شرح كتاب (لمعة الاعتقاد) لابن قدامة رحمه الله: للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله (درس 19)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.. أما بعد
المتن:
وَمِنْ ذَلِكَ أشْرَاطُ السَّاعَةِ: مِثْلُ خُرُوجِ الدَّجَّالِ،وَنُزُولِ عِيسَى بْنِ مَرْيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقْتُلَهُ، وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِها، وَخُرُوجِ الدَّابةِ،وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ مِمَّا صَحَّ بِهِ النَّقْلُ.
وَعَذَابُ القَبْرِ وَنَعِيمُهُ حَقٌّ،وَقَدِ اسْتَعَاذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَأَمَرَ بِهِ فيكُلِّ صَلاةٍ.
وَفِتْنَةُ القَبْرِ حَقٌّ،وسُؤالُ مُنْكَرٍوَنَكِيرٍحَقٌّ، وَالبَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ حَقٌّ، وَذَلِكَ حِينَ يَنفُخُ إِسْرَافِيلُ عَليْهِ السَّلامُ في الصُّورِ:{ْفَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَىرَبـِّهِمْ يَنْسِلُونَ}
الشرح:
قال رحمه الله:
( ومن ذلك) أي من الأمور التي يجب الإيمان بها ماأخبر به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أشراطُ الساعة.
وأشراط الساعة هي علامات دنو مجيئها، وقرب قيامها، فتأتي بين يدي الساعة مشعرةً بقرب قيامها ودنو مجيئها، ودنو قيامها.
(ومن ذلك أشراط الساعة) وذكر أمثلة على ذلك، مثل:
(مثل خروج الدجال) وهو رجل يخرج في آخر الزمان، وخروجه فتنة هي من أعظم الفتن، ومابعث الله سبحانه وتعالى من نبي إلا وقد أنذر قومه فتنة المسيح الدجال، فهي فتنة عظيمة وخروجه ابتلاء عظيم، ويكون بخروجه فتن عظام، ويتبعه خلق كثير، ويمر بالقرية وينادي أهلها أن يتبعوه وأن يعبدوه ويّدعي أنه رب العالمين، وإله الناس أجمعين، فيمر بالقرية فإن استجابوا أمر السماء أن تمطر، فتطمر، وأمر الأرض أن تنبيت، فتنبت، وهذا ابتلاء وامتحان، وإذا أبى أهل القرية أن يستجيبوا له، أمر كنوز القرية أن تتبعه فتتبعه، فهي فتن عظيمة للغاية، تجرف الناس جرفاً، فيصدقون ذلك الدجال، مع أنه مكتوبٌ بين عينيه كافر، يقرأها كل مؤمن، وهو أعور عينه اليمنى.
ولما أنذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منه، قال:( إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور) رجل أعور، وتكون هذه الأمور المهيلة العظيمة تخرج على يديه، ابتلاءً من الله سبحانه وتعالى للخلق، وامتحاناً، فيصدقه خلق، ويتبعه خلق، لما يرون من هذه الأمور التي تكون معه من باب الابتلاء والامتحان.
فالنبي عليه الصلاة والسلام أمر تجاه الدجال بأمور لاتقائه والحذر منه، وأهمها أمران؛ الأمر الأول: الإكثار من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من فتنته، وأمرنا بهذا التعوذ دبر كل صلاة قبل السلام، أن نتعوذ من أربع، ومنها التعوذ من فتنة المسيح الدجال، والتعوذ: هو الاعتصام بالله، ومن اعتصم بالله سبحانه وتعالى وأحسن في الالتجاء إليه وقاه، فيكثر المسلم التعوذ بالله سبحانه وتعالى من هذه الفتنة التي هي أعظم الفتن وأشدها.
والأمر الثاني: هو مادل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من سمع بالدجال فلينأ عنه" أي ليكون في بعدً تام عن مكانه حتى لايرى شيئا من هذه الأمور، أو الفتن التي معه، فقد يرى شيئاً من ذلك فتبهره وتجرفه وربما صدق هذا الدجال في دجله وكذبه، وهو يسمى الدجال من الدجل والكذب، فقال عليه الصلاة والسلام:" من سمع بالدجال فلينأ عنه"، وقد قال أهل العلم: وكما أن فتنة الدجال؛ فتنة عين (أي هذا الشخص المعين المعروف الذي يخرج في آخر الزمان) فإنها كذلك فتنة جنس.
وعليه فإن الحديث يفيد بعمومه أن يحذر المسلم من كل دجال، وما أكثر الدجاجلة الذين يخرجون للناس بين وقت وآخر، ويلبسون عليهم بمخرقةٍ، وحيل وأمور زائفة، ثم يدعون مع ذلك دعاوى فيُصدقون.
ففتنة الدجال، كما أنها فتنة بهذا الرجل المعين الذي يخرج في آخر الزمان، فإنها فتنة جنس.
وبهذا يُعلم أن الواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن كل دجال، أما إذا أتاح لنفسه سماع كلام الدجاجلة، والنظر إلى فعالهم، فمثل ذلك يهيؤه لقبول ما عند الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان، لكن إذا أخذ المسلم هذا الأمر مأخذ الحزم، ونأى بنفسه وابتعد عن كل دجال، سلم بإذن الله.
فإذًا من أهم مايكون في هذا الباب، كثرة التعوذ بالله سبحانه وتعالى من فتنته، والأمر الثاني أن ينأى عنه إذا سمع بخروجه، والله سبحانه وتعالى الحافظ.
( ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام) أي في آخر الزمان.
( فيقتله) أي يقتل الدجال، وآخر الزمان ينزل عيسى عليه السلام، ونزوله بعد خروج الدجال، وعيسى عليه السلام كما هو معلوم، رفعه الله سبحانه وتعالى إليه، فهو لم يمت بل رُفع حيًّا إلى السماء، وهو فيها حي، إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى له بالنزول، فينزل واضعاً يديه على جناحي ملك، وينزل في منطقةٍ في الشام، ويقتل الدجال، وعندما ينزل لا يجد ريحه كافر إلا مات، وريحه تبلغ مايبلغ بصره عليه السلام، وإذا لقي الدجال يتصاغر هذا المتعالي المتعاظم، يتصاغر ويكون موته بقتل عيسى عليه السلام له، كما جاء ذلكم في الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرها من كتب السنة.
(وخروج يأجوج ومأجوج) وهما قبيلتان من ذرية آدم، تخرج آخر الزمان، ويحصل على يديهم شر عظيم وفساد عريض، وأذىً للناس، وقتل وعدوان، وخروجهم أمارة من أمارات الساعة، وعلامة من علاماتها، وهم محصورون خلف سدّ، ولا يخرجون إلا أن يأذن الله سبحانه وتعالى بخروجهم، فيخرجون وينتشرون في الأرض، وخروجهم علامة من علامات الساعة، وأمارة من أمارات دنو قيامها، وكذلك (خروج الدابة في آخر الزمان، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل) أي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأشار هنا رحمه الله تعالى إلى جملة، أو بعض علامات الساعة العظام، علامات الساعة الكبرى، لأن علامات الساعة قسمها أهل العلم إلى قسمين:
علامات كبرى؛ وهي التي أشار المصنف إلى عدد منها.
وعلامات صغرى؛ وهي كثيرة جداً.
(وعذاب القبر ونعيمه حق، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم، أمر به في كل صلاة) وعذاب القبر، أي في حق المستحق لذلك من الكفار والعصاة، فعذاب القبر يكون بالكفر ويكون بالكبائر أيضاً، وقد مر عليه الصلاة والسلام بقبرين فقال: ( إنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير) وفي رواية قال: (بل هو كبير) أي من الكبائر.
فعذاب القبر يكون بالكفر، ويكون أيضاً بالكبائر، لكن عذاب القبر بالكفر يختلف عن عذاب القبر بالكبائر، كما أن الأمر مختلف في التعذيب بالنار.
فعذاب الكافر مستمر معه دائم لا ينقطع، وعذاب العصاة من الموحدين على قدر عصيانهم.
فعذاب القبر حق، ونعيمه حق؛ أي ما يكون لأهل الإيمان في قبورهم من نعيم، وأن قبورهم تكون لهم روضة من رياض الجنة، كل ذلكم حق، فعذاب القبر حق ونعيمه حق، والفتنة في القبر حق، فالناس يفتنون في قبورهم، كل ذلكم حق لمجيئه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه)؛ أي عذاب القبر.
( وأمر به في كل صلاة) أمر به في كل صلا، التعوذ بالله من أربع منها عذاب القبر.
(وفتنة القبر حق، وسؤال منكر ونكير حق) فتنة القبر: أي أن الناس يفتنون في قبورهم، وسؤال منكر ونكير حق وهما ملكان صّح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهما يأتيان إلى الميت في قبره ويجلسانه ويسألانه، وسميا بمنكر ونكير لأنهما يأتيان إلى الميت على صورة لم يكن يعهدها إطلاقاً، يأتي إلى الميت على صورة لم يكن الميت يعهدها إطلاقاً، ولم تمر عليه تلك الصورة، سود الوجوه زرق العيون على صورة لم تكن معهودة له إطلاقاً، ولهذا يسميان المنكر والنكير.
(والبعث بعد الموت حق) بعث الناس وقيامهم لرب العالمين"يوم يقوم الناس لرب العالمين" هذا كله حق لثبوته في كتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
(وذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور) قال تعالى:" ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون"
وقوله: ذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور: أي النفخة الأخيرة، لأنه له أكثر من نفخة في الصور.
والصور كما جاء في الحديث قرن ينفخ فيه، فإذا نفخ فيه الملك صعق من في السماوات ومن في الأرض، وإذا نفخ فيه النفخة الأخرى قاموا جميعاً لرب العالمين.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:( كيف أنعم وقد التقم ملك الصور الصور وأصغى بسمعه ينتظر أن يؤمر) أي أن يأمره الله سبحانه وتعالى بالنفخ في الصور.
المتن:
وَيُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِحُفَاةًعُرَاةً غُرْلاً بُهمَاً، فَيَقِفُونَ في مَوْقِفِ القِيَامَةِ، حَتَّى يَشْفَعَ فِيهمْ نَبيُّنَامُحمَّدٌصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَيُحَاسِبُهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَتُنْصَبُ المَوَازِينُ، وَتُنْشَرُ الدَّواوِينُ،وَتَتَطَايَرُ صُحُفُ الأَعمَالِ إِلى الأيمانِ وَالشَّمَائِلِ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتاَبَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثبُوُرًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا}[الانشقاق: 7-12].
وَالمِيزَانُ لَهُ كِفَّتانِ وَلِسَانٌ تُوزَنُ بِهِالأَعْمَالُ: {فَمَن ثَقُلَتْ مَواَزِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}[المؤمنون: 102 - 103]
وَلِنَبيِّنَا مُحمّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَحَوْضٌ في القِيامَةِ،مَاؤُهُ أَشَدُّ بَياضاً مِن اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَالعَسَلِ، وَأَبارِيقُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبةًلَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً.
وَالصِّراطُ حَقٌّ يَجُوزُهُ الأَبْرَارُ، وَيَزِلُّعَنْهُ الفُجَّارُ.
الشرح:
( ويحشر الناس يوم القيامة) والحشر: الجمع، يحشر الناس يوم القيامة، أي يجمعون، يجمع الله سبحانه وتعالى يوم القيامة الأولين والآخرين على صعيد واحد، وأرض واحدة، أرضٍ عفراء لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، ولا ظل، فيجمع الله سبحانه وتعالى الأولين والآخرين.
(حفاة عراة غرلاً بهما) أي على هذه الصفات، حفاة: أي ليس عليهم نعال، عراة: ليس عليهم ثياب لباس، حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام قالت: يارسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم لبعض. قال: ( ياعائشة الأمر أعظم من ذلك).
وقوله غرلاً أي غير مختونين، وقوله بُهماً: أي ليس معهم من الدنيا شيء، كما مر معنا ذلك في حديث عبدالله بن أُنيس رضي الله عنه.
( فيقفون في موقف القيامة) موقف القيامة الذي يشير إليه المؤلف رحمه الله تعالى، هو يوم يقفه الناس على تلك الأرض المستوية التي لا انخفاض فيها ولا ارتفاع ولا ظل، يقفه الناس ومقداره خمسين ألف سنة، وليقارن العاقل بين هذا اليوم الذي هذه مدته بمدة الحياة في الدنيا، التي يعيشها الإنسان، حتى يجتهد في هذا القليل، حتى ييسر له الله سبحانه وتعالى ذلك اليوم الطويل، يوم مقداره خمسين ألف سنة.
عندما تقارن ماذا يكون مدة حياتك في هذه الدنيا مقارنة بهذا اليوم الذي هذه مدته، وتدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة، ويعرقون، ويكون العرق بحسب أعمال الناس، منهم من إلى كعبيه، ومنهم من إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً.
فماذا لو قارن الإنسان تكون المقارنة بين مدة عمر الإنسان في هذه الحياة الدنيا مقارنة بهذه المدة يوم مقداره خمسين ألف سنة.
ثم أيضاً ماهي مدة حياة الإنسان في الدنيا، التي هو مكلف فيها بالعمل، إذا كان عمر الإنسان على سبيل المثال؛ ستين (أعمار أمتي مابين الستين والسبعين)، فعلى سبيل المثال لو كان عمر الإنسان ستين سنة، احذف من الستين سنة الثلث، عشرين سنة هذه نائم، إذا كان عمره ستين سنة، فعشرين سنة نائم، لأن الإنسان في الغالب ينام في اليوم والليلة ثمان ساعات، فإذا كان عمره ستين سنة، فمعنى ذلك أنه عشرين سنة من حياته كان نائماً، عشرين سنة من حياته كان نائماً.
إذا كان عمرك ثلاثين سنة، فمعناه عشر سنوات كنت نائم، لكن مايشعر بها الإنسان، هذا النوم لايشعر به لأنه تفرق مع الأيام، ولو تساءل كم نمت في مامر من حياتي، يقول له: قليل، أنام قليل في الليل، لكن إذا حسبه عشر سنوات، إذا كان عمره ثلاثين سنة معناه عشر سنوات كاملة نائم.
والنائم غير مكلف، واحذف منها خمس عشرة سنة في أول العمر غير مكلف لأنه لا يكلف إلا بعد البلوغ، ماذا اصطفى منها، أياماً هو مكلف فيها، تجدها ثلاثين أو خمس وثلاثين، وأقل أو أكثر بحسب عمر الإنسان، ماذا تعني هذه المدة مقابل خمسين ألف سنة يقفها الإنسان في ذلك الموقف العظيم.
فالعاقل يأخذ نفسه في هذه الأيام مأخذ الحزم والعزم والجد حتى يهون عليه ذلك الأمر ويكون بإذن الله سبحانه وتعالى من الفائزين، وقد جاء في حديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم:(أن الله يهون ذلك اليوم على أهل الإيمان فيكون كما بين صلاة الظهر إلى العصر) يوم مقداره خمسين ألف سنة يهونه الله على أهل الإيمان، فيمر كما بين صلاة الظهر إلى العصر.
وأسال الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعل مجلسنا هذا في موازين حسناتنا، وأن يجعله حُجّةً لنا، لاعلينا، وأن يجزي ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى خير الجزاء، وجميع علماء المسلمين وأن يُلحقنا جمعياً بالصالحين من عباده وأن يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وأهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وجزاكم الله جميعاً خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.