دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الطهارة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو القعدة 1429هـ/6-11-2008م, 06:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي باب الوضوء (6/12) [التيمن في الوضوء]

44 - وعن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: كانَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنَ في تَنَعُّلِهِ وتَرَجُّلِهِ وطَهُورِهِ وفي شأنِهِ كُلِّهِ. مُتَّفَقٌ عليهِ.
45 - وعن أبي هُرَيْرةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَءُوا بِمَيَامِنِكُمْ)). أَخرَجَهُ الأربعةُ، وصَحَّحَهُ ابنُ خُزَيْمَةَ.


  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1429هـ/22-11-2008م, 11:53 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني

13/41- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطَُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ) أَيْ تَقْدِيمُ اليُمْنَى فِي تَنَعُّلِهِ لُبْسِ نَعْلِهِ.
(وَتَرَجُّلِهِ) بِالجِيمِ، أَيْ مَشْطِ شَعْرِهِ.
(وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ) تَعْمِيمٌ بَعْدَ التَّخْصِيصِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
قَالَ ابْنُ دَقِيقِ العِيدِ: هُوَ عَامٌّ مَخْصُوصٌ بِدُخُولِ الخَلاءِ وَالخُرُوجِ مِن المَسْجِدِ وَنَحْوِهِمَا، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فِيهِمَا بِاليَسَارِ. قِيلَ: وَالتَّأكِيدُ بِكُلِّهِ يَدُلُّ عَلَى بَقَاءِ التَّعْمِيمِ، وَدَفْعِ التَّجَوُّزِ عَن البَعْضِ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ: حَقِيقَةُ الشَّأْنِ: مَا كَانَ فِعْلاً مَقْصُوداً. وَمَا يُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّيَاسُرُ لَيْسَ مِن الأَفْعَالِ المَقْصُودَةِ، بَلْ هِيَ إمَّا تُرُوكٌ، وَإِمَّا أفعالٌ غَيْرُ مَقْصُودَةٍ.
وَالحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ البَدَاءَةِ بِشِقِّ الرَّأْسِ الأَيْمَنِ فِي التَّرَجُّلِ، وَالغَسْلِ، وَالحَلْقِ، وَبِالمَيَامِنِ فِي الوُضُوءِ، وَالغُسْلِ، وَالأَكْلِ، وَالشُّرْبِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
قَالَ النَّوَوِيُّ: قَاعِدَةُ الشَّرْعِ المُسْتَمِرَّةُ البَدَاءَةُ بِاليَمِينِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْ بَابِ التَّكْرِيمِ وَالتَّزْيِينِ، وَمَا كَانَ بِضِدِّهَا اسْتُحِبَّ فِيهِ التَّيَاسُرُ، وَيَأْتِي الحَدِيثُ فِي الوُضُوءِ قَرِيباً. وَهَذِهِ الدَّلالَةُ لِلْحَدِيثِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى أَنَّ لَفْظَ (يُعْجِبُهُ) يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ شَرْعاً، وَقَدْ ذَكَرْنَا تَحْقِيقَهُ فِي حَوَاشِي شَرْحِ العُمْدَةِ، عِنْدَ الكَلامِ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ.

14/42- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَؤوا بِمَيَامِنِكُمْ)) أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَؤوا بِمَيَامِنِكُمْ. أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَزَادَ فِيهِ: ((وَإِذَا لَبِسْتُمْ)) . قَالَ ابْنُ دَقِيقِ العِيدِ: هُوَ حَقِيقٌ بِأَنْ يُصَحَّحَ.
وَالحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى البَدَاءَةِ بِالمَيَامِنِ عِنْدَ الوُضُوءِ فِي غَسْلِ اليَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. وَأَمَّا غَيْرُهُمَا كَالوَجْهِ وَالرَّأْسِ فَظَاهِرٌ أَيْضاً شُمُولُهُما، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ بِهِ فِيهِمَا، وَلا وَرَدَ فِي أَحَادِيثِ التَّعْلِيمِ، بِخِلافِ اليَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَأَحَادِيثُ التَّعْلِيمِ وَرَدَتْ بِتَقْدِيمِ اليُمْنَى فِيهِمَا عَلَى اليُسْرَى؛ فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ الَّذِي مَضَى وَغَيْرِهِ، وَالآيَةُ مُجْمَلَةٌ بَيَّنَتْهَا السُّنَّةُ.
وَاخْتُلِفَ فِي وُجُوبِ ذَلِكَ، وَلا كَلامَ فِي أَنَّهُ الأَوْلَى؛ فَعِنْدَ الهَادَوِيَّةِ: يَجِبُ؛ لِحَدِيثِ الكِتَابِ، وَهُوَ بِلَفْظِ الأَمْرِ، وَهُوَ لِلْوُجُوبِ فِي أَصْلِهِ، وبِاسْتِمْرَارِ فِعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ مَا رُوِيَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّةً وَاحِدَةً بِخِلافِهِ إلَّا مَا يَأْتِي مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلِأَنَّهُ فَعَلَهُ بَيَاناً لِلْوَاجِبِ فَيَجِبُ، وَلِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،وَأَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عَلَى الوِلاءِ ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا وُضُوءٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ الصَّلاةَ إلَّا بِهِ)). وَلَهُ طُرُقٌ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضاً.
وَقَالَتِ الحَنَفِيَّةُ وَجَمَاعَةٌ: لا يَجِبُ التَّرْتِيبُ بَيْنَ أَعْضَاءِ الوُضُوءِ، وَلا بَيْنَ اليُمْنَى وَاليُسْرَى مِن اليَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ. قَالُوا: والوَاوُ فِي الآيَةِ لا تَقْتَضِي التَّرْتِيبَ، وَبِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ بَدَأَ بِمَيَاسِرِهِ، وَبِأَنَّهُ قَالَ: مَا أُبَالِي بِشِمَالِي بَدَأْتُ أَمْ بيَمِينِي إذَا أَتْمَمْتُ الوُضُوءَ. أَخْرَجَه الدَّارَقُطْنِيُّ, والبَيْهَقِيُّ, وقالَ: إنه منقطعٌ.
وكذا روايةُ الفعلِ، أَخْرَجَه البَيْهَقِيُّ, وَأُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّهُمَا أَثَرَانِ غَيْرُ ثَابِتَيْنِ، فَلا تَقُومُ بِهِمَا حُجَّةٌ، وَلا يُقَاوِمَانِ مَا سَلَفَ، وَإِنْ كَانَ الدَّارَقُطْنِيُّ قَدْ أَخْرَجَ حَدِيثَ عَلِيٍّ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ، وَأَخْرَجَهُ مِنْ طُرُقٍ بِأَلْفَاظٍ، ولَكِنَّهَا مَوْقُوفَةٌ كُلَّهَا.


  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1429هـ/22-11-2008م, 11:55 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

41 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
مفرداتُ الحديثِ:
- يُعْجِبُهُ: من الإعجابِ، يُقالُ: أَعْجَبَنِي هذا الشيءُ لحُسْنِه، والعجيبُ: الأمرُ يُتَعَجَّبُ منه، والمصدرُ العَجَبُ، بفتحتيْنِ، وأمَّا العُجْبُ بضمِّ العينِ وسكونِ الجيمِ فهو اسمٌ مِن أُعْجِبَ فلانٌ بنفسِه، والمرادُ: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَرُّ من التيمُّنِ ويَسْتَحْسِنُه ويُفَضِّلُه ويُقَدِّمُه، فأمَّا العَجْبُ بفتحٍ فسكونٍ فهو أصلُ الذَّنَبِ.
- التَّيَمُّنُ: مصدرُ تَيَمَّنَ، وهو تقديمُ الأيمنِ على الأيسرِ من الجِهاتِ والأشياءِ.
- فِي تَنَعُّلِهِ: أي: في لُبْسِه النَّعْلَ ونحوَه مِن الخُفَّيْنِ والجَوْرَبَيْنِ، ومِثْلُه الثيابُ.
- وَتَرَجُّلِهِ: بتشديدِ الجيمِ، هو تسريحُ شَعَرِ رأسِه ولِحْيَتِه بالمُشْطِ.
- طُهُورِهِ: بضمِّ الطاءِ، المرادُ التطهيرُ بفعلِ الوضوءِ والغُسْلِ وإزالةِ الأنجاسِ.
- فِي شَأْنِهِ: مُتَعَلِّقٌ بالتيمُّنِ.
- فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ: مِن الأشياءِ المُسْتَطابَةِ، فهذا تعميمٌ بعدَ تخصيصٍ؛ في كلِّ مُسْتَطابٍ.
ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:
1- استحبابُ تقديمِ اليمينِ في التنعُّلِ والترجُّلِ والطُّهُورِ، وما شابَهَهَا مِن الأمورِ المُسْتَطابَةِ.
2- قولُه: "في شأنِه كلِّه" هو تعميمٌ بعدَ تخصيصٍ، ولكنَّه تعميمٌ في الأمورِ المستطابَةِ، كما تَقَدَّمَ، قالَ ابنُ دَقِيقِ العِيدِ: هو عامٌّ مخصوصٌ بدخولِ الخلاءِ والخروجِ من المسجدِ ونحوِهما؛ فإنه يَبْدَأُ فيهما باليسارِ. قالَ النَّوَوِيُّ: قاعدةُ الشرعِ المستمرَّةُ: استحبابُ البَداءةِ باليمينِ في كلِّ ما كانَ من بابِ التكريمِ والتنزيهِ، وما كانَ بضِدِّها اسْتُحِبَّ فيهِ التياسُرُ.
3- أنَّ جَعْلَ اليُسْرَى للأشياءِ المُسْتَقْذَرَةِ هو الأليقُ شرعاً وعقلاً وطِبًّا.
4- أنَّ الشرعَ الحكيمَ جاءَ لإصلاحِ الناسِ وتهذيبِهم ووِقَايَتِهِم من الأضرارِ عامَّةً.
5- أنَّ الأفضلَ في الوُضُوءِ هو البَداءةُ بغسلِ يُمْنَى اليديْنِ على يُسراهما، ويُمْنَى الرِّجليْن على يُسْرَاهُما. قالَ النَّوَوِيُّ: أَجْمَعَ العلماءُ على أنَّ تقديمَ اليمنَى في الوُضوءِ سنَّةٌ، مَن خَالَفَها فاتَه الفضلُ وتَمَّ وُضُوءُه. قالَ في المُغْنِي: لا نَعْلَمُ في عدمِ الوجوبِ خلافاً.
6- استحبابُ البَداءةِ بأَيْمَنِ الرأسِ عندَ تَرْجِيلِه أو غَسْلِه أو حَلْقِه، أو غيرِ ذلكَ.
7- يُسْتَحَبُّ تقديمُ اليُمنَى مِن اليديْن ومِنَ الرِّجليْن على اليسرَى منهما في كلِّ عملٍ طيِّبٍ ومُسْتَحْسَنٍ، وأنْ يُخَصِّصَ اليسرَى لِمَا يَلِيقُ بها من إزالةِ الأوساخِ والأقذارِ ومباشرةِ الأشياءِ المستقذَرَةِ.
8- في الحديثِ دليلٌ على أنَّ المسلمَ الموفَّقَ يَجْعَلُ مِن عاداتِه عباداتٍ؛ فإنَّ الأمورَ العاديَّةَ حينَما يَأْتِي بها مُتَّبِعاً في ذلك هَدْيَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقاصداً بها القُرْبَةَ والعبادةَ، فإنَّ هذه العاداتِ تَصِيرُ عباداتٍ وقُرُبَاتٍ تَزِيدُ من حَسَناتِ العبدِ، وبالعكسِ؛ فإنَّ عباداتِ الغافلِ تَصِيرُ عاداتٍ؛ لأنه يُؤَدِّيها في حالِ غَفْلَةٍ وعَدَمِ اسْتِحضارٍ لنِيَّةِ التقرُّبِ إلى اللَّهِ تعالى، وعدمِ استحضارِ امتثالِ أمرِ اللَّهِ تعالى في أدائِها، وعدمِ استحضارِ اقتدائِه حينَ أدائِها بالنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما يَسْتَحْضِرُ أنه قامَ بهذه العبادةِ التي تَعَوَّدَ أنْ يقومَ بها في مثلِ هذا الوقتِ، وغَفَلَ عن المعاني السابقةِ، ففرقٌ بينَ العبادتيْنِ,كلٌّ مِنْهُما بنيَّةٍ مخالفةٍ لنِيَّةِ الأخرَى. واللَّهُ المُوَفِّقُ.

42 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَؤُوا بِمَيَامِنِكُمْ)). أَخْرَجَهُ الأَرْبَعَةُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
درجةُ الحديثِ: الحديثُ صحيحٌ: قالَ ابنُ دَقِيقِ العِيدِ: هو حقيقٌ بأنْ يُصَحَّحَ. وقدْ حَسَّنَه النَّووِيُّ في المجموعِ، وقدْ أَخْرَجَه أحمدُ (8438)، وابنُ حِبَّانَ (3/370)، والبَيْهَقِيُّ، والطَّبَرَانِيُّ في الأوسطِ (2/21)، ويُؤَيِّدُهُ الذي قبلَه.
مفرداتُ الحديثِ:
- إِذَا: ظرفٌ للمستقبلِ غالباً، مُتَضَمِّنٌ معنى الشرْطِ غالباً، فعلُه ماضِي اللفظِ مُسْتَقْبَلُ المعنى كثيراً؛ كمثلِ هذا الحديثِ.
- تَوَضَّأْتُمْ: أَرَدْتُمُ الوُضُوءَ، أو شَرَعْتُم فيه.
- بِمَيَامِنِكُمْ: مفردةُ يَمِينٍ، ضِدُّ اليَسارِ للجِهَةِ والجارِحَةِ.
ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:
1- استحبابُ التيامُنِ في الوُضُوءِ بينَ اليديْنِ وبينَ الرِّجليْنِ، بأنْ يَبْدَأَ باليدِ اليُمنَى ثمَّ باليَدِ اليُسرَى، ثمَّ يَبْدَأَ بالرِّجْلِ اليمنَى قبلَ اليسرَى، كما يَدُلُّ عليه حديثُ عائشةَ المتقدِّمُ، مِن أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُعْجِبُه التيمُّنُ في تَنَعُّلِهِ وتَرَجُّلِهِ وطُهُورِهِ وفي شأنِه كلِّه, رَوَاهُ البُخَارِيُّ (168)، ومسلمٌ (268).
2- التيامُنُ يُتَصَوَّرُ بينَ اليديْنِ والرجليْنِ، بخلافِ الوجهِ فعضوٌ واحدٌ يَغْسِلُهُ جميعَه، والرأسُ عضوٌ واحدٌ فيُمْسَحُ جميعُه.
3- أَجْمَعَ العلماءُ على أن التيمُّنَ في الوُضوءِ ليسَ بواجبٍ؛ فلو قَدَّمَ الشِّمالَ على اليمينِ أَجْزَأَ الوُضوءُ، معَ فواتِ الفضيلةِ.
4- قولُه: ((إِذَا تَوَضَّأْتُمْ)) يعني: شَرَعْتُم في الوُضوءِ وأَخَذْتُم به.
5- أنَّ اليمينَ تُجْعَلُ للأعمالِ الطاهرةِ، وتَقَدَّمَ في الأحوالِ المُستطابَةِ، والشِّمالَ لمَا سِوَى ذلك.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوضوء, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir