المجلس الحادي عشر : مجلس تفسير السور من الإنشقاق إلى الغاشية
المجموعة الثالثة
السؤال الأول :
مامعنى النظر في قوله تعالى : ( فلينظر الإنسان مم خلق ) , مبينة فائدة النظر؟
نظر الابصار وأداته العين التي يبصر بها الأشياء الحسية من حوله حتى يمارس حياته الطبيعية من حوله.
نظر الاعتبار أي البصيرة وأداته القلب وهو المقصود هنا في هذه الآية الكريمة والمراد أن يتفكر الإنسان في أصل خلقه، من أين أتى، هل هو من حديد أو شيء قاس ، أو من أي نوع من الأشياء خلق
فجاء الجواب بأنه خلق من ماء دافق يخرج من الرجل من بين صلب الرمل وترائبه أعلى صدره ليستقر في رحم المرأة حتى يتكون خلقه في الرحم أي يكتمل. وفائدة نظر الإعتبار بالبصيرة إذا وفق الانسان وسدد من المولى عز وجل أرشدته ودلته على الله سبحانه وتعالى دلائل ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، مما يجعله عبدا ذليلا فقيرا منكسرا مطيعا له سبحانه وتعالى ، لمعرفته لقيمة نفسه أمام خالقه وأن وظيفته الأساسية في هذه الحياة هي كمال العبودية له سبحانه وتعالى. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بنور البصر والبصيرة.
السؤال الثاني:
قال تعالى: ( ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد # الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ) مالمناسبة بين هذه الآيات وماتضمنته من صفات الله تعالى ؟
أما ذكر الله تعالى في الآيات السابقة مافعله الكافرين بالمؤمنين من القهر والتعذيب والتنكل، وضح الله وبين لنا سبب فعلهم هذا وهو أنهم آمنوا بالله العزيزالذي لايغلبه ولايقهره شيء ، فإن كانوا غلبوهم وقهروهم عدوانا وظلما فهم مؤمنون بأن الله غالب على أمره لايقهره ولايغلبه شيء الذي له ملك السماوات والأرض القادر على نصرتهم، الحميد المحمود على أفعاله وعلى أقداره، والذي يحمد لعباده المؤمنين إيمانهم به، فترفع درجاتهم ويكفر سيئاتهم بما قدره الله عليهم من البلايا والمصائب.
السؤال الثالث:
مالمراد بالهداية في قوله تعالى : ( والذي قدر فهدى ) ؟
الهداية هدايتان:
1. هداية كونية : أي أن الله هدى كل شيء لما خلق له ، كما قال تعالى على لسان فرعون ( فمن ربكما ياموسى# قال ربنا الذي أعطى كل شيءء خلقه ثم هدى ) سورة طه . فإن الله تعالى قد هدى كل مخلوق لما يحتاج إليه، فالطفل عند خروجه من بطن أمه، وكذلك سائر المخلوقات من الحيوانات والجمادات هداها الله للكيفية التي تندرج بها في هذا الكون وكل شيء يسره لما خلق الله لتكملمنظومة الكون المستمر تكريما لابن آدم .
2. هداية شرعية : وهي الأهم والمقدمة والمقصودة من حياة بني آدم ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، حتى الكفار قد هداهم الله وبين لهم ذلك كما ال تعالى : ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) وقوله ، ( وهديناه النجدين ) ، وأخبرنا الله بذلك حتى نلجأ إليه تمام اللجوء في السراء والضراء والشدة والرخاء، وفي جميع أمور حياتنا. فقوله سبحانه وتعالى (فهدى) تشمل الهدايتين .
السؤال الرابع:
فسر قوله تعالى ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ) إلى قوله (مسرورا) ؟
فأما من أوتي كتابه بيمينه: هنا جاء التفضيل لأهل الكدح وهم العاملون، فبدأ بأهل السعادة وهم الذين يؤتون كتابهم بيمينهم، والفعل أوتي حتى لم يسم فاعله ، فالذي يؤتيه يحتمل أنهم الملائكة أو غير ذلك، فيفهم من ذلك أنه يعطى كتابه فيأخذخ بيمينه، ويحاسبه الله حسابا يسيرا ليس فيه عسر، كما بينت لنا السنة " أن الله عز وجل .. بعبده المؤمن، ويقرره بذنوبه فيقول عملت كذا ، عملت كذا، عملت كذا، ويقر بذلك ولاينكر فيقول الله تعالى "قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم." وهذا حساب يسير يتبين فيه منة الله تعالى على العبد وفرحه بذلك واستبشاره . " وينقلب إلى أهله مسرورا" ، أي يتقلب من الحساب إلى أهله في الجنة مسرور القلب مستنير الوجه. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم بعد ذلك درجات.
السؤال الخامس:
اذكر الفوائد المسلكية التي استفدتها من قوله تعالى ( لسعيها راضية # في جنة عالية ) ؟
1. أن الرضا هو وعد الله لمن عمل وسعى في الدنيا لمرضاة الله بامتثال أمره واجتناب نواهيه فالجزاء من جنس العمل.
2. أن الجنة مخلوقة في مقام عال دارا ومقاما للمؤمنين الذين أحسنوا العمل في الدنيا.
3. هذه الآيات تجعلنا نعمل ونسعى بصدق وإخلاص حتى نبلغ جنة الخلد التي وعد المتقون، فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
4. تقوية الإيمان باليوم الآخر وبأن الجنة حق.
5. عندما تقرأ مثل هذا الترغيب من الله سبحانه وتعالى يتقوى كل منا على الصبر على الطاعات وعن المعاصي، وعلى أقدار الله ويجاهد حتى يبلغ تلك المنزلة.
6. أن الدنيا هي مزرعة الدنيا هي مزرعة الآخرة.
7. كل انسان جزاؤه بحسب ماقدم من النوايا والأعمال فالله لايظلم أحدا، لأنه العدل سبحانه وتعالى.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصلى الله على نبينا محمد ..