59: أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي(ت:150هـ)
مولى بني تيم الله بن ثعلبة من بكر بن وائل.
ولد سنة ثمانين للهجرة، ورأى أنس بن مالك بالكوفة غير مرة؛ فهو من طبقة صغار التابعين.
تفقّه بحماد بن أبي سليمان، وبرع في الفقه والقياس والجدل والمناظرة حتى فاق كثيراً من فقهاء زمانه.
وروى عن سلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر، وأبي جعفر الباقر، وعمرو بن دينار، والأعرج، وغيرهم.
وكان حسن الهيئة، جميل الوجه، نقيّ الثياب، عذب المنطق، بارعاً في البيان، وكان فقيهاً عالماً، وورعاً عابداً، يكثر من الصلاة والتلاوة والتهجد، وربما ختم القرآن في ركعة.
وكان خزازاً يأكل من كسب يده، ولا يقبل عطايا السلطان، ابتلي بالفقر في أوّل حياته ثمّ وسّع عليه، وكان جواداً كريماً، كثير الإنفاق، ذُكر عنه أنه كان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.
- وقال يزيد بن كميت: سمعت رجلاً يقول لأبي حنيفة: اتق الله، فانتفض واصفرّ وأطرق وقال: جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا.
- قال ابن المبارك: (أبو حنيفة أفقه الناس).
- وقال الشافعي: (الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة).
- وقال يزيد بن هارون: (ما رأيت أحداً أورع ولا أعقل من أبي حنيفة).
- وقال أحمد بن الصباح: سمعت الشافعي يقول: قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.
وله أصحاب من الفقهاء حملوا علمه ونشروه في الآفاق؛ فمنهم القاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، وزفر بن الهذيل، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وابنه حماد بن أبي حنيفة، ونوح بن أبي مريم المروزي، وغيرهم.
أراد يزيد بن عمر بن هبيرة أن يكرهه على القضاء؛ فأبى أشدّ الإباء؛ فضربه فازداد إباءً، وأراد أبو جعفر المنصور أن يكرهه أيضاً القضاء فأبى فضُرب وحبُس وبقي في السجن حتى مات وهو ابن سبعين سنة.
وروى عنه سفيان الثوري، ومغيرة بن مقسم، والحسن بن صالح، وعبد الله بن المبارك، ووكيع، وأبو نعيم، وعبد الرزاق، وغيرهم.
توفي ببغداد سنة 150هـ، في خلافة أبي جعفر المنصور، وهو ابن سبعين سنة.