المجموعة الأولى
إجابة السؤال الأول
إن الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان والتي لا يصح إيمان المرء إلا به
فقد قال الله تعالى :
- "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب أنزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل "
- فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " , قال ابن جرير :في تفسير " والنور الذي أنزلنا " : هو القرآن الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم
ومما يؤكد ذلك ان الله سبحانه توعد من لم يؤمن بالقرآن بالعذاب الشديد وأخبر أنه من الكافرين
قال تعالى :
- "وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون "
- " وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين "
وقد أنذر المولى سبحانه أهل الكتاب من عدم الإيمان القرآن وهو مصدق لما معهم وما أنزل من قبل
قال تعالى :
*" يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على- أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحا ب السبت وكان امر الله مفعولا "
-
-
إجابة السؤال الثاني
مسائل الإيمان بالقرآن وهي تشمل نوعين :
1) مسائل اعتقادية
-وهي تلك التي يتم حثها والإهتمام بها في كتب الإعتقاد وما يجب اعتقاده في القرآن
فمن أشهر مسائله :
- أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق
- أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظ-لمات إلى النور
- أنه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها
- أنه بدأ من الله وإليه يعود
- أن نؤمن بما أخبر به المولى عن القرآن وبما أخبر به رسوله
- أن نعتقد وجوب الإيمان بالقرآن
- أن نحل حلاله ونحرم حرامه ونعمل بمحكمه ونرد متشابهه إلى محكمه
وهذه رؤوس أقلام تحتها تفاصيل كثيرة ومتشعبة
& وهذه المسائل يمكن تقسيمها إلى أحكام وآداب :
ويقصد بالأحكام : أي الأحكام العقدية , كبيان ما يجب اعتقاده وما يحكم ببدعته , وما هي البدعة المكفرة والمفسقة , وحكم مرتكب الكبيرة وغيرها
أما الآداب : وهي تتعلق بكيفية تلقي الطالب لتلك المسائل , فلابد أن تكون على منهج أهل السنة والجماعة في التلقي والإستدلال , ويراعي آدابهم في البحث والسؤال والدراسة والتعليم والمناظ-رة والرد على المخالفين وأن يحذر من طرق أهل البدع في بحث مسائل الإعتقاد وغيرها
2) مسائل سلوكية :
فهذه المسائل داخلة في اسم الإيمان بالقرآن لأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ,ومسائل السلوك منها الإعتقادية والقولية والعملية
ولكن أكثر العلماء في كتب الإعتقاد يعتنون بالمسائل العلمية , لشدة أهمية بيان ما يصح به الإيمان بالقرآن , لأنه ينبي عليه مسائل السلوك والأحكام
أما علماء السلوك فيبحثون ما يتصل بتحقيق الإيمان في الجوانب المعرفية العلمية , والجوانب العملية
- فالمعرفية : وهي ما يتعلق بالحقائق والبصائر المثمرة لليقين , وهو قائم على العلم
- والعلمية : مايتعلق بعملي القلب والجوارح , ولذا يهتمون بتدبر القرآن وطرق الإنتفاع بمواعظه , وهو قائم على الإرادة والعزيمة , ومثمر للتقوى
وهذان هما الأصلان القائم عليهم علم السلوك
إجابة السؤال الثالث
أقسام الأمثال في القرآن على نوعين :
1) الأمثال الصريحة
وهي التي يصرح فيها بلفظ- المثل , كقوله تعالى : " واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون "
2) الأمثال الكامنة
وهي التي تفيد معنى المثل ولم يصرح فيهابلفظه , فإذا ذكر الله تعالى خبرا أو قصة واشتملت على مقصد معين ووصف للعمل وبيان أجزائه فهذا مثل قد اكتملت اركانه , وإن لم يصرح فيه بلفظ- المثل
كقوله تعالى :" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون "
وعقل الأمثال أصلا للإهتداء بالقرآن لما فيه من إفادة المؤمن بأنواع من البصائر والبينات والتبصير بالعواقب والمآلات لمن عقلها , فضرب المثل يقرب المعاني ويبسطها فيظ-هر كثيرا من الحكم , ويفقه المرء مقصدها , ويعرف إرشدها, فيورث القلب معرفة وتصديق , فتنبت فيه الخشية والإنابة واليقين , وتزكو روحه ويصلح عمله
فهناك فرق بين عقل الأمثال وفهمها , قال تعالى :
" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العاامون " فمن عقلها فقد اهتدى , وليس مجرد الفهم, ولو قرأ في تفسيرها ما قرأ , وعرف من معانيها ما عرف
فقد قال تعالى عن الكفار :
" وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " وهم قد أتتهم البينات واستيقنوها ولكن لما لم يفقوا مقاصدها ولم يتبعوا هداها لم يعقلوها
إجابة السؤال الرابع
إن للإيمان بالقرآن فضائل عظ-يمة :
-& قال الله تعالى:"وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين " , " تلك آيات القرآن وكتاب مبين , هدى وبشرى للمؤمنين "- فهذا دليل على أنه هداية للمؤمنين
& وهو شرط للإهتداء بالقرآن , فلايهتدي قارئه إلا إذا كان مؤمنا به
قال تعالى :" ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته اعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى "
" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظ-المين إلا خسارة "
&وهو أعظ-م ما يرشد العبد إلى ربه ويعرفه به وبشريعته
& وهو الدافع الذي يرغب المؤمن في تلاوته , ومن ثم يزيد إيمانه ويقينه , ويكون خلاصا له من كيد الشياطين
إجابة السؤال الخامس
قد دلت النصوص والأدلة من الكتاب والسنة على أن الله يتكلم بحرف وبصوت يسمعه من يشاء , وأنه هو المتكلم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغيرها من كلام الله تبارك وتعالى
& الدليل من القرآن--
قال تعالى :" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع عضهم درجات "
"وكلم الله موسى تكليما " , " يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي "
"وأن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " , "ومن أصدق من الله قيلا "
" وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين "
& ومن السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية في صحيح البخاري :{ ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب يحجبه }
وكلام الله صفة من صفاته لم يزل الله متكلما إذا شاء , يتكلم بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف يشاء
ولذا فإن صفة الكلام صفة ذاتية باعتبار نعها وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين
, وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه ولا تنفد ولا تنقضي
قال تعالى : " قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"