سورة الشعراء (مكية)
سوى خمس آيات من آخرها نزلن بالمدينة في شعراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وهو قوله تعالى: {والشعراء يتبعهم الغاوون}، إلى آخر السورة.
وقد روي عن ابن عبّاسٍ أنه قال إن قوله: {إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وذكروا الله كثيرًا}، إلى آخر السورة، ناسخٌ لما تقدّم من ذم الشعراء.
وهذا ليس بنسخٍ إنما هو استثناءٌ من أعيانٍ قد عمّهم الخطاب الأوّل، فخرجوا من حكمهم بالاستثناء لأنه بحرف الاستثناء.
وقد ذكر عن ابن عباس في أشياء كثيرة في القرآن فيها حرف الاستثناء أنه قال: منسوخٌ، وهو لفظ مجاز لا حقيقة، لأن الاستثناء مرتبط
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 373]
بالمستثنى منه يليه حرف الاستثناء الذي يلزمه، فبيّن أنه في بعض الأعيان الذين عمّهم اللّفظ الأول. والنّاسخ منفصلٌ من المنسوخ وهو رافعٌ لحكم المنسوخ وهو بغير حرف الاستثناء، وقد بيّنا هذا في مواضع فاعلمه.
ولا شيء في "النمل" (وهي مكية).
[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 374]