دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > القراءة المنظمة في التفسير وعلوم القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 21 ربيع الثاني 1443هـ/26-11-2021م, 02:17 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

(13) نوح:
قال محمود رؤوف عبد الحميد أبو سعدة: ( (13)
نوح
«نوح» في القرآن هي تعريب «نوح» في التوراة، التي تنطق في العبرية لا مدًا بالواو وإنما مدًا بالضم بعده فتح (نُو – وَح)، ومن هنا كتابتها بالإنجليزية Noah.
وهي في العبرية من الفعل العبري ناح / يَنُوح، مشتقة على المصدر أو اسم الفعل، فهي «نوح» (نُو – وَح).
أما معاني هذا الفعل في العبرية فهي: البقيا والتلبث – الدعة والسكون – الكف والتوقف – الراحة والاسترواح والتنعم. وهو في العبرية والآرامية سواء.
على أنك تستطيع أن ترد هذه المعاني جميعًا إلى معنى الفعل الرئيسي، وهو البقيا والتلبث. والمعنى الرئيسي للفعل هو أقدم معانيه، أي أسبقها وجودا.
وقدم نوح على عبرية التوراة – وهو قدم جد بعيد – يجعلك تؤثر أخذ معنى اسمه من المعنى الرئيسي لهذا الفعل «ناحْ / يَنُوح» العبري – الآرامي، أعني تأخذه من البقيا والتلبث، غير ملتفت إلى عبارة في سفر التكوين يحاول بها الكاتب تفسير هذا الاسم بمعنى العزاء والراحة: «ودعا اسمه نوحا. قائلا هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الرب» (تكوين 5/29). تأخذه من البقيا والتلبث، ولا تأخذه من العزاء والراحة، لا حبا في مخالفة كاتب سفر التكوين، وإنما تفعله انحيازًا للتأصيل اللغوي العلمي لمعنى هذا الجذر العبري – الآرامي «ناحْ / يَنُوح».
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 1/232]
فقد مر بك أن ما كان في العربية أصيلاً بالخاء (المنقوطة) يرد في العبرية والآرامية فورًا إلى الحاء (غير المنقوطة). وما كان في العربية أصيلاً بالحاء (غير المنقوطة)، يظل في العبرية والآرامية على أصله بالحاء. مثال ذلك «خلق» العربي يصبح في العبرية والآرامية «حلق» بينما «جلح / يجلح» العربي يظل في العبرية – الآرامية بالحاء «جلح / يجلح».
«ناحْ» العبري إذن هو إما «نَاحَ» العربي نفسه، من «النُّواح»، كما ظن بعض مفسري القرآن، ولم يوفقوا فيه، فليس في «ناحْ» العبري من معاني «النُّواحِ» شيء كما مر بك، وإما هو «نَاخَ» العربي بخاء منقوطة، من الإناخة والتنوخ، أي التلبث والبقيا، وهو الصحيح، لأن هذا هو المعنى الرئيسي للفعل العبري «ناحْ / يَنُوحُ».
ليس مسموعًا في العربية نَاخَ يَنُوخ، ولكنك تأخذه من أناخ / يُنيخ بنفس معناهك أناخَ بالمكان، أقام، وأناخ به البلاء، حل به ولزمه، ومنه أناخ الجمل يعني أبركه، والمناخ، محل الإقامة، والنوخة مثله.
«نوح» إذن من النوخة والإناخة، فهوى النائخ المتنوخ، أي اللابث لا يريم. صار له علمًا لطول مكثه في قومه (ألف سنة إلا خمسين عامًا كما في التوراة وفي القرآن) وطول ملاحاتهم له.
وهذا هو التفسير القرآن لمعنى «نوح»، فسره بالمرادف في مثل قوله عز وجل: {وقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} [العنكبوت: 14]، {واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت} [يونس: 71]، {وجعلنا ذريته هم الباقين}[الصافات: 77].
صحح القرآن معنى «نوح» لمفسري القرآن الذين تكلموا فيه، وصححه أيضًا لكاتب سفر التكوين كما مر بك. وسبحان العليم الخبير).
[العَلَمُ الأعجمي في القرآن مفسراً بالقرآن: 1/232-233]


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأعجمي, العَلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir