دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #176  
قديم 15 جمادى الأولى 1438هـ/11-02-2017م, 09:38 PM
شيماء فريد شيماء فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الأول - المجموعة الثانية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 88
افتراضي الفوائد الاسبوعية لدورة بيان فضل طلب العلم

معرفة انه هناك علم نافع وجب تعلمه وهو العلم الشرعى من عقيدة وتفسير وفقه الحلال والحرام والمعاملات والعبادات وعلم الحديث وايضا العلم الدنيوى النافع من طب وهندسة وفلك واقتصاد وغيره مما تقوم به أمور الدنيا وتستقيم
وعلم غير نافع وجب التحرز منه وعدم الخوض فيهوهو ما يخالف العقيدة وأسس الإسلام وبه من الشرك والضلالات مثل التنجيم والسحر وعلم الكلام
******
وجوب العلم بالعمل والحرص على ذلك اأصل فيه انه واجب
فالعمل بالعلم على ثلاث درجات الأولى : منه ماهومما يقوم به أركان الإسلام ويلزم منه البقاء على دين الإسلام كالتوحيد واجتناب نواقض الإسلام وتركه كفر صريح يستوجب النار
والثانية : ومنه مايجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات وتاركه آثم عاص فاسق موحد والقائم به مؤمن تقى
الثالثة ما يستحب العمل به وهو نوافل العبادات واجتناب المكروهات القائم بها من المحسنين
*******
استحضار الإخلاص فى طلب العلم وفى كل عمل نقوم به
وان داخلنا الرياء فى العمل ندفع عننا هذا النزغ ونتوب
****
معرفة ركائز التحصيل العلمى
أربعة ركائز
الأولى الإشراف العلمى من شيخ حاذق أو طالب علم متمكن يأخذ بيده ويرشده ويوجهه
الثانية التدرج فى الدراسة والبدء بمختصر سلس ميسر ويسأل شيخه فيما استشكل عليه حتى يجيده ويتقنه ثم ينتقل لما هو اوسع منه فيتعلمه ويتدرج حتى يتم مرحلة التأسيس العلمى وينظم القراءة ليكون ملما بعامة ما كتب فى ابوابه
الثالثة النهمة فى التعلم والشغف الشديد بما يتعلمه فيؤثره على غيره من المحبوبات
الرابعة الوقت الكافى اللازم لإتقان هذا العلم ولا يتعجل الريادة والتصدر
فيعتمد على هذه الركائز فى منهجه لطلب العلم

  #177  
قديم 15 جمادى الأولى 1438هـ/11-02-2017م, 10:47 PM
وردة عبد الكريم وردة عبد الكريم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 162
افتراضي

الآثار المروية عن السلف الصالح في فضل طلب العلم:
وردت الكثير من الآثار عن العلماء فى طلب العلم وفضله وماله من مكانة عظيمة ورفعة وولاية.، ومنها ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: (ما عُبد الله بمثل الفقه) ، وقال مُطّرف بن عبد الله بن الشخّير: (فضلُ العلمِ أحبُّ إليَّ من فضل ِالعبادةِ، وخيرُ دِينكم الورَعُ)
صنف العلماءُ في فضل طلب العلم مصنفات كثيرة العدد، عظيمة النفع، جليلة القدْر، وأفرد له بعض العلماء أبوابًا في بعض كتبهم
العلم النافع فينقسم إلى قسمين:( علم ديني شرعي ، وعلم دنيوي)
وهناك العلم الذي لا ينفع وقدصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه استعاذ من علمٍ لا ينفعْ ، فعن زيد بن علقمة رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِن قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا))

  #178  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 12:15 AM
وردة عبد الكريم وردة عبد الكريم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 162
افتراضي

الثلاثاء 10 جمادى الأولى
تنقسم أنواع العلوم الشرعية النافعة إلى ثلاثة أقسام باعتبار أصول موضوعاتها : علم العقيدة، وعلم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام وعلم الجزاء
ظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله ، وتقييد قواعده وفوائده ، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
· وباطنه ما يقوم في قلب طالب العلم؛ من التبيّن واليقين والبصيرة في الدين، والإيمان والتقوى حتى يجعل الله له فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال
حكم طلب العلم : منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (الذي لا يسعه جهله، صلاته وصيامه ونحو ذلك) ، ومنه ما هو فرض كفاية كما قال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
علم بلا إخلاص لا فائدة منه ، ففقدان الإخلاص هو سبب الهلاك

  #179  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 12:24 AM
وردة عبد الكريم وردة عبد الكريم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 162
افتراضي

الأربعاء 11 جمادى الأولى:
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب ، قال السلف قديماً صرخ العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل
العمل بالعلم على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم ، والدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين ، والدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات.
ركائز التحصيل العلمي : الإشراف العلمي ، التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة ، والنهمة في التعلم ، والوقت الكافى
مراحل طلب العلم هى : طلب العلم ثم العمل به ثم الدعوة اليه ثم الصبر على الأذى فيه
فطالب العلم في طلبه كمَثَل من يريد السفر إلى مدينةٍ بينه وبينها مفاوز وطرق متعددة، ولا بدّ له من مرشد يُرشده
من المشهور عند أهل العلم """" آلة العلم ثلاث شيخ فتاح ، وكتب صحاح ، ومداومة وإلحاح ، ومجالس فساح ، وألا يكون من الأقحاح ، وقدر فواح"""

  #180  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 03:50 AM
شيخة بنت عبد العزيز شيخة بنت عبد العزيز غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 48
افتراضي

فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا وشرفنا بطلب العلم وسخر لنا من فضله وإحسانه وجزى الله القائمين على هذا البرنامج خيرا ورزقنا جميعا الخلاص والقبول .
أما بعد فهذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.



فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.


فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.



ر
فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.

  #181  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 03:52 AM
شيخة بنت عبد العزيز شيخة بنت عبد العزيز غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 48
افتراضي

فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي يسر لنا طلب العلم وجزى الله القائمين على البرنامج خيرا ، ورزقنا جميعا الإخلاص والقبول .
هذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.


فوائد الدروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد الدروس وعذرا على التقصير لظروف خاصة .
1-فوائد يوم الأحد سبق تسجيلها .
-فوائد يوم الاثنين:
للسلف في بيان فضل العلم والحثّ عليه أقوال مأثورة، ووصايا مشهورة، منها
1- قول سفيان الثوري: (ما أعلم عملًا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرًا( رواه الدارمي.
2-ونقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
3-ونقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل العبادات.
وقد كتب العلماء في بيان فضل العلم والحثّ على طلبه كتاباتٍ كثيرة منها ما هو في مؤلف مفرد، ومنها ما ضُمّن في أبواب من كتبهم،فمثلا لابن عبد البر كتاب "جامع بيان العلم وفضله" ، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها.
ولابن رجب الحنبلي كتاب قيّم في بيان فضل العلم سمّاه: "فضل علم السلف على علم الخلف".
ويجب على طلاب العلم معرفة أنّ العلم منه نافع وغير نافع.
فأما العلم النافع فينقسم إلى قسمين:
1. علم ديني شرعي؛ وهو ما يتفقّه به العبد في دين الله عز وجلّ، ويعرف به هدى الله عزّ وجلّ في شؤونه كلها من الاعتقاد والعبادات والمعاملات وغيرها.
2. وعلم دنيوي، وهو العلم الذي ينفع المرء في دنياه كالطب والهندسة والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم الدنيوية التي ينتفع بها الناس في حياتهم ومعايشهم.
3-فوائد يوم الثلاثاء :
تنقسم العلوم الشرعية النافعة باعتبار أصول موضوعاتها إلى ثلاثة أقسام:
• القسم الأول علوم مسائلها متوقفة على الإيمان والتصديق وهو علم العقيدة، الذي مداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان.
• والقسم الثاني: علوم عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وهذه علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
• والقسم الثالث: العلوم التي فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما
وهي علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1-علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2-علوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.
والعلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
1-فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
2-باطن العلم وهو ( المخبر) وهو العلم اليقيني النافع وهو منحة ربانية؛ فيكون في قلب طالب العلم من اليقين والبصيرة والإيمان والتقوى، ما يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ ويهتدي بهدى ربّه، ويعظم شرعه، ويسعى في رضاه، يرجو رحمته ويخشى عقابه.
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية:
· ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته،وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فهو فرض كفاية على الأمة.
قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع.

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجب عظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، فعلى طالب العلم اللجوء إلى الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله، وطلب فضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، والسعي للحصول على فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة ، وعدم الالتفات إلى مدح الناس وثنائهم، فيكون همُّ طالب العلم إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه.
4- فوائد يوم الأربعاء :
الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، فمن عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين. وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.
ومن أهميّة العمل بالعلم مايلي :
1-العمل بالعلم سبب لظهور بركة العلم؛ حيث أن بتطبيق العلم والعمل به تتضح آثاره وتظهر ثمراته على المتعلم.
2- أن العاملين بالعلم ثوابهم عظيم قال الله تعالى( فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين)
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال(ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده). رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.
وبالعمل بالعلم يترقّى العبدُ في مراقي العبودية لله تعالى، ويجد من البركة في حياته وأعماله بسبب عمله بما تعلّم، نسأل الله التوفيق في ذلك.
وقد كان من هدي السلف الصالح تربية أنفسهم على العمل بالعلم ، والتواصي به، وإلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرّة واحدة ليكونوا منه أهله وليخرجوا من مذمّة ترك العمل بالعلم، وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكّدة.
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال سفيان الثوري:(ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة(
- وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله(
- وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

ولأهمية العمل بالعلم اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وابن رجب في "فضل علم السلف على علم الخلف".
وقد سلك العلماء في طلبهم للعلم مسارات متنوعة؛
حيث أن لطلب العلم مناهج متنوّعة، وطرائق متعدّدة، تتفق في غاياتها، وتتنوّع في مسالكها.
والتحصيل العلمي لا يتمّ لطالب العلم إلا بأربع ركائز:
الركيزة الأولى: الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم متمكّن .
والركيزة الثانية: التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة.
والركيزة الثالثة: النهمة في التعلم.
والركيزة الرابعة: الوقت الكافي.
كما أن لكلّ علمٍ ثلاثة معالم مهمة:
المعلَمُ الأول: أبواب ذلك العلم ومسائل كلّ باب منه،
والمعلَم الثاني: كُتبه الأصول التي يستمدّ منها أهل ذلك العلم علمَهم،.
والمعلَم الثالث: أئمّته من العلماء المبرّزين فيه، فيعرف طبقاتهم ومراتبهم، ويقرأ من سيرهم وأخبارهم، ويعرف آثارهم، ويتعرَّف طرائقهم في تعلّم ذلك العلم ورعايته وتعليمه.
ولطلب العلم ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم.
والمرحلة الثانية: مرحلة البناء العلمي.
المرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي
فعلى طالب العلم أن يتقي الله ويدرك حاجته لطلب العلم وحاجة أمته أيضا كذلك ،ويصدق في طلب العلم رزقنا الله جميعا الإخلاص والقبول .
اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحضور, تسجيل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir