دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الأولى 1443هـ/12-12-2021م, 02:53 PM
دانة عادل دانة عادل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة علمية في قوله تعالى ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ .
أما بعد:

فإن معرفة معاني الآيات والعلم بها وتدبرها من أعظم المقاصد القرآنية التي حثّ عليها الشارع، فقال تعالى:
﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافًا كَثيرًا﴾ [النساء: 82]
وينبغي لطالب العلم أن يدرس معانيه ويتدبرها ليحقق الفلاح في دنياه وآخرته.

ومن الآيات التي احتوت على مسائل علمية قوله تعالى: ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾ [الانشقاق: 19]
ونذكر أبرز ما مرّ معنا من مسائلها:

المسألة الأولى: اختلاف القراءات في قوله (لتركبن)
اختلفت أقوال القرّاء في قوله (لتركبن) على قولين:

1- القول الأول: القراءة بفتح التاء والباء (لتَركبَن)، قرأ بها عمر بن الخطاب وابن مسعود وأصحابه وابن عباس والقرّاء المكييّن والكوفييّن.

واختلف القائلون بهذا القول في المراد بالمعنى على عدة أقوال:
القول الأول:
لتَركبَّن يا محمد حالاً بعد حال وأمرًا بعد أمر، ومنزلاً بعد منزل، قال به ابن عباس وذكر مجاهد عنه بأنه كان يقرأ: (لتَركبَن طبقًا عن طبق) يعني نبيكم ﷺ حالًا بعد حال.
وفي رواية أخرى عنه قال: منزلًا بعد منزل.

القول الثاني:
لتَركبَن يا محمد سماءً بعد سماء، وذكر ابن كثير بأنهم يعنون به ليلة الإسراء، قال به ابن عباس في رواية والحسن وأبو العالية ومسروق وغيرهم، ذكره الطبري.

القول الثالث:
لتَركبَن الآخرة بعد الأولى، قال به ابن زيد ذكره الطبري.

القول الرابع:
المراد به تغيّر السماء وأحوالها، فمرة تتشقق كالغمام، ومرة تكون وردة كالدهان، وغيرها من أحوال السماء، ورد عن ابن مسعود وقال: هي السماء تغبرّ وتحمرّ وتَشَقَّق.
وقال في رواية أخرى عنه: ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ السماء حالا بعد حال، ومنزلة بعد منزلة.

القول الخامس:
أنها وعدٌ بالنصر، فيكون المراد: لتَركبَن يا محمد أمر العرب قبيلًا بعد قبيل وفتحًا بعد فتح كما حدث بعد ذلك، ذكره ابن عطية في محررّه بصيغة التضعيف.

هذه المعاني الواردة في معنى قوله تعالى ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ بقراءة فتح التاء والباء وهي ما رجحه الإمام الطبري واختار معنى الآية ما ورد في القول الأول: لتركبَن يا محمد حالًا بعد حال ومنزلًا بعد منزل.

2- القول الثاني: القراءة بضم الباء ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾، قرأ به المدنييّن وبعض الكوفييّن.

واختلفوا في المعنى المراد على عدة أقوال:

القول الأول:
لتركبُّن أيها الناس أحوال الشدة حالًا بعد حال، فالموت والبعث والحساب حالًا بعد حال، ذكره الطبري.

القول الثاني:
لتركبن حالًا بعد حال من النطفة إلى الهرم، قال به عكرمة ذكره ابن كثير في تفسيره وابن عطية في محررّه.

القول الثالث:
لتركبُن سنن من كان قبلكم مأخوذًا من حديث النبي ﷺ: " لتركبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ..." فيكون من باب تفسير القرآن بالسنة، قاله أبو عبيدة والسدي وذكره ابن كثير في تفسيره وابن عطية في محررّه.

القول الرابع:
من كان على صلاح دعاه إلى صلاح آخر، ومن كان على فساد دعاه إلى فسادٍ فوقه؛ لأن كل شيء يجرّ إلى شكله، ذكره ابو عاشور في تفسيره.

المسألة الثانية: توجه الخطاب في قوله تعالى: ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾، ورد الاختلاف على قولين:

القول الأول: الخطاب خاص بالنبي محمد ﷺ على قراءة: ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ .

القول الثاني: عام للناس كلها، على قراءة: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ .

واختار الإمام الطبري بأن الخطاب للنبي محمد ﷺ لكن أمته تدخل تبعًا له بأنهم يلقون من أهوال يوم القيامة وشدائده أحوالًا.

المسألة الثالثة:
مناسبة الآية بما قبلها:
الشفق والليل والقمر في الآيات السابقة، يعتريها من الأحوال ما يحدث فيها تغييرًا وتبديلًا من حيث النور والظلمة، والظهور والخفاء وغيرها من الأمور، فناسب بعدها ذكر قوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ لما يحدث للناس من تغير الأحوال من الدنيا والموت إلى الآخرة والبعث، أو تبدل أحوال الخير بالشر والشر بالخير، أو انتظار تغير الأحوال إلى ما يرضونه ويرغبونه، فلما كان فيما قبلها تبديل في الأحوال الكونيّة ناسب ذكر ما فيه تغيير أحوال العباد وتبدلها، ذكره ابن عاشور في تفسيره.


المسألة الرابعة:
معنى "عن" في قوله تعالى ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾:

وردت عن بمعنى "بعد" كما يقال: ورث المجد كابرًا عن كابر.
ذكره ابن الجوزي وابن عطية وابن عاشور.

والحمدلله رب العالمين..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1443هـ/14-12-2021م, 09:44 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانة عادل مشاهدة المشاركة
رسالة علمية في قوله تعالى ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ .
أما بعد:

فإن معرفة معاني الآيات والعلم بها وتدبرها من أعظم المقاصد القرآنية التي حثّ عليها الشارع، فقال تعالى:
﴿أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ وَلَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدوا فيهِ اختِلافًا كَثيرًا﴾ [النساء: 82]
وينبغي لطالب العلم أن يدرس معانيه ويتدبرها ليحقق الفلاح في دنياه وآخرته.

ومن الآيات التي احتوت على مسائل علمية قوله تعالى: ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾ [الانشقاق: 19]
ونذكر أبرز ما مرّ معنا من مسائلها:

المسألة الأولى: اختلاف القراءات في قوله (لتركبن)
اختلفت أقوال القرّاء في قوله (لتركبن) على قولين:

1- القول الأول: القراءة بفتح التاء والباء (لتَركبَن)، قرأ بها عمر بن الخطاب وابن مسعود وأصحابه وابن عباس والقرّاء المكييّن والكوفييّن.

واختلف القائلون بهذا القول في المراد بالمعنى على عدة أقوال:
القول الأول:
لتَركبَّن يا محمد حالاً بعد حال وأمرًا بعد أمر، ومنزلاً بعد منزل، قال به ابن عباس وذكر مجاهد عنه بأنه كان يقرأ: (لتَركبَن طبقًا عن طبق) يعني نبيكم ﷺ حالًا بعد حال.
وفي رواية أخرى عنه قال: منزلًا بعد منزل.

القول الثاني:
لتَركبَن يا محمد سماءً بعد سماء، وذكر ابن كثير بأنهم يعنون به ليلة الإسراء، قال به ابن عباس في رواية والحسن وأبو العالية ومسروق وغيرهم، ذكره الطبري.

القول الثالث:
لتَركبَن الآخرة بعد الأولى، قال به ابن زيد ذكره الطبري.

القول الرابع:
المراد به تغيّر السماء وأحوالها، فمرة تتشقق كالغمام، ومرة تكون وردة كالدهان، وغيرها من أحوال السماء، ورد عن ابن مسعود وقال: هي السماء تغبرّ وتحمرّ وتَشَقَّق.
وقال في رواية أخرى عنه: ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ السماء حالا بعد حال، ومنزلة بعد منزلة.

القول الخامس:
أنها وعدٌ بالنصر، فيكون المراد: لتَركبَن يا محمد أمر العرب قبيلًا بعد قبيل وفتحًا بعد فتح كما حدث بعد ذلك، ذكره ابن عطية في محررّه بصيغة التضعيف.

هذه المعاني الواردة في معنى قوله تعالى ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ بقراءة فتح التاء والباء وهي ما رجحه الإمام الطبري واختار معنى الآية ما ورد في القول الأول: لتركبَن يا محمد حالًا بعد حال ومنزلًا بعد منزل.

2- القول الثاني: القراءة بضم الباء ﴿لَتَرْكَبُنَّ﴾، قرأ به المدنييّن وبعض الكوفييّن.

واختلفوا في المعنى المراد على عدة أقوال:

القول الأول:
لتركبُّن أيها الناس أحوال الشدة حالًا بعد حال، فالموت والبعث والحساب حالًا بعد حال، ذكره الطبري.

القول الثاني:
لتركبن حالًا بعد حال من النطفة إلى الهرم، قال به عكرمة ذكره ابن كثير في تفسيره وابن عطية في محررّه.

القول الثالث:
لتركبُن سنن من كان قبلكم مأخوذًا من حديث النبي ﷺ: " لتركبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم شِبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ..." فيكون من باب تفسير القرآن بالسنة، قاله أبو عبيدة والسدي وذكره ابن كثير في تفسيره وابن عطية في محررّه.

القول الرابع:
من كان على صلاح دعاه إلى صلاح آخر، ومن كان على فساد دعاه إلى فسادٍ فوقه؛ لأن كل شيء يجرّ إلى شكله، ذكره ابو عاشور في تفسيره.

المسألة الثانية: توجه الخطاب في قوله تعالى: ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾، ورد الاختلاف على قولين:

القول الأول: الخطاب خاص بالنبي محمد ﷺ على قراءة: ﴿لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ .

القول الثاني: عام للناس كلها، على قراءة: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ .

واختار الإمام الطبري بأن الخطاب للنبي محمد ﷺ لكن أمته تدخل تبعًا له بأنهم يلقون من أهوال يوم القيامة وشدائده أحوالًا.

المسألة الثالثة:
مناسبة الآية بما قبلها:
الشفق والليل والقمر في الآيات السابقة، يعتريها من الأحوال ما يحدث فيها تغييرًا وتبديلًا من حيث النور والظلمة، والظهور والخفاء وغيرها من الأمور، فناسب بعدها ذكر قوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ لما يحدث للناس من تغير الأحوال من الدنيا والموت إلى الآخرة والبعث، أو تبدل أحوال الخير بالشر والشر بالخير، أو انتظار تغير الأحوال إلى ما يرضونه ويرغبونه، فلما كان فيما قبلها تبديل في الأحوال الكونيّة ناسب ذكر ما فيه تغيير أحوال العباد وتبدلها، ذكره ابن عاشور في تفسيره.


المسألة الرابعة:
معنى "عن" في قوله تعالى ﴿لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾:

وردت عن بمعنى "بعد" كما يقال: ورث المجد كابرًا عن كابر.
ذكره ابن الجوزي وابن عطية وابن عاشور.

والحمدلله رب العالمين..
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- يحسن بكِ تقديم مسألة مناسبة الآية لما قبلها.
- لا يفوتك وفقكِ الله ظهور أسلوبك في صياغة المعلومات، لئلا تكون الرسالة مجرد نقول.

- أوصيك في التطبيقات الاحقة الاستفادة من موقع جمهرة العلوم (قسم التفسير) ففيه مزيدا من الفائدة تثري رسائلك.
https://jamharah.net/forumdisplay.php?f=578


الدرجة:ب+


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir