قسم العلماء العلوم الشرعية إلى علم المقاصد وعلم الآلة, وأيهما يقدم فقد اختلف العلماء على أقوال والصواب أن يبدأ الطالب بعلوم المقاصد حتى يتصور المسائل ثم يأخذ من علوم الآلة يدرس المختصرات ويضبطها ثم يتدرج ويتوسع ثم يختار العلم الذي يرى أنه ينفع له أيسر وأوفق لحاله وله ملكة حسنة فيه ويمكن أن يدرس هذا العلم ببراعة فهذا يرجى أن ينفع الله بعلمه ويبارك فيه فيكون الاشتغال بهذا العلم فيه خير
والعلم الشرعي منه ما هو فرض عين يجب تعلّمه، ومنه ما هو فرض كفاية
ففرض العين؛ ما يجب تعلّمه، وهو ما يتأدّى به الواجب المتعلّق بعبادات العبد ومعاملاته.
قال ابن عبد البر: (قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع).
وهنا يجب التنبيه على أمر مهم ألا وهو إخلاص النية لله تعالى
إخلاص النية لله تعالى واجب عظيم بل هو شرط في قبول العمل
قال صلى الله عليه وسلم:(( إنما الأعمال بالنيات))
وقال صلى الله عليه وسلم :(( من تعلم علما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة))
وهو يسير على من يسره الله له وذلك بالإلتجاء إلى الله وتعظيمه فإن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها على الآخرة وحب الثناء والمدح من الناس وهذا كله يعود إلى ضعف اليقين
فمن عظم الله وأيقن أن الله معه يراه ويسمعه لا يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم و إعجابهم
قال صلى الله عليه وسلم :(( من التمس رضى الله بسخط الناس رصي الله عنه وأرضى الناس عنه. ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه و أسخط عليه الناس))
ويجب على طالب العلم بعد الإخلاص أن يعمل بما يعلم
قال الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن عِلمِهِ ما عَمِلَ بهِ، وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبهُ وفيم أنفقَهُ، وعن جسمهِ فيما أبلاهُ))
وهناك ركائز تجمل في هذه الأبيات
خي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبُلغة وصحبة أستاذ وطول زمان
وأيضا هناك مراحل في طلب العلم لطالب العلم
المرحلة الأولى: التأسيس وفيه يدرس المختصرات تحت إشراف علمي ثم يتدرج
المرحلة الثانية: البناء العلمي تحصيل علمي منتظم وتحقيق التوازن و التكامل في التحصيل
المرحلة الثالثة: النشر العلمي تحصيل ما يمكن من الإفادة من علمه بالتدرب على البحث والتأليف والتدريس وإلقاء الكلمات وكتابة الرسائل