دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > متون علوم القرآن الكريم > المقدمة الجزرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ذو القعدة 1429هـ/25-11-2008م, 11:15 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المقدمة الجزرية للشيخ المقرئ: عبد الباسط هاشم (مفرغ)


الشرح الصوتي للشيخ عبد الباسط هاشم:



الباب الثالث: في أحكام النون الساكنة، والتنوين: وقد ذكره شيخنا ابن الجزري في المقدمة، وسأتعرض له بعد قليل، لكن ينبغي قبل أن نتعرض لأحكام النون الساكنة والتنوين أن نعرفهما ما التنوين؟ وما النون الساكنة؟
أما التنوين: فهو حركة تلحق بآخر الأسماء يثبت وصلاً لا خطا ولا وقفاً.
وعرفه بعض الشيوخ بأنه: نون مخلَّقة وهو كعزيزٌ , عليمٌ , حكيمٌ , عذاباً , أليماً , وقس على ذلك.
وأما النون الساكنة: فهو حرف صحيح قائم يثبت وصلا ووقفاً وخطا.
فهذا هو الفرق بينهما، فالتنوين لم يظهر إلا حين شُكِّل المصحف، حين اختلط العرب بالصقالبة والبربر وكثرت الفتوحات، وجهل الناس كثيراً من معالم لغتهم، هذا هو الفرق بينهما.
وأما أحكامهما، فأربع:
الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء.
الإظهار: لغة: البيان , واصطلاحاً: النطق بالنون الساكنة أو التنوين عند لحوقها بالحرف بصفة مظهرة بينة عارية من شبهة الإدغام والإخفاء , وله ستة حروف، وهي حروف الحلق، إذا دخلت النون الساكنة أو التنوين على أي حرف من هذه الستة سمي إظهاراً حلقياً واجباً، ولنضرب لكل حرف مثالاً أو مثالين لتقيس ما غاب على ما حضر.
الهمزة: ينأون، عذاب أليم.
الهاء: منها , جرف هار.
العين: أنعمت , عذاب عظيم.
الحاء: ينحتون، غني حميد.
الغين: ينغضون , مالكم من إله غيره , عذاب غليظ.
الخاء: والمنخنقة , عليم خبير.
إن سئلت عن هذا كله قلت: إظهار حلقي واجب. وحلقي؛ لأن مداره على حروف الحلق، وواجب؛ لأنه يحرم فيه شبهة الإخفاء، أو الإدغام.
الحكم الثاني: هو الإدغام، والادغام لغة: الإدخال , يقال: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته. واصطلاحاً: جعل الحرفين حرفاً واحداً، يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة.
وشروطه ثلاثة: التماثل، والتجانس، والتقارب.
وهو هنا نوعان: كامل، وناقص.
فالناقص: ما كان بغنّة لأن الغّنة أتاحت للحرف المدغم بعض الظهور فسمي ناقص.
والكامل: ما كان بغير غنة.
فأما الإدغام بغنة فحروفه أربع، يجمعها كلمة (يومنو) أو (ينمو) ويكون في كلمة وكلمتين إلا في الواو والياء.
ولنضرب لكل حرف مثلاً لتقيس ما غاب على ما حضر:
الياء:{ من يعمل} { ومن يقل } { أن يفرط }.
الواو: { من ولي }، { من ورائي }، { من واق}.
فإن قلت: إنك ذكرت أن شروط الإدغام التماثل، أو التقارب، أو التجانس فأين التقارب هنا أو التجانس؟
قلت: التقارب هنا جاء من الغنة؛ لأن الغنة ليست غنة نون خالصة، أو تنوين خالص وإنما نون أو تنوين اختلط بياء أو واو فخلّق ياء أخرى، أو واواً أخرى؛ لأن الكلمة: قريباً يوم , ألا ترى أنك حين تدغم تقول: { قريباً يوم } فخلّفت الغنة ياء غير أصلية , وكذا تقول { من وال }، حين تدغم تقول: { من وال } فخلقت الغنة واوا غير أصلية. هذا سبب التقارب.
ومثله أن يتزوج الرجل بما ليس من بلدته ولا من أبناء جنسه , أما تسبب هذا الزواج بصلة قرابة بينهما، إذن فالتقارب إما أصلي وإما نسَبي , وفي اجتماع الواو والياء مع النون الساكنة والتنوين التقارب نسبي، ولا تأتي الواو والياء في كلمة بعد تنوين أبداً، وإنما جاءتا بعد نون ساكنة في أربع كلمات: (دنيا , وصنوان , وقنوان , وبنيان). ويسمى هذا عند القراء: إظهاراً مطلقاً واجباً.
وأما الإدغام في الميم فمثاله: { من ماء مهين } { من مال الله الذي آتاكم } { مما خطيئاتهم }.
والنون: { يومئذ ناعمة } { لن نصبر }.
إذا سئلت عن مثل ذلك قلت: إدغام بغنة واجب ناقص، وليُحترز في النون من مثل: الناس والنوم والنعيم والنساء والنبيين ونحو ذلك مما فيه لام أل الشمسية فليس ذلك من الإدغام بغنة في شيء.
النوع الثاني من الإدغام: إدغام بغير غنة كامل، وحرفاه اللام والراء، ولنضرب لذلك مثالين أو ثلاثا؛ لتقيس ما غاب على ماحضر فاللام { يبين لنا } { ألن نجمع }، { من لدنه } والراء { غفور رحيم } { من ربهم }، { وقيل من راق } عند من لا يسكت. إذا سئلت عن هذا قلت: إدغام بغير غنة ناقص واجب.
الحكم الثالث: الإقلاب، وهو لغة: التغيير , واصطلاحاً: قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصة أو مخفاة عند دخول الباء عليهما.
وصحح ابن الجزَري الإخفاء فى النشر ولكنه عندما ألَّف المقدمة لم يشر إلى الإخفاء، فقال:


وحكم تنوين ونون يلفى = إظهار ادغام وقلب إخفا

وقال في الطيبة:"واقلبهما مع غنة ميماً ببا" وهذا يشير إلى جواز الوجه الآخر، وهو الإقلاب المحض دون إخفاء , وبه قرأنا فقد قرأت على مشايخي بالإخفاء أولاً ثم بالإقلاب المحض مثاله: {من بعد} {ينبت} {عليم بذات} فالإقلاب المحض إطباق الشفتين , والإخفاء فرجة بين الشفتين عند النطق بالغنة، تقول: {عليم بذات} {ينبت}. إذا سئلت عن هذا قلت: إقلاب واجب.
الحكم الرابع: هو الإخفاء , والإخفاء لغة: الستر , واصطلاحاً: النطق بالغنة بصورة بين الإظهار والإدغام، مندمجة بصفة الحرف الذي بعدها، فإن كان ما بعدها رقيق رققت، وإن كان ما بعدها مفخم فخمت , وحروفه ما بقي من الحروف سوى الألف وهي خمسة عشر حرفاً: الصاد والذال والثاء والكاف والجيم والشين والقاف والسين والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاد والظاء.
إذا دخلت النون الساكنة أو التنوين على أي حرف من هذه الأحرف سمي إخفاء حقيقياً واجباً ونطق فيه بالغنة بصورة بين الإظهار والإدغام، ولنذكر لكل حرف مثالاً أو مثالين لتقيس ما غاب على ما حضر فنقول:
الصاد: { أن صدوكم }، { صفاً صفاً } هكذا بتفخيم الغنة؛ لوجود حرف الاستعلاء بعدها.
الذال: {ما يأتيهم من ذكر} {من ذا الذي يقرض الله} بترقيق الغنة؛ لوجود حرف الاستيفال بعدها.
الثاء: {أن ثبتناك} {وأما من ثقلت}.
الكاف: {إن لدينا أنكالاً} {منكم من يريد}.
الجيم: {من جاء بالحسنة} {فأنجيناه}.
الشين: {إذا السماء انشقت} {فمن شاء فليؤمن} {أنشأناهن}.
القاف: {إن الله على كل شيء قدير} {ومن قدر} بتفخيم الغنة؛ لوجود حرف الاستعلاء بعدها.
السين: {فما له من سبيل } {تأكل منسأته}.
الدال: {أنداداً} {وما من دابة}.
الطاء: {بقنطار يؤده}، {ماءً طهوراً}. هكذا بتفخيم الغنة؛ لوجود حرف الاستعلاء بعدها.
الزاي: {من زينتهن} {أنزل}.
الفاء: {كن فيكون}، {يسئلونك عن الأنفال}.
التاء: {أن تقول نفس} {إن أنتم إلا}.
الضاد: {من ضريع} {منضود}.
الظاء: {من ظهير} {ظلاً ظليلاً} بتفخيم الغنة؛ لوجود حرف الاستعلاء.
قال الناظم:
*وحكم تنوين ونون يلفى *
أي يوجد ,
*إظهار ادغام وقلب إخفا*

كما تقدم: الإظهار الحلقي والإدغام بنوعيه والإقلاب والإخفاء.

فعند حرف الحلق أظهر وادَّغِم = في اللام والرا لا بغنة لزم

وقوله: (وادّغم)، لما كان الإظهار أخف على اللسان وهو المتبادر.
قال: (وادغم) أي تكلف الإدغام.

*وادغمن بغنة في يومن*

ولم يقل: وادّغم بغنة، لأن ذلك ميسر , (في يومن) أي في حروف (يومن) أو ينمو كما تقدم.
وقوله:

*إلا بكلمة كدنيا عنونوا *

أراد إلا إذا جاءت الواو أو الياء في كلمة وهو الإظهار المطلق كما وصفناه. ومعنى عنونوا أي: مثلوا.
وقوله: (والقلب عند البا بغنة) احترازاً من عدم الغنة كأن يقرأ أحد: { من بعد } أو { عليم بذات } بغير غنة.
وقوله: (كذا) أي كذا الإخفاء بغنة كالإقلاب (والقلب عند البا بغنة).

(............كذا = الإخفا لدى باقي الحروف أخذا)

أي، اقرأ بالإخفاء بغنة في باقي الحروف.
وقال صاحب التحفة:

للنون إن تسكن وللتنوين = أربع أحكام فخذ تبييني
فالأول الإظهار قبل أحرف = للحلق ست رتبت فلتعرف
همز فهاء ثم عين حاء = مهملتان، ثم غين خاء
والثاني إدغام بستة أتت = في يرملون عندهم قد ثبتت

ومعنى يرملون أي يسرعون، وذلك في السعي بين الصفا والمروة، "في يرملون عندهم قد ثبتت"
لكنها قسمان قسم يدغما = فيه بغنة بـ (ينمو) علما

إلا إذا كانا -أي الواو والياء - بكلمة فلا

إلا إذا كانا بكلمة فلا = تدغم كدنيا ثم صنوان تلا
والثاني إدغام بغير غنه = في اللام والرا ثم كررنه
والثالث الإقلاب عند الباء = ميماً بغنة مع الإخفاء.
ويلاحظ أنه لم يذكر أحد الإخفاء فقط في الإقلاب، إلا صاحب التحفة، وإلا فقد تقدم أني قرأت بالوجهين على أشياخي.

والرابع الإخفاء عند الفاضل = من الحروف..

أي: الباقي من الحروف ,
......واجب للفاضل
أي: واجب للقارئ الفاضل ,

في خمسة من بعد عشر رمزها = في كلم هذا البيت قد ضمنتها

فيؤخذ من كل كلمة حرفها الأول ,

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما = دم طيباً زد في تقى ضع ظالما

هذا مبلغ علم الفقير في أحكام النون الساكنة والتنوين. والله أعلم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, حكم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir