دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1436هـ/6-12-2014م, 01:04 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي علّامة القرن الخامس عشر/ ابن عثيمين سيرة وإنجاز

بسم الله الرحمن الرحيم
*سيرة مفسر*
العلامة:محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى


● اسمه ونسبه:
الشيخ أبو عبدالله محمد بن صالح بن محمد العثيمين المقبل الوهيبـي التميمي ، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، وأستاذ بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم ، وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة .

● مولده ونشأته:
-ولد الشيخ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم عام1347ه ،في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك.
-نشأ في عائلة معروفة الإستقامة والدين، وتتلمذ على بعض أفراد عائلته ،وهو جده من جهم أمه وهو الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ-رحمه الله- فقد قرأ عليه القرآن.


● أخلاقه:
- تأثر بأخلاق شيوخه أمثال ابن باز وعبدالرحمن السعدي.
قال الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني :لقد كان الشيخ-رحمه الله- رضي الخلق،حسن السمت،لطيف التعامل،خفيف الظل، دائم الابتسامة ،مشرق الوجه ،متهلل الجبين ،لين الجانب، مهذب العبارة، لا يستكبر ولا يتعاظم ،حفيا بالعلماء ،ذاكرا لفضلهم ،متأسيا بهم ،مترحما عليهم ،مناضلا عن جنابهم.
-قال الشيخ فهد بن عبدالله السنيد:" وأما زهده فيكفي أن تعلم ان ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه،وتوزيعه مجانا".
- قال الشيخ عبد العزيز الوهيبي في ورعه:( وكان رحمه الله يرفض أن يتسلم رواتب الدروس التي يتخلف عن تدريسها في الجامعة،نظرا لبعض انشغالاته).
-قال الطالب عبد الرحمن الوكيل في تواضعه:(واذكر قصة حدثت في أحد تلك الدروس(الحرم المكي) ،حيث كنت جالسا بجوار الشيخ،وعندما انتهى من الدرس قدم له أحد طلابه كوبا من الماء،فشرب نصفه ،وقدم لي النصف الآخر،فكان موقفا لا ينسى بالنسبة لي)
- عدم محبته للمديح والثناء.


● علمه وعقيدته:
-تتلمذ على الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن ابن ناصر السَّعدي رحمه الله، ولَمَّا فُتح معهد الرياض العلمي استأذن شيخَه عبد الرحمن بن سعدي في الالتحاق به، فدرس فيه، وكانت مدَّةُ الدراسة في ذلك الوقت بعد الابتدائي وقبل الكلية أربعَ سنوات، ودخل في السنة الثانية، وكان في ذلك الوقت نظام القفز.
-درس في التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ مختصرات المتون .
-عقيدته عقيدة السبف الصالح ،أهل السنة والجماعة،في أصول الدين جملة وتفصيلا، وقد بينت في تأليفه وكتبه وشروحه ومحاضرات وخطبه وفتواه.
-حفظ الشيخ رحمه الله كتاب الله في سن مبكرة ، وقبل أن يتجاوز الخامسة عشر من عمره كان يحفظ – بالإضافة إلى كتاب الله – " زاد المستقنع " و" ألفيَّة ابن مالك " – كما أخبر بذلك هو عن نفسه .
وقد جدَّ الشيخ ونشط في طلب العلم على قلة ذات اليد في ذلك الزمان ، وقد حدَّث عن نفسه فقال إنه كان لا يملك إلا " الروض المربع " يقرأ فيه ، في غرفة من طين تطل على " زريبة بقر " !.


● شيوخه تلاميذه:
-أبرز شيوخه الذين درس عليهم:
-الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، درس عليه في المسجد الكبير بعُنيزة.
- الشيخ عبد العزيز بن باز.
-الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهما الله، درس عليهما في معهد الرياض العلمي.

وأمَّا تلاميذه، فهم كثيرون، أخذوا عنه العلمَ في معهد عنيزة العلمي، وكلية الشريعة وأصول الدِّين بالقصيم، وفي المسجد الجامع الكبير بعُنيزة، فتدريسُه في المسجد الجامع الكبير مدَّتُه خمسٌ وأربعون سنة، وتدريسه في المعهد والكليَّة مدَّتُه سبعٌ وأربعون سنة.
1. الدكتور إبراهيم بن علي العبيد .
2. الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي ، وهو شيخ نبيل الخلق كريم السجايا .
3. الدكتور أحمد بن محمد الخليل .
4. الشيخ خالد بن عبدالله المصلح ، زوج بنت الشيخ .
5. الدكتور خالد بن عبدالله المشيقح .
6. الشيخ سامي بن محمد الصقير ، وهو زوح بنت الشيخ .
7. الأمير الدكتور عبدالرحمن بن سعود الكبير آل سعود .
8. الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار ، كان يطلق عليه سماحة الإمام عبدالعزيز ابن باز العلامة .
9. الشيخ محمد بن سليمان السلمان .
10. وليد بن أحمد الحسين .
11. شيخنا القاضي الشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالكريم الدرويش ، وهو من خيرة من رأيت من الناس في بذل نفسه وجاهه ووقته في الدعوة إلى الله تعالى ، فنعم العالم والداعية والمربي هو .


● الشيخ مفسرا:
-تميز الشيخ بجمع أدوات الإجتهاد وآلآت الإستنباط، وكان يكثر التأمل ويتعمق في الاستنباط،ويحث على الفكرة والتدبر،ويغوص وراء المعاني،حتى أنه يستخرج عشرات الفوائد من الآية الواحدة وينوعها.
-وقد لاحظ القاصي والداني براعته في التفسير في المسجد الحرام في درسه عندما ينتهي إمام الحرم من القراءة في صلاة المغرب أو الفجر،فيقوم الشيخ بافتتاح درسه بشرح هذه الآيات التي تليت دون سابق تحضير أو استعداد فيفسرها أحسن تفسير ويستخرج الفوائد منها.

●طرقه في التفسير:
-الطريق الأول: التفسير العام،فلم يرتبط الشيخ بتفسير ينطلق منه،وهذا يشمل الدرس الخاصة بالطلبة،وابتدأ الشيخ فيه من أول القرآن وانتهى إلى سورة الأنعام ،ولم يتمها.
-الطريق الثاني:التفسير الذي ارتبط فيه بتفسير الجلالين،فكان منطلقا له ولم يقتصر عليه،وبلغ فيه سورة الزخرف ،ولم يتمها.
-الطريق الثالث: التفسير المفرق ويتمثل في تفسير الشيخ للآيات التي تمر في أثناء شرحه لكتاب ما،وهي كثيرة ،وربما أسهب الشيخ في تعليقه عليها،ورجح فيها.

●مصادره في التفسير:
الغالب في الشيخ لا يذكر مصادره التي أخذ منها ،ولا أسماء العلماء الذين يذكر أقوالهم،بل تراه يبهم أسمائهم،إلا أنه قد ينص في بعض الأحيان على بعضهم،ومنهم على سبيل المثال:ابن حزم (البقرة 222،228)


●المنهج العام للشيخ في التفسير:
-استخدم رحمه الله السهولة في العبارة والبعد عن غامض التراكيب،واضح في العرض ،تقريبا لعامة الناس فضلا عن طلابه والمستفيدين.
-خلا تفسيره من الأقوال الكثيرة والتفريعات البعيدة.
-يعتمد على بيان القرآن بالقرآن وجمع نظام الآية، وبيان القرآن بالسنة،وذكر للقراءات وتوجيهها معنا أو إعرابا.
-حرص الشيخ كل الحرص على عدم الوقوعفيما وقع فيه غيره من المفسرين من حشد الإسرائيليات والاعتماد عليها،مثال في قوله تعالى :(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قال الشيخ:وقد ذكرالمفسرون هنا اسرائيليات كثيرة حول الموضوع ،ولكن لا يعنينا أن نعين من هذا القاتل ومن هذا المقتول! وإنما المقصود أنه قتلت نفس فادارؤوا فيها :أي تخاصموا.
-التفصيل في أحكام القرآن، وبيان الراجح منها بدليله دون تعصب لمذهب معين.
- ذكرالقضايا الفقهية المعاصرة المرتبطة بالآية.
-تنزيل الآيات على الواقع المعاصر،وربطها به.
-الاهتمام بالجانب التربوي في الآية،ويظهر الجانب الوعظي والإرشادي.
-مثال على الجانب الوعظي: في قوله تعالى:(واعلموا أنكم ملاقوه) قال الشيخ: والله لو كانت قلوبنا حية لكان لهذة الكلمة وقع في نفوسنا_لأنها من كلام الله عزوجل_ مصدرة ب (واعلموا) لكن،والله القلوب ميتة، والشكوى إلى الله عزوجل.
-مثال على الجانب الإرشادي وتوجيهاته للطالب: في قوله تعالى:(والراسخون في العلم يقولون آمنا به) قال الشيخ: (ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون راسخا في العلم ،لا جامعا كثيرا منه،لأن العبرة بالرسوخ في العلم،فإن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكة يستطيع أن يقرب العلم بعضه من بعض،ويقيس مالم ينص عليه على ما نص عليه،ويكون العلم لديه كالطبيعه الراسخة).
- الاهتمام بالناحية اللغوية واستنباط الفوائد ،والإكثار من ذكر القواعد العلمية.

● نماذج من تفسيره :
)وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة:8).

التفسير:
قوله تعالى: { ومن الناس }: { من } للتبعيض؛ أي: وبعض الناس؛ ولم يصفهم الله تعالى بوصف . لا بإيمان، ولا بكفر .؛ لأنهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] ؛ الناس } أصلها الأناس؛ لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفاً، كما قالوا في "خير"، و"شر": إن أصلهما: "أخير"، و"أشر"؛ لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال؛ وسُموا أناساً: من الأُنس؛ لأن بعضهم يأنس بعضاً، ويركن إليه؛ ولهذا يقولون: "الإنسان مدني بالطبع"؛ بمعنى: أنه يحب المدنية . يعني الاجتماع، وعدم التفرق ...
قوله تعالى: { من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } أي يقول بلسانه . بدليل قوله تعالى: { وما هم بمؤمنين } أي بقلوبهم .؛ وسبق معنى الإيمان بالله، وباليوم الآخر..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهماً..
.2 . ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
.3 ومنها: أن المنافقين ليسوا بمؤمنين . وإن قالوا: إنهم مؤمنون .؛ لقوله تعالى: { وما هم بمؤمنين }؛ ولكن هل هم مسلمون؟ إن أريد بالإسلام الاستسلام الظاهر فهم مسلمون؛ وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين..
.4 ومنها: أن الإيمان لا بد أن يتطابق عليه القلب، واللسان..ووجه الدلالة: أن هؤلاء قالوا: "آمنا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؛ فصح نفي الإيمان عنهم؛ لأن الإيمان باللسان ليس بشيء..


● بعض مجالات تعليمه ودعوته :
1 ـ التدريس في معهد عُنيزة العلمي، ثمَّ في كليَّة الدعوة وأصول الدِّين في القصيم، ابتداء من عام 1374هـ.
2 ـ التدريس في الجامع الكبير في عنيزة، ابتداءً من عام 1376هـ.
3 ـ الخطابة والإمامة في المسجد الكبير بعنيزة ابتداء من عام 1376هـ.
4 ـ التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
5 ـ المحاضرات التي يُلقيها في المساجد والجامعات في مدن المملكة، والمحاضرات التي يُلقيها عبر الهاتف في أوربا وأمريكا وغيرها.
6 ـ مشاركته في بعض المؤتمرات التي عُقدت في المملكة.
7ـ الفتاوى عن طريق المقابلة والمراسلة والهاتف.
8 ـ مشاركته في توعية الحجاج في مواسم الحج.
9 ـ برامج وأحاديث في الإذاعة.

● من أقوال العلماء فيه:
- ما رواه الشيخ أحمد القاضي: (كان من أخص خصائصه التي عرف بها حرصه على العلم، وقد حدثني بعض ذوي الشيخ عبدالله بن محمد المانع رحمه الله، الذي كان قاضيا في العنيزة حتى 1360ه ،أن الشيخ في صباه كان يأتي إلى منزلهم في الصباح الباكر، ويحمل على رأسه قفة يحمل فيها كتبه وأوراقه،فيطرق الباب فيسلم ويستأذن ،فيصعد إلى المكتبة ويبقى فيها إلى قريب الظهر، ثم ينزل ويسلم وينصرف وكان ذلك وبعد لم يبلغ الحلم).
-قال الشيخ محمد بن صالح المنجد: (حدثني ولد الشيخ عبد الرحمن _أي السعدي_ أن الشيخ ابن عثيمين كان يمشي مع أبيه إلى مكان الدعوة التي يدعى إليها الشيخ عبدالرحمن السعدي فيسأله طيلة الطريق حتى يصل إلى بيت المدعو،ثم يعوم الشيخ محمد ، ويدخلمع الشيخ عبدالرحمن أحيانا).
-محبة الشيخ عبد العزيز بن باز له ووصفه بالعلامة:
-كما قال الشيخ المنجد أيضا:(كنت في مجلس الشيخ عبد العزيز-ابن باز- في الطائف،فكان الناس يأتون يسلمون على الشيخ عبد العزيز وهو جالس على كرسيه،فلما أخبر بقدوم الشيخ محمد بن عثيمين قام إليه، ولم أره قام لأحد غيره ،فاعتنقه،ورأيت وجه الشيخ عبد العزيز يتهلل بالبشر والسرور للقاء الشيخ ابن عثيمين) .
وكان الشيخ ابن باز يقرظ له بعض كتبه كما في تقديمه ل(عقيدة أهل السنة والجماعة) حيث يقول رحمه الله تعالى:
(أما بعد...فقد اطلعت على العقيدة القيمة الموجزة التي جمعها أخونا العلامة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين،وسمعتها كلها،فألقيتها مشتملة على بيان عقيدة اهل السنة والجماعة...)
- قال الشيخ علي الشبل:( لما اشتغل الناس في عنيزة بفلاحة الوادي-وادي الرمة- وغرس النخيل فيه،وتوجهوا لذلك توجها عاما،كان منهم والد ابن عثيمين وأعمامه،واصطحبوامعهم أبنائهم،ومنهم الشيخ محمد،حيث اشتغل شيخنامحمد ابن عثيمين في الزراعةفي الوادي مع أهله نحوا من ثلاث سنين،فافتقده شيخه ابن سعدي وسأل عنه والده،كما ساله هو عن سبب تخلفه عن الدروس،فلما أعلمه الخبر طلب الشيخ ابن سعدي ملحا على ابن خاله صالح بن سليمان بن عثيمين لإرجاع إبنه محمد إلى عنيزة لمواصلة الدراسة،وحضور حلقات العلم المعقودةمن ابن سعدي في الجامع الكبير...وقال له فسما قال نريد محمدا يبقى عندنا في عنيزة ليواصل الدراسة والطلب).
-يقول الشيخ عبد العزيز الداوود(عضوا في دائرة الإفتاء) :إن الشيخ عندما قدم الرياض كان مميزا بالعلم والفهم،وكان يشير إليه الطلاب بالتميز).
-قال الشيخ عبد الرحمن بن علي النهابي إمام وخطيب جامع الصالحية بعنيزة،واصفا شيخه ابن عثيمين:(كان مثالا للأب الحنون،والمعلم المتفهم غير المنون،والتربوي الواعي ، تجري من جنباته ينابيع العلم،فكان مثالا للسلف الصالح والعالم الرباني،يستنبط مع المتعلم ،ولا يرهقه حتى يتألم ،كان مربيا تتمثل فيه الصفات التربوية بكل معانيها).
-عبد المحسن بن حمد العبادر البدر:( إنَّ الشيخ ـ رحمه الله ـ من العلماء الذين اجتهدوا وحرصوا على اتِّباع الدَّليل من الكتاب والسُّنَّة، وله عناية في التحقيق في المسائل والاستدلال عليها بالكتاب والسُّنَّة والإجماع والمعقول، حيث يذكر الأدلَّة إجمالاً ثمَّ يفصِّلها، ويُبيِّن وجهَ الاستدلال، وهو مِمَّن رُزق فقهاً في الدِّين، وعناية في فقه الشريعة أصولاً وفروعاً، وهو كغيره يخطئ ويُصيب، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُردُّ إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
- يقول الشيخ مسفر بن ناصر الزهراني في روعة تأصيل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:(كان الشيخ مدرسة مميزةفي قوة التحصيل ،وروعة التأصيل،والاهتمام بالقواعد والتأكد على الضوابط،فلم يكن يسوق الكلام على عواهنه،ويرسل العلم على علاته، بل لا تكادتمر الجملة من حديثه إلا موثقة مؤصلة،مدللة مبرهنة،يؤصل المسائل،ويورد الدلائل، ويسند الأقوال لأصحابها، ويشبد بالأفضال لأربابها، ويأتي بيوت المعرفة من أبوابها.)
-قال الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر الجزائري:(وقد كان صرحا من صروح العلم والمعرفة ونموذجا للعلماء والفقهاء المجتهدين..).


● من آثاره :
-تنقسم إلى قسمين:
1)قسمٌ حرَّره بنفسه، وأخرجه بعد تحريره.
2)وقسمٌ لَم يُحرِّره، ولكن استُخرِج من أشرطة دروسه وطُبع.
ومِمَّا حرَّره:
ـ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
ـ عقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرَّشاد.
ـ أحكام الأضحية والذكاة.
ـ فتح ربِّ البَريَّة بتلخيص الحموية.
ومِمَّا استُخرج من الأشرطة وطُبع بعضُه:
ـ الشرح الممتع على زاد المستقنع.
-أما الشروحات فأهمها:
" شرح الأصول من علم الأصول " ./" شرح زاد المستقنع " ./" شرح أبواب من صحيح البخاري " ./" شرح أبواب من صحيح مسلم " ./" شرح ألفية ابن مالك " ./" شرح الآجرومية/ " ." شرح العقيدة السفارينية " ./" شرح كتاب التوحيد " ./" شرح الواسطية " ." شرح البيقونية " ./" شرح الأجزاء الأخيرة من القرآن " ." شرح بعض السور ، مثل البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والأحزاب ، وسبأ .. وغيرها بطريقة التفصيل واستنباط الفوائد والأحكام " /" شرح بلوغ المرام " ،وله رسائل في أصول الفقه والمصطلح والعقيدة مقرَّرة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.

● وفاته
تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي ...ثمصُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.

●المراجع:
- ابن عثيمين الإمام الزاهد (1347 – 1421) ناصر بن مسفر الزهرانى (دار ابن الجوزى ) 1022 ص.
-الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( ترجمة شاملة لحياة الشيخ من النشأة إلى الوفاة ) ، عصام بن عبد المنعم المري ، دار البصيرة ، الإسكندرية / مصر ، 494 صفحة .
-وقفات في حياة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.إحسان العتيبي.
- الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء الربانيين محاضرة للشيخ عبد المحسن بن حمد العبادر البدر.
لجهود النحوية للشيخ العثيمين ، نجيب بن محفوظ بن كرامة الزبيدي ، مكتبة الرشد ، السعودية ، ط 1 ، 1429 هـ / 2008 م ، 345 صفحة .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 11:32 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

أختي الفاضلة
تم تصحيح بحثكِ في صفحة اختباراتك هنا
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3&postcount=30
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الأول 1436هـ/24-12-2014م, 05:28 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي علّامة القرن الخامس عشر/ ابن عثيمين سيرة وإنجاز

بسم الله الرحمن الرحيم
*
سيرة مفسر
*
العلامة:محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى



● اسمه ونسبه وكنيته:
-اسمه محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبدالرحمن بن عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد بن مقبل ، من قبيلة بني تميم ، وجده عثمان اشتهر بعثيمين ،فصارت الأسرة تنسب لهذا الجد..(1)
- تربط الشيخ رحمه الله صلة قرابة من جهة أم شيخه السعدي، فأخوال الشيخ السعدي رحمه الله من بني العثيمين...(2)
- يكنى بأبي عبدالله،أكبر أولاده..(3)

● مولده ونشأته:
-ولد الشيخ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم عام1347ه ،في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك..(3)
-نشأ في عائلة معروفة الإستقامة والدين، وتتلمذ على بعض أفراد عائلته ،وهو جده من جهة أمه، وهو الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ-رحمه الله- فقد قرأ عليه القرآن،ثم اتجه لطلب العلم.(4)


● من أخلاقه:
- تأثر بأخلاق شيوخه أمثال ابن باز وعبدالرحمن السعدي.
قال الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني :لقد كان الشيخ-رحمه الله- رضي الخلق،حسن السمت،لطيف التعامل،خفيف الظل، دائم الابتسامة ،مشرق الوجه ،متهلل الجبين ،لين الجانب، مهذب العبارة، لا يستكبر ولا يتعاظم ،حفيا بالعلماء ،ذاكرا لفضلهم ،متأسيا بهم ،مترحما عليهم ،مناضلا عن جنابهم.
-قال الشيخ فهد بن عبدالله السنيد:" وأما زهده فيكفي أن تعلم ان ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه،وتوزيعه مجانا".
- قال الشيخ عبد العزيز الوهيبي في ورعه:( وكان رحمه الله يرفض أن يتسلم رواتب الدروس التي يتخلف عن تدريسها في الجامعة،نظرا لبعض انشغالاته).
-قال الطالب عبد الرحمن الوكيل في تواضعه:(واذكر قصة حدثت في أحد تلك الدروس(الحرم المكي) ،حيث كنت جالسا بجوار الشيخ،وعندما انتهى من الدرس قدم له أحد طلابه كوبا من الماء،فشرب نصفه ،وقدم لي النصف الآخر،فكان موقفا لا ينسى بالنسبة لي)
- عدم محبته للمديح والثناء....(5)


● علمه وعقيدته:
-حفظ – بالإضافة إلى كتاب الله – " زاد المستقنع " و" ألفيَّة ابن مالك " – قبل أن يتجاوز الخمسة عشر من عمره..(6)
-تتلمذ على الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن ابن ناصر السَّعدي رحمه الله، ولَمَّا فُتح معهد الرياض العلمي استأذن شيخَه عبد الرحمن بن سعدي في الالتحاق به، فدرس فيه، وكانت مدَّةُ الدراسة في ذلك الوقت بعد الابتدائي وقبل الكلية أربعَ سنوات، ودخل في السنة الثانية، وكان في ذلك الوقت نظام القفز..(7)
-تعلم علوم الشريعة والعربية كافة وبرع فيها حتى قيل أنه مكتبة متنقلة...(8)
-عقيدته عقيدة السبف الصالح ،أهل السنة والجماعة،في أصول الدين جملة وتفصيلا، وقد ظهرت في تأليفه وكتبه وشروحه ومحاضرات وخطبه وفتواه. ..(9)



●من شيوخه تلاميذه:
-أبرز شيوخه الذين درس عليهم:
-الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، وهو جده لأمه رحمهم الله تعالى.
-عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي رحمه الله تعالى.
-محمد بن عبد العزيز المطوع رحمه الله تعالى.
-الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، درس عليهما في معهد الرياض العلمي.
-عبدالعزيز آل باز رحمه الله تعالى...(10)

وأمَّا تلاميذه، فهم كثيرون، أخذوا عنه العلمَ في معهد عنيزة العلمي، وكلية الشريعة وأصول الدِّين بالقصيم، وفي المسجد الجامع الكبير بعُنيزة، فتدريسُه في المسجد الجامع الكبير مدَّتُه خمسٌ وأربعون سنة، وتدريسه في المعهد والكليَّة مدَّتُه سبعٌ وأربعون سنة...(11)
1. الدكتور إبراهيم بن علي العبيد .
2. الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي ، وهو شيخ نبيل الخلق كريم السجايا .
3. الدكتور أحمد بن محمد الخليل .
4. الشيخ خالد بن عبدالله المصلح ، زوج بنت الشيخ .
5. الدكتور خالد بن عبدالله المشيقح .
6. الشيخ سامي بن محمد الصقير ، وهو زوح بنت الشيخ .
7. الأمير الدكتور عبدالرحمن بن سعود الكبير آل سعود .
8. الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار ، كان يطلق عليه سماحة الإمام عبدالعزيز ابن باز العلامة .
9. الشيخ محمد بن سليمان السلمان .
10. وليد بن أحمد الحسين .



● من أقوال العلماء فيه:
- ما رواه الشيخ أحمد القاضي: (كان من أخص خصائصه التي عرف بها حرصه على العلم، وقد حدثني بعض ذوي الشيخ عبدالله بن محمد المانع رحمه الله، الذي كان قاضيا في العنيزة حتى 1360ه ،أن الشيخ في صباه كان يأتي إلى منزلهم في الصباح الباكر، ويحمل على رأسه قفة يحمل فيها كتبه وأوراقه،فيطرق الباب فيسلم ويستأذن ،فيصعد إلى المكتبة ويبقى فيها إلى قريب الظهر، ثم ينزل ويسلم وينصرف وكان ذلك وبعد لم يبلغ الحلم).
-قال الشيخ محمد بن صالح المنجد: (حدثني ولد الشيخ عبد الرحمن _أي السعدي_ أن الشيخ ابن عثيمين كان يمشي مع أبيه إلى مكان الدعوة التي يدعى إليها الشيخ عبدالرحمن السعدي فيسأله طيلة الطريق حتى يصل إلى بيت المدعو،ثم يعوم الشيخ محمد ، ويدخلمع الشيخ عبدالرحمن أحيانا).
-محبة الشيخ عبد العزيز بن باز له ووصفه بالعلامة:
-كما قال الشيخ المنجد أيضا:(كنت في مجلس الشيخ عبد العزيز-ابن باز- في الطائف،فكان الناس يأتون يسلمون على الشيخ عبد العزيز وهو جالس على كرسيه،فلما أخبر بقدوم الشيخ محمد بن عثيمين قام إليه، ولم أره قام لأحد غيره ،فاعتنقه،ورأيت وجه الشيخ عبد العزيز يتهلل بالبشر والسرور للقاء الشيخ ابن عثيمين) .
وكان الشيخ ابن باز يقرظ له بعض كتبه كما في تقديمه ل(عقيدة أهل السنة والجماعة) حيث يقول رحمه الله تعالى:
(أما بعد...فقد اطلعت على العقيدة القيمة الموجزة التي جمعها أخونا العلامة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين،وسمعتها كلها،فألقيتها مشتملة على بيان عقيدة اهل السنة والجماعة...)
- قال الشيخ علي الشبل:( لما اشتغل الناس في عنيزة بفلاحة الوادي-وادي الرمة- وغرس النخيل فيه،وتوجهوا لذلك توجها عاما،كان منهم والد ابن عثيمين وأعمامه،واصطحبوامعهم أبنائهم،ومنهم الشيخ محمد،حيث اشتغل شيخنامحمد ابن عثيمين في الزراعةفي الوادي مع أهله نحوا من ثلاث سنين،فافتقده شيخه ابن سعدي وسأل عنه والده،كما ساله هو عن سبب تخلفه عن الدروس،فلما أعلمه الخبر طلب الشيخ ابن سعدي ملحا على ابن خاله صالح بن سليمان بن عثيمين لإرجاع إبنه محمد إلى عنيزة لمواصلة الدراسة،وحضور حلقات العلم المعقودةمن ابن سعدي في الجامع الكبير...وقال له فسما قال نريد محمدا يبقى عندنا في عنيزة ليواصل الدراسة والطلب).
-يقول الشيخ عبد العزيز الداوود(عضوا في دائرة الإفتاء) :إن الشيخ عندما قدم الرياض كان مميزا بالعلم والفهم،وكان يشير إليه الطلاب بالتميز).
-قال الشيخ عبد الرحمن بن علي النهابي إمام وخطيب جامع الصالحية بعنيزة،واصفا شيخه ابن عثيمين:(كان مثالا للأب الحنون،والمعلم المتفهم غير المنون،والتربوي الواعي ، تجري من جنباته ينابيع العلم،فكان مثالا للسلف الصالح والعالم الرباني،يستنبط مع المتعلم ،ولا يرهقه حتى يتألم ،كان مربيا تتمثل فيه الصفات التربوية بكل معانيها).
-عبد المحسن بن حمد العبادر البدر:( إنَّ الشيخ ـ رحمه الله ـ من العلماء الذين اجتهدوا وحرصوا على اتِّباع الدَّليل من الكتاب والسُّنَّة، وله عناية في التحقيق في المسائل والاستدلال عليها بالكتاب والسُّنَّة والإجماع والمعقول، حيث يذكر الأدلَّة إجمالاً ثمَّ يفصِّلها، ويُبيِّن وجهَ الاستدلال، وهو مِمَّن رُزق فقهاً في الدِّين، وعناية في فقه الشريعة أصولاً وفروعاً، وهو كغيره يخطئ ويُصيب، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُردُّ إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
- يقول الشيخ مسفر بن ناصر الزهراني في روعة تأصيل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:(كان الشيخ مدرسة مميزةفي قوة التحصيل ،وروعة التأصيل،والاهتمام بالقواعد والتأكد على الضوابط،فلم يكن يسوق الكلام على عواهنه،ويرسل العلم على علاته، بل لا تكادتمر الجملة من حديثه إلا موثقة مؤصلة،مدللة مبرهنة،يؤصل المسائل،ويورد الدلائل، ويسند الأقوال لأصحابها، ويشبد بالأفضال لأربابها، ويأتي بيوت المعرفة من أبوابها.)
-قال الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر الجزائري:(وقد كان صرحا من صروح العلم والمعرفة ونموذجا للعلماء والفقهاء المجتهدين..). .(19)


● الشيخ مفسرا:
-تميز الشيخ بجمع أدوات الاجتهاد وآلآت الاستنباط، وكان يكثر التأمل ويتعمق في الاستنباط،ويحث على الفكرة والتدبر،ويغوص وراء المعاني،حتى أنه يستخرج عشرات الفوائد من الآية الواحدة وينوعها.
-وقد لاحظ القاصي والداني براعته في التفسير في المسجد الحرام في درسه عندما ينتهي إمام الحرم من القراءة في صلاة المغرب أو الفجر،فيقوم الشيخ بافتتاح درسه بشرح هذه الآيات التي تليت دون سابق تحضير أو استعداد فيفسرها أحسن تفسير ويستخرج الفوائد منها...(13)

●طرقه في التفسير:
-الطريق الأول: التفسير العام،فلم يرتبط الشيخ بتفسير ينطلق منه،وهذا يشمل الدرس الخاصة بالطلبة،وابتدأ الشيخ فيه من أول القرآن وانتهى إلى سورة الأنعام ،ولم يتمها.
-الطريق الثاني:التفسير الذي ارتبط فيه بتفسير الجلالين،فكان منطلقا له ولم يقتصر عليه،وبلغ فيه سورة الزخرف ،ولم يتمها.
-الطريق الثالث: التفسير المفرق ويتمثل في تفسير الشيخ للآيات التي تمر في أثناء شرحه لكتاب ما،وهي كثيرة ،وربما أسهب الشيخ في تعليقه عليها،ورجح فيها...(14)

●مصادره في التفسير:
الغالب في الشيخ لا يذكر مصادره التي أخذ منها ،ولا أسماء العلماء الذين يذكر أقوالهم،بل تراه يبهم أسمائهم،إلا أنه قد ينص في بعض الأحيان على بعضهم،ومنهم على سبيل المثال:ابن حزم (البقرة 222،228)..(15)


●المنهج العام للشيخ في التفسير:
-استخدم رحمه الله السهولة في العبارة والبعد عن غامض التراكيب،واضح في العرض ،تقريبا لعامة الناس فضلا عن طلابه والمستفيدين.
-خلا تفسيره من الأقوال الكثيرة والتفريعات البعيدة.
-يعتمد على بيان القرآن بالقرآن وجمع نظام الآية، وبيان القرآن بالسنة،وذكر للقراءات وتوجيهها معنا أو إعرابا.
-حرص الشيخ كل الحرص على عدم الوقوعفيما وقع فيه غيره من المفسرين من حشد الإسرائيليات والاعتماد عليها،مثال في قوله تعالى :(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قال الشيخ:وقد ذكرالمفسرون هنا اسرائيليات كثيرة حول الموضوع ،ولكن لا يعنينا أن نعين من هذا القاتل ومن هذا المقتول! وإنما المقصود أنه قتلت نفس فادارؤوا فيها :أي تخاصموا.
-التفصيل في أحكام القرآن، وبيان الراجح منها بدليله دون تعصب لمذهب معين.
- ذكرالقضايا الفقهية المعاصرة المرتبطة بالآية.
-تنزيل الآيات على الواقع المعاصر،وربطها به.
-الاهتمام بالجانب التربوي في الآية،ويظهر الجانب الوعظي والإرشادي.
-مثال على الجانب الوعظي: في قوله تعالى:(واعلموا أنكم ملاقوه) قال الشيخ: والله لو كانت قلوبنا حية لكان لهذة الكلمة وقع في نفوسنا_لأنها من كلام الله عزوجل_ مصدرة ب (واعلموا) لكن،والله القلوب ميتة، والشكوى إلى الله عزوجل.
-مثال على الجانب الإرشادي وتوجيهاته للطالب: في قوله تعالى:(والراسخون في العلم يقولون آمنا به) قال الشيخ: (ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون راسخا في العلم ،لا جامعا كثيرا منه،لأن العبرة بالرسوخ في العلم،فإن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكة يستطيع أن يقرب العلم بعضه من بعض،ويقيس مالم ينص عليه على ما نص عليه،ويكون العلم لديه كالطبيعه الراسخة).
- الاهتمام بالناحية اللغوية واستنباط الفوائد ،والإكثار من ذكر القواعد العلمية...(16)


● نماذج من تفسيره :
قوله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة:8).

التفسير:
قوله تعالى: { ومن الناس }: { من } للتبعيض؛ أي: وبعض الناس؛ ولم يصفهم الله تعالى بوصف . لا بإيمان، ولا بكفر .؛ لأنهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] ؛ الناس } أصلها الأناس؛ لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفاً، كما قالوا في "خير"، و"شر": إن أصلهما: "أخير"، و"أشر"؛ لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال؛ وسُموا أناساً: من الأُنس؛ لأن بعضهم يأنس بعضاً، ويركن إليه؛ ولهذا يقولون: "الإنسان مدني بالطبع"؛ بمعنى: أنه يحب المدنية . يعني الاجتماع، وعدم التفرق ...
قوله تعالى: { من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } أي يقول بلسانه . بدليل قوله تعالى: { وما هم بمؤمنين } أي بقلوبهم .؛ وسبق معنى الإيمان بالله، وباليوم الآخر..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهماً..
.2 . ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
.3 ومنها: أن المنافقين ليسوا بمؤمنين . وإن قالوا: إنهم مؤمنون .؛ لقوله تعالى: { وما هم بمؤمنين }؛ ولكن هل هم مسلمون؟ إن أريد بالإسلام الاستسلام الظاهر فهم مسلمون؛ وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين..
.4 ومنها: أن الإيمان لا بد أن يتطابق عليه القلب، واللسان..ووجه الدلالة: أن هؤلاء قالوا: "آمنا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؛ فصح نفي الإيمان عنهم؛ لأن الإيمان باللسان ليس بشيء..(17)


● بعض مجالات تعليمه ودعوته :
1 ـ التدريس في معهد عُنيزة العلمي، ثمَّ في كليَّة الدعوة وأصول الدِّين في القصيم، ابتداء من عام 1374هـ.
2 ـ التدريس في الجامع الكبير في عنيزة، ابتداءً من عام 1376هـ.
3 ـ الخطابة والإمامة في المسجد الكبير بعنيزة ابتداء من عام 1376هـ.
4 ـ التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
5 ـ المحاضرات التي يُلقيها في المساجد والجامعات في مدن المملكة، والمحاضرات التي يُلقيها عبر الهاتف في أوربا وأمريكا وغيرها.
6 ـ مشاركته في بعض المؤتمرات التي عُقدت في المملكة.
7ـ الفتاوى عن طريق المقابلة والمراسلة والهاتف.
8 ـ مشاركته في توعية الحجاج في مواسم الحج.
9 ـ برامج وأحاديث في الإذاعة...(18)

● من آثاره :
-لا يمكن حصر جميع مؤلفات الشيخ إلا أن هناك مشروع لذلك يقوم عليه فهد بن ناصر السليمان..
-أكثر مؤلفات الشيخ كتيبات صغيرة الحجم ترجم منها إلى عدة لغات..(20)
-تنقسم إلى قسمين:
1)قسمٌ حرَّره بنفسه، وأخرجه بعد تحريره.
2)وقسمٌ لَم يُحرِّره، ولكن استُخرِج من أشرطة دروسه وطُبع.
ومِمَّا حرَّره:
ـ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
ـ عقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرَّشاد.
ـ أحكام الأضحية والذكاة.
ـ فتح ربِّ البَريَّة بتلخيص الحموية.
ومِمَّا استُخرج من الأشرطة وطُبع بعضُه:
ـ الشرح الممتع على زاد المستقنع.
-أما الشروحات فأهمها:
" شرح الأصول من علم الأصول " ./" شرح زاد المستقنع " ./" شرح أبواب من صحيح البخاري " ./" شرح أبواب من صحيح مسلم " ./" شرح ألفية ابن مالك " ./" شرح الآجرومية/ " ." شرح العقيدة السفارينية " ./" شرح كتاب التوحيد " ./" شرح الواسطية " ." شرح البيقونية " ./" شرح الأجزاء الأخيرة من القرآن " ." شرح بعض السور ، مثل البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والأحزاب ، وسبأ .. وغيرها بطريقة التفصيل واستنباط الفوائد والأحكام " /" شرح بلوغ المرام " ،وله رسائل في أصول الفقه والمصطلح والعقيدة مقرَّرة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.(21)

● وفاته
تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي ...ثم صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية، رحم الله شيخنا وتقبل علمه وعمله ورفع قدره ومنزلته...(22)



●المراجع:
(1)..ذكر هذا النسب محدث المدينة المنورة العلّامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في محاضرة بعنوان:(الشيخ ابن عثيمين وشيء من سيرته ودعوته).
(2) الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( ترجمة شاملة لحياة الشيخ من النشأة إلى الوفاة ) ، عصام بن عبد المنعم المري ، دار البصيرة الإسكندرية / مصر ،ص17
(3) الدر الثمين..ص19
(4) ابن عثيمين الإمام الزاهد (1347 – 1421) ناصر بن مسفر الزهرانى (دار ابن الجوزى ) ،ص27
(5)الدر الثمين..(فصل:أخلاقه)
(6)وقفات في حياة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.إحسان العتيبي.ص2
(7)[COLOR="DarkRed"الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء الربانيين [/COLOR]،محاضرة للشيخ عبد المحسن بن حمد العبادر البدر.
(8)رسالة بعنوان الجهود النحوية للشيخ العثيمين ، نجيب بن محفوظ بن كرامة الزبيدي ، مكتبة الرشد ، السعودية ، ط 1 ، 1429 هـ / 2008 م .ص7
(9) الدر الثمين ..ص95
(10)الجهود النحوية للعثيمين ،ص11/12
(11) محاضرة الشيخ محمد بن عثيمين/للشيخ عبد المحسن البدر.
(13) الدر الثمين..ص203
(14)الدر الثمين.ص205/206
(15)الدر الثمين.ص206
(16)الدر الثمين .ص206-210
(17)تفسير ابن عثيمين /سورة البقرة
(18)وقفات في حياة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.. ص9/10
(19) الدر الثمين
(20)الجهود النحوية للعثيمين ص13
(21)محاضرة الشيخ محمد بن عثيمين/للشيخ عبد المحسن البدر.
(22)الجهود النحوية للعثيمين.ص14

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 3 ربيع الأول 1436هـ/24-12-2014م, 05:34 PM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي علّامة القرن الخامس عشر/ ابن عثيمين سيرة وإنجاز

بسم الله الرحمن الرحيم
*
سيرة مفسر
*
العلامة:محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى



● اسمه ونسبه وكنيته:
-اسمه محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبدالرحمن بن عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد بن مقبل ، من قبيلة بني تميم ، وجده عثمان اشتهر بعثيمين ،فصارت الأسرة تنسب لهذا الجد..(1)
- تربط الشيخ رحمه الله صلة قرابة من جهة أم شيخه السعدي، فأخوال الشيخ السعدي رحمه الله من بني العثيمين...(2)
- يكنى بأبي عبدالله،أكبر أولاده..(3)

● مولده ونشأته:
-ولد الشيخ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم عام1347ه ،في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك..(3)
-نشأ في عائلة معروفة الإستقامة والدين، وتتلمذ على بعض أفراد عائلته ،وهو جده من جهة أمه، وهو الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ-رحمه الله- فقد قرأ عليه القرآن،ثم اتجه لطلب العلم.(4)


● من أخلاقه:
- تأثر بأخلاق شيوخه أمثال ابن باز وعبدالرحمن السعدي.
قال الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني :لقد كان الشيخ-رحمه الله- رضي الخلق،حسن السمت،لطيف التعامل،خفيف الظل، دائم الابتسامة ،مشرق الوجه ،متهلل الجبين ،لين الجانب، مهذب العبارة، لا يستكبر ولا يتعاظم ،حفيا بالعلماء ،ذاكرا لفضلهم ،متأسيا بهم ،مترحما عليهم ،مناضلا عن جنابهم.
-قال الشيخ فهد بن عبدالله السنيد:" وأما زهده فيكفي أن تعلم ان ريع كتبه التي تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه،وتوزيعه مجانا".
- قال الشيخ عبد العزيز الوهيبي في ورعه:( وكان رحمه الله يرفض أن يتسلم رواتب الدروس التي يتخلف عن تدريسها في الجامعة،نظرا لبعض انشغالاته).
-قال الطالب عبد الرحمن الوكيل في تواضعه:(واذكر قصة حدثت في أحد تلك الدروس(الحرم المكي) ،حيث كنت جالسا بجوار الشيخ،وعندما انتهى من الدرس قدم له أحد طلابه كوبا من الماء،فشرب نصفه ،وقدم لي النصف الآخر،فكان موقفا لا ينسى بالنسبة لي)
- عدم محبته للمديح والثناء....(5)


● علمه وعقيدته:
-حفظ – بالإضافة إلى كتاب الله – " زاد المستقنع " و" ألفيَّة ابن مالك " – قبل أن يتجاوز الخمسة عشر من عمره..(6)
-تتلمذ على الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن ابن ناصر السَّعدي رحمه الله، ولَمَّا فُتح معهد الرياض العلمي استأذن شيخَه عبد الرحمن بن سعدي في الالتحاق به، فدرس فيه، وكانت مدَّةُ الدراسة في ذلك الوقت بعد الابتدائي وقبل الكلية أربعَ سنوات، ودخل في السنة الثانية، وكان في ذلك الوقت نظام القفز..(7)
-تعلم علوم الشريعة والعربية كافة وبرع فيها حتى قيل أنه مكتبة متنقلة...(8)
-عقيدته عقيدة السبف الصالح ،أهل السنة والجماعة،في أصول الدين جملة وتفصيلا، وقد ظهرت في تأليفه وكتبه وشروحه ومحاضرات وخطبه وفتواه. ..(9)



●من شيوخه تلاميذه:
-أبرز شيوخه الذين درس عليهم:
-الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، وهو جده لأمه رحمهم الله تعالى.
-عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي رحمه الله تعالى.
-محمد بن عبد العزيز المطوع رحمه الله تعالى.
-الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، درس عليهما في معهد الرياض العلمي.
-عبدالعزيز آل باز رحمه الله تعالى...(10)

وأمَّا تلاميذه، فهم كثيرون، أخذوا عنه العلمَ في معهد عنيزة العلمي، وكلية الشريعة وأصول الدِّين بالقصيم، وفي المسجد الجامع الكبير بعُنيزة، فتدريسُه في المسجد الجامع الكبير مدَّتُه خمسٌ وأربعون سنة، وتدريسه في المعهد والكليَّة مدَّتُه سبعٌ وأربعون سنة...(11)
1. الدكتور إبراهيم بن علي العبيد .
2. الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي ، وهو شيخ نبيل الخلق كريم السجايا .
3. الدكتور أحمد بن محمد الخليل .
4. الشيخ خالد بن عبدالله المصلح ، زوج بنت الشيخ .
5. الدكتور خالد بن عبدالله المشيقح .
6. الشيخ سامي بن محمد الصقير ، وهو زوح بنت الشيخ .
7. الأمير الدكتور عبدالرحمن بن سعود الكبير آل سعود .
8. الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار ، كان يطلق عليه سماحة الإمام عبدالعزيز ابن باز العلامة .
9. الشيخ محمد بن سليمان السلمان .
10. وليد بن أحمد الحسين .



● من أقوال العلماء فيه:
- ما رواه الشيخ أحمد القاضي: (كان من أخص خصائصه التي عرف بها حرصه على العلم، وقد حدثني بعض ذوي الشيخ عبدالله بن محمد المانع رحمه الله، الذي كان قاضيا في العنيزة حتى 1360ه ،أن الشيخ في صباه كان يأتي إلى منزلهم في الصباح الباكر، ويحمل على رأسه قفة يحمل فيها كتبه وأوراقه،فيطرق الباب فيسلم ويستأذن ،فيصعد إلى المكتبة ويبقى فيها إلى قريب الظهر، ثم ينزل ويسلم وينصرف وكان ذلك وبعد لم يبلغ الحلم).
-قال الشيخ محمد بن صالح المنجد: (حدثني ولد الشيخ عبد الرحمن _أي السعدي_ أن الشيخ ابن عثيمين كان يمشي مع أبيه إلى مكان الدعوة التي يدعى إليها الشيخ عبدالرحمن السعدي فيسأله طيلة الطريق حتى يصل إلى بيت المدعو،ثم يعوم الشيخ محمد ، ويدخلمع الشيخ عبدالرحمن أحيانا).
-محبة الشيخ عبد العزيز بن باز له ووصفه بالعلامة:
-كما قال الشيخ المنجد أيضا:(كنت في مجلس الشيخ عبد العزيز-ابن باز- في الطائف،فكان الناس يأتون يسلمون على الشيخ عبد العزيز وهو جالس على كرسيه،فلما أخبر بقدوم الشيخ محمد بن عثيمين قام إليه، ولم أره قام لأحد غيره ،فاعتنقه،ورأيت وجه الشيخ عبد العزيز يتهلل بالبشر والسرور للقاء الشيخ ابن عثيمين) .
وكان الشيخ ابن باز يقرظ له بعض كتبه كما في تقديمه ل(عقيدة أهل السنة والجماعة) حيث يقول رحمه الله تعالى:
(أما بعد...فقد اطلعت على العقيدة القيمة الموجزة التي جمعها أخونا العلامة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين،وسمعتها كلها،فألقيتها مشتملة على بيان عقيدة اهل السنة والجماعة...)
- قال الشيخ علي الشبل:( لما اشتغل الناس في عنيزة بفلاحة الوادي-وادي الرمة- وغرس النخيل فيه،وتوجهوا لذلك توجها عاما،كان منهم والد ابن عثيمين وأعمامه،واصطحبوامعهم أبنائهم،ومنهم الشيخ محمد،حيث اشتغل شيخنامحمد ابن عثيمين في الزراعةفي الوادي مع أهله نحوا من ثلاث سنين،فافتقده شيخه ابن سعدي وسأل عنه والده،كما ساله هو عن سبب تخلفه عن الدروس،فلما أعلمه الخبر طلب الشيخ ابن سعدي ملحا على ابن خاله صالح بن سليمان بن عثيمين لإرجاع إبنه محمد إلى عنيزة لمواصلة الدراسة،وحضور حلقات العلم المعقودةمن ابن سعدي في الجامع الكبير...وقال له فسما قال نريد محمدا يبقى عندنا في عنيزة ليواصل الدراسة والطلب).
-يقول الشيخ عبد العزيز الداوود(عضوا في دائرة الإفتاء) :إن الشيخ عندما قدم الرياض كان مميزا بالعلم والفهم،وكان يشير إليه الطلاب بالتميز).
-قال الشيخ عبد الرحمن بن علي النهابي إمام وخطيب جامع الصالحية بعنيزة،واصفا شيخه ابن عثيمين:(كان مثالا للأب الحنون،والمعلم المتفهم غير المنون،والتربوي الواعي ، تجري من جنباته ينابيع العلم،فكان مثالا للسلف الصالح والعالم الرباني،يستنبط مع المتعلم ،ولا يرهقه حتى يتألم ،كان مربيا تتمثل فيه الصفات التربوية بكل معانيها).
-عبد المحسن بن حمد العبادر البدر:( إنَّ الشيخ ـ رحمه الله ـ من العلماء الذين اجتهدوا وحرصوا على اتِّباع الدَّليل من الكتاب والسُّنَّة، وله عناية في التحقيق في المسائل والاستدلال عليها بالكتاب والسُّنَّة والإجماع والمعقول، حيث يذكر الأدلَّة إجمالاً ثمَّ يفصِّلها، ويُبيِّن وجهَ الاستدلال، وهو مِمَّن رُزق فقهاً في الدِّين، وعناية في فقه الشريعة أصولاً وفروعاً، وهو كغيره يخطئ ويُصيب، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُردُّ إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
- يقول الشيخ مسفر بن ناصر الزهراني في روعة تأصيل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله:(كان الشيخ مدرسة مميزةفي قوة التحصيل ،وروعة التأصيل،والاهتمام بالقواعد والتأكد على الضوابط،فلم يكن يسوق الكلام على عواهنه،ويرسل العلم على علاته، بل لا تكادتمر الجملة من حديثه إلا موثقة مؤصلة،مدللة مبرهنة،يؤصل المسائل،ويورد الدلائل، ويسند الأقوال لأصحابها، ويشبد بالأفضال لأربابها، ويأتي بيوت المعرفة من أبوابها.)
-قال الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر الجزائري:(وقد كان صرحا من صروح العلم والمعرفة ونموذجا للعلماء والفقهاء المجتهدين..). .(19)


● الشيخ مفسرا:
-تميز الشيخ بجمع أدوات الاجتهاد وآلآت الاستنباط، وكان يكثر التأمل ويتعمق في الاستنباط،ويحث على الفكرة والتدبر،ويغوص وراء المعاني،حتى أنه يستخرج عشرات الفوائد من الآية الواحدة وينوعها.
-وقد لاحظ القاصي والداني براعته في التفسير في المسجد الحرام في درسه عندما ينتهي إمام الحرم من القراءة في صلاة المغرب أو الفجر،فيقوم الشيخ بافتتاح درسه بشرح هذه الآيات التي تليت دون سابق تحضير أو استعداد فيفسرها أحسن تفسير ويستخرج الفوائد منها...(13)

●طرقه في التفسير:
-الطريق الأول: التفسير العام،فلم يرتبط الشيخ بتفسير ينطلق منه،وهذا يشمل الدرس الخاصة بالطلبة،وابتدأ الشيخ فيه من أول القرآن وانتهى إلى سورة الأنعام ،ولم يتمها.
-الطريق الثاني:التفسير الذي ارتبط فيه بتفسير الجلالين،فكان منطلقا له ولم يقتصر عليه،وبلغ فيه سورة الزخرف ،ولم يتمها.
-الطريق الثالث: التفسير المفرق ويتمثل في تفسير الشيخ للآيات التي تمر في أثناء شرحه لكتاب ما،وهي كثيرة ،وربما أسهب الشيخ في تعليقه عليها،ورجح فيها...(14)

●مصادره في التفسير:
الغالب في الشيخ لا يذكر مصادره التي أخذ منها ،ولا أسماء العلماء الذين يذكر أقوالهم،بل تراه يبهم أسمائهم،إلا أنه قد ينص في بعض الأحيان على بعضهم،ومنهم على سبيل المثال:ابن حزم (البقرة 222،228)..(15)


●المنهج العام للشيخ في التفسير:
-استخدم رحمه الله السهولة في العبارة والبعد عن غامض التراكيب،واضح في العرض ،تقريبا لعامة الناس فضلا عن طلابه والمستفيدين.
-خلا تفسيره من الأقوال الكثيرة والتفريعات البعيدة.
-يعتمد على بيان القرآن بالقرآن وجمع نظام الآية، وبيان القرآن بالسنة،وذكر للقراءات وتوجيهها معنا أو إعرابا.
-حرص الشيخ كل الحرص على عدم الوقوعفيما وقع فيه غيره من المفسرين من حشد الإسرائيليات والاعتماد عليها،مثال في قوله تعالى :(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قال الشيخ:وقد ذكرالمفسرون هنا اسرائيليات كثيرة حول الموضوع ،ولكن لا يعنينا أن نعين من هذا القاتل ومن هذا المقتول! وإنما المقصود أنه قتلت نفس فادارؤوا فيها :أي تخاصموا.
-التفصيل في أحكام القرآن، وبيان الراجح منها بدليله دون تعصب لمذهب معين.
- ذكرالقضايا الفقهية المعاصرة المرتبطة بالآية.
-تنزيل الآيات على الواقع المعاصر،وربطها به.
-الاهتمام بالجانب التربوي في الآية،ويظهر الجانب الوعظي والإرشادي.
-مثال على الجانب الوعظي: في قوله تعالى:(واعلموا أنكم ملاقوه) قال الشيخ: والله لو كانت قلوبنا حية لكان لهذة الكلمة وقع في نفوسنا_لأنها من كلام الله عزوجل_ مصدرة ب (واعلموا) لكن،والله القلوب ميتة، والشكوى إلى الله عزوجل.
-مثال على الجانب الإرشادي وتوجيهاته للطالب: في قوله تعالى:(والراسخون في العلم يقولون آمنا به) قال الشيخ: (ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون راسخا في العلم ،لا جامعا كثيرا منه،لأن العبرة بالرسوخ في العلم،فإن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكة يستطيع أن يقرب العلم بعضه من بعض،ويقيس مالم ينص عليه على ما نص عليه،ويكون العلم لديه كالطبيعه الراسخة).
- الاهتمام بالناحية اللغوية واستنباط الفوائد ،والإكثار من ذكر القواعد العلمية...(16)


● نماذج من تفسيره :
قوله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة:8).

التفسير:
قوله تعالى: { ومن الناس }: { من } للتبعيض؛ أي: وبعض الناس؛ ولم يصفهم الله تعالى بوصف . لا بإيمان، ولا بكفر .؛ لأنهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] ؛ الناس } أصلها الأناس؛ لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفاً، كما قالوا في "خير"، و"شر": إن أصلهما: "أخير"، و"أشر"؛ لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال؛ وسُموا أناساً: من الأُنس؛ لأن بعضهم يأنس بعضاً، ويركن إليه؛ ولهذا يقولون: "الإنسان مدني بالطبع"؛ بمعنى: أنه يحب المدنية . يعني الاجتماع، وعدم التفرق ...
قوله تعالى: { من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } أي يقول بلسانه . بدليل قوله تعالى: { وما هم بمؤمنين } أي بقلوبهم .؛ وسبق معنى الإيمان بالله، وباليوم الآخر..
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهماً..
.2 . ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
.3 ومنها: أن المنافقين ليسوا بمؤمنين . وإن قالوا: إنهم مؤمنون .؛ لقوله تعالى: { وما هم بمؤمنين }؛ ولكن هل هم مسلمون؟ إن أريد بالإسلام الاستسلام الظاهر فهم مسلمون؛ وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين..
.4 ومنها: أن الإيمان لا بد أن يتطابق عليه القلب، واللسان..ووجه الدلالة: أن هؤلاء قالوا: "آمنا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؛ فصح نفي الإيمان عنهم؛ لأن الإيمان باللسان ليس بشيء..(17)


● بعض مجالات تعليمه ودعوته :
1 ـ التدريس في معهد عُنيزة العلمي، ثمَّ في كليَّة الدعوة وأصول الدِّين في القصيم، ابتداء من عام 1374هـ.
2 ـ التدريس في الجامع الكبير في عنيزة، ابتداءً من عام 1376هـ.
3 ـ الخطابة والإمامة في المسجد الكبير بعنيزة ابتداء من عام 1376هـ.
4 ـ التدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
5 ـ المحاضرات التي يُلقيها في المساجد والجامعات في مدن المملكة، والمحاضرات التي يُلقيها عبر الهاتف في أوربا وأمريكا وغيرها.
6 ـ مشاركته في بعض المؤتمرات التي عُقدت في المملكة.
7ـ الفتاوى عن طريق المقابلة والمراسلة والهاتف.
8 ـ مشاركته في توعية الحجاج في مواسم الحج.
9 ـ برامج وأحاديث في الإذاعة...(18)

● من آثاره :
-لا يمكن حصر جميع مؤلفات الشيخ إلا أن هناك مشروع لذلك يقوم عليه فهد بن ناصر السليمان..
-أكثر مؤلفات الشيخ كتيبات صغيرة الحجم ترجم منها إلى عدة لغات..(20)
-تنقسم إلى قسمين:
1)قسمٌ حرَّره بنفسه، وأخرجه بعد تحريره.
2)وقسمٌ لَم يُحرِّره، ولكن استُخرِج من أشرطة دروسه وطُبع.
ومِمَّا حرَّره:
ـ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
ـ عقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرَّشاد.
ـ أحكام الأضحية والذكاة.
ـ فتح ربِّ البَريَّة بتلخيص الحموية.
ومِمَّا استُخرج من الأشرطة وطُبع بعضُه:
ـ الشرح الممتع على زاد المستقنع.
-أما الشروحات فأهمها:
" شرح الأصول من علم الأصول " ./" شرح زاد المستقنع " ./" شرح أبواب من صحيح البخاري " ./" شرح أبواب من صحيح مسلم " ./" شرح ألفية ابن مالك " ./" شرح الآجرومية/ " ." شرح العقيدة السفارينية " ./" شرح كتاب التوحيد " ./" شرح الواسطية " ." شرح البيقونية " ./" شرح الأجزاء الأخيرة من القرآن " ." شرح بعض السور ، مثل البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والأحزاب ، وسبأ .. وغيرها بطريقة التفصيل واستنباط الفوائد والأحكام " /" شرح بلوغ المرام " ،وله رسائل في أصول الفقه والمصطلح والعقيدة مقرَّرة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.(21)

● وفاته
تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي ...ثم صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية، رحم الله شيخنا وتقبل علمه وعمله ورفع قدره ومنزلته...(22)



●المراجع:
(1)..ذكر هذا النسب محدث المدينة المنورة العلّامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في محاضرة بعنوان:(الشيخ ابن عثيمين وشيء من سيرته ودعوته).
(2) الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( ترجمة شاملة لحياة الشيخ من النشأة إلى الوفاة ) ، عصام بن عبد المنعم المري ، دار البصيرة الإسكندرية / مصر ،ص17
(3) الدر الثمين..ص19
(4) ابن عثيمين الإمام الزاهد (1347 – 1421) ناصر بن مسفر الزهرانى (دار ابن الجوزى ) ،ص27
(5)الدر الثمين..(فصل:أخلاقه)
(6)وقفات في حياة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.إحسان العتيبي.ص2
(7)[COLOR="DarkRed"الشيخ محمد بن عثيمين من العلماء الربانيين [/COLOR]،محاضرة للشيخ عبد المحسن بن حمد العبادر البدر.
(8)رسالة بعنوان الجهود النحوية للشيخ العثيمين ، نجيب بن محفوظ بن كرامة الزبيدي ، مكتبة الرشد ، السعودية ، ط 1 ، 1429 هـ / 2008 م .ص7
(9) الدر الثمين ..ص95
(10)الجهود النحوية للعثيمين ،ص11/12
(11) محاضرة الشيخ محمد بن عثيمين/للشيخ عبد المحسن البدر.
(13) الدر الثمين..ص203
(14)الدر الثمين.ص205/206
(15)الدر الثمين.ص206
(16)الدر الثمين .ص206-210
(17)تفسير ابن عثيمين /سورة البقرة
(18)وقفات في حياة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.. ص9/10
(19) الدر الثمين
(20)الجهود النحوية للعثيمين ص13
(21)محاضرة الشيخ محمد بن عثيمين/للشيخ عبد المحسن البدر.
(22)الجهود النحوية للعثيمين.ص14

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 06:02 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

تم التصحيح في صفحتك للاختبارات هنا :
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...173#post159173
بارك الله فيكِ ، ونفه بكِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرن, علّامة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir