فهرسة أحكام المصاحف- ترتيب المصحف
آراء العلماء في ترتيب المصحف
-أجمعت الأمة الإسلامية على أن ترتيب الآيات في سورها على ما هو عليه المصحف اليوم توقيفي بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت الآيات تنزل عليه، وجبريل يدله على مواضعها، ويبلغها رسول الله صحابته، ويأمر كتاب الوحي بنسخها في مواضعها،
ولقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع في ذلك، مثل أبو بكر ابن الأنباري والزركشي و أبو جعفر ابن الزبيرالغرناطي، و مكي وغيره والقاضي أبو بكر الباقلاني و السيوطي , وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .
حديث زيد: «كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع»1-
2-حديث ابن عباس قال: «قلت لعثمان: ما حملك على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من الثاني، وإلى برآءة وهي من المئين، ففرقتم بينهما، ولم تكتبوا بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: }ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا..........)
أحاديث فضل بعض الآيات من السور في كتب التفسير، كحديث فضل أواخر سورة البقرة3-
والعشر آيات في بداية الكهف
4- قراءته صلى الله عليه وسلم لبعض السور لم يغير منهن شيئا، لا بتقديم ولا بتأخير، في آياتها كقراءة سورة البقرة،
- 5-ما روى البخاري قال: قال ابن الزبير[21] : قلت لعثمان بن عفان: ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا﴾، قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها، قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه، ) ا [ قدمي هذا الأثر في الأدلة ، يكون الترتيب :
حديث زيد ، ثم الأحاديث الدالة على قراءته صلى الله عليه وسلم لسور كاملة ، ثم الأحاديث الدالة على فضل بعض الآيات في بعض السور، ثم أثر ابن الزبير عن عثمان ، ثم أثر ابن عباس عن عثمان ، وذلك لأننا نقدم الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الآثار ، والأحاديث كما تعلمين منها قولي ومنها فعلي ومنها تقريري ]
.
سلك العلماء في ذلك ثلاثة مذاهب وهي[ ما رأيك لو قلنا : اختلفوا على ثلاثة أقوال ؟ ]
من يقول أن الترتيب اجتهادي،مثل أبو الحسين أحمد بن فارس والقاضي عياض الإمام مالك
القاضي أبو بكر الباقلاني في أحد قوليه
اختلاف مصاحف السلف، في ترتيب السور
دحض هذه الحجة : دحضها السيوطى فى كتابه أسرار ترتيب القرآن حيث بين أن التوقيف استقر فى العرضة الأخيرة على القراءات المنسوخات ولم يبلغهم النسخ .
حجتهم الثانية : ما أخرجه ابن أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .
دحض هذه الحجة:ذكر الزرقانى الاختلاف بين مصاحف الصحابة بنحو مما ذكره السيوطى
الثاني :القول بأن ترتيب السور كما هو مشاهد فى المصاحف اليوم توقيفىالمذهب
من أصحاب هذا القول :محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله . والقول بالتوقيف هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد , وهو اختيار أبى بكر الأنبارى والنحاس وأحد قولي الباقلاني والكرماني وهو اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبى , وحكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن)وغيرهم
واحتج القائلون بأن ترتيب السور توقيفى بجملة حجج:
إحداهما : حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل )
الحجة الثانية : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن
واحتجوا ثالثا: بحديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه)
واستدلوا رابعا : بحديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
واحتجوا خامسا : بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال حول تقديم البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟
واستدلوا سادسا : بماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب"
واستلوا سابعا : بتوالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
واستدلوا ثامنا : على التوقيف فى ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم
واستلوا تاسعا : بعدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا
واستدلوا عاشرا : بكون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع
المذهب الثالث: ومنهم من يقول إن البعض بالتوقيف، [ والبعض بالاجتهاد ]
مثل إبن عطيّة الأندلسي و البيهقي و أبو جعفر ابن الزبير ومحى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله ومثل بو بكر الأنباري وأبو جعفر النحاس القاضي أبو بكر الباقلاني ابن الحصار
دليلهم : قال البيهقى فى المدخل : ( كان القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان )
دحض هذه الحجة أن حديث عثمان لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيق
من خلال قوة الأدلة وفهمها يتبين أن ترتيب السور توقيفي , [ جمهور العلماء على أنه اجتهادي لهذا استقر الأمر على جواز مخالفة ترتيب السور وإن كُره من بعض العلماء واستحبوا التزامه ]
الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضى عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور فى الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء ,
دعوى إعادة ترتيب القرآن حسب النزول.
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى , ورغبه منهم فى طمس معالم إعجازه لقطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم واستعانوا بصاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه لتحقيق مخططهم
ولقد أبطل هذه الدعوة الخبيثة دار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما من كل جهة إسلامية رسمية كانت أو فردية