دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:40 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة الحاقة

سورة الحاقّة
(مكّيّة)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى: (الحاقّة (1) ما الحاقّة (2)
الأوّلة: مرفوع بالابتداء، و " ما " رفع بالابتداء أيضا.
و (الحاقّة) الثانية خبر " ما " والعائد على " ما " (الحاقّة) الثانية.
على تقدير ما هي، والمعنى تفخيم شأنها، واللفظ لفظ استفهام كما تقول: زيد ما هو، على تأويل التعظيم لشأنه في مدح كان أو ذمّ.
والحاقة: السّاعة والقيامة وسميت (الحاقّة) لأنها تحق كل شيء يعمله إنسان من خير أو شر.
وكذلك (وما أدراك ما الحاقّة).
معناه أي شيء أعلمك ما الحاقة.
و " ما " موضعها رفع، وأن كان بعد أدراك لأن ما كان في لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.
المعنى ما أعلمك أي شيء الحاقة.
ثم ذكر اللّه - عزّ وجلّ - من كذب بالحاقة والساعة وأمر البعث والقيامة وما نزل بهم وعظا لأمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال:
(كذّبت ثمود وعاد بالقارعة (4)
أي بالقيامة.
(فأمّا ثمود فأهلكوا بالطّاغية (5)
ومعنى (بالطّاغية) عند أهل اللغة بطغيانهم، وفاعلة قد يأتي بمعنى المصادر نحو عافية وعاقبة.
والذي يدل عليه معنى الآية. - واللّه أعلم - أنهم أهلكوا بالرجفة الطاغية، كما قال:
[معاني القرآن: 5/213]
(وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية (6)
يقال للشيء العظيم عات وعاتية، وكذلك أهلكوا بالطاغية، ودليل الوصف بالطغيان في الشيء العظيم قوله عزّ وجلّ:
(إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية).
فوصف الماء بالطغيان لمجاوزته القدر في الكثرة، وكذلك أهلكوا بالطاغية، واللّه أعلم.
وقوله: (بريح صرصر عاتية)
أي بريح شديدة البرد جدّا، والصّرصر شدة البرد، وصرصر متكرر فيها البرد، كما تقول قد قلقلت الشيء، وأقللت الشيء إذا رفعته من مكانه، إلا أن قلقلته رددته أي كررت رفعه، وأقللته رفعته. فليس فيه دليل تكرير، وكذلك صرصر وصر وصلصل، وصل.
إذا سمعت صوت الصرير غير مكرر قلت قد صر وصل، فإذا أردت أن الصوت تكرر قلت: قد صلصل، وصرصر.
وقوله تعالى: (سخّرها عليهم سبع ليال وثمانية أيّام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية (7)
معنى (سخّرها عليهم) أقامها عليهم كما شاء، ومعنى (حسوما) دائمة.
وقالوا متابعة، فأمّا ما توجبه اللغة فعلى معنى تحسمهم حسوما.
أي تذهبهم وتفنيهم.
وقوله - عزّ وجلّ -: (كأنّهم أعجاز نخل خاوية).
(أعجاز نخل) أصول نخل، وقيل خاوية للنخل لأن النخل تذكر وتؤنث.
يقال: هذا نخل حسن، وهذه نخل حسنة، فخاوية على التأنيث.
وقال في موضع آخر: (أعجاز نخل منقعر).
وقوله: (وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة (9)
[معاني القرآن: 5/214]
وقرئت ومن قبله فمن قال: ومن قبله فمعناه وتباعة، ومن قال ومن قبله فالمعنى من تقدّمه.
(والمؤتفكات بالخاطئة).
(والمؤتفكات) الذين ائتفكوا بذنوبهم، أي أهلكوا بذنوبهم الّتي أعظمها الإفك، وهو الكذب في أمر الله بأنهم كفروا وكذبوا بالرسل فلذلك قيل لهم مؤتفكون، وكذلك الذين ائتفكت بهم الأرض، أي خسف بهم إنما معناه انقلبت بهم كما يقلب بهم الكذاب الحق إلى الباطل ومعنى (بالخاطئة) بالخطأ العظيم، والدليل على أن من عظيم آثامهم الكذب قوله:
(فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذة رابية (10)
لا أنهم كذبوا رسلهم.
(أخذة رابية): معنى (رابية) تزيد على الأحداث.
وقوله عزّ وجلّ: (إنّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية (11)
معنى طغى الماء طما وارتفع، ومعنى الجارية، أي سفينة نوح عليه السلام واللّه أعلم.
وقوله: (لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية (12)
معناه لنجعل هذه الفعلة لكم تذكرة، أي إغراق قوم نوح ونجاته والمؤمنين معه.
وقوله: (وتعيها أذن واعية).
معناه أذن تحفظ ما سمعت وتعمل به، أي ليحفظ السامع ما سمع ويعمل به.
تقول لكل شيء حفظته في نفسك: قد وعيته، يقال: قد وعيت
[معاني القرآن: 5/215]
العلم ووعيت قلت، وتقول لما حفظته في غير نفسك: أوعيته، يقال أوعيت المتاع في الوعاء.
وقوله: (فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة (13)
القراءة بالرفع في (نفخة) على ما لم يسم فاعله.
وذكر الأخفش (نفخة واحدة) بالنصب ولم يذكر قرئ بها أم لا، وهي في العربية جائزة على أن قولك في الصور يقوم مقام ما لم يسم فاعله، تقول: في الصور نفخا، ففي الصور على لفظ الجر، والمعنى نفخ الصور نفخة واحدة، وهذا على من نصب نفخة واحدة.
ومن رفع فعلى معنى نفخ نفخة واحدة في الصور.
فأما تذكير نفخ فلو كان نفخت في الصور نفخة جاز لأنه تأنيث ليس بحقيقيّ، فتذكيره جائز، لأن النفخة والنفخ بمعنى واحد.
ومثله (فمن جاءه موعظة من ربّه).
المعنى معنى الوعظ.
وقال في موضع آخر: (قد جاءتكم موعظة من ربّكم).
وقوله: (وانشقّت السّماء فهي يومئذ واهية (16)
يقال لكل ما ضعف جدّا قد وهى فهو واه، ويجوز واهية بإمالة الألف والواو لكسر الهاء.
وقوله: (والملك على أرجائها ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية (17)
المعنى الملائكة على جوانبها، ورجا كل شيء ناحيته، مقصور، والتثنية رجوان والجمع أرجاء.
(ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية).
يروى ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة والعرش فوق رؤوسهم وهم مطرقون يسبّحون.
[معاني القرآن: 5/216]
(فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه (19)
يروى إذا كان يوم القيامة عرض الخلق ثلاث عرضات في الاثنين منها الاحتجاج والاعتذار والتوبيخ، وفي الثالثة تنثر الكتب فيأخذ الفائز كتابه بيمينه والهالك كتابه بشماله.
و(هاؤم) أمر للجماعة بمنزلة هاكم، تقول للواحد هاء يا رجل وللاثنين)، وها يا رجلان، وللثلاثة هاؤم يا رجال، وللمرأة هاء يا امرأة - بكسر الهمزة - وللاثنين هاؤما وللجماعة النساء هاؤنّ.
وفي هذه ثلاث لغات قد ذكرتها في غير كتاب القرآن.
وقوله: (إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه (20)
معناه إني أيقنت بأني أحاسب وأبعث.
فأمّا " كتابيه " و " حسابيه " فالوجه أن يوقف على هذه الهائات ولا توصل.
لأنها أدخلت للوقف، وقد حذفها قوم في الوصل ولا أحب مخالفة المصحف، ولا أن أقرأ بإثبات الهاء في الوصل.
وهذه رؤوس آيات فالوجه أن يوقف عندها.
وكذلك قوله: (وما أدراك ما هيه (10).
وقوله: (هلك عنّي سلطانيه (29)
معناه ذهبت عني حجتيه، والسلطان الحجّة، وكذلك قيل للأمراء سلاطين لأنهم الذين تقام بهم الحجة والحقوق.
وقوله: (قطوفها دانية (23)
معناه تدنو من مريدها لا يمنعه من تناولها بعد ولا شوك.
وقوله: (في الأيّام الخالية).
ومعناه في الأيام التي مضت لهم.
[معاني القرآن: 5/217]
قوله: (ثمّ الجحيم صلّوه (31)
المعنى اجعلوه يصلى النّار.
قوله (ولا طعام إلّا من غسلين (36)
معناه من صديد أهل النار، واشتقاقه مما ينغسل من أبدانهم.
وقوله: (قليلا ما تؤمنون (41)، و (قليلا ما تذكّرون (42)
" ما " مؤكدة، وهي لغو في باب الإعراب، والمعنى (قليلا ما تؤمنون) و(قليلا ما تذكّرون).
وقوله: (تنزيل من ربّ العالمين (43)
رفعه بـ (هو) مضمرة يدل عليها قوله: (وما هو بقول شاعر) أي هو تنزيل من ربّ العالمين.
وقوله: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44)
يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم -
(لأخذنا منه باليمين (45)
أي بالقدرة والقؤة وقال الشماخ:
إذا ما راية رفعت لمجد... تلقاها عرابة باليمين
قوله: (ثمّ لقطعنا منه الوتين (46)
الوتين نياط القلب.
(فما منكم من أحد عنه حاجزين (47)
(حاجزين) من نعت (أحد)، و (أحد) في معنى جميع.
المعنى فما منكم قوم يحجزون عنه.
وقوله: (وإنّه لحقّ اليقين (51)
المعنى أن القرآن لليقين حق اليقين.
قوله: (فسبّح باسم ربّك العظيم (52)
التسبيح معناه تنزيه اللّه من السوء وتنزيهه تعالى.
[معاني القرآن: 5/218]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir