دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الرسالة التدمرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو الحجة 1429هـ/30-11-2008م, 08:47 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الأصل في باب الصفات أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفياً وإثباتاً

فَأَمَّا الْأَوَّلُ وَهُوَ التَّوْحِيدُ فِي الصِّفَاتِ:
فَالْأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ أَنْ يُوصَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَه، وَبِمَا وَصَفَتْهُ بِهِ رُسُلُهُ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا، فَيُثْبَتُ لِلَّهِ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ، وَيُنْفَى عَنْهُ مَا نَفَاهُ عَنْ نَفْسِهِ.


  #2  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 07:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تقريب التدمرية للشيخ: محمد بن صالح العثيمين

وإذا تَبيَّنَ ذلكَ فهَهُنَا أصْلانِ:
الأصْلُ الأوَّلُ في الصفاتِ

الأصلُ في الصِّفاتِ:
أنْ يُوصَفَ اللهُ بما وَصَفَ بهِ نفسَهُ وبما وَصَفَتْهُ بهِ رُسُلُهُ إثباتاً بلاَ تمثيلٍ، وتَنزيهاً بلاَ تعطيلٍ كما جَمَعَ اللهُ تعالى بينَهُمَا في قولهِ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
فقولُهُ: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) نفيٌ مُتضمِّنٌ لكمالِ صفاتِهِ مُبْطلٌ لمنهَجِ أهلِ التَّمثيلِ، وقولُهُ: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) إثباتٌ لأسمائِهِ وصفاتِهِ وإبطالٌ لمنهَجِ أهلِ التَّحريفِ والتَّعطيلِ، فنُثْبِتُ ما أَثبتَهُ اللهُ لنفسِهِ ونَنفيِ مَا نَفَى اللهُ عنْ نفسِهِ منْ غيرِ تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ومنْ غيرِ تَكييفٍ، ولاَ تمثيلٍ. وهذا هوَ المنهَجُ السَّليمُ الواجبُ المَبْنِيُّ على العلْمِ والحكْمةِ والسَّدادِ في القولِ والاعتقادِ ولهُ دليلانِ أثريٌّ ونظَريٌّ، وإنْ شئتَ فقلْ سمعيٌّ وعقليٌّ.
أما الأثريُّ السَّمعيُّ فمنْهُ قولُهُ تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)([1]).
وقولُه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)([2]).
وقولُهُ: (فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)([3])
وقولُهُ: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)([4]).
وأمَّا النَّظَرِيُّ العقليُّ فلأنَّ القولَ في أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ منْ بابِ الخبرِ المحْضِ الذيِ لا يُمكِنُ للعقلِ إدراكُ تفاصيلِهِ فوَجبَ الوقوفُ فيهِ على مَا جاءَ بِهِ السَّمْعُ.

([1]) سورة الأعراف، الآية: 180.

([2]) سورة الشورى، الآية: 11.

([3]) سورة النحل، الآية: 74.

([4]) سورة الإسراء، الآية: 36.




  #3  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 07:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التحفة المهدية للشيخ: فالح بن مهدي الدوسري


قولُهُ:
فأمَّا الأوَّلُ - وهو التوحيدُ في الصفاتِ - فالأصلُ في هذا البابِ أنْ يُوصَفَ اللهُ بِمَا وَصَفَ بهِ نفسَهُ، وبِمَا وَصَفَتْهُ بهِ رسُلُهُ نفياً وإثباتاً، فَيُثْبَتَ للهِ ما أَثْبَتَهُ لنفسِهِ، ويُنْفَى عنهُ ما نَفَاهُ عن نَفْسِهِ.


الشرحُ:
  • قولُهُ (فأمَّا الأوَّلُ) – يعني مِن الأصلَيْنِ، وهو توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ - فالأصلُ فيهِ أنْ يُوصَفَ اللهُ بما وَصَفَ بهِ نفسَهُ في كتابِهِ العزيزِ، وبِمَا وَصَفَهُ بهِ رسولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما صَحَّ عنْهُ، وَيُنْفَى عنهُ ما نَفَاهُ عن نفسِهِ، وما نَفَاهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ الإمامُ أحمدُ: (لاَ يُوصَفُ اللهُ إلا بِمَا وَصَفَ بهِ نفسَهُ أو وَصَفَهُ بهِ رسولُهُ، لا يُتَجَاوَزُ القرآنُ والحديثُ)، وَيُعْلَمَ أنَّ ما وَصَفَ بهِ نفسَهُ، أو وَصَفَهُ بهِ رسولُهُ، لا يَتَجَاوَزُ القرآنَ والحديثَ، ويُعْلَمَ أنَّ ما وَصَفَ اللهُ بهِ نفسَهُ من ذلكَ فهو حَقٌّ, ليسَ فيهِ لُغْزٌ, ولا أَحَاجِيُّ، بلْ معناهُ يُعْرَفُ مِن حيثُ يُعْرَفُ مقصودُ المُتَكَلِّمِ بكلامِهِ، لاَ سِيَّمَا إذا كانَ المُتَكَلِّمُ أَعْلَمَ الخَلْقِ بما يقولُ، وأَنْصَحَ الخَلْقِ في بيانِ العِلْمِ، وَأَفْصَحَ الخَلْقِ في البيانِ، والتعريفِ، والدلالةِ، والإرشادِ، وهو سبحانَهُ مع ذلكَ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لا في نفسِهِ المُقَدَّسَةِ المَذْكُورةِ بأسمائِهِ وصفاتِهِ، ولا في أفعالِهِ، فكما نَسْتَيْقِنُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ لهُ ذاتٌ حَقِيقَةً، ولهُ أفعالٌ حقيقةً، فكذلكَ له صفاتٌ حقيقةً، وهو {ليسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لاَ فِي ذَاتِهِ, وَلاَ فِى صِفَاتِهِ، وَلاَ فِي أَفْعَالِهِ، وَقَوْلُ الإمامِ أحمدَ: (لا يُتَجَاوَزُ القرآنُ والحديثُ) معناهُ أنَّ الأسماءَ والصفاتِ تَوْقِيفِيَّةٌ، فَمَصْدَرُهَا الكتابُ والسُنَّةُ.


  #4  
قديم 5 ذو الحجة 1429هـ/3-12-2008م, 07:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التوضيحات الأثرية للشيخ: فخر الدين بن الزبير المحسِّي


القاعدةُ الْأَصِيلَةُ في هذا الأصْلِ

قولُه:
( فأمَّا الأوَّلُ، وهوَ التوحيدُ في الصِّفاتِ، فالأصْلُ في هذا البابِ أنْ يُوصَفَ اللَّهُ تعالى بما وَصَفَ بهِ نَفْسَه، وبما وَصَفَتْهُ بهِ رُسُلُه، نَفْيًا وإثباتًا، فَيُثْبَتُ للَّهِ ما أَثْبَتَهُ لنفسِه، ويُنْفَى عنهُ ما نَفَاهُ عنْ نَفْسِه ).

التوضيحُ

شَرَعَ شيخُ الإسلامِ في بيانِ الأصْلِ الأوَّلِ تَأْصِيلاً وتَفْصِيلاً، وسَيَتَكَلَّمُ في توحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ دونَ الربوبيَّةِ لأمرينِ:
الأوَّلُ: لأنَّ الأسماءَ والصفاتَ مُتَضَمِّنٌ للربوبيَّةِ.
ثانيًا: ولكثرةِ الخلافِ في الأسماءِ والصفاتِ.
فبدَأَ بذِكْرِ القَاعدةِ الأصيلةِ في هذا البابِ، وهيَ:
( أنْ يُوصَفَ اللَّهُ بما وَصَفَ بهِ نفسَه، وبما وَصَفَهُ بهِ رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَفْيًا وإثباتًا).

فيُثْبَتُ ما أَثْبَتَهُ اللَّهُ لنفسِه، كقـولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، ويُنْفَى ما نفاهُ عنْ نفسِه، كقولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. وليستْ هذهِ القاعدةُ منْ نَسْجِ شيخِ الإسلامِ، بلْ لقدْ نَصَّ عليها أَئِمَّةُ السلَفِ. ومنْ أقوالِهم ما يَلِي:

1- قالَ الإمامُ أبو حَنِيفَةَ: " لا يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يَنْطِقَ في ذاتِ اللَّهِ بشيءٍ، بلْ يَصِفُهُ بما وَصَفَ بهِ نفسَهُ".
2- وقالَ الإمامُ الشافعيُّ: " للَّهِ تعالى أسماءٌ وصِفاتٌ جاءَ بها كتابُه، وأَخْبَرَ بها نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يَسَعُ أَحَدًا منْ خَلْقِ اللَّهِ تعالى قَامتْ عليهِ الْحُجَّةُ رَدُّهَا" .
3- وقالَ الإمامُ أحمدُ: " لا يُوصَفُ اللَّهُ إلَّا بما وَصَفَ بهِ نفسَه، وما وَصَفَهُ بهِ رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يُتَجَاوَزُ القرآنُ والسُّنَّةُ".
4- وقالَ الإمامُ الدَّارِميُّ:" ونَصِفُهُ بما وَصَفَ بهِ نفسَه، أوْ وَصَفَهُ بهِ رسولُه " .
5- وقالَ الإمامُ ابنُ خُزَيْمَةَ:" فنَحْنُ وجميعُ عُلَمَائِنا منْ أهْلِ الْحِجازِ وتِهَامَةَ واليمنِ والعراقِ والشامِ ومصرَ مذْهَبُنَا أنَّا نُثْبِتُ للَّهِ ما أَثْبَتَهُ لنفسِه...". وقالَ:" نحنُ نُثْبِتُ لخالِقِنا جَلَّ وعَلاَ صفاتِه التي وَصَفَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ بها نفسَه في مُحْكَمِ تنزيلِه، أوْ على لسانِ نبيِّهِ المصطفَى، مِمَّا ثَبَتَ بنقلِ العَدْلِ عن العَدْلِ مَوْصُولاً إليهِ" .
6- وقالَ الإمامُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ حَاكِيًا اعتقادَ أَئِمَّةِ أهلِ السُّنَّةِ:"ويَعْتَقِدُونَ أنَّ اللَّهَ تعالى مَدْعُوٌّ بأسمائِه الْحُسْنَى، وموصوفٌ بصِفاتِه التي سَمَّى ووَصَفَ بها نفسَه، ووَصَفَهُ بها نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" .
7- وقالَ الإمامُ السِّجْزِيُّ:" وقد اتَّفَقَت الأئِمَّةُ على أنَّ الصفاتِ لا تُؤْخَذُ إلَّا تَوْقِيفًا... ولا يَجُوزُ أنْ يُوصَفَ اللَّهُ سبحانَه إلَّا بما وَصَفَ بهِ نفسَه، أوْ وَصَفَه بهِ رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
8- وقالَ الإمامُ ابنُ عبدِ البَرِّ:" أهْلُ السنَّةِ مُجْمِعُونَ على الإقرارِ بالصفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنَّةِ، والإيمانِ بها وحَمْلِها على الحقيقةِ لا على الْمَجَازِ، إلَّا أنَّهُم لا يُكَيِّفُونَ شَيْئًا منْ ذلكَ " .


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأصل, في

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir