دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 06:21 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم


استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية

الحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم وعلّمه، ورفع به من شاء من عباده وكرّمه، وجعله لأوليائه هدى وبشرى، وشفاء وذكرا، وتبياناً لكل شيء، ونجاة لكل قلب حيّ، وصرّف فيه من كلّ مثل؛ ليخرج من آمن به من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشقاء إلى السعادة، ويهديهم به إلى صراطه المستقيم.
والصلاة والسلام على منْ منَّ الله به علينا؛ فبيّنا لنا ما نزّله الله علينا من الكتاب والحكمة، وعلّمنا ما تزكو به نفوسنا، وتتهذب به أخلاقنا، وتصلح به أحوالنا وأعمالنا؛ فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد:
فإن أسعد الناس بالقرآن الكريم من تلاه حقّ تلاوته فآمن به وتدبّره، وعظّم شأنه في نفسه وأكبره، وتفكّر في آياته وادّكر، واستعبر مما فيه واعتبر؛ حتى أثمرت له تلاوته من المعارف الإيمانية والبصائر السلوكية ما ينير له الطريق، ويبيّن له الحقائق، ويسمو بهمّته، ويشدّ من عزيمته حتى يتحفّز لاستباق الخيرات بسير المشمّرين، واجتهاد المحسنين {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}
{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}

إنّ من أعظم نعم الله على عبده المؤمن أن يتلو كتابه بقلب منيب خاشع ، مبتغٍ للهدى حريص عليه، عارفٍ بمعاني كلام الله، عاقل لما فيه من الأمثال، فيفتح الله له من أبواب الهداية ما لم يكن يخطر له على بال، ويهبه الفهم في كتابه؛ حتى يفهم من الآية الواحدة والآيات اليسيرة فوائد جليلة لا يعقلها ولا يتفطّن لها غيره من سائر الناس ؛ فيفهم فهماً لا يفهمه غيره، ويعرف من المعارف ما لا يدركه سواه؛ فإنّ الله خصّ أهل الإنابة والخشية بخطاب خاصّ في كتابه الكريم لا يشاركهم فيه غيرهم، ووعدهم بالتذكر بكتابه {سيذكّر من يخشى} {وما يتذكر إلا من ينيب} {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} {وأنذر به الذين يخشون ربهم} {إنما تنذر الذين يخشون ربهم} {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد}.
بل بيّن الله أن مقصوده الخاص من إنزال كتابه الكريم تذكير أهل خشيته {طه . ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . إلا تذكرة لمن يخشى}.

ومن حرص على تدبّر القرآن، وأعطاه حقّه من الاجتهاد والشكر لله بالعمل بما استخلصه بتدبّره، وعظّم قدره في نفسه، واعترف لله فيه بفضله: رُجي له أن يفتح الله له في فهم القرآن فتحاً عظيما.
وإن من أهمّ ما ينبغي للمفسّر أن يعتني به أن يعقل خطاب الله له، ويستخلص الفوائد السلوكية من الايات القرآنية التي درس تفسيرها، وعرف معانيها؛ ليزداد بتلاوته علماً وإيمانا وهداية وثباتاً؛ ولينتقل من المعرفة المجرّدة إلى الاستفادة العلمية والسلوكية من دراسته.

وقد كتب جماعة من أهل العلم في هذا الفنّ من التدبر كتابات نافعة جليلة القدر تدلّ على عنايتهم بهذا الباب ومن ذلك:
- رسالة في تفسير قول الله عز وجلّ : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} وقوله: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} لشيخ الإسلام ابن تيمية بيّن فيها آداب الدعاء المستنبطة من هاتين الآيتين، وهي هنا ( http://goo.gl/kb828S )
-
تفسير صدر سورة العنكبوت لشيخ الإسلام ابن تيمية نقله عنه ابن القيّم رحمه الله في كتاب الفوائد.
-
تفسير قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} لابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد.
-
فصل في الفوائد المستنبطة من قصة أضياف إبراهيم عليه السلام لابن القيم رحمه الله في رسالته التبوكية.
-
فصل في الفوائد المستفادة من قول الله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} لابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.

وقراءة المفسّر وطالب علم التفسير لهذه الأمثلة وتأمّلها مرة بعد مرّة، ومحاولة السير على طريقتها تعينه بإذن الله تعالى على اكتساب الملكة التفسيرية وحسن استنباط الفوائد السلوكية التي هي لبّ التدبّر ومقصد ضرب الأمثال في القرآن.

وسأذكر في هذا الموضوع أمثلة لاستخراج بعض الفوائد السلوكية منالآيات القرآنية من باب تطبيق ما دعوت إليه وتوضيح فكرة التعلّم بالاستفادة من الأمثلة الحسنة، وعامّتها قد نشر من قبل لكن جمعها في موضوع واحد وإعادة النظر فيها وتهذيبها يعين على ما قصدت إليه، وليستفاد منها من أكثر من وجه، والله المستعان وبه التوفيق.

أمثلة:
- فوائد سلوكية من قول الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}
- فوائد سلوكية من قول الله تعالى: {للذين استجابوا لربّهم الحسنى}
- تأملات في قول الله تعالى:{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}


تطبيقات محلولة:
قد أحسن عامة الطلاب المشاركين في أداء هذه التطبيقات ، ومما ينتقى منها:
السؤال الأول: استخرج الفوائد السلوكية من الآيات التالية:
أ: قول الله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضالين }
- ليلى با قيس #5
- لطيفة المنصوري #6

ب: {أؤلئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
- أمل بنت عبد الرحمن #4

ج: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون}
- ليلى باقيس #5
- صفية الشقيفي #3

السؤال الثاني: قال الله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين . فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين}
استخرج ما في هذه القصّة العظيمة من أوجه الموعظة التي ينتفع بها المتّقون.
- أمل بنت عبد الرحمن #11
- ليلى با قيس #8
- ريم الحربي #9
- لطيفة المنصوري #10


التطبيقات المطلوبة:
1: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}
2: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {وإن من شيئ إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم}
3: استخراج الفوائد السلوكية من قول الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفوائد, استخراج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir