المجلس الثالث: مجلس مذاكرة تفسير سورة آل عمران [من آية 18 حتى آية 32]
المجموعة الأولى.
السؤال الأول: استخلص المسائل واذكر خلاصة أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى:-
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)} آل عمران.
المسائل التفسيرية :
_القراءة في قوله تعالى (إن الدين عند الله ...) ج ط ك
_القراءة في قوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام ..) ط
_معنى الدين ط
_معنى الإسلام ط
_علام يعود لفظ أوتوا الكتاب ط
_الغرض من الآية في قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ك
_سبب الإختلاف ك
_علة الإفتراق ج ك
ماوجه التهديد في قوله تعالى (َمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ..) . ك
معنى سريع الحساب ج ط ك
تلخيص أقوال المفسرين :
_القراءة في قوله تعالى (إن الدين عند الله ...) ج ك
_قرئت بالفتح والتفخيم ,والفتح لغة أهل الحجاز
_وقرئت بالكسر ,فهي لغة بني تميم وكثير من العرب ,ذكره الزجاج
_والجمهور قرأها بالكسر على الخبر ,وكلا المعنين صحيح ,ولكن هذا القول عن الجمهور أظهر والله اعلم , ذكره ابن كثير
_القراءة في قوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام ..) ط
قرئت باللام , (إن الدين عند الله للإسلام ) , قراءة ابن مسعود .
_أنتصاب قوله تعالى ( بغياً ) ج ط
نصبت على المفعول من أجله أو الحال من الذين . خلاصة قول الزجاج وابن عطيه
_معنى الدين ط
هو الطاعة والملة ذكره ابن عطية
_معنى الإسلام ط
هو الإيمان والطاعة ,قاله أبو العالية وقتادة وعليه جمهور المتكلمين, ذكره ابن عطية .
_علام يعود لفظ أوتوا الكتاب ط
قيل اليهود والنصارى
وقيل اليهود , الربيع بن أنس قال :"المراد بهذه الآيةاليهود، وذلك أن موسى عليه السلام، لما حضرته الوفاة، دعا سبعين حبرا من أحبار بنيإسرائيل فاستودعهم التوراة، عند كل حبر جزء، واستخلف يوشع بن نون فلما مضت ثلاثةقرون، وقعت الفرقة بينهم" . ذكره ابن عطية
وقيل النصارى وهي توبيخ لنصارى نجران ,قاله محمد بن جعفر , ذكره ابن عطية
_الغرض من الآية في قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ك
الغرض من هذه الآية هي الإخبار من الله , ذكره ابن كثير
_سبب الإختلاف ك
هو تحاسدهم وتباغضهم ,وتدابرهم ,فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقاً , ذكره ابن كثير
_علة الإفتراق ج ك
لأنهم لما رأوا البصيرة والبرهان ,وقامت عليهم الحجة , ذكره الزجاج وملخص مقولة ابن كثير .
ماوجه التهديد في قوله تعالى (َمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ..) . ك
هذه الآية إخبار من الله سبحانه بأنه لادين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام , ومحمد صلى الله عليه وسلم ,خاتم المرسلين ,فمن لقي الله بعد بعثته بدين غير شريعته فليس بمتقبل منه , كما قال تعالى (ومن يبتغ غير الله ديناً فلن يقبل منه ) أل عمران 85 ذكره ابن كثير .
معنى سريع الحساب ج ط ك
أن الله سبحانه وتعالى سريع تعريف العامل بعمله ,عالم بجميع ماعملوا ومحصيه .
ويراد به سرعة مجيئ القيامة للحساب أو هي متيقنة الوقوع , فكل آت قريب ,ويحتمل أن الله سبحانه إحاطته بكل شيء لايحتاج إلى عد ولا فكره , قاله مجاهد , خلاصة ماذكره الزجاج وابن عطيه وابن كثير
الفوائد السلوكية :
_إن الإفتراق غالباً يكون بعد العلم بالبنات , وظهور الحجج والبراهين كما قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)} آل عمران.
_المسلم ينحصر دينه بالإسلام فهو المتقبل منه ,لأنه آخر الأديان ختم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ,(قوله تعالى ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) .
_إن الإختلاف إذا كان على حسن نية وإجتهاد فإنه يؤجر صاحبه ,فيجب أن لايصل حد الإفتراق , فيحصل التنازع والقتال .
_جحود نعمة الإسلام ,كفر بالله ,وأن الله مطلع على عباده ,وسيجازيهم ,ويحاسبهم على تكذيبهم ,قال تعالى (وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)} آل عمران
_المسلم الفطن لاينظر إلى الخلاف الذي وقع به الذين أوتوا الكتاب ,بل يعتبر أنها أنزلت تحذير للمسلمين من الخلاف بالدين ,والتفرق شيعاً .
السؤال الثاني: استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبيّن كيف دلّت الآية عليها في قوله تعالى:
{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}.
الفوائد السلوكية :
_المؤمن الحق لايتخذ الكافر ولياً من دون الله , لأنه من ولى الكافر فقد رضي , ومن رضي فقد كفر,مصداق قوله (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
_جعل الله الرفعة والإعتلاء والشرف للمؤمن الحق , فالمعنى: أن المكان المرتفع في الولاية مكان المؤمنين, فهذا بيان قوله: {من دون المؤمنين}. .
_المؤمن يجعل تقوى الله أمامه , في الخفاء والعلن , وأباحة التقية وسلامة النية عند الخوف من القتل, دليله (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) .
_المؤمن يوالي المؤمن وينصره ولايخذله , وموالاة المؤمنين بعضهم لبعض , نصرة لهم وإعلاء لدينهم .
_المسلم يجعل مخافة الله أمام عينيه , ويحذر الآخرة والحساب , ويوقن إطلاع الله عليه , ومآله ومرجعه إلى الله سبحانه ,قال تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) .