دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:38 AM
سمية بنت عبد الرحمن سمية بنت عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 46
افتراضي

المجموعة الأولى:-

ج1/ *حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال:كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أجبه، فقلت:يارسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله{استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، ثم قال لي : لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد) ،ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعطم سورة في القرآن ، قال:{الحمد لله رب العالمين}،( هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) "رواه البخاري"

*حديث أبي هريرة رضي الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم) "رواه البخاري"

*حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال: كان النبي صلى الله عليه في مسيرٍ له فنزل ونزل رجلٌ إلى جانبه، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه فقال:( ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال: فتلا عليه{ الحمد لله رب العالمين}) " رواه النسائي في السنن الكبرى".


ج2/ أم الكتاب :- قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقرائتها في الصلاة)
وقال ابن الجوزي في زاد المسير:(أم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم).

الوافية:-في معنى تسميتها قولان:-
الأول: لأنها لاتقرأ إلا وافية في كل ركعة (هذا قول الثعلبي)
الثاني: لأنها وافية بما في القرآن من المعاني (وهذا قول الزمخشري).


ج3/ أما نسبة القول بمدنية الفاتحه لأبي هريرة ، فيما رواه الطبراني في الأوسط ؛عن أبي الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه، فهذا الإسناد رجاله ثقات ومع ذلك لا يصح ،لأن الإسناد منقطع بين مجاهد وأبي هريرة ، فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
ونسبة القول للزهري لايصح، لأجل ماروي عنه في كتاب "تنزيل القرآن"المنسوب إليه ، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
وأما نسبته لمجاهد فهو ثابت وصحيح.


ج4/ لا والأحاديث المروية في ذلك ضعيفه وإنما الذي نزل من كنز تحت العرش (خواتيم سورة البقرة) ، في الحديث مارواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبيٌ قبلي).



ج5/ العلماء في عد البسملة آيةٌ من الفاتحه على قولين :-
القول الأول : أنها آية من الفاتحة ، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد وفي العد المكي والعد الكوفي ، والعد المكي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكي مقرئ أهل مكة، والعد الكوفي هو المروي عن عبد الرحمن السلمي مقرئ أهل الكوفة.
واستدل بأحاديث على هذا القول منها:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً:( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا:{بسم الله الرحمن الرحيم} ؛إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم } إحداها) "رواه الدارقطني والبيهقي وإسناده صحيح"

القول الثاني : لاتعد آية من الفاتحة، وهو قول الأوزاعي وأبي حنيفة ومالك ورواية عن أحمد وباقي أصحاب العدد.
واستدل بأحاديث على هذا القول منها:
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فكانوا يستفتحون ب{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءةٍ ولا في آخرها) متفق عليه.
وفي روايه ( فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم)
فعدم الجهر لايقتضي عدم القراءه.

والصواب أن الخلاف في عد البسملة آية من الفاتحة ، كالاختلاف في القراءات ، يقول الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر:( والذي نعتقده أن كليهما صحيح ، وأن، كل ذلك حق ، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات).



ج6/الحكمة من مشروعية الإستعاذةِ : شرعت لأنها عبادة عظيمة مستلزمةٌ لعباداتٍ قلبية وقولية وعملية ومستلزمة للإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ؛فمن العبادات مايقوم في قلب العبد المستعيذ من الاخلاص و والمحبة والتوكل والخوف والرجاء والصدق والخشية والإنابة وافتقاره لربه وتذلله وشدة حاجته إليه ؛ وهي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجن ؛ قال تعالى:{ وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.



والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:46 AM
سهيلة هارون سهيلة هارون غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 43
افتراضي

Souhila Haroon:
Souhila Haroon:
المجموعة الرابعة:
السؤال الأول: اذكر ثلاقة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة و بيين سبب ضعفها و حمم متنها.
الإجابة:
1-حديث عبادة بن الصامت (ام القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها منها بعوض)
رواه دارقطني و الحاكم عن طريق محمد بن خلاد، ثني اشهب ابن عبد العزيز، ثني سفيان ابن عيينة، عن ابي شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبيدة بن الصامت.
سبب الضعف : قال الدارقطني : تفرد بهذا الحديث محمد بن خلاد و هو مختلف فيه و يروي بالمعني و قد احترقت كتبه.
حكم المتن: صحيح المعني لا نكارة فيه ولكنه روي بإسناد ضعيف فنعمل بمصحة من سنده.
2- حديث أبان بن حوشب عن ابن عباس رفعه إلى النبي قال "فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن"
اختلفوا في ابان من هذا، فمنهم من قال انه ابان بن صمعة ثقة و لكنه اختلط بعدما اسن و قال آخر ابان هو ابن ابي عياش البصري (متروك الحديث ).
حكم المتن: لا ينكر معناه بل يتوقف في معناه فلا ينفي و لا يثبت الا بدليل صحيح فمرويات هذا النوع ترد حكما لضعف اسنادها.
3- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن حسين الاحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله "من قرأ ام القرآن و قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن".
سبب الضعف: ان سليمان بن احمد متروك الحديث.
و حكم المتن: في متنه نكارة او مخالفة لمصحة من النصوص او المجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة
س2: هل نزلت سوره الفاتحه مرتين
هذا القول نسبه الثعلبى والواحدى والبغوى الى الحسين بن الفضل البجلى والحسين بن الفضل من كبار المفسرين لكن تفسيره مفقود فقال الواحدى (قال الحسين بن الفضل سميت مثانى لانها نزلت مرتين اثنتين مره بمكه فى اوائل ما نزل من القران ومره بالمدينه ).
و الخلاصة ان هذا القول ضعيف لان نسبته للحسين ابن الفضل فيه شيء في النفس.
السؤال الثالث: عدد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان ادلتها.
الإجابة :
1-فاتحة الكتاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
2-ام القرآن
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم "ام القرآن هي السبع المثاني و القرآن العظيم"
3- السبع المثاني
قال تعالي "و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم"
4-سورة الحمد لله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمد لله ام القرآن و ام الكتاب و السبع المثاني".
5-القرآن العظيم
احاديث ابي هريرة و بن كعب "الحمد لله رب العالمين السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته".


السؤال الرابع: بيين معني الاستعاذة و اقسامها.
الإجابة:
الاستعاذة: هي الالتجاء و الاعتصام الي من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
قال تعالي "ما لهم من الله من عاص"
اقسام الاستعاذة:
1-استعاذة العبادة: و هي التي يقوم في قلب صاحبها اعمال تعبدية للمستعاذ به من الرحاء و الخوف و الرعب و هذه الاستعاذة من صرفها لغير الله فقد اشرك و يصاحبها دعاء و تضرع.
2-استعاذة التسبب: و هو ما يفعل المستعيذ من استعمال الاسباب التي يعصم بها من شر ما يخافه بدون اعمال تعبدية للمستعاذ به و هذه الاستعاذة ليست بشرك لخلوها من الأعمال التعبدية لانها من الاسباب.

السؤال الخامس: بيين المراد بهمز الشيطان و نفخه و نفثه
الإجابة:
همزه: الموتي و هو خمول الجسم و التعب و الفتور
نفخه: الكبر و الخيلاء في نفس بني آدم.
نفثه : الشعر

السؤال السادس: بيين وقت الاستعاذة لقرآءة القرآن هل هي قبل قرآءة القرآن او بعدها.
الإجابة :
قال تعالي "فإذا قرأت القرآن فاسعذ بالله من الشيطان الرجيم"
و فيها عدة اقوال للعلماء ولكن قول جمهور اهل العلم علي انها تكون قبل القراءة.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:47 AM
وداد الحوكان وداد الحوكان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 12
افتراضي

لمجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
لقد حملت إلينا السنة النبوية المطهرة أدلةً عديدة على فضل سورة الفاتحة وعظم قدرها مؤكدة في غير مرة أنها أم الكتاب والقرآن العظيم ، فمِّما ورد في هذا :
1-روى البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى- رضي الله عنه- قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أجبه ، فقلت: يارسول اله إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله{ استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد. ) .ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له :ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ( قال {الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2-حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
3-حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
.........................................
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
الإجابة :
أ: أم الكتاب:
لقد جاء بهذا الاسم أحاديث وآثار صحيحة نذكر منها ما رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن قتادة ،عن أبيه أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين ، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
قال البخاري -رحمه الله-:( (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).مختصر من كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن.
والقول بمعنى هذا الاسم مشابه للنظر في معنى اسم أم القرآن الذي ورد فيه قولان يصح الجمع بينهما لعدم التعارض
القول الأول: لأنها اشتملت على أعظم الأصول التي جاء بها القرآن في سائر السور من حمدٍ لله وثناءٍ عليه ثم أنواع العبادة من استعانة ودعاء بالهداية والرشاد .
وهذا قول جماعة من المفسرين .
القول الثاني: سميت بذلك لتقدمها على سور القرآن الكريم وفي القراءة في الصلاة وكتابة المصاحف ، والعرب تسمي المتقدم أمًّا لأنه يؤم من خلفه. وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).

وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
القول بمدنية سورة الفاتحة يُنسب إلى مجاهد بن جبر ، أما أبو هريرة والزهري فقد نسب إليهم خطأً ،قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ)
وعلة الخطأ في نسبته إلى محمد بن مسلم الزهري فلأن في إسناد ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" -أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة- محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

والخطأ في نسبته لأبي هريرة أنّروى أن الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
ب: الوافية :
قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية"). رواه الثعلبي.
وفي معنى هذا الاسم قولان :
الأول: أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة فلا تحتمل الاجتزاء كما هو حال باقي السور من القرآن الكريم ، قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
القول الثاني: لأنها وافية لما في القرآن من معاني ، وهذا قول الزمخشري .
وقد ذكر هذا الاسم : الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم.
وتصحَّف اسم الوافية إلى الواقية في تفسير ابن جزيء وتفسير أبي حيان وبعض طبعات تفسير ابن كثير .
.......................................
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
جاء هذا الخبر بحديثين ضعيفين أحدهما : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث..
والقول الآخر : عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
........................................
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتفق العلماء على أن عدد آيات سورة الفاتحه سبع ولمن اختلفوا في عد البسملة آية من السورة أم لا
القول الأول :البسملة آية عند الشافعي ورواية عتد أحمد وفي العدّ المكي والكوفي
والعدّ المكّي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.
والعدّ الكوفي هو المروي عن أبي عبد الرحمن السُّلمي مقرئ أهل الكوفة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
ومن أدلة القول:
عن ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر..
القول الثاني :إن البسملة ليست آية من الفاتحة وهذا القول قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد و باقي أصحاب العدد.
ومن الأدلة على هذا القول : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضى عدم قراءتها ،وكانوا يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
والصواب أن الاختلاف في أن البسملة آية أو لا كالاختلاف في القراءات ، لأن كل القولين وردا عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة ، فيكون من اختار أحد القولين كأنما اختار قراءة من القراءات .
............................
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
تتجلى في الاستعاذة بالله أهم مظاهر العبادة ، إذ يظهر العبد فيها ضعفه وحاجته ويلتجأ بالخالق العزيز ليعيذه من شر لا يقدر على صرفه إلا هو عز وجل ،
فهو حينما استعاذ مؤمنُ عارفُ بوحدانية الله وأن لا نافع ولا ضار إلا هو عز وجل وومؤمن كذلك بقدرته على معرفة حاله بكمال سمعه وبصره ، قائمُ لله بأعمال قلبية يحبها الله من استعانه وصدق وإخلاص ووخوف ورجاء وخشية وإنابة وتوكل .
صادقُ في طلب الاعتصام بالله لشدة حاجته وافتقاره،
محبُ لله الذي يتولاه ويعلم حاله ويعيذه ، وخوف من ناحية خوف العبد أن يرد الله دعاءه بسبب ذنوبه ، وقلبه مراجٍ لله أن يعماله بعفوه ورحمته ويحميه من الشرور
ولقد أثنى الله تعالى على من أحسن الاستعاذة بقوله: { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
فسمّاهم محسنين لما أحسنوا من الاستعاذة بالله من شرّ يترقبهم ؛ واتّبعوا هداه بصبرهم واتباع أمر ربهم ونبيه بجهاد عدوهم ؛ حقّقوا بما عملوا معنى الاستعاذة على ما يحبّه الله ويرضاه من اتباع للهدى ورجاء الرحمة وخوف من الذنوب ، ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه) رواه عبد الرزاق والبيهقي في شعب الإيمان.
فمن قامت بقلبه هذه العبادات العظيمة فقد حقق الاستعاذة ونال محبه الله له وهدايته إياه ، جعلنا الله ممن يحسنون القول والعمل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:16 AM
تسنيم المختار تسنيم المختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 55
افتراضي المجموعة الثالثة

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:

أ. أم القرآن.
سُميت سورة الفاتحة بـأم القرآن على قولين من أقوال أهل العلم:
أحدهما تضمن معانيه، وأما الآخر أنها أمَّت سوره.

  • الأول:
    أم القرآن لكونها جمعت معاني سائر سور القرآن فبدأت بالحمدلله والتمجيد والثناء وتضمنت إفراد الله بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات وإفراد الله بالعبادة والدعاء وطلب الإعانة ومن ثم الهداية والتعوذ ضمنيا من غضبه والضلال عن صراطه الذي هدانا.
    وما جاء بعدها من سور القرآن فكأنما هو تفصيل بعد إجمال وسرد وبيان وضرب أمثلة وقص القصص والاعتبار بالعبر والاحتجاج بالحجج وترسيخ للمعنى واستدلال.
  • الثاني:
    أم القرآن لكونها أمَّت سائر سور القرآن في التلاوة في الصلاة، وفي الكتابة في المصاحف فكانت الأصل في بداية الصلاة أو كتابة المصحف.
    وهو اسم مأخوذ على هذا المعنى من لغة العرب التي تعني فيها أم: أي أمَّت، تقدمت
    وكان قول ابن الجوزي عن هذا المعنى بيان:
    (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
وجمع بين القولين في قول ابن جرير:(وإنما قيل لها أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمرا أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع: أُمَّـــــــــا)


ب. سورة الصلاة.
سُميت سورة الفاتحة بـسورة الصلاة على أقوال مختلفة من أقوال أهل العلم:
  • القول الأول: الصلاة بدون قراءة الفاتحة خداج ناقصة، فسًميت بسورة الصلاة لأن الصلاة لا تكون تامة إلا بها.
  • القول الثاني: أنه أُخذ من المعنى المذكور في الحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...)وهنا ذُكرت الصلاة يُقصد بها سورة الفاتحة وسماها الله بالصلاة.
  • ومن وجه آخر:
    سُميت سورة الفاتحة بالصلاة لأنها صلة بين العبد وربه
    :
    1. فتحقق معنى الدعاء من العبد لله -عز وجل- والحمد والثناء والدعاء وطلب العون والهداية، فكانت صلاة من العبد لله بالدعاء.
    2. وتحقق معنى الإجابة من الله -عز وجل- للعبد بوعده إياه أن يُعطه سؤله الذي سأل ويُثيبه بذكره وحمده وثنائه.



س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.

إن أنواع الضعف فى المرويات تأتى من جهتين:
  • إما من جهة السند
  • إما من جهة المتن
فأما الضعف من جهة المتون فهو على ثلاثة أنواع:
- الأول: أن يكون معنى المتن صحيح لا نكارة فيه، ووافق فى معناه أدلة صحيحة أخرى، فيكون الاستدلال بالصحيح أولى وترك الضعيف، ولكن يمكن الأخذ بها إن لم يكن إسنادها شديد الضعف.
ومثال على ذلك:
حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي -ﷺ- في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي -ﷺ- فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي -ﷺ- قال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.


- الثانى: أن يكون معنى المتن فيه نكارة أو خطأ عظيم ومجازفة أو قول يُخالف ما جاء فى الأدلة الصحيحة، فهذا يُرَد ولا يؤخذ به.
ومثال على ذلك :
حديث عمران بن حصين مرفوعاً: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن». رواه الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور، وضعّفه الألباني.


- والثالث : ما يُتوقف في معناه لا نثبته ولا ننفيه إلا إذا دل عليه دليل صحيح أو اجتهد أحد العلماء فى بيان حكمه، أما غير ذلك فيُترك ويُرَد حُكمًا لأنه ضعيف ويُوكل علمه لله تعالى.
ومثال على ذلك :
حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأُنزلت بالمدينة».
رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.



س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.

أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
  • النوع الأول: أقوال منصوصة، قال بها أصحابها صراحة ويُستَدَل بها على المسألة المستَدَل عليها، وهذه الأقوال منها الصحيح و الضعيف سواء من جهة الإسناد أو المتن.
  • النوع الثانى: أقوال مستخرجة،لم يُصَرِح بها أصحابها ولم يقولوا بها صراحة ولكن تم استخراجها من مواقف لهم، أو قصة رُوِيَت عنهم، أو قول آخر لهم استنبطوا منه أنه يلزمه القول بذلك في هذه المسألة بناءًا على قوله هذا، أو غيرها من طرق الإستخراج.
وهذا النوع ينقسم إلى نوعين:
  • استخراج ظاهر: وهذا النوع تكون الدلالة عليه ظاهرة، ويكون القول لازم لصاحبه واظهر إلزامه به، وهذا الإستخراج غالبًا ما يُستدل به ويُنسب إلى العالم، ولكن الأولى ذِكر أنه مُستخرج.
  • استخراج غير ظاهر: وهذا النوع تكون الدلالة فيه غير ظاهرة (خفية)، والقول لا يلزم صاحبه أو رُبما رُوى عن صاحبه قول آخر ينفيه أو قول آخر ضده، ومثل هذا الإستخراج لا ينبغي الإستدلال به ولا نسبته إلى العالم.

وحريٌ بطالب العلم فضلًا عن العالم أن يتحرى جيدًا الأقوال المنسوبة ويتأكد من نسبتها للعالم قبل نقلها، وبيان ما إن كانت أقوال منصوصة أم مُستخرجة عن أصحابها؛ حتى لا تشيع بين طلبة العِلم على خطئها، فيصعب وصول التصحيح من بعد شيوع الخطأ بين طلبة العلم.




س4:
بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.

جاء لفظ (المثاني) في كلام أهل العلم على معانٍ ستة لا تعارض بين أحدهم مع الآخر؛ فهي لفظ مشترك مع معاني متعددة:
  • المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، والدليل في قوله تعالى:
    {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}

  • المعنى الثاني: المقصود بها سورة الفاتحة وآياتها السبعة، والدليل في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}

  • المعنى الثالث: المقصود بها سور السبع الطوال، والدليل في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
    واختُلف في تعيين أسماء سور السبع الطوال على أقوال متعددة، وهنا فُسرت الآية على وجه مختلف من تفسيرها في المعنى الثاني.

  • المعنى الرابع: يُقصد به سور الربع الثالث من القرآن: ما بين السور المئين (من سورة يونس إلى الحجرات، أو إلى (ق))، أي كل سورة بلغت مائة آية فصاعدًا، وبين المفصل (وهو من سورة الحجرات إلى الناس).
  • المعنى الخامس: يُقصد بها السور التي آياتها دون المائة، وليست من المفصل، والدليل على ذلك قول ابن عباس لعثمان الذي يوضح فيه أن السبع الطوال تضم من سورة البقرة وحتى سورة الأنفال، وسورة الأنفال منفصلة عن سورة التوبة.
  • المعنى السادس: أنواع معاني القرآن؛ أمر ونهي، بشارة ونذارة، أمثال ونعم وأنباء.
    وهو قول ابن جرير في تفسير الآية السابق ذكرها للسبع المثاني فقال:
    (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
    وهذا التفسير لم يثبت بدليل صحيح في القرآن أو السنة، ولم يُتوقف على أثر يحصر معاني القرآن في هذه المعاني فقط التي من بينها ما هو متداخل يشمل معنى الآخر، فالخلاصة أن هذا المعنى لا يصح وغير مقبول.




س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.

الاستعاذة: هى الالتجاء والاعتصام بالله من كل شر يُخشى، وهى عبادة تشتمل على عبادات قلبية و قولية و عملية أيضًا،
وقد شُرعت الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم خاصة؛ لكثرة شروره وتنوعها وشدة كيده للمسلم الطائع لربه
يقول تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

وللاستعاذة صيغ كثيرة منها:
  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    لحديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي -ﷺ- ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي -ﷺ-: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي -ﷺ-؟ قال: إني لست بمجنون.
    وهذه الصيغة أصح ما قيل فى صيغ الاستعاذة.
  • اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه
    لما روي محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي -ﷺ- أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه»
    وحديث عمرو بن مرّة، عن عاصم بن عمير العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه -ﷺ- حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان، من همزه ونفخه ونفثه»
  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه
    لحديث جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله -ﷺ- إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه»
  • اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه
    لما رواه يعلى بن عطاء، أنه سمع شيخا من أهل دمشق، أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول: كان رسول الله -ﷺ- إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا، وسبح ثلاثا، وهلل ثلاثا، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه)
  • رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
    لما رواه عبد الله بن طاووس بن كيسان عن أبيه وكان من أصحاب ابن عباس أنه كان يقول: «رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم»
  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم
    لما رواه كهمس بن الحسن عن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: سمعني أبي، وأنا أستعيذ بالسميع العليم، فقال: «ما هذا؟» قال: قل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم)

وهذا كله إن دل فإنما يدُل على أن باب الاستعاذة واسع، والصيغ فيه كثيرة، وكلها خير
الأجدر والأولى هو استشعار معنى الاستعاذة واستحضار معناها فى القلب وإخلاصها لله و متابعة هدى الله فيها، فبأى الصيغ استعاذ فهو حسن
ولكن ينبغى اختيار صيغة من الصيغ المأثورة.




س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
"هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يُفتح قط إلا اليوم"
كان هذا قول النبي -ﷺ- الذي لا ينطق عن الهوى عن فضل سورة الفاتحة، وكان نزول الملك الذي لم ينزل إلا يومها بشارة عن فضلها العظيم وكرم الكريم على عِباده المخلصين، نور يُهتدى به في ظلماتٍ أظلمت على المغضوب عليهم وتيه ضلَّ فيه الضـــــالِّين، نور من بين نورين؛ نور سورة الفاتحة ونور خواتيم سورة البقرة.
فكان الملَك يَزُف البشارات: أحدهم تكمن فيها البركة والهدايات، والأخرى كرامة وأنعم ومنّات، وبشارة أن مُستجاب بها الدعوات، فيا عباد الله وجب شكر الله على واسع العطاءات
ففُضلت عن كافة سور القرآن بألا تكون صلاة إلا بها؛ مكتوبة كانت أو نافلة، فتُثنى في كل ركعة تامة بغير نُقصــان.
فكانت السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتي النبي -
ﷺ- لم تُؤتى لنبي قبله، جاء بها الفرقان، ما نزلت فيه مثلها ولا سبق لها مثيل في الإنجيل أو الزبور أو التوراة.
فكانت من فضل العزيز الحكيم على أمة محمد أن تُتلى صلاة، لتصل العبد بربه، ويَقتسمها الله -
ﷻ- مع عبده، فما كان منها دعاء طلب.. أَجابَه، وما كان دعاء ذكر.. أثَابَه.
ورُقــية وشفاء وحمدلله وتمجيد وثنـاء وطلب إعانة ودعاء.


رد مع اقتباس
  #55  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:18 AM
إيمان السيد رزق إيمان السيد رزق غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 26
افتراضي

السلام م ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اجابة المجموعة الرابعة
أجيب مستعينة بالله على السؤال الأول! !
الأحاديث الضعيفة الواردة في فضل سورة الفاتحة
1** الحديث الأول **
..حديث أحمد بن الحارث الغساني عن ساكنة بنت الجعد، قالت سمعت رجاء الغنوى،، وكان أصيبت يده يوم الجمل :قال(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( استشفوا بما حمد الله به نفسه أن يحمده خلقه، وبما محاوله به نفسه
قلنا:وما ذاك يا رسول الله ؟ قال (( الحمد لله وقل هو الله أحد ،، فإنه من لم يشفه القرآن فلا شفاء له ))
..وهذا الحديث ضعيف من وجوه أولها :
أن الذى رواه أحمد بن الحارث الغساني متروك الحديث
2،، قال عنه شيخنا الألباني ""ضعيف جدا
3،، هذا الحديث منكر المتن لماذا؟ ؟
لأنه يوحى بالدعوة إلى ترك التداوى بالأدوية المادية ، وهذا ينافى ما ثبت من فعل النبى صلى الله عليه وسلم مرارا
2 ينافى ما ثبت في الصحيح انه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( تداوو عباد الله ..فإن الله لم ينزل داء الا وأنزل له دواء

*الحديث الثانى**
حديث شداد بن أوس مرفوعا (( اذا أخذ أحدكم مضجعه فليقرا بأم الكتاب ، وسورة فإن الله يوكل به ملكا يهب معه اذا هي ))
قال الألباني""إسناده ضعيف لوجود الرجل البلدين شيخ مطرف وهو مجهول
2 كذلك جزء""فإن الله يهب معه ملك .....هذا أمر غيبى فلا نجزم به

**الحديث الثالث**
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا(( اذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ..فقد آمنت من كل شيء إلا الموت))
ضعيف ::لأن فيها بن عبيد الموصلى*قال فيه يحي بن معين ،، لم يكن يعرف الحديث 'إلا أنه لا يكذب
2 كذلك تركه الإمام أحمد لنكارة رواياته

**إجابة السؤال الثانى**
هناك عدة أقوال وردت في عدد نزول سورة الفاتحة
1 أنها نزلت بمكة
2 أنها نزلت بالمدينة
3 وثم قول آخر يقول بأن نصفها نزل بمكة والنصف الآخر نزل بالمدينة
وهذا القول من الغرابة بمكانة قول باطل لا أصل له .وقد ذكر في بحر العلوم للسمرقندى
4 وثم قول رابع يقول بتكرار نزولها مرة في مكة ومرة في المدينة
وهذا القول ورد عن البجلى فى تفسيره المفقود وقال بذلك لأنها من السبع المثانى وقال إن من معنى المثانى النزول مرتين اثنتين
ولكنه قول ضعيف
والقول الأرجح في سورة الفاتحة أنها مكية ""وهو قول الجمهور ""وهو الصحيح
لأسباب منها :
1 انه لم يرد في ذلك خلاف بين الصحابة ولا عن أحد التابعين إلا ماورد عن مجاهد رحمه الله تعالى
وقيل في هذا القول""انه منكر وذلك لتفرد الإمام مجاهد به
والعلماء جميعا على خلافه والله أعلم ..

**إجابة السؤال الثالث **
من الأسماء الثابته لسورة الفاتحة
1""فاتحة الكتاب ""لأن بها يفتتح المصحف
2""أم القرآن ""لما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم(( أم القرآن هى السبع المثانى والقرآن العظيم ))
3""الفاتحة""وهو اسم مختصر باسم ،، فاتحة الكتاب
4،، فاتحة القرآن""باعتبار أنها اول ما يفتتح به في قراءة القرآن
5""الحمد لله رب العالمين ""بإعتبار تسمية السور بفواتحها
6""السبع المثانى"" لقوله تعالى (( ولقد اتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ))
وتفسيره صلى الله عليه وسلم للمثانى بأنها الفاتحة

**إجابة السؤال الرابع**
معنى الاستعاذة لغة:هى الالتجاء والاعتصام لم يملك العصمة وهى المنعة والحماية والحصانة
نقول أستعاذ بفلان :أى لجأ إليه واعتصموا به واحتمى به
والاستعاذة بالله :هى الالتجاء إليه والاعتصام به
أما عن أقسام الاستعاذة فهى على قسمين
1 الأول :استعاذة العبادة ""وهى أعمال تعبدية قلبي يقوم بها العبد لله من خوف ورجاء ولجؤ وتضع وذل وانكسار بين يديه جل وعلا

ولا يجوز صرف مثل هذه العبادات العظيمة إلا لله ، وصفها لغيره يعد من الشرك بالله و
2القسم الثانى :استعاذة التسبب أخذ العبد بأسباب الاعتصام ممن يخاف شره ويحذر منه
ولايدخل ذلك فى العبادة مثل :
استعانة الرجل بعصبته أو فيما يقدر عليه البشر الأحياء
وهذه ليست من الشرك .

**إجابة السؤال الخامس**
همز الشيطان :قال عمرو بن مرة:همز الشيطان هو ""الموتة""
نفخ الشيطان:هو الكبر.
نفث الشيطان هو: الشعر.

**إجابة السؤال السادس**
وقت الاستعاذة لقراءة القرآن يكون قبلها
وذلك لما ورد في أية سورة النحل (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ))
.وقد نقل اتفاق العلماء والقراء على أن الاستعاذة قبل القراءة لهذه الآية..وقالوا ""تقدير الكلام على أنه إذا أردت أن تقرأ القرآن وعلمت على ذلك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم
لأن الفاء في اللغة حرف عطف يفيد التعقيب مباشرة دون زمن

وقاسوا على حديث (( كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلايا :اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث ))قبلها مباشرة

وعلى نحو ذلك ما جاء عن الإمام الشاطبى فى حرز الامانى ووجه التهانى فى باب الاستعاذة قال ::
اذا ما أردت الدهر تقرأفاستعذ ***جهارا الشيطان بالله مسجلا
على ما أتى فى النحل يسرا وان تزد *** لربط تنزيها فلست مجالا

ونقل هناك اقوأقوال اخرى في المسألة ،، لكن لا تصح نسبتها إلى القائلين بها
والاتفاق مقدم على أن الاستعاذة قبل القراءة ...

هذا والله اعلم ،،،
*****

رد مع اقتباس
  #56  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:21 AM
لولو بنت خالد لولو بنت خالد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 102
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس المدارسة الثاني ..

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1. حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فلما انتهيت جئته فقال: ما منعك أن تجبني فقلت: كنت أصلي فقال: ألم يقل الله تعال: "استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"، ثم قال: "لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد" فأخذ بيدي يحدثني فلما أردنا الخروج ذكرته فقال: "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". رواه البخاري.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم". رواه البخاري
3. عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اهراق الماء عليه فسلمت عليه ثلاثًا فلم يرد علي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رحله ودخلت المسجد جلست حزينا كئيبًا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وقد تطهر وقال: "وعليك السلام ورحمة الله وبركاته" ثلاثًا.
ثم قال: "ألا أخبرك يا عبد الله بخير سورة في القرآن" قلت: بلى، قال: "اقرأ بـ (الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها
. رواه الإمام أحمد

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.

قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه"؛ وسميت بأم الكتاب لأنه يبدأ بها في الصلاة ، وأول ما يبدأ بكتابتها في المصاحف.
ب. الوافية
ورد هذا الاسم عن سفيان ابن عيينة رحمه الله؛ ووجه تسميتها بالوافية قولين:
الأول قول الثعلبي: أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة.
والقول الثاني قول الزمخشري: أنها وافية لكل معاني القرآن.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
أولًا: أبو هريرة رضي الله عنه فلم يصح نسبته إليه.
وخطأ نسبة القول إليه رضي الله عنه فيما رواه مجاهد عنه: "أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب ونزلت بالمدينة" وفي الأصل أن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة لذا هذا القول منقطع.
ثانيًا: نسبته إلى مجاهد رحمه الله وهو الذي تفرد بهذا وصح عنه فقد قال: الحمد لله رب العالمين نزلت في المدينة.
ثالثًا: نسبته إلى الزهري وقد روي عنه في كتابه "تنزيل القرآن" قال فيه أن الفاتحة من أول ما نزل في المدينة، وهذه النسبة خاطئة ؛فإن في إسناد هذه الرواية الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد في هذا القول حديثان ضعيفان أولهما: ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل أعطاني فيما منّ علي، إني أعطيتك فاتحة الكتاب وإنها من كنوز عرشي" وفي إسناد هذا الحديث صالح بن بشير وهو ضعيف الحديث، ومتروكه كما قال النسائي.
الحديث الآخر ما رواه الفضيل بن عمرو عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنها نزلت من كنز تحت العرش" وهو منقطع؛ لأن الفضيل لم يدرك من علي رضي الله عنه.
أما الذي صح أنها نزلت من كنوز العرش فخواتيم سورة البقرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خواتيم سورة البقرة من من بيت كنز من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي".

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: البسملة آية من آيات سورة الفاتحة، نسب هذا القول إلى الشافعي ورواية عن أحمد وهي أيضًا في العد المكي والكوفي.
الأدلة عل ذلك:
1. ماروته أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية: (بـسم الله الرحمن الرحيم) ، (الحمد لله رب العالمين) ، (الرحمن الرحيم). رواه أحمد وقال الدار قطني: إسناده صحيح.
2. ما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا (بسـم الله الرحمن الرحيم)؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و (بسم الرحمـن الرحيم) إحداها" رواه الدارقطني وإسناده صحيح.
القول الثاني: أنها ليست من الفاتحة، وعدّوا (أنعمت عليهم) رأس آية، قال بهذا القول أبو حنيفة ومالك والأوزاعي ورواية عن أحمد وهو كذلك عند بقية أهل العدّ.
دليل ذلك:
1. ما روي عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم وكلهم كانوا يبدؤون بـ (الحمد لله رب العالمين). متفق عليه
2. ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن الله تعالى قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي وبين عبدي قسمين، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين" قال: حمدني عبدي، وإذا قال: "الرحمن الرحيم"، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: "مالك يوم الدين" قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال: "إياك نعبد وإياك نستعين" قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، وإذ قال: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وللضالين" قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" رواه مسلم.

والراجح من أقوال أهل العلم رحمه الله: أن كلا القولين صحيحة وهي أوجه من القراءات فمن قال أنها منها فهي منها من ومه، وليس منها من وجه آخر.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
لما تستلزمه من عبادات قلبية وقوليه وفعلية أخرى منها:
1. افتقار العبد لله تعالى، وشدة حاجته له، وتذلـله له وخضوعه.
2. إيمان العبد بأسماء الله تعالى وصفاته وما يكون في قلبه من أن الله قادر على عصمته وإعاذته مما يخاف، وبعزة الله تعالى وجبروته وقوته فلا يعجزه سبحانه وتعالى شيء.
3. ما يقوم في قلب العبد من العبادات الجليلة لله من محبة لله تعالى حملته على الاستعاذة؛ لإيمانه أن الله ولي المؤمنين، وخوفه من الله الحامل له من رد الله لطلب استعاذته بسبب ذنوبه، وصدقه مع الله بشدة الحاجة إليه وعظم افتقاره إلى الله.

والله أعلم، وهو ولي التوفيق.

رد مع اقتباس
  #57  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:26 AM
رشا صالح رشا صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 40
افتراضي

المجموعة الثانية

جـ1)
• أ** لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) متفق عليه .
ولانه يستفتح بها في الصلاة وفي قراءة القرءان وكتابته

• ب لقوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

(( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )) رواه البخاري.
ولإنها :
تثنى في كل ركعة .
*أنّ الله استثناها للرسول صلى الله عليه* وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله .
* سميت مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى .
مما يثنى به لله تعالى .

جـ 2 ) عدم التثبت وسؤال أهل العلم , ابتغاء الأجر والمثوبة لظنهم بصحة المرويات .
ومماينبغي لطالب العلم* معرفة جميع المرويات صحيحها من ضعيفها* ومايجب التساهل به ومالايجب .

جـ 3)* اسم السورة: ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
*ولقب السورة: ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.
*
جـ 4)بشارة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم بنزولها*
* (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
ونزول السورة في حدث خاص دل على فضلها وعظيم مكانتها
ومافيها من بركة وخير ونور يرشدك لمعرفة ربك والمقصد الأولي من الخلق والإيجاد وطريق الهداية* وسوء عاقبة الضلال .

جـ 5 )* الضعف إما أن يكون من جهة السند أو جهة المتن
من ناحية* الإسناد على قسمين
1 ) الضعف الشديد
2 )* الضعف غير الشديد


وأما المتون لها ثلاثة أنواع :

1) متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى* ولا يُثبت إلا بدليل صحيح.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

جـ6 ) على أربع درجات
1) أصحاب الاستعاذة الباطلة* ويكون البطلان بتخلف شروط القبول الإخلاص والمتابعة .
2) الاستعاذة الناقصة ، وهي الاستعاذة التي تخلو من الشرك والبدعة وينقصها حق الاستعانه والتوكل كمن يتلفظ بها بقلب غافلٍ لاه
3) استعاذة المتقين وهيا الاستعاذة الصحيحة
4) استعاذة المحسنين وهيا أعلى درجات الاستعاذة

رد مع اقتباس
  #58  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:30 AM
هالة وفيق هالة وفيق غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 81
افتراضي مجلس مذاكرة الجزء الأول من سورة الفاتحة

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات:

الضعف في المرويات إما أن يكون من جهة السند، وإما أن يكون من جهة المتن :
-فأما أن كان من جهة الإسناد فينقسم قسمين :
الأول: الضعف الشديد، وهو ما يكون أحد من الرواة كذاب أو مشهور بكثرة الخطأ في الرواية فهؤلاء روايتهم ضعيفة ولا يمكن تقويتها من طرق أخري .
وأما الثاني: الضعف الغير شديد، وهو الذي يكون في روايتة علة تضعف الإسناد ويمكن تقويته ,كانقطاع السند وقد يحكم بصحته إذا كان له طرق أخري تقويه .

- وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها.
والنوع الثاني: ما يُتوقف في معناه فلا نثبته ولا نكذبه إلا بدليل صحيح.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صح من النصوص , فهذا يتوقف فيه .
---------------------------------------------------
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

اختلف العلماء في ذلك:
القول الأول: هي سورة مكية،وقد روي عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس .وروي عن الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. وقد استدلوا بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكية باتفاق العلماء،وورد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب.

‏‎والقول الثاني: هي مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر.

‏‎والقول الثالث : نزلت مرتين في مكة والمدينه .

والقول الرابع : نصفها بمكة ونصفها بالمدينة .

والصحيح أنها مكية وهذا ما هو عليه جمهور أهل العلم لقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب وما استدلوا به من سورة الحجر.
------------------------------------------------
س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.

قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلىّ وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، مع ما ورد من سورة الحجر .
--------------------------------------------------------
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟

من أراد أن تتحقق له الاستعاذة يجب عليه أن يجمع بين أمرين .
‏‎ألأول : أن يلتجئ بقلبه إلى الله تعالى وطلب اعاذته بصدق وإخلاص معتقداً اعتقادًا تاما أن الله هو النافع الضار وحده لاشريك له، وأن العبد تحت مشيئة ربه فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
‏‎والثاني : اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه الله، مع اتخاذ الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.
---------------------------------------------------------
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يُستعاذ منه . وهو الله سبحانه وتعالى .
-----------------------------------------------
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟

خلق الله وأوامره في هذا الكون لا تكون عبثًا بل لحكمة بالغة ولو لم ندركها ، أو نتوصل إليها وكذلك الاستعاذة فقد جعل الله ما يستعاذ منه لوجود الأشياء المؤذية والضارة التى إن أحسن العبد الاستعاذة بربه منها باتخاذ الأسباب التى أتيحت له نجاه الله بإذنه منها .
‏‎كما قال تعالى في حديث القدسي : (ولئن استعاذني لأعيذنّه) ولما فيه من الفضائل التعبدية والعبادات الجلية لله وحده من توكل وإلتجاء وإيمان يستوجب اليقن بالله وإفراده بالعبادة وهذا لا يتحقق الا لمؤمن صادق الإيمان عارف لربه مؤمن بأسمائه وصفاته وقدرته لينال محبة ربه وحفظه له في الدنيا وفي الآخرة الأجور المضاعفه والمنازل الكريمة .
------------------------------------------------

رد مع اقتباس
  #59  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 02:35 AM
الشيماء فرحات الشيماء فرحات غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 15
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة؟؟
ج1 :وردت أحاديث كثيرة في فضل سورة الفاتحة تدل على أنها أعظم سور القرآن وأفضل القرآن وأم القرآن،، ومن هذه الأحاديث :
1-حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: (ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن)، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلي.
2- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم} رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ،عن أبي هريرة .
3-حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه،فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : {ألا أخبرك بأفضل القرآن } قال :(فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين }،رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس به .
**********************************************************************************************************************************************************************
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ- أم الكتاب....
ج أ:-قال البخاري في صحيحه ( وسميت أم الكتاب أنه يبدأبكتابتها في المصاحف ويبدأبقراءتها في الصلاة) ......وهو مختصر من كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن .
ب- الوافية .....
في معنى تسميتها بالوافية قولان ،،
الأول:قول الثعلبي (لأنها لا تقرأ إلا وافيةفي كل ركعة )...
قال الثعلبي : لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء فلا يجوز تجزئتها في ركعتين كباقي سور القرآن.
الثاني :قول الزمخشري (لأنها وافية بما في القرآنمن المعاني .
*****************************************************************************************************************************************************************************
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3- لايصح هذا النسب عنهم ....لان الراجح انها مكية (والله اعلم )
ولماذا.......يستند بعض المفسرون الى
-رواية أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه ( وهذا الإسناد رجاله ثقات ولكنه منقطع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة) .
-ما نسب الى محمد بن مسلم الزهري ...وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث .
***************************************************************************************************************************************************************************
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ج4-ماروي في نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش حديثان ضعيفان :
الحديث الأول : لأن أحد الرواة ضعيف الحديث وقال النسائي متروك الحديث.
الحديث الثاني : ضعيف لإنقطاع إسناده.
***************************************************************************************************************************************************************************
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج5-اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول :البسملة آية من الفاتحة وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد (وقد صح هذا القول عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم )
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
- حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
-حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال , عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح.
القول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
واستدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
****************************************************************************************************************************************************************************
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج6-تستلزم الإستعاذة افتقار العبد الى ربه جل وعلا وإقراره بضعفه وشدة حاجته الى ربه ,
وكذلك تستلزم إيمان العبد بأسماء الله وصفاته حيث يستشعر قدرة ربه على إعاذته وإيمانه برحمته وعزته وملكه وجبروته .
وأيضا فالمستعيذ يستعيذ بالله وفي قلبه من الصدق والإخلاص والخشية والمحبة والإنابة والخوف والتوكل والرجاء مايحبه الله جل وعلا ،فمن قامت في قلبه هذه العبادات الجليله كانت استعاذته من أعظم اسباب محبة الله له وهدايته إليه وهنا تكمن الحكمة من مشروعية الإستعاذة ...

رد مع اقتباس
  #60  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:01 AM
نفين فرج نفين فرج غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 5
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

وبعد

أجيب مستعينة بحول الله وقوته عن أسئلة المجموعة الخامسة فاللهم يسر وأعن.

ـــــــــــــــــــــــــ

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.

الإجابة

الضعف في المرويات يكون إما من جهة الإسناد وإما من جهة المتن

أولا : ضعف الإسناد

وهو على قسمين:

1- الضعف الشديد:

_ويطلق على رواية متروكي الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب وكثيري الخطأ في الرواية

_ وهذه المرويات لا تتقوى بتعدد الطرق.

ثانيا : الضعف غير الشديد ويكون لعلل موجبة لضعف الإسناد في نفسه

_ويطلق على رواية الراوي خفيف الضبط أورواية بعض المدلسين أو بعض الأنقطاع في الإسناد.

_ يتقوى بتعدد الطرق

ثانيا : الضعف من جهة المتن أى المتون التي تروى بالأسانيد الضعيفة

وهى ثلاثة أنواع

1- متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها ودلت عليها الأدلة الصحيحة .

2- متون يتوقف في معناها ولا تنفي ولا يثبت معناها ولا تُرد لضعف اسنادها حكما إلا باستدلال أهل العلم أويوكل حكمها وعلمها لله تعالى

3- متون فيها نكارة أو مخالفة للنصوص الصحيحة

..................................................................................................................

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

الإجابة:

اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أقوال:

القول الأول : سورة مكية

وروي عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس من الصحابة

وروى عن الحسن البصري وقتادة وبن جبير وعطاء من التابعين

وهذا القول هو قول جمهور المفسرين وقد استدلوا لهذا القول بقوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) وهذه الآية من سورة الحجر وهي سورة مكية

وقال ابن تيمية : "وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وسورة الحجر مكية بلا ريب".

القول الثاني: سورة مدنية

وهو قول مجاهد بن جبر

قال الحسين بن الفضل البحلي: (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها والعلماء على خلافه)... ذكره الثعلبي.

ونُسب هذا القول خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير وعطاء بن يسار وعطاء الخراساني وسوادة بن زياد والزهري

وعلى ذلك فلا خلاف قوي في المسألة كما يُتوهم لكثرة من نُسب إليهم القول إذ لا تصح نسبته إليهم ابتداءا

القول الثالث: نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة.

وهذا القول نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي

ويجدر الإشارة هنا إلى أن تفسير البجلي – وهو من كبار المفسرين - مفقود وقد تقدم ذكر انتقاده لرواية مجاهد والتي ذكرها الثعلبي

(وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين، وهو جمع فيه نظر، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه والخلاصة أن هذا القول ضعيف، وفي النفس من نسبته إلى الحسين بن الفضل شيء). ذكره المؤلف

القول الرابع : نزل نصفها بمكة ونصفها الآخر بالمدينة

وهذا القول ذكره السمرقندي في تفسيره قال: (ويقال: نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة).

وهو قول باطل لا أصل له ولم ينسب إلى أحد.

و ذكر هذا القول القرطبي وابن كثير من باب جمع الأقوال في مسألة نزول الفاتحة وليس على سبيل الإقرار.

..................................................................................................................

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.

الإجابة :

الدليل من الكتاب

قوله تعالى : (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)- الحجر

الدليل من السنة

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أم القرآن هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم) – رواه البخاري

..................................................................................................................
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟


الإجابة:

الإستعاذة عبادة من أجلِّ العبادات وأرفعها و كل ما هو عبادة لله لا ينبغي صرفها لغير الله تعالى فإذا علمنا أن الإستعاذة التعبدية عبادة لا تُطلب إلا من الله ولا تُصرف إلا له سبحانه وتعالى فيكون تحقيقها بشرطي العبادة الإخلاص و المتابعة حتى تكون إستعاذة صحيحة نافعة للعبد بإذن الله

فالإخلاص : صدق التجاء القلب إلى الله وإخلاصه في طلب الإستعاذة منه وحده وعلمه أن النفع والضر بيده وحده وله مقاليد الأمور

والمتابعة : اتباع هدى الله فيما أمر به فيأتمر بما أمر الله به وينتهي عما نهى عنه.

..................................................................................................................
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
).


الإجابة

الإستعاذة هي الإلتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يُستعاذ منه .

والعصمة هي المنعة والحماية قال الله تعالى :(لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم )

قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).

قال الحافظ ابن كثير: معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يبعدنى عن فعل ما أُمِرت به أو يحثني على فعل ما نُهِيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله تعالى ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته، بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل، لأنه شرير بطبعه ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه.

..................................................................................

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟

الإجابة:

حكمة بالغة ، فتقدير الله تعالى لما يستعاذ منه و خلق الأشياء المؤذية والضارة يحمل العبد على أن يقبل على ربه و يستعيذ به وحده ويلوذ به ويحتمي بحِماه

ولو خلت الدنيا من الشرور التي يستعاذ منها لفات على العبد فضيلة التعبد لله تعالى بالإستعاذة به وماتنشئه من عبوديات يحبها الله تعالى وما تستلزمه من عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية

رد مع اقتباس
  #61  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:08 AM
خديجة محمد خديجة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 87
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا، وبعد
الإجابات على أسئلة المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الجواب : سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن ، وأفضلها ، وأخيرها ، ليس فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور ولا فى القرآن مثلها ، و هى نور ، وهى رقية ،
وقد وردت أحاديث صحيحة ، صريحة ، كثيرة فى فضلها ، ومنها ؛
الدليل الأول : 1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
الدليل الثانى : وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قُرْبَ الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
قال: فقرأت فاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
الدليل الثالث : وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. أم الكتاب.
ب. الوافية
الجواب : تعددت أسماء سورة الفاتحة كما تعددت ألقابها لعظمها ، ومن تلك الأسماء ( أم الكتب ) ، وقد روى الإمام البخاري رحمه الله من حديث عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب)
فالعرب تطلق على المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.

و قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وهو مختصر من كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن.
و سمِّيت بذلك أيضا لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف،
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).

وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ثمّ ذكر شواهد لغوية صحيحة على هذا القول لا نطيل بذكرها.
وقد روي عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحة بذلك الاسم ؛ لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ
والصواب صحّة التسمية بهذا الاسم لثبوت النص به، ولأنّ تسمية اللوح المحفوظ بأمّ الكتاب لا تمنع اشتراك الاسم، وقد قال الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب}.
ب_ وسميت أيضا بالوافية
قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية"). رواه الثعلبي.
ويحتمل معنى الوافية معنيان :
الأول: لأنها تقرأ وافية في كلّ ركعة،ولا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).وهو تأويل الثعلبى رحمه الله
الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا تأويل المعنى عند الزمخشري رحمه الله.

وتصحَّف هذا الاسم في بعض التفاسير إلى "الواقية".
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
الجواب : القول بمدنية سورة الفاتحة هو قول مجاهد بن جبر، و نُسب خطأ إلى أبي هريرة ، والزهري وغيرهما. فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة والزهرى خطأ.
وما روى عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ).
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
هذه من الأمور الغيبية التى تفتقر إلى دليل صحيح حتى نثبتها أو ننكرها ، وقد ورد حديثان يدلان على أن الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش ، و الحديثان ضعيفان
أما الأول : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتّفق العلماء على أنّ آيات سورة الفاتحة سبع ، واختلفوا في عدّ البسملة آية منها أم لا على قولين :
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع،
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال , عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح،

والقول الثاني: أن البسملة لا تعد آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات).
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية وفيها معان :
منها:الافتقارإلى الله عز وجل والتذلّل إليه، وإظهارشدة الحاجة مع شدة الضعف
ومنها: أنها تستلزم الإيمان بأسماء الله عز وجل صفاته ،فلا يستعاذ إلا بعظيم حى قيوم قادر قهار ، غالب على أمره ، سميع بصير ،رحيم ، لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء
ومنها: أن المستعيذ مضطر إلى اللجوء إلى مولاه ، معتصم به ، ملتجئا إليه ، ممتلؤ قلبه من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها من العبادات الجليلة التي يُحبّ الله تعالى من تعبد بها وخلق الانس والجن لأجلها
ومن وفق لذلك عرض نفسه لمحبة ربه له ، ورضاه .
انتهى ، لله الفضل والمنة

رد مع اقتباس
  #62  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:11 AM
ولاء زهدي ولاء زهدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 39
افتراضي

المجموعه الرابعه :
السؤال الاول :
وردت في فضل سوره الفاتحه مرويات ضعيفه ؛يرجع ضعفها لضعف اسنادها اوضعف متونها ومنها :
1ـ حديث عبادة بن الصامت:"ام القرى عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض "
متن هذا الحديث :متن صحيح المعنى لا نكازة فيه دلت عليه ادله اخرى صحيحه .
2ـ عن مرسل عبد الملك بن عمير قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء "
وحكم المتن في هذا:مايتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت الا بدليل صحيح .
3ـ حيث عمران ابن حصين مرفوعا : "فاتحه الكتاب وىية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين انس او جن "
وفي متن هذا نكارة او مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة .

السؤال الثاني :

اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة ؛ منهم من قال انها نزلت مرة ومنهم من قال انها نزلت مرتين ، وهذا القول الاخير منسوب الى الحسين بن الفضل البجلي، وقد قال العلماء فيه : إنه قول ضعيف ولا يوجد دليل صحيح يستند اليه . وقد صح عن العلماء انها سوره مكيه ولا يصح خلاف ذلك

السؤال الثالث :

لسورة الفاتحة اسماء عدة ، فمن اسمائها الثابتة :
1ـ فاتحة الكتاب :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
2ـ ام القرآن :قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ام القرآن هي السبع المثاني والقران العظيم ".
3ـ ام الكتاب : ومادل على ذلك قول البخاري في صحيجه : "وسميت ام الكتاب انه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بقراءتها في الصلاة " .
4ـ السبع المثاني : ودليل هذا الاسم قوله تعالى : { ولقد آ تيناك سبعا من المثاني والقرآ ن العظيم } .
5ـ سورة { الحمد لله } :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { الحمد لله } ام القرآن وام الكتاب والسبع المثاني " .

السؤال الرابع :

الاستعاذة هي : الالتجاء والا حتماء والاعتصام الى من بيده العصمه من شر ما يستعاذ منه .
كما قال تعالى : { مالهم من الله من عاصم } .
للاستعاذة قسمان : 1ـ استعاذة العبادة : وهي ان يمتلئ القلب بالتضرع والخشوع والخوف والرجاء والدعاء لله وحده .
2ـ استعاذه التسبب : وهي الاخذ بالاسباب التي يعصم بها المستعيذ من شر ما يخافه مع رسوخ العبادة في قلبه لله وحده لا شريك له .

السؤال الخامس :

معنى همزه : الموته بضم الميم واسكان الواو .
نفخه : كبره المؤدي الى كفره .
نفثه : الشعر .

السؤال السادس :

ذهب العلماء في هذه المسأله الى اربعة اقوال ، ثلاثة منها متفقة ان الاستعاذه قبل القراءة ، اما الراي الرابع فيقول ان الاستعاذة بعد القراءة ؛ اي اذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
وكان لابن الجزري رأي في ذلك قال ـ رحمه الله ـ في وقت الاستعاذة : "هو قبل القراءة اجماعا ولا يصح قول بخلافه عن احد ممن يعتبر قوله وانما آوبفة العلم التقليد " .
فالاستعاذة قبل القراءه كما وضح لنا ابن الجزرى رحمه الله ؛ فيها طهاره للفم من اللغو والرفث وتطيبا له وكذلك هي اعتصام ولجوء لله من خطأ قد يقع فيه القارئ اثناء تلاوته للقرآن ، ولا يستطيع دفع ذلك كله الا من بيده عصمة الامور تعالى شأنه وتقدست اسماؤه .

والله ولي التوفيق

رد مع اقتباس
  #63  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:55 AM
هدى أحمد حسن هدى أحمد حسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 31
افتراضي

المجموعة الرابعة
س1/ اذكر ثلاث أحاديث ضعيفة فى فضل سورة الفاتحه وبين سبب ضعفها وحكم متنها
1- حديث سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال : سمعت أبا زيد وكان له صحبة قال : كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن ، فقام النبى صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال : ( ما فى القرآن مثلها )
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمى ودينار زوج امه ، متروك الحديث
2- حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو ، عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال: ثنا نبى الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( أنها نزلت من كنز تحت العرش )
وهذا الحديث ضعيف لانقطاع إسناده فإن فضيلا لم يدرك على بن أبى طالب رضى الله عنه
3- حديث يوسف بن عطيه عن سفيان عن زاهر الازدى عن أبى الدرداء مرفوعا ( فاتحة الكتاب تجزى ما لا يجزى شئ من القرآن ولو أن فاتحة الكتاب جعلت فى كفة الميزان وجعل القرآن فى الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات )
ويوسف بن عطيه الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث
قال فيه البخارى : منكر الحديث
وقال النسائي : متروك الحديث وليس بثقة
وقال الفلاس : كان يهم وما علمته يكذب

س2/ هل نزلت سورة الفاتحة مرتين
القول بنزول سورة الفاتحة مرتين نسبه الثعلبى والواحدى فى البسيط والبغوى فى معالم التنزيل الى الحسين بن الفضل البجلى
* قال الواحدى : ( وقال الحسين بن الفضل سميت المثانى لانها نزلت مرتين اثنتين، مره بمكه فى أوائل ما نزل من القران ومرة بالمدينة)
* قال البغوى : ( وقال الحسين بن الفضل سميت المثانى لانها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون الف ملك)
* وقال بهذا القول القشيرى فى تفسيره المسمى لطائف الاشارات قال في تفسير قول الله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ) : اكثر المفسرين على انها سورة الفاتحة وسميت مثانى لانها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
* وذكر هذا القول بعد ذلك الكرمانى والزمخشرى وابن كثير وغيرهم
* وحمل الشوكاني هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدمين وهو جمع فيه نظر والقول بتكرار النزول لا يصح إلا بدليل صحيح يستند إليه
الخلاصه
أن القول بنزول سورة الفاتحة مرتين قول ضعيف

س3/ عدد خمسة من الاسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان ادلتها
1- فاتحة الكتاب
الدليل: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) متفق عليه
2- فاتحة القرآن
الدليل : روى هذا الاسم بعض الصحابة والتابعين منهم عباده بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرظى
وسميت بذلك باعتبار أنها أول ما يقرأ من القران لمن اراد قراءة القرآن من أوله او أول ما يقرأ من القران فى الصلاة
3- ام القرآن
الدليل : حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ام القرآن هى السبع المثانى والقرآن العظيم ) صحيح البخاري
4- ام الكتاب
الدليل : حديث عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الظهر فى الاوليين بأم الكتاب وسورتين وفى الركعتين الاخريين بأم الكتاب ( رواه البخاري )
5- سورة( الحمد لله )
الدليل : حديث ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحمد لله) ام القرآن وام الكتاب والسبع المثانى ( رواه احمد والدارمى والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح )

س4/ بين معنى الاستعاذة وأقسامها
معنى الاستعاذة
هى الالتجاء والاعتصام الى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
قال الله تعالى : ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم )
أقسام الاستعاذة
القسم الاول
استعاذة اله وهى التى يقوم فى قلب صاحبها أعمال تعبدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغب والرهب وقد يصاحبها دعاء وتضرع ونذر.
فهى عبادة يجب أفراد الله عز وجل بها ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله ولا يزيده هذا الذى استعاذ به إلا ذلا وخسارا
قال الله تعالى : ( وأنه كان رجلا من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )
القسم الثاني
استعاذة التسبب وهو ما يفعله المستعيذ من استعمال الاسباب التى يعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم فى قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به
ففى الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشى ، والماشى فيها خير من الساعة ، من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجا أو معاذا فليعذ به )
وفى رواية مسلم ( فليستعذ ) ومعناها واحد فهى استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة

س5/ بين المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه
روى عمرو بن مرة بن عاصم بن عمير العنزى عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل فى الصلاة قال : ( الله أكبر كبيرا ، ثلاثا ، الحمد لله كثيرا ، ثلاثا ، سبحان الله بكرة وأصيلا ، ثلاثا، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفخه ونفثه )
قال عمرو : ( وهمزه : المدونه ، ونفخه : الكبر ، ونقثه : الشعر ) رواه احمد وابو داود وابن ماجه وغيرهم

س6/ بين وقت الاستعاذة لقراءه القران ، وهل هى قبل القراءة أو بعدها
قال الله تعالى : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )
وللعلماء في هذه الايه أربعة أقوال
القول الاول
اذا اردت قراءة القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . وهذا قول الجمهور من اهل العلم
لان العرب تطلق الفعل على مقاربته، فمن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) اى اذا اراد الدخول الى الخلاء او قارب الدخول
وممن قال به من جمهور العلماء : ابن جرير،وابن خزيمة ، والطحاوى ، والبيهقي ، وابن تيمية
وقال به علماء اللغة : يحي بن سلام ، والزجاج ، وابن الانبارى ، والنحاس
القول الثاني
فى الآية تقديم وتأخير اذا استعذت بالله فاقرا القرآن وهذا قول أبي عبيدة بن المثنى فى مجاز القرآن
ورد هذا القول ابن جرير رحمه الله بقوله ( كان بعض أهل العربية يزعم أنه من المؤخر الذى معناه التقديم وكأن معنى الكلام وعنده : واذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن ولا وجه لما قال من ذلك لأن ذلك لو كان كذلك لكان كل مستعيذ من الشيطان لزمه أن يقرأ القران
القول الثالث
اذا قرات القرآن فاجعل مع قراءتك الاستعاذة ، وهذا قول ثعلب.
القول الرابع
هذا القول مخالف الاقوال الثلاثه السابقة والذى رأى بأن الاستعاذة تكون بعد القرأة
وهذا القول روى عن أبي هريرة رضي الله عنه
ونسب القول به إلى الامام مالك وحمزة الزيات القارئ ، وابى حاتم السجستانى ، وداود بن علي الظاهرى وكل هؤلاء لا تصح نسبه هذا القول إليهم.
وقال ابن الجزرى رحمه الله فى هذه الآية على القول الاول ( إن المعنى الذى شرعت الاستعاذة له يقتضى أن تكون قبل القراء لانها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى فهى التجاء الى الله تعالى واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه او خطا يحصل منه فى القراءة وغيرها واقرار له بالقدرة واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذى لا يقدر على دفعه الا الله الذى خلقه

رد مع اقتباس
  #64  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:56 AM
هدى الجمسي هدى الجمسي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 23
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________
●إجابة المجموعة الأولى:
--------------------
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
•••••••••••••••••
ج1. إن سورة الفاتحة من السور العظيمة ذات القدر الجليل بل هى من أعظم سور القرءان بل أعظمها على الإطلاق ،فرضها الله تعالى على كل مسلم فى الصلاة ، وما ذلك إلا لرفعة شأنها وعلو مكانتها ومحبة الله لها،
وهذا الشرف الكبير والفضل الجليل لم نعلمه بالتتبع والاستقراء ، وإنما علمناه عن طريق الوحى،فقد ورد فى فضل هذه السورة العظيمة عدة أحاديث منها:
أ.حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن ) قال: (فتلا عليه《الحمد لله رب العالمين》). رواه النسائى فى السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت ، عن أنس.
•••••••••••••
ب.حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن نفرا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم مروا بماء،فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق، إن فى الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم ،فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) . رواه البخارى وابن حبان والدارقطني والبيهقي كلهم من طريق أبى معشر يوسف بن يزيد البراء عن عبيد الله بن الأخنس عن ابن ابن أبى مليكة عن ابن عباس.
•••••••••••••••
ج. حديث أبى هريرة رضى الله عنه،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أم القرآن هى السبع المثانى ،والقرآن العظيم) رواه البخارى من طريق ابن أبى ذئب عن سعيد المقبرى، عن أبى هريرة.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية.
ج2. أما عن تسمية الفاتحة بأم الكتاب ؛فقد قال البخارى فى صحيحه :(وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها فى المصاحف ،ويبدأ بقراءتها فى الصلاة.) ، والمعنيان صحيحان ويمكن الجمع بينهما إذ لا تعارض.
وأما عن تسميتها بالوافية ففيه قولان:
1• القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية فى كل ركعة ،وهذا قول الثعلبى .
قال: وتفسيرها لأنها لا تنصف ، ولا تحتمل الاجتزاء ؛ ألا ترى أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها فى ركعة والنصف الآخر فى ركعة كان جائزا، ولو نصفت الفاتحة وقرئت فى ركعتين كان غير جائز.)
2• القول الثانى:لأنها وافية بما فى القرآن من المعانى، وهذا قول الزمخشري.
وقد تصحف هذا الاسم فى تفسير ابن جزى وتفسير أبى حيان وبعض طبعات تفسير ابن كثير إلى (الواقية) .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س3: نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3. أما عن نسبة القول بمدنية الفاتحة لأبى هريرة والزهرى فلا يصح بالرغم من كثرة تداول هذه الأقوال فى كتب التفسير وعلوم القرآن ، وقد حكى هذه الأقوال عنهما وعن غيرهما : (أبو عمرو الدانى، وابن عطية،وابن الجوزى،والسخاوى،والقرطبى،وابن كثير)، وربما جاء هذا الخطأ من كثرة من ينسب إليهم هذا القول ،ومنهم: (أبو هريرة ،والزهرى) ؛فيظن الناظر فى المسألة أن هناك خلافا قويا ،وهى أصلا لا تصح عنهم .
حتى إن ابن حجر قال: (وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبى هريرة والزهرى وعطاء ابن يسار).
ومن جهة نسبة هذا القول لأبى هريرة على وجه الخصوص فهناك علة لهذا الأمر،وهى أن أبى الأحوص الكوفى روى عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:(رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ،وأنزلت بالمدينة) ،وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع؛لأن مجاهدا لم يسمع من أبى هريرة.
وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال:(يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبى هريرة ؛وغيره يرويه عن منصور،عن مجاهد،من قوله وهو الصواب).
وكذلك رواه ابن أبى شيبة مقطوعا على مجاهد من طريق زائدة ،عن منصور ،عن مجاهد ،قال:(الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة)،ومن هنا يتبين لنا أن الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله ،ولكن الخطأ فى وصله إلى أبى هريرة رضى الله عنه.
وأما من جهة نسبة القول إلى الزهرى، فقد جاء الخطأ مما روى عنه فى كتاب (تنزيل القرآن) المنسوب إليه وفيه أنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، ولكن فى هذا الإسناد (الوليد بن محمد الموقرى)وهو متروك الحديث.
ونخلص من هذا بأن نسبة القول بمدنية الفاتحة تصح عن مجاهد رحمه الله ،ولا تصح عن الزهرى رحمه الله، ولا عن أبى هريرة رضى الله عنه.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ج4. لا لم تنزل سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ،والحديثان الواردان فى هذا الشأن ضعيفان، فأحدهما: حديث أنس بن مالك رضى الله عنه،عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:《إن الله عز وجل أعطانا فيما من به على؛إنى أعطيتك فاتحة الكتاب،وهى من كنوز عرشى،ثم قسمتها بينى وبينك نصفين》،وفى اسناده:صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال عنه النسائي:متروك الحديث.
وأما الحديث الثانى فهو حديث العلاء بن المسيب،عن فضيل بن عمرو،عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب،فقال:ثنا نبى الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه،ورددها ساعة حين ذكر النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال:(أنها نزلت من كنز تحت العرش)،وهذا الحديث ضعيف لانقطاع إسناده ؛لأن فضيلا لم يدرك على بن أبى طالب رضى الله عنه.
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س5: أشرح الخلاف في مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج5.إتفق العلماء على أن آيات الفاتحة سبع ولكن إختلفوا فى عد البسملة آية منها على قولين:
القول الأول:أن البسملة آية من الفاتحة،وهو قول الشافعى ورواية عن أحمد،وهى آية فى العد المكى المروى عن بن كثير المكى مقرئ أهل مكة عن مجاهد عن بن عباس عن أبى رضى الله عنهم،وكذلك هى آية فى العد الكوفى المروى عن أبى عبد الرحمن السلمى مقرئ أهل الكوفة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
ويدل على هذا القول أحاديث منها:
حديث ابن جريج ،عن عبد الله بن أبى مليكة،عن أم سلمة،أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالت:(كان يقطع قراءته آية آية:《بسم الله الرحمن الرحيم》.《الحمد لله رب العالمين》.《الرحمن الرحيم》.《مالك يوم الدين》أخرجه الإمام أحمد والدارقطني وغيرهم.
وقال الدارقطني:(إسناده صحيح وكلهم ثقات).

وأما القول الثانى :أن البسملة لا تعد آية من الفاتحة ،وهو قول أبى حنيفة والأوزاعى ومالك، ورواية عن أحمد.
وأيضا يدل على هذا القول أحاديث منها :
حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( قال الله تعالى قسمت الصلاة بينى وبين عبدي نصفين ولعبدى ما سأل فإذا قال العبد :《الحمد لله رب العالمين 》قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:《 الرحمن الرحيم 》قال الله تعالى: أثنى على عبدي وإذا قال:《 مالك يوم الدين》 قال: مجدني عبدي- وقال مرة فوض إلى عبدي- فإذا قال:《 إياك نعبد وإياك نستعين 》قال :هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال:《 اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين》 قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. رواه مسلم وأحمد والبخاري .
والصواب أن هذا الخلاف فى عد البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف فى القراءات كما قال الحافظ ابن الجزرى فكلا القولين صحيح وله أسانيده المشتهرة .
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج6. الحكمة من مشروعيتها أنها عبادة جليلة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية ومنها:
●أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ومنها الرحمة والسمع والبصر.
●كذلك تستلزم افتقار العبد إلى ربه واقراره بضعفه وشدة حاجته إليه
●كذلك المستعيذ يحصل بقلبه أعمال عظيمة يحبها الله منها الصدق والإخلاص والمحبة والخشية والخوف والرجاء والإنابة،ومتى قامت هذه العبادات فى قلب العبد كانت الاستعاذة من أعظم أسباب محبة الله له.

رد مع اقتباس
  #65  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:58 AM
شيخة بنت عبد العزيز شيخة بنت عبد العزيز غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 48
افتراضي

إجابة المجموعة الثالثة:
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه.
إجابة المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
في معنى تسمية سورة الفاتحة بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بأم القرآن لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية للصراط المستقيم مع من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين، وتجنب سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين، وجميع سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.
القول الثاني: هي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم.
وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال : وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا(
ب. سورة الصلاة
واختلف في سبب هذه التسمية على قولين:
القول الأول: لأنّ الصلاة لا تجزئ إلا بها، وهذا القول قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
والقول الثاني: للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...) الحديث، رواه مسلم، وقال بهذا قول النووي والقرطبي وابن كثير.
قال النووي: (قوله سبحانه وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) الحديث
قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة)ا.هـ.
ولتسمية الفاتحة بالصلاة وجه آخر قويّ، وهو أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة:
- فهي صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجّهه إليه.
-وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.

س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، حيث دلّت عليها أدلّة أخرى.
حكمها: أن في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
ومن أمثلة ذلك : حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً):أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض) رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح.
وعامّة أحاديث هذا النوع مما لا يُنكر معناه، لكنَّها لا تُحتمل بهذه الأسانيد الضعيفة، لما فيها من زيادات يفتقر الجزم بها إلى دليل ثابت.
حكمها: أن مرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
ومن أمثلة ذلك : حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش( رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.
وحكم هذه متروكة ومنكره ترد لمخالفتها النصوص الصحيحة .
ومن أمثلته : عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى منزله فقرأ {الحمد لله} سورة الفاتحة و{قل هو الله أحد} نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه». رواه الحافظ السمرقندي في فضائل {قل هو الله أحد} كما في الدر المنثور.
وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.
واستخراج الأقوال على قسمين:
- فمنه استخراج ظاهر؛ لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته، ومع هذا فيفضّل عند السعة والبسط أن يبيّن أنه قول مستخرج.
- ومنه استخراج غير ظاهر؛ إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا القسم من الاستخراج لا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينُقل عنه ويشيع.
وقد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحّة الرواية، ثم ينتشر هذا القول في كتب المفسّرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن ينبّه إلى ذلك بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير؛ لكن ربما يخفى الاطلاع على تنبيههم على بعض طلاب العلم.
س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
قال تعالى(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)
وبتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم للمراد بالسبع المثاني في هذه الآية أنه سورة الفاتحة.
قال صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم. (رواه البخاري.
وهذا الترجيح للمراد بالسبع المثاني في آية الحِجْر لا يقتضي نفي تسمية السبع الطوال بالسبع المثاني.
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، واستُدِلَّ له بقول الله تعالى(الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)
والمعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني( على أحد الأقوال
المعنى الثالث: السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال، واختلف في تعيين أسماء السور السبع على نحو أربعة أقوال.
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) وهو حديث حسن إن شاء الله.
قال إبراهيم النخعي: (قدم علقمة مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى عند المقام ركعتين قرأ فيهما بالسبع الطول.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمئين.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمثاني.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمفصل). رواه أبو عبيد في غريب الحديث عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد صحيح رجاله أئمّة ثقات.
وعلقمة هو ابن قيس النخعي من كبار فقهاء التابعين وقرائهم، صلّى خلف عمر سنتين، ولزم عبد الله بن مسعود وتفقّه به، وكان يًشبَّه به في هديه ودلّه وسمته، وهو خال إبراهيم النخعي.
و(طاف أسبوعاً) أي سبعة أشواط.
قال ابن جرير: (وأما "المثاني": فإنَّها ما ثَنَّى المئيَن فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني)
وهذا المعنى راجع إلى تسمية ما بعد المبادئ بالمثاني.
والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان، واستدلّ له بقول ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ولعل الراجح أنه ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر.
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني( قال : أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن.
وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه.
وهذا الحديث روي من طريق أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.
وهذه الصيغة للاستعاذة ليست في الصلاة ولا عند القراءة لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
2. وروى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر في الأوسط، وغيرهم.
محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
3. جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.

س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة خير سورة في القرآن، وهي أمّ القرآن وأصله ومقدّمه، تناولت أصول الدين وفروعه، العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى، وإفراده بالعبادة، والاستعانة، والدعاء والتوجه إليه سبحانه بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان، وعلى نهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه،
وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، وليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وهي نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، كما أنّها رقية نافعة، ومن دلائل فضلها، وعظيم محبّة الله تعالى لها أن الصلاة لا تتمّ إلا بها.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين .

رد مع اقتباس
  #66  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:59 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.

والضعف في المرويات إما أن يكون من جهة السند، وإما أن يكون من جهة المتن:
أولا - ضعف الإسناد يكون على قسمين :
1- الضعف الشديد، وهو ما يكون رواته من متروكي الحديث , والمتهمين بالكذب , وكثيري الخطأ في رواياتهم ,فهؤلاء لا تتقوى رواياتهم بتعدد الطرق , ولا تعول عليها.
2- الضعف الغير شديد:
- ما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته, وهو على أنواع حسب العلة الموجبة لضعف الإسناد في نفسه(راوي خفيف الضبط أو مدلس- الانقطاع في الإسناد).
- ما لم تتعد طرقه ,وانعدمت النكارة في المتن ,فيه قولين لأهل العلم:
* روايته في الفضائل والمواعظ.
*التشدد في الكل.

ثانيا - المتون التي تروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: متون صحيحة المعنى خالية من النكارة, فيكون في الأدلة الصحيحة ما يغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
النوع الثاني : مروياته ما يتوقف في معناه فلا يثبت ولا ينفى إلا بدليل صحيح يظهر لأحد من أهل العلم في وجه من وجوه الاستدلال المعتبرة, فمرويات هذا النوع ترد حكما لضعف إسنادها.
النوع الثالث : ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة للنصوص الصحيحة أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.


س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أقوال:
القول الأول: هي سورة مكية، وهو قول أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري, وروي عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس و الحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وقتادة السدوسي وغيرهم.
وقد استدل جماعة من المفسرين لهذا القول بقوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء.
فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم": أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
والقول الثاني: هي مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وسوادة بن زياد، والزهري.
قال ابن حجر العسقلاني: وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ.
القول الثالث: نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، وهذا القول نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي.
قال الواحدي: وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة.- وهذا القول ضعيف.
والقول الرابع: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة، وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره المسمَّى بحر العلوم، قال: ويقال: نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة.
وهو قول باطل لا أصل له، ولم ينسبه أبو الليث إلى أحد.
وجمهور أهل العلم على أن الفاتحة مكية، وهو الصواب , والله أعلم .


س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات

قوله تعالى:" ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم", وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة , كما ثبت ذلك في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" دلالة على أن العدد منصرفاً إلى آياتها.


س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟

تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
1- التجاء القلب إلى الله العظيم وطلب إعاذته وتحصنه منه بإخلاص ويقين , مع اعترافه لله تعالى بالمشيئة , واعتقاده بلا ريب أنه لا يقدر على دفع ضرره وردعه ومنعه إلا الله وحده .
2- الأخذ بالأسباب باتباع أوامر الله تعالى وتنفيذها , واجتناب عما نهى عنه وزجر.


س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

ألتجئ وأعتصم وأتحصن بالله تعالى الذي بيده وحده العصمة من أذى الشيطان الرجيم وكيده وشره,
قال الله تعالى :"لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم".



س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
- حتى يجد المؤمن الصادق ما وعده الله إن هو أحسن تحقيق الاستعاذة به ,بالاستجابة له , فقد قال تعالى بالحديث القدسي: "ولئن استعاذني لأعيذنه".
- تحقيق فضيلة التعبد لله بالاستعاذة , فهي من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى": وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون",فيصرف المؤمن قلبه بالتوكل والإنابة والالتجاء والاعتصام لله وحده.
- يتعرف العبد على ربه ويؤمن بأسمائه وصفاته .

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 04:03 AM
د. نجلاء عبدالله د. نجلاء عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 37
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم


إجابة المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
ج1: ذكر المؤلف هنا نوعين من أنواع الضعف في المرويات:
الأول : من جهة الإسناد؛ مثال ضعف الإسناد؛ وهو قسمان:
القسم الأول: الضعف الشديد بأن يكون الراوي:
- من الكذابين..
- أو من المتهمين بالكذب...
- أو من كثيري الخطأ في الرواية..
القسم الثاني : الضعف غير الشديد؛ الذي يقبل التقوية بطرق عديدة وليس في متنه نكارة، ويكون الراوي فيه:
- من خفيفي الضبط..
- أو من بعض المدلسين...
- أو من بعض المنقطعين في الإسناد...
الثاني: من جهة المتن؛ مثال المتن المروي بالأسانيد الضعيفة؛ وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متن صحيح المعنى لا نكارة فيه وقد دلت عليه أدلة أخرى صحيحة، فيكون في هذه الأدلة الصحيحة ما يغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة.
النوع الثاني: ما يتوقف في معناه؛ فلا ينفي ولا يثبت إلا بدليل صحيح، وما لم يتبين نفيه أو إثباته فيكل علم ذلك إلى الله تعالى.
النوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لنصوصٍ صحيحة.
..... مع العلم أنه قد يوجد في بعض المرويات ما يحتمل نوعين من هذه الأنواع، أو يختلف فيه أهل العلم من حيث كونه صحيحًا أو ضعيفًا.


س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
ج2: الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها على عدة أقوالٍ، وهي :
القول الأول: أنها مكية، وهو قول أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري؛ استنادًا لما روي عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وما روي عن الحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وقتادة السدوسي وغيرهم؛ واستدلالًا بالكثير من الأدلة منها: قوله تعالى: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"، وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء، وقد صحّت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب.

القول الثاني: أنها مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر؛ قال المؤلف: (وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وسوادة بن زياد، والزهري. وقد حكى هذه الأقوال عنهم أبو عمرو الداني وابن عطية وابن الجوزي وعلم الدين السخاوي والقرطبي وابن كثير، وكثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض، ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف في بعض كتب التفسير. )

والقول الثالث: أنها نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، استدلالًا ببعض الأدلة التي ذكرها المؤلف ومنها: قال الواحدي :وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)ا.هـ. ، وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك .
وقال بهذا القول القشيري (ت:465هـ) في تفسيره المسمَّى لطائف الإشارات، قال في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}: (أكثر المفسرين على أنها سورة الفاتحة، وسميت مثانى لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة)ا.هـ... وغير ذلك من الأدلة

والقول الرابع: أن نصفها نزل بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة؛ ذلك قول أبو الليث السمرقندي (ت:375هـ) في تفسيره المسمَّى بحر العلوم، قال: (ويقال: نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة)ا.هـ.... - قال المؤلف : وهو قول باطل لا أصل له، ولم ينسبه أبو الليث إلى أحد- .
وتلخيص ما سبق – من وجهة نظر المؤلف- أن جمهور أهل العلم اتفقوا على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.


س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
ج3: أولًا :دلالة النص القرآني:
قول الله تعالى: " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم بتفسير ذلك بسورة الفاتحة؛ فيكون المقصود بالعدد هنا هو عدد آياتها.
ثانيًا :دلالة النص النبوي؛ ومنه:
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: " ولقد آتيناك سبعًا من المثاني" قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير


س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
ج4: يكون تحقيق الاستعاذة بشرطين:
أولهما: لجوء القلب الكامل لله والاستعانة والعصمة به؛ مخلصًا معتقدًا كامل الاعتقاد بأن النفع والضرر بيد الله وحده وبمشيئته المطلقة جل في علاه.
آخرهما: بذل الأسباب؛ بأن يكون القلب والجوارح متبعين هدى الله فيما أمر، ومبتعدين عما نهى عنه، وذلك قبل الالتجاء الى الله حتى تكون الاستعاذة صادقة باللسان والقلب معًا وليست كاذبة باللسان فقط.
... هذا ولابد أن يجتمع هذان الشرطان ويتعانقا معا، وإن سقط منهما شرطٌ .. فشل تحقيق الاستعاذة.


س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أي أستعين بالله وأعتصم به -قولًا ويقينًا قلبيًا- بأنه الواحد الأحد القادر المقتدر.... من شر وكيد وفتنة وضلال الشيطان الرجيم..وذلك يكون:
أولًا: طاعةً لأمر الله حين أمرنا بالاستعاذة به من الشيطان في أكثر من موضع من القرآن الكريم؛ منها: قال تعالى: "وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم ".
وثانيًا: تحقيقًا وتأكيدًا بأخذ كامل الحذر من الشيطان، وتجنبًا من الوقوع في غيه؛ هذا التحقيق لا يكون الا بالاستعاذة بالله من الشيطان، قال تعالى:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6".

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
ج6: حينما قدر الله بمشيئته وعلمه ما فيه أذى أو ضرر أو غواية أو فتنة للإنسان كان ذلك لحكمٍ كثيرةٍ نذكر منها:
1- أن يهرع المؤمن للاستعاذة بالله شرط تشبيعها بالإحسان.
2- لأن في الالتجاء لله .. فضيلة تعبد وخشوع أراد الله أن يضمنها لعباده المتوكلين عليه.
3- الاستعاذة بالله فيها من المعرفة الإيمانية والروحانية ما فيه فوز ونجاة للمؤمنين.
4- الاستعانة بالله بالقول والقلب تولد في النفس الافتقار لله والشهادة بألوهيته والإقرار بربوبيته والإخلاص له والإيمان بصفاته وأسمائه كلها – رحيمها وجليلها وجبارها- فتتربى النفس على الرقة الإيمانية والتحلية بكامل اللجوء له وحده والتخلية من كل ما لا يرضيه.
5- الاستعاذة القولية والقلبية بالله تزرع في الروح أعمالًا وصفاتٍ فاضلة يحبها الله ويحب صاحبها؛ مثل الصدق والإخلاص والمحبة والخوف والرجاء والخشوع والإنابة والتوكل والإحسان، فتورق الروح وتزهر بمحبة الله وهدايته والفوز الأبدي في الدنيا والأخرة.

.... هذا وأحمد الله وأثني على عظيم فضله علي....

رد مع اقتباس
  #68  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 04:05 AM
إسراء بدوي إسراء بدوي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 31
افتراضي حل مجلس المذاكرة االثاني

حل مجلس المذاكرة الثاني
المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
ينقسم الضعف في المرويات إلى قسمين:
ضعف من جهة السند، وآخر من جهة المتن.
القسم الأول: ضعف السند ، ينقسم إلى قسمين:
1- ضعف شديد لا تتقوى روايته بتعدد الطرق: وهو كرواية متروكي الحديث من الكذابين وكثيري الخطأ في الرواية.
2- ضعف غير شديد يقبل التقوية بتعدد الطرق-إن لم يكن في متنه نكارة- مثل ما يكون من رواية خفيف الضبط، أو بعض المدلسين، أو ما كان ناتجا عن بعض الانقطاع في الإسناد.
ورأى بعض العلماء التوسع في رواية هذا القسم في باب الفضائل –وإن لم تتعدد طرقه-، ومنهم من يشدد.
القسم الثاني: المتون التي تروى بأسانيد ضعيفة، ولها ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى دلت عليها أدلة أخرى.
حكمها: في الأدلة الصحيحة غُنية عن الضعيفة.
النوع الثاني: متون توقف في معناها.
حكمها: مروياتها ترد حكما لضعف إسنادها؛ ومتونها: لا تنفى ولا تثبت إلا بدليل صحيح.
النوع الثالث: ما كان في متنه نكارة، أو مخالفة لما صح من النصوص.
حكمها: ترد.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أربعة أقوال:
القول الأول: أنها سورة مكية، وهو قول جمهور المفسرين
قال الثعلبي:( وعلى هذا أكثر العلماء)
وقال البغوي:(وهي مكية على قول الأكثرين)
وقال ابن عطية:(ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:(وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب، كما دل عليه قوله تعالى:"ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"، وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته")
وقد نسب هذا القول إلى عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس.
وتحقيق نسبته إليهم كما يلي:
أما عمر بن الخطاب: فعمدة نسبته إليه ما روي عنه من تفسير السبع المثاني بفاتحة الكتاب.
وأما علي بن أبي طالب: فرويت عنه روايتان إحداهما صحيحة غير صريحة والأخرى صريحة غير صحيحة.
وأما ابن مسعود: فلما روى ابن جرير من أثر في تفسيره، وهذا الأثر أئمته ثقات ولكنه منقطع: فابن سيرين لم يدرك ابن مسعود.
وأما ابن عباس: فأخرج له ابن الضريس في فضائل القرآن رواية من طريقين، وهذه الرواية ضعيفة جدا؛ في أحد طريقيها عمر بن هارون متروك الحديث، وفي الثانية ابن جريج وقد عنعن، وعطاء الخراساني لم يدرك ابن عباس، كما أن متن الأثر فيه نكارة.
وروي عن الحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وقتادة السدوسي.
وعمدة الرواية عنهم ما صح من تفسيرهم السبع المثاني بأنها سورة الفاتحة مع علمهم بأن سورة الحجر مكية.
القول الثاني: هي مدنية، وهو قول مجاهد.
وقد نسب خطأ إلى أبي هريرة، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار وعطاء الخراساني وسوادة بن زياد والزهري.
وقد كثر تداول هذا القول عنهم في كتب التفسير؛ حتى أن من رآها ظن أن في المسألة خلافا قويا، وهي لا تصح عنهم.
وسبب نسبة القول إلى أبي هريرة ما رواه أبو الأحوص الكوفي؛ وإسناده منقطع؛ فإن مجاهدا لم يسمع من أبي هريرة.
وهذا الأثر ثابت ولكنه مقطوع على مجاهد كما رواه ابن أبي شيبة.
وهذه منكرة من مجاهد فقد تفرد بها ولكل عالم هفوة.
وأما نسبة هذا القول إلى:
محمد بن مسلم الزهري: فلما روي عنه في كتاب تنزيل القرآن المنسوب إليه، وفي إسناده: الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
وأما عبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء الخراساني: فقد روى ابن جرير عنهما ما يوافق قول الجمهور في المراد بالسبع المثاني.
وأما عطاء بن يسار وسوادة بن زياد: فحكى ابن عطية نسبة هذا القول إليهما، ولكن لا نعلم لهذا النسبة أصلا فيما بين أيدينا من الكتب المسندة.
القول الثالث: نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة.
وهذا القول منسوب إلى الحسين بن الفضل البجلي، وفي نسبته إليه نظر؛ حيث أنه قد انتقد رواية مجاهد وذكر أن العلماء على خلافها.
وممن قال به: الشوكاني للجمع بين القولين السابقين، وهو جمع فيه نظر؛ لأن القول بتكرار النزول لا بد له من دليل صحيح يستند إليه.
فهذا القول ضعيف.
القول الرابع: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة.
وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره ولم ينسبه إلى أحد، وهو قول باطل لا أصل له.
(الخلاصة في نزول سورة الفاتحة: أنها مكية لقول الله تعالى: }ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم{، وقد صح تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
ولا يصحّ خلاف ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولا عن أحد من التابعين إلا ما سبق بيانه عن مجاهد رحمه الله.
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.)

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
قال تعالى: "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم"، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرها بسورة الفاتحة، فبذلك يكون المقصود بالعدد(سبعا): عدد آياتها.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
1- صدق التجاء القلب إلى الله تعالى، وطلب الإعاذة بإخلاص، معتقدا أن النفع والضر بيده وحده سبحانه.
2- بذل الأسباب: باتباع هدى الله فيما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه ليعيذه.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
(الاستعاذة: هي طلب الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يستعاذ منه.
قال الحصين بن الحمام المري:

فعوذي بأفناء العشيرة إنما يعوذ الذليل بالعزيز ليُعصما
والعصمة: هي المنعة والحماية. قال تعالى: "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"، وقال: "مالهم من الله من عاصم").
" ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أي : أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي ، أو يصدني عن فعل ما أمرت به ، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه.
والشيطان معناه في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد، فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير.
والرجيم معناه: فعيل بمعنى مفعول، أي: أنه مرجوم مطرود عن الخير كله" انتهى من كلام ابن كثير رحمه الله بتصرف.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
الحكمة من وجود ما يستعاذ منه:
لو لم يجد ما يستعاذ منه لفات على العبد:
1) فضيلة التعبد لله بالاستعاذة-تلك العبادة العظيمة التي تستلزم إيمان العبد بأسمائه الله الحسنى وصفاته العليا.
2) كما أن تلك العبادة تحمل في طياتها كثير من العبادات القلبية والقولية والعملية، والتي منها:
الصدق: لصدق المستعيذ في طلب الاستعاذة.
والإخلاص: لما يقوم في قلبه من التوجه إلى الله وطلب الإعاذة منه وحده سبحانه.
والمحبة: لما يقوم في قلب المستعيذ من محبة الله التي حملته على الالتجاء إليه.
والخوف: لما يقوم في قلبه من خوف رد الله لطلب إعاذته بسبب ذنوبه.
والرجاء: لما يقوم من قلبه من رجاء استعاذته.
والخشية: لما قام في قلبه من معرفة بالله سبحانه، ومعرفة بتقصيره فيخشى أن يرده الله.
والإنابة: لما يقوم في قلبه من الإقبال على ربه والإعراض عما سواه وهي المقصود الأعظم للابتلاء.
والتوكل: فلما يقوم في قلبه من التفويض، وعزمه على اتباع هدى الله.
والاستعانة: فلمعرفته بحاجته إلى عون الله على اتباع هداه لتتحقق استعاذته.
3) كما أن الحوادث والابتلاءات والشرور مجال واسع ليتعرف العباد على ربهم سبحانه بأسمائه وصفاته، ويجدوا ما وعدهم به صدقا وحقا فيزدادوا إيمانا.

رد مع اقتباس
  #69  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 04:08 AM
زينب ياقوت زينب ياقوت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 33
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
الضعف في المرويات إما أن يكون:
أ- من جهة السند. ب- من جهة المتن.

أ- ضعف الإسناد:

وينقسم إلى قسمين:
١- الضعف الشديد: وهو ما يكون من رواية متروكي الحديث من الكذابين، والمتّهمين بالكذب، وكثيري الخطأ في الرواية.
حكم هذا القسم:
هؤلاء رواياتهم لا تتقوّى بتعدد الطرق، ولا يُعوَّل عليها.

٢- الضعف غير الشديد: وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق، وهو على أنواع:
أ- ما يكون من رواية الراوي خفيف الضبط.
ب- ما يكون من رواية بعض المدلسين.
ج- بعض الانقطاع في الإسناد.
ونحو ذلك من العلل التي توجب ضعف الإسناد في نفسه، لكنَّها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق.
حكم هذا القسم:
أ- ما تعدّدت طرقه واختلفت مخارجه ولم يكن في متنه نكارة فيحكم بصحته.
ب- إن لم تتعدّد طرقه ولم يكن في المتن نكارة فمن أهل العلم من رأى التوسّع في روايتها في الفضائل ونحوها؛ ومنهم من يشدّد.

ب- المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة:
وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
١- متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
٢- ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
٣- ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.
وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أقوال:

القول الأول: هي سورة مكية، وقد استدلَّ جماعة من المفسّرين لهذا القول بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء.
وقد صحّت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في أنّ المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب.
وهذا القول هو قول جمهور المفسّرين:
قال الثعلبي: (ومعلوم أن الله تعالى لم يمتنّ عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة، ثم أنزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بمكة يصلي عشر سنوات بلا فاتحة الكتاب، هذا ممّا لا تقبله العقول).
وقال ابن عطية: (ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب).

القول الثاني: هي مدنية وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة، والصحيح أن الأثر الذي روي ثابت عن مجاهد رحمه الله، ووصله إلى أبي هريرة خطأ.

القول الثالث: نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه، والخلاصة أن هذا القول ضعيف.

القول الرابع: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة، وهو قول باطل لا أصل له.

القول الراجح:
أنها مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.

دلَّ النص على أن سورة الفاتحة سبع آيات؛ قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ).

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟

يكون بأمرين:
١- التجاء القلب إلى الله تعالى وطلب إعاذته بصدق وإخلاص معتقداً أن النفع والضر بيده وحده جلّ وعلا، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
٢- اتّباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه، ومن ذلك بذل الأسباب التي أمر الله بها، والانتهاء عما نهى الله عنه.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

ألتجئ وأعتصم إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، قال الله تعالى: {ما لهم من الله من عاصم}.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟

فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به، وما يتعلق بذلك من المعارف الإيمانية الجليلة، والعبادات العظيمة، ومنها:
١- افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
٢- أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا.
٣- أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها.
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.
والمقصود أنّ الاستعاذة من العبادات العظيمة التي هي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون}.
فالحوادث والابتلاءات مجال رحب يعرّف العباد بربّهم جلّ وعلا وبأسمائه وصفاته، ليجدوا ما أخبر الله به وما وعدهم به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم صدقاً وحقاً.

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 04:47 AM
أميرة محمد أميرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 26
افتراضي

المجموعة الخامسة
س1/ بين انواع الضعف فى المرويات
1- ضعف من جهة السند
القسم الاول : الضعف الشديد وهو مايكون من رواية متروكى الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب وكثيرى الخطا فى الرواية فهؤلاء رواياتهم لا تتقوى بتعدد الطرق ولا يعول عليها
القسم الثاني : الضعف غير الشديد وهو ما يقبل التقوية بتعدد الطرق وهو على انواع:
* منه ما يكون من رواية الراوى خفيف الضبط
* ومنه ما يكون من رواية بعض المدلسين وبعض الانقطاع فى الاسناد وغيرها من العلل التى توجب ضعف الاسناد ولكنها لا تمنع تقويته بتعدد الطرق. فما تعددت طرقه واختلفت وخارجه ولم يكن فى متنه نكارو فيحكم بصحته
2- ضعف من جهة المتن
النوع الاول : متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها قد دلت عليها أدلة اخرى فيكون فى الأدلة الصحيحة ما يعنى عن الاستدلال بما روى بالاسانيد الضعيفة وقد تصحح بعض مرويات هذا النوع اذا كان الاسناد غير شديد الضعف
النوع الثاني : ما يتوقف فى معناه فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح فمرويات هذا النوع ترد حكما لضعف اسنادها ولكن لا يتم نفى المتن ولا إثباته إلا أن يظهر لاحد من اهل العلم وجه من أوجه الاستدلال فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه او إثباته
النوع الثالث : ما يكون فى متنه نكارة أو مخالفة لما صح من النصوص او مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة

س2/ بين باختصار الخلاف فى مكية سورة الفاتحة ومدنيتها
القول الاول : هو انها سورة مكية وهو قول أبى العالية الرياحي والربيع بن انس البكرى
وقد استدل جماعة من المفسرين لهذا القول بقوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ) وهذه الايه من سورة الحجر وهى سورة مكية باتفاق العلماء
وهذا القول هو قول جمهور المفسرين
قال الثعلبى : وعلى هذا اكثر العلماء
وقال البغوى هى مكية على قول الاكثرين
والقول الثانى : انها مدنيه وهو قول مجاهد بن جبر
وقد نسب خطأ الى أبى هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير وعطاء بن يسار وعطاء الخراساني

س3/ بين دلالة النص على أن سورة الفاتحة سبع آيات
دلالة النص فقول الله تعالى : ( لقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ) مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها لسورة الفاتحة فيكون العدد منصرفا الى آياتها
قال أبو العالية الرياحي فى قول الله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم) قال ( فاتحة الكتاب سبع آيات ) رواه ابن جرير

س4/ كيف يكون تحقيق الاستعاذة
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
1- التجاء القلب الى الله تعالى وطلب اعاذته بصدق وإخلاص معتقدا أن النفع والضرب بيده وحده جل وعلا وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
2- اتباع هدى الله فيما أمر به ليعيذه ومن ذلك بذل الأسباب التى أمر الله بها والانتهاء عما نهى الله عنه

س5/ اشرح بإيجاز معنى ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
اى اننى التجأ واعتصم بالله الذى بيده العصمة من شر هذا العدو الباطن وهو الشيطان الذى لا يقدر عليه الا الله الذى خلقه لرد كيده وسروره

س6/ ما الحكمة من وجود ما يستعاذ به
عدم وجود ما يستعاذ به يفوت على العباد فضيلة التعبد لله تعالى بالاستعاذة به . وعدم تذلله إلى الله تعالى وافتقاره إليه فهذه الاعمال اعمال جليله تقوم بقلب العبد ويحبها الله تعالى

رد مع اقتباس
  #71  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 05:06 AM
وحدة المقطري وحدة المقطري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 216
افتراضي

بسم اله الرحمن الرحيم
المجموعة الخامسة:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
هي نوعان، فإما أن تكون من جهة السند أو من جهة المتن، فأما إن كانت من جهة السند فهي قسمان:
1- ضعيف شديد الضعف : وهذا لا يجوز الاحتجاج به أو الاستشهاد به بحال، كأن يكون في سلسلة الرواة راوٍ كذاب أو متروك الحديث.

2- ضعيف غير شديد الضعف: كأن يوجد راوٍ يهم، أو يوجد انقطاع في السند أو تدليس، وهذا النوع ممكن أن يرتقي للحُسن في حال وجد طريق آخر مثله غير شديد الضعيف، وفي حال لم يوجد ما يجبره فلا يرتقي للحسن، ولكن بعض العلماء قد يستشهد به أو يستأنس به -إن كان لا يوجد في متنه نكارة- لاسيما إن كان في باب فضائل الأعمال لا في الأحكام.

وأما المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع كالتالي:
1- متون صحيحة لا نكارة فيها قد دلت عليها قواعد الشرع الكلية أو نصوص أخرى من الكتاب أو السنة الصحيحة ففي الصحيح غنية عنها.
2- متون متوقف فيها لم ياتِ خبر صحيح بتكذيبها و لا بموافقتها فهذه ترد لضعف إسنادها، وإن كانت في نفس الأمر تحتمل التصديق والتكذيب ولكن يتوقف في الأمرين حتى يأتي شاهد بالقبول أو الرد.
3- متون فيها نكارة لأنها تعارض ما عرف من أصول الشرع أو قواعده الكلية أو نصوصه من الكتاب والسنة الصحيحة فهذه يحكم بردها ولا يجوز رواياتها ولو من باب الاسئناس.
كما أن هناك من المتون ما يتردد بين نوعين فكذا يوجد من الأسانيد ما يختلف أهل العلم في تصحيحها أو تضعيفها.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
احتلفوا في ذلك لعدة أقوال:
الرأي الأول: أنها سورة مكية: ودليل من ذهب إلى هذا القول هو:
1- قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وهذه الآية من سورة الحجر والسورة مكية باتفاق العلماء.
2- ما صح من الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيره للسبع المثاني والقرآن العظيم بأنها فاتحة الكتاب، كما جاء عند البخاري من قول
أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).

وإلى هذا القول ذهب:
# علي
رضي الله عنه كما جاء عنه أنه قال: (السّبع المثاني: فاتحة الكتاب). روى أثره ابن جرير وسفيان الثوري والطحاوي في شرح مشكل الآثار والدارقطني في سننه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن السدّي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه، وإسناده حسن والله أعلم.
#
ابن عباس رضي الله عنه: وقد رويت عنه روايتان في المراد بالسبع المثاني أصحّهما التي من طريق عبد الملك بن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن قال في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب). رواها الشافعي وعبد الرزاق وابن جرير.
# سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة وعطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس البكري، حيث صح عنهم في تفسيرهم السبع المثاني بأنّها سورة الفاتحة.
وهو قول أكثر أهل العلم كما صرح بذلك ابن عطية والثعلبي في تفسيريهما.
ومن لطيف الاستدلالات ما قاله ابن عطية،
حيث قال رحمه الله: (ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين). ا.هـ. وقريب منه استدلال الثعلبي.

الرأي الثاني: أنها مدنية
، وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نسب هذا القول عددٌ من المتقدمين إلى أبي هريرة وعدد من التابعين دون مستند صحيح وتوسع المتأخرون في نسبته لآخرين.
قال ابن حجر العسقلاني: (وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ).ا.هـ.

الرأي الثالث: أنها نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، وقد نسب هذا القول إلى:
# الحسين بن الفضل البجلي
(ت: 282 هـ)، قاله عنه الثعلبي والواحدي في تفسيريهما .
# القشيري في تفسيره.

الرأي الرابع: أن نصفها نزل بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة، وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره ، حيث قال: (ويقال: نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة) ا.هـ.

مناقشة الأقوال والترجيح:
القول الأول:
كون أن آية الحجر مكية وكون أن النبيصلى الله عليه وسلم فسر المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم بأنه سورة الفاتحة (أم القرآن) فمن مجموع الدليلين تكون سورة الفاتحة مكية.
القول الثاني: هو رأي شذ به مجاهد -على جلالة قدره رحمه الله- ولم يثبت عن أحد غيره كما قاله ابن حجر وغيره من أهل العلم.
الرأي الثالث: يحمل هذا القول إلى إرادة الجمع بين القولين السابقين -كما ذهب إلى ذلك الشوكاني- ولكنه قول فيه نظر لأن القول بتكرار النزول يفتقر لدليل لأن الأصل عدم التكرار.
الرأي الرابع: هو قول لا أصل له، ولم ينسبه أبو الليث السمرقندي إلى أحد، لذا فلا يعتد به.
الراجح : هو ما ذهب إليه جمهور أهل العلم بأن السورة مكية.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
قال تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} وصح في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم بأن المراد يالسبع المثاني والقرآن العظيم هو سورة الفاتحة كما جاء عن عدد من الصحابة فينصرف لفظ (سبعًا) في آية الحجر إلى عدد آيات سورة الفاتحة.

قال أبو العالية الرياحي في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). ا.هـ من تفسير الطبري.

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
تحقيق الاستعاذة يكون من مجموع أمرين:
1- التجاء القلب بصدق إلى من بيده العصمه ليعصم صاحبه ويمنعه مما يكره وهو مخلصًا صادقًا في دعائه واثقًا من أنه يسمعه ويراه ومجيبه
.
2- اتباع هدى الله فيما أمر وزجر ليقوم بالأسباب التي تمكنه من حصول مطلوبه بتوفيق من الرب المعيذ لمن التجاء له واعتصم بحماه.


س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
أي: أعتصم وألتجئ وأمتنع وأحتمي بكل اسم لله
صاحب العصمه ومن بيده العصمه القوي الجبار ذو الجلال والعظمة مما أخافه ويريدني بسوء وهو أصل الشر كله ورأسه الشيطان الذي بَعُد عن الحق وعن مرضاة ربه وطاعته ، المطرود من رحمة الله الذي ينزغ في صدور الناس وبين الناس ليرديهم في المهالك.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
من الحكمة من وجود ما يستعاذ منه أي من البلاءات التي يجدها العبد في طريقه فتنغص عليه حياته وتلجئه للاستناد لقوي يحميه ويمنعه وليس أقوى من رب الأرباب خالق الأسباب ومسبباتها وخالق العباد وأفعالهم، فلولا هذه البلاءات لفات على العبد التعبد لله بعبادة الاستعاذة ولفاته الإيمانيات التي يجد لذتها في قلبه حين يجد ربه قد استجاب له وأمنه من شر ما استعاذه، ولفاته استشعار واستظهار معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى كالقوي والعزيز والقريب والشهيد والسميع والبصير ونحوها، وكذلك لفاته وقوع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كحديث "ولئن استعاذني لأعيذنه" وبهذه البلاءات يزيد إيمانه بربه ويستشعر بتقصيره وبعجزه وبمزيد فقره لربه فليجئه هذا للاستحياء منه وإصلاح حاله، فهاهو يجيبه ويعيذه وهو عاصٍ بعيد فكيف لو أطاع واقترب، فسبحان من يعاملنا بكرمه وبما هو أهل له ولو عاملنا بما نحن أهل له لهلكنا.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 05:48 AM
وسن الحيالي وسن الحيالي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 9
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الرابعة
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.

اولا :
حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
والسبب في ضعف متنه:
لان الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
حكم متنه :
متنه صحيح المعنى لا نكارة فيه لانه قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
ثانيا :
حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
سبب ضعف متنه :
لانه اختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
حكم متنه :
يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
ثالثا :
حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
سبب ضعف متنه:
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
حكم متنه:
ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟

هذا القول ضعيف .
نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي(ت:282هـ).
قال الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)ا.هـ.
وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
والحسين بن الفضل البجليّ من كبار المفسّرين لكنَّ تفسيره مفقود؛ وقد تقدَّم ذكر انتقاده لرواية مجاهد، وعدّه إيَّاها هفوة، فلعلَّ لحكاية هذا القول عنه علَّة يكشفها النظر في تفسيره أو العثور على نقل تامّ لعبارته.
وفي نقل البغوي ما يُشعر أنَّ النص مأخوذ من أثرٍ حكاه البجلي في تفسيره؛ فنُسب إليه؛ لأنه يبعد أن يُنشئ القول بذكر نزول هذا العدد من الملائكة مع سورة الفاتحة من تلقاء نفسه.
وقال بهذا القول القشيري (ت:465هـ) في تفسيره المسمَّى لطائف الإشارات، قال في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}: (أكثر المفسرين على أنها سورة الفاتحة، وسميت مثانى لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة)ا.هـ.
وذكر هذا القول بعد ذلك الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم من غير نسبة إلى أحد.
وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين، وهو جمع فيه نظر، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
والخلاصة أن هذا القول ضعيف، وفي النفس من نسبته إلى الحسين بن الفضل شيء.

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.

1. فاتحة الكتاب
١- ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
٢- في هذا الاسم أحاديث أخرى في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأبي قتادة وعائشة رضي الله عنهم.
٣- قال ابن جرير الطبري: (وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة).

2."فاتحة القرآن"،
وهذا الاسم روي عن بعض الصحابة والتابعين: منهم عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرظي، وورد في أحاديث مرفوعة في إسنادها مقال.
وسميت "فاتحة القرآن" باعتبار أنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة.

3. "الفاتحة" ،
هو اسم مختصر من الاسم المشتهر لهذه السورة في الأحاديث والآثار وهو "فاتحة الكتاب".
والتعريف فيه للعهد الذهني، وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالاً عند المسلمين، لاختصاره ودلالته بمعنى التعريف على المراد.

4. سورة {الحمد لله رب العالمين}
ومن أدلّة هذا الاسم: حديث حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني؛ فلم آته حتى صليت ثم أتيت.
فقال: (( ما منعك أن تأتي؟ )).
فقلت: كنت أصلي.
فقال: (( ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} )) .
ثم قال: (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري والدارمي والنسائي وغيرهم.
فسمّى السورة بأوّل آية فيها.
وقد أنكر بعض فقهاء الشافعية هذا الاسم، والصواب ثبوته، وفيه أحاديث أخرى عن أنس وغيره، وآثار عن السلف الصالح.

5. سورة {الحمد لله}
وهذا الاسم اختصار لما قبله
ومن أدلة هذا الاسم حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.

معنى الاستعاذة:
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
الادلة:
قال الحصين بن الحمام المري:
فعوذي بأفناء العشيرة إنما ..... يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، قال الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}.

أقسام الاستعاذة:

القسم الأول:
استعاذة العبادة، وهي التي يقوم في قلب صاحبها أعمال تعبّدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغب والرهب، وقد يصاحبها دعاء وتضرّع ونذر.
وهي تستلزم افتقار المستعيذ إلى من استعاذ به، وحاجته إليه، واعتقاده فيه النفع والضر.
فهذه الاستعاذة عبادة يجب إفراد الله تعالى بها، ومن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله. ومن صرفها لغير الله فإنه لا يزيده من استعاذ به إلا ذلاً وخساراً، كما قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.
والقسم الثاني:
استعاذة التسبب، وهي ما يفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي يُعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
وهذا كما يستعيذ الرجل بعصبته أو إخوانه ليمنعوه من شرّ رجل يريد به سوءاً، فهذه الاستعاذة ليست بشرك لخلوّها من المعاني التعبّدية، فهي أسباب تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وفي رواية عند مسلم: ((فليستعذ)) ومعناهما واحد، فهي استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة.

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.

المعنى :
الهمز : الموتة, النفخ: الكبر , النفث: الشّعر
الدليل :
عمرو بن مرّة، عن عاصم بن عمير العنزيّ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

استنادا الى الاية الكريمة : قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}, فقد نقل اربع اقول للعلماء
القول الأول:إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم،
وهذا قول جمهور أهل العلم، فإنّ العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
ومنه ما في الصحيحين أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وقد فسَّره جماعة من الشرَّاح كابن عبد البر وغيره بأن المراد قاربت الصباح.
وهو قول جمهور العلماء، وممن قال به: ابن جرير، وابن خزيمة، والطحاوي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن تيمية، وغيرهم.
وقال به من علماء اللغة: يحيى بن سلام، والزجاج، وابن الأنباري، والنحاس، وابن سيده، وغيرهم.

والقول الثاني: في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن،
وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
وقد ردّه ابن جرير رحمه الله بقوله: (كان بعض أهل العربيّة يزعم أنّه من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وكأنّ معنى الكلام عنده: وإذا استعذت باللّه من الشّيطان الرّجيم فاقرأ القرآن، ولا وجه لما قال من ذلك، لأنّ ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذٌ من الشّيطان الرّجيم لزمه أن يقرأ القرآن)ا.هـ.
والقول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة
وهذا قول ثعلب. قال كما في مجالسه: (في قوله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " قال: هذا مثل الجزاء، مثل قولهم إذا قمت قمت، وإذا فعلت فعلت، وقيامى مع قيامك، أي الاستعاذة والقرآن معاً، أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة، كقولهم: اجعل قيامك مع قيام زيد).
والأقوال الثلاثة المتقدّمة متفقة على أنَّ الاستعاذة قبل القراءة.

القول الرابع: إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم،
وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري.
وكلّ هؤلاء لا تصحّ نسبة هذا القول إليهم، وقد شاعت نسبته إليهم في كتب التفسير وبعض شروح الحديث،وقد أحسن ابن الجزري - رحمه الله- بيانَ علل هذه الروايات في كتابه "النشر في القراءات العشر" وخطَّأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
ثم قال بعد توجيه معنى الآية على القول الأول: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه).ا.هـ.
لذأ ملخص ما سبق ان الاستعاذة قبل القراءة والدليل لان اول ثلاثة اقوال متفقة ان الاستعاذة قبل القراءة , وفي القول الرابع قد احسن ابن الجزري رحمه الله بيان علل الروايات التي تتفق على ان الاستعاذة بعد الانتهاء من قراءة القران وقال في وقت الاستعاذة : (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 06:12 AM
نورة بنت محمد بن ناصر نورة بنت محمد بن ناصر غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 205
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1- حديث أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله: ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) ثم قال :ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن، قال: (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. رواه البخاري .
2- حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم). رواه البخاري.
3- حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : انطلق نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له، فقال: (وما يدريك أنها رقية ) ثم قال : (قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما). متفق عليه.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب: في ذلك قولان:
الأول: أنها متضمنة لأصول المعاني الواردة في القرآن الكريم.
الثاني: أنها أول سورة تقرأ وتكتب في القرآن الكريم.
ولا تعارض بين القولين، وقد جمع بينهما ابن جوير - رحمه الله - فقال: (وإنما قيل لها أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمر أو مقدما لأمر إذا كانت آه توابع تتبعه هو لها إمام أما).

ب. الوافية: فيها قولان:
الأول: أنها لا تقرأ إلاوافية، فلا تنصف ولا تجزأ. وهو قول الثعلبي.
الثاني: أنها وافية بمعاني القرآن. وهو قول الزمخشري .

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟
ولماذا؟
أما نسبة القول لأبي هُريرة فهي خطأ؛ وذلك لأن أبا الأحوص خالف فيها الرواة عن منصور بن المعتمر، ورواها الباقون عن منصور عن مجاهد، وهو الصحيح عن منصور . فالرواية صحيحة عن مجاهد.
وأما الزهري فالرواية في كتاب "تنزيل القرآن " المنسوب إليه؛ لكن فيها الوليد الموقري وهو متروك الحديث.
الخلاصة: أن نسبة الرواية لمجاهد صحيحة، أما لأبي هريرة ومحمد بن مسلم الزهري فليست نسبتها صحيحة لما تقدم.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا؛ لأن ما ورد في ذلك حديثان ضعيفان لا يحتج بهما.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عد البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
الأول: أن البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن الإمام أحمد.
الثاني: أن البسملة ليست آية من الفاتحة. وهو قول ألي حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد. وهؤلاء يجعلون قوله تعالى: (أنعمت عليهم) رأس آية.
وكلا القولين صحيح ، وهما بمثابة القراءتين.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الاستعادة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى ، قلبية وفعلية وقولية، منها:
1- افتقار العبد لله وإظهار ضعفه ، وتذلله.
2- أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى.
3- أن المستعيذ تقوم بقلبه جملة من الأعمال القلبية التي يحبها الله ، مثل الصدق والإخلاص والمحبة والخوف والرجاء، وهذه الأعمال يحبها الله فتعظم بذلك الاستعاذة.

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 06:16 AM
رانية الحماد رانية الحماد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الخامسة:
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
ضعف المرويات هو مما يجب على طالب التفسير الألمام به و معرفته كي يتمكن من فرز ما يصح الاستدلال به و ما لا يصح ، وومعرفة رتب الضعف وما يجوز الاستدلال به و مالا يجوز قطعا.
المرويات تضعف من جهتين لا ثالث لهما ؛ أما ضعف السند،أو ضعف المتن.
أ. أما ضعف السند فإما أن يكون
أ.1.ضعفا شديدا و نجده في المرويات عن متروكي الحديث؛ الكذابين ،أو المتهمين بالكذب ،أو كثيري الخطأ في الرواية.
هذا الضعف الشديد يمنع الاستدلال بهذه الرواية ، أو التعويل عليها و لو تعددت طرقها.
أ.2.وقد يكون الضعف غير شديد كما في رواية خفيف الضبط ،و روايات بعض المدلسين، أو بعض الانقطاع في السند على سبيل المثال، و هذه العلل يمكن أن تجبر و أن يتقوى هذا النوع من المرويات بتعدد الطرق و اختلاف المخارج على رأي جماعة من العلماء ،فيستدل به في الفضائل و نحوها بشرط سلامة المتن من النكارة. و لكن جمعا أخرا من العلماء يشدد في هذه المسألة ويرون عدم جواز استخدامها أطلاقا.

ب. وأما ضعف المتن فيكون في إحدى الصور الثلاث التالية:
١. متن صحيح المعنى لا نكارة فيه؛ قد دلت على معناه أحاديث أخرى صحيحة 》 فهنا نستدل بالصحيح و نستغني عن هذه الرواية الضعيفة ، فلها بديل ولله الحمد.
٢.متن متوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت إلا بدليل صحيح. فهي ترد حكما لكن متنها يبقى دون نفي أز اثبات إلا أن يظهر لعالم وجه استدلال معتبر فينفي على أساسه المتن أو يثبته. وأن لم يتيسر ذلك فيوكل حكمه إلى الله ويقف عنده.
٣. متن منكر ،أو مخالف لصحيح ،أو فيه مجازفة بما لا يحتمل من راو ضعيف.

مع الأخذ. بعين الاعتبار أن التصنيف السابق يختلف تطبيقه وقد يتردد حديث ما بين نوعين و يختلف العلماء في تصحيحه و تضعيفه.


والله أعلم

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

اختلف في مكية سورة الفاتحة و مدنيتها على اربعة أقوال
القول الاول: أنها مكية
قال بذلك ابو العالية الرياحي و الربيع بن أنس البكري
وروي عن عمر و علي وابن مسعود و ابن عباس
وروي عن الحسن البصري و سعيد بن جبير وعطاء بن ابي رباح وقتاده السدوسي و غيرهم.

أدلة هذا القول :

استدل جماعة من المفسرين بقوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) وهذه الآية من سورة الحجر المكية باتفاق العلماء. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تفسير السبع المثاني والقرآن العظيم أنها سورة الفاتحة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (أم القرآن هي السبع المثاني والقرأن العظيم ) رواه البخاري عن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وحديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة عن ابي بن كعب: إلى أن قال :(كيف تقرأ إذا قمت تصلي) ، قال:فقرأت فاتحة الكتاب .قال:(هي هي ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد) أحمد الدارمي النسائي الترمذي الحاكم ابن حبان والبيهقي.

كما روى ابن جرير بإسناده عن أبي جعفر الرازي،عن الربيع لن أنس البكري،عن أبي العالية الرياحي في قوله تعالى(ولقد آتيناك سبعا من المثاني)،قال:(فاتحة الكتاب سبع آيات.
وقال أبو جعفر الرازي:قلت للربيع:إنهم يقولون السبع الطول.
فقال:(لقد نزلت ولم ينزل منهن شيء)
وروى ابن جرير نحوه موصولا إلى ابي العالية الرياحي.


و مما ورد عن الصحابة في إثبات مكية السورة ما يلي :

ماروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تفسير السبع المثاني بفاتحة الكتاب. كما وردت عند ابن جرير رواية عن ابي نضرة العبدي فيها نكارة، وجهالة لحال شيخ ابي نضره.

وفيما روي عن علي رضي الله عنه روايتان احدأهما صحيحة غير صريحة ( السبع المثاني :فاتحة الكتاب)رواه بن جرير وسفيان الثوري والطحاوي البيهقي (إسناد حسن)

و الثانية:صريحة غير صحيحة (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش..

وعن ابن مسعود حين سئل عن سبع من المثاني ،قال: فاتحة الكتاب منقطع رجاله ثقات.
وعن ابن عباس
روايتين من طريقين عن عطاء الخراساني عن ابن عباس، وكلاهما ضعيف في احد الطريقين عمر بن هارون وفق الثانية ابن جريج وقد عنعن، وعطاء لم يدرك ابن عباس.
ووردت رواية عن سعيد بن جبير ابن عباس في معنى السبع المثاني قال (هي فاتحة الكتاب) رواه الشتفعي وعبد الرزاق و ابن جرير



وهذا القول هو قول جمهور المفسرين: وقد أورد الشيخ أقوالا لهم
الثعلبي، البغوي، قال الثعلبي: و معلوم ان الله تعالى لم يمتن عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة ، ثم انزلها بالمدينة؛ ولا يسعنا أن النبي كان يصلي في مكة عشر سنوات بلا فاتحة الكتاب..
ابن عطية،ابن تيمية( وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب)


القول الثاني: قول مجاهد بن جبر رحمه الله
نسب هذا القول خطأ إلى أبي هريرة ، وعبدالله بن عبيد بن عمير،و عكاء بن يسار،وعطاء الخراساني، و سوادة بن زياد، والزهري
وقد حكى هذا القول عنهم جماعة ، الحقيقة أن هذه الرواية لا تصح عنهم ولا أصل لها كما وضح الشيخ برجوعه إلى الكتب المسندة إلا ما كان خطأ في رواية القول عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال ابن حجر:و أغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك إلى أبي هريرة والزهري و عطاء بن يسار. وقال الشيخ عبدالعزيز: وقد توسع من بعدهم في نسبة هذا القول إلى آخرين.
و يرجع هذا الخطأ وانتشاره فب نسبة القول عدم الرواية ،أو عدم صراحة الدلالة، أو باجتماعهما. فينتشر في كتب المفسرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض.
ففي الحديث (رن إبليس....)(..و أنزلت بالمدينة )انقطاع بين مجاهد وأبو هريرة رضي الله عنه فهو لم يسمع منه.
وهو روايه عن مجاهد رحمه الله من قوله هو كما قال الدارقطني رحمهم الله حين سئل.
قال الحسين البحلي (لكل عالم هفوة،وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرد بهت والعلماء على خلافه)ذكره الثعلبي.
و في نسبة هذا القول إلى الزهري فالحديث الذي أورده رحمه الله فيها متروك الحديث.
و عبدالله بن عبيد و عطاء الخراساني فلهما قول يوافق الجمهور.
و اما عطاء بن يسار و سوادة فالرواية عنهما لا أصل لها في الكتب المسندة المتوفرة.

القول الثالث:أنها نزلت مرتين مرة بمكة والأخرى بالمدينة .
قول للحسين بن الفضلي البحلي،وقد تقدم انتقاده لقول مجاهد رحمهم الله.و كأن ما نقل عن البحلي هو مأخوذ من أثر حكاه و نسب إليه خطأ ، وخاصة مع تحديد لا أصل له لعدد الملائكة، وهو من كبار المفسرين لا يجترئ القول والجزم بهذا العدد من تلقاء نفسه.
وقال بنزولها مرتين القشيري ، في لطائف الإشارات

وهذا القول ضعيف.


القول الرابع: نزل نصفها بمكة ، والأخر بالمدينة.
قول ابي الليث السمرقندي في بحر العلوم.
وهو قول باطل لا أصل له ولم ينسبه أبو الليث لأحد.


فقد فسر النبي السبع المثاني بالفاتحة ووافقه في ذلك من الصحابة علي و عمر و ين مسعود و ابو هريرة
و عن جماعة من التابعيم
ولم يصح خلاف ذلك عن أحد من الصحابة ، ولا التابعين إلا ما ورد عن مجاهد رحمه الله
فجمهور أهل العلم على أن الفاتحة مكية، وهو ما اختاره الشيخ صوابا،

والله تعالى أعلم

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
هي سبع أيات بإجماع القراء والمفسرين ، بدلال النصوص التالية:
قول الله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)و و ما صح من تفسير النبي لها بسورة الفاتحة . فالسبع هي آياتها لزوما .
وما قاله أبو العالية الرياحي في قول الله تعالى(ولقد آتيناك سبعا من المثاني، قال فاتحة الكتاب سبع آيات.رواه بن جرير.



س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
المستعيذ بالله حقا هو الذي يجمع بين أمرين حين الاستعاذة
فيجمغ قلبه أولا على التعلق بالله والثقة به و حسن الظن والتوكل عليه ،و أنه وحده الضار النافع و أنه ماشاء كان وما لم يشأ لك يكن.و أنه وعده وعد الصدق سبحانه. ثانيا أن يأخذ بأسباب السلامة التي جعلها الله في هذه الدنيا ،مع اليقين أنها لا تنفع ولا تضر بذاتها بل لأن الله جعلها سببا والعوذ و السلامة منه وحده. والبعد عم نهى الله عنه . فهو بهذا الجمع يحقق الاستعاذة.


س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)

الاستعاذة معناها الالتجاء إلى الله الذي بيده العصمة من شر الشيطان الرجيم (ما يستعاذ منه). ألتجئ وأعتصم وأستجير
وحقيقة الاستعاذة: طَلَبُ الأمان مما يُخاف منه.
وهي على نوعين تعبدية تشمل ما يقوم في قلب العبد للمستعاذ به و و استعاذة سببية بأخذ السبب.
وهذه الاستعاذة هي قول باللسان و تعبد بالقلب حيث يقوم في القلب الافتقار إلى الله و تستلزم الإيمان بأسماءه وصفاته و حضور محبته و خشيته و الإخلاص له والخوف والرجاء له سبحانه والإنابة والتوكل والاستعانة به . و الاستعاذة من العبد له اشكال أربع ما بين استعاذة باطلة من تفتثد أحد شرطي العبادة الصحيحة المقبولة من إخلاص و متابعة كاستعاذة المشركين بغير الله، و استعاذة ناقصة تفتقر إلى الكمال بحيث لا يترك صاحبها ما نهى الله أو لا يستحضر في قلبه التعبدات القلبية المرافقة للاستعاذه الحقة ، و هناك استعاذة المتقين، وعلى رأس الاستعاذات استعاذة المحسنين مكتملة الشروط و الأركان، يستعيذون بالله كأنهم يرون الله ، وهي الاستعاذة الحقة المسلتزمة لوعد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه]
من الشيطان وهو أصل الشرور فقد ورد في كتاب الله في مواضع كثير الأمر بالاستعاذة من الشيطان و من نزغه
(فإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )، وقال تعالى فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون)
( وقل رب أعوذ بك من همزات الشيطان)
وجاء أنه عدو الإنسان الحريص على إغوائه و إهلاكه و أنه ساع لذلك ما دامت الحياة ( لأزيين لهم ... ( لأغوينهم أجمعين.. ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا.. إنما يدغوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ... ( و لا يغرنكم بالله الغرور) ( لا تتبعوا خطوات الشيطان ..)إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ()
وما ورد في صحيح مسلم (أن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه)

فهو يوسوي و يزين و يعد و يمني و يغر الإنسان و يمنيه و همز و ينفخ و يضل و يستزل و يفتن و يقعد للناس صراط الله و يأتيهم من بين أيديهم و من خلفهم (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ولآتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم..)
و يصد عن سبيل الله ..
بل إن له سيطرة على الأجساد بدرجات مفاوته.
و عبث الشيطان وشره يبداء من الوسوسة و يظهر بشكل تسلط أما ناقص أو تام والعياذ بالله.







س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
في هذه الحياة الدنيا من الضوار والشرور ما يلجئ العبد لربه بما يناسب طبيعة هذه الحياة من عدم الكمال و الكبد و للامتحان الأكبر للعباد في عبوديتهك لله و تفاوت الدرجات والفضل . و ليقوم في قلوبهم معنى سام و أعمال قلبية جليلة من تضرع و إنابة و توكل و خوف ورجاء و محبة و تعلق و دعاء . و ليكون العبد داخلا في عباد الله الموعودين بالفوز والظفر و الحياة الطبية في الدنيا و الأخرة. ولهم الجنات والخلود و الحياة الكاملة. ووعدهم سبحانه بإعاذتهه لهم (ولئن استعاذني لأعيذنه) في حديث شريف.
هذا والله أعلم
و صلى الله على نبينا محمد

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 06:26 AM
أروى عزي أروى عزي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 28
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
4. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
8. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).

ب. الوافية
لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة،
ولأنّها وافية بما في القرآن من المعاني،

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
والقول الثاني: هي مدنية، وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نُسب خطأ إلى أبي هريرة وعبد الله بن عبيد بن عمير، وعطاء بن يسار، وعطاء الخراساني، وسوادة بن زياد، والزهري.
وقد حكى هذه الأقوال عنهم أبو عمرو الداني وابن عطية وابن الجوزي وعلم الدين السخاوي والقرطبي وابن كثير، وكثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض، ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف في بعض كتب التفسير.
فربما ظنَّ من رأى كثرة من نُسب إليهم هذا القول أن في المسألة خلافاً قوياً، وهي لا تصحّ عنهم، ولا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه،
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
وأما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
‎أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
‎قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.
‎وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة {أنعمت عليهم} كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور)ا.هـ.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
وأنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة.
وأن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبادة الاستعاذة من العبادات الجليلة التي يُحبّها الله تعالى ويثيب عليها، ويبغض من أعرض عن التعبّد له بها.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir