دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 22 شوال 1431هـ/30-09-2010م, 06:23 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي من الاية 55 الى اخر السورة

وقوله: (وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربّهم إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين أو يأتيهم العذاب قبلا (55)
موضع (أن) نصب.
المعنى وما منع الناس من الإيمان (إلّا أن تأتيهم سنّة الأوّلين).
المعنى إلا طلب أن تأتيهم سنّة الأوّلين -.
وسنّة الأوّلين أنهم غاينوا العذاب، فطلب المشركون أن قالوا:
(اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم).
(أو يأتيهم العذاب قبلا).
ويقرأ قبلا - بكسر القاف وفتح الباء -، ويجوز قبلا - بتسكين الباء – ولم يقرا بها أحد.
وموضع (أن) في قوله (إلّا أن تأتيهم) رفع، وتأويل قبلا معايبة،
[معاني القرآن: 3/296]
وتأويل قبلا جمع قبيل، المعنى أو يأتيهم العذاب أنواعا.
ويجوز أن يكون تأويل قبلا بمعنى من قبل أي مما يقابلهم.
وقوله: (ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا (57)
(وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا).
هؤلاء قد أخبر اللّه عنهم أنهم من أهل الطبع فقال: (إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه).
(أكنّة) جمع كنانة، وهو الغطاء، وهو مثل عنان وأعنة.
فأعلم اللّه عزّ وجل أن هؤلاء بأعيانهم لن يهتدوا أبدا.
وقوله: (وربّك الغفور ذو الرّحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا (58)
الموئل المنجا، يقال وأل يئل إذا نجا.
وقوله: (وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا (59)
المعنى وأهل تلك القرى أهلكناهم، يعنى به من أهلك من الأمم الخالية، نحو عاد وثمود وقوم لوط ومن ذكر بالهلاك.
وقوله: (وجعلنا لمهلكهم موعدا).
أي أجلا، وفيها ثلاثة أوجه: لمهلكهم، وتأويل المهلك على ضربين.
على المصدر، وعلى الوقت، معنى المصدر لإهلاكهم، ومعنى الوقت لوقت هلاكهم وكل فعل ماض على أفعل فالمصدر منه مفعل، أو إفعال، واسم الزمان منه مفعل، وكذلك اسم المكان، تقول أدخلته مدخلا، وهذا مدخله أي المكان الذي يدخل زيد منه، وهذا مدخله أي وقت - إدخاله، ويجوز أن يقرأ (لمهلكهم) على أن يكون مهلك اسما للزمان على معنى هلك يهلك.
وهذا زمن مهلكه مثل جلس يجلس، إذا أردت المكان أو الزمان، فإذا أردت المصدر قلت مهلك بفتح اللام مثل مجلس، يقال: أتت الناقة على مضربها
[معاني القرآن: 3/297]
أي على زمان ضرابها، وتقول جلس مجلسا - بفتح اللام - ومثله هلك مهلكا أي هلكا.
وموضع (تلك القرى) رفع بالابتداء، والقرى صفة لها مبيّنة، وأهلكناهم خبر الابتداء. وجائز أن يكون موضع (تلك القرى) نصبا ويكون (أهلكناهم) مفسّرا للناصب، ويكون المعنى وأهلكنا تلك القرى أهلكناهم.
وقوله: (وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا (60)
وإن شئت قلت بالإمالة والكسر، وهي لغة تميم، وأهل الحجاز.
يفتحون ويفخّمون.
ويروى في التفسير أنّ فتاه " يوشع بن نون ".
(لا أبرح حتّى أبلغ مجمع البحرين).
معنى (لا أبرح) لا أزال، ولو كان لا أزول كان محالا، لأنه إذا لم يزل من مكانه لم يقطع أرضا، ومعنى لا أبرح في معنى لا أزال - موجود في كلام العرب.
قال الشاعر:
وأبرح ما أدام الله قومي... على الأعداء منتطقا مجيدا
أي لا أزال.
[معاني القرآن: 3/298]
وإنما سمى فتاه لأنه كان يخدمه، والدليل على ذلك قول موسى:
(آتنا غداءنا).
وقوله: (حقبا).
الحقب ثمانون سنة، وكان مجمع البحرين الموضع الذي وعد فيه موسى بلقاء الخضر عليه السلام.
وأحب الله عزّ وجلّ أن يعلم موسى - وإن كان قد أوتي التوراة أنه قد أوتي غيره من العلم أيضا ما ليس عنده، فوعد بلقاء الخضر.
(فلمّا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتّخذ سبيله في البحر سربا (61)
يعنى به موسى ويوشع.
(نسيا حوتهما)
وكانت فيما روي سمكة مملوحة، وكانت آية لموسى في الموضع الذي يلقى فيه الخضر.
(فاتّخذ سبيله في البحر سربا).
أحيا اللّه السمكة حتى سربت في البحر، و (سربا) منصوب على جهتين.
على المفعول كقولك: اتخذت طريقي في الشرب، واتخذت طريقي مكان كذا وكذا، فيكون مفعولا ثانيا كقولك اتخذت زيدا وكيلا.
ويجوز أن يكون " سربا " مصدرا يدل عليه (فاتخذ سبيله في البحر) فيكون المعنى نسيا حوتهما فجعل الحوت طريقه في البحر ثم بين كيف ذلك، فكأنه قال: سرب الحوت سربا، ومعنى نسيا حوتهما، كان النسيان من يوشع أن تقدمه، وكان النسيان من موسى أن يأمره فيه بشيء.
وقوله: (قال أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبا (63)
والصخرة موضع الموعد.
[معاني القرآن: 3/299]
قال أرأيت إذ أوينا إلى الصّخرة فإنّي نسيت الحوت وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره واتّخذ سبيله في البحر عجبا (63)
(فإنّي نسيت الحوت).
وهذا قول يوشع لموسى، حين قال موسى (آتنا غداءنا).
وكانت السمكة من عدّة غدائهما، فقال: (وما أنسانيه إلّا الشّيطان أن أذكره).
كسر الهاء وضمها جائزان في (أنسانيه)، (أن أذكره) بدل من الهاء لاشتمال الذكر على الهاء في المعنى، والمعنى وما أنساني أن أذكره إلا الشيطان.
(واتّخذ سبيله في البحر عجبا).
(عجبا) منصوب على وجهين، على قول يوشع: واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا، ويجوز أن يكون قال يوشع: اتخذ الحوت سبيله في البحر.
فأجابه موسى فقال: (عجبا)، كأنّه قال: أعجب عجبا.
ثم قال: (ذلك ما كنّا نبغي).
الأكثر في الوقف (نبغ) على اتباع المصحف.
وبعد " نبغ " آية ويجوز وهو أحسن في العربية (ذلك ما كنا نبغي) في الوقف. أما الوصل فالأحسن فيه نبغي بإثبات الياء، وهذا مذهب أبي عمرو، وهو أقوى في العربية.
ومعنى قول موسى (عليه السلام): (ذلك ما كنّا نبغ)، أي ما كنا نريد.
لأنه وعد بالخضر في ذلك المكان الذي تتسرب فيه السمكة.
(فارتدّا على آثارهما قصصا).
أي رجعا في الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر قصصا، والقصص اتباع الأثر.
[معاني القرآن: 3/300]
(فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلّمناه من لدنّا علما (65)
يعنى به الخضر، وقيل إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى في مكان اخضّر ما حوله.
وفيما فعله موسى - وهو من جلّة الأنبياء، وقد أوتي التوراة، من طلبه العلم والرحلة في ذلك ما يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يترك طلب العلم.
وإن كان قد بلغ نهايته وأحاط بأكثر ما يدركه أهل زمانه، وأن يتواضع لمن هو أعلم منه.
(قال له موسى هل أتّبعك على أن تعلّمن ممّا علّمت رشدا (66)
ورشدا، والفعل والفعل نحو الرشد والرشد كثير في العربية نحو البخل والبخل، والعجم والعجم، والعرب والعرب.
(قال إنّك لن تستطيع معي صبرا (67)
هدا قول الخضر لموسى، ثم أعلمه العلة في ترك الصبر فقال:
(وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا (68)
أي وكيف تصبر على ما ظاهره منكر، والأنبياء والصالحون لا يصبرون على ما يرونه منكرا.
(قال ستجدني إن شاء اللّه صابرا ولا أعصي لك أمرا (69)
هذا قول موسى للخضر.
وقوله: (قال فإن اتّبعتني فلا تسألني عن شيء حتّى أحدث لك منه ذكرا (70)
أي إن أنكرته فلا تعجل بالمسألة إلى أن أبيّن لك الوجه فيه، ونصب
[معاني القرآن: 3/301]
(خبرا) على المصدر لأن معنى لم تحط به لم تخبره خبرا، ومثله قول امرئ القيس:
وصرنا إلى الحسنى ورق حديثنا... ورضت فذلّت صعبة أيّ إذلال
لأن معنى رضت أذللت، وكذلك أحطت به في معنى خبرته.
وقوله: (فانطلقا حتّى إذا ركبا في السّفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا (71)
أي خرقها الخضر.
(قال أخرقتها لتغرق أهلها)، وليغرق أهلها، وكان خرقها مما يلي الماء، لأن التفسير جاء بأنه خرقها بأن قلع لوحين مما يلي الماء، فقال:
(لقد جئت شيئا إمرا).
ومعنى (إمرا) شيئا عظيما من المنكر.
(قال ألم أقل إنّك لن تستطيع معي صبرا (72)
فلما رأى موسى أن الخرق لم يدخل منة الماء، وأنّه لم يضر من في السفينة:
(قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا (73)
ومعنى ترهقني تغشّيني، أي عاملني باليسر لا بالعسر.
وقوله: (فانطلقا حتّى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا (74)
معناه فقتله الخضر، (قال أقتلت نفسا زكيّة بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا).
[معاني القرآن: 3/302]
قالوا في زكية بريئة، أي لم ير ما يوجب قتلها، و (نكرا) أقل من قوله (إمرا)، لأن تغريق من في السفينة كان عنده أنكر من قتل نفس واحدة وقد قيل إنّ (نكرا) ههنا معناه لقد جئت شيئا أنكر من الأمر الأول.
و (نكرا) منصوب على ضربين: أحدهما معناه أتيت شيئا نكرا، ويجوز أن - يكون معناه: جئت بشيء نكر، فلما حذف الباء أفضى الفعل فنصب.
(قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنّي عذرا (76)
أي بعد هذه المسألة: (فلا تصاحبني).
ويقرا فلا تصحبني، وقراءة شاذة فلا تصحبني..
فمن قرأ فلا تصحبني فإن معناه فلا تكوننّ صاحبي، ومن قرأ فلا تصاحبني فمعناه إن طلبت صحبتك فلا تتابعني على ذلك.
ومن قرأ تصحبني، ففيها بأربعة أوجه، فأجودها فلا تتابعني على ذلك، يقال قد أصحب المهر إذا انقاد، فيكون معناه فلا تتابعني في شيء ألتمسه منك.
ويجوز أن يكون معناه: فلا تصحبني أحدا ولا أعرف لهذا معنى لأن موسى لم يكن سأل الخضر أن يصحبه أحدا.
وقوله: (قد بلغت من لدنّي عذرا).
ويقرأ من لدني بتخفيف النّون، لأن أصل لّدن الإسكان، فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نونا ليعلم سكون النون الأولى، تقول من لدن زيد، فتسكن النون ثم تضيف إلى نفسك، فتقول من لدنى كما تقول عن زيد وعني. ومن قال من لدني لم يجز أن يقول عني ومني بحذف النون، لأن لدن اسم غير متمكن، ومن وعن حرفان جاءا لمعنى.
ولدن مع ذلك أثقل من " من " و " في ".
والدليل على أن الأسماء يجوز فيها حذف النون قولهم: قدني في
[معاني القرآن: 3/303]
معنى حسبي، ويقولون قد زيد فيدخلون النون لما ذكرناه إذا أضيفت.
ويجوز قدي بحذف النون لأن قد اسم غير متمكن.
قال الشاعر (فجاء باللغتين):
قدني من نصر الخبيبين قدي
فأمّا إسكانهم دال لدن فأسكنوها كما يقولون في عضد: عضد.
فيحذفون الصفة.
وقوله: (قال هذا فراق بيني وبينك سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا (78)
زعم سيبويه أن معنى مثل هذا التوكيد، والمعنى هذا فراق بيننا أي هذا فراق اتصالنا، قال: ومثل هذا أمر الكلام: أخزى اللّه الكاذب مني ومنك، فذكر بيني وبينك ثانية توكيد، وهذا لا يكون إلا بالواو ولا يجوز: " هذا فراق بيني فبينك " لأن معنى الواو الاجتماع، ومعنى الفاء أن يأتي الثاني في إثر الأول.
وقوله: (أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا (79)
مساكين: لا ينصرف لأنه جمع لا يكون على مثال الواحد، وكذلك كل جمع نحو مساجد ومفاتيح وطوامير، لا ينصرف كما ذكرنا.
وقد بيّنّا ذلك فيما تقدم في باب ما لا ينصرف.
[معاني القرآن: 3/304]
وقوله: (وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا).
كان يأخذ كل سفينة لا عيب فيها غصبا، فإن كانت عائبة لم يعرض لها. ووراءهم: خلفهم، هذا الأجود الوجهين.
ويجوز أن يكون: كان رجوعهم في طريقهم عليه ولم يكونوا يعلمون بخبره فأعلم اللّه الخضر خبره.
وقيل: (كان وراءهم) معناه كان قدّامهم.
وهذا جاء في العربية، لأنه ما بين يديك وما قدّامك إذا توارى عنك فقد صار وراءك.
قال الشاعر:
أليس ورائي إن تراخت منيّتي... لزوم العصا تثنى عليها الأصابع
وقوله: (وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا (80)
(يرهقهما) يحملهما على الرهق وهو الجهل.
وقوله (فخشينا) من كلام الخضر، وقال قوم لا يجوز أن يكون فخشينا عن اللّه، وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضر قوله (فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا) وهذا جائز أن يكون عن اللّه عزّ وجلّ: (فخشينا) لأن الخشية من اللّه عزّ وجلّ معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف.
وقوله: (فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما (81)
(فأردنا).
بمعنى أراد اللّه - جلّ وعزّ - لأن لفظ الإخبار عن اللّه كذا أكثر من أن يحصى.
ومعنى: (وأقرب رحما).
أي أقرب عطفا وأمسّ بالقرابة، والرّحم والرّحم في اللغة العطف والرحمة
قال الشاعر:
[معاني القرآن: 3/305]
وكيف بظلم جارية... ومنها اللين والرّحم
وقوله: (فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيّفوهما)
وتقرأ أن يضيفوهما. يقال: ضفت الرجل نزلت عليه، وأضفته وضيّفته، إذا أنزلته وقربته
وقوله (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقضّ فأقامه).
أي فأقامه الخضر، ومعنى جدارا يريد - والإرادة إنما تكون في الحيوان المبين، والجدار لا يريد إرادة حقيقية، إلّا أن هيئته في التهيؤ للسقوط قد ظهرت كما تظهر أفعال المريدين القاصدين، فوصف بالإرادة إذ الصورتان واحدة، وهذا كثير في الشعر واللغة.
قال الراعي يصف الإبل:
في مهمة قلقت به هاماتها قلق الفؤوس إذا أردن نضولا
وقال الآخر:
يريد الرمح صدر أبي براء... ويعدل عن دماء بني عقيل
ويقرأ: أن ينقضّ، وأن ينقاضّ، فينقض يسقط بسرعة.
وينقاضّ ينشق طولا.
يقال انقاضّ سنّه إذا انشقت طولا
وقوله؛ (قال لو شئت لاتّخذت عليه أجرا).
ويروى: لتخذت، وذلك أنهما لما نزلا القرية لم يضيفهما أهلها، ولا
[معاني القرآن: 3/306]
أنزلوهما فقال موسى لو شئت لأخذت أجرة إقامتك هذا الحائط، ويقرأ لتخذت عليه أجرا، يقال تخذ يتخذ في اتّخذ يتخذ، وأصل تخذ من أخذت وأصل اتخذت ائتخذت.
وقوله: (وأمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربّك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا (82)
(وكان تحته كنز لهما).
قيل كان الكنز علما، وقيل كان الكنز مالا، والمعروف في اللغة أن الكنز إذا أفرد فمعناه المال المدفون والمدّخر فإذا لم يكن المال قيل: عنده علم وله كنز فهم، والكنز ههنا بالمال أشبه، لأن العلم لا يكاد يتعدم إلا بمعلّم، والمال لا يحتاج أن ينتفع فيه بغيره، وجائز أن يكون الكنز كان مالا مكتوبا فيه علم، لأنه قد روي أنه كان لوحا من ذهب عليه مكتوب: " لا إله إلا الله محمد رسول الله "، فهذا مال وعلم عظيم، هو توحيد اللّه عزّ وجلّ وإعلام أن محمدا مبعوث.
وقوله (رحمة من ربّك).
(رحمة) منصوب على وجهين:
أحدهما قوله (فأراد ربك) وأردنا ما ذكرنا رحمة أي للرحمة، أي فعلنا ذلك رحمة كما تقول: أنقذتك من الهلكة رحمة بك.
ويجوز أن يكون (رحمة) منصوبا على المصدر.
لأن معنى (فأراد ربّك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما)
رحمهما الله بذلك.
وجميع ما ذكر من قوله: (فأردت أن أعيبها).
ومن قوله (فأردنا أن يبدلهما ربّهما)، معناه رحمهما اللّه رحمة.
وقوله: (وما فعلته عن أمري).
يدل على أنه فعله بوحي الله عزّ وجلّ.
وقوله: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا (83)
[معاني القرآن: 3/307]
كانت اليهود سألت عن قصة ذي القرنين على جنس الامتحان.
(قل سأتلو عليكم منه ذكرا)
يقال إنه سمي ذا القرنين لأنه كانت، له ضفيرتان، ويروى عن علي عليه السلام أنه قال سمي ذا القرنين لأنه ضرب على جانب رأسه الأيمن، وجانب رأسه الأيسر، أي ضرب على قرني رأسه.
ويجوز أن يكون على مذهب أهل اللغة أن يكون سمّي ذا القرنين لأنه بلغ قطري الدنيا - مشرق الشمس ومغربها
وقوله: (إنّا مكّنّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيء سببا (84) [فاتّبع] سببا (85)
ويقرأ (فأتبع) أي آتيناه من كل شيء ما يبلغ به في التمكّن أقطار الأرض.
(سببا) أي علما يوصله إلى حيث يريد، كما سخر الله عزّ وجل لسليمان الريح.
ومعنى (فأتبع سببا).
- واللّه أعلم - أي فاتبع سببا من الأسباب التي أوتي.
(حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا (86)
(حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حامية)
ويقرأ (حمئة) بالهمز فمن قرأ حمئة أراد في عين ذات حمأة، ويقال حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها، وأحمأتها - إذا ألقيت فيها الحمأة، وحمئت هي تحمأ فهي حمئة إدا صارت فيها الحمأة.
ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارّة، وقد تكون حارّة ذات حمأة.
(ووجد عندها قوما).
أي عند العين.
وقوله: (قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا).
[معاني القرآن: 3/308]
أباحه اللّه - عزّ وجلّ - هذين الحكمين كما أباح محمدا - صلى الله عليه وسلم - الحكم بين أهل الكتاب أو الإعراض عنهم.
(قال أمّا من ظلم فسوف نعذّبه ثمّ يردّ إلى ربّه فيعذّبه عذابا نكرا (87)
أي فسوف نعذّبه بالقتل وعذاب اللّه إيّاه بالنار أنكر من عذاب القتل.
وقوله: (وأمّا من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا (88)
(وأمّا من آمن وعمل صالحا فله [جزاء] الحسنى)
وتقرأ (جزاء الحسنى)، المعنى فله الحسنى جزاء، وجزاء مصدر موضوع في موضع الحال.
المعنى فله الحسنى مجزيّا بها جزاء.
ومن قرأ (جزاء الحسنى)، أضاف جزاء إلى الحسنى.
وقد قرئ بهما جميعا.
(وسنقول له من أمرنا يسرا).
أي نقول له قولا جميلا
(ثمّ أتبع سببا (89)
أي سببا آخر مما يوصله إلى قطر من أقطار الأرض.
[معاني القرآن: 3/309]
(حتّى إذا بلغ مطلع الشّمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا (90)
أي: لم نجعل لهم شيئا يظلهم من سقف ولا لباس.
وقوله: (كذلك) يجوز أن يكون وجدها تطلع على قوم كذلك القبيل الذين كانوا عند مغرب الشمس، وأن حكمهم حكم أولئك.
وقولها (ثمّ أتبع سببا (92)
أي سببا ثالثا مما يبلغه قطرا من أقطار الأرض.
(حتّى إذا بلغ بين السّدّين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا (93)
(حتّى إذا بلغ بين السّدّين)
ويقرأ (بين السّدّين). وقيل ما كان مسدودا خلقة فهو سدّ، وما كان من عمل الناس فهو سدّ.
وقوله: (وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا).
ويقرأ يفقهون، فمعناه لا يكادون يفهمون.
(قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا (94)
وتقرأ بالهمز في يأجوج ومأجوج، ويقرأ بغير همز، وهما اسمان أعجميان لا ينصرفان لأنهما معرفة.
وقال بعض أهل اللغة: من همز كأنّه يجعله من أجّة الحرّ، ومن قوله: {ملح أجاج}.
وأجّة الحر شدته وتوقده.
ومن هذا قولهم أجّجت النّار ويكون التقدير في يأجوج يفعول، وفي مأجوج مفعول، وجائز أن يكون ترك الهمز على هذا المعنى، ويجوز أن يكون " ماجوج " فاعول، وكذلك ياجوج، وهذا لو كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقهما، فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية.
وقوله: (فهل نجعل لك خرجا).
وتقرأ (خراجا). فمن قرأ خرجا، فالخرج الفيء -، والخراج الضريبة وقيل الجزية، والخراج عند النحويين الاسم لما يخرج من الفرائض في الأموال، والخرج المصدر.
وقوله عزّ وجلّ: (على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا).
أي تجعل بيننا وبين يأجوج وماجوج.
(قال ما مكّنّي فيه ربّي خير فأعينوني بقوّة أجعل بينكم وبينهم ردما (95)
ويجوز.. ما مكنني بنونين، أي الذي مكنني فيه ربّي خير لي مما
[معاني القرآن: 3/310]
يجعلون لي من الخراج.
فمن قرأ (مكني) أدغم النون في النون لاجتماع النونين.
ومن قرأ (مكنني) بنونين أظهر النونين لأنهما من كلمتين.
الأولى من فعل والثانية تدخل مع الاسم المضمر.
وقوله: (فأعينوني بقوّة).
أي بعمل تعملونه معي لا بمال
(أجعل بينكم وبينهم ردما)
والردم في اللغة أكثر من السد، لأنّ الردم ما جعل بعضه على بعض يقال: ثوب مردّم، إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة.
وقوله: (آتوني زبر الحديد حتّى إذا ساوى بين الصّدفين قال انفخوا حتّى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا (96)
أي قطع الحديد، وواحد الزبر زبرة، وهى القطعة العظيمة.
وقوله: (حتّى إذا ساوى بين الصّدفين).
وتقرأ الصّدفين والصّدفين، وهما ناحيتا الجبل.
وقوله: (قال انفخوا).
وهو أن أخذ قطع الحديد العظام وجعل بينها الحطب والفحم ووضع عليها المنافيخ حتى إذا صارت كالنار، وهو قوله: (حتّى إذا جعله نارا).
والحديد إذا أحمي بالفحم والمنفاخ صار كالنّار.
وقوله: (آتوني أفرغ عليه قطرا).
المعنى: أعطوني قطرا وهو النحاس. فصب النحاس المذاب على
[معاني القرآن: 3/311]
الحديد الذي قد صار كالزيت فاختلط ولصق بعضه ببعض حتى صار جبلا صلدا من حديد ونحاس. ويقال إنه بناحية أرمينية.
وقوله عزّ وجلّ: (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا (97)
أي ما قدروا أن يعلو عليه لارتفاعه واملساسه وما استطاعوا أن ينقبوه.
وقوله: (فما اسطاعوا) بغير تاء أصلها استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما ويخف اللفظ، ومن العرب من يقول: فما استاعوا بغير طاء، ولا تجوز القراءة بها.
ومنهم من يقول: فما اسطاعوا بقطع الألف، المعنى فما أطاعوا، فزادوا السين.
قال الخليل وسيبويه: زادوهما عوضا من ذهاب حركة الواو، لأن الأصل في أطاع أطوع.
فأمّا من قرأ فما اسطاعوا - بإدغام السين في الطاء - فلاحن مخطئ.
زعم ذلك النحويون، الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من قال بقولهم. وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين.
ومن قال: اطرح حركة التاء على السين فأقول: فما اسطاعوا فخطأ أيضا، لأن سين استفعل لم تحرك قط.
وقوله: (قال هذا رحمة من ربّي فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء وكان وعد ربّي حقّا (98)
أي هذا التمكين الذي أدركت به السّدّ رحمة من ربي.
(فإذا جاء وعد ربّي جعله [دكّا] وكان وعد ربّي حقّا).
وتقرأ (دكاء)، على فعلاء - يا هذا - والذكاء والذكاء، كل ما انسبط من الأرض من مرتفع.
يعنى أنه إذا كان يوم القيامة، أو في وقت خروج يأجوج ومأجوج صار هذا الجبل دكّا.
والدليل على أن هذا الجبل يصير دكّا قوله:
(وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة (14).
[معاني القرآن: 3/312]
وقوله: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصّور فجمعناهم جمعا (99)
ومعنى يموجون في الشيء يخوضون فيه ويكثرون القول.
فجائز أن يكون يعنى بـ " يومئذ " يوم القيامة، ويكون الدليل على ذلك (ونفخ في الصّور فجمعناهم جمعا).
ويجوز أن يكون (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) أي يوم انقضاء أمر السّدّ.
وقوله (يموج)، ماجوا متعجبين من السّدّ.
ومعنى (نفخ في الصور).
قال أهل اللغة: الصور جمع صورة.
والذي جاء في التفسير أن الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل - واللّه أعلم - إلا إن حملته أنه عند ذلك النفخ يكون بعث العباد ونشرهم
وقوله عزّ وجلّ: (وعرضنا جهنّم يومئذ للكافرين عرضا (100)
تأويل عرضنا أظهرنا لهم جهنم حتى شاهدوها ورأوها.
وقوله: (الّذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا (101)
جعل اللّه عزّ وجلّ على أبصارهم غشاوة بكفرهم.
(وكانوا لا يستطيعون سمعا).
كانوا لعداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقدرون أن يسمعوا ما يتلى عليهم، كما تقول للكاره لقولك ما تقدر أن تسمع كلامي.
وقوله عزّ وجلّ: (أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي من دوني أولياء إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلا (102)
[معاني القرآن: 3/313]
تأويله: أفحسبوا أن ينفعهم اتخاذهم عبادي أولياء.
وقرئت - وهي جيّدة - (أفحسب الّذين كفروا).
تأويله أفيكفيهم أن يتخذوا العباد - أولياء من دون اللّه.
ثم بين عزّ وجلّ جزاءهم فقال: (إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلا).
يقال لكل ما اتّخذ ليمكث فيه، أعتدت لفلان كذا وكذا، أي اتخذته عتادا له، ونزلا، بمعنى منزلا.
وقوله عزّ وجلّ: (قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا (103)
(بالأخسرين أعمالا)
منصوب على التمييز لأنه إذ قال: (بالأخسرين)، دلّ على أنه كان منهم ما خسروه، فبين ذلك الخسران في أيّ نوع وقع فأعلم - جلّ وعزّ - أنه لا ينفع عمل عمل مع الكفر به شيئا فقال:
(الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا (104)
كما قال تعالى: (الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم)
و(الذين) يصلح أن يكون جرّا ورفعا، فالجرّ نعت للأخسرين.
والرفع على الاستئناف، والمعنى هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.
(وهم يحسبون).
وتقرأ (يحسبون)
(أنّهم يحسنون صنعا).
أي يظنون أنهم بصدهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحسنون صنعا.
وقوله - عز وجلّ: (إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا (107)
اختلف الناس في تفسير الفردوس، فقال قوم: الفردوس الأودية التي
[معاني القرآن: 3/314]
تنبت ضروبا من النبت، وقالوا: الفردوس البستان وقالوا: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية، والفردوس أيضا - بالسريانية، كذا لفظة فردوس. ولم نجد في أشعار العرب إلا في بيت لحسان بن ثابت.
وإن ثواب الله كل موحد... جنان من الفردوس فيها يخلّد
وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين لأنه عند أهل كل لغة كذلك، ولهذا قال حسان بن ثابت: " جنان من الفردوس ".
وقولهم: إنه البستان يحقق هذا.
والجنة أيضا في اللغة البستان، إلا أن الجنة التي يدخلها المؤمنون فيها ما يكون في البساتين، ويدل عليه قوله (وفيها ما تشتهيه الأنفس).
وقوله: (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا (108)
منصوب على الحال.
(لا يبغون عنها حولا).
أي لا يريدون عنها تحولا، يقال: قد حال في مكانه حولا، كما قالوا في المصادر صغر صغرا، وعظم عظما، وعادني حبها عودا.
وقد قيل أيضا: إنّ الحوال الحيلة، فيكون على هذا المعنى، لا يحتالون منزلا غيرها
وقوله عزّ وجلّ: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددا (109)
(ولو جئنا بمثله مددا).
[معاني القرآن: 3/315]
(مددا) منصوب على التمييز، تقول: لي ملء هذا عسلا، ومثل هذا ذهبا، أي مثله من الذهب.
وقد فسرنا نصب التمييز فيما سلف من الكتاب.
وقوله: (قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا (110)
(فمن كان يرجو لقاء ربّه).
فيها قولان: قال بعضهم معناه فمن كان يخاف لقاء ربّه.
ومثله: (ما لكم لا ترجون للّه وقارا (13).
قالوا: معناه ما لكم لا تخافون للّه عظمة.
وقد قيل أيضا فمن كان يرجو صلاح المنقلب عند ربّه، فإذا رجاه خاف أيضا عذاب ربّه.
(فليعمل عملا صالحا).
وتجوز " فليعمل " بكسر اللام، وهو الأصل، ولكنه يثقل في اللفظ، ولا يكاد يقرأ به، ولو ابتدئ بغير الفاء لكانت اللام مكسورة.
تقول: ليعمل زيد بخير، فلما خالطتها الفاء، وكان بعد اللام الياء ثقلت الكسرة مع الياء.
وهي وحدها ثقيلة، ألا تراهم يقولون في فخذ فخذ.
[معاني القرآن: 3/316]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir