المجموعة الثانية:
س1: بيّن دلالة سورة الفاتحة على أنواع التوحيد.
ج1: سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن لأنها اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة :
- توحيد الربوبية : وهو توحيد الله بأفعاله كالخلق والرزق والتدبير, ويظهر ذلك في قوله تعالى : (رب العالمين), فهو تعالى من ربى جميع العالمين بأن خلقهم ورزقهم وأنعم عليهم بنعمه العظيمة, ولولاه تعالى لما بقي أحد من خلقه, فلا غنى لهم عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر.
- توحيد الألوهية : وهو افراده تعالى بالعبادة وحده لاشريك له, ويظهر ذلك في قوله تعالى : (إياك نعبد وإياك نستعين).
- توحيد الأسماء والصفات : وهو اثبات صفات الكمال لله تعالى وحده لاشريك له كما أثبتها لنفسه تعالى أو أثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولاتعطيل ولاتشبيه ولاتمثيل, ويظهر ذلك في قوله تعالى : (الحمد لله): فقد أثبت الحمد له وحده لأنه أهل للحمد لكمال صفاته. وكذلك نجد اثبات الأسماء الكاملة له تعالى في قوله تعالى : (الرحمن الرحيم) : ذو الرحمة المطلقة التي وسعت كل شي كما في قوله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء) الاعراف 156.
س2: ما الحكمة من تقديم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}
ج2: قدم الله سبحانه العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص, وذلك لسببين:
أولاهما : بيان أن حق الله على عباده أولى من حقهم عليه تعالى.
وثانيهما : أخر الاستعانة لأن العبادة لاتتم إلا بالاستعانة بالله وحده, ومن لم يعنه الله لم يستطع عبادته حق العبادة.
س3: بيّن الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة.
ج3: من الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفاتحة, مايلي:
1. ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم من استشعار عظمة هذه السورة حين قراءتها في الصلاة, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة .
ومنى "مجدني عبدي" : عظمني وشرفني .
"فوض إلي عبدي" : رد الأمر إلي .
ومن هنا يظهر لنا أن حضور القلب من أهم الأمور حين قراءة هذه السورة في الصلاة حيث يترتب على ذلك حيازة النصف الذي بينه الله تعالى لعباده.
2. في السورة بيان فضل الله على خلقه وأنه وحده تعالى من يستحق الحمد الكامل فلا يتعلقوا بسواه.
3. بيان أن الله وحده من يستحق العبادة والاستعانة, وهذا البيان يأتي في كل ركعة يصليها المسلم لبيان أهمية التوحيد في حياة المسلم اليومية.
4. يدعو الله العبد المسلم لأن يدعوه صباح مساء بطلب الهداية لأن الهداية للسراط المستقيم أولى من المأكل والمشرب, ففقدان الأكل والشرب قد يؤدي إلى الموت, أما فقدان السراط المستقيم فحتما سيؤدي إلى النار, اعاذنا الله منها.