تفسير نأى وآناء على وجهين
الوجه الأول: آناء ساعات
وذلك قوله في آل عمران: {يتلون آيات الله آناء الليل} يعني ساعات اللّيل، {وهم يسجدون} يصلّون. وقال في طه: {ومن آناء الليل} يعني من ساعات اللّيل، {فسبّح وأطراف النهار}. وقال في الزّمر: {أمّن هو قانتٌ آناء الليل} يعني ساعات اللّيل، {ساجدًا وقائمًا}.
الوجه الثاني: ناء يعني تباعد
وذلك قوله في الأنعام يريد النبي صلى الله عليه وسلم: {وهم ينهون عنه وينأون عنه} وينئون عنه نزلت في أبي طالب، ينهى عن أذى النبي من أراده وينأى عن دينه، وعمّا جاء به. وقال في سبحان {أعرض ونأى بجانبه} يعني تباعد. وهو مثل
قوله في يونس: {وإذا مسّ الإنسان الضر دعانا لجنبه} يقول: وهو مضطجع، {أو قاعدا أو قائمًا فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ} معرضا عنّا، {كأن لّم يدعنا إلى ضرٍّ مّسّه}.