:: بســمـ الله الرحمنـ الرحيمـ ::
..والســلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتهُ ..
الفصل الثالث
~ آداب الطـالب مع شـيخه ~
18 . رعاية حرمة الشيخ
بما أن علي طالب العلم أن يتلقي العلم عن طريق شيخ من الشيوخ الأفاضل, إذن لا بد من مراعاة الأمور التالية مع حرمة الشيخ:
1 . ( أن يعتبر طالب العلم شيخه مُعلماً ومربياً) : لابد علي طالب العلم أن يثق في شيخه كمعلم ومربي وفيما يتلقي منه, واذا انعدمت تلك الثقة,
فيصبح الطالب كأنه يبني علمهُ علي أساس ضعيف ! لذلك يجب توفر الثقة في الشيخ وعلمه لكي ينتفع.
2 . خذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه : عليك أن تجلس الجلوس المهذب أمام شيخك, لا بمد رجليك أو يديك أمامه ولا مستلقياً أو مُتكئاً علي جانبك.
جلوسك أمام شيخك يختلف عن جلوسك أمام أقرانك.
3 . حسن السؤال والإستماع : عليكَ بالإستئذان قبل أن تسأل ويكون سؤالك موجهاً برفق لشيخك وأن لا تكون متطاولاً في سؤالك علي الشيخ.
وحسن الإستماع هو أن تسمع وتُركز فيما يقوله شيخك, لا جالساً بجسدك سارحاً بقلبكَ في أمورٍ أخري.
4 . حسن تصفح الكتاب أمام الشيخ ومع الكتاب لكي لا يتمزق
5 . ترك المجادلة أو المماراة والمماراة تعني أن اذا أجاب الشيخ سؤال الطالب, قام الطالب بجلب فرضٍ اخر أضيق من سؤاله
6 . في حالة أن الشيخ أخطأ, عليكَ بتنبيه الشيخ داخل الدرس في حالة معرفتك بأنه يوجد من يسجل الدرس في شريط أو يوجد مكان أخر متصل بمكان
الدرس ويقومون بالإستماع الي الشيخ. ويجب عليك تنبيه الشيخ خارج الدرس في حالة أن الدرس خاص بينه وبين الطلاب الموجودين أمام الشيخ,
وعليك بالرفق في طريقة التنبيه.
7 . وعليك تجنب الإكثار من الإسئلة خاصة وان كان ذلك في موضوع مختلف عن الذي يتحدث عنه الشيخ. وعدم مقاطعته وهو يتحدث.
8 . واجب عليك إلقاء السلام علي شيخك لو مرّ بجابنك أو مربت بجانبه في الخارج في مكان ما وعليك بمنادته بــ( يا شيخنا , يا شيخي ) وعدم منادته بأسمه أو تاء المخاطبة.
9 . يجب الإستئذان من شيخك لو رغبت في تلقي العلم من شيخٍ آخر غيره, ربما يعلم أمراً عن ذلك الشيخ وأنت لا تعلمه, فينصحك قبل ذهابك وتلقي العلم من ذلك الشيخ.
* * * *
19 .رأسُ مالكَ أيها الطالب من شيخك
أ . إتخاذ الشيخ قدوة حسنه تقتدي بها, قدوة في الأخلاق الحسنة والشمائل الطيبة.
( أما التلقي والتلقين, فهو ربح زائد), ويقول شيخنا بن العثيمين أن الأصل هو تلقي العلم من الشيخ أمر مقصود بالإضافة الي
الإقتداء بإخلاقه أيضاً أمر مقصود
ب . لا يأخذك حبُ شيخك لك بأن تقلدهُ في مشيته أو حركته أو هيئته, الا لو كان شيخك يُقلد الرسول, فهنا أنت عليكَ بالتقليد
لأنك في هذه الحاله تعتبر أن الرسول هو القدوة لك .
* * * *
20 . نشاطُ الشيخِ في درسه
أ . بالنسبة لطالب العلم: ينبغي عليه أن يكون له قوة للأستماع والتركيز مع الشيخ وأن لايمل من العلم أثناء إلقاء الشيخ للعلم,
ويظهر الملل بكثرة تصفحك للأوراق أو تلفت يميناً ويساراً, ذلك يوحي للشيخ بأنك تشعر بالضجر.
ب . بالنسبة للشيخ : علي الشيخ أن يعلم متي يُلقي العلم . يلقي العلم حينما يري الناس أوالطلبة يتشوفون لإستماع العلم.
فإذا ألقي الشيخ العلم الطلبة أو عامة الناس كرهاً, فيكون فيه مضرة لهم :
1 . الفائدة من العلم المُتلقي تكون قليلة
2 . الطالب قد يكره مايلقيه الشيخ أو الشيخ نفسه.
* إلقاء العلم يكون علي الــــراغب في تلقي العلم..~
* * * *
21 . الكتابة عن الشيخ
فالكتابة عن الشيخ وقت المذاكرة تختلف من شيخ لآخر >>> فبعضهم يملي إملاءً وبعضهم يلقي إالقاءً.
والكتابة عن الشيخ أدب وشرط :
- أدب : علي طالب العلم أن يستأذن من الشيخ قبل كتابة أو تسجيل ما يُلقي الشيخ من العلم
- الشرط: عليك أن تشير بأن الذي كتبته هو من سماعك للشيخ, لأن إلقاء الشيخ قد إملاء أو تقريراً :
أملاه إملاء >> العلم الذي يُلقيه الشيخ يكون رسمياً , ويكون الشيخ حذراً في كل كلمة يُلقيها.
ألقاه كتقرير >> يكون إلقاء الموضوع متداخلاً وقد يسهوا الشيخ عن كلمةٍ ما.
* في جميع الحالات يجب علي طالب العلم متأكداً من الذي يكتبه عن الشيخ, من حيث الفهم أولا ومن حيث
غفلته في كتابة بعض الكلمات المهمة..~
* * * *
22 . التلقي عن المبتدع
يُحذر الشيخ أبو بكر من أهل الشبهات والأهواء ومنهمـ :
-من يتبعون أهواءهم في العقيدة
- المبتدع : الذي يتبع العقل ويُبعد الكتاب والأحاديث في أمور العقيد >> لأنه جاهل
- الصوفي: الذي يُبعد العقل والنقل في مناقشاته ويتبع الذوق والوجد
لذا يجب علي طالب العلم هجر هوءلاء أهل الأهواء والشبهات حتي وان وجَد منفعة أخري فيهم, كتعلم اللغة العربية منهم ونحو ذلك
لأن هذا فيه مفسدتين :
أ . إغترار ذلك المبتدع بنفسه, فيعتقد أنه صاحب حق وصواب
ب . إغترار الناس به وخاصة لو كانوا لا يفرقون بين أمور العقيدة والعلم , كالنحو والبلاغة مثلا, فيسعي بعضهم علي تلقي العلم منه وذلك المبتدع
قد يتحدث في أمور العقيدة المبنية علي البدعة.وفي حالة كون هذا المبتدع هو أستاذ لك في دراستك, فخذ خيره ودع شره.
* وأطلق ابن المبارك رحمه الله علي هوءلاء بــ ( الأصاغر) >> لأنهم يعتبروا صغاراً وإن عظموا !
* اذا توفر لديك العلم الوافي, عليك بمناقشته وبيان الحق له , وان لم يتوفر لديك العلم الوافي لا تجادله, بل عليك هجره.
~ أنتهي تلخيص الفصل الثالثـــ بعون الله~