وقال مُعاويةُ بنُ مالكِ بنِ جَعفرِ بنِ كِلابٍ وهو مُعَوِّدُ الحُكَماءِ:
طَرَقَتْ أُمامةُ والمَزارُ بَعيدُ = وَهْنًا وأصحابُ الرِّحالِ هُجُودُ
أنَّى اهْتَدَيْتِ وكُنْتِ غَيرَ رَجيلةٍ = والقومُ منهم نُبَّهٌ ورُقودُ
أَلْفَوْا أباهم سَيِّدًا وأَعانَهُم = كرَمٌ وأعمامٌ لهم وجُدودُ
إذ كلُّ حيٍّ نابتٌ بأُرومةٍ = نَبْتَ العِضَاهِ فماجدٌ وكسِيدُ
نُعطي العَشيرةَ حقَّها وحَقيقَها = فيها ونغفِرُ ذَنْبَها ونَسُودُ
وإذا تُحَمِّلُنا العَشِيرةُ ثِقْلَها = قُمْنا به، وإذا تَعُودُ نَعُودُ
وإذا نُوَافِقُ جُرْأَةً أو نَجْدَةً = كنَّا سُميَّ بها العَدُوَّ نَكِيدُ
بل لا نقولُ إذا تَبَوَّأَ جِيرَةٌ = إنَّ المَحَلَّةَ شِعْبُها مَكْدُودُ
إذ بعضُهم يَحْمِي مَرَاصِدَ بَيْتِه = عن جارِه، وسبيلُنا مَوْرُودُ
قالتْ سُمَيَّةُ قدْ غَوَيْتَ فإنْ رَأَتْ = حقًّا تناوبَ مالَنا ووُفودُ
غَيٌّ لَعمرُكَ لا أزالُ أعُودُه = ما دامَ مالٌ عندنا موجودُ