بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة على المجموعة الخامسة
المجموعة الخامسة:
س1: بين أنواع الضعف في المرويات
ج1: يحصل الضعف في المرويات في أمرين: أحدهما الضعف من جهة السند والآخر من جهة المتن.
الضعف في السند يقسم إلى قسمين:
الأول: الضعف الشديد وهو ما يعرف رواتها إما بالكذب أو يتهموا بالكذب أو كثيري الخطأ في الرواية؛ لذا رُواتها متروكي الحديث وأيضا لا تتقوى رواياتهم بتعدد الطرق ولا يعول عليها.
الثاني: "الضعف غير الشديد، وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق"، وتتعدد أنواعه إما لعله في الراوي؛ كأن يكون خفيف الضبط أو من المدلسين، أو لانقطاع سنده. وهذه العلل توجب ضعف الإسناد ولا تمنع تقويته بتعدد طرقه إن لم يكن في متنه نكاره.
أما إن لم تتعدد طرقه ولم يكن في متنه نكاره فمن العلماء من يأخذ به في الفضائل، بعكس ما ورد ذكره سابقا، شديد الضعف أو ما ورد في متنه نكاره فلا يأخذ به.
ومن جهة المتن فثلاث أقسام:
الأول: أن يكون المتن صحيحًا لا نكارة فيه ودلت عليه نصوص أخرى، فيستغنى عنه بما ورد من نصوص صحيحة تحمل نفس المعنى إن كان الإسناد شديد الضعف. أو يأخذ به - يُصحح - إن كان حال السند أنه ليس شديد الضعف.
الثاني: يتوقف في معناه لا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح، فردها لضعف سندها لا لمتنها، إلا أن يفتح الله لأهل العلم في الاستدلال بها بالطرق المعتبرة فيقر نفيها أو إثباتها. أما عام من لم يتبين له حكم الحديث فيكل علمها إلى الله.
الثالث: بخلاف النوعين السابقين فالمتن في هذا القسم فيه نكارة ومخالفة لما صح من النصوص المثبتة أو كلام ممن لا يأخذ منهم لما ثبت من ضعف روايتهم.
___________________________
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها؟
ج2: القول بأنها مكية استدلالا بقول الله تعالى {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكية بالإجماع، وقد صح عن النبي في بيان معنى السبع المثان بأنها فاتحة الكتاب.
وذكر ابن جرير الطبري بإسناده قول أحد السلف ان المراد بالسبع المثاني هي السبع الطوال إلا أن الربيع قال راداً هذا القول: (لقد أنزلت هذه وما نزل من الطّول شيءٌ).
وورد قول بعض الصحابه بمكيتها منهم:
عمر بن الخطاب وما ورد من قصة فيها نكارة وليس في القصة من تصريح بمكية السورة الا انه ورد تفسيره السبع المثاني بأم الكتاب. والقصة أوردها ابن جرير في تفسيره من طريقين عن سعيد الجريري عن أبي نضرة العبدي.
وعلي رضى الله عنه وورد عنه روايتين: الأولى (السّبع المثاني: فاتحة الكتاب) وهي صحيحة و الثانية غير صحيحة وهي (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش)
أيضا ما ورد عن ابن عباس في تفسير الطبري إلا ان الأثر لرجال ثقات ولكن السند منقطع.
وابن مسعود وأصح ما ورد أنه قال في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب). رواه الشافعي وعبد الرزاق وابن جرير.
وهذا القول هو ما أختاره جمهور المفسرين.
القول بأنها مدنية وهو قول مجاهد بن جبر، وقد نسب خطئًا لغيره منهم أبو هريره رضى الله عنه.
القول الثالث أنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة وخلاصة القول أنه ضعيف.
والقول الرابع أن نصفها نزل بمكة ونصفها بالمدينة وهذا قول باطل لا أصل له.
"الخلاصة أن جمهور أهل العلم على قول أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم."
___________________________
س3: بيّن دلالة النص على أن سورة الفاتحة سبع آيات
ج3: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى:(ولقد أتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم) أنها سورة الفاتحة فيكون العدد - سبع - دالًا على عدد آياتها.
"وقال أبو العالية الرباحي في قول الله تعالى: :(ولقد أتيناك سبعًا من المثاني) قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ)رواه ابن جرير
___________________________
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
ج4: تتحقق الاستعاذة بأمرين:
الأول: صدق اللجوء إلى الله، واستحضار القلب وجمعه بإخلاص وتمام اليقين بأن لا عاصم ولا حافظ إلا الله. فلا نفع يستجلب ولا ضر يدفع إلا بأمره وإذنه كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس:"... وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي، وأحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957)
الثاني: الاستقامة على الصراط المستقيم بالتقرب إلى الله بما يحب ويرضى والبعد عن كل ما نهى وزجر، فيتعلم عن الأعمال التي أُمِر بها ليُحَصِل نتيجة الاستعاذة، ويأخذ بأسبابها.
بجمع هذين الأمرين يرجى أن تحقق الاستعاذة.
___________________________
س5: أشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5: أي ألتجأ وأعتصم إلى الله طلبا في النجاة والتحصين مما يخاف ويستعاذ منه، وهو الشيطان الرجيم الذي وصفه الله سبحانه بالضعف. فأعتصم بالله القوي من كل خوف وأتقوى به من كل ضعف.
___________________________
س6: ما الحكمة من وجود ما يستعاذ منه؟
ج6: خلقنا ربنا عز وجل لعبادته وحده لا شريك له وغاية العبد معرفة الله سبحانه وتعالى ليتم له العبادة كما يحب ربنا ويرضى، ووجود ما يستعاذ منه يتطلب الكثر من العبادات القلبية ما يدفع الإنسان إلى التعلم عن الله وعن العبادات التي تعينه لصرف ما يخافه وجلب ما ينفعه. فيزداد العبد إيمانا بمعرفة الله وبأسمائه وصفاته حتى يحقق هذه العبادات القلبية فيتعرف على عِظم ربه وضعف نفسه وافتقاره إلى ربه بكمال صفاته وعظيم آلائه، ويرى وعد الله الحق كما ورد في الكتاب والسنة من جميل إحسانه وتوليه من توجه إليه وأعتصم به. وبهذا يحقق غاية وجوده وهي عبادة الله وحده لا شريك له.