دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 09:29 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحزب )

( بصيرة فى الحزب )
وهو جماعة فيها غلظ، وقيل: الحزب الأصحاب، والحزب الطائفة، وهذيل تسمى السلاح الحزب تشبيها وسعة. والأحزاب: الطوائف التى تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام. وقوله تعالى {فإن حزب الله} يعنى أنصار الله. قال بلال عند وفاته: "غدا نلقى الأحبه، محمدا وحزبه".
وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم حزب أصحابه فى بعض الغزاوت حزبين، أى جعلهم فرقتين: فرقة تقابل العدو، وفرقة تصلى معه.
وورد فى القرآن على وجوه:
الأول: بمعنى أصناف الخلائق فى اختلاف المذاهب والملل والأديان {كل حزب بما لديهم فرحون}.
الثانى: بمعنى عسكر الشيطان {أولائك حزب الشيطان}.
الثالث: بمعنى جند الرحمن {أولائك حزب الله} وهم فى الدنيا غالبون مصلحون {فإن حزب الله هم الغالبون} وفى العقبى فائزون مفلحون {ألا إن حزب الله هم المفلحون}.

  #27  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 09:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحزن )

( بصيرة فى الحزن )

والحزن والحزن خشونة فى الأرض وخشونة فى النفس لما يحصل فيه من الغم، ويضاده الفرح. ولاعتبار الخشونة بالغم قيل خشنت بصدره إذا حزنته. يقال: حزن يحزن كعلم يعلم، وحزنته. وقوله {ولا تحزن} ليس بنهى عن تحصيل الحزن، لأن الحزن ليس يدخل باختيار الإنسان. ولكن النهى فى الحقيقة إنما هو عن تعاطى ما يورث الحزن واكتسابه. وإلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله:
*ومن سره ألا يرى ما يسوءه * فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا*
وأيضا يحث على أن يتصور الإنسان ما عليه جبلة الدنيا، حتى إذا غافصته نائبة لم يكترث لها لمعرفته إياها، وحث على أن يروض نفسه على تحمل صغار النوب حتى يتوصل بها إلى تحمل كبارها.

  #28  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 09:30 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحس )

( بصيرة فى الحس )
وهو القتل، ومنه قوله تعالى: {إذ تحسونهم بإذنه} أى تقتلونهم وتستأصلونهم، وحس البرد الجراد: قتله. والحسيس: القتيل، فعيل بمعنى مفعول. وقوله تعالى {لا يسمعون حسيسها} أى حسها وحركة تلهبها. قال إبراهيم الحربى: الحس والحسيس أن يمر بك قريبا ولا تراه. والحاسة: القوة التى بها تدرك الأعراض الجسمية. والحواس: المشاعر الخمس، يقال: حسست وحسيت وأحسست وأحسيت.
فحسست على وجهين: أحدهما يقال أصبته بحسى، نحو: عنته ورمحته. والثانى أصبت حاسته، نحو كبدته. ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل فقيل حسسته أى قتلته. وأما حسست فنحو علمت وفهمت، ولكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة. وأما حسيت فقلبت إحدى السينين ياء. وأما أحسسته فحقيقته أدركته بحاستى، وأحست مثله، لكن حذف إحدى السينين تخفيفا نحو ظلت.
وقوله تعالى {فلمآ أحس عيسى منهم الكفر} تنبيه أنه ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن التفهم. وكذلك قوله تعالى {فلمآ أحسوا بأسنآ} وقوله تعالى {هل تحس منهم من أحد} أى هل تجد بحاستك أحدا منهم. وقد يعبر عن الحركة بالحسيس والحس، قال تعالى {لا يسمعون حسيسها}.

  #29  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:00 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحساب )

( بصيرة فى الحساب )
وهو استعمال العدد. يقال حسبت أحسب ككتبت أكتب حسابا وحسبانا وحسابه وحسبة وحسبا. قال عمر رضى الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا. قال:
*وكنت حسبت فلما حسبـ * ت زاد الحساب على المحسبه*
وقد خلتها مرتعا ممرعا * فصادفتها دمنة معشبه*
وقال:
*فإن تزرنى أزورك أو إن * تقف ببابى أقف ببابك*
*والله لا كنت فى حسابى * إلا إذ كنت فى حسابك*
وقد ورد الحساب فى التنزيل على عشرة أوجه:
الأول: بمعنى الكثرة {عطآء حسابا} أى كثيرا.
الثانى: بمعنى الأجر والثواب {إن حسابهم إلا على ربي} أى أجرهم.
الثالث: بمعنى العقوبة والعذاب {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} أى لا يخافون عذابا.
الرابع: الحسيب بمعنى الحفيظ {إن الله كان على كل شيء حسيبا} أى حفيظا.
الخامس: الحسيب بمعنى الشاهد الحاضر {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} أى شهيدا.
السادس: الحساب بمعنى العرض على الملك الأكبر {يوم يقوم الحساب} أى العرض على الرحمن.
السابع: بمعنى العدد {لتعلموا عدد السنين والحساب} أى عدد الأيام.
الثامن: بمعنى المنة {يرزقون فيها بغير حساب} أى بغير منة عليهم ولا تقتير.
التاسع: الحسبان بمعنى دوران الكواكب فى الفلك {الشمس والقمر بحسبان} أى يدوران حول القطب كدوران الرحى.
العاشر: الحسبان بالكسر بمعنى الظن {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} {ولا تحسبن الله غافلا} وله نظائر.
وأما قوله تعالى {ويرسل عليها حسبانا من السمآء} فقيل معناه نارا وعذابا، وإنما هو فى الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه. وفى
الحديث أنه قال فى الريح: "اللهم لا تجعلها عذابا ولا حسابا".
وذكر بعضهم فى قوله تعالى {يرزق من يشآء بغير حساب} أوجها:
الأول: يعطيه أكثر مما يستحقه.
الثانى: يعطيه ولا يأخذ منه.
الثالث: يعطيه عطاء لا يمكن إحصاؤه كثرة.
الرابع: يعطيه بلا مضايقة، من قولهم: حاسبته إذا ضايقته.
الخامس: أكثر مما يحسبه.
السادس: أنه يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحة لا على حسب حسابهم. وذلك نحو ما نبه عليه بقوله {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمان} الآية.
السابع: يعطى المؤمن ولا يحاسبه عليه. ووجه ذلك أن المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب فى وقت ما يجب، ولا ينفق إلا كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله تعالى حسابا يضره، كما روى: من حاسب نفسه لم يحاسبه الله يوم القيامة.
الثامن: يقابل المؤمنين يوم القامة لا بقدر استحقاقهم بل بأكثر منه كما قال {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه}، وعلى هذه الأوجه قوله تعالى {يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب} وقوله تعالى: {فامنن أو أمسك بغير حساب}. قيل: تصرف فيه تصرف من لا يحاسب، أو تناول كما يجب فى وقت ما يجب وعلى ما يجب وأنفقه كذلك.
و"حسب" يستعمل فى معنى الكفاية {حسبنا الله} أى كافينا {وكفى بالله حسيبا} أى رقيبا يحاسبهم عليه. وقوله تعالى: {ما عليك من حسابهم من شيء} نحو قوله: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وقيل معناه: ما كفايتهم عليك بل الله يكفيهم وإياك، من قوله تعالى {عطاء حسابا} أى كافيا، من قولهم حسبى كذا. وقيل: أراد من عملهم فسماه بالحساب الذى هو منتهى الأعمال. وقوله تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} مصدره الحسبان، وهو أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله فيحسبه ويعقد عليه الإصبع ويكون فى معرض أن يعتريه فيه شك. ويقارب ذلك الظن، لكن الظن أن يخطر النقيض بباله فيغلب أحدهما على الآخر.

  #30  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحسن )

( بصيرة فى الحسن )
وهو عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه. وذلك ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان فى نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها، وهما من الألفاظ المشتركة كالحيوان الواقع على أنواع مختلفة.
وقوله تعالى: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله} أى خصب وسعة وظفر، {وإن تصبهم سيئة} أى جدب وضيق وخيبة. وقوله: {مآ أصابك من حسنة} أى ثواب {ومآ أصابك من سيئة} أى عذاب.
والفرق بين الحسنة والحسن والحسنى أن الحسن يقال فى الأعيان والأحداث، وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا. فإذا كانت اسما فمتعارف فى الأحداث، والحسنى لا يقال إلا فى الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال فى تعارف العامة فى المستحسن بالبصر، يقال رجل حسن وحسان وحسان وامرأة حسناء أو حسانة وحسانة. وأكثر ما جاء فى القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} أى الأبعد عن الشبهة. وقوله تعالى: {ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} إن قيل: حكمه تعالى حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خص؟ قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه؛وذلك يظهر لمن تزكى واطلع على حكمة الله تعالى، دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين: أحدهما الإنعام على الغير، وقد أحسن إلى فلان. والثانى إحسان فى فعله. وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا. وعلى هذا قول أمير المؤمنين على رضى الله عنه: "الناس أبناء ما يسحنون" أى منسوبون إلى ما يعملونه من الأفعال الحسنة. والإحسان أعم من الإنعام.
وقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} فالإحسان فوق العدل. وذلك أن العدل هو أن يعطى ما عليه ويأخذ ما له، والإحسان أن يعطى أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له. فالإحسان زائد عليه. فتحرى العدل واجب، وتحرى الإحسان ندب وتطوع، ولذلك عظم الله ثواب أهل الإحسان، قال تعالى: {إن الله يحب المحسنين}.
والإحسان من أفضل منازل العبودية؛ لأنه لب الإيمان وروحه وكماله. وجميع المنازل منطوية فيها. قال تعالى: {هل جزآء الإحسان إلا الإحسان } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه" وأما الآية فقال ابن عباس والمفسرون: هل جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة، وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ثم قال: هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال يقول: هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة؟!. فالحديث إشارة إلى كمال الحضور مع الله تعالى ومراقبته، الجامع لخشيته ومحبته ومعرفته والإنابة إليه والإخلاص له ولجمع مقامات الإيمان.
والإحسان يكون فى القصد بتنقيته من شوائب الحظوظ، وتقويته بعزم لا يصحبه فتور، وبتصفيته من الأكدار الدالة على كدر قصده. ويكون الإحسان فى الأحوال بمراعاتها وصونها غيرة عليها أن تحول، فإنها تمر مر السحاب، فإن لم يرع حقوقها حالت. ومراعاتها بدوام الوفاء، وتجنب الجفاء، وبإكرام نزلها؛ فإنه ضيف، والضيف إن لم يكن له نزل ارتحل. ويراعيها بسترها عن الناس ما أمكن لئلا يعلموا بها إلا لحاجة أو مصحلة راجحة، فإن فى إظهارها بدون ذلك آفات. وإظهار الحال عند الصادقين من حظوظ النفس والشيطان، وأهل الصدق أكتم وأستر لها من أرباب الكنوز لأموالهم، حتى إن منهم من يظهر أضدادها كأصحاب الملامة. ويكون الإحسان فى الوقت، وهو ألا يفارق حال الشهود، وهذا إنما يقدر عليها أهل التمكن الذين قطعوا المسافات التى بين النفس وبين القلب، والمسافات التى بين القلب وبين الله تعالى، وأن تعلق همتك بالحق وحده، ولا تعلق بأحد غيره، فإن ذلك شرك فى طريق الصادقين، وأن تجعل هجرتك إلى الحق سرمدا. ولله على كل قلب هجرتان فرضا لازما: هجرة إلى الله بالتوحيد والإخلاص والتوبة والحب والخوف والرجاء والعبودية، وهجرة إلى رسوله بالتسليم له والتفويض والانقياد لحكمه، وتلقى أحكام الظاهر والباطن من مشكاته. ومن لم يكن لقلبه هاتان الهجرتان فليحث على رأسه التراب، وليراجع الإيمان من أصله.

  #31  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:01 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحشر )

( بصيرة فى الحشر )
وهو إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب وغيرها. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال فى حجة الوداع: "النساء لا يعشرن ولا يحشرن". وذكر له معنيان، أحدهما: أنهن لا يحشرن إلى المصدق ولكن يؤخذ منهن الصدقة بمواضعهن. والثانى: أنهن لا يحشرن إلى المغازى ولا يضرب عليهن البعوث. وهذا هو القول، لأن القول الأول يستوى فيه الرجال والنساء. وأصل الحشر الجمع، حشرت الناس أحشرهم وأحشرهم أى جمعتهم، ومنه يوم الحشر.
وقوله تعالى: {لأول الحشر} قيل هو الجلاء. وذلك [أن] بنى النضير أول من أخرج من ديارهم وأجلوا. وقيل: هو أول حشر إلى الشام، ثم يحشر الناس إليها يوم القيامة. وقوله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} قال عكرمة: حشرها موتها. الأزهرى وأكثر المفسرين قالوا: تحشر الوحوش كلها، والدواب حتى الذباب تحشر للقصاص. والمحشر والمحشر - بفتح الشين وكسرها - موضع الحشر، والكسر أفصح، كذا فى العباب.
وقد ورد الحشر فى القرآن على وجهين:
الأول: الجمع {وإذا الوحوش حشرت} أى جمعت {وحشرناهم } أى جمعناهم.
والثانى: بمعنى السوق والطرد {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم} {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا}.
والحشر بهذا المعنى يختلف لمعان:
حشر الطيور لداود وطيب ألحانه {والطير محشورة}.
وحشر الجن وغيره لسليمان عليه السلام {وحشر لسليمان جنوده}. وحشر السحرة لفرعون وهامان {فأرسل فرعون في المدآئن حاشرين} وحشر الخلائق للملك الديان {واتقوا الله الذي إليه تحشرون} {ويوم نحشرهم جميعا}.
وحشر لأهل الظلم والعدوان لعقوبتهم بالنيران {احشروا
الذين ظلموا وأزواجهم}.
وحشر للمتقين إلى نعيم الجنان والرضوان {يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا}.

  #32  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:02 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحصر )

( بصيرة فى الحصر )

حصره يحصره حصرا: ضيق عليه. وقوله تعالى {واحصروهم} أى ضيقوا عليهم. وحصرنى الشئ: حبسنى. والحصير البارى. وفى المثل: أسير على حصير، قال:
*فأضحى كالأمير على سرير * وأمسى كالأسير على حصير*
وقوله تعالى: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} أى حابسا. قال فى العباب: الحصير السجن. ومنه الآية (حصيرا) أى محبسا. قال الحسن: معناه: مهادا، كأنه جعله الحصير المرمول؛ كقوله {لهم من جهنم مهاد} ففى الأول بمعنى: الحاصر، وفى الثانى بمعنى: المحصور، فإن الحصير سمى بذلك لحصر بعض طاقاته على بعض. وقال لبيد:
*وقماقم غلب الرقاب كأنهم * جن لدى باب الحصير قيام*
*دافعت خطتها وكنت وليها * إذ عى قصد جوابها الحكام*
سمى الملك حصيرا لأنه محجوب، وإما لكونه حاصرا أى مانعا لمن أراد الوصول إليه. والحصير أيضا: البخيل، والرجل الذى لا يشرب الشراب بخلا. والحصير عرق يمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها. وقول النبى صلى الله عليه وسلم "تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير" فسره أهل الحديث فقالوا: الحصير كل ما نسج من جميع الأشياء لأن بعضه نسج ببعض، سداه بلحمته. وقالوا: المراد من هذا أن الحصير ثوب مزخرف موشى حسن إذا نشر أخذت القلوب مآخذه لحسن وشيه وصنعته، وكذلك الفتنة تزين للناس وتزخرف، وعاقبة ذلك إلى غرور. قال:
*فليت الدهر عاد لنا جديدا *
وعدنا مثلنا زمن الحصير*
أى زمنا كان بعضنا يزخرف القول لبعض فيتواد عليه. والحصير: الجنب، والحصيران الجنبان.
وقوله تعالى: {وسيدا وحصورا} قيل: الحصور: الذى لا يأتى النساء، إما من العنة، وإما من العفة والاجتهاد فى إزالة الشهوة، والثانى أظهر فى الآية لأن بذلك يستحق الرجل المحمدة. والحصور أيضا: المجبوب. والحصور أيضا الضيق البخيل كالحصر. والحصر والإحصار: المنع عن طريق البيت. والإحصار قال فى المنع الظاهر كالعدو، والمنع الباطن كالمرض، والحصر لا يقال إلا فى المنع الباطن. وقوله تعالى: {فإن أحصرتم} محمول على الأمرين، وكذلك قوله تعالى: {للفقرآء الذين أحصروا} وقوله: {حصرت صدورهم} أى ضاقت بالبخل والجبن، وعبر عنه بذلك كما عبر [عنه] بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.

  #33  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحصن )

( بصيرة فى الحصن )
وهو واحد الحصون. وقوله تعالى: {لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة} أى مجعولة بالإحكام كالحصون. وحصن القرية: بنى جولها، وتحصن: اتخذ الحصن مسكنا. ثم يتجوز به فى كل تحرز. ومنه درع حصينة لكونها حصنا للبدن، وفرس حصان لكونه حصنا لراكبه، وإلى هذا أشار الشاعر:
*أن الحصون الخيل لا مدر القرى*
وقوله تعالى: {إلا قليلا مما تحصنون} أى تحرزون فى المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن. وامرأة حصان وحاصن: عفيفة. وقد حصنت بالضم حصنا فهى حصناء بينة الحصانة، وأحصنت. وقوله تعالى {فإذآ أحصن} أى تزوجن و (أحصن) أى زوجن. والحصان فى الجملة المحصنة إما بعفتها أو بزوجها أو بمانع آخر. ويقال: امرأة محصن إذا تصور حصنها من نفسها، ومحصن إذا تصور حصنها من غيرها.
وقوله تعالى: {وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات} إلى قوله: {فإذآ أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب} قيل: المحصنات: المزوجات تصور أن زوجها هو الذى أحصنها. {والمحصنات} بعد قوله تعالى: {حرمت} بالفتح لا غير، وفى سائر المواضع بالفتح والكسر لأن التى حرم التزوج بها المزوجات دون العفيفات، وفى سائر المواضع يحتمل الوجهين.


التوقيع :
  #34  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحصى )

( بصيرة فى الحصى )
أخذ من لفظه الإحصاء وهو التحصيل بالعدد يقال: أحصيت كذا. واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعدد كاعتمادنا فيه على الأصابع.
قوله تعالى: {وأحصى كل شيء عددا} أى حصلته وأحاط به. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" وقال "استقيموا ولن تحصوا" أى لن تحصلوا ذلك. ووجه تعذر إحصائه وتحصيله هو أن الحق واحد والباطل كثير بل الحق بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة وكالمرمى من الهدف، وإصابة ذلك شديد، وإلى هذا أشار ما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتنى سورة هود وأخواته" فسئل من الذى شيبك منه، فقال قوله تعالى: {فاستقم كمآ أمرت} وقال أهل اللغة: لن تحصوه أى لن تحصوا ثوابه.

  #35  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحضر )

( بصيرة فى الحضر )
الحاضر خلاف البادى. ومنه الحديث "لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض" والحاضرة خلاف البادية. والحاضر: الحى العظيم وهو جمع كما يقال سامر للسمار، وحاج للحجاج. والحضارة والحضارة: الكون بالحضر كالبداوة والبداوة.
وقوله تعالى: {وأعوذ بك رب أن يحضرون} من باب الكناية أى أن يحضرنى الجن: وفى العباب: أى يصيبنى الشياطين بسوء، وكنى عن المجنون بالمحتضر وعمن حضره الموت كذلك. وقوله: {ما عملت من خير محضرا} أى مشاهدا معاينا فى حكم الحاضرة عنده. وقوله {حاضرة البحر} أى قربه. وقوله {تجارة حاضرة} أى نقدا. وقوله: {كل شرب محتضر} أى يحضره أصحابه.
وحضر الرجل يحضر حضورا، وحضر بكسر الضاد، ورجل حضر ككتف: لا يريد السفر، وكلمته بحضرة فلان مثلثة الحاء، وبمحضر من فلان وبحضر فلان بالتحريك. والحضر بالضم العدو وخص بما (يحضر به) الفرس إذا طلب جريه. يقال أحضر الفرس [واستحضرته]: طلبت ما عنده من الحضر. وحاضرته محاضرة وحضارا إذا حاججته من الحضور كأنه يحضر كل واحد حجته، أو من الحضر كقولك جاريته. والحضيرة الأربعة والخمسة يغزون أى تحضر بهم الغزو، وقالت سعدى الجهنية:
*يرد المياه حضيرة ونفيضة * ورد القطاة إذا اسمأل التبع*
واللبن محضور ومحتضر أى كثير الآفة وأن الجن تحضره. وفى الحديث "إن هذه الحشوش محضرة محتضرة".


التوقيع :
  #36  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:05 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحطب )

( بصيرة فى الحطب )
وهو ما يعد للإيقاد. وقد حطبت حطبا واحتطبت أى جمعته. وحطبنى فلان إذا أتاك بالحطب، قال الجليح الجحاشى:
*تسألنى عن بعلها أى فتى*
*خب جروز وإذا جاع بكى*
*لا حطب القوم ولا القوم سقى*
*ولا ركاب القوم إن ضلت بغى*
*ولا يوارى فرجه إذا اصطلى*
*ويأكل التمر ولا يلقى النوى*
*كأنه غرارة ملأى حثى*
وقوله تعالى: {حمالة الحطب} نزل فى أم جميل امرأة أبى لهب، وكانت مشى بالنميمة، فكنى عنها بالنميمة. وإذا نصر الرجل القوم قيل: حطب فى حبلهم. والحطباء: المرأة المشئومة. والحطب ككتف والأحطب: الشديد الهزال. ويقال لمن يتكلم بالغث والسمين: حاطب ليل، لأنه لا يبصر ما يجمع فى حبله. وحطب به إذا سعى به. والمحتطب: المطر الذى يقلع أصول الشجر. وناقة محاطبة: تأكل الشوك اليابس. والحطاب ككتاب: ما يقطع من أعالى شجر العنب كل عام، واستحطب العنب: حان أن يقطع حطابه. بصيرة في الحلف



حفه بالشيء يحفه: أحاط كما يحف الهودج بالثوب.


وقوله تعالى: "وترى الملائكة حافين من حول العرش" أي محدقين بأحفته أي جوانبه، وحفافا الشيء جانباه، قال:


كأن جناحي مضرحي تكنفا


حفافيه شكا في العسيب بمسرد


وقوله تعالى:"وحففناهما بنخل أي جعلنا النخل مطيفة بأحفتهما أي جوانبهما. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع من طعام إلا على حفف أو شظف أو ضفف، والروايات الثلاثة في معنى ضيق العيش، وقلته وغلظه، ومن أمثالهم: من حفنا أو رفتا فليقتصد، أي من طاف بنا واعتنى بأمرنا ، وأكرمنا وخدمنا وحاطنا وتعطف علينا بالمدح ونحوه ، فلا يغلون في ذلك، ولكن ليتكلم بالحق منه، والحفوف اليبس، وحفتهم الحاجة إذا كانوا محاويج، وهم قوم محفوفون، وحفيف الشجر والأفعى والطائر، والسهم النافذ صوته.

  #37  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحفر )

( بصيرة فى الحفر )
حفر الأرض: قلعها سفلا. وحفر الدابة: هزلها. يقال الحمل يحفر الجمل ولا يحفر الناقة، فإنها تسمن عليه. وحفر. جامع، وحفر ثرى فلان إذا فتش عن أمره ووقف عليه.
وقوله تعالى: {وكنتم على شفا حفرة} أى مكان محفور. ويقال لها حفيرة أيضا. والحفر - محركة - التراب الذى يخرج من الحفرة، وهو مثل الهدم والنقض. والحفر أيضا: المكان الذى حفر. قال الأخطل:
*حتى إذا هن وركن القصيم وقد * أشرفن أو قلن هذا الخندق الحفر*
وسمى حافر الفرس تشبيها لحفره فى عدوه. وقوله تعالى: {أإنا لمردودون في الحافرة} أى إلى أمرنا الأول وهو الحياة. وقال مجاهد: أى خلقا جديدا. وقال ابن الأعرابى: أى إلى الدنيا كما كنا. يقال: عاد إلى حافرته أى رجع إلى حالته الأولى، وإذا رجع من الطريق الذى جاء منه أيضا. وأنشد:
*أحافرة على صلع وشيب * معاذ الله من سفه وعار*
أى: أأرجع إلى أمرى الأول بعد أن شبت؟! يعنى الغزل والصبوة إلى النساء.
وفى الحديث قال أبى بن كعب: سألت النبى صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح فقال: هو الندم على الذنب حين يفرط منذ، وتستغفر الله بندامتك عند الحافر، ثم لا تعود إليه أبدا. وقال أبو العباس هذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند السبق والبرهان يقول: أول ما يقع حافر الفرس على الحافر - أى المحفور - أو الحافرة - أى المحفورة - فقد وجب النقد. وإذا قيل عند الحافرة بالهاء أى عند أول كلمة. وقيل: فيه وجهان:
أحدهما: أنه لما جعل الحافر فى معنى الدابة نفسها وكثر استعماله على ذلك من غير ذكر الذات فقيل: اقتنى فلان الخف والحافر أى ذواتها، ألحقت به علامة التأنيث استعارة بتسمية الذات بها.
والثانى: أن يكون "فاعلة" من الحفر، لأن الفرس بشدة الدوس تحفر الأرض، كما سمى فرسا لأنها تفرسها أى تدقها. هذا أصل الكلمة ثم كثرت حتى استعملت فى كل أولية، فقيل رجع إلى حافرتة. ويقال التقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أى عند أول ما التقوا.


التوقيع :
  #38  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:06 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحفظ )

( بصيرة فى الحفظ )
حفظت الشئ حفظا بالكسر أى حرسته، وقوله تعالى: {فالله خير حافظا} أى حفظ الله خير حفظ. ومن قرأ (حافظا) وهى قراءة الكوفيين غير أبى بكر فالمراد خير الحافظين. وقوله تعالى {يحفظونه من أمر الله } أى ذلك الحفظ بأمر الله.
والحفظ يقال تارة لهيئة النفس التى بها يثبت ما يؤدى إليه الفهم، وتارة لضبط الشئ فى النفس. ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا، ثم يستعمل فى كل تفقد وتعهد ورعاية.
قوله تعالى: {والحافظين فروجهم والحافظات} كناية عن العفة و {حافظات للغيب بما حفظ الله} أى يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهم بسبب أن الله يحفظهن أن يطلع عليهن. وقرئ بنصب الجلالة أى بسبب رعايتهن حق الله لا (لرياء وتصنع) منهن. وقوله {فمآ أرسلناك عليهم حفيظا} أى حافظا؛ كقوله {ومآ أنت عليهم بوكيل} {وعندنا كتاب حفيظ} أى حافظ لأعمالهم، أو بمعنى مفعول أى محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى}.
والحفظة، الملائكة الذين يكتبون أعمال بنى آدم، وجمع الرجل الحافظ الحافظون والحفاظ والحفظة. والحفيظ: الموكل بالشئ يحفظه. والحفيظ فى صفات الله تعالى: الذى لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض
ولا فى السماء، وقد حفظ على عباده ما يعملون من خير وشر، وقد حفظ السماوات والأرض {ولا يؤوده حفظهما}. والحفاظ المحافظة على العهد، والوفاء بالعقد، والتمسك بالود. والحفاظ أيضا أن يحفظ كل واحد الآخر. وقوله تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها، ومراعاة أركانها، والقيام بها فى غاية ما يكون من الطوق، وأن تحفظهم الحفظ الذى نبه عليه فى قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشآء والمنكر}.
وأهل الحفيظة والحفائظ هم المحامون من وراء إخوانهم، المتعاهدون لعوراتهم، الذابون عنها. والتحفظ هو قلة الغفلة. وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة. والحفيظة: الغضب الذى يحمل على المحافظة ثم استعمل فى الغضب المجرد. والمحفظات: الأمور التى تحفظ الرجل أى تغضبه إذا وتر فى حميمه وجاره. قال القطامى:
*أخولك الذى لا تملك الحس نفسه * وترفض عند المحفظات الكتائف*
يقول: إذا استوحش الرجل من ذى قرابته فاضطغن عليه لإساءة بدت منه فأوحشه ثم رآه يضام زال عن قلبه ما ألم به من الحقد وغضب له ونصره وانتقم له من ظالمه. قال قريط بن أنيف:
*إذن لقام بنصرى معشر خشن * عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا*
وقال:
*وما العفو إلا لامرئ ذى حفيظة * متى يعف عن ذنب امرئ السوء يلجج*

  #39  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحفا )

( بصيرة فى الحفا )
يقال: حفيت بفلان وتحفيت به إذا عنيت بكرامته. والحفى فى قوله تعالى {إنه كان بي حفيا}: البر اللطيف. والحفى أيضا: العالم الذى يتعلم الشئ باستقصاء. والإحفاء فى السؤال: التترع فى الإلحاح والمطالبة، أو فى البحث عن تعرف الحال. وعلى الوجه الأول يقال: أحفيت السؤال، وأحفيت فلانا فى السؤال؛ قال تعالى: {إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا} وأصل ذلك من أحفيت الدابة: جعلته حافيا، وأحفيت الشارب: أخذته أخذا متناهيا.


التوقيع :
  #40  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحق )

( بصيرة فى الحق )
أصل الحق المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب فى حقه لدورانه على الاستقامة.
والحق يقال على أربعة أوجه.
الأول: يقال لموجد الشئ بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك قيل فى الله تعالى: هو الحق.
الثانى: يقال للموجد بحسب ما تقتضيه الحكمة. ولذلك يقال: فعل الله تعالى كله حق؛ نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق {هو الذي جعل الشمس ضيآء والقمر نورا} إلى قوله {ما خلق الله ذلك إلا بالحق}.
الثالث: الاعتقاد فى الشئ المطابق لما عليه ذلك الشئ فى نفسه؛ كقولنا: اعتقاد فلان فى البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق.
الرابع: للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب، وبقدر ما يجب، وفى الوقت الذى يجب، كقولنا: فعلك حق، وقولك حق. وقوله تعالى {ولو اتبع الحق أهوآءهم} يصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصح أن (يراد) به الحكم الذى هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أحققت كذا أى أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا. وقوله تعالى: {ليحق الحق} فإحقاق الحق على ضربين: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات، كما قال {وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا} أى حجة قوية. والثانى بإكمال الشريعة وبثها، كقوله تعالى: {والله متم نوره ولو كره الكافرون} وقوله: {الحاقة} إشارة إلى القيامة كما فسره بقوله: {يوم يقوم الناس} لأنه يحق فيه الجزاء.
ويستعمل استعمال الواجب اللازم والجائر نحو {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} وقوله: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق} [قيل معناه جدير]. وقرئ (حقيق على) قيل واجب.
والحقيقة تستعمل تارة فى الشئ الذى له ثبات ووجود: كقول النبى صلى الله عليه وسلم لحارثة "لكل حق حقيقة فما
حقيقة إيمانك" أى ما الذى ينبئ عن كون ما تدعيه حقا. وفلان يحمى حقيقته أى ما يحق عليه أن يحميه، وتارة تستعمل فى الاعتقاد كما تقدم، وتارة فى العمل وفى القول فيقال: فلان لفعله حقيقة إذا لم يكن مرائيا فيه؛ ولقوله حقيقة إذا لم يكن فيه مترخصا ومتزايدا. ويستعمل فى ضده المتجوز والمتوسع والمتفسح. وقيل: الدنيا باطل والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك. وأما فى تعارف الفقهاء والمتكلمين فهى اللفظ المستعمل فيما وضع له فى أصل اللغة.

  #41  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحكم والحكمة )

( بصيرة فى الحكم والحكمة )
الحكم لغة: القضاء، والجمع أحكام. وقد حكم عليه بالأمر حكما وحكومة. والحاكم. منفذ الحكم وكذلك الحكم والجمع حكام. وحاكمه إلى الحاكم: دعاه وخاصمه. وحكمه فى الأمر: أمره أن يحكم، فاحتكم. وتحكم. جاز فيه حكمه. والاسم الأحكومة والحكومة. و[تحكيم الحرورية] قولهم لا حكم إلا لله. وحكام العرب فى الجاهلية أكثم بن صيفى وحاجب ابن زرارة والأقرع بن حابس وربيعة بن مخاشن وضمرة بن ضمرة لتميم، وعامر بن الظرب وغيلان بن سلمة لقيس، وعبد المطلب (وأبوا طالب) والعاص بن وائل والعلاء بن حارثة لقريش، وربيعة بن حذار لأسد، ويعمر بن الشداخ وصفوان بن أمية وسلمى ابن نوفل لكنانة.
والحكمة: العدل والعلم والحلم والنبوة والقرآن والإنجيل وطاعة الله والفقه فى الدين والعمل به أو الخشية أو الفهم أو الورع أو العقل أو الإصابة فى القول والفعل والتفكر فى أمر الله واتباعه. وهو حكيم أى عدل حليم. وحكمه وأحكمه: أتقته ومنعه من الفساد. وسورة محكمة: غير مسوخة. والآيات المحكمات {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر السورة، أو التى أحكمت فلا يحتاج سامعها إلى تأويلها لوضوحها كأقاصيص الأنبياء عليهم السلام. والمحكم - بكسر الكاف -: الشيخ المجرب. والحكم محركة: الرجل المسن.
والحكم وردت فى القرآن على نيف وعشرين وجها:
الأول: حكم الله تعالى {أليس الله بأحكم الحاكمين}.
الثانى: حكم نوح فى شفاعة النبيين {وأنت أحكم الحاكمين} حكم لوط عند اشتغاثته من جور المجرمين {ولوطا آتيناه حكما وعلما} وحكم يوسف الصديق عند الخلوة بسيدة الحسان {آتيناه حكما وعلما} وحكمه أيضا بتعبير الرؤيا لأهل الاسجان {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} وحكم إخوة يوسف عند توقف بعضهم عن الرواح إلى كنعان {حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله} وحكم دود لما ترافع إليه الخصمان {فاحكم بيننا بالحق} وحكم خلفاء الله بين نوع الإنسان {فاحكم بين الناس بالحق} والحكم بين الزارع والراعى من داود وسليمان {إذ يحكمان في الحرث} وحكم اليهود بالتوراة وشرائعها {وعندهم التوراة فيها حكم الله} وحكم النصارى بالإنجيل وأحكامها {وليحكم أهل الإنجيل بمآ أنزل الله فيه} وحكم سيد الأنبياء بما تضمنه القرآن {وأن احكم بينهم بمآ أنزل الله} والحكم الجاهلى الذى طلبه الجهال من أهل الكفر والطغيان {أفحكم الجاهلية يبغون} والحكم الحق المنصوص فى القرآن {ومن أحسن من الله حكما} الحكم الجزم البت فى شأن أهل النفاق والخذلان {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} والحكم المقبول من المؤمنين بواسطة الإيمان، المقابل بالتذلل والتواضع والإذعان {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم} والحكم فى القيامة بين جميع الإنس والجان {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة} والحكم بين الرجال والنسوان {فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلهآ} وحكم بجزاء الصيد على المحرم عند العدوان {فجزآء مثل ما قتل من النعم يحكم به} وحكم من الله بالحق إذا اختلف المختلفان {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} وحكم الكفار فى دعوى مساواتهم مع أهل الإيمان {سآء ما يحكمون} {ما لكم كيف تحكمون} وحكم بتقديم الأرواح وتأخيرها من الرحمن {والله يحكم لا معقب لحكمه} وحكم بتخليد الكفار فى النيران {إن الله قد حكم بين العباد} وحكم بتخليد ثواب أهل الإيمان فى الجنان.
وأما الحكمة فمن الله - تعالى - معرفة (الأشياء وإيجادها) على غاية الإحكام والإتقان، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.
وقد وردت فى القرآن على ستة أوجه:
الأول: بمعنى النبوة والرسالة {ويعلمه الكتاب والحكمة} {وآتيناه الحكمة} {وآتاه الله الملك والحكمة} أى النبوة.
الثانى: بمعنى القرآن والتفسير والتأويل وإصابة القول فيه {يؤتي الحكمة من يشآء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}.
الثالث: بمعنى فهم الدقائق والفقه فى الدين {وآتيناه الحكم صبيا} أى فهم الأحكام.
الرابع: بمعنى الوعظ والتذكير {فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة} أى المواعظ الحسنة {أولائك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة}.
الخامس: آيات القرآن وأوامره ونواهيه {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.
السادس: بمعنى حجة العقل على وفق أحكام الشريعة {ولقد آتينا لقمان الحكمة} أى قولا يوافق العقل والشرع.
وأصل المادة موضوع لمنع يقصد به إصلاح ومنه سمى حكمة الدابة فقيل: حكمته وحكمت الدابة منعتها بالحكمة، وأحكمتها: جعلت لها حكمة والحكم بالشئ أن تقضى بأنه كذا أو ليس بكذا سواء ألزمت ذلك غيرك أولم تلزمه، قال الشاعر:
*واحكم كحكم فتاة الحى إذا نظرت * إلى حمام سراع وارد الثمد*
وإذا وصف القرآن بالحكمة فلتضمنه الحكمة نحو {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} وقيل: معنى الحكيم المحكم نحو {أحكمت آياته} وكلا المعنيين صحيح. والحكم أعم من الحكمة فكل حكمة حكم وليس كل حكم حكمة وقوله *الصمت حكم وقليل فاعله* أى حكمة {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قيل: تفسير القرآن. والمحكمون أصحاب الأخدود يروى بفتح الكاف وكسرها، سمو الأنهم خيروا بين أن يقتلوا مسلمين وبين أن يرتدوا. ومنه الحديث "إن الجنة للمحكمين" وقيل عنى المختصصين بالحكمة.
وأما الحكيم فقد ورد فى القرآن على خمسة أوجه:
الأول: بمعنى الأمور المقضية على وجه الحكمة {فيها يفرق كل أمر حكيم}.
الثانى: بمعنى اللوح المحفوظ {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}.
الثالث: بمعنى الكتاب المشتمل على قبول المصالح {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} وقيل فى معناه غير ذلك وقد تقدم.
الرابع: بمعنى القرآن العظيم المبين لأحكام الشريعة {يس والقرآن الحكيم}.
الخامس: المخصوص بصفة الله عز وجل تارة مقرونا بالعلو والعظمة {إنه علي حكيم} وتارة مقرونا بالعلم والدراية {إنه هو العليم الحكيم} وتارة مقرونا بكمال الخبرة {من لدن حكيم خبير} وتارة مقرونا بكمال العزة {وكان الله عزيزا حكيما}.

  #42  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحل )

( بصيرة فى الحل )

حل المكان وحل به يحل ويحل حلا وحلولا وحللا - وهو نادر - نزل به [فهو حال]. وكذلك احتله واحتل به. والجمع حلول وحلال وحلل. وأحله المكان وبه وحلله إياه. وحل به جعله يحله. وحاله: حل معه. وحللتك: أمرأتك وأنت حليلها. ويقال للمؤنث: حليل أيضا. وحليلتك جارتك.
وأصل الحل حل العقدة. ومنه قوله تعالى: {واحلل عقدة من لساني} وحللت: نزلت، من حل الأحمال عند النزول، ثم جرد استعماله للنزول قال تعالى {تحل قريبا من دارهم} {وأحلوا قومهم دار البوار} ويقال: حل الدين أى وجب أداؤه. والمحلة: مكان النزول. وعن حل العقدة استعير قولهم حل الشئ حلالا. ومنه قوله تعالى: {وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا} ومن الحلول أحلت الشاة: نزل اللبن فى ضرعها. وقوله تعالى: {حتى يبلغ الهدي محله} وأحل الله كذا.
وقوله تعالى: {إنآ أحللنا لك أزواجك} فإحلال الأزواج فى الوقت لكونهن تحته، وإحلال بنات العم وما بعدهن إحلال التزوج بهن. ورجل حلال ومحل إذا خرج من الإحرام أو خرج من الحرم. وقوله تعالى: {وأنت حل بهذا البلد} أى حلال.
وقوله تعالى: {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} أى بين ما تنحل به عقدة أيمانكم من الكفارة. وفى الحديث "لا يموت لرجل ثلاثة من الولد فمتسه النار إلا تحله القسم" أى إلا قدر ما يقول إن شاء الله تعالى. والحليل: الزوج [إما] لحل كل واحد منهما إزاره للآخر، وإما لنزوله معه، وإما لكونه حلالا له.

  #43  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحلم والحليم )

( بصيرة فى الحلم والحليم )

[الحلم] الأناة والعقل. وقيل: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب. وجمعه أحلام.
قوله تعالى: {أم تأمرهم أحلامهم بهاذآ} قيل: معناه عقولهم، وليس الحلم فى الحقيقة العقل، لكن فسروه بذلك لكونه من مسببات العقل. وقد حلم وحلمه العقل فتحلم، وأحلمت المرأة: ولدت أولادا حلماء.
وقوله تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} أى وجد منه قوة الحلم. وقوله تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم} أى زمان البلوغ. وسمى الحلم لكونه جديرا صاحبه بالحلم. وفى الحديث "لا يتم بعد حلم" وقال "أول عوض الحليم أن يكون الناس أنصاره" وقال "طوبى لمن كان له حلم يرد به جهل الجاهل، وورع يصده عن المحارم، وخلق يدارى به الناس". قال:
*فإن كنت محتاجا إلى الحلم إننى * إلى الجهل فى بعض الأحايين أحوج*
*ولى فرس للحلم بالحلم ملجم * ولى فرس للجهل بالجهل مسرج*
*فمن شاء تقويمى فإنى مقوم * ومن شاء تعويجى فإنى معوج*
وقال آخر:
*إذا قيل حلما قال للحلم موضع * وحلم الفتى فى غير موضعه جهل*
والحليم ورد فى القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: بمعنى إبراهيم الخليل {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}.
الثانى: بمعنى إسحاق وإسماعيل على اختلاف القولين {فبشرناه بغلام حليم} وفى موضع آخر {وبشروه بغلام عليم} قيل معناه: فى صغره حليم، وفى كبره عليم.
الثالث: صفة من صفات الله تعالى: تارة قرن بالعلم {وإن الله لعليم حليم} وتارة قرن بالشكر {والله شكور حليم} وتارة ضم مع الغفران {والله غفور حليم}.


التوقيع :
  #44  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحميم )

( بصيرة فى الحميم )

الحميم والحميمة: الماء الحار، والماء البارد، من الأضداد. وقيل: الشديد الحرارة. قال:
*وساغ لى الشراب وكنت قبلا * أكاد أغص بالماء الحميم*
أى البارد. وقال آخر:
*سقيا لظلك بالعشى وبالضحى * ولبرد مائك والمياه حميم*
*لو كنت أملك منع مائك لم يذق * ما فى قلاتك ما حييت لئيم*
وقال تعالى: {يصب من فوق رءوسهم الحميم} وقيل للماء الحار فى خروجه من منبعه: حمة. وروى: العالم كالحمة، يأتيها البعداء، ويزهد فيها القرباء. وسمى العرق حميما على التشبيه. وسمى الحمام إما لأنه يعرق، وإما لما فيه من الماء الحار، واستحم: دخل الحمام.
وقوله تعالى: {فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم} هو القريب المشفق. وكأنه الذى يحتد حماية لذويه. وقيل لخاصة الرجل: حامته وذلك لما قلنا. ويدل على ذلك أنه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان: حزانته، أى يحزنون له. واحتم لفلان اى احتد. وأحم الشحم: أذابه فصار كالحميم.
وقوله تعالى: {وظل من يحموم} فهو يفعول من ذلك. قيل: أصله الدخان الشديد السواد، وتسميته إما لما فيه من فرط الحرارة كما فسر فى قوله تعالى: {لا بارد ولا كريم} أو لما تصور فيه من الحممة وإليه أشير بقوله: {لهم من فوقهم ظلل من النار}.
وعبر عن الموت بالحمام لقولهم حم كذا أى قدر. والحمى سميت [إما] لما فيها من الحرارة المفرط. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم "الحمى من فيح جهنم" وإما لما يعرض فيها من الحميم أى العرق، أو لكونها من أمارات
الحمام، لقولهم الحمى رائد الموت أو بريد الموت، وقيل: باب الموت. وحمم الفرخ إذا اسود جلده من الريش. ومنه الحمام لا زمام له لا يدخل الشيطان بيتا فيه حمامة. وفيه أيضا: الحمام حبيبى وحبيب الله. وتسبيحه أن يقول سبحان المعبود بكل مكان، سبحان المذكور بكل لسان، ضعيف جدا.


التوقيع :
  #45  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحمد والحميد )

( بصيرة فى الحمد والحميد )

الحمد: الثناء بالفضيلة، وهو أخص من المدح وأعم من الشكر [فإن المدح] يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ومما يكون منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وشجاعته وعلمه، والحمد يكون فى الثانى دون الأول، والشكر لا يقال إلا فى مقابلة نعمة: فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا. وفلان محمود إذا حمد، ومحمد إذا كثرت خصاله المحمودة، ومحمد كمكرم إذا وجد محمودا.
وقوله تعالى: {إنه حميد مجيد} يصح أن يكون فى معنى المحمود، وأن يكون فى معنى الحامد. وحماداك أن تفعل كذا أى غايتك المحمودة.
وقوله تعالى: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} فأحمد إشارة إلى النبى صلى الله عليه وسلم باسمه [وفعله] تنبيها على أنه كما وجد أحمد يوجد وهو محمود فى أخلاقه وأفعاله. وخص بلفظ أحمد فيما يبشر به عيسى عليه السلام تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله.
وقوله تعالى: {محمد رسول الله} فمحمد ههنا وإن كان اسما له علما ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما فى قوله تعالى: {إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} على معنى الحياة كما يبين فى بابه إن شاء الله.


التوقيع :
  #46  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحمل )

( بصيرة فى الحمل )

مادة (ح م ل) لمعنى واحد. واعتبر فى أشياء كثيرة فسوى بين لفظه فى فعل، وفرق بين كثير منها فى مصادرها. فقيل فى الأثقال المحمولة [في الظاهر كالشئ المحمول على الظهر: حمل، وفى الأثقال المحمولة] فى الباطن: حمل كالولد فى البطن والماء فى السحاب والثمرة فى الشجرة تشبيها بحمل المرأة، يقال حملت الثقل والرسالة والوزر حملا.
وقوله تعالى: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها} أى كلفوا أن يتحملوها أى يقوموا بحقها فلم يحملوها. ويقال حملته كذا فتحمله، وحملته على كذا فتحمله واحتمله، وحمله. وحملت المرأه: حبلت، وكذا حملت الشجرة. ويقال: حمل وأحمال. قال تعالى: {وأولات الأحمال} وقوله تعالى: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} والأصل فى ذلك الحمل على الظهر فاستعير للحبل، بدلالة قولهم وسقت الناقة إذا حملت، وأصل الوسق الحمل المحمول على الظهر: ظهر البعير. وقيل الحمولة لما يحمل عليه كالقتوبة والركوبة، والحمولة لما يحمل، والحمل للمحمول وخص الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا لعجزه أو لقربه من حمل أمه إياه. وجمعه أحمال وحملان [وبها] شبه السحاب فقيل {فالحاملات وقرا} والحميل: السحاب الكثير الماء لكونه حاملا للماء. والحميل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد فى البطن. والحميل: الكفيل لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق. وحمالة الحطب كناية عن النمام وفلان يحمل الحطب الرطب أى ينم. قال الشاعر:
*نعم المعين على احتما * لك أيها الرجل الجهول*
*علمى بأنك ميت * ومساءل عما تقول*
وقال:
*سهل على حامل لبدا تبلله الشـ * مال فى حمل ذاك اللبد مبلولا*
والحمل ورد فى القرآن على اثنى عشر وجها:
الأول: بمعنى قبول الأمانة {وحملها الإنسان} أى قبلها.
الثانى: بمعنى الحفظ والرعاية {حملناكم في الجارية} {وحملناه على ذات ألواح ودسر} أى حفظناه.
الثالث: بمعنى الضبط بشدة القوة {الذين يحملون العرش}، {ويحمل عرش ربك}.
الرابع: بمعنى الرفع {وتحمل أثقالكم إلى بلد}.
الخامس: بمعنى تحمل المؤنة والنفقة {ولا على الذين إذا مآ أتوك لتحملهم} أى لتنفق عليهم.
السادس: بمعنى الالزام وطرح الحرم والجناية {وليحملن أثقالهم} {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء}.
السابع: حمل الوالدة {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} {وأولات الأحمال أجلهن}.
الثامن: بمعنى الولد فى الرحم {أن يضعن حملهن}.
التاسع: فى وضع الشئ فى موضعه عناية به {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين}.
العاشر: بمعنى الإيجاب والإلزام {مثل الذين حملوا التوراة}.
الحادى عشر: بمعنى التقصير فى الواجبات {ثم لم يحملوها}.
الثانى عشر: بمعنى حقيقة الحمل {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا } {وامرأته حمالة الحطب} أى حاملة الشوك.


التوقيع :
  #47  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:13 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحمى والحن )

( بصيرة فى الحمى والحن )
والحنث والحنجرة والحنذ والحنف والحنك والحوذ والحور والحيز والحوش [والحيص] والحوط والحيف والحيق.
أما الحمى فهو الحرارة المتولدة من الجواهر المحمية كالنار والشمس، ومن القوة الحارة فى البدن. قال تعالى: {في عين حمئة} أى حارة. وقرئ (حمئة) أى ذات حمأة وهى الطين الأسود المنتن.
وقوله تعالى: {ولا حام} قيل: هو الفحل إذا ضرب عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره فلا يركب. وأحماء المرأة: كل من كان من قبل زوجها. وقوله تعالى: {من حمإ مسنون} أى طين أسود منتن.
وقوله تعالى: {وحنانا من لدنا} أى رحمة وعطفا. وأصله الحنين، ولما كان الحنين نزاعا متضمنا للإشفاق [والإشفاق لا ينفك من الرحمة] عبر عن الرحمة به فى قوله تعالى: {وحنانا من لدنا}.
وقوله تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر} أى الغلاصم جمع حنجرة وهى رأس الغلصمة من خارج.
وقوله تعالى: {أن جآء بعجل حنيذ} أى مشوى بين حجرين وإنما يفعل ذلك لينصب عنه اللزوجة التى فيه، من قولهم: حنذت الفرس أى أحضرته شوطا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق، وهو محنوذ وحنيذ.
وقوله تعالى: {قانتا لله حنيفا} أى مائلا عن الباطل إلى الحق، وعن الضلال إلى الاستقامة. وسمت العرب كل من اختتن أو حج حنيفا تنبيها على أنه على دين إبراهيم عليه السلام.
وقوله تعالى: {لأحتنكن ذريته} يحتمل أنه مأخوذ من حنكت الدابة: أصبت حنكة باللجام، والرسن، نحو قولك: لألجمن فلانا ولأرسننه. ويحتمل أن يكون مأخوذا من قولهم: احتنك الجراد الأرض أى استولى بحنكه عليها فأكلها واستأصلها. فيكون معناه: لأستولين عليهم استيلاء.
وقوله تعالى: {استحوذ عليهم الشيطان}
أى استاقهم مستوليا عليهم، من حاذ الابل يحوذها إذا ساقها سوقا عنيفا، أو من قولهم: استحوذ العير [على] الأتان إذا استولى على حاذيها أى جانبى ظهرها.
وقوله تعالى: {حور مقصورات} جمع أحور وحوراء. والحور - محركة -: ظهور قليل من البياض فى العين من بين السواد. وقد احورت عينه. وذلك نهاية الحسن من العين. وقوله تعالى: {إنه ظن أن لن يحور} أى لن يبعث. وذلك نحو قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} والحواريون: أنصار عيسى: قيل: كانوا قصارين وقيل: كانوا صيادين، وقال بعضهم: سموا به لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس من الأدناس بإفادتهم العلم والدين.
وقوله تعالى: {متحيزا إلى فئة} أى صائرا إلى حيز، وأصله من الواو. وذلك كل جمع منضم بعضه إلى بعض.
و {حاش لله} أى بعيدا منه. قال أبو عبيدة: هى تنزيه واستثناء.
وقال أبو على الفسوى: حاش ليس باسم لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا تقول حاشى وحاش. فمنهم من جعل حاش أصلا فى بابه وجعله من لفظ الحوش أى الوحش. والحوشى: الغامض من الكلام، والوحشى من الإبل وغيرها، منسوب إلى الحوش وهو بلاد الجن: وقيل الحوش فحول جن ضربت فى نعم مهرة فنسب إليها.
وقوله تعالى: {ما لنا من محيص} أى محيد ومعدل ومميل ومهرب، من حاص عنه حيصا وحيصة وحيوصا ومحيصا ومحاصا وحيصانا: عدل وحاد.
والحائط: الجدار، والإحاطة يقال على وجهين:
أحدهما: فى الأجسام نحو أحطت بمكان كذا. ويستعمل فى الحفظ نحو: {ألا إنه بكل شيء محيط} أى حافظ له من جميع جهاته. ويستعمل فى المنع نحو قوله تعالى: {إلا أن يحاط بكم} أى إلا أن تمنعوا.
وقوله تعالى: {وأحاطت به خطيئته} فذلك أبلغ استعارة. وذلك أن الإنسان إذا ارتكب ذنبا واستمر عليه استجره إلى ارتكاب ما هو أعظم منه، فلا يزال يرتقى حتى يطبع على قلبه فلا يمكنه أن يخرج من تعاطيه. والاحتياط: استعمال ما فيه الحياطة أى الحفظ.
والثانى: فى العلم نحو قوله تعالى {أحاط بكل شيء علما} فالإحاطة بالشئ علما هو أن يعلم وجوده وجنسه وكيفيته وقدره وغرضه المقصود به وبإيجاده وما يكون هو منه، وذلك ليس إلا لله. وقال {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه} فنفى ذلك عنهم. وقال صاحب موسى {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} تنبيها أن الصبر التام إنما يقع بعد إحاطة العلم بالشئ. وذلك صعب إلا بفيض إلهى.
وقوله تعالى: {وظنوا أنهم أحيط بهم} فذلك إحاطة بالقدرة.
وقوله تعالى: {أم يخافون أن يحيف الله عليهم} أى أن يجوز فى حكمه.
{ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله} أى لا ينزل ولا يصيب.


التوقيع :
  #48  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحول )

( بصيرة فى الحول )
أصله تغير الشئ وانفصاله عن غيره. وباعتبار التغير قيل: حال الشئ يحول حوولا واستحال: تهيأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حال بينى وبينك كذا وقوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} هو إشارة إلى ما قيل فى وصفه تعالى: مقلب القلوب وهو أن يلقى فى قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضى ذلك. وقيل: يحول بينه وبين قلبه هو أن يهلكه أو يرده إلى أرذل العمر لكيلا يعمل من بعد علم شيئا.
وحولت الشئ فتحول: غيرته إما بالذات وإما بالحكم والقول ومنه أحلت على فلان بالدين. وقولهم: حولت الكتاب هو أن ينقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصورة الأولى. وقوله تعالى: {لا يبغون عنها حولا} أى تحولا. والحول: السنة اعتبارا بانقلابها ودوران الشمس فى مطالعها ومغاربها. ومنه حالت السنة تحول. وحالت الدار: تغيرت وأحالت وأحولت: أتى عليها الحول نحو أعامت وأشهرت. وأحال فلان بمكان كذا. أقام به حولا. وحالت الناقة تحول حيالا إذا لم تحمل. وذلك لتغير ما جرت به عادتها.
والحال لما يختص به الإنسان وغيره من أموره المتغيرة فى نفسه وجسمه وقنياته. والحول: ما له من القوة فى أحد هذه الأصول الثلاثة. ومنه لا حول ولا قوة إلا بالله. وحول الشئ: جانبه الذى يمكنه أى يحول إليه. والحيلة والحويلة: ما يتوصل به إلى حالة ما فى خفية، وأكثير استعماله فيما فى تعاطيه خبث. وقد يستعمل فيما فيه حكمة ولهذا قيل فى وصف الله تعالى: {وهو شديد المحال} أى الوصول فى خفية من الناس إلى ما فيه من حكمة. وعلى هذا النحو وصف بالكيد والمكر لا على الوجه المذموم، تعالى الله عن القبيح.
وأما المحال فما جمع فيه بين المتناقضين. وذلك يوجد فى المقال نحو أن يقال جسم واحد فى مكانين فى حالة واحدة. واستحال: صار محالا فهو مستحيل أى أخذ فى أن يصير محالا.


التوقيع :
  #49  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحين )

( بصيرة فى الحين )

وهو وقت مبهم يصلح لجميع الأزمان طالت أو قصرت يكون سنة وأكثر. وقيل الحين الدهر. وقيل: يختص بأربعين سنة، وقيل سبع سنين وقيل سنتين وقيل ستة أشهر وقيل شهرين وقيل فى كل غدوة وعشية حين. وقيل الحين: المدة ومنه قوله تعالى: {فتول عنهم حتى حين} أى حين ينقضى المدة التى أمهلوها والجمع أحيان وجمع الجمع أحايين.
{ولات حين} أى ليس حين. وإذا باعدوا بين الوقتين باعدوا بإذ فقالوا: حينئذ. وقوله تعالى: {ومتعناهم إلى حين} أى إلى أجل. وقوله { تؤتي أكلها كل حين} أى كل سنة. وقوله تعالى: {حين تمسون} أى ساعة تمسون. وقوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} المراد به الزمان المطلق. وكذلك قوله تعالى: {ولتعلمن نبأه بعد حين} وإنما فسروا ذلك مما ذكرناه بحسبما وجدوه قد علق به. وحان حينه: قرب أوانه. والحين يعبر به عن حين الموت. وحينت الشئ: جعلت له حينا. وأحينت بالمكان: أقمت به حينا.


التوقيع :
  #50  
قديم 30 جمادى الأولى 1432هـ/3-05-2011م, 10:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الحى )

( بصيرة فى الحى )
وهو ضد الميت. والحى بالكسر والحيوان - محركة - والحياة والحيوة بفتح الياء وسكون الواو: نقيض الموت.
والحياة يستعمل على أوجه:
الأول: للقوة النامية الموجودة فى النبات والحيوان. ومنه قيل: نبات حى: قال تعالى: {وجعلنا من المآء كل شيء حي}.
الثانى: للقوة الحساسة، وبه سمى الحيوان حيوانا {وما يستوي الأحيآء ولا الأموات} وقال تعالى {إن الذي أحياها لمحى الموتى} فقوله {إن الذي أحياها} إشارة إلى القوة النامية. وقوله {لمحى الموتى} إشارة إلى القوة الحساسة.
الثالث: للقوة العالمة العاقلة كقوله تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه}.
قال الشاعر:
*لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادى*
الرابع: عبارة عن ارتفاع الغم. وبهذا النظر قال الشاعر:
*ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء*
وعلى هذا قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين} أى [هم] متلذذون، لما روى فى الأحاديث الصحيحة من بيان أراح الشهداء.
الخامس: الحياة الأخروية الأبدية. وذلك يتوصل إليه بالحياة التى هى العقل والعلم. وقوله تعالى: {ياليتني قدمت لحياتي} يعنى به الحياة الأخروية الدائمة.
السادس: الحياة التى يوصف بها البارئ تعالى، فإنه إذا قيل فيه تعالى: هو حى فمعناه: لا يصح عليه الموت، وليس ذلك إلا لله تعالى.
والحياة باعتبار الدنيا والأخرى ضربان: الحياة الدنيا والحياة الآخرة.
قال تعالى: {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} أى الأعراض الدنيوية.
وقوله تعالى: {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة} أى حياة الدنيا.
وقوله تعالى: {رب أرني كيف تحيي الموتى} كان يطلب أن يريه الحياة الأخروية المعراة عن شوائب الآفات الدنيوية.
وقوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة} أى يرتدع بالقصاص من يريد الإقدام على القتل، فيكون فى ذلك حياة الناس. وقوله تعالى: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} أى من نجاها من الهلاك. وعلى هذا قوله: {أنا أحيي وأميت} أى أعفو فيكون إحياء.
والحيوان: مقر الحياة. ويقال على ضربين: أحدهما ماله الحاسة، والثانى ماله البقاء الأبدى. وهو المذكور فى قوله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} وقد نبه بقوله (لهى الحيوان) أن الحيوان الحقيقي السرمدى الذى لا يفنى، لا ما يبقى مدة ويفنى بعد مدة. وقال بعض اللغويين الحيوان والحياة واحد. وقيل: الحيوان ما فيه الحياة والموتان ما ليس فيه الحياة. والحيا: المظر لأنه يحيى به الأرض بعد موتها. وقوله تعالى {نبشرك بغلام اسمه يحيى} فيه تنبيه أنه سماه بذلك من حيث إنه لم تمته الذنوب، كما أماتت كثيرا من ولد آدم، لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة. قوله تعالى: {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} اى يخرج النبات من الأرض والإنسان من النطفة.
وقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منهآ} فالتحية أن يقال: حياك الله أى جعل لك حياة. وذلك إخبار ثم يجعل دعاء [ويقال: حيا فلان فلانا تحية إذا قال له ذلك، وأصل التحية من الحياة، ثم جعل ذلك دعاء] تحية لكون جمعيه غير خارج عن حصول الحياة أو بسبب الحياة إما لدنيا أو لآخرة. ومنه التحيات لله.


التوقيع :
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir