المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
لأنه:
- مقصد العلوم الأعظم، وميزانها الأقوم، وعليه مدار القبول والحرمان، والتوفيق والخذلان، والهداية والضلال.
- ولأن مقصوده تحقيق صلاح القلب والجوارح،
- كما أنه ألصق العلوم بالقلوب التي هي محل نظر الرب، وبصلاحها تصلح الأعمال ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال ويفسد سائر الجسد.
- ولأنه العلم الذي تحصل به تقوى القلب، وزكاة النفس، واستقامة الجوارح، وبه ينال اليقين، والتبصر في الدين، وبه تتبين حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتعرف به أمراض القلوب وسبيل شفائها، ومداواة النفوس من عللها وأدوائها.
س2: ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
العبادة لغة: الذلة والخضوع، يقال طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة الوطء، ولهذا استشهد ابن جرير على هذا المعنى بقول طرفة بن العبد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت .....وَظِيفًا وظيفًـا فـوق مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ.
أما شرعا: فمن أحسن تعريف لها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية: "العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة".
وهي على نوعين:
1. كونية.
2. شرعية.
فالعبادة الكونية: متعلقة بالربوبية من الإقرار بخلق الله تعالى وملكه وتدبيره وشهود الفقر إلى الله تعالى، فهي عامة لجميع الخلق لا يخرج منها بر ولا فاجر، لا تفرق بين المؤمن والكافر، ولا بين أهل الجنة والنار، لأن العبد قد يعرف ذلك ويعبد غير الله كما فعل المشركون.
وأما العبادة الشرعية: متعلقة بالألوهية، فهي الفارقة بين المسلمين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا واتباع شرعه بامتثال أمره واجتناب نهيه.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب ثلاثة، هي:
1. القلب الحي الصحيح، وهو قلب المؤمن، وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله.
2. القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغر، وهو الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ففيه مادة خير ومادة شر.
3. القلب الميت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان وحبط عمله وضل سعيه.
وفائدة معرفة هذه الأنواع: أنها خير معين على فقه أعمال القلوب، والتبصر بالمخارج منها والشفاء من أمراضها والسلامة من تقلبها وأخطارها.
س4: (المحبة أصل الدين)، وضح ذلك.
بيان ذلك من عدة وجوه:
الأول: أن العبادات خاصة القلبية كالخوف والرجاء والتوكل والإنابة والتوبة وغيرها مبناها على محبة الله ومحبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.
الثاني: أن العبادة سميت بذلك لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة، مع اقترانها بالتعظيم والخضوع والانقياد.
الثالث: أن ثمرة المحبة الصادقة هي إرادة وجه الله وحده، فالله لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصا له، والحامل على التقرب إلى الله وحده بالعبادة هي المحبة العظيمة الخالصة.
كما أن المحبة أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، وهي الفارقة بين الإيمان والنفاق، وأن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة.
س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
خوف السر: هو خوف التعبد، ومثاله: خوف عباد القبور والأولياء، وتعلق قلوبهم بغير الله وغير ذلك من معاني التعبد من الرهبة والخشية والالتجاء إلى المعبود.
حكمه: شرك أكبر، لأن الخوف التعبدي عبادة من أجل العبادات.