مجلس مذاكرة محاضرة فضل علم التفسير للشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله –
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى :
السؤال الأول: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.
بيان حاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى:
حاجة الأمة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى ماسة وكبيرة.
وسبب تلك الحاجة:
· لزوم التفريق بين الحق والباطل للنجاة.
· الإخراج للناس من الظلمات إلى النور.
كما قال تعالى: {الر() كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد () الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}.
· اجتناب المخالفة لهدى الله جل وعلا المسبب للظلال في الفتن.
وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}.
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
وقال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
وتتمثل تلك الحاجة الماسة في:
1-حاجة الداعية وطالب العلم في:
1- كيفية معاملة الأعداء على اختلاف أنواعهم.
2- الحذر مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة،
وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
3- مجاهدة الكفار بالقرآن لدفع الشرور وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
4- معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم}.
5- معرفة صفات أصحاب بعض الملل والنحل المنتشرة ومعرفة ضلالاتهم، وكيفية دعوتهم ومعاملتهم وفق الهدى الرباني.
6- الاهتداء بالقرآن في الفتن استنباطا وعملا،
كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
7- رد بعض الشبه والمنكرات والفتن المتفشية في مجتمع ما، والدعوة للهدي الرباني في ذلك.
2- حاجة المرأة في المحيط النسائي:
فقد تبصر المرأة ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتحتاج إلى:
-كيفية الدعوة بالقرآن في محيطها النسائي.
-كيفية كشف زيف الباطل.
-كيفية نصر الحق.
-كيفية وعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.
السؤال الثاني: بيّن سعة علم التفسير.
بيان سعة علم التفسير:
سعة علم التفسير تكمن من وجهين:
الوجه الأول: علوم يجدها المفسر مبينة في القرآن.
الوجه الثاني: علوم يتعلمها المفسر لدراسة علم التفسير.
الوجه الأول: علوم يجدها المفسر مبينة في القرآن:
فعلم التفسير جامع لأنواع العلوم النافعة المبينة في القرآن كـ:
- أصول الإيمان والاعتقاد الصحيح والتعريف بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه في خلقه.
-أصول الأحكام الفقهية في مسائل العبادات والمعاملات والمواريث وأحكام الأسرة والجنايات.
-أصول المواعظ والسلوك والتزكية.
-الآداب والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة.
-الأمور التيضلت فيها أمم وطوائف كثيرة من بدء الخلق وقصص الأنبياء وأخبار بني إسرائيل،
كما قال تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}.
-أصول الدعوة وأنواعها ومراتبها وصفات الدعاة إلى الحق، وكشف شبهات المضلين، وأصول الاحتجاج للحق، ومعاملة المخالفين على اختلاف مراتبهم.
-علم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية، وكيف ترعى الرعية وتربى بالقرآن وتقاد به إلى ما فيه نجاتها وسعادتها.
-الهدى في كل ما يحتاج إليه العبد في شؤون حياته وكيف يتخلص من كيد الشيطان وشر النفس وفتنة الدنيا وسائر الفتن التي تعترضه، وكيف يهتدي إلى الصراط المستقيم.
إلى غير ذلك من العلوم الجليلة النافعة التي ينتفع بها أحسن الانتفاع من فهم مراد الله تعالى فهم المؤمن المسترشد الصادق في اتباع الهدى.
الوجه الثاني: علوم يتعلمها المفسر لدراسة علم التفسير:
فالمفسر يحتاج إلى التمكن من علوم كثيرة متنوعة؛ ينفتح له بها من أبواب فهم القرآن ومعرفة معانيه ما يدله على سعة علم التفسير وشرفه وتعدد معارف أهله؛ فيتعلم:
-معاني المفردات ومعاني الحروف.
-الأساليب والإعراب والصرف والبلاغة والاشتقاق.
-أصول الفقه وقواعد الترجيح.
-الناسخ والمنسوخ.
-أسباب النزول وأحوال النزول.
-فضائل الآيات والسور.
-أمثال القرآن والمبهمات.
وغيرها من العلوم المتنوعة التي يكتسبها المفسر شيئاً فشيئاً بتدرج تعلمه للتفسير.
فعلم التفسير من أوسع العلوم؛ فمن أقبل عليه وأحسن العناية به؛ فإنه يكتسب المعرفة الواسعة الحسنة بعلوم كثيرة.
السؤال الثالث:بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب.
الاشتغال بعلم التفسير له أثر كبير في صلاح القلب فالمفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته؛ بل يكاد يكون أكثر وقته في مصاحبة القرآن تلاوة وتدبرا ودراسة ، وهذا من أجل أنواع مصاحبة القرآن، فبه تطمئن القلوب وتصلح.
ومعلوم أن أصول العلوم كالعقائد الصحيحة والمواعظ والسلوك والتزكية المصلحة للقلب، كلها مبينة في القرآن الكريم.
ومعلوم أن صلاح القلب يكون بـ:
-صلاح العقيدة.
-إخلاص العبادة لله جل وعلا.
-خلوه من النفاق وفتن الشهوات والشبهات.
-تعظيمه للكتاب والسنة.
-صحة الولاء والبراء وفق الكتاب والسنة.
-صلاح الظاهر المبني على صلاح الباطن.
وكل هذه الأمور يدركها المشتغل بعلم التفسير حق الادراك وذلك لشرف المعلوم وبركته.