تفسير الظلم على خمسة وجوه
الوجه الأول: الظلم يعني الشرك
وذلك قوله في الأنعام: {الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلمٍ} يعني بشرك. وقال لقمان لابنه: {يا بني لا تشرك بالله إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ} يقول: الذنب عظيم.
الوجه الثاني: الظلم يعني ظلم العبد نفسه بذنب يصيبه من غير شرك
وذلك قوله في البقرة في أمر الطّلاق: {ولا تمسكوهنّ ضرارًا لّتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه} بذنبه من غير شرك. وقوله في سورة النّساء الصّغرى: {ومن يتعدّ حدود الله} في أمر الطّلاق، {فقد ظلم نفسه} بمعصيته من غير شرك. ونظيرها في البقرة. وقال في سورة الملائكة {فمنهم ظالمٌ لّنفسه} يعني أصحاب الكبائر من أهل التّوحيد، ظلموا أنفسهم بذنوبهم من غير شرك.
الوجه الثالث: من الظلم وهو الذي يظلم الناس
وذلك قوله في بني إسرائيل: {ومن قتل مظلومًا} يعني المقتول ظلمه القاتل حين قتله بغير حقٍ. وقال في النّساء: {ومن يفعل ذلك} يعني قتل النّفس، وأخذ الأموال {عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا}. وقال: {إنّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا} يعني بغير حق. قال يحيى: يذهبون به لا يريدون ردّه، استحلالا له.
الوجه الرابع: الظلم يعني النقص
وذلك قوله في الكهف: {كلتا ألجنتين آتت أكلها ولم تظلم مّنه شيئًا} يعني حملها {ولم تظلم} أي تنقص منه شيئا. وقال في الأنبياء: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا} يقول: فلا تنقص من ثواب عملها شيئا. وقوله في مريم: {ولا يظلمون شيئًا} يقول: لا ينقصون من أعمالهم. وقال: {ولا تظلمون فتيلًا} لا تنقصون فتيلا.
الوجه الخامس: الظلم يعني العذاب
وذلك قوله في النّحل: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} يعني من بعد ما عذّبوا على الإيمان.