الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
*
المسألة رقم1:
يقول الله تعالى: { و ما خلقت الجن و الإنس إلاّ ليعبدون}
فنفى الله سبحانه و تعالى أن يكون خلق الإنسان لأي شيء غير أن يوحّد الله سبحانه و تعالى
و منه أخطأ كل من قال غير ما جاء في الآية (أي أن الإنسان خلق لغاية واحدة هي عبادة الله تعالى)
و الله أعلم
*
*
المسألة الثانية:
* أ- التوحيد مفتاح الدخول في الدين و هو أول ما دعت إليه الرسل, فلا يمكن أن يوجد خلاف في أصل الدين
و كما سبق القول في المسألة الأولى: غاية خلق الجن و الإنس واحدة لا ثانية لها
فقد استثنى سبحانه و تعالى أن يكون لخلق الإنس و كذا الجن غاية ثانية غير أن يوحّدوه بالعبادة فكيف يعقل أن يكون هناك اختلاف في المسألة
إذاً ما توصل إليه هذا الشخص خاطئ و لا معنى له
*
*ب- مناقشة ما ورد في معنى "لا إله إلاّ الله"
*****الإقتراح ب: لا رب إلا الله
-الرب هو الذي انفرد في الخلق و الملك و التدبير
- مشركو قريش الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يقرون بذلك
- لو كان ذاك هو معنى لا إله إلا الله لما رفضوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم
-و منه فإن معنى "لا إله إلا الله" ليس هو لا رب إلا الله
*
*****الاقتراح ج: هو واحد في ذاته لا قسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له
- هذا بمعنى أنهم أقروا وجود الله سبحانه و تعالى
- مفتاح الدخول في الإسلام هو لا إله إلا الله
- ليس على وجه الأرض من ينفي وجود الله إلا قليل من الملاحدة و بعض الفلاسفة و المجوس
- هذا يقتضي أن يكون غيرهم مسلمين جميعا
- لكن النصارى مثلا و هم مقرون بوجود الله و بوحدانيته و ليسوا مسلمين
- و عليه فإن معنى لا إله إلا الله ليس هو المذكور
*
*****الاقتراح د:معنى (لا إله الا الله) للعوام لا معبود إلا الله، ومعناها للخواص لا محبوب ولا مقصود إلا الله، ومعناها لأخص الخواص لا موجود إلا الله
- في قولهم لا معبود إلا الله:
فالجواب بالضد النقيض: فما يخالفهم عباد القبور مثلا, فإذاً هناك معبودات تعبد من دون الله
*
-في قولهم: لا محبوب ولا مقصود إلا الله
حتى النصارى يزعمون أنهم يحبون الله و أن قصدهم من التقرب للأصنام و غيرها هو رجاء رضى الله
فكل من أقر بوجود الله أقر بحبه و بقصده
لكن الله تعالى جعل مقياسا نميز به بين من أقر بحب الله زعما و من أقر بحبه حقيقة فقال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}
بهذا لم يكن كل من قال بحب الله مسلما بالضرورة و لكن المسلم من أحبه الله تعالى و من أحبه الله هو من اتبع الرسول و من اتبع الرسول هو من عبد الله بما شرع
فليس معنى لا إله إلا الله هو المذكور في الاقتراح
و الله أعلم
*
- في قولهم لا موجود إلا الله:
أبصارنا تقر وجود غير الله فافتراؤهم بيّن
و إن كان المقصود أن كل ما خلق الله هو الله- تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا- فالله هو الواحد الأحد العلي الذي له الأسماء الحسنى و الصفات العلى
هم نفوا عنه كماله سبحانه و تعالى فكانوا في نفس صف أهل الإلحاد و إن لم يجهروا بذلك
*
*****الإقتراح هـ:لا نافع إلا الله، ولا ضار إلا الله، ولا معز إلا الله، ولا مذل إلا الله، ولا مانع إلا الله
هي في معاني الربوبية فتوحيد الربوبية جامع لكل هذه الخصائص و ما يقال في هذا الإقتراح هو ما قيل في الإقتراح ب
و عليه من أقر بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية فليس هو بمسلم
معنى "لا إله إلا الله " ليس هو ما ذكر
*
*****الإقتراح و: لا مستغنياً عن كل ما سواه ومفتقراً إليه كل ما عداه إلا الله تعالى
هو كذلك في معنى الربوبية و قد أقر بتوحيد الربوبية اليهود و النصارى و هم كفار
فلا يدخلون بهذا المعنى في الإسلام إذا ليس ذاك معنى "لا إله إلا الله"
*
*****الإقتراح أ: "لا معبود بحق إلا الله"
نعرض التعريف على الآيات الشرعية:
هذا التعريف نفى المعبودات الباطلة
كيف نعرف الباطل من الحق: الباطل هو ما أبطله الله و الحق ما جعله الله حقا
و قد قال تعالى (أو في معنى الآية سورة الذاريات) { و لا تتخذوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين}
و قال تعالى (أو في معنى الآية) { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}
و قال تعالى { و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}
و قال تعالى { اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا}
فالله سبحانه و تعالى يثبت وجود معبودات غيره سبحانه و تعالى فأنكرها و أبطلها و جعل العبادة الصحيحة هي له وحده لا شريك له
و من وحد الله سبحانه و تعالى بالعبادة فقد أسلم لأن إفراده سبحانه و تعالى بالعبادة يتضمن إفراد ربوبيته و توحيده في الأسماء و الصفات
و الإسلام مفتاحه "لا إله إلا الله"
فكان معنى "لا إله إلا الله" هو "لا معبود بحق إلا الله"
و الله أعلى و أعلم
*
*
المسألة الثالثة:
- إذا قال بأنه مسلم, و عمل بمقتضاها دون أن يعلم معناها فهو مسلم لكن يوجَّه لمعرفة معناها خاصة في الوقت الراهن حيث انتشرت وسائل التنصير و التهويد و غيرها, فلا يكاد يبقى أحد على فطرته
و الله أعلم
- إذا لم يدر معناها و لم يعمل بمقتضاها كأن يتضرع عند القبور مثلا فهو غير مسلم,
يدعى إلى الإسلام فتقام عليه الحجة, إن أجاب: فهو مسلم, و إن أبى: فهو كافر مخلد في النار
و الله أعلم
*
أستغفر الله العلي القدير