النوع التاسع عشر والعشرون
وهما من أنواع الأداء
الوقف والابتداء
هذان نوعان مهمان، وقد أفردهما العلماء بالتصنيف، ولأبي عمرو الداني، في ذلك كتاب لطيف، وذكر في التيسير الكلام على الوقوف على أواخر الكلم، وعلى الوقوف على مرسوم المصحف، فقال في الأول: ثم إن القراء يقفون على أواخر الكلمات المتحركات في الوصل بالسكون لا غير لأنه الأصل، ووردت الرواية عن الكوفيين وأبي عمرو بالوقف على ذلك بالإشارة إلى الحركة، وسواء كان ذلك إعرابا أو بناء، والإشارة تكون روما وإشماما، والباقون لم يأت عنهم في ذلك شيء، واستحب أكثر شيوخنا من أهل الأداء أن يوقف في قراءتهم بالإشارة لما في ذلك من البيان. وحقيقة الروم والإشمام تتلقى من كتب القراءات.
والروم يكون في الرفع والضم والخفض والكسر، وأما النصب والفتح فلا يستعملونه لخفتهما. وأما الإشمام ففي الرفع والضم لا غير.
وهذا في حركة الإعراب اللازمة وفي البناء، أما الحركة العارضة وحركة ميم الجمع فمن ضمهما عمل بالأصل، فلا تجوز الإشارة إليهما بروم ولا إشمام، لذهابهما عند الوقف أصلا. وكذلك هاء التأنيث لا ترام ولا تشم، لكونها ساكنة لا حظ لها في الحركة.
وقال في الثاني: إن جمهور القراء يقفون على مرسوم المصحف، وروى عن نافع وأبي عمرو والكوفيين. ولم يرد في ذلك شيء عن ابن كثير وابن عامر.
واختيار أئمة القراءة أن يوقف في مذهبهما على المرسوم موافقة لجمهور القراء، وورد الاختلاف عنهم في مواطن منها: أن كل هاء تأنيث رسمت في المصحف تاء على الأصل نحو {نعمت}، و{رحمت}، و(غيابت)، وشبهه، فمذهب أبي عمرو والكسائي الوقف عليها بالهاء، وتابعه (البزي) على "هيهات" فقط.
وكذا وقف ابن كثير وابن عامر على {يا أبت} حيث وقع، ووقف الباقون على هذه المواضع بالتاء.
ووقف الكسائي في رواية الدوري على الياء من {ويكأن الله}. وروي عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف، والباقون على الكلمة بأسرها.
ووقفوا على لام نحو: {مال هذا الرسول} وعن الكسائي رواية على (ما) وعلى اللام، وعن أبي عمرو على (ما) فقط.
ووقف حمزة والكسائي على (أيا) في {أيا ما تدعوا}، والباقون على (ما).
ووقف أبو عمرو والكسائي بالألف في:
{أيه المؤمنون} {يا أيه الساحر}، {أيه الثقلان}، والباقون بلا ألف، والكسائي على {واد النمل} خاصة بالياء، والباقون بدونها.
وتفرد البزي بزيادة هاء السكت في الوقف على (ما) الاستفهامية مجرورة بحرف، وسكنها غيره. وللباب تتمات تعرف من كتب القراءات.
[مواقع العلوم: 82-84]