السؤال الأول: أجب عما يلي:
- عرّف الإحسان، واذكر نواقضه.
الإحسان كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل : "أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراهُ فإنهُ يراك"
وهو أعلى مراتبُ الدين وأكملها، بأن يعمل العبدُ الواجبات والمستحبات، ويترك المعاصي والمكروهات يبتغي بذلك وجه الله تعالى.
ولقد خلقنا الله سبحانه وتعالى ليختبرنا أينا أحسن عملًا، قال تعالى : "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا".
ولا يكون العمل حسنًا حتى يكون خالصًا لله تعالى، وصوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن أشرك صاحبه في العمل أحدًا مع الله أو خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم فعملهُ مردودٌ عليه ولا يُقبل.
ويُعلم بذلك أن نواقض الإحسان :
الشرك بالله، والبدعة، والغلوّ والتفريط.
ما يقدح في عبودية العبد لربه عزوجل على ثلاث درجات، اذكرها مع التمثيل لكل منها.
الدرجة الأولى / الشرك الأكبر : وهو صرف العبادة لغير الله عزوجل؛ كالذين يدعون الأصنام والأولياء، ويعتقدون أنها تضرهم أو تنفعهم.
فهؤلاء كفارٌ مشركون خارجون من ملة الإسلام، ومن مات منهم على ذلك فهو مخلّدٌ في نار جهنم.
الدرجة الثانية / الشرك الأصغر :
ومنه الرياء والسمعة؛ كمن يحسّن عبادته وينشط فيها أمام الناس ليمدحوه بها ويثنوا عليه.
فهذا عبد الله نعم، لكنه ابتغى الثواب على عبادته من غير الله عزوجل فكان مشركًا بالله ولم يُخلص العبادة له؛ فحبط عمله ذاك دون سائر العمل.
قالَ: "أنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عن الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ معي فيه غيري تَرَكْتُه وشِرْكَه" رواه مسلمٌ.
ومنهُ كذلك، التعلّق بالدينا وزينتها فتصبح أكبر همه حتى يضيع الواجبات ويرتكب المحرمات خوفًا من ضياعها أو طلبًا لحصولها؛ فهو متعلقٌ بالدنيا وفي قلبه عبوديةٌ لها.
وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ((تعِسَ عَبدُ الدِّينارِ وعَبْدُ الدِّرْهمِ وعبدُ الخَمِيصةِ إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وإنْ لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانتكَسَ وإذا شِيكَ فلا انْتَقَشَ)). رواه البخاريُّ
وهي من صفات المنافقين أيضًا
- قال الله تعالى : ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾ [التوبة: 58].
الدرجة الثالثة / المعاصي :
فمن يرتكب المحرمات ويقصّر في الطاعات عُدَّ ذلك نقصٌ في عبوديته للهِ عزوجل.
وأكمل المؤمنين إيمانًا وعبوديةً لله من آمن بالله وعمل صالحًا واستقام على أمره : ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)﴾ [الأحقاف: 13–14].
ما معنى الطاغوت، واذكر أشهر أنواعه.
هو كل ما عُبد من دون الله؛ سواءًا كانت عبادته بالتوكل عليه، والاستعانة به، ودعائه، أو باتباعه في تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله، أو بالتحاكم إليه من دون الله.
وهو الذي بلغ من الطغيان مبلغًا عظيمًا يصد به عن سبيل الله ويضل به ضلًالا كبيرا.
وهم كثر، لكن أشهرهم ثلاثة :
1- الشيطان الرجيم / وهو أصل الشرك والكفر بالله، وكل عبادة لغير الله هي عبادةٌ للشيطان قال اللهُ تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس: 60–61].
وطرق اجتنابه هي الاستعاذة بالله منه، وعدم اتباع خطواته، والتوكل على الله، والإخلاص له، وكثرة ذكر لله، مع التعويذات الشرعية.
2- الأوثان التي تُعبد من دون الله ومنها الأصنام التي تُنحت على صورة إنسان أو حيوان وتمجّد ويُطاف بها ويُعتقد بأنها تنفع وتضر.
قال اللهُ تعالى: ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 95–96].
ومنها الأخجار والأشجار التي يعتقد بعض المشركين أنها تبارك من يتمسح بها ويصلي إليها وأنها تقربهم إلى الله.
ومنها القبور والأضرحة التي يُطاف بها وتقدم لهم القرابين، ويستغلها الطمّاعون ليأكلموا أموال الناس بالباطل.
3- التحاكم إلى غير الله في التحليل والتحريم؛
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله"
فإن أحلوا شيئًا حرمه الله اتبعوهم، وإن حرموا شيئًا أحله الله اتبعوهم؛ فعبدوهم من دون الله في التحليل والتحريم.
السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- الإحسان يكون في جميع العبادات والمعاملات، ويجمع ذلك أمران: الإخلاصُ لله تعالى، واتباع هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم .
- أصول الإيمان ستة وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل: " الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ"
وحكم من كفر بأصل منها فهو : كافر.
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- الإسلام هو الدين الذي ارتضاه تعالى لعباده.
قال الله تعالى :
"ورضيت لكم الإسلامَ دينا"
- من الشرك ما يكون في قلب العبد من عبودية للدنيا حتى تكون هي أكبر همّه، ويضيّع بسببها الواجبات، ويرتكب المحرمات.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أُعطي رضي وإن لم يُعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيكَ فلا انتقش"
- أركان الإسلام خمسة.
قال صلى الله عليه وسلم : شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ"
- االإيمان قول وعمل، وله شعب تتفرع عن أصوله.
قال النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَا
- لا يكون المرء مسلمًا موحدًا حتى يكفر بالطاغوت.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256].
السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- بعض المؤمنين أكثر إيمانًا من بعض (صح)
- المسلم قد يجمع شعبًا من الإيمان وشعبًا من النفاق (صح )
- أفضل مراتب دين الإسلام هي مرتبة الإسلام (خطأ)
بل أفضل مراتب الدين وأعلاها مرتبة الإحسان، ثم الإيمان، ثم الإسلام.
- يمكن للمسلم أن يبلغ مرتبة الإحسان (صح)
- الإسلام عقيدة وشريعة (صح)
- الشرك الأكبر يكون بالقلب والقول والعمل (صح)
السؤال الخامس:
- وضّح كيف يكون إحسان العبد في وضوئه وصلاته.
بأن يكون مُخلصًا للهِ عزوجل فلا يُشرك بعبادته أحدًا، ويتّبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بلا إفراطٍ ولا تفريط؛ فإحسانه في الوضوء أن يُسبغه ويؤدي فروضه ويلتزم بآدابه ولا يتجاوز عدد الغسلات.
وإحسانه في الصلاة بأداء أركانها وواجباتها وسننها بقلبٍ خاشعٍ حاضر كأنه يرى الله سبحانه وتعالى.