دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > الأصمعيات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1432هـ/22-05-2011م, 11:50 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي 58: قصيدة الممزق العبدي: أرِقْتُ فلم تخْدَعْ بعَينيَّ وسِنَةٌ = ومن يلق ما لاقَيْتُ لا بد يَأَرَقِ

وقالَ المُمَزَِّقُ العَبْدِيُّ:
أَرِقْتُ فَلَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنَيَّ وَسْنَةٌ = ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقِ
تَبِيتُ الهُمُومُ الطارِقَاتُ يَعُدْنَنِي = كمَا تَعْتَرِي الأهوالُ رَأسَ المُطَلَّقِ
ونَاجِيَةٍ عَدَّيْتُ مِنْ عِنْدِ ماجِدٍ = إلَى واحِدٍ مِنْ غيرِ سُخْطٍ مُفَرَِّقِ
تَرَى أوْ تَرَاءَى عِنْدَ مَعْقِدِ غَرْزِهَا = تَهاويِلَ مِنْ أَجلادِ هِرٍّ مُعَلَّقِ
كأنَّ حَصَى المَعْزَاءِ عِنْدَ فُرُوجِها = نَوَادِي رَحًى رَضَّاخَةٍ لَمْ تُدَقِّقِ
كأنَّ نَضِيحَ البَوْلِ مِن قُبْلِ حَاذِهَا = مَلابُ عَرُوسٍ أوْ مَلاَدِغُ أَزْرَقِ
وقدْ ضَمَُرَتْ حتَّى الْتَقَى مِنْ نُسُوعِهَا = عُرَى ذِي ثَلاثٍ لمْ تَكُنْ قَبلُ تَلْتَقِي
وقدْ تَخِذَتْ رِجْلِي لَدَى جَنْبِ غَرْزِهَا = نَسِيفًا كَأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرَّقِ
أُنِيخَتْ بِجَوٍّ يَصْرُخُ الدِّيكُ عِندَهَا = وبَاتَتْ بِقَاعٍ كادِئِ النَّبْتِ سَمْلَقِ
تُنَاخُ طَلِيحًا ما تُرَاعُ مِنَ الشَّذَا = ولوْ ظَلَّ في أَوْصالِهَا العَلُّ يَرْتَقِي
ترُوحُ وتَغءدُو مَا يُحَلُّ وَضِينُهَا = إليكَ ابنَ مَاءِ المُزْنِ وابنَ مُحَرِّقِ
عَلَوْتُمْ مُلُوكَ النَّاسِ في المَجْدِ والتُّقَى = وغَرْبِ نَدًى مِنْ عُرْوَةِ العِزِّ يَسْتَقِي
وأنْتَ عمُودُ الدِّينِ مَهْمَا تَقُلْ يُقَلْ = ومهمَا تَضَعْ مِنْ باطِلٍ لا يُلَحَّقِ
وإنْ يَجْبُنُوا تَشْجُعْ وإنْ يَبْخَلُوا تَجُدْ = وإنْ يَخرُِقُوا بالأَمْرِ تَفصِلْ وَتَفْرُقِ
أحَقًّا أبَيْتَ اللَّعْنَ أنَّ ابنَ فَرْتَنَا = عَلَى غَيْرِ إجرامٍ بِريقِي مُشَرِّقِي
فإنْ كُنْتُ مَأكُولاً فكُنْ خيرَ آكِلٍ = وإلاَّ فَأَدْرِكْنِي ولمَّا أُمَزَّقِ
أكَلَّفْتَنِي أدواءَ قومٍ تَرَكْتُهُمْ = وإلا تَدَارَكْنِي مِنَ البحرِ أغْرَقِ
فإنْ يُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافًا عليهِمُ = وإنْ يُعْمِنُوا مُستَحْقِبي الحربِ أُعرِقِ
فلا أنَا مَوْلاهُمْ ولا في صَحِيفةٍ = كَفَلْتُ عليهِمْ، والكفالةُ تَعْتَقِي
وظَنِّي بهِ أنْ لا يُكَدِّرَ نِعْمَةً = ولا يَقْلِبَ الأعداءَ مِنْهُ بمَعبَقِ


  #2  
قديم 20 رجب 1432هـ/21-06-2011م, 11:18 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح الأصمعيات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون


58
وقال الممزق العبدي *

1 أرقت فلم تخدع بعيني وسنة = ومن يلق ما لا قيت لا بد يأرق
2 تبينت الهموم الطارقات يعدنني = كما تعتري الأهوال رأس المطلق
3 وناجية عديت من عند مساجد = إلى واحد من غير سخط مفرق
ــــــــــــ
(*) ترجمته: مضت في المفضلية 80.
جو القصيدة: كان عمرو بن هند وهند أمه، وهو عمرو بن المنذر الأكبر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي قد هم بغزو عبد القيس، فقال الممزق هذه القصيدة يستعطفه، فلما بلغته القصيدة انصرف عن عزمه. المؤتلف 185. وقد أعلن الشاعر أرقه وتراكم همومه لما بلغه من عزمة عمرو بن هند. وذكر أنه صاحب ملوك يرحل إليهم بناقته التي وصف نشاطها وسرعتها، وعرقها، وضمورها، أثر رجليه في جانبيها حين يركضها، وقد رحل بها عمرو بن هند رحلة متواصلة، ثم مدح الملك بمجده وعزه وتقاه، وقوة سلطانه وشجاعته، وجوده ورأيه. ثم استعطفه في أسلوب طريف، مستعلنًا ولاءه ووفاءه.
تخريجها: هي في الأوربية برقم 50. والبيت 1 في اللسان 9: 418 وصدره يشبه صدر المفضلية 86. و2 في اللسان 12: 101. و3 وبيت 11، 15، 16، 13، 17، 18، الشعراء 236. و8 في اللسان 11: 242، 12: 93 وفيه أيضًا 1: 293 ونسبه للمثقب، فهو أيضًا في اليحوان 5: 218 والمخصص 1: 21/ 12: 272/ 16: 97، 134/ 17: 2 والعقد 1: 180. و8، 9 في الحيوان 2: 298. و8، 16 في العيني 4: 590. و10 في الحيوان 5: 441. و16 في المؤتلف 185 والاشتقاق 199 واللسان 13: 21 والأنباري 591 جمهرة أنساب العرب 282. و18 في اللسان 12: 119/ 17: 162 والمخصص 12: 50. 15 19 في معجم البلدان 6: 215. و17، 18 في اللسان 14: 339 340. وللمثقب بيتان من بحر هذه القصيدة ورويها في الشعراء 234.
(1) تخدع: يقول: لم يدخل في عيني شيء من النعاس، كما فسر الأنباري عن أبي عكرمة. ذي في اللسان «ما خدعت بعينه نعسة» أي ما مرت بها. الوسنة: كالسنة والوسن، أي ثقلة النوم. إذا الشطر يشبه صدر البيت الأول من المفضلية 86.
(2) المطلق: في الشنقيطية: «التطليق: أن ينفس عن الملدوغ ساعة، فإذا عاوده الألم عاد حالته الأولى». وفي اللسان: «طلق السليم يعني الملدوغ على ما لم يسم فاعله: رجعت إليه وسكن وجعه بعد العداد، فهو مطلق».
(3) الناجية: الناقة السريعة. إلى واحد: يقال «رجل واحد»: متقدم في بأس أو علم أو ذلك، كأنه لا مثل له، فهو وحده لذلك.


4 ترى أو تراءى عند معقد غرزها = تهاويل من أجلاد هر معلق
5 كأن حصى المعزاء عند فروجها = نوادي رحى رضاخة لم تدقق
6 كأن نضيح البول من قبل حاذها = ملاب عروس أو ملادغ أزرق
7 وقد ضمرت حتى التقى من نسوعها = عرى ذي ثلاث لم تكن قبل تلتقي
8 وقد تخذت رجلي لدي جنب غرزها = نسيفًا كأفحوص القطاة المطرق
9 أنيخت بجو يصرخ الديك عندها = وباتت بقاع كادئ النبت سملق
10 تناخ طليحًا ما تراع من الشذا = ولو ظل في أوصالها العل يرتقي
ـــــــــــــ
(4) تراءى: يقال «تراءاه» أي نظره، أو تكلف النظر إليه. الغرز للناقة: مثل الحزام للفرس. التهاويل: جمع تهويل، وهو ما هو به. أجلاد الشيء: شخصه بكماله، وجمعه أجالد. يريد: كأن هرا علق عند مقعد حزامها أنشب أظفاره فيها، فهي تنفر وتسرع. وانظر في نحو هذا المعنى. المفضلية 42: 7 وشرح الأنباري 423.
(5) المعزاء: المكان الصلب الكثير الحصى. فروجها: ما بين قوائمها. النوادي: ما تطاير من الرحى عند رضخها النوى ونحوه. رضاخة: من الرضخ، وهو الدق والكسر.
(6) نضيح: من النضح، وهو الرش. القبل، بضم القاف وسكون الباء، وبضمتين: المتقدم. الحاذ: الذي يقع عليه الذنب من الفخذين من ذا الجانب وذا الجانب. امللاب: نوع من الطيب. ملادغ: مواضع اللدغ. يريد به الذباب الأزرق، قال الجاحظ «والذبان التي تهلك الإبل زرق». وانظر الحيوان 3: 390 392.
(7) النسوع: سيور الرحل.
(8) النسيف: أثر ركض الرجل بجنبي البعير إذا انحص عنه الوبر. الأفحوص: مجثم القطاة، أي مبيتها. المطرق: ضبط في الشنقيطية بفتح الراء، وقال العيني في الشواهد 4: 90: «ووقع في المفضليات المطرق بفتح الراء وفسره بالمعدل، يقال طرق بمعنى عدل». وليس البيت في المفضليات ولا في شرح الأنباري، وهذا مما يؤيد رأينا في تداخل الأصمعيات في المفضليات. فالمطرق على هذا الوجه صفة للأفحوص. وأثبتت في الحيوان والمخصص واللسان بكسر الراء، صفة للقطاة، بمعنى: التي حان خروج بيضها، يقال «طرقت القطاة وهي مطرق» حان خروج بيضها، وهو من الصفات التي تخص الإناث فيستغنى فيها عن علامة التأنيث.
(9) جو: «اسم اليمامة» كما أثبت في الشنقيطية، وأيده ما في ياقوت. وإنما تصيح الديكة في المدن. كادئ: يقال «كدأ النبت يكدأ» أصابه البرد فلبده في الأرض، أو أصابه العطش فأبطأنبته. السملق: القاع المستوى الأملس، والأجرد لا شجر فيه.
(10) الطليح: المعيبة: الشذا: الأذى والشر، أو هو ذباب أزرق عظيم يقع على الدواب فيؤذيها. وفي الشنقيطية: «الشذى: وجع من قرص الذباب. والعل: القراد، وكل صغير اليد كز السن على». والعبارة الأخيرة محرفة. صوابها «وكل صغير البدن أو كبير السن على».


11 تروح وتغدو ما يحل وضينها = إليك ابن ماء المزن وابن محرق
12 علوتم ملوك الناس في المجد والتقى = وغرب ندى من عروة العز يستقى
13 وأنت عمود الدين مهما تقل يقل = ومهما تضع من باطل لا يلحق
14 وإن يجبنوا تشجع وإن يبخلوا تجد = وإن يخرقوا بالأمر تفصل وتفرق
15 أحقًا أبيت اللعن أن ابن فرتنا = على غير إجرام بريقي مشرقي
16 فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل = وإلا فأدركني ولما أمزق
17 أكلفتني أدواء قوم تركتهم = وإلا تداركني من البحر أغرق
18 فإن يتهموا أنجد خلافًا عليهم = وإن يعمنوا مستحقبي الحرب أعرق
19 فلا أنا مولاهم ولا في صحيفة = كفلت عليهم، والكفالة تعتقي
20 وظني به أن لا يكدر نعمة = ولا يقلب الأعداء منه بمعبق
ــــــــــــ
(11) الوضين: بمنزلة الحزام. ابن ماء المزن، يعني ابن ماء السماء. وماء السماء: اسم لأم المنذر الأكبر ابن امرئ القيس، نسب إليها. ومحرق، هو الحارث بن عمرو بن عدي.
(12) الغرب: الدلو العظيمة، وأضافها للندى مجازًا.
(13) الدين: السلطان والملك. مهما تضع من باطل: مهما تسقط من شيء وتبطله. لا يلحق: كذا بالأصلين، وفي رواية الشعراء والعقد «لا يحقق».
(14) يخرقوا: يقال «خرق بالشيء» جهله ولم يحسن عمله، فهو أخرق، والفعل من بابي «فرح وكرم»، تفرق: تقضي وتفصل بين الحق والباطل.
(15) ابن فرتنا: قد يكون شخصًا مسمى بهذا، وقد يكون نبزًا سب به شخصًا، فإن ابن فرتنا يراد به اللئيم. مشرقي: من الشرق، وهو بالماء والريق كالغصص بالطعام.
(18) يتهم، وينجد، ويعمن، ويعرق: يأتي تهامة ونجدًا وعمان والعراق. مستحقبي الحرب: حاملي عبئها، من قوله «احتقبه واستحقبه» بمعنى احتمله، كأنه جمعه وجعله من خلفه كالحقيبة.
(19) تعتقي: تحتبس، والاعتقاء الاحتباس، وهو مقلوب الاعتياق، يقال «عاقني عنك عائق، وعقاني عنك عاق» بمعنى واحد، على القلب. يريد أن الكفالة تحبس صاحبها على الوفاء بما كفل.
(20) لا يكدر نعمة: يعني بالاعتذار، وقد مضى مثل هذا المعنى للممزق في المفضلية 130: 15. يقلب: من قولهم «قلبه» رجعه وصرفه إلى منزله. معبق: من قولهم «عبق بالمكان» إذا لزمه وأقام به. يريد أنه لا يدع لأعدائه مستقرًا، أو لا يترك لهم مفرًا.
[شرح الأصمعيات: 164-166]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
58, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir