مجلس مذاكرة دروس القسم الثالث من معالم الدين
(من الدرس: التاسع إلى الثاني عشر)
(المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
- اذكر أصناف أصحاب النفاق الأكبر.
الجواب :
أصناف أصحاب النفاق الأكبر: على صنفين وكلاهما مخرج من الملة.
الصنف الأول: اظهار الإسلام خديعة ومكرا وعدم الإسلام حقيقة وذلك ليكيد للإسلام وأهله، وليأمن على نفسه من القتل أو التعزير، وهو في الباطن يكفر بالله وباليوم الآخر.
قال تعالى: ﴿ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين () يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون﴾ البقرة .
وقال تعالى: ﴿إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون () اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون﴾ المنافقون .
الصنف الثاني: من يرتدد بعد إسلامه بارتكاب ما ينقض الإسلام ويخرج من الملة مع إظهاره للإسلام، ومنهم من يَعلَمُ بكفره وانسلاخه من الدين، ومنهم من يحسب أنه يحسن صنعا.
ويكثر في هذا الصنف التردد والتذبذب والشك، لأنهم يعملون ببعض أعمال المسلمين ويقعون في أعمال الكفر والتكذيب.
قال تعالى: ﴿إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا () مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا﴾ النساء .
وقال تعالى: ﴿وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون﴾ التوبة .
فوقوعهم في أعمال الكفر بالله وبرسوله مانع من قبول أعمالهم، فإن الله تعالى لا يقبل من كافر عملا .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى - ومنهم من يعتريه الشك، فتارة يميل إلى هؤلاء، وتارة يميل إلى أولئك ﴿كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا﴾ الآية - انتهى كلامه رحمه الله.
-أعمال المنافقين تصنّف لقسمين اذكرهما، مع التمثيل لكل قسم منها بمثال.
الجواب :
الصنف الأول: أعمال كفرية من وقع فيها فهو كافر بالله جل وعلا، خارج من دين الإسلام، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، وتكون من نواقض الإسلام، فمن وقع فيها فهو غير مؤمن بالله جل وعلا، وهو كافر خارج عن دين الإسلام.
وهذا الصنف يسميه أهل العلم النفاق الاعتقادي، وذلك بسبب انطواء القلب على الكفر، وإلا فإن القلب المؤمن لا تصدر منه هذه الأعمال والأقوال الكفرية.
ومثال ذلك: تكذيب الله ورسوله، والبغض والسب والاستهزاء بالله وآياته ورسوله، وتولي الكافرين ومناصرتهم على المسلمين.
الصنف الثاني: أعمال و خصال ذميمة، وهي وإن لم تكن مكفرة لذاتها إلا أنها لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " متفق عليه .
وفي رواية لمسلم " آية المنافق ثلاث وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم " .
وفي رواية أحمد " ثلاث إذا كن في الرجل فهو المنافق الخالص ... " الحديث، بنحوه .
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ".
فاجتماع هذه الخصال في أحد تعني أنه منافق خالص، و( إذا ) هي الغائية تدل على التكرار والكثرة، وهذا يخرج من يقع منه شيء من ذلك على وجه القلة والندرة، فيكون قد أذنب ذنبا وأتى عملا من أعمال المنافقين، لكنه لا يصير بذلك منافقا أو صاحب خصلة من خصال النفاق حتى يكون من أمره الذي يعتاده أو يعرف عنه.
ومثال ذلك: ما ذكرناه آنفا كالكذب في الحديث، وغدر العهد، واخلاف الوعد، والفجور في المخاصمة، وخيانة الأمانة.
السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- من نواقض الإسلام:
1- الشرك الأكبر، وهو اتخاذ ند لله جل وعلا، وهو على أنواع:
شرك العبادة: كعبادة الأوثان والأنبياء والصالحين، والذبح والنذر لهم.
شرك في الربوبية: كاعتقاد الصوفية والشيعة أن بعض معظميهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويقضون الحوائج، وكذلك منه الحكم بغير ما أنزل الله.
شرك الطاعة: وهو اتباع المعظمين في تحليل الحرام وتحريم الحلال بطاعة علماء السوء والطواغيت.
2- ادعاء بعض خصائص الله في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته، كدعوة بعض الطواغيت إلى عبادة أنفسهم ومنه ادعاء علم الغيب أو ادعاء القدرة على إحياء الموتى.
3- ادعاء النبوة وهو كفر بالإجماع، ومما يلحق به من يدعي مضاهاه القرآن وأنه يقدر على أن ينزل مثل ما أنزل الله على رسله، قال تعالى: ﴿ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوحى إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله﴾ الأنعام.
4- الاستهزاء بالله وآياته ورسوله، وهو كفر لمنافاته المحبة الواجبة والتعظيم الواجب.
و مما يلحق به: امتهان المصحف أو الاستخفاف بأي شعيرة من شعائر الإسلام.
5- الشك المناف للتصديق الواجب، فمن شك في صدق خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر، والتكذيب والشك منافيان للتصديق الواجب.
ومن صور هذا الناقض:
-الشك في كفر من لا يدين بدين الإسلام .
-الشك في أمر البعث بعد الموت.
-الشك في ثبوت القرآن الكريم وحفظه من التحريف والتبديل.
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- العبد قد يكفر بكلمة يقولها.
قال الله عز وجل: ﴿يحلفون بالله ما قالواولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم﴾ التوبة.
- المنافقون من أشدّ أهل النار عذابا.
قال تعالى: ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا﴾ النساء.
السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- صاحب النفاق الأكبر كافر بالله تعالى وإن صلّى وصام وزعم أنه مسلم ( صح )
- الردة لا تكون إلا بالاعتقاد ( خطأ ) الردة تكون بالقول أو العمل أو الاعتقاد.