الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذا تلخيص لدرس يوم الإثنين.
وسأجعله على قسمين:
الأول: فيما يتعلق ببيان معاني أسماء سورة الفاتحة :
أولا:سورة الفاتحة أكثر سور القرآن الكريم أسماء وألقابا , وذلك لشرفها وعظم شأنها.
والفرق بين اسم السورة ولقبها:
_أن اسم السورة ماوضع لتعيينها والدلالة عليها.
_ولقب السورة : مااشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.
ولذلك إذا اجتمع الاسم واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدمه في الوضع ولدفع الالتباس إلا أن يكون اللقب أشهر وأكثر تداولا.
ويصح أن يعد اللقب اسما كما في الصحيحين من حديث جبير بن مطعم قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : (إن لي أسماء , أنا محمد , وأنا أحمد , وأنا الماحي الذي يمحي الله بي الكفر , وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي , وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد ). فالماحي والحاشر والعاقب ألقاب وأوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم وهي أسماء باعتبار دلالتها على المسمى .
ثانيا:من أسماء سورة الفاتحهة مايلي: فاتحة الكتاب , وفاتحة القرآن , والفاتحة , وأم الكتاب , وأم القرآن , و(الحمد لله رب العالمين) , و(الحمد لله) , والحمد , والسبع المثاني , والقرآن العظيم .
ثالثا:شرح معاني بعض أسماء سورة الفاتحة: 1_فاتحة الكتاب: وهو أكثر الأسماء ورودا في الأحاديث والآثار الصحيحة , ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ). متفق عليه.
قال ابن جرير الطبري:(وسميت فاتحة الكتاب , لأنه يفتتح بكتابتها المصاحف , وبقراءتها الصلوات , فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة ).
2_ومن أسمائها "فاتحة القرآن" , وهذا الاسم روي عن بعض الصحابة والتابعين : منهم عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرضي.
وسميت "فاتحة القرآن" باعتبار أنها أول ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوله , أو أول مايقرأ من القرآن في الصلاة.
3_ومن أسمائها"الفاتحة" , هو اسم مختصر من الاسم المشتهر لهذه السورة في الأحاديث والآثار وهو "فاتحة الكتاب" , وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالا.
4_ومن أسمائها"أم القرآن"؛ ودليل هذا الاسم ماثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
وفي معنى تسميتها بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين :
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن ؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ماتضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سوره ؛ ففيها حمد الله والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين , وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني.
القول الثاني:سميت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف ، والعرب تسمي المقدم أما لأن ما خلفه يؤمه.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن ، والبخاري في صحيحه ، ثم ذكره جماعة من المفسرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير :(ومن أسمائها : أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم ).
وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال:(وإنما قيل لها أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمرا أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع:"أُما").
وللدرس بقية إن شاء الله