خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج
هذا القول أخرجه الطبري وبن كثير وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
وفي رواية عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبن خلافه وهو قول أبو هريرة.
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم .
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، وعن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه مخالف بعدم المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي والسيوطي وابن حجر عن طريق ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه
وهذا قول لبن عباس ومعمر عن فتادة والسدي
القول الثاني: مؤتمنا عليه
وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب
وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب
هذا قول بن زيد
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن
هذا قول مجاهد
التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله عليه عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي كما تأول مجاهد أنها عائدة على النبي مثل الكاف في إليك .
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
هذا ما وجدته في جمهرة التفاسير
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: عن علي و ابن الزبير سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط
القول الثاني: عن الفراء تأكل وتشرب في مدخل واجد ويخرج من موضعين
القول الثالث: عن السندي أفلاتبصرون بعين الاعتبار
القول الرابع: عن ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}. قال: وفينا آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟.
وعقب بن جرير الطبري :
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم.
القول الخامس: عن قتادة أي في خلقه إذا فكر فيه معتبر.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج
هذا القول أخرجه الطبري وبن كثير وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
وفي رواية عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبن خلافه وهو قول أبو هريرة.
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم .
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، وعن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه مخالف بعدم المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي والسيوطي وابن حجر عن طريق ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه
وهذا قول لبن عباس ومعمر عن فتادة والسدي
القول الثاني: مؤتمنا عليه
وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب
وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب
هذا قول بن زيد
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن
هذا قول مجاهد
التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله عليه عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي كما تأول مجاهد أنها عائدة على النبي مثل الكاف في إليك .
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
هذا ما وجدته في جمهرة التفاسير
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: عن علي و ابن الزبير سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط
القول الثاني: عن الفراء تأكل وتشرب في مدخل واجد ويخرج من موضعين
القول الثالث: عن السندي أفلاتبصرون بعين الاعتبار
القول الرابع: عن ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}. قال: وفينا آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟.
وعقب بن جرير الطبري :
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم.
القول الخامس: عن قتادة أي في خلقه إذا فكر فيه معتبر.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
لم يكتمل المجلس بعد ولو أمكن إخباري إذا كان مستوى الحل غير مقبول مع توضيح الخطأ
أرسل باقي المجلس في أقرب وقت بحول الله تعالى
جزاكم الله خير