سورة الزّلزلة
مدنية
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله عزّ وجلّ: (إذا زلزلت الأرض زلزالها (1)
إذا حركت حركة شديدة، والقراءة (زلزالها) بكسر الزاي، ويجوز في الكلام زلزالها، وقرئت (زلزالها)، وليس في الكلام فعلال بفتح الفاء إلا في المضاعف نحو الزلزال والصلصال.
والاختيار كسر الزاي، والفتح جائز.
(وأخرجت الأرض أثقالها (2)
أخرجت كنوزها وموتاها
(وقال الإنسان ما لها (3)
هذا قول الكافر لأنه لم يكن يؤمن بالبعث، فقال: ما لها، أي لأي شيء زلزالها.
(يومئذ تحدّث أخبارها (4)
(يومئذ) منصوب بقوله: (إذا زلزلت)، وأخرجت، في ذلك اليوم ومعنى (تحدّث أخبارها)، [تخبر] بما عمل عليها.
(يومئذ يصدر النّاس أشتاتا ليروا أعمالهم (6)
أي يصدرون متفرقين منهم من عمل صالحا ومنهم من عمل شرّا
[معاني القرآن: 5/351]
والقراءة (ليروا أعمالهم) ويروى (ليروا أعمالهم)، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
ولا يجوز أن يقرأ بما يجوز في العربية إذا لم يقرأ به من أخذت عنه القراءة.
ومعنى: (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره (7)
تأويله أن اللّه جلّ وعزّ قد أحصى أعمال العباد من خير، وكل يرى عمله، فمن أحبّ اللّه أن يغفر له غفر له.
ومن أحب أن يجازيه جازاه.
وقيل من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره في الدنيا.
وكذلك شرّا يره في الدنيا. واللّه أعلم.
[معاني القرآن: 5/352]