بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلخيص لشرح الشيخ في حلية طالب العلم
التلقي عن المبتدع
يجب أن نحذر أهل البدع وإن صاغوا البدعبصياغة مغرية مزخرفة فإنما هم كما قيل فيهم :
حجج تهافت كالزجاج تخالها = حقا وكلكاسر مكسور.
احذر صاحب الهوى , وهؤلاء الذين يتبعون أهواءهم فيالعقيدة يسمون ذلك : العقل
والحقيقة أنه عقل لكنه عَقَلَهُم عن الهدى إلى اتباعالهوى، فهم كما قال ابن القيم في أمثالهم :
هربوا من الرق الذي خلقوا له = وبلوابرق النفس والشيطان
لا يمكن لأي عقل صريح أي خالٍ من الشبهات والشهوات يخالف النقل الصريح , أبداً لكنالعلة إما من النقل بحيث يكون غير صحيح , وإما من العقل بحيث يكون غير صريح .
ولهذا ينعى الله سبحانهوتعالى عن المخالفين للرسل ينعى عليهم عقولهم , يقول : {أفلا يعقلون} {أفلا تعقلون} {لا يفقهون}
صفات المبتدع أو متبع البدعة:
1) يحشون أدمغتهم بالأحاديث الضعيفة من أجل تهييج الناس ترغيبا أو ترهيبا وأشياء عجيبة غريبة في فضائل الأعمال تذكر
2) مخالفة النص فهم أصاغر وإن عظموا أنفسهم ,
3) دينهم ذوق , ووجد
تصرفاتهم عجبا , يصلون إلى حد الجنون , يضربون بالطبول يضربون بالعصيعلى الأرض، يغبرون ، تغبير يأخذ كل واحد منهم سوط ويهللون بتهليلاتهم وأذكارهم ثميضرب الإنسان الأرض , ومن كان أكثر غبار فهو أصدق إرادة , يعني إذا كان أكثر غباراصار أشد وأقوى فيكون هذا دليلا على أنه مريد حقا
موقفنا من المبتدع:
1)إن عجزت أن تجادله وتناظره فاهرب , لأن هذه هي الحكمة
2) إن كنت تستطيع أن تجادلهوتفحمه فاصرعه
3) لا ينبغيأن تجلس إلى مبتدع ولو كانت بدعته خفيفة كبدعة الأشعريين
4) لا يؤخذ عن صاحب البدعة العلم الذي هو مجيد فيه لأن ذلك يوجبمفسدتين :
المفسدة الأولى :اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق .
والمفسدةالثانية :اغترارالناس به حيث يتوارد عليه طلاب العلم ويتلقون منه , والعامي لا يفرق بين علم النحووعلم العقيدة , العامة يعني عموم الناس ، الذينلا يتميزون في شيءمأخوذ من العموم وأن العامية المنسوب للعامة
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقا بل يجبالتحذير البليغ من أهل البدع وهم جديرون بذلك , ولاسيما إذا كان المبتدع سليطاللسان فصيح البيان , فإن شره يكون أكبر وأعظم , ولاسيما إذا كانت بدعته أيضا مكفرةأو مفسقة تفسيقا بالغا فإن خطره أعظم , ولاسيما إذا كان يتظاهر أمام الناس بأنه منأهل السنة لأن بعض أهل البدع عنده نفاق , هؤلاءيجب الحذر منهم
5)إذا كانت البدعة مكفرة فلا شك أن الصلاة عليه لا تجوز لقول الله تعالى لرسولهصلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنافقين : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }فهذا لا يصلى عليه .
6)إذاكانت غير مكفرة , فهذا ينظر فيما يترتب على ترك الصلاة عليه من المفسدة أو عدمها .
فإذا كانأهل السنة أقوياء وكان أهل البدعة في عنفوان دعوتهم فلا شك أن ترك الصلاة عليهمأولى يحصل بذلك ردع عظيم لهم .
7)والصلاة خلفه , من باب أولى أن يحذر الإنسان منه فإن كانت بدعتهمكفرة فالصلاة خلفه مع العلم ببدعته المكفرة لا تصح , وإن كانت دون ذلك فالصحيح أن الصلاة خلفه صحيحة لكن لا ينبغي أن يصلي خلفه .
8)طرده من المجالس، وللشيخ أن يطرد من مجلسه ما دون ذلك إذا رأى من أحد الطلبة أنهيريد أن يفسد الطلب عند زملائه فله أن يطرده , لأن هذا يعتبر مفسدا فيطرد .
والإمام مالك رحمه الله قال : ما أراكإلا مبتدعا
9)العالم المبتدع(علم نحو صرف أو غيره ممالايتعلق بالعقيدة)خذ من خيره ودع شره , إن تكلم أمام الطلاب بما يخالف العقيدة فعليك بمناقشته إن كنتتقدر وإلا فارفعه لمن يقدر على مناقشته , واحذر أن تدخل معه في نقاش لا تستطيعالتخلص منه , لأن هذا ضررعلى القول الذي تدافع عنه , لأنك إذافشلت أمامه صار في هذا كسر للحق ونصر للباطل , لكن إذا كان عندكقدرة في مجادلته فعليك بذلك .
وربما يكون في هذا مصلحة للجميع , مصلحة لك أنت يهديهالله على يديك , ومصلحة له هو يهديه الله من بدعته ,
وهل يقال مثل ذلك في من ابتلوافي الدراسة مع الاختلاط على وجه نظامي ؟ لا، وواحد يقول: نعم , والثاني: يفصل , هاتوا ثالث يفصل، يمكن أن يقال بالتفصيل إن دعت الضرورة لذلك بأن لا يوجد جامعات أومدارس خالية من ذلك فهنا قد تكون هناك ضرورة , وفي هذه الحال يجب على الطالب أنيبتعد عن الجلوس إلى امرأة أو التحدث معها أو تكرار النظر إليها , يعني بقدر مايستطيع يبتعد عن الفتنة فأما إذا كان يمكن أن يدرس في مدارس أخرى خالية من الاختلاط , أو بها نصف اختلاط بأن يكون النساء في جانب والرجال في جانب آخر , وإن كان الدرسواحدا فليتق الله ما استطاع .
ولا شك أنه إذا دعت الحاجةإلى التحديث عن شخص صاحب بدعة لا شك أنه يُحَدث عنه لكن يبين حاله .
ما لم تكنبدعته مكفرة
على كلمسلم أن يبغض من أحدث في دين الله ما ليس منه , لكن إذا كانت بدعته غير مكفرة فإنهيبغض من وجه ويحب من وجه آخر , لكن بدعته تبغض بكل حال .
10)لا يصحبونه , أيضا الصحبة إذا صحبتهتأليفا له ودعوة له فلا بأس لكن بشرط أنك إذا أيست من صلاحه تركته وفارقته .
11)لا يسمعون كلامهم , إذا لم يكن في ذلك فائدة , فإن كانفي ذلك فائدة بحيث يسمع كلامه ليرى ما عنده من باطل حتى يرد عليه , فإن السماعوالاستماع هنا واجب , لأنه لا يمكنك أن ترد على قول إلا بعد أن تعرفه إذ أن الحكمعلى الشيء فرع عن تصوره , وأيضا لا تسمع عن أقوال أهل البدع من أعدائهم بل من كتبهم , لأنه ربما تشوه المقالة , فإذا قلت: أنتم تقولون كذا وكذا قالوا: أبدا ما قلنابهذا , أين كتبنا؟ ولهذا يخطئ بعض الناس حيث يحكم على شخص ببدعة أو بمفسق دون أنيرجع إلى الأصل , لا بد من الرجوع إلى الأصل لأنك إذا قلت لأحد أهل البدع أنتم قلتمكذا وكذا وقالوا لم نقل هذا هذه كتبنا تخسر كل الجولة ، ولا يوثق بكلامك , كذلكأيضا لا يجادلونهم في الدين بل لا بد من المجادلة , كيف نعرف تميز الحق من الباطل إلابالمجادلة والمناظرة.