دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 12:47 AM
محمد عمر محمد عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 30
افتراضي

الحمد لله وحده:
أجوبة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة:
المجموعة الرابعة:
ج1: ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة:
1- حديث يوسف بن عطية عن سفيان عن زاهر الأزدي عن أبي الدرداء يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- {فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات}
سبب ضعفه: يوسف بن عطية؛ متروك الحديث، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث وليس بثقة، وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
حكم متنه: فيه نكارة

2- حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنه- أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)
سبب ضعفه: الانقطاع في السند لأن فضيلًا لم يدرك عليًّا رضي الله عنه.
حكم متنه: يتوقف فيه ولا يثبت معناه إلا بدليل صحيح

3- حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
سبب الضعف: الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
حكم متنه: قد صح في هذا المعنى حديث صحيح فلسنا بحاجة إلى هذا المسند الضعيف، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني} في مسند أحمد وغيره

ج2: قال بعض العلماء والمفسرين أن سورة الفاتحة نزلت مرتين؛ مرة بمكة ومرة بالمدينة:
نسبه الواحدي والثعلبي والبغوي إلى الحسين بن الفضل البجلي ت:282 هـ، نقل عنه أنه قال عن سورة الفاتحة: (سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة.)
وتفسير الحسين مفقود بن الفضل مفقود ولم يوقف على نص تام لعبارته.
وقال بذلك القول القشيري 465هـ في تفسيره أيضا في قول الله "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" أنها سميت بالمثاني لنزولها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
وذكره أيضًا ابن كثير والكرماني والزمخشري ولم ينسبوه لأحد
والخلاصة أن هذا القول لم يأت دليل صحيح عليه بل الصواب أنها نزلت مرة واحدة وهي مكية.

ج3: خمسة أسماء لسورة الفاتحة:
1- "فاتحة القرآن" دليله تسمية بعض الصحابة لها بهذا الاسم مثل: عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس وكذلك ورد عن التابعي محمد بن كعب القرظي وورد فيه أحاديث مرفوعة في إسنادها مقال.
2- "فاتحة الكتاب" ودليله: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). متفق عليه.
وأحاديث أخرى في الصحيحين عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
3- "أم القرآن" دليله: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) البخاري.
وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام). قال أبو السائب: فقلت: يا أبا هريرة إني أحيانًا أكون وراء الإمام. قال: فغمز ذراعي ثم قال: (اقرأ بها في نفسك يا فارسي).
4- "أم الكتاب" دليله: عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب). البخاري
وأيضًا أثر عن أبي هريرة قال: (في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل). مسلم
5- "السبع المثاني" دليله: تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم لقول الله: "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" بأن المقصود بالسبع المثاني سورة الفاتحة، قال: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم) البخاري. وروي هذا عن عمر وعلي وأبي هريرة وغيرهم.

ج4: معنى الاستعاذة وأقسامها:
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يُستعاذ منه. والعصمة هي المنعة والحماية، قال الله: "قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"

أقسامها: الاستعاذة قسمان: استعاذة عبادة واستعاذة تسبب:
استعاذة العبادة: هو توجه القلب وما يقوم فيه من رجاء وخوف وإنابة وتوكل واستعانة ورغبة ورهبة وهي أعمال تعبدية وكذلك قد يصاحبها تضرع ودعاء، وفيها يكون المستعيذ مفتقرًا إلى المستعاذ به ويعتقد فيه أنه هو الذي ينفع ويضر، قهذه يجب صرفها إلى الله وحده،
ومن صرفها إلى غيره فقد أشرك وباء بالخسران والهوان. قال تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"

استعاذة التسبب: هو اتخاذ الأسباب لاتقاء الشرور والاعتصام منها مثل الاحتماء بالوسائل المشروعة لدفع الضر والتمنع بالأهل والعشيرة من الأعداء، واتخاذ الاستعاذات يكون له حكم الأسباب ومقاصدها ووسائلها من الحل والحرمة ولا تكون شركًا.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)

ج5: همز الشيطان: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر.

ج6: وقت الاستعاذة:
جمهور السلف والمفسرين أنها قبل القراءة وروي القول أنها بعد القراءة عن أبي هريرة ومالك وحمزة الزيات ولا تصح نسبته إليهم.
والتفصيل:
في قول الله "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" ورد في معنى الآية ثلاثة أقوال يدلون على أن الاستعاذة قبل القراءة وقول على أن الاستعاذة بعد القراءة.
القول الأول: أنها للمقاربة أو إذا أردت القراءة فاستعذ وهو قول جمهور المفسرين واختاره ابن جرير الطبري وابن الجوزي وابن تيمية وابن عطية والبيهقي والطحاوي وغيرهم، ومثله في هذا المعنىحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) يعني إذا أراد الدخول أو قاربه.
ومن أهل اللغة من ذهب لهذا: الزجاج والنحاس وابن الأنباري وابن سيده وغيرهم

القول الثاني: أن الآية فيها تقديم وتأخير والمعنى فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن ورده ابن جرير الطبري وقال: يلزم من ذلك أن كل من استعاذ من الشيطان يلزمه القراءة.

القول الثالث: أن القراءة مع الاستعاذة وإليه ذهب ثعلب، قال: هذا مثل الجزاء كقولك إذا قمت قمت معك.

والأقوال الثلاثة متفقة على أن الاستعاذة مقدة

أما القول الرابع المنقول عن أبي هريرة والإمام مالك وصاحب القراءة حمزة بن حبيب الزيات وداود الظاهري وأبي داود السجستاني أن الاستعاذة تكون بعد القراءة فلم يثبت هذا عنهم، وظل ينقل بدون نسب صحيح إليهم ورده الإمام ابن الجزري في كتابه (النشر في القراءات العشر) وقال منتصرًا للقول أن الاستعاذة مقدمة على القراءة: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه)

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:32 AM
عبد المجيد المتعاني عبد المجيد المتعاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 79
افتراضي

المجموعة الأولى :

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
عن أبي سعيد المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه ، فقلت يارسول الله : إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد " ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت له: " ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن " قال: ( الحمدلله رب العالمين ) " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " رواه البخاري .

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم " رواه البخاري

وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا أخبرك بأفضل القرآن " قال: فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين ) رواه النسائي

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
معنى تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب : أي أنها تتضمن أصول معاني القرآن ، فما تضمنته من معاني فيها هو جامع لما تضمنته سائر سور القرآن ،ففيها الحمد والثناء والتمجيد وإفراده سبحانه بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية ، وسائر سور القرآن هي تفصيل وبيان لهذه المعاني .
وأيضاً لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف ،
ومعنى تسمية الفاتحة بالوافية فيه قولان :
الأول: لأنها لا تُقرأ إلا وافية في كل ركعة .
الثاني: لأنها وافيه بما في القرآن من المعاني .



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصح ذلك عنهم ، وقد نُسب هذا القول خطأً إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ، بعد أن تم تداولها في كتب التفسير ، فزاد بعضهم على بعض ، ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف في بعض كتب التفسير .

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا ، حيث رُوي في هذا الشأن حديثان ضعيفان ، أحدهما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله عز وجل أعطاني فيما منّ به علي ، إني أعطيتك فاتحة الكتاب ، وهي من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين " رواه ابن الضريس والبيهقي والديلمي والعقيلي كلهم عن طريق مسلم بن ابراهيم عن صالح بن بشير عن ثابت بن أنس ، وصالح بن بشير ضعيف الحديث ، وقال النسائي عنه : متروك الحديث .
والآخر حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سُئل عن فاتحة الكتاب ، فقال ثنّا نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ( أنها نزلت من كنز تحت العرش ) رواه إسحاق بن راهويه والديلمي كلاهما من هذا الطريق ، وهوضعيف لانقطاع سنده ، لأن فضيل لم يدرك علي رضي الله عنه .
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول : أنها آية من الفاتحة ، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد ، وصحّ هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عندما سُئل عن السبع المثاني فقال: " الحمد لله " فقيل له إنما هي ست آيات فقال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية
وصحّ هذا القول أيضاً عن عبدالله بن العباس رضي الله عنه ، قال في قوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعاُ من المثاني ) قال "هي فاتحة الكتاب " فقرأها عليّ ستاً ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم ) الآية السابعة
القول الثاني : لاتُعد البسملة آية من الفاتحة ، وهو قول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد ، وهؤلاء يعدون ( انعمت عليهم ) رأس آية .
والصواب أن الخلاف في هذه المسألة كالاختلاف في القراءات ، حيث ان كلا القولين مُتلقّيان عن القراء المعروفين , ومن اختار أحد القولين كمن اختار إحدى القراءتين .


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- افتقار العبد إلى الله والإقرار بالذلة والافتقار وشدة الحاجة .
2- تستلزم إيمان العبد بأسماء الله وصفاته
3- ان المُستعيذ بالله تقوم في قلبه أعمال جليلة يحبها الله تعالى ، من صدق وإخلاص وحبة وخوف ورجاء وخشية وإنابة .

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 01:33 AM
إسلام عبد المقصود إسلام عبد المقصود غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 5
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد :
المجموعة الأولى :
1- ادلة فضل سورة الفاتحة :
لسورة الفاتحة العديد والعديد من الفضائل فقد حوت جملة من الفضائل وقد خصها رسول الله بجملة من النصوص التى تدل على ما حوته من فضائل ومكانة عظيمة من بين سور القرآن الكريم ومن ذلك :
أ- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
ب- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
ج- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي
السؤال الثاني :
معنى تسمية سورة الفاتحة
أ- أم الكتاب :
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وقد ورد عن بعض السلف كراهية تسميتها بذلك لان هذا الاسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )
والصواب صحة التسمية بهذا الاسم وتسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم لا يمنع من الاشتراك في الاسم
قال ابن حجر: (ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه).
ب- الوافية :
في معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
والمعنيان صحيحان في حق السورة الكريمة فهي لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة من الصلاة وكذلك هي وافية بما فيها من معاني على ما في القرآن من معاني .
السؤال الثالث :بيان نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة لأبي هريرة ومجاهد والزهري :
وهذه النسبة فيها من الخطأ ما فيها حتى كثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وهي لا تصحّ عنهم، ولا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وعن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
وعن مجاهد أيضا، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، في أحد كتبه وفي هذا القول ضعف في الاسناد اليه .
السؤال الرابع : نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش :
ورد في ذلك حديثان ضعيفان :
الأول : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» والحديث في كل مروياته من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
الثاني : حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
السؤال الخامس : الخلاف في عد البسملة من سورة الفاتحة :
اتفق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وهو قول علي بن ألي طال وابن عباس رضي الله عنهم
واستُدلوا بما يلي :
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها))
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستدلوا بما يلي :
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). متفق عليه
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة من المسائل التي يحتمل فيها الخلاف ومن نحو الخلاف بين القراءات المتنوعة الثابتة فمن اختار قولا من القول فكم اختار قراءة من القراءات .
السؤال السادس : الحكمة من مشروعية الاستعاذة :
الاستعاذة واللجوء الى الله تعالى من العبادات رفيعة القدر عظيمة الفوائد ولها جملة من الفوائة والحكم لمشروعيتها ومن ذلك :
1- أنها تقتضي إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا فإن المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم يدل ذلك على عمق إيمانه بقدرة اللله على إنجائه وحمايته من وسواس الشيطان ونزغاته .
2- في الاستعاذة معنى الافتقار إلى الله تعالى والاعتراف بتقصير العبد وضعفه .
3- أن المستعيذ يقوم بقلبه جملة من أعمال القلوب غاية في الأهمية ومما لها أكبر الأثر في رفعة إيمانه وزيادة يقينة
كالحب والخوف والإخلاص والرجاء والتوكل ونحو ذلك من أعمال القلوب .
والله ولي التوفيق والسداد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:30 AM
إبراهيم عمر إبراهيم عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 29
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فهذه أجوبة المجموعة الرابعة من أسئلة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة
س1: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
الجواب: الحديث الأول - حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط
سبب الضعف: أن الحسن بن دينار متروك الحديث
حكم متنه : صحيح المعنى؛ لكن يوجد في الصحيح ما يغني عنه مثل حديث « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني»
الحديث الثاني - عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه
سبب ضعفه: أن فضيلا لم يدرك عليّا رضي الله عنه
حكم متنه: يُتوقّف في معناه لا يُنفى ولا يُثبَت
الحديث الثالث - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً: «إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام} و {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} إلى قوله: {وترزق من تشاء بغير حساب} معلَّقات، ما بينهن وبين الله حجاب لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش، قلن: ربنا، تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك. فقال الله عز وجل: بي حلفت، لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة، أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه، ولا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت» رواه ابن حبان في المجروحين وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن الفاخر في موجبات الجنة والمستغفري في فضائل القرآن، من طريق محمد بن زنبور المكي عن الحارث بن عمير
سبب ضعفه: موضوع لا أصل له، فالحارث كان ممن يروي الموضوعات
حكم متنه: مردود، فيه نكارة ومجازفة بكلام عظيم .. والله أعلم

س2 : هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا قول ضعيف منسوب إلى الحسين بن الفضل ، وهو أنها نزلت مرة بمكة ومرة بالمدينة، نسبه إليه البغوي والواحدي والثعلبي ، ثم ذكر هذا القول ابن كثير والزمخشري وغيرهما ولم ينسبوه إلى أحد؛ قالصحيح أنه قول لا يصح لأنه لم يقم عليه دليل صحيح

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
الجواب: 1- سورة فاتحة الكتاب
دليله: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
2- سورة (أم القرآن) ، دليله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). البخاري
3- سورة (أم الكتاب) ، دليله : حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
4- (السبع المثاني) ، دليله: قول الله تعالى : " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم " وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - المراد من هذه الآية بأنها سورة الفاتحة
5- (القرآن العظيم) ، دليله: حديث أبي سعيد بن المعلّى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته "

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
الجواب: الاستعاذة: هي اللجوء والاحتماء بمن بيده الحماية والعصمة وله القدرة على دفع شر ما يُستعاذ منه
أقسام الاستعاذة قسمان
الأول- وهو عمل قلبي يحصل به توجه قلب المستعيذ إلى من يعيذه ، فيفتقر إليه ويحتمي به ويصرف إليه خوفه وغبته في دفع السوء عنه؛ لاعتقاد أنه هو الذي بيده الأمر ، وهذا العمل= عبادة لا تُصرف لغير الله - سبحانه - ، فمن صرفها لغيره فقد أشرك به
الثاني- وهو الأخذ بالأسباب المشروعة واستعمالها في دفع الشر الذي يخافه العبد ، مع عدم الاعتقاد القلبي فيها؛ بل يعلم أن النفع والضر بيد الله عز وجلّ، كمن هجم عليه عدو فطلب من ينصره ويعينه عليه مع توكله وتفويضه الأمر إلى الله - سبحانه -

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
الجواب: همز الشيطان: الموتة، نفخه: الكبر، نفثه: الشعر. كذا قال عمرو بن مرّة

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
الجواب: اتفق جمهور العلماء؛ بل نقل ابن الجزري الإجماع على أن الاستعاذة تكون قبل القراءة، والدليل قول الله تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ، على اختلافهم في معنى الآية على أقوال: منها قول الجمهور مثل ابن جرير وابن خزيمة وابن تيمية وغيرهم بأن المعنى : إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ ، ومنها قول أبي عبيدة صاحب مجاز القرآن بأن في الآية تقديم وتأخير، أي إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، ومنها قول ثعلب : إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة
مع هذا الاختلاف في بيان معنى الآية إلا إنهم اتفقوا على النتيجة وهي أن القراءة تكون قبل الاستعاذة
- أما القول الذي يُنسب إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - وإلى الإمام ومالك، وحمزة بن حبيب الزيات وأبي داود السجستاني وداود الظاهري = فهو قول غير صحيح ولا تصح نسبته إليهم مع شيوع هذه النسبة في كتب التفسير
فالحاصل أن الاتفاق على أن الاستعاذة تكون قبل القراءة
والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 03:41 AM
يعقوب دومان يعقوب دومان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 174
افتراضي

الإجابات لأسئلة المجموعة الثانية :
1- معنى تسمية سورة الفاتحة بــ أ- فاتحة الكتاب ؛ لأنها أول ما يستفتح به ، ولأنه يفتتح بكتابتها المصاحف ، وبقراءتها الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سُوَر القرآن في الكتاب والقراءة .
ب- السبع المثاني ؛ المراد بالسبع : آياتها ، أما المراد بالمثاني ففيه أقوال أربعة للمفسرين :
1- لأنها تثنّى أي : تعاد في كل ركعة .
2- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحداً قبله .
3- لأن آياتها تتلو بعضها بعضاً ، فتثنى الأخيرة على الأولى .
4- لأنها مما يُثنى به على الله تعالى .

2- سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة هو : إرادة الأجر لما يُظن أنه صحيح أو حسن من هذه المرويات ، وهو خطأ بسبب التعجل في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بلا تثبت ولا سؤال للعلماء .
والموقف الصحيح لطالب العلم من هذه المرويات هو : معرفة ما شاع منها مع التبيّن لسبب الضعف والمرتبة ومعرفة ما يتساهل فيه مما لا يتساهل .

3- الفرق بين اسم السورة ولقبها هو : أن اسم السورة ما وُضع لتعيينها والدلالة عليها ، وأما لقب السورة فهو : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها .

4- اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أربعة أقوال :
1- أنها مكية -وهو الصواب- بدليل قوله تعالى في سورة الحجر : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرءان العظيم) وسورة الحجر مكية باتفاق .
2- أنها مدنية . 3- أنها نزلت مرتين ، مرة بمكة ومرة بالمدينة . 4- أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة .
- في نزول هذه السورة العظيمة بشارات : أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر ، وأنها كرامة خاصة وتشريف لهذه الأمّة المحمدية ، وأن الدعاء بها مستجاب .
- لا يصح في ترتيب نزولها حديث ولا أثر ، كما أنه لم يصح ما ورد في أنها نزلت من كنز تحت عرش .
- لم يتكرر نزولها ، بل نزلت مرة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الأرض .

5- الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة المنسوبة لبعض أهل العلم هو : التفريق بين الأقوال المنصوصة (الصريحة) الدالة على ما استدل به العالم -فهذا نوع- وبين الأقوال المستخرجة (المفهومة) على أصحابها والتي فُهمت من قصة أو من نص آخر على مسألة أخرى -وهذا نوع آخر- فالأول فيه الصحيح والضعيف سنداً أو متناً أو هما معاً ، فالصحيح تصح نسبته ، والضعيف لا تصح ، أما النوع الثاني فمنه الظاهر ، وهذا يُنسب للعالم مع بيان أنه قول مستخرج ، ومنه غير الظاهر ، وهذا لا تصح نسبته للعالم ، وفيه وقع التساهل عند بعض المفسرين ، فيُنقل عن العالم ويشيع ، والحقيقة أنه لم يقله .

6- درجات الاستعاذة أربع :
1- أهل الاستعاذة الباطلة وهي : الاستعاذة التي تخلّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة .
2- أهل الاستعاذة الناقصة وهي : الاستعاذة الخالية من الشرك والبدع ، لكنها ضعيفة لضعف الالتجاء والافتقار إلى الله .
3- استعاذة المتقين وهي : الاستعاذة الصحيحة المقبولة النافعة لأصحابها بإذن الله ، وتكون بالقلب والقول والعمل .

4- استعاذة المحسنين ، وهي أعلى درجات الاستعاذة ؛ لأن أصحابها حققوا صفات ولاية الله تعالى ، فأحسنوا الاستعاذة بقلوبهم وأحسنوا باتباعهم لهدى الله ، وأحسنوا بالتقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض .

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 05:36 AM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

س1- اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة.
الدليل الأول
حديث سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس*عن قوله*« ولقد آتيناك سبعا من المثاني »*قال:*«هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها*{بسم الله الرحمن الرحيم}).*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تقصيره.
الدليل الثاني
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه*قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*( فتلا عليه «الحمد لله رب العالمين » ).*رواه النسائي*
الدليل الثالث.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»*رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري .

س2- مامعنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:أ. أم الكتاب . ب. الوافية .
سمّيت أم الكتاب بهذا الاسم لأنه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل جميع السور، كما يبدأ قراءتها في الصلاة، ولأنّ أمَّ الشيء ابتداؤُه وأصلُه كما قاله البعض. قال البخاري في صحيحه« وسمّيت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ».
غير أنه روي عن بعض السلف كراهية تسمية الفاتحة بهذا الاسم« أمّ الكتاب » لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى « وعنده أمّ الكتاب » وذكر ذلك ابن كثير وابن حجر عن أنس والحسن البصري، والسهيلي عن بقيّ بن مخلد في تفسيره وهو مفقود.
والصواب الجمع بين القولين ..
فثبوت الاسم بالنص وتسمية الآيات بأم الكتاب لا يعارض تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم، قال الله تعالى « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب »، و كذلك لا يمتنع تسمية الفاتحة بهذا الاسم .
أما بالنسبة لتسميتها بالوافية قولان :
الأول:*لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، ولا تنصّف ولا تحتمل الاجتزاء، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني:*لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.*

س3- نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري؛فهل يصحّ ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا.. لا تصح عنهم، ولا أصل لها في الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال ابن حجر العسقلاني « وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة، والزهري وعطاء بن يسار »،،فنسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه فلها علّة، فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :* «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة،وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
أما بالنسبة للزهري..
لماروي عنه في كتاب« تنزيل القرآن » المنسوب إليه، وأنه عدّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة» وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4- هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا ..لأنّ الأحاديث التي دلّت على نزول الفاتحة من كنز تحت العرش ضعيفة..
منها.. حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
وآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال:*أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش. رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5- اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحة.
الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة
مع اتّفاق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:*
القول الأول:*البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والمدني.
قال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى:*« ولقد آتيناك سبعًا من المثاني»*قال:*« هي فاتحة الكتاب»؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال:*« بسم اللّه الرّحمن الرّحيم »*الآية السّابعة) رواه الشافعي وعبد الرزاق وغيرهم
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:*
1.*حديث ابن جريج،*عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت:*( كان يقطع قراءته آية آية:*« بسم الله الرحمن الرحيم »*.*« الحمد لله رب العالمين» . « الرحمن الرحيم » .« مالك يوم الدين » أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني:*إسناده صحيح .
أيضاّّ..*حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم « الحمد لله » فاقرءوا:*بسم الله الرحمن الرحيم ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و « بسم الله الرحمن الرحيم »*إحداها . رواه الدارقطني والبيهقي وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.*
والقول الثاني:*لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.*
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون*{أنعمت عليهم}*رأس آية.*
واستدلّ لهذا القول بأحاديث منها:*
1.*حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:*قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:*«الحمد لله رب العالمين»، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:( الرحمن الرحيم *، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:*(مالك يوم الدين ) قال: مجدني عبدي -وقال مرة*فوض إلي عبدي - فإذا قال:*(إياك نعبد وإياك نستعين)*قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ». رواه مسلم وأحمد والبخاري.
2.*وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:*(صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ «الحمد لله رب العالمين » لا يذكرون « بسم الله الرحمن الرحيم » في أول قراءة ولا في آخرها . متفق عليه.
ومن طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال:*«صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».*
وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول، وهي مسألة منفصلة عن مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحة، وإنما ذكرت هذا الحديث لاستدلال بعض أهل العلم به، وهو استدلال غير صحيح،
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.*
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر:*« والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}*وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(فاتحة الكتاب هي السبع المثاني)*وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة*{أنعمت عليهم}*كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم}*فالبسملة أنزلت تبعاً للسور .

س6- بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحكمة من مشروعية الاستعاذة
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية:*
فمنها:*افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.*
ومنها:*أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة.
ومنها:*أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبادة الاستعاذة من العبادات الجليلة التي يُحبّها الله تعالى ويثيب عليها، ويبغض من أعرض عن التعبّد له بها.*
فالإخلاص؛ لأن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
وأما المحبّة ؛ فلأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله.
وأما الخوف؛ لما يقوم في قلب المستعيذ المؤمن من خوف ردّ الله لطلب إعاذته بسبب بعض ذنوبه.
وقال تعالى:*{إنّ الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:(لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه)*رواه عبد الرزاق والبيهقي في شعب الإيمان.*
وأما الرجاء فلأنّ المستعيذ إنما يحمله على الاستعاذة رجاؤه أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.*
وأمّا الخشيةفيخشى سخط ربّه وعقابه.
وأمّا الإنابة وذلك لما يقوم في قلبه من الإقبال على ربّه، والإعراض عما يصدّ عنه، وهذه الإنابة هي المقصود الأعظم للابتلاء بما يُستعاذ منه.*
وأما التوكّل فلأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.*
وأمّا الاستعانة من أجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.*
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.*

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م, 08:34 PM
عبدالرحمن الأسمري عبدالرحمن الأسمري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 14
افتراضي

المجموعة الثانية :

س1 / ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي :
أ - فاتحة الكتاب .
الجواب : سميت بذلك ؛ لأنها أول مايستفتح من الكتاب ويبدأ به
قال الطبري ( وسميت فاتحة الكتاب ؛ لأنه يفتتح بكتابتها المصاحف وبقراءتها الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة )

ب- السبع المثاني .
الجواب : في ذلك أربعة أقوال :
1- لأنها تثنى - أي : تعاد - في كل ركعة ، وعليه جمهور العلماء
2- لأن الله استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحد قبله
3- لأنها تتلو بعضها بعضا ، فثنيت الأخيرة على الأولى
4- لأنها مما يثنى به على الله تعالى
وهذه الأقوال الأربعة منقولة عن السلف ، وهي صحيحة في نفسها ، ومستندة على أصول لغوية صحيحة ، وذكر بعض العلماء غير هذه المعاني ، والقول الأول هو الأرجح .

س2/ بين سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة ، وما موقف طالب العلم منها ؟
الجواب : سبب انتشارها هو خطأ بعض الرواة الثقات ، فانتشرت تلك الروايات بين الناس ، وكذلك من الأسباب إرادة بعض الرواة الأجر والخير ، فصحح وحسن بعض الروايات الضعيفة التي لا تثبت - عند التحقيق - عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وموقف طالب العلم من ذلك هو معرفة تلك المرويات الشائعة ، وأن يكون على دراية بمرتبتها من حيث الصحة والضعف ، وبمعرفة بما يتساهل فيه أو لا .

س3/ ما الفرق بين اسم السورة ولقبها ؟
الجواب : اسم السورة : ما وضع لتعيينها والدلالة عليها .
لقب السورة : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها .

س4/ اشرح بإيجاز خبر نزول الفاتحة .
الجواب : جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه ، فقال : (( هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم )) ، فنزل منه ملك ، فقال : (( هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم )) ، فسلم ، وقال : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " .

قوله: ( سمع نقيضا ) : أي : سمع صوتا
وقوله : ( لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) : فسر بعض العلماء - رحمهم الله - الحرف بكل كلمة فيها طلب ، نحو : ( اهدنا ) ، ( غفرانك ) ، ( اعف عنا ) .
ولعل الأظهر أن المراد عموم حروفها ، كما فسره حديث أبي هريرة مرفوعا (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ....الحديث )) ، فكل جملة طلبة عطاؤها الإجابة ، وكل جملة خبرية عطاؤها ذكر الله وإثابته

وفي حديث ابن عباس في خبر نزول الفاتحة بشارات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته ؛ بما اختصهم الله به من إنزال الفاتحة وخواتيم البقرة عليهم دون سائر الأمم ، ونزول ملك بها لم ينزل قط للأرض ، وما نزل إلا ليبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه البشارات .

س5/ ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تنسب إلى بعض أهل العلم ؟
التثبت والتحقق من صحة نسبتها لهم ، وهل هي من منصوصهم أم مخرجة ، وهل التخريج ظاهر أم غير ظاهر ، ثم بعد ذلك يرجح طالب العلم بعدما يجمع الآثار والأقوال في المسألة .

س6/ بين بإيجاز درجات الاستعاذة .
الجواب :
1- الاستعاذة الباطلة : وهي التي تخلف عنها أحد شرطي قبول العمل ( الإخلاص والمتابعة )
2- الاستعاذة الناقصة : هي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة ، لكنها ناقصة ضعيفة من جهة الالتجاء إلى الله والاستعانة به واتباع هداه
3- استعاذة المتقين : وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة ، والتي تكون بالقلب والقول والعمل .
4- استعاذة المحسنين : وهي أعلى درجات الاستعاذة ، وهي الاستعاذة بالله كأنك تراه ، مع الإكثار من ذكره سبحانه واتباع هداه والمسارعة في الخيرات .

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م, 03:05 AM
أمين الإدريسي أمين الإدريسي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 33
افتراضي

المجموعة الثالثة:
ج1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
في معنى تسميتها بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.

القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).

وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ثمّ ذكر شواهد لغوية صحيحة على هذا القول لا نطيل بذكرها.
ب. سورة الصلاة.
وهذا الاسم ذكره: الزمخشري والقرطبي والبيضاوي وأبو حيان وابن كثير وابن حجر والعيني والشوكاني وغيرهم.
واختلف في سبب هذه التسمية على قولين:
القول الأول: لأنّ الصلاة لا تجزئ إلا بها، وهذا القول قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
والقول الثاني: للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...) الحديث، رواه مسلم، وقال بهذا قول النووي والقرطبي وابن كثير.
قال النووي: (قوله سبحانه وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) الحديث
قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة)ا.هـ.
ولتسمية الفاتحة بالصلاة وجه آخر قويّ، وهو أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة:
- فهي صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجّهه إليه.
-وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.
ج2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

ج3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.
واستخراج الأقوال على قسمين:
- فمنه استخراج ظاهر؛ لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته، ومع هذا فيفضّل عند السعة والبسط أن يبيّن أنه قول مستخرج.
- ومنه استخراج غير ظاهر؛ إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا القسم من الاستخراج لا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينُقل عنه ويشيع.

وقد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحّة الرواية، ثم ينتشر هذا القول في كتب المفسّرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن ينبّه إلى ذلك بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير؛ لكن ربما يخفى الاطلاع على تنبيههم على بعض طلاب العلم.

ج4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
لفظ "المثاني" يرد في النصوص وفي استعمال أهل العلم على ستة معانٍ؛ فهو اسم مشترك لمعانٍ متعدّدة لا تعارض بينها، وأكثرها صحيح لا خلاف فيه، وفي بعضها ما استخرج فهماً لا نصاً، والسياق يحدد المعنى المراد:
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، واستُدِلَّ له بقول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وقال حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
ونُسب هذا البيت لابنه عبد الرحمن.
والمعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال كما تقدّم.
والمعنى الثالث: السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال، واختلف في تعيين أسماء السور السبع على نحو أربعة أقوال.
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو حديث حسن إن شاء الله.
قال إبراهيم النخعي: (قدم علقمة مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى عند المقام ركعتين قرأ فيهما بالسبع الطول.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمئين.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمثاني.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمفصل). رواه أبو عبيد في غريب الحديث عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد صحيح رجاله أئمّة ثقات.
وعلقمة هو ابن قيس النخعي من كبار فقهاء التابعين وقرائهم، صلّى خلف عمر سنتين، ولزم عبد الله بن مسعود وتفقّه به، وكان يًشبَّه به في هديه ودلّه وسمته، وهو خال إبراهيم النخعي.
و(طاف أسبوعاً) أي سبعة أشواط.
قال ابن جرير: (وأما "المثاني": فإنَّها ما ثَنَّى المئيَن فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني)
وهذا المعنى راجع إلى تسمية ما بعد المبادئ بالمثاني.

والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان، واستدلّ له بقول ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ولعل الراجح أنه ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر.
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا أعلم مستنداً لحصر معاني القرآن في هذه الأنواع من أثر ولا نظر، وبعض ما ذكر داخل في بعض.
ج5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
1. حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه.
وهذا الحديث روي من طريق أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.
وهذه الصيغة للاستعاذة ليست في الصلاة ولا عند القراءة لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
2. وروى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر في الأوسط، وغيرهم.
محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
3. جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول:«سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.

ج6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
لسورة الفاتحة فضائل كثيرة ، إذ فرضها الله على كل مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كل ركعة من صلاته، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب } وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظمُ و أفضل سُوَرِ القرآن، وهي أمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه ومقدّمه، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة .

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 25 جمادى الأولى 1438هـ/21-02-2017م, 02:07 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس المذاكرة الأول لتفسير سورة الفاتحة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.
أحسنتم أحسن الله إليكم وشرّفكم بحمل كتابه.
وقبل تقويم المجلس، نضع بين أيديكم -كما اتّفقنا سابقا- بعض الإرشادات العامّة التي نأمل منكم مراعاتها جيدا:

أولا: التبكير في تقديم المجلس، والتزام المقرّر اليومي للدراسة متى وجد الطالب إلى ذلك سبيلا؛ فإن ذلك مما ييسّر عليه جدا أمر الدراسة وسبيل لإتقان ما يدرسه بإذن الله، ونذكّر ثانية بوصيّة النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل).
ثانيا: لا يمكن قبول النسخ الحرفي للإجابات، فهذا لا يحتاجه المصحّح ولا يفيد الطالب، بل يضرّه ويضعف استفادته من مجالس المذاكرة، ويضعف ملكته في الكتابة، والأصل في التقويم أن تردّ المشاركة التي تعتمد كليّا على النسخ واللصق للإجابات بعد التنبيه، وهذه الملاحظة لم تلاحظ إلا على إجابات قليلة جدا بفضل الله، ونذكّر من لم يتلزم بها بعد، بارك الله في الجميع.

ثالثا: الملاحظات العامّة على أجوبة المجلس:
1. بالنسبة لمضمون الجواب الذي يضعه الطالب لكل سؤال، فليس القصد أن يجيب الطالب بما يشعر بمعرفته بالجواب، فيجيب بـ "نعم" أو "لا"، أو يختصر الموضوع في جمل قليلة مختصرة، بل نريده أن يفترض أن قارئه ليس له خلفية عن الجواب، فيفصّل له تفصيلا، وهكذا يعدّ طالب التفسير من الآن أن يحسن أداء التفسير للمتلقّين أداءً علميا وافيا شافيا.

مثال: هل نزلت الفاتحة من كنز تحت العرش؟
بعض الطلاب يجيب بــ "لا"، وقد يزيد أن الأحاديث المروية في هذا الشأن ضعيفة.
فماذا لو عرّفت مستمعيك بنصوص هذه الأحاديث حتى يميّزوها؟ وبيّنت لهم علّة الضعف في كل منها، فعرفوا شيئا من أسباب ضعف المرويات، وتعرّفوا على المجروحين والضّعفاء من الرواة؟
أليس في ذلك إعداد علمي لهم وتبصير، ورسوخ للمعلومة في أذهانهم؟
غير أننا أمّة الدليل، لا ينبغي أن نعرض جوابا يفتقر إلى الأدلّة على صحته، إذ كيف لنا أن نفرّق بين الداعية الحقّ الذي يدعو عن علم وبصيرة وبين المدّعين؟
مثال آخر: هل نزلت الفاتحة مرتين؟
فلا يصحّ أن نجيب بـ "نعم" أو "لا"، بل نذكر منشأ القول والقائلين به وحجّتهم، ثم نبيّن صحّة القول من ضعفه، وقيسوا على أشباه هذا النوع من الأسئلة، ولذا ننتقل إلى النقطة التالية في معايير الإجابة الوافية..

2. لابد أن يرتكز كلام الطالب في المسألة التفسيرية على ثلاث ركائز:
1. حصر أقوال أهل العلم في هذه المسألة.
2. نسبة هذه الأقوال إلى من قال بها.
3. بيان أدلّة وحجّة كل قول.
وهكذا يكون لكلامك أيها المفسّر في كل مسألة أصل ودليل.
والكلام عن التحرير العلمي سيتكرّر معنا كثيرا إن شاء الله، ولكن نذكّر بما يستدعيه المقام، ونحيلكم ثانية على مجلس طلاب المستوى الأول (هنا) وخاصّة المشاركات الأخيرة فيه.

تنبيه:

- لن يخصم كثير من الدرجة في هذا المجلس على نسبة الأقوال والاختصار الزائد رغم تأثّر بعض الإجابات كثيرا، لأن هذه المجالس مجالس تعليمية قبل أن تكون تكاليف دراسية، وأوصيكم بمراعاة هذه الإرشادات ليس لأجل الدرجة فحسب، بل لأجل الإتقان والتميّز بإذن الله.
- من قوانين الدراسة في البرنامج أن من يتأخّر عن أداء المجلس يخصم منه نصف درجة، إلا إذا كان للطالب عذر مقبول في تأخّره فلا يخصم منه حينئذ، وسوف يطبّق هذا النظام بدءا من المجلس القادم بإذن الله.

والآن مع تقويمات مجموعات الأسئلة، وكما اتّفقنا فإننا نضع إرشادات عامّة وإرشادات خاصّة بكل مجموعة، نستغني بها عن إعادتها لكل طالب، ونقتصر فقط على ما يخصّ الطالب وحده، لكنها روعيت أثناء التقويم.

المجموعة الأولى:
س2 أ: معنى تسمية سورة الفاتحة بـ "أم الكتاب".
سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب هو نفس سبب تسميتها بأم القرآن، لذا يجب الرجوع إلى اسم "أم القرآن" وعرض الأقوال المذكورة في سبب تسميته، ولكن بعض الطلاب اقتصر على الفقرة الخاصّة بـ "أم الكتاب".
تذكّروا أننا نبّهنا على ضرورة الإلمام بأطراف الجواب الذي قد يكون مفرّقا في الدرس.

- أفضل أجوبة المجموعة الأولى:
إبراهيم الكفاوين (
#24)، مؤمن عجلان (#16).


1: أبو مالك محمد عيسى ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:

ج3: أحسنت، ومن المهمّ بيان علّة ضعف الروايات المنسوبة إلى أبي هريرة والزهري.
ج5: أوجزت كثيرا، وأحيلك على روابط الإجابات المثالية أعلاه.

2: فهد الثقفي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لا يصلح ذكر خلاصة القول فقط، وقد صحّت الرواية عن مجاهد –وإن كان القول في نفسه مرجوحا- ولم تصحّ عن أبي هريرة والزهري، ويجب أولا عرض الروايات ثم بيان علّة ضعفها.

ج5: تكلمت عن مسألة أخرى وهي عد البسملة آية في جميع سور القرآن عدا براءة، وهذه المسألة في درس تفسير البسملة وهو ليس من مقرّر القسم الأول، أما مسألتنا فهي مفصّلة في درس "عدد آيات سورة الفاتحة" فأوصيك بمراجعته ثانية، وإذا أشكل عليك شيء فيمكنك السؤال عنه، وفقك الله.

3: معاذ المحاسنة ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج5: أحسنت بذكر القولين وتسمية أصحاب كل قول، بقي أن تذكر أدلّة كل فريق، ثم تذكر الراجح من القولين إذا ترجّح منهما شيء، أو الجمع بينهما وقبولهما كما فصّل لكم في الدرس.

4: محمد شحاته أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:

ج3: أحسنت التفصيل، ولو ذكرت الرواية المنسوبة إلى أبي هريرة ليتعرّف عليها القاريء، وكذلك لو تذكر تعليق أهل العلم على تفرّد مجاهد رحمه الله بهذا القول.
ج5: أحسنت، ولو ذكرت أدلّة كل قول لكمل جوابك.

5: محمد عبد المنعم ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لم تتكلم عن نسبة القول إلى مجاهد.
ج5: ما ذكرته هو خلاصة القول في عد البسملة آية من الفاتحة وقد أحسنت تلخيصه، لكن يجب تناول المسألة من أولها.
ج6: حكم الاستعاذة غير حكمتها، ولعل السؤال التبس عليك، فقدّر الله وما شاء فعل.

6: عبد المحسن شمس الدين أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج4: ورد في نزول الفاتحة من كنز تحت العرش حديثان وليس حديث واحد، الأول عن علي والآخر عن أنس رضي الله عنهما وكلاهما ضعيف.
ج5: لابد من بيان أدلة كل فريق، ثم بيان القول الصحيح منهما.

7: بندر الربيعي ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لم تتكلم عن الرواية المنسوبة للزهري، ولم تذكر تعليق أهل العلم على قول مجاهد بمدنية الفاتحة.
ج5: تكلمت عن مسألة أخرى وهي عد البسملة آية في جميع سور القرآن عدا براءة، وهذه المسألة في درس تفسير البسملة وهو ليس من مقرّر القسم الأول، أما مسألتنا فهي مفصّلة في درس "عدد آيات سورة الفاتحة" فأوصيك بمراجعته ثانية، وإذا أشكل عليك شيء فيمكنك السؤال عنه، وفقك الله.

8: مؤمن عجلان أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.
ونوصي بمراجعة الجواب قبل اعتماده حتى لا تؤثّر أخطاء الكتابة على هذا التميّز، فالنقل من الوورد قد يسبب تلاصق الكلمات، وفقك الله.

9: إبراهيم العطوي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج2: أحسنت واستوفيت، ولو أسندت الأقوال لكان أتمّ.

ج3: بل صحّت نسبة القول إلى مجاهد –وإن كان القول في نفسه خطأ- وهي هفوة من عالم كما علّق أهل العلم على الرواية.
ج5: أحسنت، ويجب ذكر الأدلة على كل جواب، فنحن أمّة الدليل.

10: محمد بن حسن أ
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وسدّدك.
ونوصيك بمراجعة الملحوظات العامّة لتمام الفائدة.

11: محمد الدبيس ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، ونوصي بمراجعة الملحوظات العامّة.

12: سلطان الفايز ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: صحّ القول عن مجاهد، ولم يصحّ عن أبي هريرة والزهري لعلّة في سند الروايتين، وليس لاستخراج خاطيء من كلامهم.
ج4: أحسنت بعرض الروايتين، ولكن يجب الكلام على علّة الضعف بتفصيل أوسع.
ج5: وجود خلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة لا يقدح في حفظ الله تعالى للقرآن، فإن القرآن مصان أن يزاد فيه أو ينقص أو يبدّل، أما الخلاف في عدّ آياته لا يدخل في ذلك.
والخلاف في عدّها ثابت متلقّى بالأسانيد الصحيحة، فيكون القول فيه كالقول في القراءات.

13: إبراهيم الكفاوين أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.

14: عبد المجيد المتعاني ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: أحسنت، ولو نسبت الأقوال لكان أتمّ.
ج3: صحّت نسبة القول إلى مجاهد، والجواب يحتاج إلى تفصيل، وأحيلك على روابط الأجوبة المثالية أعلاه.
ج5: بقي الاستدلال للقول الثاني

15: إسلام عبد المقصود أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ج2: بقي قول آخر في سبب التسمية، وقد أشرتَ أن الكلام فيها نظير الكلام على سبب تسميتها بأم القرآن فوجب الرجوع إليه.
ج3: يجب التفصيل في عدم صحّة وصل القول لأبي هريرة لعلّة الانقطاع، حيث إن مجاهدا لم يدرك أبا هريرة.
وقد أحسنت في باقي أجوبتك، بارك الله فيك وسدّدك.

16: عصام عطار أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: صحّت النسبة إلى مجاهد، وهي هفوة من عالم جليل.


المجموعة الثانية:
17: سعود الجهوري أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا وتوفيقا.
ج3: لأن اللقب متقدم في التقرير على اللقب = لأن الاسم.

18: عبد الكريم الشملان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على تلخيصك الجواب والكتابة بأسلوبك.
ج2 ب: وتسميتها بالسبع لأن آياتها سبع، ويحسن بك نسبة الأقوال.
ج4: أحسنت تلخيص الجواب بارك الله فيك، ولو سقت نصّ الحديث لكان الجواب أكمل.
ج5: أحسنت، ومما يدخل في موضوع السؤال بيان أسباب شيوع بعض الأقوال الغريبة عن بعض أهل العلم وهنا يحسن الكلام على أنواع الأقوال المأثورة في التفسير ما بين منصوصة ومستخرجة.

19: يحيى الفيفي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: المطلوب سبب التسمية بالسبع المثاني وليس أم القرآن.

ج4: ذكرت الخبر ولم تشرحه كما هو مطلوب في السؤال.
ج6: لو بيّنت آثار كل نوع.

20: يعقوب دومان أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: المطلوب في السؤال ذكر الحديث الوارد في نزولها وشرحه وهو حديث أبشر بنورين، وقد زدتَ عليه، فبارك الله فيك.

21: عبد الرحمن الأسمري أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: تسميتها بالسبع لعدد آياتها، ويحسن بك نسبة الأقوال.

ج2: ليس خطأ الرواة الثقات فقط هو المسؤول عن شيوع المرويات الضعيفة في فضل الفاتحة، بل الأصل هو ما رواه الوضّاعين والضعفاء.


المجموعة الثالثة:
22: عبد العظيم أنفلوس ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك السؤال الرابع وهو معاني المثاني في النصوص وكلام أهل العلم، ويمكنك استدراك ذلك بإجابة السؤال وتعديل الدرجة، وقد أحسنت في باقي الأجوبة، وفقك الله.


23: أمين الإدريسي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: فاتك التمثيل لكل نوع.



المجموعة الرابعة:
24: محمد توفيق أ
بارك الله فيك وأدام موهبتك، وأوصيك بالعناية بعلوم اللغة رعاية لهذه الموهبة، وفقك الله.
وقد أحسنت وأجدت، لكنك اختصرت في السؤال الرابع حيث الواجب ذكر الخلاف في المسألة قبل بيان الراجح.

25: مصطفى الراوي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: لم تستدلّ لجميع الأسماء، وتسمية الفاتحة بـ "الوافية" مأثور عن سفيان بن عيينة، فهو من الأسماء التي عرفت متأخّرا.

وقد أحسنت في بقية أجوبتك، وفقك الله.

26: عمر لقمان أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

27: محمد عمر أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

28: إبراهيم عمر أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج6: يجب بيان ما هو القول غير الصحيح في وقت الاستعاذة.



المجموعة الخامسة:
29: محمد زكريا محمد أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اختصرت في الأقوال الأخيرة وكان يجب نسبة القول، وبيان سبب ضعفه.

30: محمد انجاي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: لابد من نسبة كل قول، وبيان حجّته ودليله، ثم بيان القول الراجح من هذه الأقوال.



تمّ، والحمد لله رب العالمين.
بارك الله فيكم ووفقكم لم يحبه ويرضاه.


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 03:09 AM
عنتر علي عنتر علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 220
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة عن أسئلة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسيرة الفاتحة
المجموعة الأولى :
س١- أذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة .
جـ ١- وردت أحاديث كثيرة تنوه على فضل سورة الفاتحة منها :
أ- حديث أبى هريرة عند البخاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن هي السبع المثانى والقرآن العظيم ) .
ب- حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .
ج- حديث أبى سعيد الخدري المتفق عليه فى قصة رقية سيد الحي بـ ( الحمد لله رب العالمين ) قال : فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشى وما به قلبة ... الحديث بطوله ... فلما استأمروا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك أنها رقية ؟!! ثم قال : ( قد أصبتم ، أقسموا واضربوا لى معكم سهما ) .
س٢- ما معنى نسبة سورة الفاتحة إلى ما يلى :
١- أم الكتاب ٢- الوافية
جـ ٢ القول فى معنى نسبة سورة الفاته إلى أم الكتاب راجع إلى قولين اثنين من جملة أقوال العلماء والمحققين فى المسألة ، هما :
١- سميت أم الكتاب لاشتمالها وتضمنها على أصول معانى القرآن الكريم ، فهي أم الكتاب باعتبار ما تضمنته من المعانى جامع لما تضمنته سائر سوره ، ففيها حمد لله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده والاستعانة به واثبات ربوبيته ووسؤاله الهداية التى من وفق لها فهو زن الذين أنعم الله عليهم من عباده الصالحين السائرين على الصراط المستقيم ، قد نجاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين . وأما سائر السور فهي تفصيل وبيان لهذه المعانى .
٢- القول الثانى : أنها سميت بذلك لتقدمها على سائر سور الكتاب فى القراءة فى الصلاة وفى كتابة المصاحف ، وارعرب تسمى المقدم " أُمّاً " لأن ما خلفه يؤمه ، فهي أم الكتاب لأنها مقدمة فى التلاوة فى الصلاة وفى الكتاب فى المصحف ؛ فيبدأ بها كما يبدأ فى الأصل . قال ابن الجوزي فى زاد المسير : ( ومن أسمائها : أم القرآن و أم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم ) ا.هـ .
ب- وفى معنى نسبتها إلى ( الوافية ) قولان أيضا :
١- لأنها لا تقرأ إلا وافية فى كل ركعة ، كما قال الثعلبي رحمه الله : ( وتفسيرها لأنها لا تنصف ولا تحتمل الأجزاء ؛ ألا ترى أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها فى ركعة والنصف الآخر فى ركعة كان جائزا ، ولو نُصِّفت الفاتحة وقرئت فى ركعتين كان غير جائز ) ا.هـ .
٢- لأنها وافية بما فى القرآن من المعانى ، وهذا القول منسوب إلى الزمخشري .
أي بمعنى ما تضمنته الفاتحة من المعانى وافية لما تحمله سائر السور من المعانى .

س٣- نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبى هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك ؟ ولماذا ؟
جـ٣- لا يصح نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة إلا إلى مجاهد بن جبر رحمه الله للأثر المروي عن أبى الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، وأنزلت بالمديمة ) . فهذا إسناد جيد ورجاله ثقات إلا أوه منقطع ، فإن مجاهدا لم يسمع من أبى هريرة رضي الله عنه ، فتحقيق القول فى المسألة كما قال الدارقطني رحمه الله حين سئل عن الأثر : قال : ( يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه ؛ فرواه عن أبو الأحوص عن منصور بن المعتمر عن مجاهد من قوله وهو الصواب ) ا.هـ . أي نسبة القول بمدنية الفاتحة إلى مجاهد هو الصواب . إذن ، الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله لكن وصله إلى أبى هريرة خطأ ، كما لم يصح نسبتها إلى الزهري رحمه الله ، ولعل نسبتها إليه من أجل ما روي عنه فى كتاب " تنزيل القرآن " الزنسوب إليه ، وإنه عد الفاتحة أول ما نزلت بالمدينة ، وفى اسناده وليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث .

س٤- هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ؟
جـ٤- لا ، لز تنزل الفاتحة من كنز تحت العرش ، والحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه المرفوع : ( أن الله عز زجل أعطانى فيما منّ به علي ، إنى أعطيتك الكتاب ، وهي زن كنز عرشى ، ثم قسمتها بينى وبينك نصفين ) الحديث ضعيف ... أخرجه العقلي فى الضعفاء الكبرة ، والذهبي فى ميزان الاعتدال وفى العلو ، والألباني فى السلسلة الضعيفة وفى ضعيف الجامع .

س٥- اشرح الخلاف فى مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة .
جـ ٥- اختلف العلماء فى عد البسملة آية من سورة الفاتحة ، فمنهم من يرى أنها آية منها كالشافعي رحمه الله وغيره مستدلون على ذلك بآثار صحيحة الأسانيد إلى الصحابة رضي الله عنهم .
ومنهم من يرى أن البسملة ليست آية من الفاتحة كأبى حنيفة ومالك وغيرهما رحمهم الله جميعا ، واستدلوا كذلك بآثار صحيحة الإسناد إلى الصحابة .
فتحقيق القول فى المسألة هو أن كلا القولين صحيحان وزتلقيان عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابة رضي الله عنهم ، ومن أحد القولين كمن اختار إحدى القراءتين كما قال الحافظ بن الطزري رحمه الله ، فزن عدها آية من الفاتحة جعل ( الحمد لله رب العالمين ) الآية الثانية من السورة ، ومن لم يعدها آية منها جعل ( أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) الآية السابعة من السورة . والله تعالى أعلم

س٦- بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة .
جـ ٦- شرعت الاستعاذة فى القرآن الكريم كقوله تعالى : ¡ قل أعوذ برب الناس } وقوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } وفى سورة النحل قال تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } . ذلك لأنها عبادة جليلة وعظيمة تسةلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية .
فمنها : افتقار العبد إلى ربه جل وعلا ، وإقراره بضعفه وتذلله وشدة حاجته إليه .
ومنها : أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، فإن الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربه جل وعلا على إعانته ، وإيمانه برحمته التى يرجو بها قبول طلبه إعاذته ، وإيمانه بعزته وملكه زجبروته وأنه لا يعجزه شيء ، ويستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه تعالى بحاله وحال ما يستعيذ منه ، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التى متى قامت فى القلب كان لها أثر عظيم فى إجابة طالب الإعاذة .
ومنها : أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبها الله تعالى من الصدق والاخلاص والمحبة والخوف الرجاء والخشية والإنابة والتوكل والاستعانة وغيرها ، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم فى قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبتدة الاستعاذة من العبادات الجليلة التى يحبها الله تعالى ويثيب عليها ، ويبغض من أعرض عن التعبد له بها ، ومن قامت فى نفسه وقلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعانته من أعظم أسباب محبة الله له وهدايته إليه .
زالمقصود أن الاستعاذة من العبادات العظيمة التى هي من مقاصد ملق الله تعالى للإنسان والجن . قال تعالى : { وما خلقت الجن زالإنس إلا ليعبدون } صدق الله العظيم

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م, 12:04 AM
نائل غوينم نائل غوينم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 36
افتراضي

المجموعة الأولى:
ج1: ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة وهي أحاديث صحيحة تبين عظيم وفضل الفاتحة وأنها خير سور القرآن نذكر منها ثلاثة
1- قال صلى الله عليه وسلم :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم) رواه البخاري
2- حديث أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟قلت: بلى.قال: ( فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها ) ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي! قال: ( فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟)قال: فقرأت فاتحة الكتاب،
قال: ( هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم
3-حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال: (فتلا عليه (الحمد لله رب العالمين)). رواه النسائي
ج2:قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
سبب تسميتها الوافية هناك قولان
الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
الثاني:لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.

ج3:نسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لا يصح, وبيان ذلك ما يلي:
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله وقد تفرد بها، لكن وصله إلى أبي هريرة خطأ.
وأما نسبة هذا القول إلى الزهري فلأجل ما روي عنه أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

ج4: الأحاديث المروية في هذا الموضوع أن الفاتحة نزلت من كنز من تحت العرش ضعيفة
الأول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله عز وجل أعطاني فيما من به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)
والثاني عندما سئل علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم تغير لونه، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)

ج5 اختلف العلماء في ذلك على قولين
الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد
الدليل حديث أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم .مالك يوم الدين). أخرجه الإمام أحمد
إسناده صحيح
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك
الدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري

ج6: الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية منها الافتقار لله تعالى الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ومنها المحبة والخوف الرجاء والخشية والإنابة والإستعانة وغيرها

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م, 04:09 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة


31: عنتر علي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: يوجد حديث آخر ضعيف في نزول الفاتحة من كنز تحت العرش مرويّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فتجب الإشارة إليه.
ج5: يجب ذكر أدلّة كل فريق.
- الأخطاء الكتابية كثيرة جدا، فنرجو مراجعة الجواب قبل اعتماده، سدّدك الله.

32: نائل غوينم أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: بقي قول آخر في تسمية الفاتحة بأم الكتاب وهو مذكور في سبب تسميتها بأم القرآن، فالكلام على الاسمين واحد كما بيّن الشيخ -حفظه الله-.
ج5: أحسنت، وبقي الكلام على الترجيح.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 12:35 AM
يحيى شوعي يحيى شوعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 67
افتراضي

المجموعة الأولى
ملحوظة : تم تقديم طلب تأجيل هذا الواجب سابقاً لإدارة المعهد .
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الدليل الأول :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
الدليل الثاني :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن قال: فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين) . رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم
الدليل الثالث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال : ) أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته( . رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ.( أم الكتاب ).
من الأسماء الصحيحة و الثابتة لسورة الفاتحة " أم الكتاب " و هو نظير لتسميتها بأم القرآن كما قال ابن حجر: ( ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه). وكما قال ابن الجوزي في زاد المسير:( ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم ) .
و للعلماء قولين في سبب تسميتها بأم القرآن الذي هو نظير تسميتها بأم الكتاب الأول : لتضمنها أصول معاني القرآن , والثاني :لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل , وسميت بذلك لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ,كما ذكر ذلك البخاري في صحيحة .
وعلى الجمع بين قولي العلماء في سبب ومعنى تسميتها بهذا الاسم وهو الصواب لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما كما قال ابن جرير: ( وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ب. الوافية
للعلماء في سبب تسميتها بالوافية قولان , أولهما: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة و ذكر ذلك الثعلبي
فقال( وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز ) . والآخر: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.


س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
جمهور أهل العلم قد اجمعوا على أن سورة الفاتحة مكية ولم يوجد من يخالفهم في ذلك من الصحابة و لا التابعين إلا الأثر المروي عن مجاهد بن جبر من أنها مدنية أما أبي هريرة و الزهري فقد نسب إليهم بالخطأ .
سبب نسبته لأبي هريرة :
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه .
مدى صحة ذلك : لا يصح ذلك وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ. وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: ( يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب )
سبب نسبته للزهري :
لأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة .
مدى صحة ذلك : لا يصح ذلك لأن في إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
سبب نسبته لمجاهد بن جبر :
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط و رواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: (الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة ) ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: ( نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة (
مدى صحة ذلك : الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ , قال الحسين بن الفضل البحلي: ( لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه( ذكره الثعلبي.
وجمهور أهل العلم على أنها مكية لقول الله تعالى( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يثبت صحة نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش والحديثان في ذلك ضعيفان وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة و الأحاديث الواردة في نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش هي :
الحديث الأول :
عن صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)
الحكم على الحديث : حديث ضعيف لأن فيه صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث
الحديث الثاني :
عن العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق .
الحكم على الحديث : حديث ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من الفاتحة على قولين :
الأول : تعدّ البسملة آية من الفاتحة
الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة
و الصحيح أن هذا الخلاف كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: ( والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة ( أنعمت عليهم) كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور).

وأصحاب القول الأول هم : الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي و صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم , فعن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: (الحمد لله) فقيل له: إنما هي ست آيات , فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية . رواه الدارقطي والبيهقي وعن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: ( ولقد آتيناك سبعًا من المثاني) قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال:( بسم اللّه الرّحمن الرّحيم) الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.

واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها: حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) . (الرحمن الرحيم) .( مالك يوم الدين) أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم , و قال الدارقطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات , وإن كان قد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ لكن الراجح أنه موصول غير منقطع. وكذلك استدل على هذا القول بحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا ) بسم الله الرحمن الرحيم( ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و) بسم الله الرحمن الرحيم (إحداها . رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
وأصحاب القول الثاني هم : أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد , وهؤلاء يعدّون )أنعمت عليهم( رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد :(الحمد لله رب العالمين)، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:(الرحمن الرحيم) ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:(مالك يوم الدين)، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: ( إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل . رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما . وكذلك استدل على هذا القول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ(الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه. وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال : ( صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم) . وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول .

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
شرع الله الاستعاذة لحكم عظيمة فبها يقوم في قلب العبد من العبادات العظيمة ما يتحقق بها أسباب محبة الله لذلك العبد و هدايته إليه , وهي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى:( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون).
وقد خلق الله الأشياء الضارة وضمن لعبده المؤمن اعاذتة إذا أحسن الاستعادة كما في الحديث القدسي ( ولئن استعاذني لأعيذنّه ) و لو قّدر خلو هذه الدنيا من لم من كل ما هو ضار لفات على العبد فضيلة التعبد بالاستعاذة فالابتلاء يساهم في تعريف العبد بربه و أسمائه وصفاته فبالاستعاذة
فالاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية فبالاستعاذة يحصل افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه والاستعاذة تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة. وبالاستعاذة يقوم في قلب المستعيذ أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه فبها :
• يتحقق الصدق ؛ لأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
• ويتحقق الإخلاص؛ لأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
• وتتحقق المحبّة ؛ لأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله التي كان الحامل عليها إيمانه بأنّه وليّه الذي لا وليّ له غيره.
• ويتحقق الخوف؛ لأجل ما يقوم في قلب المستعيذ المؤمن من خوف ردّ الله لطلب إعاذته بسبب بعض ذنوبه .
• ويتحقق الرجاء لأنّ المستعيذ إنما يحمله على الاستعاذة رجاؤه أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.
• وتتحقق الخشية لما يقوم بقلبه من المعرفة بالله تعالى وبأسمائه وصفاته والمعرفة بما كسبت نفسه وفرّطت فيه من أوامر الله ؛ فيخشى سخط ربّه وعقابه.
• وتتحقق الإنابة لأجل ما يقوم في قلبه من الإقبال على ربّه، والإعراض عما يصدّ عنه، وهذه الإنابة هي المقصود الأعظم للابتلاء بما يُستعاذ منه , ومتى صحّت الإنابة في قلب العبد كان من الذين يهديهم الله كما قال الله تعالى: ( قل إن الله يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب )
• ويتحقق التوكّل لأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.
• وتتحقق الاستعانة لأجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م, 10:59 PM
عبد الكريم محمد عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 194
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته . البخاري
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال:(فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين.
- س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
- ب. الوافية
أم الكتاب : قال البخاري سميت بذلك لأنها أول المصحف وأول ما يقرأ في الصلاة .
و قد ورد حديث عند البخاري ذكرها أبو قتادة وسماها أم الكتاب و كذلك ورد أثر في صحيح مسلم أن أباهريرة أيضا سماها بأم الكتاب.
و كره بعض السلف تسميتها بهذا الاسم لأن هذا هو اسم اللوح المحفوظ .
و الصحيح عدم الكراهة لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم و لان تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم لا تمنع تسمية الفاتحة به .
الوافية : في هذا المعنى أقوال :
- قال الزمخشري : لأنها وافية بما في القران من معان .
- قول الثعلبي : بأنها لا تقرأ إلا وافية كل ركعة فهي ليست كغيرها من السور يجوز قراءة جزء منها ؛ بل لابد من قراءتها كاملة .
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
هذا قول مجاهد بن جبر رحمه الله
لكن نسبة هذا القول لابي هريرة و الزهري خاطئة و لا تصح
و استنكر هذا القول ابن حجر رحمه الله
و سبب الخطأ أن هذه النسبة وردت عن ابو الاحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن البي هريرة قال : رن ابليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، و أنزلت بالمدينة ... و في مصنف ابن أبي شيبة مختصرا : أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .
و رجال هذا الاسناد ثقات لكنه منقطع لأن مجاهد لم يسمع من ابي هريرة
و قد ثبت الأثر موقوف على مجاهد أنه قال : الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة .
و أما نسبتها للزهري فقد روي ذلك عنه في الكتاب المنسوب اليه المسمى تنزيل القران ، و ورد ذلك من طريق الزليد بن محمد و هو متروك

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد في حديثين ضعيفين
الحديث الأول « إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » من طريق صالح بن بشير و هو ضعيف
الحديث الثاني حيث علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش . من طريق فضيل بن عمر عن علي و فضيل لم يدرك علي.
فلا يثبت نزولها من تحت العرش و لكن الثابت هو نزل اواخر البقرة من تحت العرش

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتفق العلماء أن عدد آيات الفاتحة سبع و اختلفوا في عد البسملة آية منها أو لا على قولين :
- أنها آية من الفاتحة و هو قول الشافعي و رواية عند أحمد واستدلوا باحاديث منها حديث أم سلمة أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين .
و حديث ابي هريرة أنه قال : (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها.
- القول الثاني : ليست آية من الفاتحة و هو قول ابو حنيفة و مالك والاوزاعي , و استدلوا باحاديث منها حديث ابو هريرة المتفق عليه : ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
وكذلك حديث انس المتفق عليه (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة ولا في آخرها
و لكن عدم الجهر بها لا يعني عدم قراءتها لأنه ثبت في الحديث الآخر أنه قال لا يجهرون فيها بالبسملة
و الصحيح في ذلك أن الاختلاف في عدها آية من عدمه كالاختلاف في القراءات فمن اختار عدها اية كمن اختار قراءة معينة

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الاستعاذة عبادة تستلزم عبادات قلبية أخرى منها
- افتقار العبد لربه و تذلله بين يديه و شعوره بقصوره و عظم حاجته لله
- و الاستعاذة تستلزم الايمان باسماء الله و صفاته فالمستعيذ بالله يؤمن بأن الله قادر على حمايته و حفظه و يؤمن بأن الله رحيم به و لن يخذله و يؤمن بأن الله يسمع تعوذه و يرى حاله و غيرها
- ما يقوم بالقلب من أعمال جليلة حال الاستعاذة من
الصدق فالعبد يستعيذ بالله و هو صادق لما يقوم بقلبه من الحاجة لربه
و كذلك الاخلاص فهو يستعيذ بالله و لا يستعيذ بغيره بل يرجوه سبحانه دون غيره
و المحبة التي تقع في قلب العبد حال الاستعاذة لانه يعلم ان الله هو ملجأه و نصيره
و الخوف الذي يعتري العبد من رد دعوته وعدم عصمته مما يستعيذ منه بسبب ذنوبه و تقصيره
و متى قامت في قلب العب هذه الاعمال الجليلة كانت الاستعاذة من أعظم اسباب محبة الله له .

و أعتذر على التأخر في أداء هذا الواجب

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 8 جمادى الآخرة 1438هـ/6-03-2017م, 02:09 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

33: يحيى شوعي أ+
أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك وأيّدك بتوفيقه.

34: عبد الكريم محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 أ: بقي قول آخر في سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب تجده في الكلام على سبب تسميتها بأم القرآن إذ يشترك الاسمان في نفس أسب
اب التسمية كما أشير إلى ذلك.
وقد أحسنت جدا في جميع إجاباتك -زادك الله من فضله- لولا فوات القول الثاني في سبب التسمية بأم الكتاب.


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir