سورة التّكاثر
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (ألهاكم التّكاثر (1)
أي شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد عن طاعة اللّه.
(حتّى زرتم المقابر (2)
أي حتى أدرككم الموت على تلك الحال.
وجاء في التفسير أن حيين من العرب، وهم بنو عبد مناف وبنو سهم تفاخروا وتكاثروا، ففخرت بنو عبد مناف على بني سهم بأن عدوا الأحياء، فقالت بنو سهم: فاذكروا الموتى.
وكثرتهم بنو سهم بعد أن كان بنو عبد مناف قد كثروا بني سهم.
وقوله: (كلّا سوف تعلمون (3)
(كلّا) ردع وتنبيه، المعنى ليس الأمر الذي ينبغي أن يكونوا عليه التكاثر، والذي ينبغي أن يكونوا عليه طاعة اللّه والإيمان بنبيه - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله عزّ وجلّ: (كلّا لو تعلمون علم اليقين (5)
المعنى لو علمتم الشيء حق علمه، وصرفتم التفهم إليه، لارتدعتم.
ثم قال:
(لترونّ الجحيم (6)
[معاني القرآن: 5/357]
كما قال: (وإن منكم إلا واردها).
والقراءة لترون - بضم الواو غير مهموزة - فضمت الواو لسكونها وسكون النون - وقد همزها بعضهم - لترؤن - والنحويون يكرهون همزة الواو، لأن ضمتها غير لازمة لأنها حركت لالتقاء السّاكنين، ويهمزون الواو التي ضمتها لازمة نحو أدؤر جمع دار، فيجوز أدؤر بالهمز وادور بغير الهمز، وأنت مخير فيهما، فأمّا " لترؤنّ " ثم لترونها فلا يختار النحويون إلا ترك الهمزة، وقرئت: " لترؤنّ " الجحيم، على ما لم يسم فاعله.
(ثمّ لتسألنّ يومئذ عن النّعيم (8)
أي يوم القيامة، عن كل ما يتنعم به في الدنيا، وجاء في الحديث أن النبي عليه السلام أكل هو وجماعة من أصحابه تمرا - وروي بسرا – وشربوا عليه ماء فقال: الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
وجاء أن مما لا يسأل العبد عنه لباسا يواري سوأته وطعاما يقيم به صلبه، ومكانا يكنه من الحرّ والبرد.
[معاني القرآن: 5/358]