بقدرته و مشيئته متى أراد و كيف أراد. و لهذا فأن صفة الكلام لله تعالى هي صفة ذاتية باعتبار نوعها , و صفة فعلية باعتبار آحاد كلام الله عز وجل.
أما كلام الله تعالى فليس ككلام مخلوقاته, و لا يستطيع أيا كان أن يحيط بكلامه عز و جل , كلماته دائمة باقية لا تنفد, و هذا مصداق قول الله تعالى : ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا ).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 03:57 PM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.


الإيمان بالقرآن واجب على كل مسلم وهو أصل من أصول الإيمان، فلا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بالقرآن، كما قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل)، وكما جاء في حديث جبريل الطويل وفيه أنه قال: فأخبرني عن الإيمان، قال:(أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ).
وقد جاء الوعيد الشديد من الله على من كفر ولم يؤمن بهذا القرآن، كما قال تعالى:( وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين)، وقال تعالى:( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت )، وسماهم الله باسم الكفر فقال:( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ).
والإيمان بالقرآن يجب أن يكون إيمانا اعتقدايا وقوليا وعمليا، فالإيمان الاعتقادي يكون بالتصديق بأن القرآن كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنه كتاب حق، وأنه يهدي إلى صراط مستقيم، وأنه محفوظ بأمر الله، وبأن يصدق بجمبع ما فيه، ويؤمن بمحكمه وبمتشابهه، ويرد متشابهه إلى محكمه، ويحل ما أحل فيه، ويحرم ما حرم فيه.
والإيمان القولي بأن يقول ما يدل على إيمانه بالقرآن، ويدخل في ذلك تلاوته تلاوة صحيحة تعبدية.
والإيمان العملي يكون باتباع هديه، وامتثال ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟

- مسائل اعتقادية: وهي المسائل التي يجب اعتقادها في القرآن، وتبحث في كتب العقائد، ويمكن جمع أشهر هذه المسائل الاعتقادية في قولنا أن الإيمان بالقرآن يقتضي أن يؤمن العبد ويعتقد بأن القرآن كلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنه منزل ليس بمخلوق، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنه كتاب ناسخ ومهيمن على ما قبله من الكتب، وأنه بدأ من الله وإليه يعود، وأن يؤمن بما فيه من أخبار ويصدق بما أخبر الله عن هذا القرآن وبما أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد أنه حق ولا يأتيه الباطل وأنه محفوظ بحفظ الله، وأن الإيمان به واجب، ويحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويرد متشابهه إلى محكمه، ويكل ما لايعمله إلا الله.
وتنقسم المسائل الاعتقادية إلى قسمين: أحكام ، وتكون في ما يجب اعتقاده، وأقسام البدع في أبواب الإيمان بالقرآن ودرجاتها، وآداب وتكون في دراسة المسائل الاعتقادية على طريقة أهل السنة والجماعة في التلقي الاستدلال، ومراعاة آدابهم في ذلك .
- مسائل سلوكية: وهي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه وعقل أمثاله ومقاصدها ودلالاتها، وكيف يهتدى بالقرآن.
وتبنى المسائل السلوكية على أصلين:
الأول: البصائر والبينات، وهذا الأصل قائم على العلم، ويؤدي إلى حصول اليقين في قلب العبد، وتحصيله يكون بالتفقه في بصائر القرآن وبيناته، وتصديق أخباره، وعقل أمثاله، وفقه مقاصد الآيات.
الثاني: اتباع الهدى، وهذا الأصل قائم على الإرادة والعزيمة، ويؤدي إلى الاستقامة، وتحصيله بإلزام النفس التقوى، وامتثال أوامر الله، واجتناب نهيه.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.

أمثال صريحة: ويصرح فيها بلفظ المثل.
أمثال كامنة: لا يصرح فيها بلفظ المثل وتفيد معناه، كخبر أو قصة مشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزاءه.
وعقل الأمثال أصل للاهتداء بالقرآن، والأمثال فيها من العظات الشيء الكثير بألفاظ قليلة، والقرآن دعا إلى فهم الآيات ودعا إلى تعقلها، وفقه مقاصدها، فإذا علم العبد ذلك، اعتبر بما فيها من المواعظ، وفعل ما دلت عليه وأرشدت إليه، فصلح بذلك عمله، فعقل الأمثال يجمع بين أصلي علم السلوك: البصائر والبينات واتباع الهدى، وليس مجرد فهم لما يعنيه المثل، بل هو فقه لمقصدها وزيادة في يقينه وإيمانه وبصيرته، والاتعاظ بما فيها من العظات وذلك يؤدي إلى العمل بما تدل عليه وترشد إليه فيتبع بذلك الهدى، فيهتدي بالقرآن.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .

- القرآن أعظم هاد للمؤمن إلى ربه، يرشده إلى سلوك الصراط المستقيم، والفوز برضا الله ورضوانه والنجاة من غضبه وعذابه، قال تعالى:( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين . يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
- القرآن يهدي للتي هي أقوم للمؤمن في جميع أمور حياته، فإذا اتبع هداه واقتدى به، وتبصر ببيناته وزاده ذلك يقينا ورغبة في الاهتداء، هداه الله للتي هي أقوم في شأنه كله، قال تعالى:( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا).
- يحمل المؤمن على قراءة القرآن ولتلاوته تلاوة صحيحة تعبدية، فيزيد المؤمن إيمانا وثباتا ويقينا، وسكينة وطمأنينة، قال تعالى:( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ) وهو شفاء ورحمة للمؤمنين وأما الظالمين فلا يزيدهم إلا خسارا، قال تعالى:( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمين ولايزيد الظالمين إلا خسارا)

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.

كلام الله صفة من صفاته، وأن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده، ,الإيمان بكلامه بما يليق بعظمته من غير تمثيل ولا تشبيه ولاتعطيل ولا تكييف، وأنه المتكلم في التوراة والانجيل والقرأن، وأنه لم يزل متكلما متى شاء، يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء، وكلامه صفة ذاتيه في اعتبار نوعها، وفعليه باعتبار آحاد كلامه ، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ولا تنفد ولا تنتهي.
وقد دلت على ذلك أدلة صريحة، كم قال تعالى:( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ) وقال تعالى:( وكلم الله موسى تكليما)، وقال تعالى:( قل لو كان البحر مدادا لاكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 08:38 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الايمان بالقران بالاعتقاد و القول و العمل
- فتحقيقه من جهة الاعتقاد يكون بالتصديق بأنه من عند الله و أنه أنزله على محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ليخرج الناس من ظلمات الجهل و الشرك إلى نور التوحيد و العلم .... و أن هذا القران حق لا باطل فيه و لا لبس و لا عوج بل هو حق أبلج قد تكفل الله بحفظه فلن يستطيع أحد أن يأتي بمثله أو يجعله محرفا كما حرفت الكتب التي قبله .. و كذلك يؤمن بصدق أوامره و نواهيه فيعتقد حرمة ما حرم الله و حل ما أحل سبحانه.
- و تحقيق الايمان به قولا بأن يقول ما يدل على ايمانه بهذا القران و يقرأه مصدقا به متعبدا بتلاوته
- و تحقيق الايمان به عملا أن يتمثل ما اعقده و قال به في القران فيعمل بهذا المتقد و يحقق هذا القول على أرض الواقع فاعلا المأمور منتهيا عن المنهي

س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
إن مسائل الايمان على نوعين و معرفة كل نوع مهمة جدا فهي مسائل اعتقادية و كذلك سلوكية و من خلال تحيق مسائل الاعتقاد يمكن تحقيق مسائل السلوك و لا بد من الجمع بين الأمرين ليتحقق الانتفاع بكتاب الله سبحانه فمن ملك العلم بغير عمل قسى قلبه و كان علمه حجة عليه و من عمل و تعبد بغير علم ضل
و يتحقق لطالب العلم معرفة هذه المسائل على النحو التالي
أولا : معرفة مسائل الاعتقاد و تكون بما يلي :
- معرفة القول الحق في مسائل القران بمعرفة الأدلة الصحيحة الدالة على ذلك و إجماع سلف الامة ليكون معتقده مبني على الدليل من الكتاب و السنة .
- أن يعرف طريقة الاستدلال لهذه المسائل بادلتها ليتمكن من دعوة الناس للحق و كذلك يصرف الشبهات المثارة و متى ضعفت بضاعته في هذا ربما أضر من حيث يرجو النفع و أفسد من حيث يرجو الإصلاح
- أن يتعرف على أراء المخالفين و على الشبه التي يثيرونها و كيف نشأت تلك الشبه و كيف رد أهل السنة عليها ليتمكن من نشر الحق بدليله و دحض الشبه و تعريتها .

معرفة مسائل السلوك و هي المسائل التي عنيت بالانتفاع بمواعظ القران و عظاته و التبصر به و العمل بما ورد فيه و تكون بما يلي
- الأصل الأول : البصائرو البينات قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}
وقال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)}
و يحصل هذا بالتفقه في كتاب الله و تصديق اخبار و معرفة الامثال و الاهتداء بما أراده الله من ايرادها
- الأصل الثاني : اتباع الهدى و هذا هو ثمرة العلم فيعمل بما علم و يأتي ما أمر الله و يجتنب ما نهى الله عنه ، و يكون بالزام النفس بما عرفت من الحق و تصبيرها للقيام به


- س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

و يكون الاهتداء به بأربعة أمور
1- تصديق الاخبار الذي يورث اليقين و كلما كان تصديق العبد أعظم كان انتفاعه بالقران أكثر يقول تعالى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
فالتصديق يبلغ بصاحبه مرتبة الاحسان من وجهين
- أن الله سماه في الاية محسنا
- أن الله يكفر سيئاته و من كفرت سيئات بلغ درجة الاحسان لكونه يقدم يوم القيامه بلا سيئات
2- عقل الامثال : فالله ضرب لنا في كتابه الامثال و عقلها يكون بفهما و معرفة المقصود منها و الاهتداء بها و العمل بمرادها و ليس كل من عرف الامثال عقلها مالم يهتدي بها و يعمل بمراد الله منها .
3و4- فعل الامر و اجتناب النهي و بها تتحقق التقوى و تأتي الاستقامة و العبد يزداد هداية حين يعمل بما أمر الله و يجتنب ما نهي الله عنه و لا يزال يترقى في درجات الكمال بقدر قيامه بهذين الأمرين {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}

س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

له فضائل متعددة و عظيمة منها :
- أنه يهدي لرب العزة سبحانه و يقرب العبد من ربه و يعرف على أسمائه و صفاته و يبين له كيف يعبد ربه و كيف يفوز برضوانه و ينجو من سخطه .
- و هو يهدي للتي هي أقوم في كل شيء .
- و من فضائله أن يحمل المؤمن على تلاوة القران فيكسب بذلك أجور عظيمة و يورثه السكينة و الطمأنينة و يقوده لتدبر كتاب الله سبحانه ، و لا ينتفع تالي القران به ما لم يكن مؤمنا به مصدقا بما فيه و هذا من فضائله و هو حاجز منيع لمن ضعف عن اجتيازه نسأل الله من فضله.

س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

من القران :
-{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
- {وكلم الله موسى تكليما}
- {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
- {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}

و من السنة :
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} »

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 شوال 1438هـ/15-07-2017م, 11:47 PM
محمد انجاي محمد انجاي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 108
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن واجب محتّم على العبد، فإنّ القرآن دستور المسلم الذي به يهتدي، وهو النور الذي يبصّر حياة المؤمن وينوّره.
وقد دل الكتاب والسنة على وجوب الإيمان بالقرآن، والعذاب الشديد لمن أعرض عنه.
فمن القرآن قوله تعالى: : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}. وقد توعد الله على من أنكر بالقرآن، فقال: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُون}.
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن تنقسم إلى قسمين رئيسيين:

القسم الأول: مسائل اعتقادية: وهي المسائل التي تعنى فيها بالجانب العقدي، وهي ما يبحث في كتب الاعتقاد لأهل السنة والجماعة من البيان أن القرآن كلام لله، وليس بمخلوق، منزل على محمّد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل، بدأ من الله وإليه يعود، ناسخ للكتب السابقة، وما شابه ذلك.
والمسائل التي يذكرونها في كتبهم، يمكن تقسيمها إلى قسمين: أحكام وآداب.
فأما الأحكام: هي الأحكام المتعلقة بما يجب اعتقاده في القرآن، وما يحكم ببدعيته وبيان أقسام البدعة من مكفرة ومفسّقة ونحو ذلك.
وأمّا الآداب: فهو المنهج الجاد الذي كان السلف يسلكه في بيان الاعتقاد الصحيح، والردّ على المخالفين، والذب عن السنة النبوية المطهرة ونحو ذلك.

القسم الثاني: مسائل سلوكية: وهي المسائل والفوائد التي يستنبطها مدبّر القرآن، فهذا هو الغاية الأسمى والهدف الأعلى من إنزال القرآن، وهذا الاستنباط يقتضي التبصر بالآيات وعقل الأمثال.
وعلم السلوك يعتمد على جانبين عظيمين:
الجانب الأول: التبصر بالآيات، وقوامه العلم، ويثمر اليقين.
الجانب الثاني: اتباع الهدى ومعناه: امتثال الأوامر واجتناب النواهي. وقوامه الإرادة، ويثمر الاستقامة على الصراط المستقيم.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين:
القسم الأول: أمثال صريحة، وهي الأمثال التي يصرح فيها بلفظ المثل، كقوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مأئة حبة}.
والقسم الثاني: هي الأمثال الكامنة: وهي التي لا يصرح فيها بلفظ المثل، بل تكون الآية متضمّنة له، ويفهم من السياق.
وعقل الأمثال أصل من أصول الاهتداء بالقرآن، وعقل الأمثال أوسع من فهم مجرد، فهو يقتضي الفقه بالمقاصد والعمل بما أرشد إليه، ولذلك يتحقق عقل الأمثال بهذين الأمرين:
الأمر الأول: فقه المقاصد. والأمر الثاني: العمل بما أرشد إليه.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
الإيمان بالقرآن له فضائل كثيرة، فمنها:
أنه أسرع طريق يعرّف العبد بربه، ويوصله إلى رضوانه، ويبين له طريق الخير والشر، وأوامر الله عز وجل ونواهيه، ونحو ذلك.
ومنها: أن الإيمان بالقرآن يزيد العبد تقربا إلى الله، وترغبا في العبادة والمكث فيها ..
ومنها: أن الإيمان بالقرآن: يجعل المؤمن مطمئن الإيمان، مستقر القلب، لا يخاف إلا الله.

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله: أنهم يثبتونه كما يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل، فيثبتون أنه يتكلم كما يشاء بما يشاء إذا شاء، وكلامه له صوت وحرف يسمع وليس ككلامنا.
وكلام الله صفة ذاتية باعتبار نوع الكلام، وصفة فعلية باعتبار أن الله يتكلم متى شاء.
فهذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة في الكلام.
وقد دلت النصوص على تلكم الله، فمنها:
قوله تعالى: {وكلّم الله موسى تكليماً}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد إلا سيكلمه ربّه، ليس بينه وبينه ترجمان".

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 12:02 AM
إبراهيم الكفاوين إبراهيم الكفاوين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 181
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نجيب بعون الله على اسئلة المجموعة الثانية :

المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

يتحقق الإيمان بالقرآن بثلاثة امور :الاعتقاد والقول والعمل.
1- الإيمان الاعتقادي بالقرآن: وهو أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّ كل ما أنزل الله فيه فهو ، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يأتي وعد الله ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بسورة من مثله.
2- الإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، وتصديقه بما أنزل الله فيه، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
3- الإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
وكما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )}.


س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟

تكون مسائل تعلم القرآن على نوعين :
1- مسائل اعتقادية وهي المسائل الخاصة بالاعتقاد وبما يجب ان نعتقده بالقرآن ، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وطلاب العلم يحتاجون في مسائل الاعتقاد في القرآن إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلَّت عليه نصوصُ الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله،
الأمر الثاني: تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ويعرف ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار.
الأمر الثالث: معرفةُ أقوالِ المخالفينَ لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم،


2- مسائل سلوكية : وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وعلم السلوك يعني بأصلين :
الأصل الأول - وهو البصائر والبينات - قائمٌ على العلمِ، ومثمِرٌ لليقين.
والأصل الثاني - وهو اتباع الهدى - قائمٌ على الإرادة والعزيمة ومثمرٌ للاستقامة والتقوى.

س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يكون بتصديق أخباره، وعَقْلِ أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
1- فأمّا تصديق الأخبار فإنه يورث قلبَ المؤمن يقيناً يزدادُ به علماً وهدى؛ وكلما كان العبد أحسن تصديقاً كان اهتداؤه بالقرآن أرجى وأحسن؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}

2- عقل امثاله فإنّ الله تعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته وقال تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}

3 + 4 فهما فعل الأوامر واجتناب النواهي، وبهما يتحقق معنى التقوى، وتحصل الاستقامة؛ فإنّ الله تعالى قد أمر بما فيه الخير والصلاح ، ونهى عمّا فيه الشرّ والفساد؛ فمن أطاع الله بأن امتثل ما أمر الله به في كتابه واجتنب ما نهى عنه؛ فإنّه يُهدى بطاعته وإيمانه؛ ولا يزال يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله تعالى وإيماناً به حتى يكتبه الله من المهتدين، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }





س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن ؟
من فضائل الإيمان بالقرآن :
- إن القرآن أعظم هاد إلى الله ومعرفته ومعرفة اسمائه وصفاته ووعد الله ووعيده، وحكمته في خلقه وتشريعه، ويبيّن له كيف يتقرّب إليه، وكيف ينجو من سخطه وعقابه، وكيف يفوز بمحبّته وثوابه.
-و أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه، فما من حالة يكون فيها المؤمن إلا ولله تعالى هدى يحبُّ أن يتّبع فيه، وهذا الهدى قد جاء القرآن ببيانه، علمه من علمه وجهله من جهله، وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى؛ كما قال الله تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين}، وقال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغّبه فيه؛ فتكون تلاوته ذكراً لله عز وجل، وعبادةً يثاب عليها؛ تزيد المؤمن إيمانا وتثبيتاً، وسكينة وطمأنينة، ويزداد بتدبّره والتفكّر فيه يقيناً بما أنزل الله فيه، وخلاصاً من كيد الشيطان وحبائله، وتذكراً ينفعه ويزكيه، ويهديه إلى ربّه ويقرّبه إليه.




س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة ؟
الأدلة من الكتاب :
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}
وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.

من السنة :
حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
- حديث نيار بن مكرّم الأسلمي رضي الله عنه قال: (لمّا نزلت: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} إلى آخر الآيتين، قال: خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم (1) غلبت الرّوم (2) في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون (3) في بضع سنين} ؛ فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك؟
قال: (لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه). رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.

وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 01:15 AM
مصطفى الراوي مصطفى الراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 68
افتراضي

بسم الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد اقول مستعينا بالله :
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الايمان بالقران واجب عظيم لانه لا يصح ايمان عبد الا بان يأتي بالاركان الست للايمان واحد هذه الاركان هو الايمان بالكتب السماوية كما قال تعالى : (( كل امن بالله وملائكته وكتب ورسله )) ، ولا شك ان القران دخلا في الايمان بهذه الكتب دخولا اوليا ، ومن السنة الحديث الصحيح ( حديث جبريل الطويل ) المروي عن ابن عمر عن ابيه رضي الله عنهم وفيه قال عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل عن الايمان فقال صلى الله عليه وسلم : (( ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ... )) الحديث رواه مسلم
وقد وردت ادلة كثيرة بوجوب الايمان بالكتب السماوية عامة والقران بوجه خاص ومن الادلة العامة : (( كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله )) ومنها (( وقل امنت بما انزل الله من كتاب )) ومن الادلة الخاصة : قوله : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ (( وقوله : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (( قال ابن جرير الطبري: (يقول: {وآمنوا بالنور الذي أنزلنا} وهو هذا القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ). ا.ه .
كما ان الله تعالى قد حكم الله بكفر من لم يؤمن بهذا الكتاب ومتوعد بعذاب الله الاليم . ومن ذلك قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا )) وقوله : (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ )) فسماهم كفاراً. وغير ذلك من الادلة الصحيحة . والله اعلم .

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تقسم مسائل الايمان بالقران الى قسمين:
1- مسائل عقدية
2- 2- مسائل سلوكية
والمراد بالقسم الاول أي ( العقدية ) : الايمان بان القران كلام الله تكلم به بحرف وصوت وسمعه جبريل وانزله على محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة اقوال المخالفين لعقيدة اهل السنة ، وانه مهيمن على سائر الكتب وناسخ لها ومنه بدا واليه يعود وانه غير مخلوق وتصديق اخباره وانه محفوظ من التبديل والتحريف واحلال حلاله والانتهاء عن ما حرمه وغير ذلك مما ذكر اهل الاعتقاد في كتبهم حول هذه المسائل حيث قسموها الى :
احكام واداب ، فالاحكام : كبيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك .
والمراد بالاداب : منهج اهل السنة في التلقي والاستدلال والتعامل مع المخالف والتحذير منه والمناظرة والرد عليهم والايمان بمحكمه ومتشابهه ورد المحكم الى المتشابه وغير ذلك من المسائل .
اما القسم الثاني : المسائل السلوكية :
وتعني هذه المسائل الانتفاع بهداية القران وبصائره ومواعظه وكيفية الاستجابه لله ولكتابه والتبصر والتدبر والتذكر وان يعقل الانسان الامثال وما الحكم من ذكرها والمقاصد التي وجدت من اجلها والغاية التي ذكرت من اجلها هذه الامثال فعقل الامثال ليس كفهمها كما قال تعالى : (( وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ))

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرآن.
القسم الاول : الامثال الصريحة : وهي ما صرح بها القران بلفظ المثل كقوله تعالى : (( واضرب لهم مثل القرية ))
القسم الثاني : الامثال الكامنة : وهي التي تفيد معنى المثل ولم يصرح به : ((لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) فسمّاه مثلا ولم يرد لفظ المثل فيه.
ويكون عقل الأمثال أصلا للاهتداء بالقرآن
وذلك من حيث ان الامثال من افضل وسائل التعليم حيث انها تقرب المقصود وتبين المعنى والغاية بابسط اسلوب وبعبارة وجيزة سهلة يفهمها العامي فضلا عن من فوقه رتبة فيحصل بذلك الخير الكثير وتورث من عقلها المعرفة الحسنة والتصديق الحسن و يحصل له الخشية والانابة والتوكل واليقين وتزكية النفس وطهارة القلب والظاهر وحسن العاقبة
كما ان في عقل الامثال يعرف المؤمن ما يحتاجه في دينه فان الله تعالى لم يدع امرا من امور الدين واصول الشريعة الا وقد ذكرها كما اخبر بذلك جل شانه : (( ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا )) وقال تعالى مخبرا عن اصحاب السعير : (( وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير )) فجعلوا سبب هلاكهم عدم عقل الامثال مع انهم سمعوها وفهموها وعرفوا الحجج الا انهم لم يعقلوها ففرق بين عقل المثل وفهمه . والله اعلم


س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من فضائل القران
اولا : انه هاد لمعرفة التوحيد ، فالقران اصل التوحيد فبه صفات الله تعالى واسمائه الحسنى واثر انعامه وفضله وبيان لعظمته وخلقه وتدبيره سبحانه ووعده ووعيده
ثانيا : انه هاد للمؤمن للتي هي اقوم في جميع شؤنه : (( ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم )) وقال تعالى : ((هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ )) وغير ذلك من الايات في هذا المعنى .
ومن فضائله : انه يحث المؤمن على تلاوته والانتفاع به فكلما كان ايمان العبد اعظم كان انتفاعه به اكبر سواء انتفاع معنوي او حسي كاستشفاء وغير ذلك قال تعالى : (( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
والله اعلم
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
الايمان بان القران كلام الله تكلم به بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده ، سمعه جبريل وانزله على محمد صلى الله عليه وسلم ومنه – من الله – بدأ واليه يعود وانه مهيمن على سائر الكتب وناسخ لها وانه غير مخلوق وتصديق اخباره وانه محفوظ من التبديل والتحريف واحلال حلاله والانتهاء عن ما حرمه وان التوراة والانجيل وسائر الكتب السماوية تكلم الله تعالى بها ، وان صفة الكلام صفة ذاتية باعتبار نوعها ، وصفة فعلية باعتبار احاد كلامه فهو يتكلم متى شاء بما شاء وكيف شاء .
ومن الادلة الواردة في ذلك
قوله تعالى : (( وكلم الله موسى تكليما ))
وقوله : (( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ))
وقوله : (( فاجره حتى يسمع كلام الله ))
وقوله : (( ومن اصدق من الله قيلا )) والادلة متوافرة في ذلك
ومن السنة : حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
- ومنها: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: {ماذا قال ربكم}؟ فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
ومن اقوال السلف :
قول ابي بكر رضي الله عنه ردا على مشركي قريش حين تكلمو عندما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا صدر سورة الروم فرد عليهم : (( لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقولُه).( رواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد.
واقوال السلف مبثوثة كثيره في اثبات صفة الكلام لله سبحانه وتعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
قال شيخنا حفظه الله : (( ولذلك فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى: { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} )) ا. هـ

هذا والله اعلم فما كان صواب فمن توفيق الله وما كان من زلل او خطأ او نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
وصلى الله على نبيه محمد وعلى اله وسلم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 03:20 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

الإجابات لأسئلة المجموعة الأولى / مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن (القسم الأول) 19 / 10 / 1438 هـ
1- الإيمان بالقرءان الكريم أصلٌ من أصول الإيمان التي لا يصح الإيمان إلا بها ، يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكاتب الذي أنزل من قبل) وفي حديث جبريل -عليه السلام- الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) ومن لم يؤمن بالقرآن العظيم فهو كافر متوعَّد بالعذاب الشديد لقول الله تعالى : (وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين) ولقوله جل وعلا : (وقال الذين كفروا لا تسنعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون * فلنذيقنّ الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينّهم أسوأ الذي كانوا يعملون * ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاءاً بما كانوا بآياتنا يجحدون) .

2- أنواع مسائل الإيمان بالقرآن اثنان :
أ- المسائل الاعتقادية وهي : المسائل التي تُبحث في كتب الاعتقاد ، ويهتم فيها العلماء بما يجب اعتقاده في القرءان من أن القرآن كلام الله تعالى ، منزّل غير مخلوق ، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وأنه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخ لها ، وأنه بدأ من الله تعالى وإليه يعود ، والإيمان بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ووجوب الإيمان بالقرآن وإحلال حلاله وتحريم حرامه والعمل بمحكمه ورد متشابهه إلى محكمه ورد ما لا يعلمه إلى عالمه .
ب- المسائل السلوكية وهي : المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن الكريم وهداياته ومواعظه وطريقة الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما في كتابه وعقْل أمثاله ومعرفة مقاصدها ودلالاتها ومعرفة كيف يكون التبصر والتذكر والتدبر والتفكر ومعرفة علامات الهداية والضلال وما يتعلق بتحقيق الإيمان بالقرآن الكريم من جهة العلم المثمر لليقين ومن جهة العمل المثمر للتقوى .

3- الأمثال في القرآن قسمان :
أ- الأمثال الصريحة .
ب- الأمثال الكامنة .
من أصول الاهتداء بالقرآن الكريم عَقْل الأمثال فيه ، وهو معنى واسع جداً وذلك أن أمثال القرآن العظيم كثيرة ؛ فإن الله تعالى قد ضرب في القرآن من كل مثل ، فما من أمر من أمور الدين التي يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المبينة للهدى فيها ما يكفي ويشفي ، فهذه الأمثال في القرآن تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبينات فيتبعها ، والتنبيه على العلل والنظائر فيحذرها ، وترشده لأحسن السبل وأيسرها ، وتعلمه بأفضل أسلوب وطريقة ما لا تعلمه وسائل التعليم في ذلك ، وتبصره بالعواقب والمآلات فيفقه مقاصدها ويتبع الهدى ويرشد فيثمر ذلك في قلبه الخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين فتزكو نفسه ويطهر قلبه ويصلح عمله وتحسن عاقبته بإذن الله تعالى .

4- من فضائل الإيمان بالقرآن الكريم :
أ- أنه أعظم هادٍ للمؤمن إلى ربه تعالى (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) .
ب- أنه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في كل شؤونه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين) .
ج- أنه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويرغبه فيه ويحفّزه للإكثار من قراءته (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) .
د- أنه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن وهو أصل الانتفاع بما جعل الله تعالى في كتابه من فضائل وبركات (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولائك ينادون من مكان بعيد) .
ه- أنه يفتح للمؤمن أبوابا من البصائر والبينات والمعارف والحقائق فيصح بها علمه وعمله (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) .

5- عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى :
أن الله تعالى تكلم بحرف وصوت ، يُسمعه من يشاء من عباده ، وهو سبحانه المتكلم بالقرآن وغيره من كلامه ، وهو جل وعلا لم يزل متكلما إذا شاء متى شاء وكيف يشاء ، يتكلم عز وجل بمشيئته وقدرته ، وأن كلامه سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين ، ولا يحيط أحد من خلقه بكلماته التي لا تنفد ولا تنقضي ، فكلامه تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها ، وهو أيضا صفة فعلية باعتبار آحاد كلامه سبحانه ، قال الله تعالى : (تلك الر سل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله) وقال جل وتقدس : (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله) .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 03:22 AM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي المجموعة الأولي

س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن
ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تبين وجوب الإيمان بالقرآن الكريم وبينت تلك الآيات ان من آمن بالقرآن فهو مؤمن ومن لم يؤمن به فهو كافر فمن تلك الآيات قوله تعالي
( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
وقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ)
وقوله تعالي ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
وقوله تعالي ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله )
فهذه الآيات فيها الأمر بالإيمان الذي هو أحد اركان الإيمان كما ورد في حدث جبريل عليه السلام ( فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم
ووردت آيات أخري تبين عقوبة من لم يؤمن بالقرآن منها
قوله تعالي ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ )
وقال تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ }
وقال تعالى: { وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}
فمن لم يؤمن بالقرآن سماه الله كافرا كما انه متوعد بالعذاب الأليم

س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
اشتمل القرآن الكريم علي نوعي رئيسيين من المسائل
النوع الأول : مسائل اعتقادية وهو يعني بالمسائل التي تبحث في كتب العقيدة مثل ما يجب اعتقاده في القرآن, وما يجب من الإيمان به و أن يتحاكم إلي القرآن فيحل حلاله ويحرم حرامه وقد اسهب السلف في كتبهم المؤلفة في باب الاعتقاد في بحث تلك المسائل و وتقرير عقيدة أهل السنة
وينبغي لطالب العلم أن يلم بثلاثة أمور في مسائل الاعتقاد
1- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن.
2- تقرير الاستدلال لتلك المسائل.
3- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن ومعرفة أصول شبهاتهم ونشأة أقوالهم وحجج أهل السنة في الرد عليهم ومنهجهم في معاملة أهل البدع
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة
وهي المسائل التي تهتم بما في القرآن من هدايات ومواعظ وحكم وكيفية الأهتداء بالقرآن وفعيل القرآن في حياة الناس وأن يكون القرآن منهج حياة للناس
والمسائل السلوكية داخلة في مسمي الإيمان بالقرآن
وهذه المسائل السلوكية قائمة علي أصلين كبيرين وهما
أ- البصائر والبينات وهي العلم بما في القرآن من مواعظ وحكم وهي تثمر اليقين.
ب_ اتباع الهدي وهو قائم علي اتباع سنة النبي صلي الله علي وسلم وهي تثمر الاستقامة و التقوي.

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن؟
أمثلة القرآن علي قسمين
أمثال واضحة وصريحة في الدلالة وهي التي يصرح فيها بلفظ المثال مثل قول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون )
والأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه مثل .قول الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
عقل المثال أصلا للاهتداء : يكون ذلك بالتدبر في المثال فأمثال القرآن بها البصائر والبينات كما انها تنبه علي العلل والنظائر وضرب المثال من اسهل طرق التعليم لأن المثل يشتمل علي عدة معان كما انه يسهل تصورها , كما انه يعين علي معرفة ما يدل عليه المثال من حكم ومواعظ فيورث ذلك في القلب الخشية والرغبة والرهبة واليقين وندلل علي ذلك بالمثال التالي:
قوله تعالي ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )ففي هذا المثال تتضح قدرة الله عز وجل وعجز آلهة المشركين وبالتالي بطلان عبادتهم وسوء ظنهم في الله.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
من اعظم فضائل القرآن ما يلي
1- أنه أعظم هاد يهدي المؤمنين كما قال تعالي ( إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
2- انه من اهم الأدلة علي وجود الرب عز وجل والدليل علي ذلك انه ليس من كلام البشر وتحدي المشركين أن يأتوا بمثله او عشر سور او سورة من مثله وعجزهم عن كما قال تعالي ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله )
3- انه يعين العبد على التدبر والتفهم لما في القرآن من أيات والعمل بما في القرآن وهو المقصود من إنزال القرآن كقوله تعالي (كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)

س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالي
أنَّ عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعال انه يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
وكلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء
ومن الأدلة علي صفة الكلام
1- قوله تعالي ( وكلم الله موسي تكليما),
2- قوله تعالي { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
3- وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}،
قال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}،
وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}،
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 شوال 1438هـ/16-07-2017م, 04:33 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة مسائل الإيمان بالقرآن
الإجابة عن أسئلة المجموعة الثانية :
س١/ بم يتحقق الإيمان بالقرآن ؟
ج/ يتحقق الإيمان بالقرآن الكريم بالركائز الثلاثة التالية :
الأولى : الاعتقاد الجازم بصدق ما جاء به القرآن من الوحي ، وأنه كلام الله تعالى الذى أوحاه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام ، ليخرج به الناس من ظلمات الشرك والكفر إلى أنوار الإيمان والهدى ، وأن ما أنزله الله فيه حق ، وأنه مصون من بين يديه ومن خلفه من يفترى مثله { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } وأنه محفوظ بأمر الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لا يخلق ولا يبلى ولا يقدر أحد أن يأتي بمثله ولا بسورة من مثله .
الثانية : التصديق بما توحى إليه آياته من المعانى الجلالة والارشادات الهادية مما يدل على الإيمان بالقرآن والتصديق به وبما أنزل الله فيه ؛ ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقا وتعبدا .
الثالثة : العمل بمقتضى هدايات القرآن وارشاداته بامتثال أوامر الله تعالى والانتهاء عن نواهيه عز وجل .

س٢/ بين أهمية معرفة مسائل الإيمان بالقرآن ، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة ؟
ج/ لمعرفة مسائل الإيمان بالقرآن أهمية كبرى ؛ لأنه يعنى فيه إلى جانبين بارزين ومهمين ، هما : الجانب العقدي والجانب السلوكي .
فالأول يعرف الطالب ما يجب اعتقاده فى القرآن من الإيمان بأنه كلام الله تعالى المنزل غير مخلوق ، وأنه وحي أوحاه الله إلى خاتم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ، وأنه مهيمن على جميع ما قبله من الكتب وناسخ لها ، وكذلك الإعتقاد بأن الإيمان بالقرآن واجب ، ويجب تحليل ما أحله الله فيه وتحريم ما حرمه الله ، والعمل بمحكمه ورد متشابهه إلى محكمه ، والرجوع إلى العلماء بالسؤال والاستفتاء فيما ليس للمرء به علم { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } .
وأما عن كيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة ؟ فبالرجوع إلى مؤلفات العلماء الكثيرة المنصوصة فى مسائل العقدي ، فقد ذكروا فيها ما يكفى ويشفى مما يتعلق بالأحكام والآداب ، ونعنى بالأحكام هنا ؛ الأحكام العقدية كبيان ما يجب اعتقاده وما يحكم ببدعته ، وهل هي مكفرة أو مفسقة ؟ وحكم مرتكب الكبيرة ، ومن ارتكب ما يعد كفرا ، وغير ذلك من المسائل العقدية .
ونعنى بالآداب هنا ؛ دراسة الطالب تلك المسائل على ضوء منهج أهل السنة والجماعة فى التلقى والاستدلال ، زمراعات آداب السلف الصالح فى البحث والسؤال والدراسة والبيان والتعليم ، والتأليف والمناظرة والرد على المخالفين ، وأخذ الحيطة والحذر من طرق أهل البدع فى مسائل الاعتقاد ، ويكف عن المراء فى القرآن وإثارة التنازع فيه ، وضرب بعضه ببعض ، وعدم التكلف بما لا يحسنه ، والقول بما ليس له به علم ، وغير ذلك من الآداب الجليلة المنتفعة .
هذا ؛ وعليه الاعتناء بما يلى :
١- معرفة القول الحق فى مسائل الاعتقاد فى القرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله ؛ ذلك لتصحيح عقيدته فى القرآن ، فبكون معتقده فى القرآن معتقدا صحيحا مبنيا على الدليل الصحيح والحجة البينة .
٢- تقرير الاستدلال لهذه المسائل بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال ، ومعرفة ما يحسن به معرفته من الأدلة والآثار ، ويحسن تقرير تلك المسائل بأدلتها، حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق فى تلك المسائل متى احتيج إليه فى ذلك.
٣- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة والجماعة فى مسائل الاعتقاد فى القرآن ، ومعرفة مراتبهم ودرجات مخالفاتهم ، ومعرفة أصول شبهاتهم ونشأة أقوالهم ، وحجج أهل السنة فى الرد عليهم ، ومنهجهم فى معاملتهم ، فيكون على الطريقة الحسنة التى كان عليها السلف الصالح غير غال ولا مفرط .

س٣/ كيف يكون الاهتداء بالقرآن ؟
ج/ قال تعالى : { والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ** لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ** ليكفر الله عنهم أسوأ الذى عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }
هذه الآيات تقرر منهج الاهتداء بالقرآن ، وهو بتصديق أخباره وفهم أمثاله وتعقلها ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ؛ ويعنى هذا أنه لا بد من تقديم العلم بالشيء على القيام بتنفيذه وتطبيقه ، فلا بد أولا من التصديق بالقرآن من جميع الوجوه وأنه حتما كلام الله لفظا ومعنا بلا أدنى ريب ولا شك ، ثم فهم أمثاله ووعيها وعقلها ، ثم القيام بالمأمور به من التكاليف فى القرآن سوء أمرا أو نهيا .
فهذه بالاختصار المسلك الموصل إلى الاهتداء بالقرآن . والله أعلم

س٤/ بين فضائل الإيمان بالقرآن .
ج/ فضائل الإيمان بالقرآن كثيرة ، وطرق الوصول إليها متشعبة ، وكلما توصل المؤمن إلى طريقة منها تيسر له الوصول إلى أخرى فينال بذلك الفتوحات الرحمانية والنفحات الربانية والبشارات الإلهية .
فآثار فضائل القرآن قائمة على النفوس المؤمنة من وجوه :
الهداية : إن القرآن أعظم هاد للمؤمن إلى ربه جل وعلا ، يرشده إلى سبيله ، ويعرفه بأسمائه وصفاته ، ويعرفه كذلك بوعده تعالى ووعيده للعصاة ، وحكمته فى خلقه وتشريعه ، ويبين له كيف يتقرب إليه وينجو من سخطه وعقابه ، وكيف يفوز بمحبته وثوابه .
كما أنه هاد للمؤمن إلى جميع ما فيه خير عائد إليه ... { إن هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم يبشر المؤمنين ... } .
القرب من الله عز وجل : لأنه يحمل المؤمن إلى تلاوة القرآن ويرغبه فيه ، فتكون تلاوته ذكرا لله جل فى علاه ، وعبادة يثاب عليها ، وتزيد المؤمن إيمانا وتثبيتا ... { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ... }
الحماية من مردة الشياطين – من الإنس والجان – { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا ... } فيخلص المؤمن من كيد الشيطان وحبائلها .

س٥/ دلل على اثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنة .
ج/ الأدلة فى اثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنة كثيرة مستفيضة ، فأما الكتاب فقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى بسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ... } وقوله تعالى : { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ... } وقوله تعالى : { ... يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى ... }
وأما السنة فما رواه عدي بن حاتم رضي الله عنه مرفوعا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من أحد إلا سيكمه الله ... )) متفق عليه ، وفى البخاري : (( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ... )) .
والأثر الموقوف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فى حادثة الإفك : (( ولشأنى فى نفسى كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى )) متفق عليه .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 شوال 1438هـ/17-07-2017م, 04:15 PM
يحيى شوعي يحيى شوعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 67
افتراضي المجموعة الأولى

المجموعة الأولى :
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
لقد دلت آيات الكتاب و أحاديث السنة على وجوب الإيمان بالقرآن و أن عدم الإيمان به أو الشك فيه كفر بالله , وقد توعد الله من لم يؤمن بالقرآن بالعذاب الشديد لكفره وإعراضه عن الإيمان به .
و من الآيات الدالة على وجوب الإيمان بالقرآن :
- قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ) .
- وقوله تعالى ) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( .
- وقال الله تعالى فيما أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) .
- وقوله تعالى ( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) , حيث دلت الآية على أن من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعّد بالعذاب الشديد .
- وقوله تعالى ) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28(( فسماهم الله عز وجل كافرين وتوعدهم بالوعيد الشديد وعدَّهم أعداءً له.
ومن الأحاديث الدالة على وجوب الإيمان بالقرآن :
- حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. حيث دل الحديث على أن الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ الإيمان إلا بها.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
النوع الأول: مسائل اعتقادية
و هي المسائل التي تُبحَث في كتب الاعتقاد، ويُعنى فيها العلماءُ بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصلُ ذلك الإيمانُ بأنَّ القرآن كلامُ الله تعالى منزَّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمنٌ على ما قبله من الكتب وناسخٌ لها، وأنَّ القرآن بدأ من الله عزَّ وجلَّ وإليهِ يعودُ، وأنْ يؤمنَ بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوبَ الإيمانِ بالقرآن، وأن يُحلَّ حلالَه ويحرِّمَ حرَامه ويعمَل بمُحْكَمِه ويردَّ متشابهه إلى محكمه، ويكلَ ما لا يعلمه إلى عالمه.
و تنقسم المسائل الاعتقادية إلى أحكامٍ وآداب.
والمقصود بالأحكام هنا الأحكام العَقَدِيَّة، كبيان ما يجب اعتقاده، وما يحكم ببدعته، وبيان درجة البدعة، وهل هي مكفّرة أو مفسّقة، ونحو ذلك من الأحكام العقدية.
والمراد بالآدابِ أن يدرس تلك المسائل على منهج أهل السنة والجماعة في التلقّي والاستدلال، وفي بحث تلك المسائل، وأن يراعي آدابهم في البحث والسؤال، والدراسة والبيان، والتعليم والتأليف، والمناظرة والردّ على المخالفين، وأن يكون على حذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد، وأن يكفّ عن المراء في القرآن، وإثارة التنازُعِ فيه وضرب بعضه ببعض، وأن لا يتكلّف ما لا يحسن، وألا يقول ما ليس له به علم؛ إلى غير ذلك من الآداب الواجبة في بحث مسائل الاعتقاد في القرآن .
النوع الثاني: مسائل سلوكيّة
وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع ببصائر القرآن وهداياته ومواعظه، وكيف يستجيب لله تعالى ، ويهتدي بما بيّنه في كتابه، ويعقل أمثال القرآن، ويعرف مقاصدها ودلالاتها، ويعرف كيف يكون التبصُّر والتذكُّر، والتدبُّر والتفكُّر، ويعرف علامات الهداية والضلال في هذا الباب.
وهذه المسائل السلوكية العظيمة داخلة في اسم الإيمان بالقرآن؛ فإنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ واعتقاد، ومسائل السلوك منها مسائل اعتقادية، ومسائل قولية، ومسائل عملية، لكن غلب على العلماء في كتب الاعتقاد بحث المسائل العلمية لشدّة الحاجة إلى بيان ما يصحّ به الاعتقاد في القرآن إذ هو الأصل الذي تُبنى عليه مسائل السلوك والأحكام .

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
تنقسم الأمثال في القرآن لقسمين :
القسم الأول : أمثال صريحة .
و هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، كقول الله تعالى ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ) فهذه الآية صُرِّحَ فيها بلفظ المثل؛ فهو مثل صريح
القسم الثاني : أمثال كامنة .
و هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه ,كقول الله تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (.

وقد ضرب الله تعالى للناس في هذا القرآن من كلّ مثل؛ فمن وعى هذه الأمثال، وفقه مقاصدها، وعرف ما يراد منها ، فاعتبر بها؛ وفعل ما أرشدت إليه؛ فقد عَقَل تلك الأمثال، واهتدى بها، فصلح عمله وحسنت عاقبته.
و عقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي.
وليس كل من يعرف الأمثال يعقلها؛ إذ لا بد من الجمع بين التبصّر بها واتّباع الهدى الذي بينه الله عز وجل بهذه الأمثال.
فإنه إذا لم يفقه مقاصد هذه الأمثال ولم يتبع الهدى الذي أرشد الله عز وجل به فإنه لا يكون ممن عقلها (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) .
و أمثال القرآن تفيد المؤمن بأنواع من البصائر والبيّنات، والتنبيهات على العلل والنظائر، والإرشاد إلى أحسن السبل وأيسرها؛ والتبصير بالعواقب والمآلات فوائد جليلة عظيمة النفع لمن عقلها وفقه مقاصدها واتّبع الهدى.
وضرب الأمثال من أحسن من وسائل التعليم؛ لأنّ المثل يقرِّب المعانيَ الكثيرة بألفاظ وجيزة؛ يسهل تصوّرها واعتبارها؛ وتظهر كثيراً من حِكَم الأمرِ والتقدير؛ ويتبصّر بها المؤمن فيفقه مقاصدها؛ ويعرف إرشادها؛ فتثمر في قلبه ما تثمر من المعرفة الحسنة والتصديق الحسن والخشية والإنابة والرغبة والرهبة واليقين؛ وكل ذلك يورثه زكاة نفسه وطهارة قلبه وصلاح عمله وحسن عاقبته بإذن الله تعالى.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
- قال الله تعالى ( وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين ) و قال تعالى (تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)) فمن فضائلة أنّه يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في جميع شؤونه وهدايات القرآن مقترنة بالرحمة والبشرى وكلما ازداد المؤمن هداية بالقرآن زاد نصيبه من رحمته وبشاراته.
- و من فضائل الإيمان بالقرآن أنه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن؛ وهو أصل الانتفاع بما جعل الله في كتابه من فضائل جليلة وبركات عظيمة , و تلك الفضائل لا ينالها إلا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله، كما قال الله تعالى(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44))
وقال تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ))
وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58))
وقال تعالى(( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111))
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
يعتقد أهل السنة والجماعة أن كلامُ الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزلِ اللهُ متكلماً كيف شاء وبما شاء)ا.هـ.
وقد دلَّت النصوصُ على أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وأنّه هو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.
ولذلك فإنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي ؛كما قال الله تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
وقال تعالى (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)
والأدلة على إثبات صفة الكلام لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة فمن أدلة القرآن مايلي :
-قال الله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ) ،
-وقال تعالى( وكلم الله موسى تكليما)،
-وقال تعالى) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )
وفي السنة أدلّة كثيرة على تكلم الله تعالى:منها
- منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26 شوال 1438هـ/20-07-2017م, 01:27 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن
( القسم الأول )

تقبل الله طاعتكم وعودََا حميدََا طلّابنا الأفاضل .

المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
أحسنتم في إجاباتكم وفقكم الله؛ ولمزيد من البيان حول ما ذكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل - حفظه الله تعالى - في هذه المسألة هي كالآتي :
- ذكر الآيات التي صرحت بوجوب الإيمان بالقرآن .
- بيّن أن الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان .
- بيّن أنّ الله تعالى قد حكم بالكفر على من لم يؤمن بالقرآن ، ونفيه تعالى الإيمان لمن شك فيه.
- بيّن توّعد الله تعالى لمن كفر بالقرآن بالعذاب الشديد، وذكر الأدلة الدالة على ذلك .


فالتأني في قراءة المادة وتلخيص جميع ما جاء فيها؛ يجعل المسألة لديكم أكثر وضوحا، وإجابتكم أكثر شمولا لعناصر المسألة، فلا يفوتكم منها شيء كما التمسنا ذلك من إجابة البعض منكم، وهذه الطريقة تعتبر تطبيقا عمليا لتلخيص المسائل من كلام أهل العلم، فاحرصوا على ذلك وفقكم الله .

س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلََا للاهتداء بالقرآن.
أحسن كل من معاذ المحاسنة ومصطفى الراوي في البيان التام للإجابة ، ونخص بالذكر الشق الثاني من السؤال.

س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
فات البعض منكم ذكر الدليل وهو العنصر الأساسي المطلوب من السؤال .

----------------
- محمد شحاته:أ
أحسنت بارك الله في اجتهادك.

ج1:فاتتك بعض النقاط؛ نوصيك بمراجعة التعليق حول إجابة هذا السؤال .
ج3: نوصي بمراجعة إجابة الطالب معاذ المحاسنة على الشق الثاني من السؤال لمزيد من الإفادة.

- سلطان الفايز: ب
أحسنت نفع الله بك ، مع أنه يبدو على مشاركتك الاختصار في جميع الأسئلة، ويحسن الإتيان بشيء أكثر من البيان لتكون إجابتك وافية للسائل .

ج2:لكل نوع من أنواع مسائل الإيمان بالقرآن أقسام اهتم العلماء ببيانها، يحسن ذكرها وفقك الله .
ج3: يحسن البيان بمثال لكل نوع ، ونوصيك بمراجعة إجابة الطالب مصطفى الراوي على الشق الثاني من السؤال ففيها مزيدا من الفائدة قد فاتتك .
ج5: لا يكفي ما ذكرت في إجابتك، فخير ما تقوي به إجابتك هو الدليل ، ونحن أمة الدليل ، فاحرص على ذكره في إجاباتك إن وجد .

- معاذ المحاسنة : أ+
أحسنت جدا زادك الله من فضله
، وغالب إجاباتك تامة مع التوصية بما يلي :
. ضرورة مراجعة الكتابة قبل اعتمادها فكثير من الحروف قد سقطت أثناء الكتابة .
. احرص على إظهار همزة القطع
تفريقا بينها وبين همزة الوصل [الايمان _الإيمان /( و أضرب لهم مثلا أصحاب القرية اذ جاءها المرسلون )- واضرب].
. اجعل بين كل سؤال وآخر مسافة ، مما يجعل المشاركة أكثر وضوحا .


- سعود الجهوري: أ
أحسنت بارك الله في اجتهادك.
ج1: نقول اعتقادا وقولا وعملا.

ج2: أحسنت في إجابتك وفقك الله.
ج3: يحسن البيان بمثال.

ج5:
(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) الآية، انتبه لكتابة الآية .

- محمد انجاي.أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

ج4: فاتك ذكر الأدلة التي هي عماد السؤال وفقك الله .

- مصطفى الراوي.أ+
أحسنت جدا زادك الله توفيقا وسدادا.

ج3: أحسنت إجابة شاملة .
نوصيك العناية بهمزة القطع .

- يعقوب دومان.
أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

س1:فاتتك بعض النقاط؛نوصيك بمراجعة التعليق حول إجابة هذا السؤال .
ج3: فاتك التمثيل لكل نوع.
ج4: أحسنت.

- مؤمن عجلان.أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- يحيى شوعي.
ج+
أحسنت وفقك الله ، احرص على صياغة الإجابة بأسلوبك لتنمي هذه المهارة لديك.
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.


vvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvvv
المجموعة الثانية:

- عبد الكريم الشملان:أ
أحسنت نفع الله بك وسددك.

ج3: إن توفر الدليل فاذكره وفقك الله.

- عبد الكريم محمد :
أ
أحسنت نفع الله بك وسددك.

ج3: إن توفر الدليل فاذكره وفقك الله.

- إبراهيم الكفاوين :ب
أحسنت وفقك الله واحرص على صياغة الإجابة بأسلوبك لتنمي هذه المهارة لديك.

- عنتر علي :أ+
أحسنت جدا زادك الله توفيقا وسدادا .


**وصية**:
نوصي طلابنا الأفاضل بتجنب نسخ الآيات والأحاديث قدر الإمكان؛ وذلك للمساعدة في حفظها وتثبيتها واستمرار الأجر بترديدها .

** إضاءة **

ذهب الإمام "القفال" (1) يطلب العلم وعمره أربعون سنة، فقال: "كيف أطلب العلم؟، ومتى أحفظ؟ ومَتى أفهم؟ ومتى أعَلِّم الناس؟ "، فرجع، فمرَّ بصاحب ساقية، يسوق على البقر، وكان رِشاء (2) هذا الحبل يقطع الصخر من كثرة ما مَرَّ، فقال: "أطلبه، ولا أتضجر من طلبه"، وأنشأ يقول:
اطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول المدى ... على صليب الصخر قد أثرا
واستمر يطلب العلم، وصار إمامًا من كبار الأئمة، ومن جهابذة

--------------------------

(1) قيل له القفال؛ لأنه كان ماهرًا في عملها، وانظر "شذرات الذهب" (3/ 207).
(2) الرِّشاءُ: الحبل، أو حبل الدَّلْوِ ونحوها.


- زادكم الله علما ونفع بكم الأمة -

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 29 ذو القعدة 1438هـ/21-08-2017م, 02:58 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

المجموعة الثانية :

1- بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

الإيمان بالقرآن لا يتحقق إلّا بثلاث:
1- بالاعتقاد 2- بالقول 3- بالعمل .
• الإيمان الاعتقادي : التصديق باّن القرآن كلام الله تعالى، أنزله على رسوله بالحق، وأنّ ما أنزل الله فيه فهو حق، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، والتصديق بكل ما أخبر الله به في القرآن، والاعتقاد بتحريم ما حرّم الله فيه، ووجوب ما أوجبه فيه، وأنه محفوظ بأمره تعالى إلى يوم القيامة .
• الإيمان القولي: وهو قول ما يدل على الإيمان بالقرآن، والتصديق بما أنزل الله فيه، كتلاوة القرآن .
• الإيمان العملي : وهو اتّباع هدي القرآن؛ بامتثال أوامر الله، واجتناب النواهي عنه في القرآن .
قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين • يهدي به الله مَن اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } .


2- بيّن أهمية معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقّق طالب العلم هذه المعرفة؟

• معرفة القول الحق من السلف الصالح في مسائل الاعتقاد في القرآن، ليكون معتقده في القرآن اعتقاداً صحيحاً .
• ضبط مسائل الاعتقاد في القرآن ومعرفة أدلّتها ومآخذ الاستدلال لها، وتقرير تلك المسائل .
• معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة أصول شبهاتهم، ونشاة أقوالهم، ومعرفة حجج أهل السنة، وكيفية معاملة المخالفين بطريقة حسنة؛ وأصول الرد عليهم، لا غلو فيه ولا إفراط.
وكي يحققَ طالب العلم هذه المعرفة، ويجمعَ بين العلم والعمل، ينبغي تحصيل أصلين :
• أن يتّبع الهدى بإيمانه بالقرآن، ويصدّق أخباره، وأن يتفقّه في بصائره، ومقاصد آياته، وقصصه، وبيّناته، ويتفكّرَ فيها ليزداد إيمانه ويقينه .
• الصبر على امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والإكثار من فعل الوعظ، و تأنيب النفس وإلزامها كلمة التقوى .
- فمَن كان ذا عزيمة وإرادة جازمة، وصحّح الأصلين في نفسه؛ صحّ سلوكه وحقّق معرفته مسائل الإيمان بالقرآن .


3- كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يقوم باتباع أصول أهمها :
• الأصل الأول: تصديق أخبار القرآن، يورث قلب المؤمن يقيناً، ويزداد به علماً وهدى، والتصديق الحسن، يبلغ بصاحبه مرتبة الإحسان؛ ، ومن أوتي التصديق الحسن فقد أوتي نعمة اليقين؛ وهي أعظم النِعَم على الخلق، وهذا التصديق لا يكون معه شكّ ولا تردّد، قال تعالى: { والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتّقون • لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين }
ومن ثمراته: كفاية الله عبدَه؛ قال تعالى: { أليس اللّه بكافٍ عبدَه ... }، فمن حصلت له الكفاية من الله فقد هُديَ ووُقِيَ، وأُثمر في قلب صاحبه صدقُ الرغبة والرهبة والخشية، فيصلح قلبه، وتُزكّى نفسه، ويذهب همّه .
• الأصل الثاني: عَقلُ الأمثال؛ من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن، وقد ضرب الله في القرآن من كل مثل، قال تعالى: ياأيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعُف الطالب والمطلوب }، وضرب الأمثال من أفضل وسائل التعليم،لأنّ المثَلَ يقرّب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة؛ وتُظهر كثيراً من الحِكم والفوائد العظيمة والجليلة؛ فيتبصّر بها المؤمن ليفقهَ مقاصدها ويعرف إرشادها، فتثمر في قلبه الخشية والإنابة والتصديق الحسن واليقين، وأمثال القرآن تُقسم إلى قسمين :
• صريحة : وهي التي يُصرّح فيها بلفظ المثل، كقوله تعالى: { مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذّبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين }، فهذا مثل صريح؛ وهم علماء اليهود مَن كُلّف بحمل التوراة لم ينتفعوا بها ولم يعملوا بما فيها، وهو من أسوأ الأمثال في القرآن؛ فقد ضُرب لمَن أوتي العلم ولم ينتفع به.
وأمثال كامنة: وهي الأمثال التي تفيد معناها مع عدم التصريح بلفظها ، قال تعالى :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكّرون }، فمن وعى هذه الأمثال وعرف ما يُراد منها، واعتبر بها فقد صَلُح عمله وحسُنت عاقبته، فإنّ عقلَ الأمثال ليس مجرد معرفة معانيها، إنّما يكون بمعرفة معانيها وفهمها والمراد منها، قال تعالى: { وما يعقلها إلّا العالمون }
الأصل الثالث: طاعة الله سبحانه وتعالى، وتشمل فعل ما أمر الله به، و ترك ما نهى عنه : فالله أمر ما فيه الخير والصلاح، ونهى عن ما فيه الشر والفساد، وطاعة الله تشمل أيضاً الكف عن المحرّمات؛ وهو من أعظم أسباب السلامة من العذاب والضلال، قال تعالى: { وما كان الله ليُضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يتبيّن لهم ما يتّقون }
والاهتداء بالقرآن واجب لأنّ تركه يوقع العبد في الضلال، وعقاب الله وسخطه، قال تعالى: { إنا أنزلنا عليك بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضلّ عليها وما أنت عليهم بوكيل }.


4- بيّن فضل الإيمان بالقرآن؟

- من فضائل الإيمان بالقرآن :
• أنّه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن؛ فهو أصل الانتفاع بما جعل اللّه في كتابه من فضائل جليلة وبركات عظيمة، وما صرّف فيه من الآيات، .ما ضرب فيه الأمثال، وما جعل فيه من المواعظ المذكّرة، والحكمة والنور والشفاء لما في الصدور، قال تعالى: { ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين • قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }، فكل تلك الفضائل لا ينالها إلّا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله .
• أنّ الإيمان بالقرآن يفتح للمؤمن أبواباً من المعارف والبيّنات، يهدي للتي هي أقوم، ويورثه طهارة القلب والاستقامة وصلاح الباطن والظاهر بإذن الله، قال تعالى: { إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويُبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً كبيراً }.
• أنّه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويُرغّبه فيه، ويزداد بتدبّره والتفكر فيه يقيناً ويزيده إيماناً وتثبيتاً، فلا ينتفع تال القرآن بقراءته إلّا إذا كان مؤمناً بالقرآن، قال تعالى: { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفّر به فأولئك هم الخاسرون } .


5- دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

الأدلة على إثبات صفة كلام الله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة، فمِن الأدلة من القرآن:
• قال تعالى: { ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه ..} وقال تعالى: { يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي .. }، قال تعالى: { تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم مَن كلّم الله ورفع بعضهم درجات .. }
ومن الأدلة في السنّة النبوية :
حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلّم الوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرّون سجّداً، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: ( ماذا قال ربكم )؟ فيُقال: قال ( الحق وهو العلي الكبير ).
• ومنها أيضاً: حديث عائشة رضي الله عنها أنّها قالت في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من يتكلّم الله فيّ بأمر يُتلى ».
• ومنها أيضأ: حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم « ما منكمجمن أحد إلّا سيكلّمه الله، لبس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلّا ما قدّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلّا النار تلقاء وجهه، فاتّقوا النار بشقّ تمرة »
وكلام الله تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، ولا تنفد ولا تنقضي، قال تعالى: قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً }

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 2 ذو الحجة 1438هـ/24-08-2017م, 07:09 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية :

1- بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

الإيمان بالقرآن لا يتحقق إلّا بثلاث:
1- بالاعتقاد 2- بالقول 3- بالعمل .
• الإيمان الاعتقادي : التصديق باّن القرآن كلام الله تعالى، أنزله على رسوله بالحق، وأنّ ما أنزل الله فيه فهو حق، وأنه قيّم لا عوج له، ولا اختلاف فيه، والتصديق بكل ما أخبر الله به في القرآن، والاعتقاد بتحريم ما حرّم الله فيه، ووجوب ما أوجبه فيه، وأنه محفوظ بأمره تعالى إلى يوم القيامة .
• الإيمان القولي: وهو قول ما يدل على الإيمان بالقرآن، والتصديق بما أنزل الله فيه، كتلاوة القرآن .
• الإيمان العملي : وهو اتّباع هدي القرآن؛ بامتثال أوامر الله، واجتناب النواهي عنه في القرآن .
قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين • يهدي به الله مَن اتّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم } .


2- بيّن أهمية معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقّق طالب العلم هذه المعرفة؟

• معرفة القول الحق من السلف الصالح في مسائل الاعتقاد في القرآن، ليكون معتقده في القرآن اعتقاداً صحيحاً .
• ضبط مسائل الاعتقاد في القرآن ومعرفة أدلّتها ومآخذ الاستدلال لها، وتقرير تلك المسائل .
• معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ومعرفة أصول شبهاتهم، ونشاة أقوالهم، ومعرفة حجج أهل السنة، وكيفية معاملة المخالفين بطريقة حسنة؛ وأصول الرد عليهم، لا غلو فيه ولا إفراط.
وكي يحققَ طالب العلم هذه المعرفة، ويجمعَ بين العلم والعمل، ينبغي تحصيل أصلين :
• أن يتّبع الهدى بإيمانه بالقرآن، ويصدّق أخباره، وأن يتفقّه في بصائره، ومقاصد آياته، وقصصه، وبيّناته، ويتفكّرَ فيها ليزداد إيمانه ويقينه .
• الصبر على امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والإكثار من فعل الوعظ، و تأنيب النفس وإلزامها كلمة التقوى .
- فمَن كان ذا عزيمة وإرادة جازمة، وصحّح الأصلين في نفسه؛ صحّ سلوكه وحقّق معرفته مسائل الإيمان بالقرآن .


3- كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

الاهتداء بالقرآن يقوم باتباع أصول أهمها :
• الأصل الأول: تصديق أخبار القرآن، يورث قلب المؤمن يقيناً، ويزداد به علماً وهدى، والتصديق الحسن، يبلغ بصاحبه مرتبة الإحسان؛ ، ومن أوتي التصديق الحسن فقد أوتي نعمة اليقين؛ وهي أعظم النِعَم على الخلق، وهذا التصديق لا يكون معه شكّ ولا تردّد، قال تعالى: { والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتّقون • لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين }
ومن ثمراته: كفاية الله عبدَه؛ قال تعالى: { أليس اللّه بكافٍ عبدَه ... }، فمن حصلت له الكفاية من الله فقد هُديَ ووُقِيَ، وأُثمر في قلب صاحبه صدقُ الرغبة والرهبة والخشية، فيصلح قلبه، وتُزكّى نفسه، ويذهب همّه .
• الأصل الثاني: عَقلُ الأمثال؛ من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن، وقد ضرب الله في القرآن من كل مثل، قال تعالى: ياأيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعُف الطالب والمطلوب }، وضرب الأمثال من أفضل وسائل التعليم،لأنّ المثَلَ يقرّب المعاني الكثيرة بألفاظ وجيزة؛ وتُظهر كثيراً من الحِكم والفوائد العظيمة والجليلة؛ فيتبصّر بها المؤمن ليفقهَ مقاصدها ويعرف إرشادها، فتثمر في قلبه الخشية والإنابة والتصديق الحسن واليقين، وأمثال القرآن تُقسم إلى قسمين :
• صريحة : وهي التي يُصرّح فيها بلفظ المثل، كقوله تعالى: { مثل الذين حُمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذّبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين }، فهذا مثل صريح؛ وهم علماء اليهود مَن كُلّف بحمل التوراة لم ينتفعوا بها ولم يعملوا بما فيها، وهو من أسوأ الأمثال في القرآن؛ فقد ضُرب لمَن أوتي العلم ولم ينتفع به.
وأمثال كامنة: وهي الأمثال التي تفيد معناها مع عدم التصريح بلفظها ، قال تعالى :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكّرون }، فمن وعى هذه الأمثال وعرف ما يُراد منها، واعتبر بها فقد صَلُح عمله وحسُنت عاقبته، فإنّ عقلَ الأمثال ليس مجرد معرفة معانيها، إنّما يكون بمعرفة معانيها وفهمها والمراد منها، قال تعالى: { وما يعقلها إلّا العالمون }
الأصل الثالث: طاعة الله سبحانه وتعالى، وتشمل فعل ما أمر الله به، و ترك ما نهى عنه : فالله أمر ما فيه الخير والصلاح، ونهى عن ما فيه الشر والفساد، وطاعة الله تشمل أيضاً الكف عن المحرّمات؛ وهو من أعظم أسباب السلامة من العذاب والضلال، قال تعالى: { وما كان الله ليُضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يتبيّن لهم ما يتّقون }
والاهتداء بالقرآن واجب لأنّ تركه يوقع العبد في الضلال، وعقاب الله وسخطه، قال تعالى: { إنا أنزلنا عليك بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنما يضلّ عليها وما أنت عليهم بوكيل }.


4- بيّن فضل الإيمان بالقرآن؟

- من فضائل الإيمان بالقرآن :
• أنّه شرط للانتفاع بتلاوة القرآن؛ فهو أصل الانتفاع بما جعل اللّه في كتابه من فضائل جليلة وبركات عظيمة، وما صرّف فيه من الآيات، .ما ضرب فيه الأمثال، وما جعل فيه من المواعظ المذكّرة، والحكمة والنور والشفاء لما في الصدور، قال تعالى: { ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين • قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }، فكل تلك الفضائل لا ينالها إلّا من آمن بالقرآن، وعلى قدر إيمان العبد بالقرآن يكون نصيبه من فضائله .
• أنّ الإيمان بالقرآن يفتح للمؤمن أبواباً من المعارف والبيّنات، يهدي للتي هي أقوم، ويورثه طهارة القلب والاستقامة وصلاح الباطن والظاهر بإذن الله، قال تعالى: { إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويُبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً كبيراً }.
• أنّه يحمل المؤمن على تلاوة القرآن ويُرغّبه فيه، ويزداد بتدبّره والتفكر فيه يقيناً ويزيده إيماناً وتثبيتاً، فلا ينتفع تال القرآن بقراءته إلّا إذا كان مؤمناً بالقرآن، قال تعالى: { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفّر به فأولئك هم الخاسرون } .


5- دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .

الأدلة على إثبات صفة كلام الله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته كثيرة، فمِن الأدلة من القرآن:
• قال تعالى: { ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه ..} وقال تعالى: { يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي .. }، قال تعالى: { تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم مَن كلّم الله ورفع بعضهم درجات .. }
ومن الأدلة في السنّة النبوية :
حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: « إذا تكلّم الوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرّون سجّداً، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: ( ماذا قال ربكم )؟ فيُقال: قال ( الحق وهو العلي الكبير ).
• ومنها أيضاً: حديث عائشة رضي الله عنها أنّها قالت في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من يتكلّم الله فيّ بأمر يُتلى ».
• ومنها أيضأ: حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم « ما منكمجمن أحد إلّا سيكلّمه الله، لبس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلّا ما قدّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلّا النار تلقاء وجهه، فاتّقوا النار بشقّ تمرة »
وكلام الله تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، ولا تنفد ولا تنقضي، قال تعالى: قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً }
زادك الله من فضله ونفع بك.
الدرجة :أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir