1-الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد: فهذه تغريدات في بيان فضائل الإيمان، وتأمل قول الله:
{وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا}
2- للتبشير أثر عظيم على النفس البشرية؛ فهو ينمّي الرجاء، ويدفع اليأس والوهن، ويعلي الهمة، ويفتح عين البصيرة، ويعين على إحسان العمل والجد فيه.
3- جعل الله التبشير من أعظم مقاصد إرسال الرسل
{رسلا مبشّرين ومنذرين}
وكرر الأمر على نبيه صلى الله عليه وسلم
{وبشر المؤمنين} بهذا اللفظ خمس مرات في القرآن.
4- تلقّي العبد للبشارة بقلب مؤمن فرح ببشارة الله له أثر عظيم في الانتفاع بها، ومعرفة مقاصدها، والتبصّر بشروطها وآدابها وآثارها.
5- جمعت هذه الآية على وجازة ألفاظها لطائف بديعة دالة على عظمة هذه البشرى، وتنبيهاً على شرطها، وحثّا على إدراك هذه الفضائل ببيان بديع.
(6-9):
من تلك اللطائف:
أ: توجيه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لتبليغ البشرى، فاجتمع مع عظمتها شرفُ المبشّر بها
ب: التوكيد بأنّ، وللتوكيد أثره على نفس المخاطَب
ج: تقديم اللام المشعرة بالاختصاص
{لهم}
د: النص على أنّ هذا الفضل من الله فتذهب الآمال كلّ مذهب في عظمة هذه البشرى لأنها من الملك العظيم
هـ: التنكير المشعر بالتفخيم والتعظيم في قوله:
{فضلا}.
و: التعبير عنه بالفضل المشعر بامتيازهم به عن غيرهم، وشرفهم عليهم، وارتفاعهم به.
ز: وصف هذا الفضل مع جميع ما تقدّم بأنه "كبير"
10: وما وعد الله به عباده المؤمنين من الفضل العظيم منه ما بُيّن لهم، ومنه ما أخفي عنهم، ونبّه عليه تشويقاً إليه إذ لا تبلغه أمانيهم.
وتأمّل هذه اللطائف يورث المؤمن يقينا بعظمة هذا الفضل الموعود، ورغبة فيه، وخشية من فواته
11: ومما يزيد الإيمان تذاكر فضائله وهي كثيرة:
فمنها: أنه السبيل الوحيد لرؤية الله تعالى في دار الكرامة.
ومنها: دخول الجنّة والخلود فيها.
12:
ومن فضائل الإيمان: معية الله تعالى لعباده المؤمنين {وأن الله مع المؤمنين}
ومنها: الحياة الطيبة بطمأنينة القلب وسكينة النفس وانشراح الصدر
13: ومن فضائل الإيمان: ما أوجبه الله لعبده المؤمن من حرمة حقّه، وتحريم نفسه وعرضه وماله، فلا يجوز لأحد أن يذكره بما يكرَه، أو يسيء به الظنّ
14: ومن فضائل الإيمان: تكفّل الله تعالى لعبده المؤمن بالهداية والنصر والحفظ من كيد أعدائه، وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة.
15: ومن فضائل الإيمان: ما يكرم الله به عباده المؤمنين من إجابة دعواتهم وذكره لهم إذا ذكروه، ومخاطبته لهم في صلواتهم وإجابة دعواتهم.
16: ومن فضائل الإيمان: ما جعله الله من روابط الأخوة الإيمانية بين المؤمنين، وهذه الأخوة لها حقوق وآثار مباركة على حياة المؤمن ومعاملاته.
17: ومن فضائل الإيمان: ما فتحه الله للمؤمن من أبواب الخير الكثيرة حتى جعله له من كلمات يسيرة يقولها أو يدعو بها أجوراً عظيمة مضاعفة.
18: ومن فضائل الإيمان: أن المؤمن ما دام صحيح الإيمان فإنّه يستجاب دعاء المؤمنين له، دعاء الملائكة ودعاء الأنبياء والصالحين على كثرة دعائهم
19: من تأمّل فضائل الإيمان العظيمة، وتفكّر في خسران من حرم هذه الفضائل، وسوء عاقبته، علم سبب شدة خوف السلف رحمهم من أن يسلب أحدهم الإيمان.
20: تمت هذه التغريدات الموجزة في تذاكر فضائل الإيمان، وأحيل على هذه الرسالة لمن رغب الاستزادة.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...267#post226267