المسائل التفسيرية في الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) }:-
· سبب نزول الآية (ك،ش).
· الغرض من النداء (س).
· مرجع الضمير في (لكم) (ك،س).
· المراد ب( عدوًا لكم) (ك،س،ش).
· علاقة الأمر " فاحذروهم" بما قبله (ك،س).
· مرجع الضمير في "فاحذروهم" (ك،س،ش).
· متعلق الحذر (ك).
· علاقة الأمر "فاحذروهم" بمابعده (س).
· متعلق العفو (ش).
· متعلق الصفح(ش).
· معنى المغفرة (ش).
· مناسبة ختم الآية باسمي "الغفور الرحيم" (س).
· دلالة الآية على ضرورة تقديم محاب الله ومراضيه على محاب العبد الطبيعية وإيثار الآخرة على الدنيا الفانية (س)
· دلالة الآية على ان الجزاء من جنس العمل (س).
المسائل التفسيرية في الآية { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)}:-
· المراد ب "فتنة" (ك،ش).
· المراد بالظرف "عنده (ك).
· لمن الأجر العظيم (ش).
المسائل التفسيرية في الآية { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}:-
· سبب نزول الآية (ك).
· معنى التقوى (س)
· قيد التقوى في الآية (س)
· المراد ب "ما استطعتم" (ك،ش)
· المراد ب "واسمعوا" (ك، س).
· متعلق السماع (ك،س،ش).
· المراد ب "الطاعة" (ك).
· متعلق الطاعة (س،ش).
· المراد ب "أنفقوا" (ك).
· متعلق الإنفاق (ك،س،ش)
· على من يجب الإنفاق(ك).
· المراد ب "خيرا لأنفسكم" (ك،س).
· مناسبة قوله تعالى "ومن يوق شح نفسه" لما قبلها (س).
· المراد ب"شح النفس" ( ك،س،ش).
· ضابط "شح النفس" (ك).
· كيف يقي الله العبد شح نفسه؟ ( ك،س،ش).
· أثر شح النفس على صاحبه (ك،س)
· سبب ختم الآية بالفلاح (س).
· المراد ب "المفلحون" (س،ش).
· دلالة الآية على صفات النفس السمحة (س)
· أثر سماحة النفس على صاحبها (س).
المسائل التفسيرية في الآية {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)}:-
· علاقة الآية بما قبلها(س).
· المراد ب "إن تقرضوا الله قرضا حسنًا" (ك).
· المراد ب "القرض الحسن" (س،ش).
· علاقة القرض الحسن بالمضاعفة (ك).
· المراد ب "المضاعفة" (ك،س،ش).
· المراد ب "المغفرة" (ك،س).
· ثمرات الإنفاق (س،ش).
· معنى اسم الله "الشكور" (ك،س،ش).
· معنى اسم الله "الحليم" (ك،س،ش).
· دلالة الآية على أن الصدقات تكفر السيئات (س).
المسائل التفسيرية في الآية {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) }:-
· المراد ب "عالم الغيب" (س).
· المراد ب "الشهادة" (س).
· معنى اسم الله "العزيز" (س).
· معنى اسم الله الحكيم (س).
خلاصة أقوال المفسرين في كل مسألة:-
قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) }
- سبب نزول الآية (ك،ش):
قال ابن أبي حاتمٍ، عن ابن عبّاسٍ -وسأله رجلٌ عن هذه الآية: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم} -قال: فهؤلاء رجالٌ أسلموا من مكّة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم، فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأوا الناس قد فقهوا في الدّين، فهمّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه هذه الآية: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}
وكذا رواه التّرمذيّ عن محمّد بن يحيى، عن الفريابيّ -وهو محمّد بن يوسف-به وقال حسنٌ صحيحٌ، ورواه ابن جريرٍ والطّبرانيّ عن ابن عبّاسٍ، نحوه، وهكذا قال عكرمة مولاه سواءً ،ذكره عنهم ابن كثير وبنحوه قال الأشقر.
- الغرض من النداء (س):
تحذير من الله للمؤمنين عن الاغترار بالأزواج والأولاد فإن بعضهم عدوًّا لكم ذكره السعدي.
- مرجع الضمير في "لكم" (ك،س):
على المؤمنين ومن بينهم الزوج أو الوالد ، هذا حاصل ماقاله ابن كثير والسعدي.
- المراد ب"عدوًا لكم" (ك،س،ش):
العدو هو الذي يريد بك الشر فوظيفتك الحذر ممن هذه صفته أن يشغلك عن العمل الصالح أو يحملك على المعصية أو قطيعة الرحم فمع حب الرجل إلا يستطيع إلا أن يطيعه ، هذا حاصل ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
- علاقة الأمر " فاحذروهم" بما قبله (ك،س):
حذر الله المؤمنين ومن جملتهم الزوج والوالد من الاغترار بالأزواج والأولاد لأن بعضهم عدوا لكم بمعنى أنه يلتهي بهم عن العمل الصالح ولهذا قال هاهنا:"فاحذروهم" ، هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي.
- مرجع الضمير في "فاحذروهم" (ك،س،ش):
أي احذروا الأزواج والأولاد وهذا ما قاله الأشقر وذكره ابن كثير والسعدي ضمنيا.
- المراد ب "فاحذروهم" (ك،س،ش):
أي أن النفس مجبولة على محبة الأزواج والأولاد فحذر الله عباده أن يؤثروا حبهم لهم وشفقتهم عليهم على طاعة الله وتحمِلُهُم رغبتهم للخير لهم على الانقياد لمطالبهم التي فيها محذور شرعي، وهذا حاصل ما قاله السعدي والأشقر.
- متعلق الحذر(ك):
فاحذروهم يعني على دينكم ،قاله ابن زيد وذكره عنه ابن كثير.
- علاقة "فاحذروهم " بما بعدها (س):
لَمَّا كانَ النَّهْيُ عن طاعةِ الأزواجِ والأولادِ فيما هو ضَرَرٌ على العبْدِ والتحذيرُ مِن ذلكَ قدْ يُوهِمُ الغِلْظةَ عليهم وعِقابَهم، أمَرَ تعالى بالحذَرِ مِنهم والصَّفْحِ عنهم والعفْوِ؛ فإنَّ في ذلك مِن الْمَصالِحِ ما لا يُمْكِنُ حَصْرُه، فقالَ:{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ذكره السعدي.
- متعلق "العفو" (ش):
أي تعفو عن ذنوبهم التي ارتكبوها قاله الأشقر.
- المراد ب "الصفح" (ش) :
أن تتركوا التثريب على الذنوب التي ارتكبوها، قاله الأشقر.
- المراد ب"المغفرة" (ش):
ستر الذنوب التي ارتكبوها ، ذكره الأشقر.
- مناسبة ختم الآية باسمي " الغفور الرحيم" (س):
لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه، هذا ما ذكره السعدي.
- دلالة الآية على ضرورة تقديم محاب الله تعالى ومراضيه على محاب العبد الطبيعية وايثار الآخرة على الدنيا الفانية (س):
والنفْسُ مَجبولةٌ على مَحَبَّةِ الأزواجِ والأولادِ، فنَصَحَ تعالى عِبادَه أنْ تُوجِبَ لهم هذه المحبَّةُ الانقيادَ لِمَطالِبِ الأزواجِ والأولادِ، التي فيها مَحذورٌ شَرعيٌّ، وَرَغَّبَهم في امتثالِ أوامِرِه وتقديمِ مَرضاتِه بما عندَه مِن الأجْرِ العظيمِ، المشتَمِلِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ، وأنْ يُؤْثِروا الآخِرَةَ على الدنيالفانيةِ الْمُنْقَضِيَةِ، ذكره السعدي.
- دلالة الآية على أن الجزاء من جنس العمل(س):
فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَ صَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بما يُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِبادِه واسْتَوْسَقَ له أَمْرُه ، ذكره السعدي.
قوله تعالى :{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15(}
- المراد ب "الفتنة" (ك،ش):
أي اختبار وابتلاء من الله لخلقه ؛ ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ويمنع حقه ، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر ، واستدل ابن عليه بقوله تعالى: { زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا واللّه عنده حسن المآب} [آل عمران: 14]
واستدل أيضا ببعض الأحاديث منها:
1) قول الإمام أحمد سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما، عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكم وأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهم". ، ورواه أهل السّنن من حديث حسين بن واقدٍ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، إنّما نعرفه من حديثه.
2) وقول الطّبرانيّ: عن أبي مالكٍ الأشعريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليس عدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإن قتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّ لك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكت يمينك"
3) وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "الولد ثمرة القلوب، وإنّهم مجبنة مبخلة محزنةٌ" ثمّ قال: لا يعرف إلّا بهذا الإسناد.
- المقصود بالظرف "عنده" (ك):
أي يوم القيامة ،ذكره ابن كثير.
- لمن الأجر العظيم؟ (ش)
لِمَنْ آثَرَ طاعةَ اللهِ وتَرْكَ مَعصيتِه في مَحَبَّةِ مالِه ووَلَدِه، ذكره الأشقر، واستدل عليه ابن كثير بقوله تعالى:} زيّن للنّاس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذّهب والفضّة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدّنيا واللّه عنده حسن المآب}والّتي بعدها] [آل عمران: 14، 15]
قوله تعالى:{ (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}
- سبب نزول الآية (ك):
قال بعض المفسّرين -كما رواه مالكٌ، عن زيد بن أسلم-إنّ هذه الآية العظيمة ناسخةٌ للّتي في "آل عمران" وهي قوله:{ يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران: 102]
وقال ابن أبي حاتمٍ: عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون}قال: لمّا نزلت الآية اشتدّ على القوم العمل، فقاموا حتّى ورمت عراقيبهم وتقرّحت جباههم، فأنزل اللّه تخفيفًا على المسلمين{فاتّقوا اللّه ما استطعتم}فنسخت الآية الأولى، وروي عن أبي العالية، وزيد بن أسلم، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك ، ذكره عنهم ابن كثير.
معنى "التقوى" (س):
هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، قاله السعدي.
- قيد التقوى في الآية (س):
وقيّد ذلك بالاستطاعة والقدرة ،ذكره السعدي.
- المراد ب " ما استطعتم " (ك،ش):
أي ما أطقتم وبلغ إليه جهدكم وطاقتكم ، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر، واستدل ابن كثير عليه بما ثبت في الصحيحين من قول أبي هريرة رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمرٍ فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه".
- المراد بالأمر "فاسمعوا" (ك،س):
أي اعلموا ما يعظكم الله به وكونوا منقادين لما يأمركم الله ورسوله به ولا تحيدوا عنه يمنةً ولا يسرةً ولا تقدموا بين يدي الله ورسوله ،وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي.
- متعلق السمع (ك،س،ش):
اسمعوا أوامر الله ورسوله وما يشرعه الله لكم من احكام، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المراد بالأمر " وأطيعوا" (ك):
أي لا تتخلفوا عمّا به أمرتم ، ولا تركبوا ما عنه زجرتم، ذكره ابن كثير.
- متعلق الطاعة (ك،س،ش):
أطيعوا الله ورسوله في جميع أموركم ، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- المراد بالأمر" وانفقوا" (ك):
أي: وابذلوا ممّا رزقكم اللّه، ذكره ابن كثير.
- متعلق الإنفاق (ك،س،ش):
من أموالكم التي رزقكم الله من النفقات الواجبة والمستحبة ، حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- على من يجب الإنفاق ؟ (ك):
على الأقارب والفقراء والمساكين وذوي الحاجات، وأحسنوا إلى خلق اللّه كما أحسن إليكم ، قاله ابن كثير.
- المراد ب "خيرا لأنفسكم" (ك،س):
أي يكن ذلك الفِعْلُ منكم خيراً لكم في الدنيا والآخِرَةِ؛ فإنَّ الخيرَ كلَّه في امتثالِ أوامِرِ اللَّهِ تعالى وقَبُولِ نَصائحِه والانقيادِ لشَرْعِه، والشرَّ كلَّه في مخالَفَةِ ذلك ، حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
- مناسبة " ومن يوق شح نفسه " بما قبلها (س):
ولَكِنْ ثَمَّ آفَةٌ تَمْنَعُ كثيراً مِن الناسِ مِن النَّفقةِ المأمورِ بها، وهو الشُّحُّ الْمَجبولةُ عليه أكثَرُ النفوسِ؛فقال تعالى بعدها " ومن يوق شح نفسه..." الآية، ذكره السعدي.
- المراد ب "شح النفس"( ك،س،ش):
وهو داء البخل الْمَجبولةُ عليه أكثَرُ النفوسِ؛ فإِنَّها تَشُحُّ بالمالِ وتُحِبُّ وُجودَه وتَكْرَهُ خُروجَه مِن اليَدِ غايةَ الكَراهة ، هذا حاصل ماذكره السعدي والأشقر واستدل ابن كثير على معنى الشح من الحديث:قال ابن أبي حاتم: عن الأسود بن هلال قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: يا أبا عبد الرحمن إني أخاف أن أكون قد هلكت، فقال له عبد الله: وما ذاك؟ قال: سمعت الله يقول: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } وأنا رجل شحيح، لا أكاد أن أخرج من يدي شيئاً، فقال عبد الله: ليس ذلك بالشح الذي ذكره الله في القرآن، إنما الشح الذي ذكر الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلماً، ولكن ذاك البخل، وبئس الشيء البخل.
- ضابط شح النفس (ك):
وقال ابن جرير: عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " برىء من الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة " ذكره عنه ابن كثير.
- كيف يقي الله العبد شح نفسه (ك،س،ش):
بأن وَقاهُ اللَّهُ تعالى{شُحَّ نَفْسِهِ}بأنْ سَمَحَتْ نفْسُه بالإنفاقِ النافعِ لها ،فأنفق في سبيل الله وأبواب الخيرفسلِم من الشح، هذا حاصل ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
- أثر شح النفس على صاحبه (ك،س):
إن كانَتْ نفْسُه شَحيحةً لا تَنْقَادُ لِمَا أُمِرَتْ به ولا تُخْرِجُ ما قِبَلَها لم يُفْلِحْ، بل خَسِرَ الدنيا والآخِرَةَ، قاله السعدي واستدل ابن كثير على أثره بالحديث:(( قال أحمد: عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إياكم والظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم "انفرد بإخراجه مسلم، فرواه عن القعنبي عن داود بن قيس، به ،وأيضًا بالحديث :قال الليث عن يزيد بن الهاد، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبداً، ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً "
- سبب ختم الآية بالفلاح (س):
لأنَّهم أدْرَكُوا المَطْلوبَ ونَجَوْا مِن المَرْهوبِ، بل لعلَّ ذلك شامِلٌ لكلِّ ما أُمِرَ به العبدُ ونُهِيَ عنه، ذكره السعدي.
- المراد ب "المفلحون" (س،ش):
الظافرون بكل خير الفائزون بكل مطلوب الناجون من كل مرهوب ، حاصل ما قاله السعدي والأشقر.
- دلالة الآية على صفات النفس السمحة (ضد الشحيحة) (س):
إنْ كانَتْ نفْسُه نفْساً سَمْحَةً مُطمَئِنَّةً مُنشَرِحَةً لشَرْعِ اللَّهِ، طالبةً لِمَرضاتِه؛ فإِنَّها ليسَ بينَها وبينَ فِعْلِ ما كُلِّفَتْ به إلاَّ العلْمُ به ووُصولُ مَعْرِفَتِه إليها، والبصيرةُ بأنَّه مُرْضٍ لِلَّهِ تعالى، قاله السعدي.
- أثر سماحة النفس على صاحبها (ك،س):
بذلكَ تُفْلِحُ وتَنْجَحُ وتَفُوزُ كلَّ الفَوْز، قاله السعدي واستدل عليه ابن كثير بالأثر:(( قال سفيان الثوري عن سعيد بن جبير عن أبي الهياج الأسدي قال: كنت أطوف بالبيت، فرأيت رجلاً يقول: اللهم قني شح نفسي، لا يزيد على ذلك، فقلت له، فقال: إني إذا وقيت شح نفسي، لم أسرق ولم أزن ولم أفعل، وإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه)). رواه ابن جرير.
مسائل فقهية :
- دلالة الآية على أن كل واجب عجز عنه العبد يسقط عنه (س):
هذهِ الآيةُ تَدُلُّ على أنَّ كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه، وأنَّه إذا قَدَرَ على بعضِ المأمورِ وعَجَزَ عن بعضِه، فإِنَّه يَأتِي بما يَقْدِرُ عليهِ ويَسْقُطُ عنه ما يَعْجِزُ عنه؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم:((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم))، ويَدخُلُ تحتَ هذهِ القاعدةِ الشرعيَّةِ مِن الفُروعِ ما لا يَدْخُلُ تحتَ الْحَصْرِ، ذكره السعدي.
قوله تعالى :{ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)}
- علاقة الآية بما قبلها (س):
ثُمَّ رَغَّبَ تعالَى في النَّفَقَةِ فقالَ: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً}، ذكره السعدي.
- المراد ب "إن تقرضوا الله قرضا حسنًا" (ك):
أي: مهما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيءٍ فعليه جزاؤه، ونزل ذلك منزلة القرض له ،ذكره ابن كثير.
- المراد ب" القرض الحسن" (س،ش):
وهو كُلُّ نَفَقَةٍ كانَتْ مِن الحلالِ إذا قَصَدَ بها العبْدُ وَجْهَ اللَّهِ تعالى بإخلاص النية وطيب النفس ووَضَعَها مَوْضِعَها ، حاصل ماذكره السعدي والأشقر.
- علاقة القرض الحسن بالمضاعفة (ك):
استدل ابن كثير على المناسبة بالحديث في الصحيح: أنّ اللّه تعالى يقول: "من يقرض غير ظلومٍ ولا عديمٍ " ولهذا قال: {يضاعفه لكم}.
- المراد بالمضاعفة (ك،س،ش):
النفقَةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سبْعِمائةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، ذكره السعدي والأشقر واستدل عليه ابن كثير بقوله تعالى في سورة البقرة {فيضاعفه له أضعافًا كثيرةً} [البقرة: 245].
- المراد المغفرة (ك):
أي : يكفر عنكم سيئاتكم ،ذكره ابن كثير.
- ثمرات الإنفاق (القرض الحسن) ( ك،س،ش):
أن الله تعالى يضم لكم مع المضاعفة غفران ذنوبكم بسبب الإنفاق ، حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
- معنى اسم الله "الشكور" (ك،س،ش):
يَقبَلُ مِن عِبادِه اليَسيرَ مِن العَمَلِ، ويُجازِيهِم عليه الكثيرَ مِن الأجْرِ ويُثيبُ مَن أطاعَه بأضعافٍ مُضاعَفَةٍ ويَشكُرُ تعالى لِمَن تَحَمَّلَ مِن أجْلِه الْمَشاقَّ والأثقالَ وأنواعَ التكاليفِ الثِّقالِ، ومَن تَرَكَ شيئاً للهِ، عَوَّضَه اللَّهُ خيراً منه، هذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
- معنى اسم الله " الحليم" (ك،س،ش):
أي: يعفو و يصفح ويغفر ويستر، ويتجاوز عن الذّنوب والزّلّات والخطايا والسّيّئات ، ولا يُعاجِلُ مَن عَصاهُ بالعُقوبةِ بل يُمْهِلُه ولا يُهْمِلُه ، هذا حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- دلالة الآية على أن الصدقات تكفر السيئات (س):
{يَغْفِرْ}اللَّهُ {لَكُمْ}؛بسببِ الإنفاقِ والصدَقَةِ ذُنوبَكم، فإنَّ الذُّنوبَ يُكَفِّرُها اللَّهُ بالصدَقَاتِ والْحَسَناتِ؛ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، قاله السعدي.
قوله تعالى:{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
- المراد بالغيب (س):
أيْ: ما غابَ مِن العِبادِ مِن الجنودِ التي لا يَعلَمُها إلاَّ هو ، ذكره السعدي.
- المراد بالشهادة (س):
وما يُشاهِدُوه العباد مِن المَخلوقاتِ ، ذكره السعدي.
- معنى اسم الله "العزيز" (س):
الذي لا يُغالَبُ ولا يُمَانَعُ، الذي قَهَرَ جميعَ الأشياءِ، ذكره السعدي.
- معنى اسم الله "الحكيم"(س):
الذي يَضَعُ الأشياءَ مَواضِعَها، ذكره السعدي.
- متعلق حكمة الله تعالى (س):
في خَلْقِه وأَمْرِه، ذكره السعدي.
**الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات**