دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 10:41 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي من الاية 60 الى اخر السورة

وقوله: (والّذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنّهم إلى ربّهم راجعون (60)
ويقرأ يأتون ما أتوا - بالقصر - وكلاهما جيّد بالغ، فمن قرأ (يؤتون
[معاني القرآن: 4/15]
ما آتوا) فإن معناه يعطون ما أعطوا وهم يخافون ألا يتقبل منهم. قلوبهم خائفة لأنهم إلى ربّهم راجعون، أي لأنهم يوقنون بأنهم راجعون إلى اللّه - عز وجل -.
ومن قرأ (يأتون ما أتوا) أي يعملون من الخيرات ما يعملون وقلوبهم خائفة.
يخافون أن يكونوا مع اجتهادهم مقصرين.
(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (61)
وجائز يسرعون في الخيرات، ومعناه معنى يسارعون.
يقال أسرعت، وسارعت في معنى واحد، إلا أن سارعت أبلغ من أسرعت.
وقوله: (وهم لها سابقون).
فيه وجهان أحدهما معناه إليها سابقون، كما قال: (بأنّ ربّك أوحى لها)
أي أوحى إليها.
ويجوز: (وهم لها سابقون) أي من أجل اكتسابها، كما تقول: أنا أكرم فلانا لك، أي من أجلك.
وقوله: (ولا نكلّف نفسا إلّا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون (62)
ويجوز: ولا يكلّف نفسا إلا وسعها، ولم يقرأ بها ولو قرئ بها لكانت النون أجود - لقوله عزّ وجلّ: (ولدينا كتاب ينطق بالحقّ).
وقوله: (بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون (63)
يجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى ما وصف من أعمال البرّ في قوله: (إنّ الّذين هم من خشية ربّهم مشفقون) - إلى قوله (يسارعون في الخيرات).
أي قلوب هؤلاء في عماية من هذا، ويجوز أن يكون " هذا " إشارة إلى
[معاني القرآن: 4/16]
الكتاب، المعنى بل قلوبهم في غمرة من الكتاب الذي ينطق بالحق.
وأعمالهم محصاة فيه.
قوله: (ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون).
أخبر اللّه - عزّ وجلّ - بما سيكون فيهم، فأعلم أنهم سيعملون أعمالا تباعد من الله غير الأعمال التي ذكروا بها.
وقوله عزّ وجلّ: (حتّى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون (64)
أي: يضجّون، والعذاب الذي أخذوا به السيف، يقال جأر يجأر جؤارا، إذا ضجّ.
وقوله: (قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون (66)
(تنكصون) أي: ترجعون.
وقوله: (مستكبرين به سامرا تهجرون (67)
منصوب على الحال، وقوله " به " أي بالبيت الحرام، يقولون: البيت لنا.
وقوله: (سامرا).
بمعنى " سمّرا " ويجوز سمّارا، والسامر الجماعة الذين يتحدّثون ليلا.
وإنما شمّوا سمّارا من السّمر، وهو ظل القمر، وكذلك السّمرة مثشقة من هذا.
وقوله: (تهجرون).
أي تهجرون القرآن، ويجوز تهجرون: تهذون. وقرئت: تهجرون أي تقولون الهجر، وقيل كانوا يسبون النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويجوز أن تكون الهاء للكتاب.
ويكون المعنى فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين بالكتاب.
أي يحدث
[معاني القرآن: 4/17]
لكم بتلاوته عليكم استكبار، ويجوز تنكصون، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
وقوله: (ولو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السّماوات والأرض ومن فيهنّ بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون (71)
جاء في التفسير أن الحق هو اللّه - عزّ وجلّ - ويجوز أن يكون الحق الأول في قوله: (بل جاءهم بالحق) التنزيل، أي بالتنزيل الذي هو الحق.
ويكون تأويل: (ولو اتّبع الحقّ أهواءهم) أي لو كان التنزيل بما يحبّون لفسدت السّماوات والأرض.
وقوله: (بل أتيناهم بذكرهم).
أي بما فيه فخرهم وشرفهم، ويجوز أن يكون بذكرهم، أي بالذكر الذي فيه حظ لهم لو اتبعوه.
وقوله: (أم تسألهم خرجا فخراج ربّك خير وهو خير الرّازقين (72)
أي (أم تسألهم) على ما أتيتهم به أجرا.
ويقرأ: (خراجا فخراج ربّك خير).
ويجوز (خراجا فخراج ربّك خير).
وقوله: (وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصّراط لناكبون (74)
معناه لعادلون عن القصد.
وقوله: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربّهم وما يتضرّعون (76)
أي ما تواضعوا. والذي أخذوا به الجوع.
(حتّى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون (77)
قيل السيف والقتل.
(إذا هم فيه مبلسون).
[معاني القرآن: 4/19]
المبلس الساكن المتحيّر.
(قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون (84) سيقولون للّه قل أفلا تذكّرون (85)
هذه (للّه) لا اختلاف بين القرّاء فيها، ولو قرئت اللّه لكان جيدا.
فأما اللّتان بعدها فالقراءة فيهما سيقولون (اللّه) و (للّه).
فمن قرأ (سيقولون اللّه) فهو على جواب السؤال، إذا قال: (من رب السّماوات السبع)، فالجواب اللّه، وهي قراءة أهل البصرة، ومن قرأ (للّه) فجيد أيضا، لو قيل من صاحب هذه الدار فأجيب زيد لكان هذا جوابا على لفظ السؤال.
ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدار: لزيد، جاز.
لأن معنى " من صاحب هذه الدار " - لمن هذه الدار.
وقوله: (قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون (88)
أي هو يجير من عذابه ولا يجير عليه أحد من عذابه.
وكذلك هو يجير من خلقه ولا يجير عليه أحد.
وقوله: (سيقولون للّه قل فأنّى تسحرون (89)
معنى تسحرون، وتؤفكون: تصرفون عن القصد والحق.
وقوله تعالى: (ما اتّخذ اللّه من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان اللّه عمّا يصفون (91)
(إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض)
أي طلب بعضهم مغالبة بعض.
(سبحان اللّه).
معناه تنزيه اللّه وتبرئته من السوء، ومن أن يكون إله غيره تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وقوله: (قل ربّ إمّا ترينّي ما يوعدون (93) ربّ فلا تجعلني في القوم الظّالمين (94)
[معاني القرآن: 4/20]
الفاء جواب الشرط شرط الجزاء، وهو اعتراض بين الشرط والجزاء، المعنى إمّا تريني ما يوعدون فلا تجعلني يا ربّ في القوم الظالمين، أي إن نزلت بهم النقمة يا ربّ فاجعلني خارجا عنهم.
ويجوز " فلا تجعلنّي " ولم يقرأ بها.
وقوله: (وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين (97)
واحد الهمزات همزة، وهو مسّ الشيطان، ويجوز أن يكون نزغات الشيطان، ونزغ الشيطان وسوسته حتى يشغل عن أمر اللّه تعالى.
وقوله: (وأعوذ بك ربّ أن يحضرون (98)
ويجوز " وأعوذ بك ربّ أن يحضرون " ولم يقرأ بها فلا تقرأنّ بها.
ويجوز وأعوذ بك ربّي أن يحضرون، ويجوز ربّي.
فهذه أربعة أوجه.
ولا ينبغي أن يقرأ إلا بواحد، وهو الذي عليه الناس.. ربّ بكسر الباء وحذف الياء، والياء حذفت للبداء والمعنى وأعوذ بك يا ربّ.
من قال ربّ بالضم فعلى معنى يا أيها الربّ ومن قال ربّي فعلى الأصل. كما قال يا عبادي فاتّقون.
وقوله: (حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون (99)
يعني به الذين ذكروا قبل هذا الموضع. ودفعوا البعث فأعلم أنه إذا حضر أحدهم الموت (قال ربّ ارجعون (99) لعلّي أعمل صالحا فيما تركت).
وقوله: (ارجعون) وهو يريد اللّه - عزّ وجلّ - وحده، فجاء الخطاب في المسألة على لفظ الإخبار لأن الله عزّ وجلّ قال: (إنّا نحن نحيي ونميت).
[معاني القرآن: 4/21]
وهو وحده يحيي ويميت. وهذا لفظ تعرفه العرب للجليل الشأن يخبر عن نفسه بما يخبر به الجماعة، فكذلك جاء الخطاب في (ارجعون).
وقوله: (كلّا) ردع وتنبيه.
وقوله عزّ وجلّ: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (100)
" يوم " مضاف إلى " يبعثون " لأن أسماء الزمان تضاف إلى الأفعال والبرزخ في اللغة الحاجز، وهو ههنا ما بين موت الميت وبعثه.
وقوله تعالى: (فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (101)
قيل: هذا في النفخة الأولى ويجوز أن يكون بعد النفخة الثانية والصور، جاء في التفسير أنه قرن ينفخ فيه فيبعث الناس في النفخة الثانية، قال عز وجلّ (ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون).
وقال أهل اللغة كثير منهم: الصور جمع صورة، والذي جاء في اللغة جمع صورة صور، وكذلك جاء في القرآن: (وصوّركم فأحسن صوركم)، ولم يقرأ أحد فأحسن صوركم، ولو كان أيضا جمع صورة لقال أيضا: ثم نفخ فيها أخرى، لأنك تقول: هذه صور، ولا تقول هذا صور إلا على ضعف فهو على ما جاء في التفسير.
فأما قوله: (ولا يتساءلون).
وقال في موضع - آخر: (وقفوهم إنّهم مسئولون (24)
وقال في موضع آخر (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون)
فيقول القائل: كيف جاء " ولا يتساءلون "
وجاء (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون).
فإن يوم القيامة مقداره خمسون
[معاني القرآن: 4/22]
ألف سنة، ففيه أزمنة وأحوال.
وإنما قيل يومئذ كما تقول: نحن اليوم بفعل كذا وكذا، وليس تريد به في يومك إنما تريد نحن في هذا الزمان، " فيوم " تقع للقطعة من الزمان.
وأمّا (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ).
فلا يسأل عن ذنبه ليستفهم، قد علم اللّه عزّ وجلّ ما سلف منهم.
وأما قوله: (وقفوهم إنّهم مسئولون) فيسألون سؤال توبيخ لا سؤال استفهام كما قال: (وإذا الموءودة سئلت (8) بأيّ ذنب قتلت (9).
وإنما تسأل لتوبيخ من قتلها.
وكذلك قوله: (أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه).
فما يسأل عنه يوم القيامة تقرير وتوبيخ، واللّه - عزّ وجلّ - قد علم ما كان، وأحصى كبير ذلك وصغيره.
وقوله: (تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون (104)
يلفح وينفح في معنى واحد، إلا أن اللفح أعظم تأثيرا.
(وهم فيها كالحون).
والكالح الذي قد تشمّرت شفته عن أسنانه، نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا مسّتها النار فبرزت الأسنان وتشمرت الشفاه
(قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالّين (106)
وتقرأ شقاوتنا، والمعنى واحد.
(وكنّا قوما ضالّين).
أقرّوا بذلك.
[معاني القرآن: 4/23]
وقوله: (قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون (108)
معنى (اخسئوا) تباعدوا تباعد سخط.
يقال خسأت الكلب أخسؤه إذا زجرته ليتباعد.
وقوله: (فاتّخذتموهم سخريّا حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون (110)
الأجود إدغام الدال في التاء لقرب المخرجين، وإن شئت أظهرت.
لأن الدال من كلمة والتاء من كلمة، والدال بينها وبين التاء في المخرج شيء من التباعد، وليست الذال من التاء بمنزلة الدال من التاء.
والتاء والطاء من مكان واحد، وهي من أصول الثنايا العلا وطرف اللسان. والذال من أطراف الثنايا العلا ودوين طرف اللسان.
وقوله: (سخريّا). يقرأ بالضم والكسر، وكلاهما جيّد، إلا أنهم قالوا إن بعض أهل اللغة قال: ما كان من الاستهزاء فهو بالكسر، وما كان من جهة التسخير فهو بالضم، وكلاهما عند سيبويه والخليل واحد، والكسر لإتباع الكسر أحسن.
وقوله: (إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون (111)
الكسر أجود لأن الكسر على معنى إني جزيتهم بما صبروا، ثم أخبر فقال: إنهم هم الفائزون: والفتح جيّد بالغ، على معنى: (إني جزيتهم لأنهم هم الفائزون، وفيه وجه آخر: يكون المعنى جزيتهم الفوز، لأن معنى (أنّهم هم الفائزون). فوزهم، فيكون المعنى جزيتهم فوزهم.
وقوله: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (112)
[معاني القرآن: 4/24]
" كم " في موضع نصب بقوله: (لبثتم)، و (عدد سنين) منصوب بـ " كم " ويجوز كم لبثتم في الأرض مشدد التاء.
وكذلك يجوز في الجواب.
(قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادّين (113)
(لبثنا) و (لبثنا)
وقوله: (فاسأل العادّين).
أي فاسأل الملائكة الذين يحفظون عدد ما لبثنا).
(قال إن لبثتم إلّا قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون (114)
معناه ما لبثتم إلا قليلا.
وقوله: (أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا وأنّكم إلينا لا ترجعون (115)
(ترجعون) و (ترجعون).
وقوله: (ومن يدع مع اللّه إلها آخر لا برهان له به فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون (117)
(فإنّما حسابه عند ربّه إنّه لا يفلح الكافرون).
التأويل حسابه عند ربّه فإنه لا يفلح الكافرون والمعنى الذي له عند ربّه أنه لا يفلح - وجائز أنه لا يفلح الكافرون بفتح أنّ، ويجوز أن يكون (فإنّما حسابه عند ربّه) فيجازيه عليه كما قال:
(ثمّ إنّ علينا حسابهم) (2).
[معاني القرآن: 4/25]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir