وقال عبد المسيح بن عسلة العبدي
وقال غير الضبي: هو عبد المسيح بن عسلة الشيباني.
1: ألا يا اسلمي على الحوادث فاطما.......فإن تسأليني تسألي بي عالما
أراد ألا يا هذه اسلمي كما قال المرقش الأصغر (وهو عم طرفة بن العبد والمرقش الأكبر عم الأصغر)
ألا يا اسلمي لا صرم لي اليوم فاطما.......ولا أبدا ما دام وصلك دائما
وقوله (تسألي بي عالما) أي: إن تسأليني تسألي بمسألتك إياي عالما
2: غدونا إليهم والسيوف عصينا.......بأيماننا نفلي بهن الجماجما
3: لعمري لأشبعنا ضباع عنيزة.......إلى الحول منها والنسور القشاعما
(القشاعم): جمع قشعم وهو المسن من النسور الكبير منها.
4: تمكك أطراف العظام غدية.......ونجعلهن للأنوف خواطما
قال الضبي: (التمكك): إخراج المخ من العظم بالشفتين بالمص يقال تمكك العظم تمككا: وقال مرة أخرى: (التمكك) شدة الاستقصاء على العظم بالضرس وقال: ويروى تمشش وقوله (نجعلهن للأنوف خواطما) أي: خطمنا أنوفهم بهذه الوقعة أي صرنا بها عارا عليهم كالعلامة على أنوفهم مثل الميسم ويقال: تمكك اللبن من الضرع وتمققه إذا استخرجه بفيه: وأنشدني أحمد بن عبيد للكميت:
تمقق أخلاف المعيشة منهم.......رضاعا وأخلاف المعيشة حفل
يعني المضيع وقد تقدم ذكره قبل هذا البيت قال أحمد: التمقق: التقصي في استخراج المخ واللبن وغيرهما: وقيل هو أن يكون رضعها مرة بعد مرة وهو شبعان وحفل ممتلئة لبنا.
5: فأما أخو قرط ولست بساخر.......فقولا له يا اسلم بمرة سالما
قال الضبي: قوله (بمرة) هذا يهزأ به أي اسلم بمرة أي اذهب به وهو المقتول: يعني مرة بعينه والمعنى
اسلم بقتلك إياه على طريق التهكم به: أي لست سالما وقد قتلته وقال أحمد: يقول اسلم ما دام مرة سالما فإن مات قتلتك به.
[شرح المفضليات: 606-608]