المستوي الاول المجموعة الثالثة
اجابة المجموعة الاولي :
ج١: الحديث عن فهم القران وحاجة الأمة إلية لعدة أمور
القرأن هو أصل الأصول كلها ،وقاعدة أساسات الدين ،وبه صلاح أمور الدين والدنيا والأخرة ،وهو إنما نزل ليعمل به ،ولايمكن أن يعمل الإنسان بشئ لايفهمه ،ومثل من يقرأ القرأن ولا يفهمه كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم يأمرهم فيه وينهاهم ،ويدلهم علي ما ينفعهم ،ويحذرهم مغبة سلوك طريق معين لان عدوهم فيه يتربص بهم ،فعظموا الكتاب ورفعوه فوق رؤسهم ،وصاروا يتغنون بقراءة مافية لكنهم سلكوا الطريق الذي نهاهم عنه فخرج عليهم العدو فقتلهم .
كذلك عدم فهم القران معناه زوال العلم وارتفاعه .
الاجر العظيم والثواب الجزيل في فهم القران وتدبره ،وأن فهم القرأن حق فهمه سبب في الالفه بين الناس ،واجتماع القلوب ،وزوال الخلاف المذموم .
وعلم التفسير من اشرف العلوم ،وأعظمها بركه ،وأوسعها معرفه ،وحاجة الامة اليها حاجة ماسه ،فحاجة الامة الي الاهتداء بهدي القران الكريم من الفتن التي تصيبها علي كثرتها وتنوعها وتتابعها ،فأن الفتن إذا وردت علي الأمة ولم تتبع الهدي الذي بينه الله في كتابه،كانت علي خطر من الضلال ،وحلول العقوبات والنقمات ،والعذاب الأليم قال تعالي :(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ).
ولقد روي عن اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم كانوا يتذاكرون الفتن والمخارج منها قبل وقوعها ،فإذا وقعت الفتنة كان لهم من العلم والاستعداد والتمسك بالهدي مايعصمهم الله به من شر الفتنة ،قال تعالي :(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
وكذلك من حاجة الامة إلي فهم القران والاهتداء به في معاملة أعدائها من اليهود والنصاري والذين أشركوا علي اختلاف مللهم ،وتنوع عداوتهم لأهل الاسلام قال تعالي :(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم )وكذلك تعرف الامة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وطرائقهم في المكر والخديعة ،ولقد حذر الله نبينا محمد صلي الله عليه وسلم في هذه الاية :(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون )
ج٢ :
القرأن الكريم عزيز وهو أشرف العلوم ،كان الفهم لمعانية أو في المفهوم ؛لأن شرف العلم بشرف المعلوم .ولقد علم أنه من قرأ كتابا في الطب او الحساب أو غيرهما ،فإنه لابد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانية ،فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالي الذي هداه ،وبه يعرف الحق من الباطل ،والخير من الشر ؟فأن معرفة الحروف بدون المعاني لايحصل معها المقصود ؛إذا اللفظ إنما يراد للمعني ،وكذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم :(خيركم من تعلم القرأن وعلمه )تعليم حروفه ومعانية جميعا ،بل تعلم معانية هو المقصود الاول من تعلم حروفه ،وذلك الذي يزيد الإيمان ،كما قال جندب بن بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما :(تعلمنا الإيمان ،ثم تعلمنا القرأن ،فازددنا إيمانا ،وأنتم تعلمتم القرأن ثم تتعلمون الإيمان )ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة .....ابن تيمية -١٣/٣٠٤
فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنه علي من أفني أوقاته في طلب العلم ،ثم يخرج من الدنيا ومافهم حقائق القران ،ولاباشر قلبه أسراره ومعانية ،فالله المستعان
ابن القيم بدائع الفوائد -٢/٣٢٤
فالقران الكريم لم ينزل فقط لمجرد الثلاوة ،وانعقاد الصلاة عليه ،بل أنزل ليتدبر ،ويعقل ،ويهدي به علما وعملا،ويبصر العمي ،ويرشد من الغي ،ويعلم من الجهل ،ويشفي من الغي ،ويهدي إلي صراط مستقيم .
ج٣:
قال ابن مسعود رضي الله عنه :(اقرؤوا القرأن وحركوا به القلوب ولا يكم هم احدكم أخر السورة .
فمما يعين علي قراءة (التدبر)المحرك للقلوب ،أن يكون حزب القارئ (وقت القراءة )لا (مقدار القراءة )فأذا اردنا الانتفاع بالقران فلابد أن نجمع قلوبنا عند تلاوته ،وسماعه ،وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إلية .
ولقد وصفت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها حال الصحابة مع القران فقالت :(كانوا -كما نعتهم الله تعالي -تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم )
قيل لعيسي بن وردان رحمه الله :ماغاية شعوتك من الدنيا ؟فبكي ،ثم قال :أشتهي أن ينفرج لي عن صدري ،فأنظر إلي قلبي ماذا صنع القرأن فيه ومانكأ .
فلابد علينا أن نتأمل -كيف كان السلف يعتنون بالتفتيش عن أثر القرأن في قلوبهم ،ونقارنه بالواقع
موضي عبد العزيز الدريهم